قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل العاشر

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل العاشر

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل العاشر

خرجت الصديقات الثلاث كما اتفقن حيث ذهبن لتناول العشاء في احدى المطاعم المشهورة العائمة على كورنيش النيل في رحلة نيلية استغرقت ساعتين مرت عليهن كلمح البصر تحادثن فيها عن مواضيع كثيرة كانت من اهمها، نزار!

يا بنتي لازم تنسيه.
انت ماحبيتيش نزار الشخص لأ. انت حبيتي فيه نضوجه وسنه، دا اكبر منك ب 15 سنة يا روني عارفة يعني ايه 15 سنة؟ يعني في مرحلة معينه هتكونى انت في عز الشباب وهو في في سن الشيخوخة، تخيلي لما تكونى في عمره هو هيكون عنده 50 سنة!
حبّك ليه دا وهم.
وعموما هو خلاص ارتبط بانسانه تانية.
مش هينفعك العذاب اللي انت معيّشة نفسك فيه دا.
لازم تنسيه.

لازم تكوني أقوى من كدا، ، قالت ريتاج بقوة تريد بث روح العزيمة والاصرار في نفس راندا بينما تكلمت مها قائلة: اعذريها يا ريتاج.
لو حبها حقيقي فعلا مش بسهولة انها تنساه، انت فاكرة نسيان حبها ليه دا سهل؟! هو مش زرار هتدوس عليه انسي تقوم ناسيه؟!
ثم التفتت مها قائلة لراندا: راندا هو الدكتور نزار صدر منه أي حاجه تبين لك انه معجب بيكي او ممكن انه يكون بيفكر فيكي بس ممكن اللي يكون مانعه فرق السن بينكم؟

مسحت راندا عينيها الدامعتين باصابعها فهى تمسك نفسها بصعوبة عن ذرف الدموع حزنا على ضياع حبيبها وقالت بصوت متحشرج: هو بصراحه على طول هادي وبحس انه لما بيشوفني صدفة في المكتبه مثلا او في مكان في الكلية انه بيسأل عليا واذا كنت عاوزة حاجه، محتاجه افهم حاجه، ولما كان بيشوفنى ومعاه حد من الاساتذة كان بيقول له انى اشطر تلامذته، وهو حصل انى مرة تعبت في محاضرته واتفاجئت بعد المحاضرة انه طلب منى اروح له المكتب ولما روحت سألني سبب تعبي ايه وليه ما استأذنتش من المحاضرة وجابلي علبة عصير من الميني بار اللي عنده في المكتب وصمم انى اقعد واشربها كلها.

بس صدقوني مش تهيؤات انا كنت شايفة في عينيه اهتمام وخوف عليا كبير.
عينيه كانت مليانه حنان وبتتكلم.
كنت هتجنن عاوزة اعرف ايه هو الكلام اللي هو مانع نفسه انه يقوله بس للاسف رجع لقوقعته تاني واتعامل انه الاستاذ وانا التلميذة.
انا هتجنن.
د.
سهام عمر ما حصل ومثلا حد اتكلم انه فيه اعجاب متبادل او حاجه.
يبقى ازاي؟
ابتسمت ريتاج قائلة بهدوء: دا اسمه جواز العقل يا راندا.
ايوة ما تستغربيش، همشي معاكي للاخر.

هنفرض ان الدكتور نزار كان بيحس بشعور معين من ناحيتك لكن هو عاقل حاول ينفيه من عقله وخد قرار العقل اللي بيقول انه يرتبط بواحده تناسبه في السن والمكانه الاجتماعية، نظرت اليها راندا باستهجان فقالت: ماتفهميش كلامى غلط.
انا قصدي انها دكتورة زيّه سنها مناسب لسنه يعني كل المقوّمات لجواز ناجح، يبقى الراجل ماغلطش بالعكس شابوه ليه بجد.

مش كدا ولا ايه يا مها هانم؟ اومال قارفانى روايات يوسف السباعى واحسان عبد القدوس كدا وخلاص؟!
قالت مها بجدية: بصي يا راندا انا مش عارفة الكلام إلى هقولهولك دا صح ولا غلط، لكن انا هقولك اللي انا حاسّه بيه.
لو هو خاف يحارب معركتكم وينتصر حاربي انت لكم انتم الاتنين!
نظرت اليها راندا بتساؤل بينما قالت ريتاج باستنكار: ازاي يا شارلوك هولمز؟

قالت مها بعد ان رمت ريتاج بنظرة ساخطة لسخريتها منها: يعني اتأكدي الأول انه بيحبك زي ما انت بتحبيه.
وتتأكدي انك بتحبي نزار الانسان مش بتلبسيه حبك لباباكي الله يرحمه او لأدهم اخوكي.
اتأكدتي من كدا خلاص.
حاربي علشانه طالما انه المشكلة الوحيده فرق السن بينكم.
وواضح انه هو اللي مش مقتنع انه يرتبط بواحده اصغر منه بأكتر من 15 سنة لازم توضحي له غلطه.
دي معركتك ولازم تكسبيها.

الحب الحقيقي مش بييجي في عمرنا غير مرة واحده بس يا نتمسك بيه ونحارب علشانه طالما انه يستاهل فعلا يا اما هنندم طول عمرنا ونفضل ندوّر على الحب ومش هنلاقيه!
شردت راندا في كلامها بينما هتفت ريتاج ساخطه: انت اتجننت؟ بتقولك انه خلاص خطب عاوزاها تعمل ايه يعني؟ تاخد واحد من خطيبته؟

قالت مها بهدوء: بالعكس لو هو فعلا بيحب راندا يبقى هي بتقدم خدمة كبيرة لسهام لأن الست ماتقدرش تعيش من غير حب وشوية شوية هي هتحس بفتور عواطفه ومشاعره من ناحيتها ومش هتقدر تكمل معاه فبدل ما الموضوع يطول من غير فايده لازم يعرف انه غلطان وحاسبها غلط بس كله متوقف على ان راندا تتأكد من مشاعره من ناحيتها الاول ومش مجرد تهيؤات، قالت راندا مستفهمة: وانا أعمل ايه بالظبط علشان اتأكد من حاجه زي كدا؟

ابتسمت مها وهي ترفع كوب العصير لترتشفه قائلة: بسيطة، خلّيه يغير!
قالت ريتاج مستنكرة: نعم؟ تخليه ايه؟
قالت مها وهي تعيد كوب العصير الى الطاولة امامها بهدوء: يغيير، يعني تحاول تثير غيرته تتكلم مع زميل ليها، كدا يعني بس طبعا في حدود الادب بحيث ان اللي قدامها مايحسش بأي حاجه غريبة وتراقب رد فعله هيبقى ازاي؟ لو حسيت انه اتضايق وغضب يبقى بشرة خير ولو اتصرف عادي ولا كأن فيه حاجه، هتفت راندا: ايوة!

قالت ريتاج ساخطة: يبقى دا كله في دماغك انت، مش دا قصدك يا ست مها؟
هزت مها برأسها ايجابا بينما تابعت ريتاج بسخط: ايه ياربي شغل الافلام العربي اللي انا فيه دا؟ لالالا انتو مش ممكن.
غلطة عمري انى عرفتكم ببعض.
لالالا غلطة عمري انى انا اتعرفت بيكم.
قالت مها غامزة لراندا: سيبك منها يا راندا هي اصلها لسه ماوقعتش.
لكن لما تقع هتقع واقعه انما ايه هو مش المثل بيقول وقعه الشاطر بألف؟!

وتعالت ضحكات راندا ومها وسط سخط وحنق ريتاج...

يا بنتي علشان خاطري لو ليا خاطر عندك بلاش البطولة دي.
انت واخده بطولة الجمهورية قبل كدا 5 مرات.
علشان خاطري.
البنت اللي انت هتنزلي قدامها مستحلفالك من آخر مرة خدتيها منها انا سمعتها يومها بودني، ابتسمت ريتاج وتقدمت لتجلس بجوار والدتها واضعه ذراعها حول كتفيها وهي تقول بحنان: فيه ايه بس يا ست الكل؟ مستحلفة ازاي يعني؟ عادي كلام وقالته من غيظها علشان خسرت قدامي.
الخوف مش هيشلني يا ماما.

انت عارفة انا بعمل زي ما بابا علمنى – قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا – صدق الله العظيم، فقالت امها وهي تتنهد: صدق الله العظيم.
ما قولتش حاجه حبيبتي بس ربنا بردو قال لنا ولا تلقيكم بأيديكم الى التهلكة.
يعني مش ارمي نفسي في البحر وانا مش بعرف اعوم واقول لو ربنا كاتب لي عمر هطلع!

قالت ريتاج بحزم: بصي يا ماما انت عارفة اني مش بحب اعمل حاجه من غير رضاكي بس بردو انا متأكده ان بابا لو كان عايش كان هيصمم اني العب الماتش دا صح ولا لأ؟
هزت امها موافقة بقنوط فهي تعلم ان هذا ما كان سيكون عليه رأي زوجها وابنته نسخة طبق الأصل من والدها في شخصيتها القوية وعنادها ولم تملك سوى ان تدعو الله ان يكتب لها السلامة فبدونها لا تعلم ماذا سيحدث لها؟!..

مالك يا روني يا حبيبتي بئالك مدة عماله تلعبي في طبقك مش بتاكلي ليه؟ نظرت الى والدتها شاردة وقالت: ها، بتقولي حاجه يا ماما؟
فنظر اليها ادهم مضيقا عينيه وقال بتساؤل: لا انت مش معانا خالص.
في ايه يا راندا؟ مالك؟ شكلك مش عاجبني، و قال محمود وهو يبتلع الطعام: فعلا يا روني بئالك كم يوم وانا ملاحظ انك مش على طبيعتك بس انهارده اكتر ممكن تعرفينا فيه ايه؟

تركت ملعقتها ونظرت الى ادهم ضامة يديها وقالت برجاء حار: ارجوك يا ابيه.
المجنونة دي مافيش حد قادر عليها.
انا ومها ومامتها غّلبنا كلام معاها واللي في دماغها في دماغها.
قال ادهم متسائلا: مجنونة مين؟
قالت راندا بتأفف: هو فيه غيرها، ريتاج هانم!
ترك محمود ملعقته بقوة احدثت دويا هائلا ونظر الى راندا قائلا بلهفة وقلق: ليه يا راندا فيه ايه؟
قالت ناظرة الى اخيها الأكبر: الاسبوع الجاي بطولة الجمهورية للجودو.

وانتو عارفين ان ريتاج هتشارك فيها.
هز ادهم كتفيه قائلا: عادي.
ايه المشكلة.
مش اول مرة تشارك في بطولات.
قالت امها محاولة بث الطمأنينه في قلب ابنتها: ان شاء الله هتفوز حبيبتي سعاد بتقولي ان بنتها من النوع اللي لما بيحط حاجه في دماغه لازم يعملها، قالت راندا بيأس: انتو مش فاهمين حاجه؟
زجرها ادهم قائلا: راندا اتكلمي على طول ايه الموضوع؟ هي مش اول مرة تشارك في بطولات جمهورية.

قالت راندا بيأس: ارجوك يا ابيه حاول تمنعها.
نظر اليها مندهشا: احاول امنعها! انت اتجننت، امنعها ليه؟ ما تتكلمي يا راندا بلاش الالغاز دي، قالت راندا بقوة: يا ابيه افهمني.
ريتاج هتلاعب سالي صبري، سالي اتوعدتها آخر مرة فازت فيها عليها تاج انها مش هتسيبها وهتردها لها.
قال ادهم باستخفاف هازا كتفيه بلامبلاة: دا عبط.

كلام قالته في لحظة غضب علشان خسرت عادي الرياضة مكسب وخسارة مش معناه انها حاطة ريتاج في دماغها يعني؟!
قالت راندا بارتباك: ايوة بس مش دا السبب الوحيد.
كلامك كان هيكون صح يا ابيه لو سالي مابعتتش رسالة تهديد لتاج انها تخسر قدامها المباراة دي بدل.
بدل، نهرها ادهم قائلا: بدل ما ايه انطقي؟!
قالت بحزن: بدل ما تخسر عمرها كله!

اييييه! هبّ ادهم واقفا ومال ناحيتها فوق المائدة قائلا: انت متأكدة يا راندا؟ رسالة تهديد؟
قالت راندا مؤكدة: ايوة يا ابيه متأكده.
المجنونة وريتهالي انا ومها وهي بتضحك وقالت لنا لما اشوف هتخسرني عمري ازاي، وخليتنا نوعدها اننا ما نجيبش سيرة لمامتها.
بس اللي خوفني ان ريتاج مصممة مش بس تلعب الماتش لأ، مصرة تفوز كمان!
قفز محمود قائلا بهلع: تاج دي مجنونة.
لازم حد يعقلها.

وهم بالخروج من غرفة الطعام حين ناداه اخاه بقوة: محمود!
وقف مكانه ونظر اليه من فوق كتفه في حين قال ادهم سائلا راندا: هي هتلعب الماتش امتى بالظبط؟

قالت راندا هازة كتفيها: هي قالت لنا الاسبوع الجاي يوم، قاطعها صوت رنين المحمول فأخرجته من جيبها ونظرت الى شاشته المضيئة ليطالعها اسم اندهشت له فهي غير معتادة على الاتصال بها في مثل هذا الوقت المبكر وفتحت الخط واضعه الهاتف فوق اذنها فسمعت صوت ضجيج وصراخ فقالت هاتفه بقوة: فهميني بالراحه وواحده واحده علشان اعرف افهم انت بتقولي ايه فيه ايه يا مها؟
فغرت فاها دهشة وقامت ببطء وهي تقول:.

انت بتقولي ايه؟ هتلعب الماتش انهارده، بعد ساعه؟
انزلت الهاتف ببطء ناظرة الى ادهم المذهول وهي تقول بعينين مغرورقتين بالدموع: الحقها يا ابيه، تاج بتقامر بعمرها!

قاد ادهم السيارة بسرعه قصوى وهو قابضا بشدة على المقود ضاغطا على شفتيه بشدة ناظرا امامه ومحمود يجلس بجواره بعد ان صمم على الذهاب برفقته للحاق بريتاج...

ريتاج، ، التفتت ريتاج ناظرة خلفها بعد ان سمعت اسمها يُنادى بقوة وهي امام باب النادي المقام فيه البطولة، نظرت امامها وقطبت مندهشة وهي ترى ادهم ومحمود يتقدمان ناحيتها وكانا يلهثان بقوة، قالت لهما حينما وقفا امامها: غريبة، انتو جايين صدفة مع بعض ولا مقصودة؟
قال ادهم بقوة: على فين يا ريتاج؟
نظرت اليه وابتسمت بتساؤل: نعم؟ انت جاي واضح كدا بتكركب مع نفسك انت ومحمود علشان تقولي على فين؟

سكتت قليلا ثم اشرق وجهها بالفهم وقالت: آه.
فهمت.
راندا اكيد اللي قالت لكو صح؟
وهزت كتفيها بلامبالاة قائلة: عموما كويس علشان تشجعوني، ياللا بينا علشان متأخرش.
امسكها ادهم بذراعها جاذبا اياها بقوة فنظرت الى يده الممسكة بذراعها مقطبة وقالت ببرود: ابعد ايدك عني، قال لها من بين اسنانه: انت مش هتلعبي الماتش دا يا ريتاج!
التفتت اليه كاملا ونظرت اليه بقوة قائلة: لا.

انا هلعب الماتش دا يا ادهم، قال لها وهو يهزها بقوة: انت مجنونة، انت بتلعبي بعمرك كله.
البنت دي مش بعيد عليها تعمل أي حاجه، مافكرتيش في والدتك لو جرالك حاجه هتعمل ايه؟
اقترب منهما محمود قائلا برجاء محاولا تهدئتها: ارجوكي يا ريتاج اسمعي كلام ادهم.
بلاش الماتش دا.
زفرت حانقة وقالت ناظرة اليهما بجدية ثم استقر نظرها على ادهم قائلة: بصوا انا مش هكرر كلامي تاني، انا مش هقولكم غير كلمة واحده بس.
انا مش جبانه!

اللي مكتوب لي هشوفه هشوفه ومش هقدر اهرب منه، انا هلعب الماتش وهلعب على الفوز مش الخسارة.
واللي ربنا كاتبه هيكون غير كدا ارجوكم مش عاوزة اسمع أي كلام تاني.
عاوزين تتفرجوا على الماتش اهلا وسهلا.
مش حابين براحتكم.
جذبت ذراعها من يد ادهم التي فقدت قبضتها القوية لها وقالت: عن اذنكم.
سارت امامهما قليلا ثم وقفت واستدارت ناظرة اليهما ثم نادت قائلة: لو، لو جرالي حاجه.
خلي بالك من ماما يا.

ادهم – لم تعي انها نطقت اسمه بدون القاب فهي تتجنب مناداته باسمه المجرّد مطلقا – ثم ابتسمت ابتسامة مترددة قائلة: ما هو اصل اظاهر اتكتب عليك انك تبقى الوصي بتاع عيلة مراد شاكر، ثم رفعت يدها ملوحة بها اليهما قبل ان تستدير وتدخل الى النادي حيث حياها امن البوابة...

ادهم هنعمل ايه دلوقتي.
هنمشي ولا هندخل؟ ، اجاب ادهم وكان لايزال واقفا امامه مثبتا نظره على النقطة التي اختفت فيها ريتاج وقال من دون ان يحيد ببصره عنها: روّح انت يا محمود طمّن راندا وماما وانا شوية وهحصلك، ومعلهش سيب لي العربية وخد تاكسي.

هز محمود برأسه موافقا واستدار ذاهبا ولم يفتأ يلتفت بين كل حين و آخر ناظرا الى بوابة النادي حيث اختفت ريتاج وقلبه يدعو الى الله ألاّ يصيبها مكروه فهي قد اصبحت شيئا مهما في حياته بل وهدفا يسعى بكل قوّته لتحقيقه...

1-2-3 ، الفائزة، ريتاج مراد شاكر ، تعالت صيحات الفرح والهتافات من حولها واحتضنتها مها التي صممت على حضور المباراة وتفاجئت ريتاج بحضورها فهي لم ترد اخبارها هي او راندا او والدتها بميعاد المباراة كي لا يصيبهم القلق ولكن مها علمت بطريقتها فهي لم تقتنع بقول ريتاج ان المباراة تم تأجيلها معتمدة في قولها هذا انهم لَسْن من هواة متابعة الاخبار الرياضية فلن يعلمن ان المباراة ستقام في هذا اليوم...

تقلّدت ريتاج الميدالية الذهبية لبطولة الجمهورية بينما تقلدت سالي الميدالية الفضية وهي تنظر اليها شذرا، بعد ان انتهى توزيع الميداليات وذهبن الى الغرف المخصصة لتبديل الملابس، اوقفت ريتاج سالي قائلة بهدوء: سالي، ممكن كلمة لو سمحت؟
تقدمت اليها سالي ناظرة اليها بحقد دفين وقالت: افندم.
ايه مش انت اللي اخترتِ؟ انا حذرتك يا تخسري الماتش يا تخسري عمرك وانت اخترت، يبقى عاوزة مني ايه دلوقتي.

خُفتِ صح؟ عاوزة تتحايلي عليّا علشان ماعملش فيكي حاجه مش كدا؟
اطلقت ريتاج ضحكة ساخرة وهي تقول بسخرية: يا بنتي تهديد ايه ولعب عيال ايه؟ انت تهديدك دا ما هزّش فيّا شعرة واحده.
اللي ربنا كاتبهولي هشوفه هشوفه مش هقدر اهرب منه.
شعرت سالي بالغيظ الشديد وتقدمت من ريتاج وقالت بهدوء مخيف: طيب ايه اللي يمنعني انى انفّذ تهديدي ليكي دلوقتي؟ احنا لوحدنا هنا.
وألف مين يشهد اني في اللحظة دي مع صحابي.

تقدري تقوليلي مين اللي هيمنعني؟ ولو مثلا عملت كدا، ثم سارعت برميها على الارض بحركة سريعه لم تفطن لها ريتاج في وقتها ووضعت سالي ركبتها فوق ظهر ريتاج في حين ان وجهها ملامس الارض ولوت ذراعها خلف ظهرها وقالت بقوة: ولا لو كدا؟

ثم رفعت مرفقها لاعلى وهي تقول وهي تنزل بمرفقها بشدة فوق رقبة ريتاج: او كدا، وفجأة وجدت نفسها تطير من فوق ريتاج لتضرب بالباب بقوة شديدة في حين رفعت ذراع قوية ريتاج من الارض واحتضنها صدر قوي صلب أخذ يعلو ويهبط ودقات قلبه تتصاعد بقوة في حين ان ريتاج لا تزال مغمضة عينيها منذ ان رأت سالي ترفع مرفقها لأعلى ايذانا بالانقضاض به على رقبتها من الخلف، وسمعت صوت اقدام تركض مسرعه وصوت منقذها الذي لا يزال محتضنا ايّاها بقوة بين ذراعيه يقول بصوت متهدج: اعمل اللازم يا حضرة الظابط، حضرتك عندك اعترافها بالكامل ودي محاولة شروع في قتل واضحة جدااا، قال ظابط الشرطة بهدوء: ماتخافش يا استاذ ادهم احنا هنقوم باللازم بس يا ريت تلحقنا مع الانسة علشان ناخد اقوالها وبعدين لازم تتعرض على الطبيب لاثبات حالة الشروع في القتل و، افاقت ريتاج من صدمتها على حديث الظابط، رفعت رأسها الذي كان مدفونا في صدره ونظرت الى منقذها قليلا وهي ترى نظراته عبارة عن خوف وقلق وسرور بنجاتها وشيئا آخر لاتدري ما هو ولكنه جعل قلبها يسرع في دقاته، ثم نقلت نظرها الى سالي وقد امسك بها امن النادي ولاحظت دموعها المترقرقة في عينيها، ابتعدت عن ادهم قليلا وسارت حتى وقفت امام سالي قائلة بخفوت: ليه؟ عاوزة تموتيني ليه؟ كل داعلشان بطولة؟ تموتيني وتخسري نفسك وتترمي في السجن يا تتشنقي يا تتسجنى 15-20 سنة كل داعلشان غِيرتك وحقدك عليا؟

ثم ضحكت ضحكة قصيرة ساخرة وفجأة هوت بيدها على وجه سالي بقلم ساخن وهي تصرخ بقوة: غبية!
اتجه اليها ادهم محاولا ابعادها عنها بينما قال الظابط المسؤول: ارجوك يا آنسة ريتاج.
تمالكي اعصابك، هي هتاخد جزاءها، نظرت اليها مليا ثم نقلت نظرها الى الظابط قائلة: معلهش يا حضرة الضابط انا مش عاوزة اعمل محضر!
نظر اليها ادهم بقوة وقال محتدا: ريتاج.
انت بتقولي ايه؟

في حين نظر اليها الظابط مندهشا بينما اكملت وهي ترفع يدها لئلا يقاطعها احد: انا اللي المفروض اتعرضت لمحاولة شروع في قتل وانا بقول لحضرتك دلوقتي اللي انت شوفته دا مش محاولة شروع في قتل ولا حاجه كل الحكاية انها كانت بتوريني الحركات اللي انا غلطت فيها وانى كنت ممكن اكسبها في جولة ابدر من كدا!
قال لها الظابط بهدوء: انت متأكده من اللي انت بتقوليه دا؟ كلامها كان معناه انها مهدداكي وبتنفذ تهديدها.

قالت له ببرود: وانا المفروض المجنى عليه وبقول لحضرتك ماحصلش.
قال لها مشيرا الى ادهم: والبلاغ اللي اتقدم بيه السيد ادهم بردو غلط؟
قالت له بشبح ابتسامة: لا.
بس هو كان ممانع انى العب الماتش دا.
لانه سمع كلام عن ان سالي مصممة تفوز وانها مش هتسيبني والكلام دا اللي بيبقى كله اشاعات.
لكن انا بقول لحضرتك ومن غير أي ضغوط.

مافيش أي محاولة لقتلي حصلت وانا وسالي ممكن نكون خصمين في اللعب لكن دا في الاول والاخر لعب ورياضة والرياضة غالب ومغلوب، هز الظابط رأسه منصرفا بعد ان نزل الى رغبتها في حفظ التحقيق وغادرهما،.

تقدمت سالي ووقفت امام ريتاج ناظرة اليها وعينيها تذرف الدموع الغزيرة وقالت بصوت ملئ بالبكاء: ليه؟ عملتِ كدا ليه؟
وقفت امامها ريتاج قائلة بهدوء نسبي: علشان انت غبية ولازم حد يلحقك!
ثم قالت لها بقوة: هي كلمة تحطيها حلقة في ودنك.

انت عمرك ما هتاخدي كل حاجه، ولازم ترضي بالخسارة وتتعلمي ازاي تحوّلي خسارتك لمكسب، واي خسارة ممكن تتعوض الاّ خسارة الانسان لنفسه دي اللي لا يمكن تتعوض، هزت سالي برأسها ثم استدارت على مهل لتنصرف ولكنها وقفت ثم نظرت الى ريتاج من فوق كتفها وقالت: انت فعلا لازم تكسبي.
لانك بجد تستحقي الفوز.

وانصرفت تاركة ريتاج تنظر في اعقابها، تقدم ادهم منها ببطء وقال مستفهما: ليه سيبتيها يا ريتاج؟ مش يمكن تنفذ تهديدها وتحاول انها تأذيكي تاني؟
هزت ريتاج رأسها نافية وشعرت بدوار حالما قامت بهز رأسها وقالت ببطء وهي تحاول التغلب على الدوار الذي اصابها: لا يا ادهم.
انت ماخادتش بالك من الكسرة اللي في عينيها.
هي مش شريرة ولا مجرمة.
هي غبية!
قال لها بتساؤل: بس انت بجد سامحتيها؟

قالت له وهي تحاول مستميتة التغلب على الدوار الذي بدأت تزداد حدته: بابا كان دايما يقول آية قرآنية جميلة اووي، ادفع باللتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، صدق الله العظيم.
قال ادهم بهدوء: صدق الله العظيم، وفجأة تلاشت قوى ريتاج وقالت بآخر ما لديها من قوة قبل ان يسحبها الظلام في طريقه: أدهم، أنا،.

وسقطت مغشيّا عليها فتلقفتها ذراعين قويتين قبل ان يلامس جسدها الارض...
ترى كيف استطاع ادهم معرفة مايجري لريتاج بالداخل وانقاذها ممن كانت تريد الفتك بها؟
هل ستتغير علاقة أدهم بالمتمرّدة الحسناء بعد انقاذه لها من براثن الموت؟
ما هو قرار ادهم الذي سيفاجئ به ريتاج وهل ستوافق عليه؟
تابعوني في القادم من، المتمرّدة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة