قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل السادس والعشرون

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل السادس والعشرون

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل السادس والعشرون

ظلّت جالسة في مكانها على الارض تطالع جسد سامح المضرج بدماؤه امامها ثم زحفت على يديها حتى وصلت اليه واضطرت لتفتيش جيوبه لايجاد مفتاح الغرفة، وجدت ميدالية بها مجموعه من المفاتيح وجهازه المحمول قامت ببطء شديد فجسمها غير قادر على الوقوف من جرّاء المحنة النفسية والبدنية التي مرت بها، امسكت محموله في يدها هي لا تعلم اين حقيبتها اليدوية وعقلها مشلول لا تدري كيف تتصرف فلم تجد أمامها غير مها لتتصل بها لعلها تنقذها مما هي فيه، لم تستطع الاتصال بأدهم ليأتي ويراها بهذا المنظر هي خائفة لا بل مرعوبة ولكنها أبدا ليست بنادمة فهذا السامح كلب كان سيقتلها بمنتهى الدناءة لو لم تكن سبقته وقتلته هي قبل ان يقوم بقتلها بأحقر طريقة!

ألو.
ايوة يا مها.
انا ريتاج.
لا مش موبايلي.
بصي انا مش عارفة انا فين.
اسمعيني للآخر، انا، انا قت، قتلت اللي اسمه سامح دا.
تكلمت بصوت عال بحدة قائلة: اسمعيني.
عاوزاكي تقولي لأدهم اني، لآخر لحظة صُنته وصُنت اسمه واسم مراد سالم، مها عاوزاكي قوية، خليكي جنب ماما واوعي اوعي يا مها ماما تعرف حاجه.
انا مش مجرمة يا مها علشان اهرب لو الوقت رجع كنت هعمل نفس اللي عملته دا انا مش ندمانه.

انا هبلغ البوليس وانا واثقة اني مش هتعاقب، سلام يا مها سلام يا اختي، سارعت لاغلاق الهاتف قبل ان تسمع ردها الاخير وبكت.
بكت بدموع كثيرة وهي تتذكر صراخ مها وبكاؤها في الهاتف ثم تنفست بعمق ومسحت دموعها وتكلمت ثانية في الهاتف وما ان سمعت الطرف الآخر يجيب حتى قالت بهدوء قدر الإمكان: بوليس النجدة، انا عاوزة ابلغ عن جريمة اغتصاب وقتل.

للأسف انا مش عارفة انا فين، انا بتكلم من مكان الجريمة دلوقتي، المنطقة على ما أظن 6 اكتوبر، مش منقولة انا اللي مبلغة، اقفلت الهاتف وجلست على الاريكة تنظر الى الجسد الغارق بدماؤه امامها وهي تحاول لمّ مقدمة قميصها لتداري عريها وقد تيبست الدموع في مقلتيها...

ممكن تهدي وتحكيلي تاني اللي حصل بالظبط؟ ، اعطاها الضابط كأسا من االماء لتشربه بعد ان توصلت الشرطة لمكانها عن طريق تتبع مكالمتها في الهاتف المحمول وقاموا باقتيادها الى مخفر الشرطة ونقلت الاسعاف سامح الى المشفى تمهيدا لعرضه على الطب الشرعي للسير في اجراءات القضية.

سردت عليه ما حدث بصوت هادئ وكأنها تسرد ما حدث لغيرها فقد شعرت انها منفصلة عن واقعها وقد تحجرت الدموع في مقلتيها، سألها الظابط وهو مشفق عليها فهو يعلم ضعف موقفها في القضية لعدم وجود شهود على ما تقوله ولكنه في ضميره يود وبشدة تصديقها ويعزز كلامها هيئتها المزرية والصدمة الواضحة على ملامحها: فيه حد يعرف عن المكالمة اللي جاتلك بحادثة خطيبك؟

اشارت برأسها نافية فقال: طيب انت روحتى على طول هناك من غير ما تتصلي بجوزك تتأكدي منه الاول؟
اجابت وهي تنتظر امامها بهدوء غريب: انا اتفاجئت.
المفاجأة شلِّتني، معرفتش أفكر وجريت ع المستشفى من غير وعي.
قال الضابط بهدوء: عموما احنا لاقينا الشنطة بتاعتك وموبايلك فيها ولاقينا مكالمة فعلا جاية في التوقيت اللي بتقولي عليه عموما احنا هنستنى تقرير الطب الشرعي وممكن تتصلي بالمحامي بتاعك وأكيد جوزك.

هزت رأسها بانكسار وقالت بصوت خافت: انا عاوزة اكلم المحامي بتاعي بعد اذنك الأول، سمح لها الضابط باستخدام الهاتف حيث هاتفت سعيد المحامي الذي تفاجئ بما اخبرته واقفل معاها واعدا اياها بالحضور فورا...

ايه يا صافي قعدت تقولي لي خبر بمليون جنيه ورئيس التحرير هيغيَّر فكرته عنك اروح العنوان منتظر اني اشوف خطيبة رجل الاعمال المشهور وهي بتخونه مع عشيقها اروح الاقي جريمة قتل!
قفزت صافي في جلستها وهي تقول لمحدثها بدهشة شديدة: اييه؟ جريمة قتل؟ انت بتقول ايه يا أمين؟
قال لها المدعو أمين بتأفف: بقولك ان الخبر طلع ينفع للحوادث مش للجرنال بتاعي اللي متخصص في فضايح المشاهير!

ارتسمت ابتسامة خبث ومكر ودهاء على شفتي صافي المصبوغتين باللون الاحمر القاني وكأنها من أكلة لحوم البشر وقالت بمكر: طيب ايه رأيك ان اللي حصل دا هيخلي اسمك يلمع وتبقى الآس في الجرنال بتاعك، لما نقول ان الخطيبة قتلت عشيقها بعد ما هددها بفضحها قدام زوجها رجل الاعمال المشهور اللي ضحكت عليه علشان تضمن استلام ميراثها بالكامل في وقته وفي نفس الوقت علاقتها مستمره بالقتيل وان القتيل هددها بفضحها بعد ما عرف ان الموضوع مش كتب كتاب لأ. دا جواز بالفعل وبيجهزوا للفرح فطبعا غيرة العاشق تخليه يعمل اكتر من كدا خصوصا ان علاقتهم مستمرة من زمان وكان والدها هو اللي رافض اي علاقة رسمية ورفضه لما اتقدم لها واضطرت تجاري ابوها في رفضه للقتيل علشان ماتخسرش ثقته لكن علاقتهم كانت مستمرة في السر لما تقول كدا هيبقى خبر الموسم ولا لأ؟

اكتب انت بأه الخبر بطريقتك الصحفية مع حبة تحابيش كدا وشوية اشارات تخلي القارئ بسهوولة يقدر يعرف انت قصدك مين.
بذمتك مش خبر بمليون جنيه يخلّي اسم أمين شرارة يلمع زي الأول بالظبط؟
قال أمين مبهوتاً: انت ايه الدماغ دي؟ انت أحسن من احسنها صحفي فضايح بجد، ثم ابتسم بمكر وتابع: سيببيني انا بأه هظبط الخبر بطريقتي واوعدك انه هينزل في العدد الجديد وهيقلب الدنيا!

واتفق قوى الشر غير عابئين بما سيحدث من جرّاء مخططهما الشيطاني لإنسانة كل جُرمها انها لم تقبل الانحناء لمخلوق فقد خلقها الله حرة وهي ابدا لن تنحن لسواه...

ادهم بيه يا ريت تقدر تتمالك نفسك انا عارف ان المفاجأة صعبه عليك واستغربت لما قولتلي انها كلمت صاحبتها مها علشان تقولك وما قدرتش تبلغك بنفسها لكن تأكد ان ريتاج مرت بتجربة قاسية جدا ومحتاجاك جنبها تقويها وتطمنها انا هدخل للظابط دلوقتي علشان اشوف المحضر وبعدين هطلب منه بشكل ودي انك تشوفها، دخل سعيد المحامي لمكتب الظابط للإطلاع على سير التحقيقات فوجد ريتاج لاتزال قيد التحقيق وأطلعه الظابط على أقوالها وبعد الانتهاء من التحقيقات وقبل ان يصدر الظابط أمره الاخير طلب منه المحامي ان يسمح لزوجها برؤيتها ما ان سمعت ريتاج ان ادهم بالخارج حتى شهقت بحزن واخذت تهز في رأسها يمينا ويسارا فهي لا تريد ان يراها على هذه الهيئة المزرية وأخذت تجمع السترة التي ألبسها ايّاها أحد الظباط لدى رؤيته لقميصها الممزق في الشقه قبل اصطحابها للمخفر وقالت وصوتها يهتز وبدأ الثبات الظاهر الذي كان يغلفها بالتشقق وقالت: لأ يا أ. سعيد.

مش هقدر اخليه يشوفني وانا كدا.
مش عاوزاه يشوفني وانا بالصورة دي!
قال سعيد الجالس امامها بحنو: ريتاج يا بنتي ادهم بيه يبقى جوزك وانت محتاجاله اكتر وقت دلوقتي لازم تتكلمي معاه ويسمع منك قبل ما يقرا الخبر في الجرايد او حد يقوله انت حتى لما قلت لصاحبتك ما عرفتيهاش عملتي كدا ليه فلازم انت اللي تعرفيه، شهقت بذعر وقالت: ايه؟ جرايد؟

قال سعيد بألم: للاسف يا بنتي دي جريمة قتل وادهم بيه له اسمه في عالم المال والتجارة مش معقولة حادثة زي دي تمر مرور الكرام كدا!

هز الظابط رأسه مؤمنا على قول سعيد وقال: للاسف احنا كمان منقدرش نمنع الصحافة انها تشوف شغلها احنا نقدر نمنع النشر لو المجرم هربان او قضايا تخص امن الدولة لكن دي جريمة مكتملة الاركان فيه قتيل وفيه قاتل معترف مهما كان دوافع القاتل دا لكن احنا ماينفعش نمنع النشر، ابتسمت بسخرية وقالت: عندك حق.
مش مهم سمعة الناس الصحفي زي الصياد مش مهم عنده الفريسة أد ما مهم عنده انه ينجح في اصطيادها!

ثم نظرت الى سعيد قائلا متنهدة: ماشي هقابله.

دخل ادهم الواجم من لحظة ان حادثته مها تخبره ببضع كلمات ان هناك مشكلة ما تعترض ريتاج ثم تبعها اتصال سعيد يخبره بقدوم ريتاج الى المخفر ولم يصرح له بأكثر من ذلك الى ان شاهده في المخفر واخبره ببضع كلمات عما حدث لها وان كان لا يعلم كافة التفاصيل بعد.
قام الظابط وترك المكتب ليستطيعا الانفراد قليلا واستأذن سعيد قائلا لأدهم انه بانتظاره خارجا وحاول ان يبث بعض الطمأنينة في نفس ريتااج...

ما ان أصبحا بمفردهما حتى اقتربت ريتاج من ادهم الساكن امامها ينظر اليها بنظرات خاوية ووقفت قبالته تماما وفجأة اذ به يعتصرها بين ذراعيه يكاد يزهق روحها من شدة احتضانه لها واذ بدموعها تنهمر على وجهها ولكنها في ذات الوقت شعرت بإحساس جميل من الراحة وكأنها بين ذراعيه قد وجدت حصنها وحاميها، ربت على شعرها وشعرت به يقبله ووضع ذقنه على شعرها هنيهة ثم تنفس عاليا وابعدها عنه قليلا فشاهد آثار دموعها على وجنتيها الشاحبتين وعينيها اللتان تنظران اليه وبقايا دموع عالقة في رموشهما وسمع صوتها حزينا ضعيفا.

وهي تقول وقد بدأت شفتها في الاهتزاز: أدهم.
انا عارفة ان الموقف صعب عليك بس.
قاطعها بصوت هادئ متسائل يحمل حزنا دفينا في طياته: ليه يا تاج؟ ليه ما قولتليش على كل حاجه من الأول؟ مين سامح دا؟ انت تعرفي سامح دا منين؟ دلوقتي هتقوليلي الحكاية كلها يا ريتاج من اول حرف لآخر حرف.
لغاية ما جيتي هنا لازم اعرف يا تاج لازم!

جلسا سوية على الاريكة الموضوعه بالمكتب ثم شرعت تحكي له بنبرة خافته حكايتها مع سامح منذ ان كانا زملاء بالجامعه وحتى لحظة قدومها للمخفر.

يعني انت شوفتيه في النادي يوم الحفلة وما قولتليش؟ وكان بيكلمك يهددك في التليفون وبردو ماقولتليش؟ غريبة وماحاكتليش خالص انه كان بينكم مشروع ارتباط وانت في الجامعه.
كنت بتخبي عليا ليه يا ريتاج؟
كان يتسائل بنبرة مليئة بالدهشة والغضب المستتر لإخفاؤها عنه مضايقات هذا الشخص لها نظرت اليه وقالت بخفوت: لاني ما كانش فيه موضوع اساسا علشان احكيه.

واحد اتقدم لي واكتشفت انه ندل وخسيس وواطي ورفضته وشوفته في النادي بالصدفة وماعبرتوش حتى تهديده ليا ماعملتلوش أي قيمة، لانه أجبن من انه ينفذه، ابتسم بسخرية وقال: وأهو نفذ تهديده يا ريتاج بس السؤال دلوقتي يا ترى نفذ تهديده بالكامل ولا لأ؟
نظرت اليه بدهشة وقالت: قصدك ايه؟

قام من مكانه ثم تحرك واقفا امامها واوقفها على قدميها ممسكا ايّاها من ذراعيها مقربا وجهه من وجهها وقال بقوة: يعني وصل معاكي لغاية فين يا ريتاج؟ قدر يوصل لك؟ ايه اللي انت لسه ماقولتهوش؟
قالت برجاء ودموعها تكاد تتساقط: لا يا ادهم انا ماخبتش حاجه.
ماقدرش يوصل لي.

اوعى تشك في كلامي انا، قاطعها بحدة: انت ايه؟ انت خبيتي عليا من الاول كل حاجه، ايه اللي يضمن لي انك بتقولي الحقيقة كلها دلوقتي ما يمكن لسّه بتخبي زي العادة؟
قالت والحزن يغلف صوتها: احلف لك بالله انه ماقدر يمس شعره مني، قال لها بحدة: الناس مش هتصدقك مهما حلفتي لهم يا تاج.

الناس بتحب دايما تصدق الوحش ولو مالاقيتش بتحط وتزود من عندها يعني مهما قلت انه ما نالش غرضه منك ماحدش هيصدقك الاّ، بتر عبارته فنظرت اليه مستفهمة وقالت: الاّ ايه يا ادهم؟
ثم اليها بقوة قائلا: هي طريقة واحده تخلّي الكل يحط لسانه جوّه بؤه وماحدش يجيب سيرتك برُبع كلمة.
قطبت قائلة وهي تبتعد عنه قليلا ناظرة اليه باستفهام: هي ايه الطريقة دي؟
اجابها بجدية بالغة: الطبيب الشرعي...

شهقت متفاجئة وهي تبتعد عنه بقوة: ايه؟ انت قصدك دكتورة تكشف عليّا ان، هز برأسه موافقا: تماااااام.

نظرت اليه وهي تهز برأسها يمينا ويسارا وتقول: مش ممكن، قال بجدية: لأ، ممكن! انا مش هسيب سمعتك لبانه في بؤ اللي يسوى واللي ما يسواش انا مصدقك ومامتك هتصدقك لكن احنا مش بس الموجودين حواليكي فيه اهلك وجيرانك واصحابك فيه حاجه اسمها صحافة تقدر تقلب الحقايق وتخلي المظلوم هو الظالم لازم تعملي حساب كلام الناس، صرخت مبتعدة عنه: الناس دووول ما يهمونيش في حاجه!

اقترب منها قائلا بجدية بالغة وعرقا في رقبته ينتفض بقوة دليلا على غضبه الشديد: لازم يهموكِ.
انت عايشة وسطيهم.

ابسط حاجه مامتك! مافكرتيش لو سمعت باللي جرا هيحصلها ايه؟ هتصدقك، بس هيفضل جواها نسبة شك ولو 1% انه فيه حاجه وانت مش عاوزة تقوليها ومش من حقك انك تزعلي لو شكت ال 1 % دا لأنك من الاصل ماكنتيش صريحه واعتمدتِ كالعاده على نفسك ولاغيتيني من حساباتك، نظرت اليه قائلة بجدية: وانت يا ادهم يا ترى عندك نسبة الشك ال 1% دا؟
نظر اليها قليلا قبل ان يجيبها ناظرا اليها بغموض: عاوزة الصراحه؟

اشارت برأسها ايجابا فقال: معرفش!
قالت له بدهشة: ايه؟ يعني ايه ماتعرفش؟

قال لها وهو يزفر بضيق: يعني معرفش يا ريتاج؟ عارفة يعني ايه اكون سايب خطيبتي الصبح وبعد كم ساعه اكتشف انه عندها ماضي في حياتها مهما كان تافه لكن طالما مستمر معاكي لدلوقتي وبيسبب لك مضايقات حقي انه اعرفه انا ما قولتلكيش احكي لي عن كل حاجه مرت بيكي في ال 22 سنة اللي فاتوا لكن من يوم ما خطبتك واسمك ارتبط بإسمي وانا من حقي اعرف كل حاجه وماتخابيش عليّا حاجه خصوصا لما تبقى حاجه زي دي، نظرت اليه مطولا قبل ان تتكلم بصوت خاوياً: ماشي يا ادهم اتأكد براحتك.

انا موافقة، وبعد كدا لينا كلام تاني، أوشك على الحديث حينما دخل الظابط وجلس على مكتبه في حين طرق العسكري القابع امام مكتبه الباب مخبرا الضابط برغبة المحامي الدخول فسمح له، دخل سعيد المحامي ونظر اليه ادهم قائلا: ممكن تطلع بكفالة؟ قال الضابط: للاسف ماينفعش لازم تتحجز انهارده علشان تتعرض ع النيابة بكرة الصبح.

كتم ادهم انفعاله وقال بقوة: ارجوك يا حضرة الظابط انا ممكن استلمها على مسؤوليتي الشخصية وهوديها الصبح النيابة بس ما تروحش الحجز، قال الضابط برفض قاطع: ماينفعش حضرتك دي جناية قتل! اللي اقدر اعمله لاني متعاطف معاها بصراحه انها تبات عندي هنا في المكتب بصفة استثنائية ومن الصبح هتترحل للنيابة وتقدر تقابلنا هناك مع المحامي.

نظر سعيد المحامي اليه وقال: ادهم بيه حضرة الظابط بيتكلم صح وهو كتر خيره هيسيبها في مكتبه انهارده وانا من النجمة هكون في النيابة علشان احضر معاها التحقيق، همس أدهم في أُذن سعيد ببضع كلمات جعلته ينظر اليه بدهشة فائقة وقال: انت عاوزها تتعرض ع الطب الشرعي؟ قال بحزم: لازم علشان نخرس أي لسان هيجيب سيرتها لو وديناها بعدين هيتقال اننا اشترينا الدكتور ولا الدكتورة اللي راحت لها لكن الطب الشرعي ماحدش هيقدر يشكك او يفتح بؤه بكلمة واحده، هز سعيد كتفيه وقال: بكرة في النيابة في امور كتير هتبان وممكن ساعتها احنا اللي نتقدم بالطلب دا ولو انى متأكد ان النيابة هتؤمر بعرضها ع الطب الشرعي علشان تثبت تعرضها لواقعه شروع في اغتصاب.

تنفس بعمق قابضا على يديه بقوة بالغة فهو لايستطيع ان يصدق ما يجري له ولتاجه ولكنه لن يتركها حتى تمر مما هي به وبعد ذلك لكل حادث حديث...

اخبر ادهم والدته ان ريتاج لدى مها وانها اخبرته انها ستمكث لديها يومين لمرض مها المفاجئ كي لا تقلق سعاد على ابنتها واخبر راندا ومحمود بذات الشئ وحدها مها الذي هاتفها مخبرا اياها بما حدث بعبارات موجزة فهي على علم منذ البدء بكل ما حدث وأكَّد عليها ان تؤكد صدق روايته وتحاول الامتناع عن لقاء راندا هذه الفترة ويستحسن ألاّ تجيبها اذا اتصلت بها كي لا تطلب التحدث الى ريتاج...

قالت مها وهي تبكي: هي عنيدة ومش بتسمع الكلام انا قولت لها تقولك على اتصالاته بيها وتهديده ليها بس رفضت ماكانتش عاوزة تقلقك!
قطب قائلا بحدة: هو كان بيهددها؟

اجابت مها بالإيجاب بينما قبض على الهاتف بقوة كادت تهشمه وهي تؤكد كلامها السابق بملاحقة سامح لريتاج بمكالمات هاتفية مهددا اياها بفسخ ارتباطها به، طلب منها أن تفعل كما طلب منها وبعد ان اغلق الهاتف قال بصوت يقطر ألم وغضب: ليه يا ريتاج ليه؟ ليه ماصارحاتنيش من الاول ليه؟..

كان في غرفة المكتب يتحضر للذهاب الى النيابة وقد اتفق مع سعيد المحامي على اللقاء هناك حينما طرقت والدته الباب ودخلت لم ينظر اليها وهو ينظر الى بعض الاوراق في يديه، تقدمت كوثر منه قليلا ثم رمت امامه بحزمة من المجلات والجرائد لم ينتبه اليها بينما قالت بصوت متحشرج: ريتاج فين بالظبط يا ادهم؟
رفع نظره اليها بدهشة وقال: ايه؟

قالت بصوت باك وهي تمسك بجريدة من الجرائد مشيرة الى خبر منشور على الصفحة الرئيسية وبالخط العريض يرافقه صورة لريتاج وهي تصعد الى سيارة الشرطة وعلامات الخوف والفزع على وجهها: مش دي تاج؟

ألقى بنظرة سريعه الى الجريدة وسرعان ما تناولها بشدة وعيناه تركضان فوق الخبر المسطور في الجريدة ثم اعتلت نظراته نظرة سوداء وقبض بيديه على الجريدة فقالت امه وصوتها يحمل رنة بكاء ورجاء حار: صحيح اللي مكتوب في الجرنال دا؟ انا مش مصدقة ومش ممكن اصدق تاج كانت على علاقة بواحد تاني وقتلته علشان مايفتنش عليها ليك ووافقت عليك علشان تضمن ميراثها؟ مش ممكن.

انا لو شكِّيت في الدنيا كلها لا يمكن أشك فيها بس، ايه اللي ودَّاها عنده في شقته؟
نظر ادهم الى والدته وقال بحزم ممسكا كتفيها: بصي يا ماما الجرنال دا تخفيه واي كلام من النوع دا تأكدي انه مايوصلش لماما سعاد وإلاّ هيبقى فيه نهايتها.

وتأكدي يا ماما ان تاج بريئة من كل اللي بيتقال دا وانا هعرف اوقف أي كلب يجيب سيرتها بحرف واحد مش كويس، وغادر ادهم تاركا اياها تنظر اليه وتدعو الله أن ينقذ هذه المسكينة من براثن هؤلاء الناس الذين ينهشون في الاعراض غير عابئين بما سيحدث لضحاياهم ومن دون ان يتأكدوا من صحة المعلومة قبل نشرها فتكون السبب في قتل روح بريئة بألسنة الكذب والضلال...

النيابة أمرت بعرضها ع الطبيب الشرعي وفيه حاجه كمان، قاطعه خروج ريتاج من مكتب وكيل النيابة والعسكري ممسكا بها من مرفقها بينما يزين معصميها القيد الحديدي الذي ما ان شاهده ادهم في يديها حتى اوشك على ارتكاب جناية فسارع اليها متلقفا اياها في حضنه وانخرطت في البكاء وحاول العسكري ابعادها عنه فنالته نظرة غضب اسود عميق من ادهم جعلته يقول موضحا: حضرتك كدا غلط المتهمة لازم تروح التخشيبة لو عاوز تشوفها خلي المحامي يستأذن حضرة الوكيل لكن كدا انا اللي هتضر.

ما ان سمع ادهم لفظة متهمة حتى شحب وجهه وزاد من اعتصاره لها فيما حاول سعيد ابعاده عنها وانتزعها العسكري بقوة من بين احضانه وسار بها وهي تنظر وراءها لأدهم قائلة ببكاء حار: ماما يا ادهم، خلّي بالك من ماما، انا بريئة يا ادهم.

كان يستاهل يا ادهم والله كان يستاهل، زفر ادهم بضيق واحساس بالعجز الفظيع يتملكه ولم يستطع تمالك نفسه فصرخ صرخة عالية مناديا: ريتااااااااج، ثم ركض محاولا اللحاق بها ولكنها اختفت بينما لحقه سعيد وقف بجواره قائلا: ادهم بيه انت المفروض اللي تقف جنبها في الظروف دي وبعدين الحمدلله ربنا كرمه كبير، نظر اليه ادهم بحزن وهو يقول: ونعم بالله، بس قصدك ايه؟ قال سعيد وعينيه تلمعان من الفرحة: سامح ماماتش يا ادهم بيه!

نظر اليه بدهشة مرددا بذهول: ماماتش؟!

هز سعيد رأسه نافيا وقال: لأ. امبارح احنا ما سألناش عليه والظابط كان فاكره مات لغاية ماراح المستشفى وهناك اكتشفوا انه عايش بس عنده نزيف جامد في المخ واتعرض لعملية جراحية دقيقة جدا علشان يقدروا يوقفوا النزيف نتيجة لقطع شريان في المخ واستمرت العملية لساعات وهو دلوقتي تحت الحراسة الامنية في المستشفى لغاية ما يفوق ويقدروا ياخدوا أقواله ومن هنا لغاية ما يفوق ندعي ربنا انه يتكلم علشان اقواله هتفرق كتير مع ريتاج انا متأكد، برقت عينا أدهم بحزم وهو يقول: وبعد ما يقول اقواله صدقني انه هيتمنى الموت ألف مرة ومش هيطوله.

هخليه يندم على اليوم اللي فكر فيه مجرد تفكير في ريتاج...

قالت سوزي بخبث لصافي: انت مش ممكن يا بنتي.
ايه معجونة في ماية ابليس؟
ضحكت صافي وهي تدير كأس يحوي سائلا اصفر يُذهب العقل بين يديها وقالت بخبث: علشان تعرفي اني مش سهلة ومش صافي اللي تسيب حتة بت تاخد منّي اللي قعدت عمري كله أحلم بيه.
ادهم حلمي اللي مش ناوية استغنى عنه، نظرت اليها سوزي وسألتها: وناوية تطلعي ع المسرح امتى يا نجمة؟

ضحكت صافي بغنج قائلة: نجمة؟ اكيد نجمة، والنجم هو اللي بيظهر في الآخر علشان كدا انا هظهر في الوقت المناسب في التوقيت اللي هحس فيه ان ادهم في لحظة ضعفه علشان ساعتها تبقى الضربة القاضية فعلا ل، ريتاج!..

هي الحلوة قاعده بعيد عننا ليه؟ انت بأه يا شابه تعاطي ولا آداب؟ ، نظرت ريتاج باشمئزاز للسيدة التي جلست بجوارها وفي فمها سيجارة تدخنها بشراهة طاردة الدخان في وجه ريتاج وترتدي ما يُقال عليه فستان وهو في الاصل عبارة عن قطعه من القماش تكشف أكثر مما تستر مظهرة تفاصيل جسدها البدين وشعرها البرتقالي اللون الذي يتضارب مع سمارها جاعلا ايَّاها لوحة من الألوان المتشابكة لم تُعجبها نظرة ريتاج المشمئزة فقالت لها وهي تشيح بيديها بصوت عال: جرى ايه يا حبيبتي.

مالك فيكي ايه لا يا اوختشي انت هنا زيك زيينا ولا انت على راسك ريشة؟ لما هنومة تكلمك تتلفتي لها يا أوخَّه وتبصي لها كويس فاهمه؟
نظرت اليها ريتاج ببرود وقالت: مين هنومة؟
اشارت السيدة الى نفسها وقالت بحدة: انا يا عينيا ايه مش ماليه عينك ولا ايه؟
قالت ريتاج بسخرية: كل دا ومش ماليه عيني؟ دا انت تسدي عين الشمس؟

امسكتها على حين غرة من شعرها تشده بقوة وهي تقول بينما السيجارة في يدها الاخرى يتصاعد دخانها في وجه ريتاج: بت انتِ انا بيتهز لي رجالة بشنبات بيطاطو تحت رجليّا ايشي مِعلِّمين وايشى عُمَدْ مش جربوعه زيك اللي هتكلمني بقرف كدا لا، انت ديِّتك عندي المركوب اللي في رجلي دا واخليكي تبوسي رجلي يا، حلوة، وتركت شعرها بقوة جعلت ريتاج تشهق وتابعت تدخين سجارتها وفجأة كأن اعصار حلّ فوق رأسها اذ بالسيجارة تُسحب من بين أصابعها بقوة ويد تمتد لتُمسك بشعرها البرتقالي وصوت كالفحيح يقول بينما الباقيات حولهما يتابعن ما يحدث ليعلمن من ستكون لها الغلبة في الاخير فهذا قانون السجن البقاء للأقوى ومن يُثبت قوَته يتبعه الباقيين بدون نقاش: انت بتقولي اسمك هنومة؟ ايه رأيك بأه بعد ما اخلص منك لا هتنفعى هنومة ولا ولُّودة يعني لا راجل ولا ست هسيبك لايصة، وقامت برمي السيجارة تحت حذاءها وداسته بقوة ثم اوقفتها امامها لتناولها لكمة قوية في فكها جعلتها تتكوم ككومة اللحم أتبعتها بركلة عنيفة من قدمها واستمرت تكيل اليها الركلات واللكمات حتى كادت روحها ان تُزهق ثم امسكتها بكتفيها وقالت وهي تلهث: ما اسمعش صوت الخرتيت بتاعك دا تاني ماشي!

واقسم بالله لو عملت حاجه تانية لأي حد ما هيكفيني فيكي حاجه عارفة انا داخله هنا بجريمة ايه؟ قتتتتتل! انا متهمة بجريمة قتل ومعترفة يعني لو بأوا جريميتن مش حكاية اصلهم مش هيشنئوني مرتين، مفهوم؟
شهقت هنُّومة عاليا وقالت: يا لهوي قتل! ثم قالت ووجهها اصبح خريطة جغرافية المعالم يتوه فيها من يراها لا يعلم أذنها من أنفها، فمها من عينها: حقك عليا.
اللي ما يعرفك يجهلك.

حقك عليا يا حبيبتي، خدامتك هنُّومة أيَّتُها حاجه تعوزيها شاوري بصباعك بس وانا تحت رجليكي.
غريب أمر هذا السجن فهو عالم آخر فمتَّهم جريمة القتل تَرعد له الأبدان فهو قد ارتكب أكبر جريمة فمن يقتل مرة يقتل الاخرى والعقوبة واحده الشنق من قتل مرة يشنق مرة ومن قتل 100 مرة يشنق مرة ايضا وليس 100 مرة فكان الخوف والرهبة من مرتكب جريمة القتل...

ادهم بيه طيب انت رايح فين دلوقتي؟ قال سعيد وهو جالس بجوار ادهم على الاريكة الخلفية في السيارة التي يقودها حمزة، قال ادهم بقوة: فيه مشوار لازم اعمله للندل التاني علشان اخلص منه وبعدين أفوق للواطي اللي اسمه سامح دا، سأله سعيد: مين دا؟
قال ادهم بغموض: هتعرف يا مِتر ماتستعجلش هتعرف...

رئيس التحرير في مكتبه؟ ، قال ادهم ببرود فأجابته السكرتيرة: ايوة حضرتك يا ترى فيه معاد سابق، بترت عبارتها لدى رؤيتها لأدهم وهو يندفع للداخل يرافقه سعيد فاندفعت تلحقهما وهي تقول: يا استاذ ماينفعش كدا، نظر رئيس التحرير الاصلع الرأس بنظارته السميكة ووجهه المتغضن الذي يدل على عمره الذي قارب الستين وقال بهدوء: فيه ايه يا ناهد؟

قالت ناهد السكرتيرة: معرفش يا أ. حسين اتهجم على المكتب كدا و، قال ادهم ببرود: لو مش عاوز جرنالك يتقفل في أقل من 24 ساعه تقعد وتسمع وتنفذ اللي هقولك عليه، اشار رئيس التحرير لسكرتيرته بالانصراف فقد استشعر قوة من يقف امامه واراد معرفة ما يريده بدون شهود فهو كرئيس للتحرير لايريد لمكانته ان تختل! اشار لهما بالجلوس على المقعدين امام المكتب، سار ادهم للمقعد حيث اشار ولكنه بدلا من ان يجلس اسرع برفعه جاذبا اياه من مقدمة قميصه بقوة وقال: امين شرارة فين؟

حاول حسين الافلات فتركه ادهم قليلا وقال: كلم سكرتيرتك تبعت امين شرارة حالا.
شعر حسين بالخوف فالذي يقف امامه من الواضح انه على اتم الاستعداد لارتكاب جريمة قتل كما انه من الواضح من ثيابه وساعته الرولكس انه من حيتان رجال الاعمال، سارع بالضغط على جهاز الاتصال الداخلي وقال: ابعتيلي شرارة بسرعه...

دخل امين وهو يقول بمرح: ها يا أستاذنا قالوا لي عاوزني بسرعه اكيد ترقية ما المبيعات زي الصاروخ من يوم الخبر البومب اللي انا نشرته.
سكت حسين فاستغرب امين ولكن استغرابه لم يدم طويلا فقد سمع صوتا ثلجيا يقول من وراءه: الجرابيع أمثالك هما اللي بيعيشوا على تشويه صورة الناس اسيادهم.

انفعل امين واستدار بقوة صارخا: انت بتقول إي، فوجئ بلكمة قوية أطاحت به على بعد عدة ياردات ثم اسرع ادهم برفعه من ياقة قميصه ولكمه مجددا وهو يقول: علشان بعد كدا ماتعيبش في اسيادك وتفبرك اخبار كلها كدب وتشهير.

وأكال له اللكمات، سارع سعيد للحول بينهما وهو يقول بجزع: خلاص يا ادهم بيه هيموت في ايدك، تركه ادهم وهو يلهث ثم قال بلهجة تحمل الوعيد الشديد محركا سبابته في وجه حسين وامين الذي لم يستطع الوقوف على قدميه فارتمى على الكرسي كالسمكة الهلامية: لو الموضوع اللي نزلته في جرنالك القذر دا ما اتكدبش واتنشر بنفس الخط تكذيب ليه ومش بس كدا لأ انتو هتنشروا خبر رفد الكلب دا علشان ثبت لكم ان الخبر كله كدب وتدليس وان الحقيقة غير كدا وعاوز يكسب شهرة على حساب سمعه ناس شرفا لو دا ماحاصلش في عدد بكرة الصبح.

بكرة بعد الضهر الجرنال هيتقفل ومش بس كدا لأ هتتحولوا للتحقيق في نقابة الصحفيين ووعد منّي انى مش هسكت غير لما يتسحب منكم كارنيه النقابة وتتحرموا من مزاولة المهنة وابقوا قابلوني لو عرفتوا تمسكوا القلم تاني.
اظن واضح؟

هز حسين رأسه بخوف شديد موافقا على كلامه بينما امين حاول المماطلة وقال بصوت متحشرج: مش هتقدر انا معايا ادلة وشهود تثبت كلامي وممكن اقدم فيك بلاغ بتهمة التعدي بالضرب والفضيحة هتبقى فضيحتين.
سار ادهم حتى باب المكتب ثم فتحه واشار باصبعه فتقدم رجلين ضخمي الجثة بشكل رهيب اشار لهما بالدخول ثم قال: شايف دوول.
عند اول اشارة مني قول على نفسك يا رحمن يا رحيم، انا عمري ما كنت احب اتصرف بالأسلوب دا.

لكن الحشرة اللي زيك لازم تتفعص علشان تكون عبرة لغيرها، تقدم سعيد وهمس: ادهم بيه شكله مالي ايده.
بيقول عنده أدلّة وشهود وبيتكلم بقلب جامد لازم نعرف ايه اللي معاه ومخلِّيه يتكلم بالثقة دي.
تمعن ادهم في كلام المحامي ثم توجه الى امين المرمي كالخرقة البالية على الكرسي وقال وهو يجذبه من مقدمة شعره رافعا رأسه: شهود ايه وأدلة ايه اللي عندك؟

ضحك امين بسخرية قائلا: لو قطعتني حتت او سِبت عليا جوز التيران دول مش هقولك!
قال ادهم ببرود وهو يترك مقدمة شعره بقوة ارتج لها رأسه ثم نفض شئ وهمي على كُم سترته: مش مهم.
لكن آخر انذار ليك، التكذيب يتنشر وانت.

ووجه حديثه الى رئيس التحرير المنكمش على نفسه خوفا: خبر فصله يتنشر جنب التكذيب بنفس البونت، ولو دا ماحاصلش ابقوا اتملُّوا كويس اووي من كارنيه النقابه بتاعكو لأن وعد مني مش هتشوفوه تاني ابداااا، ثم خرج يسير بقوة يلحقه سعيد ويتبعه رجاله ومن يراهم يبتعد سريعا بخوف من طريقهم خوفا من سيدهم الذي يسير بقوة وشموخ متحديا ايًّا كان بالوقوف امامه...

ترى هل سينجو سامح؟ هل سيُنشر التكذيب كما امر ادهم؟ ماذا ستفعل صافي لتضمن ابتعاد ريتاج نهائيا عن طريقها؟ ماذا سيفعل امين انتقاما على اهانة ادهم؟ هل سيستطيع رد الاهانه له ام ان ادهم سيقف له بالمرصاد؟ هل سيصل الخبر الى سعاد؟ و، ترى كيف ستمر الايام على متمردتنا الى ان تتضح الحقيقة وما الذي يُخبِّأه لها القدر خلف الأسوار؟ تابعوني في القادم من، المتمردة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة