قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الرابع والعشرون

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الرابع والعشرون

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الرابع والعشرون

اطمني يا تاج طنط سعاد هتقوم بالسلامة ان شاء الله .

قالت راندا وهي تجلس بجوار ريتاج في غرفة الانتظار في المشفى حيث دخلت سعاد لإجراء العملية الجراحية ورافق ريتاج ادهم وراندا ومها ومحمود بينما مكثت كوثر في المنزل بطلب من ادهم فقد اخبرها ان العملية سيطول وقتها وانهم سيطمئنوها هاتفيا ولكنه قلق عليها هي الاخرى من ان تشعر بالتعب من جراء الانتظار، قالت ريتاج وهي تسند رأسها على الحائط وراءها وعيناها مغرورقتين بالدموع التي تجاهد لئلا تسقط: ان شاء الله يا راندا انا معشمة خير.

ان شاء الله.

جلست مها بجوارها تقرأ في كتاب الله مرتّلة آياته وما ان ختمت تلاوتها حتى تناولت منها ريتاج القرآن الكريم وبدأت بتلاوة سورة يس بصوت مخملي رائع خافت يعيد السكينة الى الوجدان، قدم ادهم حاملا شطيرة وعلبة عصير فقامت كلا من راندا ومها من كرسيهما بهدوء مفسحتين له المجال ليجلس بجوارها ولم تنتبه لحضوره فقد كانت في معيّة الله منفصلة عمّا يحدث حولها حتى ختمت قراءتها بقولها: صدق الله العظيم، واغلقت المصحف مقبّلة ايّاه ولمست به جبهتها فانتبهت الى ادهم وهو يقول: ربنا يتقبل منك يا ريتاج ويقومها بالسلامة ان شاء الله، قالت له وعينيها مليئتين بالرجاء برب العباد: يا رب يا ادهم يا رب، ناولها الشطيرة وعلبه العصير وهو يقول: طيب ممكن تاكلي الساندوتش دا وتشربي علبه العصير؟ انت من عشا امبارح ما نزلش أكل في بطنك حتى العشا انا اخدت بالي انك كنت سرحانه وما أكلتيش، هزت رأسها رافضة وقالت وهي تشير بيدها: لالالا يا ادهم مش قادرة معلهش صدقني حاسة انى لو حطيت لقمة في بؤي انى هرجع على طول، قال لها بتصميم وهو يفتح علبه العصير ثم ينزع الغلاف البلاستيكي من الشطيرة: ماينفعش انت كدا ممكن تقعي مرة واحده يا ريتاج، علشان خاطري كلي الساندوتش واشربي علبه العصير، مدت يدها متناولة الشطيرة وشرعت في اكلها ببطء وكانت ترشف العصير لابتلاع الطعام فهى تشعر انها فقدت القدرة حتى على ابتلاع الطعام...

مرّ اكثر من 4 ساعات والمريضة لا تزال تخضع للعملية الجراحية، نظرت ريتاج الى ادهم في قلق وقالت: هما اتأخروا كدا ليه يا ادهم؟

قال ادهم مربتا على يدها: ريتاج حبيبتي العملية مش سهلة ولا بسيطة ماتقلقيش نفسك انت بس ان شاء الله خير، بعد مضي وقت آخر ليس بالقصير شاهدت ريتاج الطبيب المصري المعالج ومعه الخبير الالماني خارجين من غرفة العمليات فأسرعت اليهما يلحقها ادهم والباقيين، سألت الطبيب المعالج وعينيها مليئة باللهفة: طمني يا دكتور ماما عامله ايه؟

قال الطبيب المصري مبتسم: اطمني يا بنتي العملية نجحت وان شاء الله والدتك هتقوم بالسلامة احنا دلوقتى نزلناها الافاقة وهنلاحظها ال24 ساعه الجايين لو فاتوا على خير ممكن جدا ننقلها في اودة عادية، ثم هز برأسه مستأذنا وغادرهم هو والطبيب الاجنبي...

قفزت ريتاج فرحة فور سماعها الانباء المفرحة وكان ادهم يقف بجوارها مبتسما سعيدا لسماعه بنجاح العملية ولكن سعادته اكبر لرؤية سعادة حبيبته، التفتت ريتاج الى ادهم وفاجئته بأن ارتمت في حضنه قائلة بسعادة: العملية نجحت يا ادهم سمعت؟ نجحت يا ادهم نجحت.

احاط خصرها بذراعيه مشددا على احتضانه لها وقال بابتسامة فرحا برؤية فرحتها وقال: الحمدلله يا تاجي الحمدلله، قالت بسرور وهي تشد ذراعيها حول رقبته: انا مبسوطة اووي اووي يا ادهم.
أنا.
أنا بحبك اووي اووي يا ادهم، دُهش ادهم لسماعه اعترافها بحبه ولكنها لم تنتبه لجموده ومالبثت ان نظرت اليه لتشاهد نظرة الفرح ممزوجة بشك وعدم التصديق وهو يكرر وراؤها: بجد؟ ابتعدت عنه قليلا وقطبت قائلة: هو ايه دا اللي بجد؟

امسكها من ذراعيها لئلا تهرب قائلا: انت بتحبيني بجد يا ريتاج؟
ابتعدت ريتاج بعد ان تبينت ما افصحت عنه في خضم فرحتها بخبر نجاة أمها واخفضت نظراتها ثم تلعثمت قليلا قبل ان تقول: يعني.

اكيد مش بكرهك، وضع يده تحت ذقنها مجبرا ايّاها على النظر اليه وقال بنظرات مليئة باللهفة والشوق: انا عارف انه مش وقته لكن لو ماسمعتيهاش منك تاني دلوقتي هيجرالي حاجه يرضيكي، شهقت واضعة يدها على فمه كى لا يُكمل جملته وقالت وهي تنظر اليه بضراعه قائلة: ماتكملش.

ربنا يخليك ليّا وما اشوفش فيك حاجه وحشة أبدا يارب، قال بابتسامة: طيب ياللا بسرعه قبل ما حد ياخد بالو، نظرت اليه بخجل ثم رفعت نفسها على اصبع قدميها هامسة في أذنه: بحبك، اغمض عينيه ليتذوق متعة الكلمة فاغتنمت الفرصة وسارعت بالابتعاد عنه متجهة الى الباقيين اللذين احترموا انفرادها وادهم ولم يشآؤا مقاطعتهم، اقبلت على اصدقائها وكانت وجوههم يعلوها اللهفة والترقب فابتسمت واخبرتهم بما قاله الطبيب فهنأوها لنجاح العملية وفجأة شعرت بذراع قوية تحيط بخصرها وصوت قوي يهمس في أذنها: قدرت تفلتي مني المرة دي بس الجايات اكتررر، ابتلعت ريقها بصعوبة وقد اعتلت وجنتيها حمرة الخجل فيما اندمج ادهم بالحديث مع الباقين...

خرجت سعاد الى غرفة عادية بعد بقاؤها يومين في العناية المركزة حتى استقرت حالتها وتجمع حول فراشها الجميع وكانت ريتاج لا تتركها ساعه من نهار او ليل وكانت ملازمة لها دائما ولاصرارها على ملازمتها طلب ادهم من الطبيب بنقل سعاد الى جناح في المشفى لتستطيع ريتاج النوم معها ومع ذلك قليلا ما كانت تنام بل كانت تقضي ليلها ساهرة عند امها تنظر اليها وهي نائمة وتدعو الله كثيرا ليحفظ امها لها ثم تصلي القيام حتى صلاة الفجر فتصلي الفجر وتقرأ قرآن حتى تشرق الشمس فلا تنام اكثر من ساعتين تستيقظ بعدها عند قدوم الممرضة لفحص سعاد والاطمئنان على مؤشراتها الحيوية حتى كان يوم جاء ادهم برفقة كوثر فوجدها تجلس بجوار والدتها تتحدث وتضحك فوقف بجوارها وقال موجها حديثه الى سعاد: معلهش هستأذنك يا ماما سعاد اخد منك ريتاج شوية وماما هتقعد معاكي فترة بعد العصر كلها، نظرت اليه سعاد مبتسمة وقالت: طبعا يا حبيبي معلهش انا اللي اسفة اخدتها منك ومالحقتش تفرح بعروستك لكن هانت الدكتور انهارده طمني وقالي ممكن يكتب خروج في خلال يومين، في حين اعترضت ريتاج قائلة: بس انا مش عاوزة اسيب ماما، قال ادهم مقاطعا اياها وهو يمد يده موقفا اياها على قدميها فكادت تتهاوى قدميها لقلة الاكل والنوم ولكنها تماسكت لكي لا يلاحظ أحد أي شئ وقال ادهم بابتسامة خفيفة: معلهش حبيبتي عاوزك في موضوع بسيط كدا، وامسكها من مرفقها وارشدها خارج الجناح فنظرت اليه مقطبة وهي تراه يقودها الى المصعد وقالت: ادهم ما كنت قلت لي اللي عاوزة واحنا مع ماما ولا لما خرجنا من الاودة!

ثم فتحت ابواب المصعد فدفعها الى الداخل من دون ان يجيبها فقطبت قائلة: ادهم.
انت مابتردش عليا ليه؟
وقف المصعد فامسكها من مرفقها وخرجا سويا ووجدته يتجه ناحية موقف السيارات فصلبت قدميها في الارض وقالت مغتاظة: ادهم انا مش هتحرك خطوة واحده من هنا غير لما اعرف انت موديني على فين؟
نظر اليها بغيظ ثم مال عليها وقال بغضب وحدة: تقدري تقوليلي انت آخر مرة اكلت فيها امتى؟
دهشت وقالت فاغرة فاها: ها؟

تابع بغضب: وآخر مرة نمت فيها زي البني آدمين امتى؟
سكتت ثم تلعثمت قائلة: انا مش عارفة انت قصدك ايه من الاسئلة دي كلها هو تحقيق؟
ثم استدارت وهي تقول: انا مش متهمة بيتحقق معاها انا رايحه لماما انا، ثم شهقت عاليا عندما امتدت يده تجذبها بقوة حتى ارتطمت بصدره وامسكها من ذراعها الاخر وقال بحدة: انا مش هقف اتفرج عليكي وانت بتخلصي قدامي واحده واحده.

مامتك والحمدلله بئيت بخير وكلها يومين وتخرج من المستشفى لكن بطريقتك دي شكلك هتدخلى مكانها!
اللي انت بتعمليه في نفسك دا انتحار، لا اكل ولا نوم وقلق بطريقة فظيعه ليه، مامتك وكويسة قدامك والحمدلله عمليتها نجحت ومافيش خطورة عليها يبقى بتعملي في نفسك وفيّا كدا ليه يا ريتاج ليه؟
جذبت ذراعيها بقوة من يديه وقالت ودموعها التي طال كبتها تهطل بقوة: لاني مرعوبة.

انا كنت هخسرها يا ادهم هخسرها، انت عارف انى بستخسر الوقت اللي انامه وافضل صاحيه جنبها ابص في وشها؟ مش عاوزاها تغيب عن عيني لحظة واحده، قول عليا بأه اتجننت أي حاجه بس مش بايدي وبعدين انا ماعملتش فيك حاجه؟

قال وهو يقترب منها ناظرا في عينيها بعمق: وهو لما اشوفك بالمنظر دا قدامي دا سهل عليّا؟ انت ماتعرفيش لسه انتِ عندي ايه؟ ثم مد يديه واحتضنها واضعا رأسها على صدره وقال وهو يربت على شعرها: انا حاسس بيكي حبيبتي ومقدر القلق اللي انت كنت فيه بس الحمد لله ربنا كرمه كبير ومامتك قامت بالسلامة وان شاء الله فترة نقاهة بسيطة وهترجع احسن من الأول بس انا خايف عليكي انت حبيبتي.

رفعت نظرها اليه وقالت من بين دموعها وابتسامة خفيفة تشق طريقها الى شفتيها: خايف عليّا؟ ليه يعني هيجرالي ايه؟
قال لها وهو ينظر اليها: اعملي حسابك انك مش ملك نفسك دلوقتي لأ، انت تبعي انا، واي تهاون منك في حق تاجي ماتلوميش الا نفسك!

ضحكت قليلا ومسحت دموعها وهي تقول: يا وااد يا جاامد، ادهم يا جااامد، ابتسم ثم اقترب منها مقبلا اياها على جبهتها وقال: ربنا مايحرمني منك ابدا يارب يا اغلى حاجه في حياة ادهم، ثم رفع اليها ذراعه لتشبك ذراعها فيه وقال بمرح: ممكن الاميرة ريتاج تتعطف وتقبل دعوة من عاشق ولهان للغدا؟

تظاهرت بالتفكير قليلا ثم تقدمت شابكة ذراعها في ذراعه وقالت: هننعم عليك بالرضا السامي دا ونقبل دعوتك المتواضعه، ثم سارا سوية وضحكاتهما تتعالا.

ايه دا انا فاكراك عازمني في مطعم تطلع عازمني في البيت؟ ، استدار ادهم بعد ان خرج من السيارة وفتح الباب المجاور لها وقال وهو يمسك بمرفقها متجهيْن للباب الداخلي: بيني وبينك احسن ليكي هنا هتاخديلك شاور وتغيري هدومك ونتغدى ونقعد براحتنا ونكلم مامتك تطمني عليها وماما معاها مش هتسيبها ماتخافيش، قالت وهو يفسح لها لتدخل قبله: لا انا هاخد حمام واغير واكل واطير على ماما على طول، لم يجبها ادهم وتقدمته فلم تشاهد الابتسامة التي ارتسمت على محياه!

الحمدلله، تسلم ايدين دادة بدور بجد، تصدق اكلها واحشني وكنت جعانه جدااا ، ابتسم ادهم وقال: يعني كان عندي حق لما عزمتك ع الغدا هنا ماكنتيش هتاكلى اكل احسن من كدا مش كدا؟
استندت على يدها ونظرت اليه وقالت مبتسمة: كدا، ثم وضعت يدها على فمها لتكتم تثاؤبها ووقعت عيناها على الساعه في معصمها فشهقت قائلة: يااااه.

الوقت اتأخر اووي يا ادهم يا دوب توصلني لماما علشان طنط كوثر كمان تروحها تعبت اكيد انهارده، قام من مكانه واشار اليها لتتقدمه قائلا: هنشرب الشاي الاول دادة بدور محضراه في الصالون، وبعدين نكلمهم في المستشفى، ارادت الاعتراض ولكن نظرة واحده اليه اعلمتها انه لن يقبل اعتراضها فهزت كتفيها موافقة على اقتراحه...

جلست على الاريكة في حين جلس على الكرسي بجوارها وقامت بسكب الشاي ووضعت قدح الشاي امامه مع طبق فيه بضع قطع من الكعك وارتشفت قليلا من الشاي واغمضت عينيها قائلة: امممم.

ثم نظرت الى ادهم قائلة: بصراحه ماشاء الله على دادة بدور دا حتى الشاي مالوش حل، ابتسم ادهم ثم مد يده وامسك القدح من يدها واضعا اياه على الطاولة امامهما واخرج علبة من جيبه وقال مبتسما: انت عارفة اننا هنسجل اول سابقة من نوعها في التاريخ؟

نظرت اليه متسائلة فقال وهو يفتح العلبة: المفروض العرسان بيلبسوا بعض الدبل مع الشبكة لكن بما ان كتب كتابنا جه بسرعه والدبله اللي عجبتني كنت عاوزها عموله مالحقش الجواهرجي يسلمهالي في الوقت اللي انا عاوزه علشان كدا حضرتك هنلبس الدبل بعد كتب الكتاب وبعد الشبكة كمان، مد يده فاعطته يدها فوضع الخاتم الذهبي في اصبع يدها اليمنى بعد ان خلع الخاتم الاماس رفعت يدها امام عينيها لتراه جيدا فهالها ما راته من جمال تصميم وابداع فهو خاتم يكمن جماله في بساطته فهو عبارة عن حلقة ذهبية عريضة مصقولة جيدا ولكن عندما تحرك يدها فيظهر نقوش على الخاتم تعطي توهجا له هذه النقوش تشكل اسم، أدهم!

شهقت من فرط اعجابها ورفعت نظرها اليه قائلة: معقولة يا ادهم؟ انا اول مرة اشوف دبلة بالشكل دا؟
اعاد وضع الخاتم الماسي فوق خاتم الزواج الذهبي وقال: مش انا قلت لك انك بنت غير كل البنات علشان كدا لازم دبلتك تكون غير خاالص حبيبتي ممكن بأه تلبسي لي دبلتي؟

اعطاها خاتمه المصنوع من البلاتين ومد يده اليسرى فنظرت اليه قائلة: لا اليمين، الشمال لما نتجوز، ابتسم قائلا: احنا متجوزين فعلا، بس انت علشان مامتك والناس والعادات هنا بتعتبر كتب الكتاب لسه خطوبة لغاية الفرح اللي هو اعلان الجواز لابستهالك في اليمين لكن بالنسبة لي انت مراتي وانا مش هلبسها غير في الشمال، ابتسمت وامسكت يده بخجل واضعه خاتمه في اصبع يده البنصر فوجدت انه كخاتمها لدى تعرضه للضوء فانه يتوهج بظلال مشكلة احرف اسمها، ريتاج!

نظرت اليه مبتسمة وقالت: انت مش ممكن يا ادهم.
عمري ما كنت اتصور انك تكون بالرومانسية دي، قال لها مبتسما: لو ماكنتش رومانسي مع مراتي حبيبتي هكون رومانسي مع مين؟
ضحكت مرددة الاغنية: ان ماكنتش انت تدلعني مين هيدلعني؟
شاركها ضحكها وما ان هدأت ضحكاتهما حتى سألته عن راندا ومحمود فاخبرها ان محمود لايزال في العمل وراندا استأذنته للذهاب الى مها بعد انتهاء محاضراتها فوافق، قالت له: طيب مش نقوم بأه؟

قال لها وهو يقف: طيب ممكن تستنيني لحظة واحده هعمل مكالمة تليفون وارجع لك فورا، هزت برأسها ايجابا فسار متجها الى غرفة مكتبه ليقوم باتصاله الهاتفي...

يعني انت كويسة يا ماما انت وماما سعاد؟
والله؟ يعني هي هتخرج بكرة ان شاء الله؟ الدكتور طمنكم؟ طيب ماشي عموما انا هكون عندكم في المعاد، لا ريتاج كويسة الحمدلله، اوك هبلغها، واغلق الهاتف متوجها الى غرفة الجلوس...

نظر بحب الى الوجه النائم بوداعة الاطفال وابتسم قائلا بهمس: اعمل فيكي ايه؟ عناد مش ممكن تعبانه وهتقعي من طولك من التعب وبردو مصرّة ترجعي المستشفى تاني، انا عارف انك مش هتسامحيني لما تصحي بس علشان مصلحتك حبيبتي كتير بحس انى ابوك مش جوزك، ثم مال عليها رافعا اياها بين ذراعيه وكتم انفاسه منتظرا دقيقة تحسبا لاستيقاظها ولكنها بعد ان تململت قليلا في نومها عادت الى الاستغراق في نومها مجددا فسار حاملا اياها بين ذراعيها ليضعها في غرفتها...

وضعها على الفراش وخلع حذاؤها ثم احكم الغطاء من حولها وابعد بعض خصلات منفلته من شعرها المحكم عن وجهها فمنذ ملاحظته لها الاّ تفلت شعرها خارجا وهي تعقده كالسابق في عقدة محكمة في مؤخرة رأسها، قبّلها على وجنتها المرمرية ثم اتجه مغلقا الستائر وخرج مغلقا الباب بخفة وراؤه...

تململت ريتاج في الفراش قليلا ثم فتحت عينيها ببطء وتثاءبت وفجأة انتبهت انها ترقد على فراش ليس كفراش المشفى اعتدلت جالسة على السرير ونظرت حولها لتستوعب انها في غرفتها في منزل ادهم ثم انتبهت الى ثيابها التي ترتديها هي ذاتها ثيابها التي خرجت بها مع ادهم، تطلعت الى الساعه الموضوعه بجانب السرير فوق الجارور لتراها ال 2 فقطبت ال 2 صباحا! هل نامت منذ ال 4 عصرا الى ال2 صباحا!

ثم نظرت الى الستائر الثقيلة المسدلة فقامت متوجهة نحوها وما ان فتحتها حتى سطع نور الشمس مغرقا الغرفة فشهقت عاليا فهي ليست ال 2 صباحا بل ال 2 ظهرا! ّ هل نامت مايقرب من يوم كامل بدون ان تشعر؟
توجهت خارجة من غرفتها بسرعه ولم تعي انها حافية القدمين!

نزلت الدرج سريعا وهي تنظر من فوق السياج ثم لمحت صباح فنادتها بلهفة لتقف انتظرتها صباح حتى وصلت اليها ثم قالت لها: ازيك يا صباح؟

قالت صباح بوجه بشوش: يا صباح الحليب الابيض، صح النوم يا ست تاج، ادهم بيه وصانا ماحدش يضايقك ولا يصحيكي لغاية ما يرجع من برّه وهما لسه واصلين حالا، قطبت وما ان همت بسؤالها حتى طرق سمعها صوت ادهم القوي ومعه صوتا ضعيفا لم تصدق اذناها عند سماعه فانطلقت تفتح باب غرفة الجلوس وما ان شاهدت السيدة الجالسة بابتسامة حنونة حتى اندفعت تعانقها وهي تقبل وجهها ويديها وتبكي بدموع فرح قائلة: ماما، حمدلله على السلامة يا ماما.

انت خرجت امتى؟

قالت سعاد وهي تمسح على شعر ابنتها الذي انفلت في نومها ولم تشعر به من سرعتها فلم تقم بتصفيفه: انا يا ستي لسه جايه من شوية صغيرين الدكتور كتب لي على خروج انهارده وادهم جه خدني انا وكوثر من شوية بصراحه انا تعبتهم معايا اووي، رفعت ريتاج نظرها الى كوثر شاكرة اياها على تعبها مع والدتها فقالت كوثر بابتسامة عتب خفيف: تشكريني على ايه يا تاج سعاد دي اختي وانت بنتي، لم تلتفت ريتاج الى ادهم ثم وقفت قائلة لامها: تحبي اساعدك يا ماما علشان تروحي ترتاحي في اودتك شوية؟

سارع ادهم بالقول: على فكرة يا ماما سعاد انا اتفقت مع نفس الممرضة هتكون موجودة معاكي الفترة اللي في الاول دي وجهزت لها اودة جنب اودتك، شكرته سعاد قائلة: ماكانش له لزوم يابني انا الحمدلله كويسة والعلاج هاخده في مواعيده، قال لها: معلهش بردو علشان هي هتبقى مسؤولة عن اكلك كمان جنب الدوا، قامت سعاد مرتكزة على يد ابنتها فسارع ادهم لاسنادها من الناحية الاخرى وسارا حتى اوصلاها الى غرفتها التي امر ادهم بتجهيزها في الطابق السفلي لكي لا تضطر سعاد الى صعود الدرج فالطبيب منعها منعا باتا من أي مجهود او انفعال.

وضعاها فوق الفراش وما ان اعتدلا حتى لا حظ ادهم ان ريتاج بدون حذاء فنظر اليها مليا ثم قال بهدوء: ريتاج، اطلعي البسي حاجه في رجلك.

تقريبا من لهفتك نزلت حافية، نظرت اليه شزرا ثم قالت بهدوء: لما اطمن على ماما الاول مش هيجرالي حاجه يعني علشان حافية، نظرت سعاد اليها وقالت بابتسامة: اسمعي كلام جوزك يا تاج انا كويسة الحمدلله وهنام شوية، هزت ريتاج رأسها واتجهت للخروج فصادفت الممرضة في طريقها فقالت بهدوء: خلي بالك من ماما كويس اووي يا شادية، قالت لها الممرضة التي هي في اواخر الثلاثينات: ماتخافيش يا تاج مامتك في عينيا، كانا قد اتفقا منذ المرة الأولى على مناداة بعضهما بدون ألقاب فقد أحبتها ريتاج وشعرت كأنها تعرفها منذ زمن...

خرجت ريتاج واتجهت بخطوات سريعه لتصعد الدرج حيث غرفتها فلحقها واوقفها واضعا يده على الباب معيقا فحه و كانت قد وضعت يدها على مقبض الباب وقال متنهدا: اقدر اعرف انت ايه اللي مزعلك دلوقتي؟ التفتت اليه بقوة وقالت من فوق كتفها: لو سمحت عاوزة ادخل اودتي تعبانه وعاوزة ارتاح شوية، نظر اليها مضيّقا عينيه ثم ابعد يده فتحت االباب ودخلت وما ان همت باغلاقه حتى دفعه ودخل مغلقا ايّاه خلفه باحكام ثم نظر اليها بحدة متقدما منها ببطء وتراجعت حتى اصطدمت في الحائط وراءها بينما وضع يديه على الحائط بجوار رأسها ونظر اليها بنظرات حادة قائلا: ممكن توطّي صوتك وانت بتكلميني؟ وبعدين لما أكلمك اوعي تديني ضهرك وتمشي تاني مرة، ودلوقتي بالراحه كدا وبصوت واطي قوليلي ايه اللي مزعلك بالظبط؟

نظر اليه وكتفت يديها زامة شفتيها بحنق ثم قالت: يعني مش عارف؟ انت مصر تعاملني اني طفلة صغيرة.

ليه سيبتني نايمه الوقت دا كله؟ ليه ماصحتنيش وانت عارف اني عاوزة اروح المستشفى لماما؟ وانا متأكده انك كنت مرتب انك مش هترجعني المستشفى تاني علشان كدا جبتني هنا بدل ما نروح مطعم وانا لما نمت سهلتها عليك صح؟ ابتسم قائلا باستفزاز: بصراحه صح! لأنك كنت هتغلبيني على ماترضي انك ماترجعيش المستشفى تاني وانا ماكنتش هستسلم بسهولة بس انت حليتيهالي.

وكوني ماصحتكيش لانك اساسا ماحسيتيش بيا خالص لا لما وديتك اودتك ولا لما دخلت اشوفك قبل ما اروح اجيب ماما وماماتك من المستشفى كنت في دنيا غير الدنيا!
نظرت اليه بذهول قائلة: وانت ازاي تسمح لنفسك تدخل عليا اودتي وانا نايمة؟ وبعدين تشيلني ازاي اساسا وتوديني اودتي؟ المفروض كنت تصحيني!
زفر حانقا واغمض عينيه قائلا من بين اسنانه: اووووف، اللهم طوّلك يا روح!

ثم نظر اليها قائلا بحدة: بصي يا ريتاج علشان نبأه على نور من أولها.
انت عنيدة وانا أعند! الحاجه اللي هطلبها منك ومش هتعمليها انا هعمل اللي شايفه صح، وطالما انك بتشتكي انى بعاملك على انك طفلة اثبتيلي انى متجوز واحده كبيرة مش عيّلة صغيرة!

زمّت عينيها وقالت بحنق: ودي اثبتهالك ازاي ان شاء الله؟ وبعدين ماحدش ضربك على ايدك يا حبيبي وانا قلت لك لما ماما تقوم بالسلامة انا مستعدة أحلَّك، فقاطعها بحدة واضعه يده فوق فمها قائلا بغضب: اوعي اسمعك تقولي الكلام دا تاني.

مفهوم؟ انت مرات ادهم شمس الدين وطول ما في نفس بيدخل صدري هتفضلي مرات ادهم شمس الدين وهتبقي جبتيه لنفسك فعلا يا ريتاج لو سمعتك بتقولي الكلام دا تاني ولو مجرد تلميح بينك وبين نفسك حتى.
أظن واضح؟

نظرت اليه طويلا ثم فجأة، آآآآآآوتش ، ورفع يده متألما مستغربا مما فعلته بينما ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيها في حين نظر الى يده ليرى آثار عضتها القوية ثم رفع نظره اليها وقال بدهشة ممزوجة بغضب: ايه دا؟ انت ايه اللي عملتيه دا؟
قالت له بخبث: عيّلة بأه، حد بيزعل من العيال؟
نظر اليها قليلا ثم اقترب منها وقال: امممم.

عيّلة، وفجأة رفعها من ذراعيها على حين غرّة فأصبح رأسها يعلو رأسه واحاطها من خصرها بذراعيه القويتين فصرخت تطالبه بانزالها فرفض قائلا بمكر: طالما عيّلة يبقى تتعاقبي زي العيال!

سكتت مندهشة ثم فجأة قام بانزالها موجها وجهها ناحية الحائط رافعا يديها الى اعلى وقال لها: عارفة لو نزلت ايديكي هعمل فيكي ايه؟ انت متذنبة لغاية ما انا اقول كفاية وانا هقعد هنا ع الكرسي دا يكون اشوفك رمشت حتى واي اعتراض الوقت هيطول ايه رأيك بأه؟
نظرت اليه ساخطة وسكتت على مضض بينما اخفى ابتسامته جيدا وجلب كرسيا وضعه بجوارها ليراقبها وقال لها متصنعا الجدية: ها، شايفك، ولا حركة.

اخرجت له لسانها مقلبة وجهها بطفوليه جعلته يكتم ضحكه بصعوبة وقال بحدة: كدا طيب.
نص ساعه زيادة عن الوقت اللي انا لسه محددتوش ايه رايك بأه يا ريتاج؟
قالت برجاء: لالالا خلاص خلاص حرمت حرمت، انطلقت ضحكته عاليا ثم قام متوجها ناحيتها وادارها امامه وقال لها والبسمة تعلو وجهه: يعني خلاص، هتبطلي حركات العيال؟
قالت له بنزق: خلاص.
بس انت كمان بطّل كل شوية تقولي عيلة وعيلة.

انا خلاص كبرت من زمان، ايه مش باين عليا ولا ايه؟
قال لها غامزا بخبث مقتربا بوجهه من وجهها: لا من ناحية انه باين فهو باين وباين وباين كمان.
بقولك ايه؟
رفعت يديها لتدفعه بعيدا عنها قليلا وقالت بريبة: بس ابعد بس شوية الاول.
ايه هتقعد في حضني في الاخر!
قال لها ضاحكا: تصدقي ان دمك خفيف زي السكر ومهما قلت على قلبي زي العسل!
قالت له متحاشية نظراته تكاد تبكي: طيب ابعد بس شوية طيب!

ابتعد عنها قليلا متنهدا وقال: ياربي يعني الفترة دي احلى فترة في الخطوبة وكاتبين كتابنا وانت تقوليلي ايدك.
كنت سيبيه يمسكها يا فوزية!
نظرت اليه قليلا ثم انفجرت ضاحكة بينما ينظر اليها مشدوها وما ان خفتت ضحكتها حتى اقترب منها هامسا في أذنيها: فرحنا بعد اسبوعين، واحمدي ربنا انه مش اسبوع.
نظرت اليه مندهشة وما ان همت بالكلام حتى قال هامسا: كلمة واحده زياده هيكون بعد يومين.

انا مش هستنى لحظة واحده بعد الاسبوعين!
ثم مال اليها مقبلا ايّاها قبلة خفيفة على وجنتها وقال مبتسما قبل ان يستدير منصرفا: وتاني مرة ماتنسيش تلبسي حاجه في رجلك وشعرك تلميه يكون اشوفه مفكوك بره اودة النوم انا بس اللي مسموح لي اشوفه اظن واضح؟ وغمزها بمكر تاركا ايّاها غارقة في دهشتها من هذا المغرور المجنون المتهور ولكنها تعشق جنونه!

انا مش عارف انت عاوزة مني ايه بالظبط؟ قال سامح بنفاذ صبر وغضب لمحدثته التي تكلمت بمنتهى البرود قائلة: ما انا قلت لك مصلحتك.
والكلام ماينفعش في التليفون لازم نتقابل.
قال لها بسخرية: بقول ايه يا ست انت يا تدخلى في الموضوع على طول يا هقفل السكة في وشّك ويكون اسمع صوتك تاني انا ايه اللي يخليني اقابل واحده ماعرفش عنها حاجه خالص؟
قالت له اسما واحدا انتفض له قلبه: لكن تعرف ريتاج مراد؟

انتفض قائلا: ايه؟ وانت تعرفي ريتاج منين؟
ابتسمت ابتسامة خبيثة وقالت بصوت كالفحيح: مش قلت لك انا اعرف عنك كل حاجه، اهدى بأه كدا وخد العنوان دا قابلني فيه علشان نتفاهم بهدوء، دوّن سامح العنوان الذي قالته صافي ثم اغلق الهاتف وقد وقع في حيرة من امره ترى من هي هذه المرأة وما علاقتها بريتاج وماذا تريد منه؟

انتِ ايه، ابليس في صورة واحده ست! ، قال سامح مذهولا مما سمع من هذه المرأة التي قالت له بابتسامة باردة: لا انا واحده مش عاوزة حتة بت لسه ماطلعتش من البيضة تضحك على خطيبي وتاخده مني وانا اللي عطفت عليها لما ابوها مات وعمل وصية لأدهم انه يكون وصي على اموالها واشترط انه هو اللي يحدد اذا كانت تصلح لما تبلغ 25 سنة انها تدير اموالها ولا لأ والَّا الاسهم تفضل مع ادهم وهي يكون لها نصيب من الارباح بس.

وادهم ماكانش موافق على موضوع الوصاية دي وعاوز يتنازل عنها بس انا اللي اقنعته علشان ابوها كان صديق حمايا الله يرحمه يقوم تلعب عليه وتخليه يتعلق بيها علشان تضمن انها وقت استلام الميراث بالكامل يديهولها بسهولة!
قال لها بذهول: ريتاج عملت كدا؟ مش ممكن؟ ريتاج طول عمرها صريحة وواضحة وعمرها ماتعرف تضحك على حد او تخطط زي ما بتقولي كدا؟

غضبت صافي لدفاع سامح عن ريتاج وقالت بخبث: انت نسيت لما بهدلتك لما اتقدمت لباباها؟ مش كانت بتمثل عليك دور الحب لغاية ما اتقدمت لها وبعدين هزئتك وطردتك؟ يبقى هي التمثيل عندها سهل اووي لغاية ما توصل لهدفها وماتقوليش كانت متضايقه منك لأ. بنت تانية تواجهك وتسيبك دا لو هي صريحة فعلا ومالهاش في اللف والدوران وبعدين ما يمكن هي اللي تكون اتراهنت عليك انك تخطبها وانت كان معروف عنك انك بتاع بنات ومش بتاع جواز خالص فكون انها تجيبك لغاية عندها تتقدم لها دا انتصار ليها بردو، قطب قائلا بدهشة: انت عرفت الحاجات دي كلها منين؟ قالت له بمكر: سألت واللي يسأل مايتوهش، وتذكرت مقابلتها صدفة لصديقة لها من ايام الجامعه كانت جارة لريتاج وقد قصت عليها الحكاية كاملة عندما علمت بالصدفة لقرابة صافي من ريتاج التي اوهمتها انها تعلم ان ريتاج كانت مخطوبة سابقا ولكنها تريد التأكد من سبب فك الخطبة لانها تريد خطبتها لأخيها فتبرعت الصديقة برواية كلّما حدث سابقا...

شرد سامح في كلامها وهو يسأل نفسه: معقولة ريتاج كانت متراهنه عليا؟ مش عارف ليه حاسس انه فيه حاجه غلط بس ولو المهم اني اخلص تاري من ريتاج وتبقى تحت رحمتي وساعتها هعرف الحقيقة فين، اعتدل ناظرا اليها بقوة وقال: بصي انا هساعدك علشان انا عاوز ريتاج بس مش معنى كدا انى بشتغل عندك يعني احنا الاتنين لازم نتفق ع الخطة لان مصلحتنا سوا اظن واضح؟

هزت رأسها وقالت بحماس: واضح جدا وماتخافش خطتي هتعجبك اووي اسمع يا سيدي!

رفع سامح رأسه ناظرا اليها برهة وقد ابتسمت ابتسامة تشع خبثا ودهاءا ثم قال لها بذهول: انتِ مش ممكن تكوني بني آدمة طبيعية ابدا.
انا متأكد ان لو ابليس سمعك دلوقتي هيصقف لك لأنك فوقتيه بمراحل.
قالت له: يعني الخطة عجبتك؟
قال لها: عجبتني بس شرانية اووي مافيش حاجه اخف شوية انا صحيح عاوز أرد لها القلم بس مش بالشكل دا كدا ممكن تروح فيها هي مهما كان بنت بردو؟

قالت له وهي تميل عليه بدهاء: حبك ليها هينسيها أي حاجه وحشة هتمر بيها هو انت مش لسّه بتحبها بردو ولاّ ايه؟
قال لها وقد عتمت عينيه بعاطفة مشبوبة: تصدقيني لو قلت لك انى عمري مانسيتها ولا حسيت ناحية حد بالمشاعر اللي حاسيتها ناحية ريتاج؟
قالت صافي: خلاص اتفقنا.

استنى مني تليفون بساعة الصفر و، قاطعهما رنين هاتفها المحمول فوضعته على اذنها واستمعت قليلا ثم غابت الابتسامة عن شفتيها وصرخت بغضب قائلة: انت متأكده يا سوزي من الكلام دا؟ طيب اقفلي دلوقتي بقولك اقفلي.
ثم وضعت الهاتف بعنف فوق الطاولة ونظرت الى سامح بقوة وقالت: خلاص.
ساعة الصفر بكرة.
جهّز نفسك!

قال بدهشة: على طول كدا؟ انت مش قلتِ محتاجه وقت تشوفي، قاطعته ضاربة الطاولة بقبضتها بصوت عال لفت انظار الجالسين حولهما في هذا الكازينو المطل على النيل وقالت بغضب مستعر: خلاص مافيش وقت الفرح بعد اسبوعين.
تبتدي التنفيذ من بكرة ماشي!
قال سامح بثبات: اتفقنا، بكرة هبدأ التنفيذ.
واديني يومين بالظبط واقولك مبروك عليكي رجوع خطيبك ليكي ومبروك عليا، ريتاج قلبي!

ترى ماهي الخطة الشيطانية التي اتفقت عليها صافي مع سامح؟ هل ستنجح في مسعاها في الايقاع بين ادهم و متمردته الصغيرة؟ هل سيُعقد الزفاف في موعده أم ان القدر سيلعب لعبته مع ريتاج و، مروّضها؟ انتظروني في القادم من، المتمردة،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة