قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل السابع عشر

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل السابع عشر

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل السابع عشر

ها يا ستي زي اودتك بالظبط أهي ، قالت راندا وهي تبتسم لريتاج بعد ان أنزلها أدهم في غرفتها وتركهما واستأذن منصرفا مشددا على راندا بتركها ريتاج لترتاح، نظرت ريتاج حولها وهي مندهشة مما تراه فكأن غرفتها قد تم نقلها الى هنا، فالغرفتان تتشابهان في ترتيب اماكن الأثاث من فراش وخزانة للملابس ومرآة الزينة ويوجد هنا أيضا حمام ملحق بالغرفة كغرفتها في منزلها ولكن تختلفا في شكل الاثاث ولون الحائط، قالت ريتاج وهي تنظر حولها: بصراحه نفس ترتيب اودتي ونفس الشكل تقريبا، غريبة عرف شكل اودتي منين؟

قالت راندا بمكر وهي تبتسم بخبث: سهلة.
شاف اودتك حضرتك، نظرت اليها قائلة باستغراب: شاف اودتي؟ شافها ازاي وامتى؟
قالت بابتسامة: ابدا، يوم ما اختفيتي وقعدنا ندور عليكي دخل اودتك يدور على أي حاجه او نمر تليفونات لاصحابك فشافها، وفضل شكلها في دماغه واليومين اللي فاتوا كان مكهربنا علشان الاودة تلحق تخلص قبل ما تطلعي من المستشفى، شوفتي أبيه أدهم عاوز راحتك ازاي؟

نظرت اليها بنصف عيْن: قصدك تقولي ايه مش فاهمه؟
اقتربت منها راندا واجلستها على طرف الفراش وجلست بجوارها وقالت مبتسمة بهدوء: انا مش عاوزاكي تضايقي من ابيه علشان صمم انكو تقعدوا معانا هنا او علشان جابك هنا بالطريقة دي.
صدقيني ابيه ادهم مافيش أحن من قلبه بس هو اللي بيداري طيبته وحنيته دي بجديته اللي بيبينها، على أد ما بيشد على محمود على أد ما بيخاف عليه وعلشان كدا وقف له علشان يعتمد على نفسه.

ولو ماكنتيش تهميه ماكانش صمم تيجي انت ومامتك تعيشوا معانا هنا خصوصا في الظروف دي ظروف تعبك.

انت بس لسه ما اخدتيش عليه بس بجد لما تاخدي عليه هتتعودي على طبعه وهتتأكدي من الكلام اللي انا قولتهولك، هزت ريتاج برأسها وقالت: ان شاء الله يا راندا، ان شاء الله يا حبيبتي، قامت راندا وقالت لها: انا هسيبك علشان ترتاحي شكلك تعبان، هزت ريتاج برأسها موافقة فانصرفت راندا مغلقة الباب خلفها بهدوء، قامت ريتاج وفتحت خزانة الملابس لتفاجئ بثيابها مرتبة بعناية داخل الخزانة، اخرجت ملابس النوم واتجهت الى الحمام لتأخذ حمامها واستبدلت ثيابها وخرجت حيث غرقت في سبات عميق ما ان رقدت على الفراش مغمضة عينيها...

استيقظت ريتاج على صوتٍ بجانبها فأدارت وجهها ناحية الصوت لتطالعها عينين مغضنتين ينظران اليها بحنان امومي وصوت هادئ يقول لها: صح النوم يا آنسة ريتاج، انا بدور، سي ادهم أمرني اطلع لحضرتك العشا علشان انت تعبانه ومش هتقدري تنزلي تتعشى معهم، انا حطيت الصينية جنبك اول ما تخلصي اكل رني عليا وانا هاجي اخد الصينية.

شكرتها ريتاج واعتدلت جالسة في الفراش ونظرت الى الصينية الموضوعه على الطاولة الصغيرة بجابنها وقد اصطفت عليها انواع الطعام، قامت من فراشها واتجهت الى الحمام حيث اغتسلت ثم تناولت الصينية ووضعتها على الطاولة امام التلفاز وجلست على الاريكة تتناول طعامها في صمت وهي تشاهد التلفاز وفي داخلها تشكر ادهم لتجنيبها الابتسام والمجاملة وهي لاتزال تشعر باعياء وضعف ولم تنسى انفجارها بالبكاء ومواساة أدهم لها، وكيف انها ولأول مرة تصرّح انها بالفعل تفتقد والدها للغاية...

أنهت عشاؤها ووضعت الصينية جانبا وكانت تقلّب في القنوات عند سماعها طرقا على الباب فأخفضت صوت التلفاز وسمعت صوت راندا يسألها الدخول ان كانت مستيقظة فقالت لها: ايوة يا راندا ادخلي حبيبتي، دخلت راندا وهي مبتسمة وسارت حتى وصلت جانبها وجلست على الاريكة بجوارها وقالت: عاملة ايه دلوقتي يا ريتاج مش احسن الحمد لله؟

قالت ريتاج مبتسمة: الحمد لله حبيبتي، قالت راندا: ابيه ادهم فضّل انك ترتاحي انهارده في السرير علشان كدا قال لدادة بدور تطلع لك العشا فوق وماما وطنط سعاد شوية كدا وهيفوتوا عليك يطمنوا عليكِ قبل ما يناموا واحسن على فكرة انك اتعيشيتي هنا القاعده تحت كانت مملة.
قالت ريتاج بابتسامة خفيفة: ايشمعنى يعني؟

قالت راندا قالبة شفتيها بامتعاض: صافي هانم جات من اسكندرية وكانت موجودة ع العشا واخدت القاعده كلها لحسابها.
ماحدش فينا لا انا ولا ماما ولا محمود ولا حتى طنط سعاد عرف يفتح بؤه بكلمة وهي مابطلتش كلام مع ادهم طول الوقت.
قالت ريتاج بشبح ابتسامة: أكلت ودانه يعني من الآخر؟!

قالت راندا بنزق: هي أكلتها وبس؟ دي أكلتها وشربتها وبلعتها، انا مش عارفة ازاي تتصرف بالأسلوب دا خصوصا ان ادهم بيتكلم معاها عادي يعني مش بيصدها آه لكن في نفس الوقت مش بيعشمها بحاجه؟
قالت ريتاج بهدوء وان كان بعض الضيق قد تسلل الى نفسها من هذا الموضوع: بصي يا روني ادهم اخوكي كبير مش صغير ويقدر يرفض الحاجه اللي مش عاجباه.

المهم انت ماتدخليش بينهم ما تخاليش الموضوع دا يأثر على علاقتك بيها سيبي ادهم يحل مشاكله براحته دا اذا كانت مشكلة بالنسبة له من الأساس!
قالت راندا مجيبة: عندك حق.
ثم قامت وقالت لها: انا هروح انام بأه.
عاوزة حاجه اعملهالك قبل ما انام؟
هزت ريتاج رأسها نافية وقالت بابتسامة: لا حبيبتي تسلميلي.
تصبحي على خير يا روني.

خرجت راندا مغلقة الباب وراءها، قامت ريتاج واخذت هاتفها المحمول واتصلت بمها صديقتها وقالت ما ان سمعت صوت مها الناعم يجيبها: الله الله الله.
هي دي الوصية يا ست هانم اللي وصتهالك؟ مش قلت لك كل حاجه تتصور صوت وصورة وتتحكي لماما ريتاج؟ ما كلمتنيش ليه يا هانم؟ محمود رجع من مدة وانت ما كلمتنيش ليه؟
قالت مها ضاحكة: يا بنتي اصبري شوية.

اكلمك اقولك ايه؟ ارتاحي ماحصلش أي كلام يدوب وصلني نزلت قولتله شكرا قالي عفوا، بس خلاص!
قالت ريتاج مستنكرة: هو ايه اللي بس خلاص؟ عاوزة تفهميني انكم ما اتكلمتوش سوا خالص طول الطريق؟
قالت مها بهدوء: كلام عادي يا تاج يعني انت في كلية.
خلصت.
بتشتغلي ايه.
عرف انى مترجمة ابتدينا نتناقش في اللغات وبعدين القصص الاجنبية وكدا يعني كلام عاام مافيهوش أي شئ شخصي.

قالت ريتاج بنزق: انت بتستعبطي يا مها؟ ماهو انتو اتكلمتو أهو.
هو انا يعني بقولك انه هيصارحك بحبه وانه دايب دوب انهارده؟ لكن كون انكم اتكلمتوا يعني اتعرفتوا على بعض فخمتو خبيبي؟

اغلقت ريتاج السماعه بعد تبادل بعض عبارات المزاح مع مها، سمعت صوت طرقات على الباب فاتجهت لتفتحه ظنا منها انها امها وكوثر قد حضرا للاطمئنان عليها كما قالت راندا، فتحت الباب وقالت ضاحكة: كنت عارفة يا سوسو انك مش هيجيلك نوم من غير ما تطمني عليا.
وسكتت فجأة بعد ان ارتطمت عيناها بنظرات رمادية داكنه قال صاحبها بشبح ابتسامة: معلهش ما طلعتش سوسو!
قالت له بتلقائية: لا مش سوسو، دودو وانت الصادق!

نظر اليها مندهشا وقال: أفندم؟ دودو؟!
قالت له بابتسامة خفيفة: آه.
دودو دلع ادهم.
معلهش القافية حكمت زي ما بيقولوا، قال ادهم ساندا بكتفه على باب الغرفة: انت عاملة ايه دلوقتي؟ مش احسن الحمد لله؟
قالت له بهدوء: الحمد لله احسن بكتير.
قال وهو ينظر اليها بنظرات غامضة: الحمدلله انا قلت اشوفك لو عاوزة حاجه قبل ما انام؟
هزت رأسها رافضة وقالت: لا شكرا.
انا كويسة الحمد لله وهنام على طول.

هز رأسه وانصرف متمتما بتحية المساء نظرت اليه قليلا من شق الباب قبل ان تغلقه الى ان دخل غرفته بجوار غرفتها حتى اغلق الباب فأغلقت بابها، جاءت امها وكوثر للاطمئنان عليها ومالبثا ان استئذنا للذهاب تاركين اياها وقد خلدت الى النوم ما ان ذهبا في حين ظل القاطن في الغرفة بجانبها مستيقظا طوال الليل يشعر ان سبب أرقه يكمن في الغرفة المجاورة له ويريد وضع حدا لهذا الأرق المتواصل الذي لا حد له!

صباح الوردعلى احلى عيون زي الورد ، ابتسمت ريتاج قائلة لمحمود: صباح الفل يا محمود.
قال محمود وهو يسحب الكرسي المجاور لها على المائدة: عاملة ايه دلوقتي؟ احسن الحمد لله؟
قالت ريتاج بابتسامة: الحمد لله يا محمود.

قال ادهم ناظرا اليه بطرف عينه: هتروح الشركة انهارده علشان انا مش رايح، في شوية اوراق هوريهالك تديها للاستاذ شوقي مدير الحسابات، بعد الفطار عاوزك في المكتب شوية، اشار محمود برأسه موافقا ثم تهامس مع ريتاج التي كانت تبتسم بين حين وآخر وكانت نظرات ادهم تنصب فوقهما!

بونجوور ، قالت صافي بغنج وهي تقترب من مائدة الافطار فتمتم الحاضرين بتحية الصباح رادا على تحيتها، سحبت كرسيا لتجلس عليه بجوار كوثر وقالت: معلهش راحت عليا نومة، قال ادهم بلباقة: لا ابدا يا صافي، ولو عاوزة ما تنزليش الشركة انهارده براحتك، نظرت اليه وقالت بتصنّع: وانت رايح الشركة انهارده؟

نظر اليها مجيبا بتلقائية: لا مش رايح عندي شوية حاجات لازم اعملها ضروري، قالها ناظرا الى ريتاج بطرف عين ولم ينتبه لنظرته سوى صافي التي ابتسمت بخبث وقالت: وانا كمان شكلي مش هعرف اروح الشركة انهارده، لم يتكلم أيا من الجالسين وانشغلوا بتناول الافطار، بعد ان انتهى ادهم من تناول افطاره نظر الى محمود الذي لم يكف عن التحدث مع ريتاج منذ جلوسه وقال ببرود: لما تخلص فطارك حصّلني على اودة المكتب يا محمود.

نظراليه محمود وقال: حاضر يا بوس.
بس الاول انا هودي تاج المستوصف القريب علشان يغيروا لها ع الجرح قبل ما اروح الشركة.
قالت ريتاج: مالوش لزوم يا محمود انا هاخد تاكسي.
وبعدين بإذن الله هحاول اجيب العربية انهارده علشان تسهل عليا المشاوير، قال ادهم ببرود: وان شاء الله هتسوقي العربية ازاي بكتفك المجروح دا؟ انت ماتعرفيش ان اقل مجهود غلط على الجرح لانه ممكن لا قدر الله يفتح تاني؟

قالت له: ايوة بس، قاطعها مشيرا بيده: لا بس ولا مابسش انت مش هتسوقي العربية الا لما تفكي السلك وعموما انا انهارده مش رايح في حتة فمالوش لزوم تعطل نفسك انت يا محمود علشان تلحق وقتك انت لسه هتفوت ع الشركة الأول قبل ماتروح المصنع.
استغرب محمود في حين قامت راندا وتناولت حقيبتها وقالت: طيب انا همشي علشان ما اتأخرش على المحاضرة.

وان شاء الله هحاول اكون موجودة بدري معنديش محاضرات كتيير لولا كدا كنت وديتك انا يا ريتاج بس انا عندي اول محاضرة، قالت ريتاج مبتسمة: حبيبتي ربنا يخليكي انا مش عاوزة اعمل قلق بس، قال ادهم وكأنه يخاطب نفسه: من ناحية القلق فا إنت عملتيه من زمان!
انتبهت ريتاج ونظرت اليه بدهشة وقالت: نعم؟ عملت ايه من زمان؟
فقال بابتسامة خفيفة: لا ماتشغليش بالك.
ثم نظر الى محمود وقال: هسبقك على المكتب.

عرضت كوثر على ريتاج وامها الجلوس في الحديقة واحتساء الشاي وبالطبع عرضت على صافي التي كانت تتحين الفرصة للانفراد بأدهم...

آنسة ريتاج فيه واحد جه وبيقول عاوز يشوف حضرتك ، نظرت ريتاج الى صباح الفتاة ذات ال 16 ربيعا التي تعمل تحت امرة بدور وقالت لها مقطبة: واحد؟ واحد مين دا؟
قالت لها: بيقول اسمه هاني!
قطبت قليلا ثم ما لبثت ان ارتاحت اساريرها وقالت بدهشة: هاني! وهاني عرف منين اني موجوده هنا؟

سمعت والدتها وهي تقول مرتبكة: معلهش يا تاج حبيبتي مامته كلمتني امبارح وقولتلها انك تعبانه وشكلها حاكيتله علشان كدا جه علشان يشوفك...

قامت كوثر بعد ان طلبت من صباح ان تُدخل الضيف غرفة الجلوس وقاموا جميعا للذهاب الى غرفة الجلوس...

تقدمتهم ريتاج مرحبة بالضيف قائلة: اهلا اهلا يا هاني، اتفضل، جلسوا جميعا وقال هاني الجالس على مقربة منها بلهفة لم يستطع اخفاؤها: ألف سلامة عليكي يا تاج انا اتضايقت جدا لما عرفت لسه ماما قايلالي من شوية انا اصلي نبطشية في المستشفى من امبارح وبالصدفة بكلم ماما وانا مروح قالت لي صممت افوت عليكي الاول علشان اطمن عليكي.
ابتسمت ريتاج محرجة منه وقالت: ماكانش له لزوم تتعب نفسك يا هاني بجد.

انا كويسة الحمد لله.

هي فعلا كويسة يا دكتور هاني الحمدلله مافيهاش حاجه ، قال ادهم الذي سار ليجلس على كرسي عريض امامه ناظرا اليه ببرود لم ينتبه اليه هاني الذي نظر الى ريتاج بابتسامة حانية وقال سارحا في تأمل وجهها: اتعب نفسي؟ انتِ ماتعرفيش انت غالية عندي، وتنحنح متابعا: احممم.
عندنا انا وماما أد ايه، ما كنتش هسامح نفسي لو ماكنتش جيت بنفسي علشان اطمن عليكي!

قالت صافي المتابعه الحديث الدائر بابتسامة خبث: الصراحه شعور جميل منك.
طبعا الغاليين علينا لازم نطمن عليهم!
ابتسم هاني شاكرا لصافي ما قالته وهو لم يفطن الى رميها بالكلام عن علاقته وريتاج بينما فطن لكلامها ريتاج التي برقت عيناها غضبا منها ورفعت ذقنها في اباء وشمم وفطن لها ادهم الذي كان يقبض اصابع يديه في قبضة قوية ضيقا من تلميحات هاني بوجود مشاعر خاصة لديه من ناحية ريتاج...

اتت صباح بكوب من العصير لهاني الذي تبادل بعض كلمات مع ريتاج قاطعهما ادهم قائلا: معلهش يا دكتور.
انا مضطر استأذنك انا وريتاج علشان نروح تغيَر ع الجرح.
قال هاني بتلقائية: انا ممكن أغيّر لها ع الجرح بدل ما تتعب وتروح بنفسها تغير.
قال ادهم رافضا عرضه بدبلوماسية: لا مش عاوزين نتعبك معانا.

فيه مستوصف قريب والممرضة هناك هتغير لها هي لسه اسبوعين على ما تفك السلك يعني لو انت غيرت لها انهارده لازم نروح بكره.
قال هاني بلهفة: انا مستعد اجيلها كل يوم اغير لها ع الجرح.
اليوم اللي عندي نبطشية هفوت عليها وانا راجع الصبح واليوم العادي هفوت عليها وانا رايح المستشفى!

نظر اليه ادهم بدهشة وقال: تيجي كل يوم؟ انت المستشفى بتاعتك في حتة واحنا في حتة تانية خالص ايه اللي يخليك تضرب المشوار الكبير دا كل يوم؟
قال هاني ناظرا بحنان الى ريتاج: دي اقل حاجه علشان تاج!
قام ادهم من مكانه فجأة وقال: طيب معلهش هستأذنك شوية، ثم نظر الى ريتاج قائلا بجدية: ريتاج ممكن شوية معايا، قامت ريتاج مندهشة ما الذي يريدها بشأنه؟..

اغلق باب غرفة المكتب ونظر الى ريتاج الواقفة امامه مرتدية بنطال من الجينز الاسود وقميصا باللون الليمونى من القطن فضفاضا وقد جمعت شعرها فوق رأسها باحكام فزفر وهو يقول في نفسه لقد عادت ريتاج الاولى بعد ان كاد يلمح بصيصا من ريتاج اخرى بكت في احضانه في المشفى ذاك اليوم متذكرة ابيها!

قال ادهم وهو يقف امامها بهدوء: ريتاج هو سؤال وعاوز اجابة واضحة وصريحة عليه.
نظرت اليه مقطبة وقالت وهي مكتفة ذراعيها فوق صدرها: خير، ان شاء الله!
مال عليها ناظرا الى عينيها بعمق قائلا: انت قررت ايه في موضوع هاني؟ موافقة انك ترتبطي بيه؟
اشاحت ريتاج بنظرها عنه فأمرها قائلا: بصي لي وانا بكلمك ماتوديش وشك الناحية التانية!
نظرت اليه مندهشة من طريقته وقالت: وانت متعصب ليه؟

قال لها بحدة: علشان مابحبش التردد والرقص على الحبل.
هي كلمة واحده يا آه يا لأ. انت شايفه هو متعلق بيكي ازاي يبقى حالا تقولي لي انت موافقة ولا لأ؟
قالت له: بس ماما، قاطعها بنفاذ صبر: مالكيش دعوه بماما انا كفيل بيها المهم دلوقتي انت موافقة عليه؟
نظرت اليه مليا ولاحظت عرقا ينبض في رقبته بسرعه ثم رفعت نظرها اليه لتشاهد نظرة غامضة تكسي عينيه يتخللها نظرة ترقب فأجابت بهدوء: لأ. مش موافقة ارتبط بهاني!

زفر براحه مغمضا عينيه ثم فتحهما ناظرا اليها وقال بجدية: خلاص.
دلوقتي احنا هنروح االمستوصف اللي جنبنا علشان الممرضة هي اللي تغير على الجرح.
قالها مشددا على لفظة الممرضة ففهمت انه يلمح لسبب رفضه ان يقوم هاني بالتغيير على الجرح.
قالت له: اوكي ممكن تسيب لي الموضوع دا؟ انا هفهمه بس من غير ما اجرحه لانه بجد انسان في منتهى الزوووء معملش حاجه غلط ولا وحشة تخليني اجرحه.

قال لها بسخط: طيب طالما هو عاجبك كدا وبتشكّري في اخلاقه ماوافقتيش عليه ليه؟
قالت له وهي تتنهد بفروغ صبر: انت عاوز تتخانئ وخلاص؟ هو انا يعني علشان رفضته دا معناه انه وحش او اني اعيب فيه؟ لا طبعا.
الموضوع اني مش بفكر اطلاقا في موضوع الارتباط دا على الاقل دلوقتي!

قال لها ناظرا اليها بنظرة غامضة: بس هييجي الوقت اللي لازم هترتبطي فيه وخلي بالك ممكن يكون اقرب مما تتصوري، نظرت اليه قليلا قبل ان تهز رأسها فسار امامها وفتح الباب منتظرا ان تمر امامه ليلحق بها حيث الباقيين!

دكتور هاني احنا متشكرين اووي لاهتمامك بس زي ما قولت لك هتغير في المستوصف القريب وبعدين لو ممكن لحظة عاوزك بس!

قاده ادهم الى الحديقة بينما ريتاج تمتاز غيظا فقد فهمت ما يريده من هاني فهو يريد ابلاغه برفضها فغضبت لانها طلبت منه ان يترك لها امر اعلامه برفضها ولكنه ضرب بكلامها عرض الحائط، بعد برهة من الوقت لاحظت حضور ادهم بمفرده حيث نظر اليها لدقائق قبل ان يقول لها: ياللا يا ريتاج علشان نروح نغيّر لك ع الجرح.
سارت امامه متوجهة الى غرفتها لتحضر حقيبتها وارتأت الاّ تتناقش معه امام والدتها او والدته وخاصة امام.

صافي.

ذهبا الى المستوصف القريب حيث قامت بالتغيير على جرحها واثناء عودتهما ولم تكن قد نبست ببنت شفة لا اثناء الحضور الى المشفى ولا اثناء المغادرة مما جعل ادهم يسترق النظر اليها كل فينة واخرى حتى اذا وجد فسحة من الطريق عرج اليها وأوقف سيارته جانباا فنظرت اليه بدهشة ثم اشاحت بنظرها الى االجانب الآخر فقال ادهم: ممكن اعرف سبب ضيقك ايه؟
نظرت اليه وقالت ببرود: مافيش!
قال لها بحدة طفيفة: لا فيه.

انت من ساعه ما خرجنا من البيت لغاية دلوقتي ما نطقتيش بكلمة واحده ممكن اعرف ليه؟
التفتت اليه سائلة اياه: انا مش طلبت منك انك تسيبني انا ابلغ هاني جوابي بطريقتي؟ ماراعيتش شعوري ليه؟ ليه انت اللي تبلغه ردي؟
قال لها: وانت أيش عرفك اني قولتله ردك؟

ابتسمت بسخرية وقالت: علشان هو دا الموضوع اللي هتكون عاوزه على انفراد علشانه وعلشان مارجعش تاني معاك ومشي من بره بره اقدر اعرف ليه تتدخل في حياتي بالشكل دا؟ انا مش صغيرة اووي علشان اصدَّر غيري في موضوع يخصني انا بالدرجة الاولى، قال ادهم ناظرا اليها بهدوء: اولا انا مش أي حد انا الوصي عليكي وسبأ وقولتلك ان الوصية دي معنوية قبل ما تكون مادية.
ثانيا كان لازم اقطع عرق.

انت كنت ممكن تترددي خصوصا وانك خايفة ان مامتك تتضايق وانت دلوقتي مش عاوزة تضايقيها خالص علشان اللي حصل بينكم، ثالثا بأه هاني كان عاوز يدخل يسلم عليكي وانا اللي، رفضت!
نظرت اليه ريتاج هاتفة في حدة: اييييه؟ رفضت؟ وبمناسبة ايه ترفض ان شاء الله وبأي صفة ترفض؟
اعتدل لينظر في عينيها وهو يقول بحزم شديد: لأن مافيش حد يسمح انه خطيبته تتخطب قدامه عيني عينك كدا ويفضل ساكت!

شهقت ريتاج وقالت بدهشة شديدة: اييه؟ خط، خطيبة، خطيبة مين؟ انت بتقول ايه؟
امسكها من كتفيها مقربا وجهها منه ونظر الى عينيها وهو يقول بعزم واصرار: بقول انى ما اسمحش لحد انه يخطب خطيبتي مني.
انت يا، ريتاج!

وضعت يدها فوق فمها شاهقة بدهشة وقالت بدهشة ممزوجة بخوف: لا، مش، مش، مش ممكن!
نظر اليها ادهم مبتسما ابتسمة نصر صغيرة وهو يقول بتحد: لا ممكن يا ريتاج.
انا خطبتك من مامتك وهي وافقت وانت دلوقتي خطيبتي يا، ريتاجي!

هل ستوافق ريتاج على خطبة ادهم لها أم سترفض وتحاربه بشتى الوسائل كي يبتعد عنها؟ كيف ستتقبل صافي نبأ خطوبة ريتاج وادهم؟ ما موقف محمود من خبر خطبة ادهم وريتاج؟ و، كيف سيقنع ادهم ريتاج بالموافقة على خطبتهما؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة