قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الثاني عشر

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الثاني عشر

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الثاني عشر

لا يعلم ادهم لم ذهب الى منزل ريتاج؟
لا يعلم سوى ان قدماه قادتاه بدون ان يشعر لبيتها، وكأن سيارته تعرف طريقها بمفردها!
اوقف السيارة في مكان مظلم بعيدا عن الانظار لا يعلم ماذا ينتظر او ماذا يأمل ليرى ولكن لديه احساس قوي انه لابد من تواجده في هذه اللحظة، كان يفكر كيف عساه أن يدخل الى منزلها ليقابل العريس المنتظر وبأي صفة؟

وفجأة اشرق وجهه فقد طرأت على باله فكرة لن تجعل أي شخص يشك في دوافعه الذي لا يعلمها هو شخصيّا!

اهلا ادهم بيه اتفضل حضرتك.
ثوان أدي مدام سعاد خبر.
ذهبت ابتسام الى غرفة الصالون لتخبر سيدتها بالضيف المنتظِر بينما تجلس ريتاج تتبادل العبارات المهذبة مع العريس الموعود بينما تجلس والدته في الناحية الاخرى من الغرفة تتبادل الحديث مع سعاد وجلست مها بجوار ريتاج بعد اصرار الأخيرة على جلوس مها معها مهددة بعدم دخولها لمقابلة العريس...

اهلا اهلا ازيك يا ادهم يا بني.
اتفضل.
ايه الزيارة السعيدة دي.
، صافحها ادهم وهو يقول باحترام: اهلا بحضرتك يا هانم، معلهش لو كنت جيت من غير معاد، قالت له باستنكار شديد: ازاي تقول كدا يا ادهم البيت بيتك وبعدين ايه حكاية هانم دي انا طنط سعاد ولا انت شايف ان كلمة طنط دي ماينفعش تقولها؟
نفى ادهم بقوة قائلا: لالالا ابدا.
حضرتك احترامك من احترام والدتي.
انا بس شايف ان كلمة طنط دي هتكبَّر حضرتك حبّتين!

اطلقت سعاد ضحكة مرحة وهي تقول: لا دا انت كمان جنتل مان!
عموما اتفضل جيت في وقتك علشان تحاول تقنع معايا ام دماغ ناشفة دي ترباس زي اسمها بالظبط!
قال ادهم وهو يسير بجانبها للدخول الى غرفة الصالون: دا بالظبط اللي انا جاي علشانه! راندا قالت لي ان في عريس جاي انهارده لريتاج ولاقيت انه من واجبي اكون موجود خصوصا وانه مافيش اسمحيلي يعني راجل معكم هنا حتى لو قاعدة تعارف.
يمكن انا وصي على فلوسها بس.

لكن انا بعتبر عمي مراد الله يرحمه حمّلني المسؤولية كاملة سواء ماديّة او ادبيّة...

دخلت سعاد وهو في أعقابها ووقع نظره حال دخوله على ريتاج الجالسة فوق الاريكة المكسوة بقماش مشغول فاخر بجانبها صديقتها وعلى الجانب الاخر من الاريكة يجلس ال، عريس!..

كانت ريتاج تضحك عندما وقع نظرها على ادهم الواقف بجوار والدتها وقد أسرتها نظراته التي كانت تحمل نظرة غامضة يكمن وراؤها غضب خفي احتارت في سببه وعن سبب تواجده اساسا في منزلهم ولكنها لم تبال بمعرفة السبب وهزت كتفها بلامبالاة واشاحت بنظرها عنه.

الأستاذ ادهم شمس الدين.
تقدروا تقولوا انه في مقام ابن عم ريتاج، ، حيّا ادهم والدة العريس بابتسامة مهذبة ثم صافح العريس شاداً على يده بقوة أذهلته ثم جلس على الكرسي المقابل له، تبادل ادهم الحديث بفتور نوعا ما مع العريس وقال في بداية كلامه بابتسامة صفراء: انما صحيح انا معرفش اسمك ايه؟
فقال العريس مبتسما: هاني فؤاد، قال ادهم وهو يكرر اسمه بتأن: امم هاني فؤاد، كويس.

ثم طفق يسأله عن عمره وعمله وشهادته وكلّما وجّه هاني سؤالا لريتاج تدخل ادهم في الحديث غير تاركا الفرصة لهما لتبادل الحديث فيما بينهما وكانت مها تتابع ما يجري امامها باستمتاع واضح لاحظته ريتاج التي مالت هامسة في اذنها بسخط: انا عاوزة اعرف هو جاي ليه دلوقتي؟ انا كل ما آجي اقول كلمة الاقيه ناطط في زوري!

ابتسمت مها كاتمة ضحكتها بصعوبة فلكزتها ريتاج بمرفقها في خاصرتها مما جعلها تتأوه بصوت منخفض كى لا يلاحظ الموجودين وقالت ريتاج: انت بتضحكي!
اعمل ايه بس يا ربي الاقيها منين ولا منين من عريس الغفلة ولا من ادهم الشرقاوي اللي قاعد بيزغر دا؟

انتهت الجلسة وقاموا ليودعوا العريس ووالدته وصافح هاني ريتاج وهو يقول بابتسامة كلها رجاء: انا مش هستعجلك في الرّد براحتك خالص، ولو ممكن تسمحي لي ابقى اتصل بيكي اطمن عليكي كل شوية، وياريت لو تسمحي لي اني اتعرف عليكي اكتر، ان شالله حتى في النادي علشان نقرّب من بعض اكتر!
قالت له ريتاج دهشة: نعم؟ نقرب من بعض؟

قال ادهم بابتسامة صفراء قائلا وهو يتناول يده الممسكة ليد ريتاج بقوة: ان شاء الله يا دكتور ان شاء الله ربنا يسهل...

تصدقي ابن حلال بصحيح يا تاج.
ربنا يجعله من نصيبك يا حبيبتي ولاّ انت ايه رأيك يا ادهم؟
قاال ادهم بهدوء ظاهري وهو ينظر الى ريتاج: المهم رأيها هي، هيّا اللي هتتجوز!
نظرت سعاد برجاء قائلة: ها يا حبيبتي رأيك ايه؟
قالت مها هي الاخرى بلهفة: علشان خاطرنا وافقي يا تاج الواد يا عين امه شكله مستني على نار كلمة منك تفك ضيقته!

قالت ريتاج بسخط مشيحة بيديها: هو ايه اصله دا؟ هو مزنوء في 5 جنيه هامد ايدي في جيبي اطلعهم اديهومله؟ دا جواااز عارفين يعني ايه جواز؟ جواز مش لعبة.
قالت سعاد بنزق: اهو دا اللي انت فالحه لي فيه تريئة وخلاص، اقتربت ريتاج منها واضعة ذراعها حول كتفها قائلة بابتسامة مداعبة امها: ايه بس يا سوسو انا بس مش فاهمه انت مستعجلة على جوازي ليه؟ هو انا مضايقاكي في حاجه لاسمح الله، ما تخليني اموت موتة ربنا احسن!

شهقت امها عاليا ناظرة اليها في عتب بينما تفاجئ ادهم من روح الدعابة التي تمتلكها ريتاج وسمع والدتها وهي تقول معاتبة: بأه كدا يا تاج؟ موت ايه بعد الشر عنك يا حبيبتي.
دي سنة الحياة.
ولا انت ايه رايك يا ادهم؟
نظر ادهم الى ريتاج مليّا قبل ان يقول وهو لايزال مسلّطا نظراته عليها: انا شايف اننا نسأل عليه كويس ومالوش لزوم الاستعجال، قالت سعاد بخيبة أمل: حتى انت يا ادهم! وانا اللي كنت فاكره انك هتعقلها؟!

قالت مها: بصي يا طنط ريتاج لسه صغيرة وعلى رأي المثل كل شئ بالخناق الا الجواز بالاتفاق.
قالت سعاد متنهدة بعدم حيلة: خلاص انما لو مصرة على الرفض يبقى انتِ اللي تبلّغيه بنفسك الولد شكله شاري اوي ومعشّم كمان.
قالت ريتاج بنزق: هو خلاّط جاي يستلفه معشّم انك مش هترفضي؟ يا ماما دا جواز جواااااااز.

قالت الام متنهدة: خلاص خلاص انتِ حرّة بس علشان خاطري ماتستعجليش ادّي نفسك فرصة تانية ان شالله حتى تقعدوا مع بعض تاني مافيهاش حاجه هو بنفسه اقترح دا وصلّي استخارة.
خلاص يا قلب ماما؟
تنهدت ريتاج باستسلام قائلة: خلاص يا ماما، هعمل اللي انتِ عاوزاه وهصلّي استخارة وماتخافيش انا اللي هبلّغه بالرفض مش هحرجك معاه!
شهقت امها دهشة وقالت: انت مصرّة بردو انك ترفضي يا تاج؟

قالت ريتاج بابتسامة خفيفة: الجواب بيبان من عنوانه وانا من الاول مش مقتنعه بالموضوع لكن هعمل اللي انت عاوزاه تمام كدا؟
قالت امها متنهدة: تمام يا بنت مراد هو انا هعرف أغلِبك خالص، ثم نظرت الى ادهم متابعه: انت شاهد أهو على اللي هيّا قالته يا ادهم يا بني هتفكر كويّس اووي قبل ما تقول آه أو لأ. هز ادهم برأسه موافقا وقال: ايوة تمام.
وانا شايف انها تاخد وقتها ومش لازم تستعجل مش العريس اللي مافيش زيّه يعني.

علشان ماتجيش بعدين تقول انتو اللي ضغطوا عليا!
نظرت اليه ريتاج ممتعضة وقالت: لا ماتخافش مش هقول وبعدين يا ناس انا راضية ذمتكم ريتاج ازاي وتتجوز هاني؟ ا معقول؟ اسمي أنشف من اسمه؟
ضحكت مها بينما ابتسمت امها ابتسامة واسعه وهي تقول: انتِ مافيش منك رجا ابداا، في حين اخفى ادهم ابتسامته ودهشته فاليوم فقط علِم مدى حس الفكاهة الذي تملكه وكيف انها تستطيع خلق روح الدعابة في أي موضوع.

لكن انت مش مستغربة ان ادهم ييجي انهارده يا تاج؟ : سألت مها ريتاج بعد ان صممت ريتاج عليها على قضاء الليلة معها واستأذنت مها من والديها فأذنا لها، قالت ريتاج وهي تهز كتفيها بلامبلاة: هو قال لماما انه لما عرف من راندا قال لازم يكون فيه راجل في القاعده علشان احنا ستات لوحدنا، وبيني وبينك كلمته ضايقتني اووي يعني العريس ومامته هيكلونا مثلا؟ ماعادشي فيه راجل وست وحاجات كدا بس انا ماكنتش فايئالو كنت مشغولة بعريس الهنا اللي سعاد هانم ناقص تقول فيه شعر!

قالت مها مقطبة: انما صحيح يا تاج انت ليه رافضة؟ انا شايفاه انسان كويس و، قاطعها رنين هاتف ريتاج المحمول التي اجابت عليه لتفاجئ بمحمود وهو يتكلم بلهفة وهلع فقالت محاولة تهدئته: اهدى اهدى يا محمود علشان اعرف افهمك.
اعتدلت مها وانتبهت جيدا حال سماعها اسم محمود بينما قالت ريتاج: طيب اهدى بس.
محمود لو ماهدتشي انا هقفل التليفون.
ايوة كدا.
مالك بأه؟
استمعت قليلا قبل ان تقول: لا يا محمود عريس عادي، ايه.

قالت بهتاف حاد: يعني ايه عريس ليه؟ عريس يا محمود زي اللي بييجي لكل البنات.

هقوله انت جيت لي ليه؟ لا يا محمود ما وافقتش، زفرت حانقة وقالت: ومارفضتش، اخدت فرصة افكر، يعني ايه أفكر في ايه في العريس طبعا، زفرت بنفاذ صبر قائلة: محمود انت واضح انك متعصب اووي والتفاهم معاك صعب نتكلم بعدين تصبح على خير يا محمود، قاطعته قبل ان يتكلم قائلة بحزم: تصبح على خير، واقفلت الهاتف رامية اياه على الفراش بجوارها، نظرت اليها مها بتساؤل فقالت ريتاج وكأنها تخاطب نفسها: انا مش فاهمه فيه ايه هو واخوه انهارده؟ واحد جاي صدفة قال ايه علشان البيت مافيهوش راجل والتاني بيتخانق معايا انا ليه ما رافضتش على طول وفرصة ايه اللي عاوزاها علشان افكر دي؟ انت فاهمه حاجه يا مها؟

قالت مها بشبح ابتسامة حزينة: بسيطة يا ريتاج.
محمود واضح جدا انه متضايق علشان العريس اللي جالك.
قالت ريتاج قاطبة: ايش معنى يعني؟ ويتضايق ليه؟
قالت مها ناظرة اليها بطرف عينها وهي تجبر نفسها على الابتسام: السبب واضح يا ريتاج.
محمود بيغير عليكي!
شهقت ريتاج قائلة وهي تنكر بشدة: لالالالا مش ممكن.
محمود عارف انه زي اخويا.
انا عمري ما حسيسته بأي حاجه غير كدا، قالت مها بهدوء: هو زي اخوكي لكن انت مش زي اخته.

فيه فرق يا تاج!
انتبهت ريتاج على نغمة الحزن التي تشوب صوت مها الضاحك دوما، هي تعلم تماما ان مها أعجبت بمحمود منذ لقاؤهما في النادي بدليل انها لا تفتأ تتكلم عنه وتسألها عن اخباره.
اغمضت عينيها ببؤس واضعه يدها على راسها فصديقة عمرها أحبت شخصا يكنّ لها هي مشاعر هي متأكده تمام التأكد انها لا تعدو عن كوْنها مشاعر انجذاب لا تربو الى مشاعر الحب الصادق.

ولكنها أخذت على عاتقها ان توضح لذلك الاعمى من يهتم به فعلا وان مشاعره تجاهها انجذاب مؤقت لنوع مختلف من الفتيات لم يعتاده ليس إلاّ.

اتفضلي يا ريتاج دا مكتبك.
دخلت ريتاج حيث اشارت لها سمر زميلتها في العمل وقالت بابتسامة: شوفي بأه يا ستي مكتبك هنا ودا.
واشارت الى مكتب اخر.
مكتبي، والباب دا مكتب مدام بثينه.
احنا هنا تقدري تقولي طقم السكرتارية بتاعت ادهم بيه، ومدام بثينه مديرة مكتبه.
جلست ريتاج الى مكتبها وقالت بابتسامة خفيفة: شكرا ليكي يا سمر، ويا ترى الشغل هنا عامل ازاي؟

طفقت سمر تحدثها على كيفيه العمل مع ادهم مادحة ايّاه انه ليس من اصحاب العمل المتسلطين ولكنه مراع لمن يعمل تحت امرته مما استغربته ريتاج، قاطع حديثهما صوت بثينة تطلب من ريتاج ان تدخل الى ادهم الذي يطلبها فورا.

طرقت الباب وسمعت صوته القوي يأذن لها بالدخول، دخلت مغلقة الباب خلفها بإحكام وتقدمت منه بهدوء، رفع راسه من فوق اوراقه التي كان يراجعها ناظرا اليها ثم اشار لها بالجلوس وقال وهو ينظر في الاوراق التي بين يديه: شوفتى مكتبك وعرفتِ طبيعة الشغل ازاي؟
اومأت بهدوء قائلة: اه، استلمت الشغل، واضح انى هرتاح معهم.
الطقم هنا جديد صح؟ بابا ما كانش عنده غير مدام بثينه بس.
قال لها موافقا: أيوة.

طقم السكرتارية انا ضفته هنا.
لازم يكون فيه مديرة للمكتب تنظم المواعيد الخاصة بيا غير طقم سكرتارية بيساعدها وفي نفس الوقت ينظم باقي المواعيد زي اجتماعات الاقسام وكدا، وانت هيكون شغلك معايا.

يعني انت تعتبري نفسك تحت التمرين وانا اللي هشرف عليكي ودلوقتي مدام بثينة هتعرفك اولويات الشغل علشان يكون عندك صورة بسيطة عن المطلوب منك وبعدين هتبتدى تحضري معايا الاجتماعات والمقابلات علشان تتعلمي واحده واحده ازاي تكونى مديرة ناجحة!

انت دراستك في الاقتصاد وناجحة بتقدير كل دا جميل لكن النظري شئ والعملي شئ تانى وانت كل وقتك كنت حاصراه تقريبا في المصنع، لازم تتعلمي شغل الشركة علشان تقدري تقومي بالاتنين.
ثم قام من مكانه فقامت تلقائيا هي الاخرى بينما قال: دلوقتى في اجتماع لرؤساء الاقسام علشان مشروع جديد وعاوزك تحضريه.

هزت برأسها موافقة، استدار ليسير امامها ثم وقف ونظر اليها قليلا قبل ان يقول بهدوء: معلهش يا ريتاج بس اللي هقوله دا في صالح الشغل.
انت في المصنع او في وظيفتك الاولانية هنا في الشركة كنتِ براحتك عادي لكن من ساعه ما دخلت الادارة هنا وبئيت مديرة مكتب تحت التمرين وانت مظهرك محسوب عليكي.
قطبت قائلة: يعني ايه مش فاهمه؟

وقف امامها تماما وقال بهدوء: يعني ماينفعش البنطلونات الجينز والقمصان الرجالي دي اللي انت ما بتلبسيش غيرها، لازم تاخدي بالك من مظهرك شوية مظهرك دا عنوان للشركة لكن بالمظهر بتاعك دا انت كدا هتكونى شكل تاني غير الباقيين وهتكونى مُنتقدة!
فتحت عيناها على وسعهما ورددت قائلة باستهجان: مُن، ايه؟ منتقدة؟
ليه يعني؟ انا طالما واخده بالي من شغلي ومش بعمل حاجه غلط ولا مش كويسة يبقى خلاص.

انما موضوع لبسي دا براحتي.
اغمض عينيه زافرا بضيق وقال من بين اسنانه: اللهم طوّلك يا روح، انت مافيش فيكي فايده ابدا؟! بس تصدقي انا كدا اطمنت عليكي؟ اه لما كنت بتسمعي الكلام من غير مناقشة بصراحه كنت قلقان لكن دلوقتي خلاص اطمنت عليكي، ممكن تسمعي كلامي وتنفذيه من غير اعتراض؟ انت دلوقتي لما تيجي معايا الاجتماع هتعرفي قصدي ايه!

دخلا الى غرفة الاجتماعات وكان رؤساء الاقسام قد سبقوهما، جلس ادهم واشار اليها بالجلوس في كرسي بجواره وقدمها للموجودين الذين يعرفونها سابقا فهي ابنة صاحب الشركة المتوفي ولا يوجد موظفين جدد سوى قلائل عرّفهم عليها.

نقلت انظارها بين الموجودين وعلمت ما قصده ادهم.
فالموجودات من السيدات كلهن يرتدين ملابس محتشمة ولكنها انثوية في ذات الوقت فشعرت انها بثيابها كأنها في االمكان الخاطئ، واستقر رايها على ان تأخذ بنصيحته ولكن تبعا لذوقها هي في اللبس.

ايه الاخبار يا ترى استفدت من اجتماع انهارده؟ سألها ادهم حال دخولهما الى مكتبه وقد جلست على كرسي امامه، طفقت ريتاج تسرد عليه ما دار في الاجتماع والقرارات التي تم اتخاذها والاخرى التي تم استبعادها وتلك التي تم تأجيلها لحين البث فيها، لم يمنع نفسه من اظهار الاعجاب بذهنها الحاضر وقال باشادة: بجد.
برافو عليكي.

ابتسمت ريتاج وقد شعرت بالسرور لاشادته بها، استأذنته لتنصرف وما ان امسكت مقبض الباب لتديره حتى ناداها بصوته القوي قائلا: ريتاج.
وقفت واستدارت اليه ناظرة باستفهام فيما تقدم اليها واقفا امامها وقال بهدوء: اخبار هاني ايه؟ رديتي عليه ولا لسه؟
قطبت لتتذكر من هو هاني؟!
ثم ما لبثت ان اشرق وجهها بالفهم وقالت: آه.
هاني، لا الحقيقة لسه!
انشغلت الفترة اللي فاتت وكل ما آجي اقوله جوابي ماما تقولي فكري كمان شوية!

قال لها بجدية: وهو مش بيكلمك؟
ابتسمت قائلة بتلقائية: مش بيكلمني؟ هو بيعمل حاجه غير انه بيكلمني؟ انا بيتهيألي انه بيكشف والموبايل على ودنه!
قال ادهم ناظرا اليها بقوة: وانتِ طالما رافضاه بتتكلمي معاه ليه؟
قطبت مستهجنة سؤاله وقالت: مش فاهمه قصدك ايه من السؤال دا؟ انت قاصدك اني بتكلم معاه زي أي بنت لما بتتكلم مع واحد وخلاص؟
ثم صرخت قائلة بحدة انت اكيد مش في وعيك؟

اسرع بوضع يده مكمما فمها وقال وهو يميل ناظرا في عينيها بحدة: وطّي صوتك.
انت هنا في مكان شغل محترم، مش مشكلتي اذا كان كلامي جه ع الجرح ولاّ هوّ.
اللي على راسه بطحة؟!

قالها رافعا حاجبه الايمن ناظرا اليها بسخرية مما أشعرها بالغيظ فانقضت على يده المكممة فمها تعضّها بقوة مما جعله يصرخ رافعا يده عن فمها وهو ينفضها ممسكا ايّاها ولاحظ علامة اسنانها ظاهرة وبقوة في يده فنظر اليها مشدوها قائلا بحدة: انت اتجننت؟

قالت له رافعة اصبعها السبابة في وجهه وهي تتكلم بهدوء خطر: اوعى، شوف اوعى تلمح تاني مرة تلميحات مش كويسة انا ما اقبلهاش، مش كونك وصي عليا او اكبر منى بكم سنة دا يديلك الحق في الاهانة والتجريح أظن واضح؟!
عن اذنك!

واستدارت لتخرج فما كان منه الا ان امسكها بذراعها مديرا اياها بشدة ناحيته وامسكها من ذراعها الاخر قائلا بقوة وهو يهزها بشدة: انتِ اللي آخر مرة هسمح لك انك تتجاوزى حدودك معايا، فاهمه ولاّ لأ؟ واضح انك ماتعرفيش يعني ايه احترام الاكبر منك وانا هكون اكتر من سعيد انى اعلمك احترام الكبير يكون ازاي؟ وصدقيني يا ريتاج لآخر مرة بقولك ماتختبريش صبري معاكي اكتر من كدا.
انا غضبي وحش اووي ما تخلينيش أغضب، مفهوم؟

ثم تركها دافعا اياها بقوة كادت ان تقع فاستندت بيدها على الكرسي قبل ان تنظر اليه قليلا ثم استدارت لتخرج من الغرفة ففوجئت بمن يفتح الباب على مصراعيه ويقف امامهما قائلا بكل مرح: انا جيييت،!
ثم تحرك ذلك الشخص ناحية ادهم ليسلّم عليه وسط ذهول ريتاج فما تشاهده امامها عبارة عن صورة من عارضة ازياء قفزت من مجلة ازياء الى أرض الواقع ولكن ما أدهشها اكثر مناداتها لأدهم قائلة: أدهم حبيبي.
وحشتني اووي.

ثم رفعت نفسها واضعه يديها على كتفيه مقبلة اياها على وجنتيه وسط ذهول ريتاج بينما قال أدهم بارتباك قليلا: اهلا صافي، حمدلله على السلامة.
انتِ جيتي امتى؟
ابتعدت عنه قالبة شفتيها الملونتين بلون احمر قان بحزن مصطنع وقالت: دي مقابلة تقابلني بيها بردو يا ادهم؟ حد يقابل، خطيبته بالشكل دا؟

فغرت ريتاج فاها دهشة بينما ارتمت الاخرى في احضانه واغلق ادهم عينيه كي لا يرى نظرة ريتاج المليئة بالتساؤل والاستياء وما لبثت ان خرجت صافقة الباب وراؤها بعنف.!

ترى من هي صافي؟ هل هي خطيبة ادهم فعلا؟ ماذا سيكون جواب ريتاج على طلب هاني ليدها؟ كيف ستستطيع ريتاج جعل محمود يقترب من مها؟ هل سيتقبل ادهم قرار ريتاج؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة