قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل التاسع

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل التاسع

رواية المتمردة والقاسي للكاتبة إنجي عبدالرحمن الفصل التاسع

( الويل لى يا مستبده، الويل لى من خنجر طعن الموده )
كان يود الا يراها امامه كى لا يضعف، قام بأغلاق الباب عليها، لكن قلبه لم يتحمل ان تظل حبيسه بدون شئ تقدم و فتح لها باب الغرفه كى تستطيع ان تتجول بالمنزل بحريتها فمهما كان خطأها جسيم فلا يصح ان تعامل بأسلوب غير ادمى...
ساره ببرود: غريبه ايه اللى فكرك تفتحلى الباب..

امجد: بصى انا فتحتلك الباب علشان ما تفضليش اعده زى الكلب المسعور لوحدك، و عموما اتفضلى خشى اغسلى وشك و غيرى هدومك بدل المنظر المؤرف اللى انتى اعده قدامى بيه ده اه و ياريت تلبسى حاجه محترمه شويه، على ما الاكل يوصل، اه و انا عايزك بعد الغدا شويه
التفت له مبتسمه: ايه ده هتطلقنى
نظر لها بتهكم، هتعرفى كل حاجه بعدين مش دلوقتى.

بدئت السعاده تتسلل لقلبها شئ فشئ، فأخيرا سيطلقها و تعود لحبيبها الاول و الابدى، نظرت خلفها لتجده يقف في الشرفه و هو حزين مهموم يدخن سيجارته، اتجهت الى غرفته و هي غير عابئه به و بحثت عن هاتف، لا تجد سوى هاتفه
بالفعل اجرت اتصالها منه
كانت دهشه لدى حكيم الذي يرى رقم امجد امام اعينه، فلا يعرف ايجب ام يرفض، فماذا يريد، اتكون ساره بهذا الكم من الغباء و اخبرته عن الاتفاق
رد بقلق: الو.

ساره بفرحه: حبيبى وحشتنى اوى عامل ايه
حكيم ببرود و تهكم: اهلا بست العرايس
ساره: ايه يا حكيم البرود اللى انت فيه ده، ما تكلمنى كويس
حكيم: ليه و هو احنا بينا حاجه علشان اكلمك كويس، انتى دلوقتى ست متجوزه، و انا مقدرش اخون امجد ده احنا بينا عيش و ملح.

ساره: نعم يا اخويا ال متقدرش تخونه، و كل اللى بينا ايه، انت مش اتفقت معايا ان اتجوزه علشان يطلقنى لما يعرف ان كان في فحياتى راجل قبله و سليم يدارى الفضيحه و يخاف على سمعته فيوافق بجوازنا، ولا هو كلام عيال و خلاص.

حكيم: ماكنتش اصدق ان اخت سليم القناوى ممكن تبقى رخيصه اوى كده و تبيع نفسها، اه بقولك ايه اقفلى و مش عايز اشوف رقم جوزك ولا رقمك بيتصل بيا تانى بدل ما اخلى فضيحتك بجلاجل، اه و اخر حاجه انا مش هتجوز وحده فرطت في نفسها، و خدعت اخوها و اتجوزت واحد و عملته كوبرى
كانت تستمع لما يقوله لها حكيم، لا تعرف بما ترد الجم لسانها، السكوت خير فعل، اغلقت الهاتف و مسحت الرقم من سجل المكالمات...

خرجت من حجرته، لتجده يقف كما هو، حقا انها السبب في عذابه، لامت نفسها كثيرا، لم تستطيع ان تتحمل ما سمعته و ما فعلته بعاشقها و ما سيحدث لاخيها ان علم
وقفت امام المرآه و هي تنظر لصورتها المنعكسه، كم شعرت بالاشمئزاز و الاستحقار من نفسها، امسكت بزجاجات العطر و القت بهم المرآه لتتهشم و فتات من التهشم يصيب كتفها العارى.

انتفض على الصوت دخل اليها مثل المجنون، ليجدها تقف تنظر للمرآه المحطمه و الدم يسيل من كتفها، لم يستطيع ان يسيطر على شعور الخوف المنبعث بداخله عليها، اقترب منها بحب
امجد: ساره مالك، ايه اللى حصلك
لاول مره تنظر لعيناه بهذا الحب، فهو من ظلم بسببها هي، هي القاسيه
قادها الى الفراش وجعلها تستلقى بأريحه، و تركها ليأتى بالشاش و القطن و أله بها سن مدبب لاستخراج اى شئ صغير يدخل بالجسد...

امجد: ممكن بس تعرى كتفك علشان اعرف انضف الجرح...
ساره و هي تهز رأسها و بمنتهى السهوله، اسقطت الحماله الرفيعه التي تكون على كتفاها...
شعر و كأنه يذوب، فعيناه تلتهمها، رغبته بها لازالت قويه عشقها يسرى بجسده كالخضر، استعاذ من الشيطان، و بدء ينظف لها الجرح بهدوء، و هي تتأوه من شده الالم
امجد: خلاص اهه هخلص، بس معلش استحملى بقا علشان المطهر هيوجعك شويه
نظرت لعيناه بحب: ولا يهمك.

، اربكه بشده ظل ينظر على الجرح البسيط
امجد و هو يحاول ان يخرج من حصنها و يعود الى انفراده: انتى عملتى كده ليه في نفسك، الاول تتجوزينى و انتى بتحبى غيرى، و تعذبى نفسك و تعذبينى، وافقتى عليا ليه من الاول.

اخفضت نظرها و بدئت في الحديث: امجد انا عارفه انى انسانه مش كويسه مش اللى انت كنت بتتمناها، انا خدعتك، لو كنت سألتنى السؤال ده من ساعه بس، كنت هجرحك تانى، و هرد عليك بأستفذاذ، بس دلوقتى اللى هقدر اقوله، انت ما تستهلش وحده زى، و مش عارفه ليه القدر رمانا في سكه بعض
امجد: انا مش عايز كلام ما فيش منه فايده، كل اللى عايز اعرفه وافقتى عليا بناءاً على ايه.

نظرت له بحزن، كنت متفقه مع اللى بحبه انى اتجوزك، و انت لما هتعرف اللى فيا هتطلقنى ساعتها هتجوزه من غير اعتراض من سليم
كاد ان يرد عليها لكن منعه صوت رنين باب منزله
تركها و ذهب ليأتى بالامول و يعطيها لعامل توصيل المأكولات
اخذ منه الطعام، و تقدم نحو غرفتها، انا جايب بيتزا سى فود، و باربكيو بتحبى انهى
ساره بأحراج: اى حاجه باكل الاتنين...

شعر بأحراجها، اخذ العلبتين الى المطبخ و قام بتقسيمهم في اطباق، فكل طبق اصبح به جزء من هذه و تلك
و اعطاها طبقها، اتفضلى لازم تاكلى علشان الدم اللى نزل منك
شرع ان يخرج من حجرتها
ساره: امجد ممكن تعد تاكل معايا لو سمحت...
نظر لها بأسى: اعذرينى مش عايز يكون لينا ذكريات كتير مع بعض، مش هقدر اتحمل اكتر من كده الم عن اذنك.

خرج من غرفتها و هو يتنهد بضيق و حزن، حتى الدموع ظهرت في مقلتيه، لكنه مسحها سريعا و ابى ان تنزل هذه المره نظر للطعام، و لم يجد شهيه بالمره، وضع الطعام بالمطبخ و جلس بحجرته حزين شارد واجم، اخذ هاتفها و الاي باد التابع لها، ظل يتأمل صورها فها هو يعشق ادق تفاصيلها، اقترب من باب حجرتها ليستمع الى شهقات بكائها المستمره انفطر قلبه من اجلها، دق الباب و دخل ليجدها متصنعه النوم و يجد طعامها مثل طعامه لا ينقص شئ، و ضع بجانبها الهاتف و الاى باد، و اخذ الطعام للمطبخ، و اتى بالفرشاه و الجروف و نظف الزجاج المتناثر في ارضيه غرفتها...

كانت تراه بأعينها النصف نائمه، و هو كان متأكد انه من مراقب من عيناها التي سحرته من اول نظره انهى ما بدئه و خرج من غرفتها...

كانت تقف مندهشه و يدها على شفتيها، لا تعرف ما اصابها، فمنذ بدايه حياتها لاول مره تتعرض لموقف محرج مثل هذا، فكيف ان يكون لديه هذه الجرئه، كيف الا يحترمها، فهو انسان شهوانى قذر، لا تستطيع ان تتملك اعصابها، ودت ان تعود له من جديد لتلقنه درس لا ينساه طيله حياته في الادب و الاخلاق و احترام الاخرين، لكن ابت قدماها ان تتحرك و تذهب له، اخافت ان يفعل ذلك مره اخرى.

عادت الى منزلها بعدما قضت نصف ساعه فقط بعملها، قررت الا تذهب من جديد الى عمل هذا الدنئ الشهوانى...
كان الملل يقتلها فهى لم تتعود على هذه الوحده، فملاذها الوحيد هو ايضا تركها، كانت تجلس تزفر بضيق شديد، اشعلت سيجاره محشواه و جلست تنفسها بهدوء، و هي لا تعبئ لاحد...

تقدمت لورا الى مكتبه بعدما طلب منها احضار ملف ملك...
لورا: اتفضل، ملف ملك
سليم ببرود و هو يتأمل لورا بلا مبالاه: صحيح يا لورا، انا ضايقت قبل كده في حاجه
لورا: لا يا افندم طبعا
سليم: طيب تمام اوى الكلام ده، احب اقولك اضايقى بقا، و اتفضلى خدى حسابك من المحاسبه، و اشوف عرض كتافك
لورا: و الله ما كان قصدى انى اخونك افهمنى يا باشمهندس بس، عاصم هو اللى اغوانى
سليم: ههههههه لا حلوه اغواكى دى...

لورا: ارجوك ما تقطعش عيشى، انا عاصم رمانى رميه الكلاب، ارجوك، انت عارف انى بصرف على امى العيانه و ابويا ميت و عندى اخوات صغيره
سليم: شئ ما يخصنيش، كان قدامك انك تفضلى نضيفه و محافظه على شغلك، لكن انتى قذره و مشيت في الطريق القذر...
لورا: ارجوك امى ممكن تموت لو ما قدرتش اجيب لها الدوا، ما تقطعش رزقى لو سمحت...

سليم: امشى اطلعى بره، انا هطلع رحيم بيكى و مش هبلغ عنك و اسجنك، يمكن تعرفى تنضفى و تتعلمى من غلطك، و ما تعضيش الايد اللى اتمدتلك
نظرت له بأستضعاف و خرجت من مكتبه و هي تعلم انه لا يظلمها، فهى من جعلته يخسر الكثير كى تنال لحظات حب قليله مع عاصم، فأن ارادت ان تنتقم، فلم يكن من سليم، بل من عاصم الذي القى بها من حافه الهاويه، لتسقط في بير سحيق...

اخذ ملفها و ظل ينظر الى صورتها الجميله، فحقاً هي رائعه، اخذ ما يريده من ملفها، ثم قرر ان يصلح الخطأ الذي ارتكبه منذ قليل، فيعلم هروبها ليس الا خوف او ضعف منه، كان لا يعلم انهم الاثنين معاً...
اجرى اتصالا، ثم قام و اخذ سترته، و ذهب
كانت تجلس بالمنزل تشعر بالملل، لتجد جرس منزلها يدق، فتحت
شاب: حضرتك الانسه ملك
أومأت برأسها: ايوه مين حضرتك
اعطى لها باقه كبيره من الزهور، اتفضلى.

اخذت الباقه و هي مندهشه، فاليوم تتعرض لمواقف لاول مره تحدث لها بدايه من قبلته لها و بوكيه الورد
استنشقت عبيره و تنهدت، لتنظر به و تجد كارت، ( لا يوجد به سوى رقم هاتف، و كلمينى)
لا تعرف من الغامض صاحب الورد، الفضول يأكلها، ضغطت الارقام و تنتظر المجيب
ليأتها صوت رجولى: ملك انا مستنيكى في الكافيه اللى في اخرشارع بيتك، نص ساعه لو مجتيش هتلاقينى قدامك في البيت...

دهشت مما سمعت الجم لسانها، فكلمات بسيطه تحمل توعد و تهديد، لا تستطيع ان تستقبل رجل غريب في منزلها، نظرا لتوقعها مراقبه عمها و ابنه لها فتخاف ان يزيدوا عليها الاتهامات التي هي بريئه منها من الاساس...
ارتدت ملابس رياضيه سريعه، و لم تاخذ سوى هاتفها و المفاتيح و حافظه نقودها
دخلت الى الكافيه و هي تنظر يميناً و يساراً، فهى لا تعرف من الذي ستقابله، لم تتعرف على الصوت عبر الهاتف.

وجدته يقف امامها، كادت ان تلف و تخرج من جديد، امسك ذراعها
سليم: الاول اتفضلى اعدى و نتكلم ممكن
جلست على مضض معه و هي غير راضيه عن هذا اللقاء
سليم: قبل اى حاجه انا اسف، و اتمنى انك تقبلى اسفى، انا فعلا ما حستش بنفسى في اللى عملته...
نظرت له بتمعن: خلصت اللى جايبنى علشانه، عن اذنك بقا.

سليم: ملك لو سمحتى اعدى انا عاده مش بتحايل على حد، ولا بعتذر من حد، بس انتى كان لازم اجى اعتذرلك لانى غلطت في حقك، و اللى عملته ما قبلش ان حد يعمله في اختى
ملك: و بعدين اعتبر انى قبلت اعتذارك
سليم: لا ما فيش حاجه اسمها اعتبر في حاجه اسمها قبلت اعتذارك، و بعدين في واحده تخلى جوزها يعد يتحايل عليها كتير كده، ده حتى عيب على رجولتى، صورتى تتهز في نظرك
نظرت له بدهشه و افرغت فاها من الصدمه...

عاصم: تمام اوى كده، انت تاخد حسابك من الحسابات قبل ما تمشى، و انا لو احتجتك تانى هبقى اعرف اوصلك
الرجل: كتر خيرك يا عاصم باشا، ما تحرمش منك
نظر عاصم الى الاوراق التي بحوزته و ابتسم بشر...

يدخل والده عليه فهذا ليس من شيمته ان ينام الى وقت متأخر
العم محمد: عمر اصحى ايه النوم ده كله..
عمر: بابا معلش تعبان مش قادر اقوم جسمى مكسر...
العم: طيب اجيبلك دكتور يا ابنى
اعتدل الابن في فراشه و هو يفرك انفه بشده، و يحاول الا يظهر ذلك امام ولده: لا انا شويه و هبقى تمام
العم: خلاص ارتاح يا ابنى، طلما تعبان...

خرج الاب من حجره ابنه الصغير، ليفتح احد الادراج بجانبه و يخرج لفافه صغيره تحتوى على السم الابيض، تناولها كلها جرعه واحده، و اخذ نفس عميق، و اشعل سيجارته، و بدء ان يقوم من فراشه، فلابد ان يكون لديه مخزون من هذا، والا يموت...

استيقظت بعد وقت ليس بقصير، تبحث عنه بالمنزل لا تجده، وقفت في منتصف المنزل: امجد، امجد
لكن ليس من مجيب، دلفت لحجرته تحسباً ان يكون نائم، لكنه لم يوجد، شعرت بالقلق يغزو قلبها، فكيف ان يخرج و يتركها وحدها، دون ان يخبرها، لكنه اعاد المنزل كما كان فالتلفاز اعاده لمكانه المخصص
جلست تفكر ان تصنع له شئ يكون يحبه، كى تدخل عليه و لو جزء صغير من السعاده..

قامت صنعت له حلوى الكيك بالجيلى، و ايضا اعدت بعض المأكولات فلابد ان تحسن العلاقات معه، فهو لم يكن بالانسان السيئ، فأن لم ياخذ حقوقه الشرعيه منها، من حقه ان يأخذ حق بسيط منها، و هي ان ترعاه و تهتم به...
مر وقت كثير و هو لم يأتى الى ان حل منتصف الليل، تود الاتصال به، لكنها لا تعرف رقمه، ولا تجرؤ ان تتصل بسليم و تطلب منه رقم زوجها..
ظلت جالسه عى الاريكه تنتظره، الى ان غالبها النعاس..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة