قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الثالث والعشرون

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الثالث والعشرون

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الثالث والعشرون

بالرّفاء والبنين ان شاء الله ، سحب المأذون الشرعي المنديل الابيض من فوق يدي ادهم و سعيد المحامي الذي وكلته ريتاج ليكون وليّها فليس لديها عم أو خال ليكون وليها ولا يصح زواجها من دون وليّ شرعيّ، انطلقت زغرودة بدور تهنئة بالفرح الذي دخل قلوبهم فجأة من دون سابق انذار بينما مالت سعاد الجالسة بجوار ابنتها تحتضنها ودموعها تملأ مآقيها فرحة بزواج ابنتها ممن تطمئن عليها معه ثم مالت على ادهم الجالس بجوارها من الناحية الاخرى وباركت له وقد قبَّلها على يدها واوصته هامسة: انت خدت احلى حاجه في عمري خلّي بالك منها يا ادهم وحطها في عينيك، قال ادهم وهو ينظر الى ريتاج: في عينيا وفي قلبي كمان.

بينما كانت ريتاج شاردة غير منتبهه لهمسات ادهم ووالدتها، نظر ادهم الى ريتاج التي جلست بكل هدوء تعبث في فستانها الحريري العاجي اللون والتي صممت راندا على ابتياعه لها وقد تكفلت بتزيينها وقامت بوضع تاج صغير فوق شعرها العسلي من الالماس المزيف لتظهر كأميرة من الاميرات خلبت لبّه منذ ان وقعت عيناه عليها في حين أنها كانت كالمنوّمة مغناطيسيّا منذ لحظة اعلان موافقتها على شرط والدتها لتخضع للعملية الجراحية الى ان تم عقد القرآن وكل ذلك تم في أقل من 24 ساعه وقد حضرت العائلة فقط محمود وراندا وكوثرومها وغابت صافي التي اخبرته انها ستذهب للمكوث عند صديقة لها يومين فلم يشغل باله ان يعلم السبب فكل اهتمامه كان منصبّا على اتمام عقد القرآن من دون أي مفاجآت غير مستحبة فهو لم يصدق أذناه لدى سماعه لشرط والدتها وموافقة ريتاج عليه فقد كان يظن أنه سيعاني الأمريّن فيما بعد بعد ان تمر ازمة مرض والدتها في اقناع ريتاج بالمضي قدما في ارتباطهما ليصبح واقعا ويحقق حلما طال انتظاره له!

ألف ألف مبروك يا عروسة ، قالت راندا ضاحكة ثم مالت عليها متمتمة لها: بس هتجنن واعرف احنا روحنا نوصل مها رجعنا لاقيناكو بتقولوا كتب الكتاب بكرة طب ازااااي؟
قالت ريتاج مبتسمة ابتسامة صغيرة: قدر بأه.

تقولي ايه؟ عقبالك انت كمان، قالت راندا ضاحكة: انا لو عاوزة من بكرة بس انا سايباه يستوي على نار هادية عاوزة آخد بتاري حق الشحتفة اللي شحتفهالي الوقت اللي فات دا كله كفاية حرقة دمي لما عرفت انه خطب انا ماباسيبش حقي ابدا!
قالت ريتاج بهدوء: ماشي يا حقانية هانم لما نشوف آخرتها معاكي ايه، تقدمت مها من ريتاج مقبلة ايّاها وهي تقول بسعاده: الف مبروك يا تاج.

بسم الله ماشاء الله تاج وانت تاج فعلا بجد يسلم زووقك يا راندا الفستان تحففففه عليها ولا التاج ولا الشعر اللي اخوكِ من ساعه ما شافها مش قادر ينزل عينه من عليها، ثم غمزت ريتاج ضاحكة وهي تقول: الاَّ صحيح يا تاج هو انهارده كتب كتاب بس ولا دُخلة كمان؟ اصل بيني وبينك اللي يشوف عريسك يقول مش هيسيبك الليلة دي، الليلة يا عمدة!

نظرت اليهما ريتاج حانقة وقالت: طيب ممكن تقفلوا ع الكلام دا بأه، نظرتا اليها وانفجرتا ضاحكتين فلأول مرة يشاهدان حمرة الخجل تلوّن وجنتيها!

قال ادهم لراندا: ممكن توسعي حضرتك؟
نظرت اليه راندا بتساؤل فأجاب ضاحكا: عاوز أقعد جنب مراتي!
لا يستطيع ان يصف مقدار النشوة التي أحس بها لدى قوله مراتي فأخيرا استطاع الفوز بأميرته، فهى له وحده، أمرأته هو.
خاصّته هو.
لا يحق لمخلوق سواه الاقتراب منها، ابتعدت راندا ومها فجلس ادهم ونظرت اليه ريتاج باضطراب فمال عليها هامسا: مبروك.

قالت بهمس: الله يبارك فيك، قال لها وقد امسك علبة مخملية: انا عارف انك المفروض اللي تختاري شبكتك بنفسك بس عموما لو ماعجبتكيش مش مشكلة نجيب احلى حاجه تعجبك ودي اعتبريها هدية منّي!

نظرت اليه بتساؤل ففتح العلبة المخملية ليظهر طقما من الالماس يخطف الأبصار مكون من عقد وحلق واسوارة وخاتم في غاية الجمال، ألبسها الطقم الماسي وسط الزغاريد التي انطلقت من بدور وصباح التي شاركتها هذه المرة ومباركة من حولها ودموع والدتها التي كانت تشكر الله في نفسها لامداده في عمرها لتطمئن على فلذة كبدها.
وسألها ادهم هامسا: ها.
عجبك؟

قالت له وهي تنظر اليه بعينين تلمعان بدموع السعاده التي جاهدت لئلا تنزل: جمييلة بجد.
ومش ممكن استبدلها بأي حاجه تانية مهما كانت، ابتسم ادهم مقبلا اياها على جبهتها في حين اخفضت رأسها خجلا...

جلبت بدور وصباح كؤوس الشربات وقدمته للجميع وأصرت راندا ان يقوم محمود بتصوير هذه اللحظات بالكاميرا بينما قامت هي ومها بتصويرها بالمحمول ثم اقتربت من ادهم وريتاج وقالت ضاحكة: انتو عطشانين بجد ولا ايه؟ ونظرا اليها في دهشة فقالت ضاحكة: لالالالا مش كدا انتو مابتشوفوش العرسان وهما بيشربوا بعض الشربات؟

ثم نظرت الى ادهم مشيرة بيدها قائلة: ياللا يا ابيه اتفضل شرّب عروستك الشربات من كوبايتك، قالت ريتاج بعصبية طفيفة: لا انا بعرف اشرب نفسي كويس اووي، قال ادهم بخبث الواعي لكَمْ الاحراج الذي تشعر به: تصدقي عندها حق يا ريتاج علشان ماما سعاد تتبسط وتحس اننا عرسان بجد، زفرت بحنق ثم استسلمت بالرغم عنها وهي تتمتم في سرها في حين قرب ادهم منها كأسه لترتشف منه بضع قطرات وقامت بفعل نفس الشئ، اقبلت بدور بقطع الكاتوه وقدمت للحضور ولم تكن ريتاج قد تذوقت لقمة واحده منذ غذاء امس فقد تاهت منذ سماعها لشرط والدتها ولم تستطع وضع أي شئ في فمها ولكنها الآن بعد رؤيتها لقطع الكاتوه سال لعابها فانكبت على طبقها تأكله بتلذذ ولم تشعر بنظرات ادهم المنصبة عليها ولا ابتسامته المرسومة فوق شفتيه ثم مالبثت ان وقع نظرها عليه بالصدفة فنظرت اليه ثم قالت وهي تضع يدها على فمها وتبتلع ما فيه من طعام: ايه اول مرة تشوف واحده بتاكل؟

قال لها بابتسامة: اول مرة اشوف واحده نفسها مفتوحة اووي كدا من الفرحة لو اعرف ان جوازنا هيفرحك كدا كنا اتجوزنا من زمان!
نظرت اليه بطرف عينها بحنق ثم قالت: انا باكل علشان هموت من الجوع من غدا امبارح مافيش حاجه نزلت بطني!
قال لها مبتسما: ايه الفرحة نسيتك تاكلي؟
قالت له وهي تأخذ قطعه من الكاتوه بشوكتها وترفعها لفمها: لا وانت الصادق الخضة سدِّت نفسي!

ثم وضعت الشوكة في فمها لتتابع اكلها بينما نظر اليها ادهم مشدوها وما لبث ان مال عليها هامسا: فيه عروسة تقول لعريسها في يوم زي دا نفسي اتسدت من الخضّة؟

ثم هز برأسه يمينا ويسارا قائلا: شكلي هتعب معاكي أوووي، ثم نظر اليها مبتسما: لكن ولا يهمك انا نفسي طوييل، نظرت اليه ولم تجبه ثم وضعت صحنها الفارغ جانبا فنظر اليها قائلا: كدا خلصت طبقك اومال هتتعشي ازاي الحلو بيسد النفس، قالت له: لا مش مشكلة انا خلاص شبعت، قال لها: لالا بس لازم نتعشى سوا دا عشا بمناسبة كتب كتابنا، ثم نظر الى سعاد قائلا: معلهش يا ماما سعاد انا عازم ريتاج ع العشا أستأذنك اننا نخرج نحتفل بالليلة دي سوا، قالت سعاد مبتسمة: يا ادهم يا حبيبي دي بئيت مراتك خلاص يعني من غير ما تستأذن اللي عاوزه تعمله، قالت راندا ضاحكة: يا سلام واحنا مالناش في الاحتفال دا ولا ايه؟

قال ادهم مبتسما: ايه يا لميضة، دا للعرسان بس، قالت ريتاج معترضة: بس انا شايفه انه مالوش لزوم يعني لو عاوزين نحتفل يبقى هنا مع بعض!
قالت سعاد وهي تهز برأسها رفضا: لالا ماينفعش ادهم معاه حق انتو كتب كتابكم جه بسرعه مالحقتيش تفرحي بفترة خطوبة زي باقي البنات قومي حبيبتي مع عريسك اقضي وقت لطيف وانا ماتخافيش عليا معايا اختى وولاد اختى مش هيسيبوني، قالت مها: وانا مش هتعبكم معايا.

بابا هيفوت عليا علشان اروح معاه هو في مشوار وكلمني قالي انه جاي في السكة، وافق الجميع وسط امتعاض محمود من عدم ايصاله لمها الى بيتها...

ذهبا الى احد المطاعم الخمس نجوم العائمة على النيل وبعد ان جلسا نظر اليها قليلا ثم قال مبتسما: تصدقي انا مش مصدق عينيا؟
قالت له وهي تهرب بنظراتها منه: مش مصدق عينيك ليه؟
قال وهو يمد يده ممسكا بيدها الموضوعه امامه على الطاولة فرفعت نظرها اليه بدهشة وحاولت افلات يدها ولكنه شدد من قبضته الحانية وقال: مش مصدق ان اللي قاعده قدامي دي تبقى ريتاج.

مراتي، اللي فيها كل الحُسن والجمال دا، اخفضت نظرها الى اسفل بينما تابع: عارفة انا بحمد ربنا ان جمالك دا ماظهرش غير ليّا أنا، ثم رفع يدها مقبلا ايّاها ناظرا اليها بنظرة دغدغة مشاعرها ثم قال لها بحنو: ممكن اطلب منك طلب؟
هزت راسها موافقة ولم تستطع النطق بكلمة لكمية المشاعر التي هاجمت حواسها فقال مبتسما: اوعي تلبسي غير الجينز والقمصان الواسعه الرجالي!

نظرت اليه بدهشة قائلة: بس دا ما كانش كلامك في الاول؟ انت ناسي انك كنت بتتريئ عليا وعاوزنى ألبس زي البنات وافرد شعري واتصرف زي باقي البنات؟
قال لها مبتسما: ما كنتش اعرف الجمال المداري دا كله ولما شوفته ماقدرش اسمح ان حد يشوفه غيري لان الجمال دا حقي انا لوحدي بس ودا حقي ربنا ادهوني هتعترضي؟
هزت براسها نافية فتابع: وبعدين انت مش زي البنات علشان اطلب منك تبقي زي البنات انت عارفة انت مين؟

هزت رأسها نفياً مندهشة من كمية المشاعر التي تراها في عينيه وتسمعها في صوته فقال: انت تاجي أنا!

نظرت اليه بذهول ورددت بتلعثم: ايه؟ تاجك؟
قال لها مبتسما: ماتتصوريش كنت بحس بإيه وانا بسمعهم بينادولك تاج، كنت بتحرق من جوايا عاوز اقولهم دي تاجي انا بس وخصوصا لما كنت بسمع محمود بيقولهالك وعرفت انه عارف اسمك المختصر وانا لأ. يا الله على كمية الغضب اللي حسيت بيها وقتها.
كنت عاوز اصرخ فيه واقوله مش من حقك تناديها كدا انا اللي ليا الحق دا بس!

ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت: وانت ايه اللي يضايقك انه يقولي تاج؟
قال لها كلمة واحدة ناظرا اليها بعمق نظرة محملة بشوق عميق: الغيرة! قالت له وقد ارتدت الى الخلف متفاجئة: ايه؟ غيرة؟
أومأ برأسه موافقا وقال: اه.
غيرة.

انا نفسي ما استوعبتش انها غيرة غير لما حسيت انت أد بتعني لي يا تاجي، يوم الماتش بتاعك فاكرة؟ أومأت موافقة بينما استمر بالكلام قائلا: ساعتها كنت هتموت من القلق عليكي وانفعالي كان من قلقي عليكي وبعدين حكاية عريس الغفلة لغاية، الحادثة.

ثم اعتمت عيناه وقال: مش ممكن تتصوري احساسي كان ايه وانا بدور عليكي ومش لاقيكي؟ احساس بالشلل الفظيع، ساعتها اعترفت لنفسي باللي كنت بهرب منه وبدور على اعذار من نوع انى الوصي عليكي ووصايتي معنوية اكتر منها مادية لكن الاساس كان الاحساس اللي انا بهرب منه دا، قالت له برجاء: ارجوك يا ادهم كفاية انا.
انا مش قادرة اصدق اللي انت بتقوله.

انت على طول كنت بتتعمد توصلّي احساس انك مش راضي عنّي ولا عن طباعي ازاي عاوزني اصدق انك مرة واحده كدا ب، بتكنّ لي شعور معين؟
قال بهدوء: انا كنت بهرب منك يا تاج.
بتعمد استفزك واقولك طباعك اللي مش بتعجبني علشان افكر نفسي انك مش مناسبة ليا.
لكن خلاص انا مش ههرب من مشاعري تاني.
ومسيري اقدر اثبت لك انه مش كلام واخلّيكي تكنّي لي نفس مشاعري، تاجي انا، انا بحبك!

شهقت عاليا وسحبت يدها بسرعه من يديه ضامة اياها بيدها الاخرى وشعرت برجفة تمر بجسدها كله فتابع برجاء: بحبك يا تاج.
بحبك.
كلمة عمري ما قولتها لبنت قبلك ولو بهزار ولا هقولها لحد بعدك، بحبك يا تاج ادهم، بحبك ومش هبطل اقولك بحبك، وقريب اووي هقدر اخليكي تحبيني زي ما انا بحبك.

صمتت تنظر اليه مشدوهة من اعترافاته ترى هل هو صادق في اعترافه لها بحبه ام انه لجمال اللحظة اراد اسماعها كلام جميل منمق مما يقوله العريس لعروسه في مناسبة كهذه؟ لا تنكر انها ما ان سمعت كلمة احبك ان قلبها أوشك على الوقوف! شعرت بارتعاشة لذيذة تمر بقلبها وكأن هذه الكلمة قد انعشت روحها.

ترى هل آن الآوان يا قلب لكي تنسى مخاوفك وتفتح ابوابك على مصراعيها لتستقبل ساكنك الذي ما فتأ يطرق بابك منذ زمن ولم ولن يكل؟ ولكن أولاً لابد لها من التأكد ان مشاعره حقيقية ليست وليدة اللحظة، نظرت اليه وقالت له بهدوء: يعني.
انت فعلا حاسس بكدا ولا دا علشان احنا لسه مكتوب كتابنا والعريس لازم بيقول لعروسته كلام حلو زي كدا في مناسبة زي كدا؟

ابتسم قليلا وقال: عندك حق ماتصدقنيش على طول بس ولايهمك قدامنا العمر كله علشان اثبت لك انى بحبك بجد ودلوقتي بأه ممكن نقوم نجيب الاكل من الاوبن بوفيه ولاّ، خضة اعترافي بحبك سدّت نفسك؟
ضحكت ضحكة خفيفة ثم قالت: اوك، قاما سوية وافسح لها لتتقدمه فهمست له وهي تهم بالسير: وانت الصّادق انا حاسة انى فعلا مش هقدر آكل بس، من فرحتي!
نظر اليها بدهشة وما ان هم بالكلام حتى ابتعدت عنه ضاحكة فسار مسرعا للحاق بها.

قضيا امتع الاوقات وهما يتبادلان الاحاديث في جو من الود والتفاهم بعيدا كل البعد عن جو الشجار والتحدي الذي اعتادا عليه واكتشفا تشابه ميولهما في الاستماع لنفس انواع الموسيقى والبرامج السمعية والمرئية بل ونفس الكتّاب وتناقشا في بعض الكتب التي قرآها...

وصلا المنزل وما ان اوقف ادهم السيارة حتى صمت هنيهة ثم نظر اليها بقوة وكأنه يلح عليها في النظر اليه فرفعت نظرها اليه فقال لها مبتسما بهمس: متشكر اووي.
قالت قاطبة بابتسامة: على ايه؟
قال: على احلى ليلة وامتع وقت قضيته في عمري كله!
ضحكت ضحكة رقيقة جعلته ينظر اليها مشدوها ثم قال بجدية: لالا ماينفعش كدا!
قطبت ونظرت اليه والضحكة لا تزال على شفتيها: هو ايه دا اللي ماينفعش؟

قال لها بجدية بالغة: ضحكتك! ضحكتك دي لو سمحت ماتضحكيهاش تاني!
قالت باستغراب: بس انا ماضحكتش بصوت عالي!
قال لها قاطبا: ماهو انت ماضحكتيش بصوت عالي لكن ضحكتك زي صوت الكناريا! ارجوكى خليكي مع الكل ريتاج.
القفل المصوجر.
لكن معايا انا.
تاج أدهم، تاجي، لاني بجد معرفش هتصرف ازاي لو ضحكت وحد خد باله وبص لك اعتقد يبقى يقول على نفسه يا رحمن يا رحيم!

قالت ضاحكة: لالالا وعلى ايه الطيب احسن الراجل مايستحقش كدا اكيد عنده ناس محتاجاه، قطب قائلا بحدة: هو مين دا اللي مايستحقش كدا؟ وايش عرفك انه عنده اللي يخاف عليه؟
قالت ريتاج بابتسامة وهي تشير بيدها امام وجهه ليفيق: هيييييي، انت هيست ولا ايه يا ادهم؟ انا برد على كلامك انت بتقول اللي هيبص لك هعمل فيه واسوي فبقولك لا اكيد فيه عنده اللي عاوزه عادي يعني، خيال خيال ايه انت مافيش خيال خالص؟

قال لها وهو يميل باتجاهها: انت عندي خط احمر ولا خيال ولا واقع ماتتكلميش على أي حد ولو مجازاً حتّى.
مفهوم؟
همهمت بالموافقة في حين لم تستطع الاشاحة بنظرها بعيدا فمال اكثر باتجاهها ليقبّلها فما كان منها الا ان شهقت واسرعت بالابتعاد وفتحت باب السيارة خارجة منها وركضت بعيدا لتدخل المنزل في حين انه ناداها معترضاً: تااج!
ثم اسرع باللحاق بها...

دخلت المنزل قبله ليلحق بها عند االدرج واوقفها في حين كان المنزل يعج بالسكون دليلا ان من فيه قد لجأوا الى غرفهم، قال ادهم ممسكا بيدها ليعيقها عن الصعود الى غرفتها: بتخُمِّي يا تاج!
قالت فاتحه عينيها ببراءة مصطنعه: أنا؟! انا بخُمَّك! لالالا، وهزت راسها نفيا متابعه: انا لا بخُمَّك ولا.
اخو ابوك!..

قال بدهشة: اييه؟
قالت له وهي تحاول افلات يدها من قبضته: اسمع بس.
الناس نايمة وانت الكبير هنا فعيب يعني يشوفونا عمالين نغيظ في بعض زي العيال، مش منظر بردو!
قال لها وهو يقترب بوجهه منها: والله ماحدش له عندي حاجه، انت بنفسك سمعت مامتك قالت ايه.
قالت انك مراتي يعني اللي عاوز اعمله اعمله براحتي.
مراتي وبراحتي!
قالت له قاطبة بسخرية: يا سلام.
طيب انت كمان براحتي.

جوزي وبراحتي، يعني لما اسيبك دلوقتي واطلع انام براحتي ولما اقولك عيب كدا اطلع اودتك ولايِمْها بأه بردو براحتي، قال لها بحنان: الله.
كلمة جوزى طالعه من شفايفك حلوة اووووي، قالت محدثة نفسها وهي تبتعد قليلا: هو ايه اصله دا؟ مالو دا؟ بيتنحنح كدا ليه؟

انفجر ادهم ضاحكا ونظرت اليه مأخوذة بضحكته التي جعلته اصغر من سنوات عمره الثلاثين في حين انه قال بعد ان هدأت ضحكته: يعني يا ربي عريس بيتغزل في عروسته وعروسته تقول بيتنحنحّ! انا بتنحنّح!
ثم تابع ناظرا اليها: انت عارفة ان عفويتك دي هي اول حاجه شديتني ليكي؟
ثم مال عليها مغافلا إيّاها ليقبلها قبلة سريعه على شفتيها الكرزتين ثم ابتعد قبل ان تستوعب ما حدث قائلا بحنان: تصبحي على خير يا تاجي.

نامت ريتاج ليلتها والابتسامة ترتسم على شفتيها وقلبها يرقص من الفرحة فقد وجد أخيراً مرساه الذي سيرسو عليه من دون خوف بل بإحساس عميق بالأمان...

ايييه؟ انت بتقولي ايه يا سوزي؟ اتجوزها؟ انا هنا علشان الاقي الززفت دا اللي اسمه سامح.
معقول في اقل من يوم؟ ثم قالت بصوت يشبه فحيح الأفعى: المهم اني كلمت ادهم اقوله انى هقعد عند واحده صاحبتي يومين ولا اعترض انا افتكرت علشان ظروف امها اتاريه عارف انها مش بتطيقني وعاوز يبعدني عنها وانا بغبائي نوِّلتهالو، انما انت عرفت منين؟
سكتت قليلا ثم تابعت: آه.

من النادي، ثم صرخت بفرحة: يعني لسه كتب كتاب بس؟ كدا يبقى الموضوع اسهل بكتير، قالت لسوزي التي سألتها ان كانت قد وصلت لطريق سامح فقالت بابتسامة مكر: طبعا.
عرفت اجيبه عيب يا بنتي انا صافي ومش بس كدا لالالا انا هقدم لريتاج هدية كتب كتابها.
هدية لا يمكن تنساها ابدا، هقدم لها سامح عبد الشكور.
خطيبها السابق، وما كونش صافي امّا خلِّيتها تبكي دم انها اتجرأت وخدت حاجه مش ليها.

ثم اغلقت الهاتف قائلة بتصميم: ماشي يا ريتاج، انت اللي ابتديت.
استلقي وعدك بأه.
انت اللي حطيتي نفسك في سكتي واللي يقف في سكة القطر مايقولش الحقوني لما ييجي يدوسه!..

ترى هل ستنتهي قصة حب ادهم وريتاج قبل ان تبدأ؟ هل ستنجح عملية القلب لسعاد؟ ماهي خطة صافي للايقاع بين ادهم وريتاج وما هو دور سامح فيها؟ هل ستنجح خطتها ام ان للقدر كلمة اخرى؟ تابعوني في القادم من المتمردة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة