قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الثاني والعشرون

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الثاني والعشرون

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الثاني والعشرون

طمنِّي يا دكتور ماما عندها ايه؟ قالت ريتاج بصوت مبحوح لكثرة البكاء سائلة الطبيب الذي استدعاه ادهم على جناح السرعه لمعاينة سعاد بعد ان سقطت مغشيا عليها، نظر الطبيب الكبير السن الى هذه الفتاة الواقفة امامه منهارة من كثرة البكاء خوفا على أمها بينما يقف بجوارها ادهم محيطا كتفيها بذراعه داعما لها وكأنه يعدها انه سيظل بجانبها ولن يتركها وحيدة ابدا، تنقلت عينا الطبيب بين الوجوه المترقبة لنتيجة الكشف فتحدث قائلا بهدوء: اطمني يا بنتي ان شاء الله خير بس المشكلة ان والدتك السكر عالي عندها وللاسف الضغط عالي اووي انا اديتها حقنة علشان الضغط ينزل بس فيه شوية فحوصات وتحاليل ورسم قلب لازم تعملهم، قالت ريتاج ودموعها تهطل بدون توقف: رسم قلب؟ ليه يا دكتور حضرتك شاكك في حاجه؟

قال الطبيب وهو يهز برأسه رافضا الافصاح عن شكوكه حتى يتأكد أولا: مقدرش اقول حاجه قبل ما نتيجة التحاليل والاشعه اللي طلبتها تظهر بس انا شايف انها لازم تدخل المستشفى!
شهقت ريتاج عاليا وقالت وصوتها مختنق من خوفها على والدتها: ليه مستشفى ليه؟ ارجوك يا دكتور بلاش المستشفى انا هقعد تحت رجليها بس مستشفى لأ، ارجوك.

ربت ادهم على كتفها ثم وجه حديثه للطبيب سائلا: ممكن نجيب لها ممرضة مقيمة معاها يا دكتور لو الامر يستدعي دا؟ نظرت ريتاج الى ادهم برجاء وقالت: آه يا ادهم قوله يا ادهم بلاش مستشفى، مستشفى.
لأ، بابا دخل المستشفى وماطلعش منها.
ثم تابعت بصوت كالطفلة الصغيرة التي تترجى من هو أكبر منها واعدة اياه بطاعته: ادهم.
انا، انا هعمل أي حاجه.
اي حاجه بس.
ماما تفضل جنبي.
ارجوك يا ادهم، ارجوك، انا.
انا عايزة ماما يا ادهم.

مش هستحمل اخسرهم هما الاتنين، هموت يا ادهم.
هموت!
سارع باحتضانها دافنا رأسها في صدره مربتا عليها لا يريد سماعها تتلفظ بكلمة الموت ألآ تعلم ان ماتت هي ما الذي سيحدث له؟
قال بهدوء: اش اششش.
خلاص يا ريتاج خلاص حبيبتي.
انا هجيب ممرضة تفضل مع ماما سعاد.
مش هتسيبك يا ريتاج.

ان شاء الله مش هتسيبك، نظرت اليه ريتاج نظرة تحمل عرفانا بالجميل بينما قال الطبيب متنهدا: خلاص طالما دي رغبتكم انا ممكن ابعتلكم ممرضة ممتازة وخبرة كويسة من المستشفى بتاعتي، هتلازمها بس التحاليل والاشعه تتعمل في اقرب وقت وحاجه كمان لو حصل أي مضاعفات ساعتها لازم ننقلها المستشفى مافيش مفر، طمأن ادهم الطبيب انهم سيلتزموا بتعليماته واشار لمحمود بمرافقة الطبيب حتى بوابة المنزل واعطاؤه أجرة الكشف، ثم نظر الى ريتاج التي ابتعدت عنه واقفة تنظر الى باب الغرفة المغلق التي ترقد وراؤه والدتها، تقدم منها ببطء ثم همس لها: ماتقلقيش يا ريتاج، ماما سعاد هتقوم بالسلامة ان شاء الله.

ولو عاوزة تشوفيها ممكن دقايق بس لان الدكتور مانع عنها الزيارة علشان مش عاوز أي انفعال خالص، قالت ريتاج وهي لاتزال تنظر الى الباب المغلق امامها بصوت حزين: لا بلاش.
انا دلوقتي بئت كل ما بتشوفني لازم اتعب لها اعصابها.
انا.

انا بحبها اووي يا ادهم، فتح ادهم الباب ودفعها دفعة خفيفة للدخول ولكنها أبت فأمسك يدها جاذبا اياها بلطف للدخول، وصلا الى الفراش حيث ترقد امها مغمضة عينيها والشحوب يكسو وجهها، اقتربت ريتاج من امها ومالت عليها مقبلة وجنتيها وهمست: علشان خاطري ماتسيبينيش.
انا ماليش غيرك، وخلاص اللي انت عاوزاه هعمله.

بس قوميلي بالسلامة يا ماما، انا مش هقدر اعيش بعدك انت وبابا، ثم مالت مقبلة يدها الموضوعه فوق الغطاء واعتدلت ناظرة اليها بحب وما ان همت لتستدير مبتعده حتى سمعت صوت حشرجة خفيفة وكأنه نداء لها بصوت مكتوم فاستدارت سريعا لتفاجئ بوالدتها وهي تنظر اليها بنصف عين وتنادي عليها بصوت ضعيف مهزوز فسارعت ريتاج للنظر الى ادهم باستجداء فسارع ادهم بالوقوف بجوار سعاد من الجهة الاخرى ومال فوقها قليلا قائلا: حمدلله على السلامة يا ماما سعاد.

حضرتك ريحي نفسك خالص وماتتكلميش الكلام مش كويس علشانك، قالت سعاد مادة يدها الى ابنتها قائلة بصوت ضعيف: تاج.
سارعت ريتاج بالامساك بيد ابنتها فقالت والدتها بوهن: اوعي تلومى نفسك على تعبي، دا كله مكتوب يا تاج، ثم نظرت اليها في ضعف قائلة: انا كنت حاسه بكدا علشان كدا كنت عاوزة اطمن عليكي قبل.

قبل، وضعت ريتاج يدها على فم سعاد وقالت ودموعها تنهمر بالرغم منها: ارجوكي يا ماما بلاش تقوليها، ابتسمت سعاد بوهن وقالت وهي تحرك رأسها بضعف لتزيح يدها فازاحتها ريتاج في حين سمعت امها تقول: حاضر يا تاج بس لازم تسمعي كلامي انا مش هطمن ولا هستجيب للعلاج طول ما انا قلقانه عليكي، هزت ريتاج برأسها عدة مرات وقالت وهي تمسح دموعها بلهفة: حاضر يا ماما كل اللي هتقوليه هنفذه، ابتسمت امها بوهن قائلة: وعد؟ مافيش راجل بيرجع في كلامه يا تاج!

ضحكت ريتاج من بين دموعها مؤكدة: وعد.
انت عارفة بنتك راجل وست الرجالة كمان!
نظرت سعاد الى ادهم ومدت يدها فنظر بدهشة اليها ثم امسك يدها الممدودة نقلت سعاد نظراتها بين الاثنين ثم قالت موجهة حديثها الى ادهم: خلِّي بالك من تاج يا ادهم.
تاج امانه في رقبتك.
وماتزعلش منها.
صدقني اللي يعرف تاج كويس اووي يعرف انها جوهرة نادرة في زمن ماعادتش فيه جواهر.
ومش علشان بنتي بقول كدا.
لا.

اي حد بيتعامل معاها بيحبها علشان قلبها ابيض ودوغري واللي في قلبها على لسانها مابتحبش اللوع اللي عاوزاه ومضايقها بتقوله في وِشّك من غير زوواء ولا لف ودوران.
خليك جنبها يا ادهم، ثم نظرت الى ريتاج قائلة: ادهم راجل يُعتمد عليه يا تاج وانا مش هطمن عليك مع حد غيره، افتحي له قلبك يا بنتي.
صوابعك مش زي بعضها!
ثم وضعت يد ريتاج في يد ادهم واضعه يدها فوق ايديهما قائلة وهي تنقل نظراتها بينهما: نقرا الفاتحه!..

تاج.
تاج ، سارت مها وراندا وراء ريتاج التي خرجت من غرفة امها بعد ان طلبت منها تركها بمفردها بصحبة ادهم قليلا وكانت شاردة لا تعي ماحولها، ادركاها واوقفاها وقالت راندا: ايه يا بنتي كل دا مش سامعه.
المهم طمنينا على مامتك عاملة ايه دلوقتي؟

قالت ريتاج وهي تجلس على كرسي مكسوْ بالقماش الفخم موضوع من ضمن طقم مكون من اريكة عريضة وكرسيين كبيرين، جلست ضامة يديها امامها واسندت ذقنها على قبضتيها ناظرة في الارض وتسيل دموعها في صمت وتمسحها بيديها في هدوء وهي تردد: الحمد لله.

الحمد لله، جلست راندا ومها بجوارها كلا منهما تربت عليها يشاركانها حزنها وقلقها على امها، رفعت نظرها الى كوثر التي قدمت فقامت راندا مفسحة لها لتجلس بجوار ريتاج وقالت وهي تغالب دموعها: ماتقلقيش يا تاج يا حبيبتي سعاد ان شاء الله هتقوم بالسلامة وهتبقى بخير، نظرت اليها قائلة برجاء: يارب يا طنط يارب، ثم نظرت الى مها ومسحت دموعها وقالت محاولة تمالك نفسها: مها حبيبتي الوقت اتأخر ولازم تروّحي، قالت مها: لو عاوزاني معاكى انا ممكن استأذن من بابا وماما؟

ابتسمت ريتاج ابتسامة صغيرة قائلة: انا عارفة انك اكتر من اختي بس ما يصحش تتأخري بره اكتر من كدا وماحبش احرج والدك ووالدتك لانهم لو وافقوا هيكونوا محرجين مني لو كنا في بيتنا كان ممكن لكن علشان ادهم ومحمود انت عارفة ان باباكي مش هيكون مبسوط، قامت مها وقالت لها وهي تميل مقبلة وجنتيها: ماشي حبيبتي انا همشي دلوقتي واول ما يطلع النهار هتلاقيني عندك.

قالت ريتاج وقد امسكت بساعد مها: استني، ثم نظرت الى محمود الواقف بجوار غرفة سعاد واشارت اليه فقدِم مسرعا فقالت له: معلهش يا محمود ممكن توصل مها؟
اعترضت مها قائلة: مالوش لزوم انا، قاطعها محمود بجدية قائلا: لا طبعا ماينفعش، تروحي ازاي لوحدك في وقت زي دا؟
قالت كوثر: لا طبعا يا بنتي الوقت متأخر ماينفعش تروحي لوحدك.

روّحها يا محمود وانت يا راندا روحي معاهم يا بنتي، قالت راندا: اكيد يا ماما، اومأت مها برأسها وقالت: حاضر، تصبحوا على خير، ورافقت محمود وراندا خارجا...

خرج ادهم من غرفة سعاد واتجه الى ريتاج الجالسة بجوار كوثر شاردة في حالة والدتها الصحية وفيما حدث قبل قليل واصرارها على ارتباطها بأدهم فلم تنتبه لخروج ادهم الذي اشار لوالدته بعينيه فغادرتهما لتدخل الى سعاد لتطمئن عليها.

جلس ادهم بجوارها وقال بهدوء: ماتقلقيش يا ريتاج.
ماما هتبقى كويسة ا ن شاء الله وهتقوم بالسلامة.
قالت وهي لاتزال تنظر الى أسفل: ان شاء الله، ثم رفعت عينيها اليه فآلمه ما رآه من عينيْن ذابلتيْن مبللتين من بقايا دموعها وأنف محمر وقالت له بصوت متحشرج لكثرة بكاؤها: انا عارفة ان ماما ضغطت عليك علشان، علشان موضوع ارتباطك بيَّا.
وعارفة انك اضطريت تحت ضغط مرضها انك توافق.

بس عاوزة اطمنك ان شاء الله أول ماما ما تقوم بالسلامة انا.
هحلّك من أي وعد او ارتباط بيننا، لاتدري لما آلمها قلبها لدى قولها بأنها ستحله من أي ارتباط بينهما!
غريب انت أيها القلب، لاتدري ماذا تريد وعلى أي شاطئ تريد ان ترسى على شاطئ أدهم، أم شاطئ غرورها وكبريائها الحمقاء!

نظر اليها ادهم قليلا ثم تكلم بهدوء قائلا: ماتشغليش بالك دلوقتي بالكلام دا.
اهم حاجه اننا نطمن على صحة مامتك وبعدين في كلام لازم نتكلم فيه انما مش وقته دلوقتي...

قالت ريتاج بصوت خافت: ادهم انا عارفة رأيك فيّا ايه؟ انا متأكده ان أنا آخر واحده ممكن تفكر فيها.
وانا عارفة ان انا كنت بستفزك كتير اووي انا عارفة اني كنت بزوّدها حبتين بس.
قاطعها ادهم قائلا: مالوش لزوم الكلام دا دلوقتي يا ريتاج، قالت له بصدق: معلهش يا ادهم ماتقاطعنيش سيبني أكمل كلامي للآخر لاني عارفة انى لما افوق من اللي انا فيه مش ممكن هقوله تاني!

ابتسم قائلا: يعني انت دلوقتي في لحظة مصارحة بتكفري عن ذنوبك وبتعترفي بغلطك علشان ربنا يشفي مامتك؟
نظرت اليه قائلة بهدوء: تقدر تقول كدا، ثم تابعت قائلة بعد ان تنفست بعمق: ادهم أنا، أنا آسفة، اسفة اذا كنت اتجاوزت حدودي معاك احيانا بس انت كمان كنت بتتفنن في استفزازي كنت بتطلع أسوأ ما فيّا.
بس تأكد اني مش هضايقك تاني وأول ماما ما تقوم بالسلامة ان شاء الله هاخدها ونسافر شوية!

قطب ادهم وقال مرددا: تسافروا! تسافروا فين؟

قالت له بهدوء: بابا عنده شاليه في منتجع سياحي في الغردقة هنروح نقعد هناك فترة علشان ماما تغير جو وانا اعيد حساباتي من تاني لأني محتاجه واقفة جامده مع نفسي احاسبها واعوّض امي تقصيري في حقها، قال ادهم وهو يصارع نفسه لئلا يصرخ لها بما يعتمل به قلبه: انت ماتعرفيش رأيي فيكي ايه وأنا لما كنت بهاجمك علشان عاوز استفزك زي ما بتقولي بس علشان تثبتيلي غلطي مش العكس انى اثبت انه انا اللي صح! وبالنسبة بأه لموضوع السفر فشيليه دلوقتي خالص من دماغك ودلوقتي فيه حاجه مهمة لازم نعملها، نظرت اليه باستفهام فرأته يدخل يده الى جيبه مخرجا خاتمها ونظر اليه قليلا قبل ان يرفع نظره اليها قائلا وهو يمد يده لتعطيه يدها: دا لازم يرجع مكانه تاني!

ناولته يدها وكأنها منومة مغناطيسيا وشاهدته وهو يضع الخاتم في اصبع يدها اليمنى ثم قال ناظرا اليها بجدية تامة: الخاتم دا مايتقلعش من مكانه مهما حصل واوعي تفكري انك تخلعيه تاني لأنك لو عملتيها تاني ما اضمنلكيش رد فعلي هيكون ازاي!
طأطأت برأسها الى اسفل فمد يده ممسكا بذقنها رافعا وجهها اليه ونظر اليها مليّا وكأنه يريد حفر تقاسيم وجهها في مخليته ثم همس قائلا: مبرووك.

دلوقتي اقدر اقولك مبرووك مش مؤقت زي المرة اللي فاتت لا مبروك على طول.
احنا دلوقتي مخطوبين رسمي الفاتحه وقريناها وخاتمي في ايدك يعني انا دلوقتي مسؤول عنك رسمي علشان بس مش كل شوية تقوليلي انت وصي ع الفلوس بس مش عليا انا كمان.
لا حبيبتي انت اكتر من الفلوس، لا تعلم ريتاج لما اضطربت لدى سماعها لفظة حبيبتي؟! شعرت وكأن قلبها قد فقد دقة من دقاته فهربت من عينيه مشيحة بوجهها الى الناحية الاخرى!

مرّ 3 ايام وتحسنت حالة سعاد الصحية نوعا ما وكانت الممرضة تلازمها ليلا ونهارا واصرت ريتاج على المبيت في غرفة والدتها على الاريكة في حين قد أمر ادهم بتجهيز غرفة بجوار غرفة سعاد للممرضة وحاول اثناء ريتاج عن نومها في غرفة والدتها ولكنها اصرت وبالطبع ابلغت راندا نزار في بضع كلمات مقتضبة ان هناك ظروف لديهم في المنزل لايصلح معها ان يأتي لزيارتهم ليتقدم اليها وحين واجهها انه لا يصدق اسبابها هزت كتفيها بلامبلاة قائلة ان هذه مشكلته وحده ان صدق ام لم يصدق ولكنه اذا أتى سيستشعر الحرج من اخيها للظروف التي يمرون بها ولم تصارحه عن ماهية هذه الظروف فسكت على مضض ولكنه عقد العزم انه سيمهلها بعض الوقت ثم يذهب رأسا الى اخيها في شركته ليعرفه بنفسه ويأخذ منه الموعد المناسب لهم لزيارتهم في المنزل.

بص يا ادهم بيه وانت يا آنسة ريتاج، حالة القلب عند سعاد هانم تستدعي جراحه عاجلة.
لانه للاسف أي تأخير بيعرض حياتها للخطر!
شهقت ريتاج ملتاعه فأسرع ادهم بالقيام من كرسيه والجلوس بجوارها وربت عليها بينما قال للطبيب: هي عندها ايه بالظبط يا دكتور؟

قال الطبيب بلهجة مشفقة: عندها ضيق في الشريان التاجي دا غير انه فيه انسداد في 3 شرايين في القلب يعني لازم عمليه وفي اسرع وقت، قالت ريتاج غاصة بدموعها: بس دي كانت كويسة اووي يا دكتور معقول اللي جالها دا جه مرة واحده؟

قال الطبيب بهدوء: مرض السكر والضغط متعلقين ببعض والاتنين متعلقين بالحالة النفسية للمريض وواضح انه بئالها فترة بتشتكي من صداع ومش منتظمة في الدوا والضغط كان عالي من غير ما تاخد بالها احنا بنسميه الحرامي او القاتل الصامت لانه بيطلع مرة واحده من غير مريض الضغط ما ياخد باله شوية صداع ياخد حاجه للصداع ولما يحس انه بأه كويس خلاص واللي بيحصل ان الضغط بيعلى وهو مش بياخد العلاج المناسب مع كوليسترول عالي جدا في الدم وبردو مش بيتعالج كل أدى الى تصلب الشرايين وانسداد الشريان التاجي اللي ظهر لنا في الاشعه، قالت ريتاج بقوة: انا عاوزة اكبر دكاترة هما اللي يعملوا العملية مش بس كدا لأ. انا ممكن كمان اسفرها بره بس تقوم لي بالسلامة، عقّب ادهم على كلامها قائلا: فعلا انا ممكن اسفرها بره وبطيّارة طبية كمان، ابتسم الطبيب قائلا: ولا هتحتاجوا تنقلوها خطوة من مصر اللهم الا للمستشفى بتاعتي هنا لان وبالصدفة فيه خبير الماني في الجراحات اللي من النوع دا جاي زيارة مستضفينه هنا في المستشفى علشان يعاين حالات القلب الحرجة ويختار منهم كم عملية يعملها هو هيقعد اسبوع وانا هزكّي حالة مامتك عنده وانا متأكد انه لما يشوف التقرير بتاع حالتها هيوافق على طول، ثم تابع بحنو: ماتقلقيش يا بنتي رحمة ربنا واسعه وبإذن الله والدتك هتقوم بالسلامة.

استأذن ادهم وريتاج بالانصراف بعد ان شدد عليهم احضار والدتها في غضون يومين لتكون من اولى الحالات التي سيعاينها الطبيب الالماني فوعداه منصرفين لا يشغلهما سوى كيف سيبلغانها الخبر وكيف ستتلقى نبأ ضرورة اجراء عملية جراحية سريعا في القلب؟..

يعني ايه يا صافي معرفتيش لسه حاجه عن اللي اسمه سامح دا؟ ، قالت صافي بنزق في الهاتف: اعمل ايه يا سوزي حظها في رجليها بنت اللذين دي امها وقعت وجابولها الدكتور وشكل تعبها هيطول لانهم جايبين لها ممرضة قاعده معاها 24 ساعه بس اللي فاقعني ان ادهم ملازم ريتاج دي طول الوقت دا غير انه بعد الخنائة اللي كنت سمعتها وشوفتها وانا مستخبية فوق السلم بترمي له الخاتم في وشه اتفاجئت بيها لابساه انا مش عارفة فيه ايه بس اللي انا متأكده منه كويس اووي انى مش هسيبها تتهنى بيه ابدا ادهم دا بتاعي انا وممكن ارتكب جناية لو اضطريت لكدا!

ريحي نفسك يا تاج عمليات مش هعمل انا مش هعيش أد ما عشت ، قالت سعاد لابنتها بقوة وصلابة رافضة اجراء العملية الجراحية بعناد شديد، نظرت ريتاج الى ادهم مستنجدة به فجلس الى الجانب الاخر من سعاد قائلا بهدوء: طيب ممكن نتفاهم انت رافضة ليه؟

ثم تابع: انت انسانه مؤمنه وعارفة ان ربنا وهبنا نفسنا ولو فرطنا فيها نبقى فرطنا في امر ربنا أمرنا بيه ان لبدنك عليك حقّا كون انك تكسلي في علاجك اوتتهاوني فيه انت كدا بتاخدي ذنب خصوصا انك قادرة تتعالجي لكن لو واحده مش معاها خلاص هتعمل ايه وبعدين الاعمار بيد الله بس ليه لو مكتوب للواحد يعيش يوم واحد على وش الدنيا مايعيشوش من غير ألم ومرض انت مؤمنه وعارفة ان كل شئ بإيد ربنا سبحانه وتعالى احنا هنعمل اللي المطلوب مننا وندعي ربنا انه يوفقنا المثل بيقول ان على المرء أن يسعى وليس عليه ادراك النجاح ، التفتت اليه سعاد قائلة بهدوء: وتاج؟

قالت ريتاج محاولة اضفاء جو من المرح: مالي يا ام تاج ما انا تاج بروبرؤ أهو؟!
ضحكت سعاد ضحكة خفيفة وقالت ناظرة الى الجهة الاخرى منها حيث تجلس ريتاج: انا خايفه يجرالي حاجه واسيبك لوحدك، قال ادهم بابتسامة خفيفة: اولا انا مش بحب التشاؤم ثانيا لوحدها ازاي اومال انا روحت فين؟ احنا مش قاريين الفاتحه مع بعض وشوفي.

امسك يد ريتاج رافعا اياها امام نظر سعاد: لبست الخاتم تاني وانذرتها ايّاها تفكر تخلعه تاني يبقى قلقانه من ايه؟
سكتت سعاد قليلا ثم ما لبثت ان برقت عيناها بعزم وكأنها توصلت الى قرار هام ونظرت الى ريتاج وادهم بالتبادل ثم تحدثت قائلة في هدوء: انتو عاوزيني اعمل العمليه؟
فأجابا في نفس واحد: آه طبعا.
أكيد!
قالت لهما: وانا موافقة بس على شرط!

ابتهجت ريتاج وقالت وهي تقبّل وجنة امها: اشرطي زي ما انت عاوزة يا ست الكل أي حاجه انا موافقة عليها مش كدا يا ادهم؟
نظر ادهم الى سعاد وقال مؤكدا: اكييد، نظرت اليهما ثم ثبتت نظرها على نقطة امامها وقالت بمنتهى العزم والتصميم: تكتبوا كتابكم قبل ما اعمل العملية في الحالة دي بس هوافق انى اعملها وهدخل العمليات وانا مطمنه انه لو جرالي حاجه لاقدّر الله تاج هتكون مع، جوزها!

هل ستوافق ريتاج؟ ما وقع الخبر على صافي؟ هل سيوافق ادهم على العرض الذي ستطرحه ريتاج؟ هل ستشفى سعاد ام سترحل تاركة المتمردة الصغيرة بين يديْ مروِّضها؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة