قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الحادي والثلاثون

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الحادي والثلاثون

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الحادي والثلاثون

وقفت تحدث نفسها بحنق قائلة: ماشي يا راندا، لا وايه انا اللي هحضرلك شنطتك، حاطالي كل لبس النوم هدوم قلة أدب!
ألبسها ازاي أودامو دي انا دلوقتي؟ دا ايه الحيرة اللي انا فيها دي بس ياربي، ولو لبست هدوم عادية هيستغرب ويسأل ليه لابسة هدوم خروج مش بيت، ما انا عارفاه حشري، أوووف.
اتصرف ازاااي؟
وضعت اصبعها على فمها وهي تفكر وما لبث ان اشرق وجهها ورفعت يديها الاثنتان وانزلتهما وهي تقول: ييس.

ييس –، فتحت سحاب الفستان بصعوبة قليلا ولكنها ثابرت الى ان اتمت مهمتها بنجاح ثم دخلت الحمام لتغتسل وبعد ان انهت حمامها لبست غلالة النوم البيضاء الشيفون وفوقها روبها الشيفون واسدال الصلاة الوردي اللون وخرجت الى غرفتها حيث فكت شعرها مطلقة ايَّاه فقد شعرت بالصداع نتيجه لكمية دبابيس الشعر الهائلة التي رفعت شعرها الغزير على هيئة شنيون، وكانت قد مسحت مساحيق التجميل قبل ان تغتسل ونظرت الى نفسها في المرآة لتجد بشرة وردية ناعمه وعيون ذات رموش غزيرة صنعة الله سبحانه وتعالى لا دخل لبشر فيها، وضعت بضع قطرات من عطر الورود خاصتها، سمعت طرقا على الباب وصوت ادهم يسألها ان كانت قد انتهت، اغمضت عينيها وبعد ان كانت فرحة لحل مشكلة الثياب اهتزت ثقتها في نفسها عندما تذكرت انها ستخرج امامه بإسدال الصلاة ومؤكد سيستفهم منها عن السبب، رفعت رأسها بعنفوان قائلة في نفسها وهي تتجه للخروج من الغرفة: هقوله اختك قليلة الأدب هي السبب في اللي انا لابساه دا!..

فتحت الباب لتفاجئ به مستندا عليه بكتفه وسرعان ما اعتدل في وقفته ونظر اليها طويلا مما أربكها وتحاشت نظراته وهي تقول: هتفضل واقف كدا كتير يا ادهم، لم يجبها، قطبت ورفعت نظرها اليه وقالت له وهي تشيح بيدها امام وجهه: ادهم، هَييي، الو، روحت فين؟
افاق من شروده وتنحنح قائلا: احمم، لا ماروحتش في حتة، ياللا علشان تتعشي انت ما اكلتيش كويس في البوفيه.

واشار لها لتسبقه فهمهمت وهي تسير امامه: ماتفكرنيش بالبوفيه واللي جرا في البوفيه...

جلسا الى طاولة صغيرة، واشار اليها قائلا: اتفضلي، البيت بيتك بردو مدّي ايدك مش عاوزة عزومة!
ثم وضع بعض الطعام في طبقه وشرع في الاكل بينما تناولت هي بعض من السلاطة الموضوعه امامها في صحنها، كانت تنظر اليه مستغربة فهو مقبل على طعامه عكسها هي مع ان معدتها تقرقر من الجوع ولكن عندما بدأت تتناول طعامها شعرت بأن معدتها قد انكمشت، نظر اليها ادهم وقال: ايه يا ريتاج.

مش بتاكلى ليه الاكل تحفه معلهش اصلي ما اكلتش طول النهار علشان كدا تلاقي نفسي مفتوحة و، ثم قطب وقال مستفهما: انت لابسة الاسدال ليه صحيح؟ معقول بردانه؟ اطفي المكيف لو عاوزة؟!
قالت في سرها بحنق: اهو اللي خفت منه حصل ودا انا اقوله ايه دلوقتي بأه؟
قالت له وهي تشيح بنظرها: لا عادي يعني.
اصله عجبني بصراحه!

نظر اليها قليلا ثم قال بمكر: عجبك؟ اممم قولتيلي، طيب كويس تصدقي افتكرتك مكسوفة مني ولا حاجه مع اننا متفقين ولا انت معندكيش ثقة فيَّا؟

نظرت اليه بطرف عين وقالت ببرود: لا طبعاً لو ماكنتش واثقة فيك ماكنتش وافقت عليك من الأول، قال وهو يسكب لها بعض الطعام: طيب ممكن تاكلي بأه أحسن تقعي من طولك مرة واحده انت شكلك مش عجبني وخاسس كدا، قالت له وهي تتناول الصحن من يده: والله أنا شكلي كدا بأه ولو مش عجبك دي مشكلتك مش مشكلتي، نظر اليها قائلا بابتسامة: هو انا اقدر اقول حاجه، انت عجباني بكل حالاتك!
قالت له وهي تبدأ بتناول طعامها: كويس.

اغمضت عينيها ما ان تذوقت الطعام قائلة: اممممم، ثم نظرت اليه قائلة بتلقائية: الاكل جميل فعلاً، فقال وهو مثبت نظره عليها: هو من ناحية جميل فهو يهوس مش جميل وبس!
قطبت ثم ابتعدت قليلا عنه وتابعت تناول طعامها وهي تتمتم في سرها مندهشة من طريقته في النظر اليها...

بعد تناول الطعام، التفت اليها قائلا: صليتي العشا؟
أومأت برأسها قائلة: انا كنت هصلي بس انت ناديت عليا علشان نتعشى، فقال بابتسامة: طيب ياللا نصليها جماعه.

صلّا العشاء ثم ركعتي سٌنَّة الزفاف وما ان سلَّم حتى التفت واضعاً يده على رأسها وداعيا الله: اللهم اني أسألك خيرها وخير ما جُبلت عليه وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما جُبلت عليه، وقفا بعد الانتهاء من الصلاة، أوقفها عندما همت بالابتعاد وقال: على فين.
ماتيجي نقعد نتكلم شوية؟
ارتبكت قليلا وقالت: لا اصلي تعبانه مانمتش كويس وعاوزة انام، اسهر انت براحتك تصبح على خير!

وتوجهت حيث غرفة النوم حيث اغلقت الباب وراءها وخلعت اسدال الصلاة ونامت ملتحفة بالغطاء حتى ذقنها ولم تخلع الروب فهي تعلم ان ادهم لابد ان يمر بغرفتها ليذهب حيث غرفة الملابس التي سينام فيها ولا تريد اى احتمال من أي نوع لرؤيته فستان نومها الخليع!

طرق ادهم الباب بهدوء فلم يسمع صوتا، اعاد طرق الباب بصوت اعلى قليلا ولم يسمع شيئا، فتح الباب فتحة صغيرة مناديا عليها: ريتاج.

تاجي، لم يسمع أي اجابة فدخل واغلق الباب وراؤه، سار حتى وقف بجوار الفراش ليرى ريتاج وهي غارقة في سبات عميق واضعه يدها بجوار راسها على الوسادة وقد تناثر شعرها حول وجهها ويدها الاخرى فوق الغطاء الذي انحسر قليلا ليكشف عن غلالة نوم بيضاء تشف أكثر مما تستر، مد يده ليساوي الغطاء فوقها ثم قبلها بهدوء على جبهتها واتجه ليقضي ليلة بلا نوم حتى تسلل ضوء الفجر الى غرفته فغفا من شدة التعب والسهر...

استيقظت ريتاج في الصباح ونظرت حولها حتى استوعبت اين هي ثم نظرت في ساعه يدها الموضوعه بجوارها لتجدها تقارب ال6 صباحا، قامت من فراشها واتجهت الى خزانة الثياب مخرجة بنطالا من القطن ابيض اللون يصل الى ما بعد الركبة بقليل ( بنتاكور ) وتي شيرت من القطن مرسوم عليه ورود مختلفة بنصف كم وحذاءا مطاطيا ابيض اللون(بالارينا).

اتجه نظرها الى الغرفة الصغيرة الملحقة بغرفتها لتجد بابها مغلق فعلمت ان ادهم لايزال نائما، قررت ايقاظه ليتناولا الافطار ليستطيعا اللحاق بالطائرة في موعدها، طرقت الباب كثيرا فلم تسمع اجابة، قطبت وساورها بعض القلق، فتحت الباب بتردد وتقدمت الى الداخل تاركة الباب مفتوحا، فوجئت به لايزال نائما.

نادته بصوت منخفض لم تلبث ان ارتفع نبرته عندما لم يصدر أي استجابة لندائها عليه، اقتربت اكثر وهزته في كتفه قائلة: ادهم، دهم، ثم رفعت صوتها عاليا: أدهااااااام!
انتفض من نومه وقام قائلا: ايه ايه في ايه؟
ثم ما لبث ان استوعب منظرها امامه فمسح بيده على وجهه وقال: يا شيخه حرام عليكي فيه حد يصحي حد كدا؟ لا ومش أي حد انا جوزك واحنا عرسان ودي اول مرة اتصبح فيها بوشك تخضيني الخضَّة دي!

اعتدلت واقفة وقالت بنزق: اعملك ايه ما انت اللي نايم نومة أهل الكهف! غُلبت انادي عليكي واخبط ولا هنا حد انا اللي اتخضيت مش انت!
ركع على ركبتيه فوق الفراش فأصبح بطولها وقال لها وهو ينظر الى عينيها بابتسامة: يعني اتخضيتي عليَّا يا تاجي؟
اضطربت قليلا وقالت وهي تهرب بنظراتها: عادي يعني، مش أطمن عليك احنا مهما كان بيننا عيش وملح! وبعدين انت.
انت نايم كدا ازاي؟

فقد تفاجئت لرؤيته مرتديا فقط بنطال البيجامة وعاري الصدر!
نظر اليها باستفزاز وقال: عيش وملح؟! طيب يا حنينة خلصي على ما اخد شاور والبس وبعدين مالك ومال نومي انا حر!
ثم قام متجها الى باب الغرفة ونظر اليها وقال: هتدخلي في نومي كمان! كفاية انت ماشاء الله عليك متحجبة وانت نايمة!
اتحجبي وانت صاحية مش وانت نايمة! ونظر اليها من اعلى الى اسفل متمتما: عيِّلة!

سارع بالخروج قبل ان تناله الوسادة التي رمتها عليه بكل قوتها، بينما توعدته في سرها قائلة: انا عيِّلة.
ماشي يا ادهم اما وريتك شغل العيال اللي على أصوله مابئاش أنا!..

خرج من غرفته مرتديا بنطالا قصيرا باللون البني وتي شيرت قطنيا قصير الاكمام باللون الابيض مبرزا عضلات صدره وذراعيه واضعا نظارته الشمسية فوق شعره وقال وهو ينادي ريتاج وكان ممسكا بهاتفه غير ملتفتا اليها: ياللا يا ريتااج، ريتاج.
قاطعته وهي تقف امام باب الغرفة: ايه ايه، سمعتك خلاص، ياللا، نظر اليها مصعوقا من اعلى رأسها الى اسفل قدميها وقال مندهشا وهو يشير الى رأسها: انت هتخرجي معايا كدا؟

نظرت الى ملابسها وقالت باستفهام: ليه لبسي وحش؟ عادي انا مش لابسة لبس مكشوف ولا حاجه يعني؟
اقترب منها مشيرا الى شعرها وهو يصرخ قائلا: ايه دا؟ فيه عروسة تسرح شعرها كدا؟ ايه أكونش واخد بنت اختي الحضانة وانا معرفش؟
مسكت بيديها شعرها الذي سرحته على هيئة ذيلي حصان وربطتهما بربطة شعر كبيرة على هيئة ثمرة الفراولة الحمراء الناضجه وقالت ببراءة مصطنعه: ليه يا ادهم حتى التسريحه مخليه شكلي كيوت خالص!

اقترب منها وقال مغتاظا: كيوت خالص لما تكونى هنا معايا انا بس، لكن تخرجي بالمنظر دا قدام الناس.
يبقى اتهبلت رسمي!
تظاهرت بالانصياع له واقتربت من الباب بخفة وهي تقول له بغية تشتيت انتباهه: يعني التسريحة مش عاجباك؟
قال لها قاطعا: لا مش عجباني.
اتفضلي غيريها و 100 مرة قلت لك شعرك مايتفردش واحنا برّه، قالت له متظاهرة بالغضب: طيب اتفضل ناولني الفرشاة مش داخله الاودة تاني، تحكمات فارغة!

زفر بضيق وذهب لجلب الفرشاة من الغرفة وعند عودته فوجيء بباب الغرفة مشرعا ولم يجد ريتاج، ركض مناديا عليها فلم يجدها اغمض عينيه وكور قبضتيه وقال: اللهم طولك روح.
ماشي يا تاج.
مش هعديهالك.
عيَّلة! انت اللي اخترت.
انا بأه هربيكي من اول وجديد يا، صغيرة على الحب انتِ!
وسارع للحاق بها.

خرج من المصعد ليجدها بانتظاره في البهو سار ناحيتها وامسكها من مرفقها بقوة جعلتها تطلق تأوها وقالت له وهو يسير مسرعا وهي تكاد تقع من سحبه اياها: آي يا ادهم دراعي انت بتجري ليه ما بالراحه؟!
وقف فجأة فكادت ان تصطدم به ثم نظر اليها قائلا من بين اسنانه: امشي من سكات احسن لك.
واللي انت عملتيه وتحديكي ليّا دا مش هيفوت بالساهل.
اتفضلي ورانا طيارة عايزين نلحقها...

تناولا الفطور وقامت ريتاج لاحضار بعض العصير واثناء ذلك سمعت صوتا بجانبها يقول بنبرة سمجة لم ترق لها: صباح الجمال.
نظرت بحدة الى الشاب الذي ألقى على مسامعها بتحية الصباح بنبرة لم تستسغها ولم تجبه وما ان همت بالذهاب حتى اعترض طريقها كلما اتت للسير من جهة تجده يسد عليها الطريق، رفعت نظرها اليه وقالت بنزق: أظن عيب اووي اللي انت بتعمله دا، ممكن بأه تسيبني أعدي؟!

نظر اليها لوهلة قبل ان يضرب بيده على جبهته وهو يقول: يااااه، فيه كدا عينين! ثم نظر اليها غامزا وقال: رموشك دبَّاحة فعلا!
قالت له بحدة: ممكن تبعد من طريقي؟ طاوعني مش هيحصل لك كويس!
مال عليها قائلا بخبث: لما تطاوعيني انت الاول اطاوعك انا يا، قطَّة!
فتحت عينيها على اتساعهما وقالت بحدة: لا انت قليل الادب بجد.

فيه حاجه يا ريتاج؟ ، سأل ادهم الذي لاحظ انها اطالت الوقوف مع هذا الشخص ولبعد المسافة لم يستطع سماع حديثهما ولكنه لاحظ من تعابير وجه ريتاج انها منفعلة، قال الشاب بسماجة: معلهش حضرتك تبقى مين بالظبط؟ تعرف الشاطرة دي منين يا استاذ؟
ثم هتف الشاب قائلا: اوعى تقول انك باباها؟ بصراحه انا بحسدك على بنوتك الحلوة دي يا أونكل.
الواحد هاين عليه يشيلها ويبوسها من جمالها والله!

احمر وجه ادهم كمدا وغيظا بينما شهقت ريتاج بدهشة في حين امسك أدهم بياقة قميص الشاب وقال له وهو يهزه بقوة: انت لو مالمِّتش نفسك انا هعرف اوريك شغلك واعرفك مقامك بالظبط، ولولا انى عامل اعتبار اننا في مكان محترم كنت ربيتك وعرفتك تبقى راجل ازاي؟
قال له الشاب بسخرية: ايه يا أونكل، زعلت علشان بعاكس بنتك!
صرخ ادهم قائلا: بردوه بيقول لي اونكل وبنتك!
بقولك ايه اشتري عمرك وامشي من وشي الساعه دي.

قال له وقد بدأت الحيرة تتغلب عليه: فيه ايه بجد يا اونكل.
انا مش قصدي حاجه، على فكرة انا مش ولد و حش انا في تالته هندسة في الجامعة ال (، ) ومن عيلة كبيرة وانا كنت حابب اتعرف عليها بس لو دا يضايق حضرتك انا ممكن اجيب بابي ونيجي نتعرف عليكم رسمي في البيت!
قال ادهم وهو يرفع قبضته مستعدا لتوجيه الضربة القاضية لوجهه: تتعرف على مين يا.

امسكت ريتاج بيده قبل ان تحط على وجهه وقد ظهرت آيات الذعر على وجهه بينما تابع نزلاء المطعم المشهد متفكهين ولم يستطع احد من الموظفين من الاقتراب فأدهم شمس الدين من الزبائن المهمين لديهم ( في.
أي.
بي )، قالت ريتاج مقطبة: بابي، واونكل ونتعرف؟
انت تامر؟!
نظر اليها مندهشا وقال: انت تعرفيني قبل كدا؟
نظر اليها ادهم شزرا وقال بغضب مكبوت: انت تعرفي شبه الرجالة دا منين يا هانم؟

قالت له ببراءة وتلقائية شديدة: وربنا أول مرة اشوفه! بس لما لاقيت الموضوع أونكل وبابي.
قلت يبقى تامر على طول!
نظر اليها المدعو تامر وقال بدهشة: حلوة وكمان زكية، هيّا دي!
قال ادهم بينما دفع بيد ريتاج الممسكة بذراعه: ما قلنا كفايه!

واذ بقبضته تهوى على وجهه وترمي به بعيدا، نظر اليه ادهم شزرا بينما سارع الندلاء بمساعدته على الوقوف وقال لمشرف المطعم الذي حضر مسرعا بهدوء قدر استطاعته: ضف لي أي خساير على الفاتورة يا متر، وامسك ريتاج من مرفقها ثم نظر الى تامر الملقى جانبا وكانوا يحاولون افاقته وقال بسخرية: دي تبقى طنط.
مرات اونكل.
مراتي يا، تامورة!
وابتعد بها بحدة وهي تحاول مجاراته بصعوبة...

دخلا غرفتهما وقد دفعها الى الداخل واغلق الباب وراءهما، لم ترد ريتاج اظهار خوفها ولكنها نظرت اليه بوجل بالرغم منها تقدم منها بخطوات ثابته ووقف امامها قائلا: عجبك الشُّو اللي حصل على شرفك تحت دا؟ انا؟ انا اونكل وانت بنتي انا؟
قالت له ريتاج متمتمة: بصراحه يا ادهم ما انت حاجه كبيرة اووي بالنسبة له يعني ماشاء الله عليك التي شيرت مخلي اللي يشوفك يقول مازنجر!
زفر بغضب وقال من بين اسنانه: ريتاج.

لو مش عاوزة اخلي مازنجر يجرب فيكي مغامرة من مغامراته ياريت ما اسمعش صوتك خالص لغاية ما نوصل شارم مفهوم؟ ومن هنا ورايح اللي اقول عليه يمشي ومن غير نقاش ولا كلام كتير، ودلوقتي بأه، ثم سارع بنزع ربطتي الشعر ليتهدل شعرها حول وجهها بينما تأوهت ريتاج وقالت معترضة: آي.
ايه يا ادهم شعري!

نظر اليها ادهم وقد سكن فجأة، رفعت نظرها اليه فوجدته ينظر اليها نظرة جعلت احشائها تتقلص وقالت بريبة: ايه؟ مالك فيه ايه؟ بتبص كدا ليه؟
قال متعجباً: انت بتعملي كدا ازاي؟
قطبت قائلة: هي ايه كدا اللي انا بعملها؟
قال لها: في ثانية تبقي صغيرة على الحب وفي الثانية اللي بعدها تبقي كبيرة وكبيرة اووي كمان على الحب!
نظرت اليه بترفع وقالت: ها، مواهب يا استاذ.
بس انت اللي مش واخد بالك منها!

قال لها وهو يقترب منها ممسكا بذراعيها: لا من ناحية اني واخد فأنا واخد بالي كويس اووي، وعلشان ماعدتيش تعملي فيها صغيرة على الحب لازم اثبت لك ان الصغيرة كبرت خلاص!
نظرت ايه بريبة محاولة الابتعاد وقالت: ايييه؟ قصدك ايه؟

قربها منه وقال وهو ينظر الى شفتيها: قصدي دا، وهم بتقبيلها فقاطعه صوت الهاتف زمجر وتركها ليجيب المتصل فوجد انه الاستقبال يذكره بموعد الطائرة فطلب ادهم منه ارسال ال ( بيل مان ) المسؤول عن نقل الحقائب.

اغلق الخط ونظر اليها وقال متوعدا: احمدي ربنا ان التليفون دا انقذك في وقته لانه لو كان اتأخر شوية كنت ثبت لك بالدليل القاطع انك فعلا كبرت واووي كمان، واعملي حسابك انا آه وعدتك بس اتق شر غضبي لأني مش بشوف قدامي ساعتها...

لزما الصمت طوال الرحلة حتى وصولهما مطار شرم الشيخ حيث وجدا في انتظارهما سيارة ليموزين تابعه للمنتجع الذي سيقضون فيه فترة ال 10 ايام...

وصلا المنتجع وانتظرت ريتاج في بهو الفندق تتأمل البهو الواسع بديكوره الفخم الجميل بصورة مدهشة الى ان اتم ادهم تسجيل بيناتاهما ثم اشار اليها فلحقته وذهبا الى غرفتهما.

ناول ادهم الصبي الذي نقل الحقائب الى جناحهما بقشيشا سخيا بينما ازاحت ريتاج الستائر جانبا ليطالعها منظر البحر بأمواجه الفيروزية فشهقت من شدة جماله وفتحت زجاج الشرفة وخرجت لتقف فاتحه ذراعيها مغمضة عينيها تعب من الهواء النقي وقالت بتلقائية والابتسامة السعيدة مرتسمة على وجهها وقد نسيت خصامهما السابق: الله، الهوا جمييل يا ادهم، ثم فتحت عينيها مشيرة الى البحر باصبعها وقالت وهي لا تستطيع ازاحة بصرها عن منظر البحر الجميل: شوف يا ادهم.

كان شعرها قد انحل من عقدته بفعل الهواء وتطاير حولها، تقدم ادهم منها ووقف قائلا بهدوء: شايف، شايف يا تاج.
فتحت عينيها والتفتت اليه لتراه ينظر اليها بنظرات اشاعت الفوضى في قلبها وكان هو أول من كسر سحر اللحظة وقال مشيحا بوجهه: ياللا علشان نفضي الشنط وننزل نتفرج على البلد...

مرت اجازتهما في هدنة غير معلنة كان ادهم فيها هو الدليل وزارا معظم المناطق الشهيرة في شرم الشيخ وتقربا من بعضهما أكثر وتبادلا ذكريات الطفولة بينهما...

كانا يجلسان على البحر تحت مظلة وكانت ريتاج ترتدي فستانا صيفيا وتحته شورت للركبة بينما ارتدى ادهم مايوه شرعي، لاحظت ريتاج نظرات بعض السائحات لأدهم فهو مفتول العضلات.
بطنه مسطحة.
لايملك كيلو جراما زائدا من الشحم وكان قد أسر لها ان السبب في ذلك ممارسته للرياضة بشكل شبه يومي بالسباحة في حمام السباحة بالمنزل كل يوم صباح وان لديه غرفة بالمنزل بها جميع المعدات الرياضية في القبو كجيمينيزيوم مصغّر...

نظرت ريتاج لهاتين السائحتين بنزق والتفتت الى ادهم فوجدته غير واعي لنظراتهن، امسكت بال تي شيرت وقذفته عليه ليأتي في وجهه تماما وقالت عندما ازاح التي شيرت جانبا ناظرا اليها في دهشة: البس، البس.
الشمس هتحرقك بعدين، واكملت في سرها: الهي تحرقكم يا بعيدة انت وهيَّا لما تبقوا عاملين زي صباع العجوة كدا، فحماية!
نظر اليها ادهم دهشا وقال: تاج، انت بتقولي حاجه؟

قالت له منتبهة: ها؟ لالا مش بقول حاجه ولا حاجه، ثم زفرت بضيق وتابعت: بقول ايه.
ماتيجي نقوم؟
نظر اليها مستغربا وقال: نقوم؟ انت يا بنتي مش قولتيلي انك عاوزة تقضي اليوم كله ع البحر يبقى عاوزة نقوم ليه؟

استرقت ريتاج بعض النظرات الى السائحتين اللتين لم ترفعا نظراتهما عن ادهم فلاحظ ادهم نظراتها وابتسم ابتسامة جانبية سرعان ما اخفاها وقال ببراءة مصطنعه: ليه يا تاج بس، دا حتى الجو جميل والشاعر بيقول الماء والخضرة والوجه الحسن.
ولاحت منه التفاته الى السائحتين فلاحظت ريتاج نظراته واحمر وجهها غيظا وقالت وهي تهم بالوقوف: طيب.
اقوم انا واخليك انت مع الوجوه الحسنة مش وجه واحد بس، بلاش اقطع عليك.

امسك معصمها معيدا اياها مكانها بالقوة وقال وهو يمزح: ايه بس، وجوه ايه؟ هو وجه واحد بتصبح بيه وبتمسى بيه ومش عاوز يحن عليّا لغاية دلوقتي!
اشاحت بنظرها قائلة: اه.
اعملهم عليَّا انا وانت عمال تبص لهم من تحت لتحت عاجبينك اووي يعني علشان لابسين قالع! ما انا لو حبيت ألبس زيهم هلبس علشان تشوف الفرق بين الاصلي والفشنك!

امسك معصمها بقوة وقال وعينيه تبرقان: تلبسي زي مين بالظبط؟ طيب دول لابسين مايوهات بيكيني قالع على رايك انت عاوزة تلبسي كدا؟ وبعدين مين ان شاء الله اللي هيسمح لك انك تلبسي المسخرة دي ليه شايفاني سوسن قدامك ولاّ ايه؟ واتطمني انا اقدر افرق كويس اوي بين الاصلي والفشنك!
قطبت قائلة: آي يا ادهم ايدي.
انت ايه حكاية ايدي دي معاك بالظبط؟ وبعدين انا بقول انا لو عاوزة وانا مش عاوزة ولا يمكن ارضى ألبس كدا!

قال لها بقوة: ولو رضيتي يا ريتاج اقطع لك رجلك قبل ما تخطي بيها برّه وانت كدا، قالت وهي تحاول افلات يدها: طيب خلاص قلبك ابيض، يا ساتر.
ايدي بجد يا ادهم!

خفف قبضته ورفع معصمها ليشاهد احمراراه في موضع قبضته رفعه الى فمه وقبله قبلة دافئة جعلت قلبها يرتعش ثم رفع وجهه اليها قائلا بابتسامة: ألف سلامة على ايدك، ثم غمزها ضاحكا وهو يشير بعينه الى السائحتين: اهو كدا بأه اطمني عرفوا واتأكدوا انى مافيش منِّي أمل ولا رجا، وان الخط مشغول ولا يمكن هيفضى!

احمر وجهها خجلا بشدة وفركت معصمها مكان قبلته ثم قالت له: طيب بجد انا حاسة انى مصدعه من الشمس تعالى نطلع نشويه ولو انت حابب تفضل براحتك بس، اكملت بقوة: على البسين مش هنا!
نظر اليها قائلا بحنو: انت بتغيري على كدا؟

ارتبكت قليلا ثم اسرعت تنفي متلعثمة وقالت: أنا! لالالا غيرة ايه وبتاع ايه ما تخليش دماغك تروح لبعيد انا كل الحكاية انى بحافظ على شكلنا قدام الناس، ماينفعش اتنين في شهر عسل والعريس يبص لواحدة تانية غيرعروسته!
قال ساخرا: يا سلام! دا على اساس اننا ماشيين كاتبين على ضهرنا اننا عرايس مش كدا؟! هو حد اساساً هنا عارف حد؟
ثم قال بمكر: اطمني ياتاج انا مش ممكن اغضب ربي بس لو انت ناوية تعوضيني دي حاجة تانية؟!

نظرت اليه وقالت بحدة: أعوضك؟ اعوض مين وبتاع مين؟
قامت من فورها وقالت وهي تلم اشيائها: بقول ايه انا ماشية وانت خليك براحتك.
قال اعوضه قال.
ناس طيبين اووووي!
وسارعت بالذهاب فقام مسرعا ليلحق بها!..

استعدت ريتاج للحفلة التي يقيمها المنتجع ويحييها احد المطربين الشباب، لم يكن هذا النوع من الحفلات يستهويها ولكن ادهم اقترح من باب التغيير فوافقت على اقتراحه خاصة وان علاقتهما في الفترة الاخيرة ومنذ حادثة السائحتين ويشوبها بعض التوتر وكانت ترتيبات النوم هي في الغرفة الرئيسية وهو على الاريكة العريضة بغرفة الجلوس فلم يكن هناك غرفة ملابس والشيء الذي تعجبت له ريتاج هو انها كثيرا ما تستيقظ من نومها لتفاجئ بأدهم يستحم في ساعات الصباح الاولى! وعندما نصحته ان كثرة الاستحمام ليلا قد يصيبه بالانفلونزا نظر اليها ساخرا وقال: لا ماتخافيش، المايه السائعه حلوة للي في حالتي، من غير الدش دا مش بعرف انام!

هزت كتفيها والدهشة لم تفارقها ولكنها اقنعت نفسها انه اكيد معتاد على ذلك ولم تكن تعلم انه لا يستحم مرة واحده بل، مرات!

ارتدت فستانا من الحرير الصافي ينسدل على جسمها وحذاءا صيفيا مفتوحا بكعب منخفض ورفعت شعرها تاركة بعض خصلات تحيط بوجهها وغرّتها واكتفت بكحل بسيط وروج باللون الوردي الفاتح وبضع قطرات من عطر الورود خاصتها.
طرق ادهم الباب فأذنت له بالدخول، تسمر امامها قليلا قبل ان يطلق صفيرا عاليا وهو يدور حولها ويقول: الله الله.
ايه الجمال دا بقول ايه ما تيجي نسهر هنا وبلاش الحفلة؟

قالت له بتلقائية: ياريت يا ادهم انا كمان ماليش في جو الحفلات دا.
قال لها بفرح ولهفة: بجد يا تاج؟ يعني نسهر مع بعض وبلاش ننزل الحفلة؟
قالت له بحماس: ايوة طبعا موافقة.
نجيب أي مسرحية في التلفزيون وعندنا الميني بار مليان شوكولاته وعصير ونتفرج ونقضي سهرة جميلة وياسلام لو المسرحية لعادل امام ولا سمير غانم ايه رايك نطلب منهم يحطوا لنا مسرحية شاهد ماشفش حاجه؟

نظر اليها وهو يعض على اسنانه وقال بنزق: لا، الحفلة تحت ارحم، ثم خرج متأففا ولحقته ريتاج مندهشة من تغيره بينما كان يحدث نفسه قائلا: الله يرحمك ويسامحك يا عمي مراد.
انت كنت بتربيها انها راجل بإخلاص اووي كدا؟ ماعملتش حساب انها هيجيلها يوم وتتجوز؟ ماعملتش حساب اللي هتتجوزه هيعمل معاها ايه؟

وزفر بنفاذ صبر بينما وقفت ريتاج بجانبه في المصعد من دون ان تصدر أي صوت وما ان فُتحت ابواب المصعد حتى خرج سابقا لها وهرولت لتلحقه وما ان وصلت اليه حتى امسكت يده بتلقائية وقالت وهي تلهث: ايه يا ادهم انت بتجري كدا ليه بالراحه؟
نظر اليها واشار لها بالتقدم امامه وهو يقول بغيظ مكبوت: ماشي يا ريتاج.
بالراحه!

تنوعت فقرات الحفل بين فقرات الرقص الشرقي والموسيقى حتى اتت فقرة المطرب الشاب ( سامر سمير) وقد هلل له الموجودون وبدأ بالغناء وهو يمسك بوردة حمراء قانية بين يديه وقد وقف الحاضرون يصفقون له، واثناء غنائه لأغنيه عبد الحليم ( وانا كل ما اجول التوبه يا بوي ) وقعت عيناه على ريتاج التي كانت تقف في الصف الامامي بجوار المسبح وقد تطاير فستانها حولها بفعل الهواء وتطايرت بعض خصلات شعرها فأضحت كحورية من حوريات الاساطير، اقترب منها المغني الشاب غير منتبه لأدهم الذي اعتقد انه يسير بصورة عادية بين الحضور حتى وقف امام ريتاج مكملا اغنيه عبد الحليم وعند المقطع الذي يقول ( وحشاني عيونه السود يا بوي ) قال بدلا عنه ( وحشاني عيونه العسلي يا بوي ) واكمل الاغنية وسط غضب ادهم المتفاقم ودهشة ريتاج الشديدة التي شعرت بالاحراج والخجل الشديد وقبل ان يصدر عن أدهم أي تصرف مندفع اذ بالمطرب ينهى الاغنيه معطيًّا الورة الحمراء لريتاج وابتعد عنها وهو يشدو بصوته العذب اغنيه مما طلبها الشباب مشيرا اليها بالتحية، افاقت من دهشتها على صوت ادهم المكبوت وهو يمسك بمرفقها ويقول: امشي قدامي من غير ولا نفس، وارمي البتاعه اللي في ايدك دي!

نظرت الى الوردة القانية وشمتها وقالت باعتراض خفيف: حرام يا ادهم دي وردة بلدي شم ريحتها جميلة ازاي؟
قال ادهم وهو يتناول الوردة بقوة من بين اصابعها: انت لو ركزت هتلاقي فيه ريحة شياط هتطلع مني انا كمان شوية والوردة اهي، ورمى بها في المسبح بقوة جعلت ريتاج تشهق ولم ينتبه احد من الموجودين لما حدث لاندماجهم مع المطرب واشار اليها لتتقدمه قائلا: انا جبت آخر.

كلمة زياده وهشيلك هيلا بيلا قدام الناس دي كلها، لم تنطق بكلمة وآثرت الابتعاد معه وعدم معارضته فهى تشعر انه على وشك الانفجار قريبا ولم تكن تعلم ان الانفجار قد اصبح وشيكا الى هذه الدرجة!

اقدر اعرف ايه اللي حصل تحت دا؟ سألها ادهم بغضب صارخ فقالت محاولة تهدئته: اهدى بس يا ادهم انا مش فاهمه انت متعصب ليه.
وبعدين انا مالي هو انا اللي كنت طلبت منه الوردة؟ واحد جه اداني الوردة زوقيَّا اخدتها عادي يعني انا لو كنت حاسة انه بيعاكس ولا حاجه كنت وقفته عند حده، قال لها وهو يقترب منها: انت بتستعبطي؟ دا غنالك يا هانم! غُنا ووردة حمرا وايه ايه.

انت نسيتي انك متجوزة ولا انا كيس جوافة ولا ايه بالظبط؟
قالت له بحنق محاولة التحكم في اعصابها: جرى ايه يا ادهم انت عارف انى مش بحب الحفلات دي وانت اللي اصريت اننا ننزل وبعدين دا مطرب مشهور ومتعود على الحركات دي بيعملها مع جمهوره وخصوصا البنات عادي يعني مش قصدني انا وبعدين كانت لفتة ظريفة منه انه يعبر عن اعجابه ببنت حلوة!

اندهش ادهم وصرخ قائلا: اييه؟ لفتة ظريفة منه انه يعجب بيكي؟ يعني هو مسموح له يعجب بيكي وعامله معاه بنت حلوة بتتكسف ومعايا انا مدياني على طول الوش الخشب لدرجة انى حاسيت انى متجوز واحد صاحبي!
شهقت قائلة: ادهم.
انت بتقول ايه؟
اقترب منها ممسكا اياها بكتفيها وهو يقول بحدة: بقول اني زهئت من حكاية الصحوبية ولاّ الاخوة اللي بيننا دي.

ولو كان لأي حد الحق انه يحسسك انك بنت يبقى أنا، جوزك! انا اللي ليَّا الحق دا.
شكلك علشان لاقيتيني متساهل معاكي ووافقت على كل شروطك انك فاكراني ضعيف.
لآ.
دا مش ضعف يا ريتاج دا اسمه صبر! انا كنت صابر عليكي لغاية ما تحسي انا أد ايه بحبك فعلا وشاريكي ولا يمكن افرط فيكي لكن واضح انك فسرتي صبري عليكي ضعف وسلبية بس عموما احنا لسه فيها!
قالت له بريبة وخوف: ايه؟ لسه فيها؟ انت.
انت قصدك ايه بالظبط؟

قال لها وعينيه تبرقان بعزم وقوة: قصدي ان ليلة دخلتنا هتكون الليلة دي يا، عروسة!
حاولت الافلات من قبضته قائلة بخوف: انت.
انت وعدتني يا ادهم!
قال لها بثبات وجدية: انا وعدتك انى مش هجبرك على حاجه وانت عارفة كويس اني مش هجبرك عارفة ليه؟ لانك بتحبيني زي ما بحبك لكن انت جبانه يا تاج جبانه وانا مش هسمح لجبنك انه يخسرنا احلى ايام حياتنا.

انت مش خايفه مني انت خايفه من نفسك عارفة انك مش هتقاومي لانك بتحبيني وانا ناوي استغل حبك دا لو هي دي الطريقة اللي تخليكي تتأكدي اننا مش ممكن نسيب بعض انا هستغل حبك ليا للآخر.

قالت له برجاء فهى تعلم انه صادق في كل حرف وانه لن يلزمه استعمال القوة فجسدها الخائن سيسلمه نفسه من دون مقاومة ولكنها خائفة لا تريد تسليمه كل شيء فيكفي قلبها وما حدث له من ندوب نتيجة شكه بها ولكن جسدها لن تسلمه من دون محاولة اخرى او اخيرة فهي لاتريده ان يدمغه بملكيته الخاصة لها فساعتها لن تستطيع الفكاك من اسره لها وستغدو كالجارية المطيعه في بلاط سيَّدها!

حاولت للمرة الاخيرة: ادهم علشان خاطري انا عارفة انى استفزيتك كتير.
صدقني خلاص مش هعمل.
قاطعها وهو يهز برأسه نافيا وقال بقوة: خلاص يا ريتاج ولا كلمة هتقوليها هتخليني أغير قراري انا، قاطعه صوت رنين الهاتف فتعذرت به وافلتت منه بقوة وذهبت لتجيب الهاتف لتفاجيء بصوت راندا وهو منهار من البكاء ولم تستطع ريتاج ان تفهم ما تريد قوله فقالت لها بصوت مرتفع قليلا: يا بنتي واحده واحده علشان افهم فيه ايه مالك؟

اقترب منها ادهم ووقف بجوارها ومالبثت ريتاج ان ابعدت الهاتف عن اذنها وهي تقول بدهشة: راندا طالبة الطلاق من نزار!
هتف ادهم بحدة متناولا الهاتف: اييييه؟! ليفاجيء براندا وقد اغلقت الخط، اغمض عينيه وهو يزفر بحده ثم نظر الى ريتاج قائلا: حضري الشنط هناخد اول طيارة على مصر!

ترى ما سبب طلب راندا الانفصال عن نزار حب عمرها؟ هل ستستطيع ريتاج التوفيق بينهما؟ هل سينفذ ادهم تهديده لريتاج ام ان السأم قد تملك منه ولم يعد يلتفت اليها؟ انتظروني في القادم من، المتمردة،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة