قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الثالث والثلاثون

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الثالث والثلاثون

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الثالث والثلاثون

تململ أدهم في رقاده وفتح عينيه ثم ما لبثت الابتسامة ان زينت وجهه وادار وجهه ليرى ريتاج النائمة بجواره ولكنه فوجئ بأن الفراش بجواره، خال!

اعتدل في رقدته ونادى عليها ولكنه لم يسمع صوتا، قام من الفراش وارتدى مئزره قبل ان يخرج الى الردهة مناديا عليها ولكن لا حياة لمن تنادي، فتش عليها في انحاء الشقة من دون أي أثر لها، فقال في نفسه لا بد انها في الاسفل، عاد الى غرفة النوم وتناول محموله ليتصل بها عندما طالعته ورقة مطوية، قطب مستغربا لدى رؤيتها ولكنه سرعان ما فضَّها ليعلم ما بها وان كان قلبه قد توجس خيفة من هذه الورقة، جلس وعيناه تركضان على الاسطر بدهشة وألم فقد كانت فحوى الرسالة كالآتي: ادهم، انا مش عاوزاك تفتكر اني بهرب منك او من حبي ليك.

او إني عاوزة اعاقبك او انتقم منك علشان كدا اختفيت بالصورة دي، لأ. ابدا، الحاجة الوحيدة اللي انا متأكدة منها وعاوزاك تتأكد منها انِّي بحبك، بحبك اووي يا ادهم، ومش ندمانه على أي حاجه، بالعكس انا فخورة اني بئيت مراتك فعلا عارف ليه؟ لأن حتى لو مكملناش مع بعض لأي سبب فيكفيني اني كنت مراتك.
مرات ادهم شمس الدين، وعمري ما هكون غير لأدهم شمس الدين.
حبي ليك دا شيء مافيهوش فصال.
لكن تقول ايه ف قلبي؟

قلبي اتجرح جامد منك اووي يا ادهم، مش هرجع اعيد واقول السبب لأنك عارفه وانا قلته اكتر من مرة، لكن المشكلة انى ماخدتش وقت علشان انسى واسامح، المشكلة انى ماحسيتش انى صفيت خلاص بجد من جوه، عارف انا من النوع اللي بحب وبسامح ومهما عملت فيَّا مش باخد في بالي.

لكن، لما بتجرح اوووي من اللي بحبه على أد ما كنت بسامح وانسى خلاص بقف، بقول ستوب لغاية كدا، واللي حواليا يستغربوا انى عديّت الأكتر من كدا ازاي مش قادرة تعديها المرة دي اقولهم علشان على اد الحب بيكون الجرح يمكن الحاجات اللي عديتها في نظركم جامده بس عندي تافهه لانها ماتمسش صلب علاقتنا لكن لما اتجرح اوووي من انسان بحبه اوووي للاسف مش بقدر اصفى بسهولة، تقدر تقولي انت ادتني وقتي علشان اصفى وانسى واسامح؟ لأ. لا ياادهم انت استعجلتني، استعجلتني في الجواز على امل اننا لما نكون في بيت واحد اكيد كل شيء هيتصلح، انا لما طلبت منك ان جوازنا يكون على الورق بس دا مش عقاب ولا بنتقم منك ولا حاجه.

لأ، انا كنت عاوزة آخد وقتي علشان لما اكون لك يبقى قلبي صافي بجد، ومش معنى كلامي انى ندمت لما بئيت مراتك بجد.
لأ، انا مش ندمانه ابدا.
وانا مش بهرب، انا ببعد! انا ببعد شوية يا ادهم عاوزة اعيد ترتيب اوراقي تاني، عاوزة اعمل مصارحة ومصالحة مع نفسي وصدقني انا هرجع، هرجع لما قلبي وعقلي يتصالحوا ويتفقوا سوا، طلبي منك انك تسيبني اخد وقتي انا عارفة انك متضايق ومتعصب انى عملت كدا.

بس انا لو كنت قلت لك عمرك ما كنت هتوافق.
وانا محتاجه اقعد مع نفسي وآخد القرار اللي يريحنى من غير أي وسيلة ضغط، أدهم آخر حاجه عاوزة اقولهالك وارجوك تصدقني، انا فعلا بحبك.

ومهما حصل انت هتفضل فارس احلامي، ولغاية لما نشوف نهاية حدوتنا هتكون ايه ارجوك ماتحاولش تدور عليَّا، ما تضغطش عليَّا يا ادهم، سيبني آخد قراري براحتي، ريتاج، انزل ادهم الورقة وقال وعينيه تبرقان بالعزم والاصرار: وانا مش هسيبك يا ريتاج، عاوزة وقت خدي كل الوقت اللي انت عاوزاه بس وانت معايا وقدام عيني!

وقام متجها الى الخزانة مخرجا ثيابا له وفتح الجزء الخاص بريتاج ليجدها وقد اخذت بعض الثياب وليس كلها، امسك ثوبا لها ودفن راسه فيه ليتشمم رائحته ثم رفع راسه وقال بقوة: هترجعي ياريتاج.
هترجعي.
واتجه الى الحمام للاغتسال وارتداء ثيابه.

نزل ادهم الى الطابق السفلي وهو لا يعلم ماعساه ان يبرر غياب ريتاج لسعاد وكيف ستتلقى هذه المفاجأة، ولكن المفاجأة كانت من نصيبه هو عندما طرق باب حجرة سعاد ولم يسمع ردا ففتح الغرفة ليشاهد الفراش مرتبا، قطب قليلا ولكنه قال في نفسه لابد انها مع والدته جالستان في الحديقة ولكنه سمع صوتا يأتيه من خلفه يقول بنبرة هادئة: مش موجودة، التفت ناظرا الى والدته وهو يردد: مش موجودة؟

قالت كوثر بنبرة هادئة يغلفها الحزن: مشيت مع ريتاج من الصبح بدري، وبلغتني اقولك انك مهما حصل هتفضل ابنها اللي كانت تتمنى يكون من لحمها ودمها فعلا!
اغمض ادهم عينيه بشدة وسمع سؤال كوثر وهي تقول بصوت متأثر: ايه اللي حصل يا ادهم؟ انت زعلت انت وتاج؟ انتو يابني مالحقتوش انتو متجوزين من اسبوعين تقريبا.

حتى لو زعلتم سوا ماتوصلش انها تمشي لا ومش بس كدا دي تقريبا صارحت مامتها لاني لاقيت ان سعاد مصرة اكتر منها انهم يمشوا وعلى أد ما كنت خايفه على سعاد علشان صحتها على أد ما اندهشت للثبات اللى كانت فيه.
كانت بتتكلم بقوة.
تقريبا تاج عرفت تتكلم معاها من غير ما تخليها تنفعل واقنعتها بالقرار اللي اخدته، ممكن تريح قلبي وتقولي ايه اللي حصل خلاّ تاج تقرر تسيب البيت؟

نظر ادهم الى والدته وقال بقوة وهو يهم بالابتعاد: هترجع يا ماما، تاج هترجع.
مش هسمح لها انها تبعد عني ابدا، وخرج سريعا ليفتش عن متمردته الحسناء!..

ايوة يا محمود انت فين؟ المصنع؟ لا بص عاوزك تقابلني عند بيت مها.
اه راندا معايا ورايحين لها، لما تحصلنا هتعرف عاوزين مها في ايه ماتتأخرش انت بس، اغلق ادهم الهاتف فنظرت اليه راندا بينما هو مُركِّز وبشدة على الطريق، قالت راندا بصوت هادئ يحمل نبرة الحزن: طيب وانت كلمت محمود ليه يا ابيه ما انا معاك واحنا رايحين لمها ولو عارفة حاجه هتقول لنا.

قال ادهم بعد ان القى اليها بنظرة خاطفة قبل ان يعيد انتباهه الى الطريق وكان قد صمم ان يقود السيارة بنفسه ليستطيع التنقل بحرية اكثر: مها ممكن تكون عارفة حاجه وتاج موصياها ماتقولش لكن لو محمود موجود هيقدر يقنعها انها تقول لنا...

وصلا الى منزل مها وبعد ان دخلا وسلما على امها وابيها تركا مها مع راندا وادهم مستأذنين بالانصراف بعد ان لاحظا ان الموضوع الذي جاءا من اجله ذو اهمية كبيرة نظرا للتعابير المرتسمة على وجوههما من قلق وترقب...

مها انت تقريبا صاحبتها الوحيدة، يعني اكيد تاج كلمتك قبل ما تمشي، قالت لك راحت فين؟
نظرت مها الى راندا التي كانت تسألها وصوتها يحمل نبرة الترجي واشاحت بنظرها سريعا وهي تقول: ما هي صاحبتك انت كمان يا راندا مش انا بس يعني، وقفت راندا امامها وقالت بجدية: بس انت غير يا مها.
فاكرة ايام ازمتها مع اللي اسمه سامح دا؟ انت الوحيدة اللي كنت عارفة ومنها هي شخصيًّا.

ارجوك يا مها لو تعرفي حاجه قوليلنا، قال ادهم بهدوء: مها لازم تتأكدي ان مش ممكن اتخلى عن ريتاج ابدا، عاوزة وقت علشان تاخد قرارها اوك انا موافق بس من غير ما تلغيني من حياتها، حقي كزوج انها تاخد رأيي في القرار اللي هتاخده.

انا مش معترض على حقها في التفكير والاختيار انا اعتراضي انها تلغيني وتلغي دوري كزوج، لازم اعرف مكانها وصدقيني مش هضغط عليها هسيبها براحتها بس على الاقل اكون مطمن عليها، مها لو عارفة تاج فين قولي لادهم يا مها ، قالها محمود بجدية ووقف بجوارها، جاءت والدة مها السيِّدة أُلفت وقالت بهدوء: معلهش اسمحوا لي انا سمعت انك بتسأل مها عن تاج صح يا أ. ادهم؟
شهقت مها والتفتت الى امها ونادتها معترضة: ماما!

نظرت اليها والدتها وقالت بجدية: حقه يا بنتي.
جوزها ومن حقه انه يطمن عليها واللي انا مستغرباله ان سعاد توافق تاج على اللي هيا عملته دا؟
قالت مها بخفوت: ماتظلميش طنط سعاد يا ماما ماكانش في ايدها حاجه.
يا كدا يا اما تاج كانت هتبعد لوحدها وانت عارفة طنط سعاد ماتقدرش تبعد عن تاج، قال ادهم بلهفة: طيب هي فين يا مها ها؟
قالت له وعينيها تنظران اليه بضراعه وصوتها مليء بالترجي: احلف لك انى معرفش.

هي كل اللي قالته ليا لما كلمتنى انها لازم تبعد علشان هي حاسة انها مشوشة ومش قادرة تفكر كويس ولازم توصل لقرار بعيد عن أي ضغوط او انفعالات.
زفر ادهم بحنق وقال بقوة: يعني الارض انشقت وبلعتها هتكون راحت فين بس؟!..

تسلم ايديكي يا ابتسام معلهش الشاليه بئالو فترة مقفول علشان كدا تلاقيه مليان تراب.

ابتسمت ابتسام وسعلت قليلا قبل ان تجيب سعاد: لا يا سعاد هانم ما الست ريتاج بردو ايدها في ايدي ماعملتش لوحدي وبعدين كفاية انكم رجعتم تنوروا تاني انا مع اننا في البيت ما كانش ناقصنا حاجه ومرتبنا انا وحسين جوزى بيوصلنا اول كل شهر دا غير السواق بتاع سي ادهم الله يستره كل شهر جايب لنا التموين بتاع البيت من كله بس بردو كان ليكم شوقه جامده اووي، وبعدين كفاية منظر البحر حد يطول القاعده الجميلة دي الغردقة بحرها تحفة يسحر، أومأت سعاد مبتسمة فانصرفت ابتسام لتحضير الطعام في حين اتت ريتاج وجلست على المقعد بجوار والدتها على الشرفة المطلة على البحر وقالت وهي تغمض عينيها مستنشقة وبعمق هواء البحر العليل: امممم، الله، شوية هوا تحفه بجد، ثم فتحت عينيها واكملت: سبحان من خلق وصور.

البحر جميل وزرقته ماحصلتش، ابتسمت سعاد ثم قالت بهدوء: اهم حاجه ان اعصابك ترتاح حبيبتي، نظرت اليها ريتاج وقالت بابتسامة: الحمدلله يا ماما الحمدلله، قالت سعاد بهدوء: بصي يا تاج انا مش هتكلم معاكى في الموضوع دا كتير زي ما وعدتك بالظبط وهسيبك توصلي للقرار اللي يريحك لوحدك من غير أي ضغط مني بس يا بنتي انت ليكي عليَّا حق النصيحة علشان اكون بريت ذمتى قدام ربنا.

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد، قالت ريتاج وهي تنظر الى امها باهتمام: اتفضلي يا ماما، قالت سعاد: زي ما انت عاوزة توصلي لقرار من غير ضغط وبتقولي ادهم ما اداكيش مساحه انك تتصالحي مع نفسك علشانه واستعجل جوازكم من غير ما يستنى لغاية ما انت تنسي وتسامحي انت عملت نفس الغلطة دي الاول يبقى ليه تستغربيها من ادهم!

نظرت اليها ريتاج بتساؤل فتابعت سعاد: حبيبتي انت كمان ما ادتيش ادهم فرصة انه يسألك هو ماكانش شاكك فيكي أد ما كان فيه أسئلة محيراه وعاوز اجابتها ودا حقه يا تاج.
حبيبتي انا مش بلومك او في صفه ضدك انت بنتي انا وانت عارفة انى مش هرضى عليك أي حاجه تضايقك.
بس انت غلطت يا تاج، قالت ريتاج مندهشة: انا يا ماما.
انا بردو اللي غلطت؟
قالت امها بابتسامة صغيرة: ايوة حبيبتي غلطت.

غلطت لما خبيتي عليه من البداية موضوع اللي اسمه سامح دا وتهديده ليكي وملاحقته ليكي.
ماتقوليش انه علشان بيغير لأ. اي راجل عنده نخوة بيغير على مراته حتى لو مش بيحبها مابالك بأدهم اللي مش بس بيحبك لا.
دا مجنون بيكي! َ!

وتابعت: فاكرة يا تاج لما وقعت اول مرة وصممت انكم تكتبوا الكتاب قبل ما اعمل العملية يومها قلت لك تسيبيني لوحدي مع ادهم، كنت عاوزة أتأكد من مشاعره ناحيتك، مش انا الأم اللي تفرض بنتها على أي حد حتى لو كان انسان محترم ويقدر المسؤولية وموثوق فيه زي ادهم، كنت لازم اتأكد انه بيحبك او على الاقل فيه جواه من ناحيتك مشاعر معينه خصوصا واني كنت ملاحظة انه طول ما انت موجودة معاه في أي مكان عينه مش بتترفع من عليكي.

علشان كدا سألته سؤاال واحد بس قولتله: بتحبها؟
رد عليَّا بكل قوة وقال: كلمة حب دي قليلة اووي على مشاعري ناحيتها.
انا مش لاقي كلمة توصف احساسي ناحيتها بالظبط.
ساعتها ابتسمت وقلت له: مبروك يا جوز بنتي!

تابعت سعاد بينما ريتاج غامت عيناها بدموع لم تسمح لها بالنزول: السعادة اللي شوفتها في عينيه لما كتبتم الكتاب واللي شوفتها نفسها في عينيكي خليتني اطمنت انى ماقاسيتش عليكي ولا اجبرتك على شيء انت مش عاوزاه، لكن انا هديكي الوقت اللي انت عاوزاه بس زي ما قلت لك علشان قرارك يكون عادل لازم تحطي نفسك مكان ادهم.

ادهم غلط انا مش بعفيه من الغلط بس عذره انه عاشق غيور اتجنن في لحظة لما لاقى اسمك مرتبط بإسم ندل زي سامح دا، عاوز يطمن مش يتأكد، يعرف السبب اللي خلاكي خبيتي عليه وماتنسيش انه وقف جنبك وماسابكيش واحد تانى كان عمل بأصله بس اول ما المحنة عدت على خير كان سابك بعدها لكن هو ماسابكيش يا تاج لأنه بيحبك بجد.

انا مش طالبه منك غير حاجه واحده بس، وانت بتاخدي قرارك حطي في بالك كويس اووي ان الحب الحقيقي مش بييجي غير مرة واحده بس في العمر ولو سبتيه يضيع منك هتندمي عمرك كله لأنك مش هتعرفي تعوضيه، الحب الحقيقي عملة نادرة اووي في الزمن دا يا تاج، فكري في كلامي كويس يا تاج، ربنا يهديكي يا بنتي...

مر اسبوع ولم يعلم ادهم أي اخبار عن ريتاج وما جعله يرتاب اكثر ان ابتسام وزوجها غير موجوديْن في منزل ريتاج عندما ذهب لسؤال مها مر على منزل ريتاج ليسأل ابتسام ان كانت قد شاهدتها فلم يجد أحدا بالمنزل مما جعله يتأكد ان ابتسام وزوجها برفقة ريتاج وامها ولكن السؤال هو أين؟ كما انه لايزال غير مصدق تماما ان مها لا تعلم شيئا عن ريتاج.

قد تكون ريتاج اخفت مكان وجودها عن مها ولكنه شبه متأكد ان ريتاج تحادثها بصورة مستمرة وان اخبار ريتاج لدى مها أولا بأول، ولذلك فقد سمح لنفسه بأن يقوم بفعل شيء لم يجد مناص منه فهو قد اعطى كلمته لمها انه يريد الاطمئنان عن ريتاج فقط وسيدعها حتى تقرر هي بمفردها ماذا تريد ولكن مها لم تسمع له فقرر ان يلجأ الى احدى السبل لمعرفة مكان ريتاج...

هي دي المكالمات اللي وصلت للرقم اللي حضرتك بلغتني بيه ، تناول ادهم الورقة المسجل بها تتبع المكالمات لمحمول مها وشكر الموظف قائلا: متشكر جدا يا شكري.
قال المدعو شكري وهو يتأهب للانصراف من مكتب ادهم في المنزل حيث ذهب اليه لاعطاؤه البيانات التي طلبها: الشكر لله يا فندم حضرتك جمايلك مغرقاني وربنا يسهل وتقدر توصل للموظف اللي بيخرج اسرار الشركة.

ويارب المعلومات دي تنفعك انك تعرف تاخد حقك منه اللي مراعاش ربنا في اكل عيشه يستاهل أي حاجه تعملها فيه.
ابتسم ادهم وصافح شكري قائلا: اكيد يا شكري وكويس انك بتشتغل في نفس الشركة اللي تابع ليها الخط بتاعه وعرفت تجيب لي كشف بالمكالمات اللي حصلت في الفترة اللي انا شاكك فيها علشان لما امسكه يبقى معايا الدليل القاطع!

كان ادهم قد شرح لشكري انه يريد هذا الكشف لشكه في احد الموظفين لديه انه يسرب معلومات عن الشركة للمنافسين وأملى شكري رقم مها على انه رقم الموظف المزعوم وعن طريق تتبع المكالمات في الفترة التي اختفت فيها ريتاج سيستطيع الوصول اليها بعد ان القت شريحتها واستبدلتها بأخرى كي لا يستطع الوصول اليها!..

ماما انا خارجه اتمشى ع البحر شوية ، اجابتها امها من الداخل: ماشي يا تاج.
ما تتأخريش يا حبيبتي، ، انطلقت ريتاج لتسير قليلا على شاطئ البحر كما اعتادت قبيل الغروب يوميا فهى تعشق منظر الشمس لحظة غروبها، وقفت امام البحر ملتفة بشالها وشعرا المنفلت يتطاير حولها وقد اغمضت عينيها تستمع لهمس الموج عندما طرق سمعها همس آخر يقول: انا مش نبَّهت عليكِ كتير قبل كدا انك ماتفرديش شعرك خالص وانت برَّه البيت!

شهقت ملتاعه والتفتت لترى ادهم واقفا خلفها تماما، اغمضت عينيها وفتحتهما اكثر من مرة لتتأكد ان كان ما تراه امامها هلاوس بصرية نسجه خيالها المشتاق لرؤيته أم انه امامها بحق!
قالت اسمه بخفوت: ادهم!
تنفس عاليا قبل ان يقول بهمس وهو يضع يديه على كتفيها وبسمة حانية تزين وجهه: وحشني اسمي اووي من بين شفايفك.
اضطربت قليلا واشاحت بعينيها وهي تقول: انت، انت عرفت طريقي منين؟

قال مبتسما: اللي يسأل مايتوهش ولو اني المفروض كنت اوصلك من زمان لو كنت فكرت كويس من الاول، انت سبأ وقولتيلي ان عندكم شاليه في الغردقة بس للأسف راح من بالي خالص لكن المهم اني وصلت في الاخر، قالت له وهي تحاول ابعاد يديه عن كتفيها: ماكانش له لزوم انك تتعب نفسك وتيجي يا ادهم.
انا قلت لك انا هرجع بس في الوقت اللي يناسبني!
قال لها بهدوء: وانا مش معارض عاوزة تقعدي هنا براحتك، بس وانت معايا تحت عيني!

رفعت نظرها اليه وقطبت قائلة: يعني ايه؟ مش فاهمه؟
قال لها وهو يقرب وجهه منها واضعا عينيه في عينيها: يعني يا زوجتى المصون رجلي على رجلك عاوزة تقعدي هنا وماله حقك نقعد سوا في الحتة اللي تعجبك أظن انا كمان حقي انى اكون مطمن على مراتي، وانت لغاية دلوقتي مسؤولة مني ولغاية ما توصلي لقرارك انا هقوم بمسؤوليتي كاملة!

شهقت ريتاج ثم افلتت منه بصعوبة وغادرت مسرعه بينما لحقها ادهم على مهل مبتسما لرؤيته علامات الحنق والغضب مرسوما على وجهها وقد زادت وجهها فتنة وجمالا ثم ما لبث ان كشر عند رؤيته لمجموعه شباب واقفين في جانب الطريق قاموا بإطلاق صافرات الغزل لدى اقتراب ريتاج منهم والتي لم تلتفت اليهم فقد كان بالها مشغولا بمن يلحقها بينما اسرع ادهم خطاه حتى وصل اليها وهتف بها بحدة جعلتها تقف: ريتاج!

ثم سار حتى وصل اليها ومال عليها هامسا بغضب قوي: اربطي شعرك ويكون بعد كدا الاقيكي فاكاه يا ريتاج!
نظرت اليه بدهشة ثم انتبهت لمجموعه الشباب اللذين كانوا ينظرون اليهما ويلقون بعبارات الغزل البذيئة على مسامعهما، امسك ادهم بمرفقها وسار معها متجاهلا الشباب الواقف وعباراته البذيئة وإذ بأحد الشباب يتجه ناحيتهما وهو يقول بطريقة سمجة: اللاه، انت هتاخد الموززة لوحدك ولا ايه؟ دا حتى اللي ياكل لوحده يزور!

نظر اليه ادهم شزرا وقال له: ابعد احسن لك لو خايف على نفسك!
قال له بسخرية: لا خوفتني، ثم دفع ادهم في كتفه دفعة خفيفة وهو يقول: ابعد انت بدل ما تتعور!
قال ادهم وهو يزيح ريتاج وراء ظهره بينما هي تقاومه تريد ان تجعل هذا الشخص الماثل امامهما ان يبتلع لسانه وقال ادهم: لآخر مرة اشتري عمرك وامشي من هنا!
كتف الشاب ذراعيه وقال: ولو مامشيتش هتعمل ايه يعني؟

حرك ادهم رأسه يمينا ويسارا وهو يقول بهدوء: لا حول ولا قوة الا بالله بس انت اللى اخترت، وما ان هم الشاب بالتفوه بكلمة اخرى حتى نزلت قبضة ادهم كالصاعقة على وجهه جعلت انفه ينزف واسنانه الامامية تسقط وقد وقع على وجهه على الاسفلت، ركض اليه اصدقاؤه الاخرين وساعدوه على الوقوف على قدميه ثم تقدم اثنان منهما ناحية ادهم وهما يقولان: انت اد اللي انت عملته دا يا كاباتن؟

ومالبث ان رفع احدهما قدمه بركله سريعه مباغته لوجه ادهم الذي تفاداها في اخر لحظة لتأتيه ركلة اخرى من الجانب الاخر تصيبه في وجهه فصرخت ريتاج ثم كشرت عن انيابها بينما ادهم يزأر بها ان تبتعد ولكنها لم تستمع اليه وبدلا من ذلك وقفت بجواره وهي تشير الى احد الشابين وهي تقول بقوة: تعالى يا موززز انت وهو تعالى وريني نفسك، ابتسم احدهما بسخرية وقال بسماجه: اموت انا في القطة اللي بتخربش، واقترب منها واذ بصاعقة تناله في وجهه وينقض عليه لكمات على وجهه مصوبة اليه من ادهم وقال لريتاج: خلي بالك من الكلب التاني، كانوا 4 شباب احدهما ظل مع صاحبهما الاول والاثنان الاخريين يتعاركان مع ريتاج وادهم، عندما لاحظ صديقهما الرابع ان صديقيه قد ينتهيان بفعل الضربات القوية الموجهة اليهما من ادهم وريتاج الاول بقبضته الدامية والثانية بركلاتها القوية في وجههما حتى سارع لنجدة صديقيه، شاهدت ريتاج نصلا يلمع متجها الى قلب ادهم قبل ان تركض عليه وهي تصرخ بإسمه عاليا وتطوقه بذراعيها بكل قوتها لدرجة أفزعته: أدهاااااام!

لتسقط بين ذراعيها مضرَّجة بدمائها وقد غُرز النصل في كتفها من الخلف وصرخ ادهم بينما ركض الشباب بعيدا: تااااج! ثم قال ودموعه تغلبه: ليه يا تاج ليه؟
قالت بصوت متقطع: انت قلت.
قلت لي مرة قبل.
قبل كدا انى اغلى.
وابتلعت ريقها بصعوبة مكملة: اغلى حاجه في حياتك.
وانت.
انت كل حياتي يا ادهم، وما ان همت بأن تغمض عينيها حتى هزَّها ادهم بقوة وهو يقول: لا فتحي عينيكي يا تاج.

فتحي عينيكي، ماتسيبينيش يا تاجي ماتسيبينيش، نظرت اليه قائلة بابتسامة صغيرة: عارف، احلى حاجه ايه؟ انى هموووت بين ايديك.
وان صورتك آخر صورة هقفل عليها عينيا.
سامحني يا ادهم.
انا، بحب، بحبك.
اوووي!
واغمضت عينيها والابتسامة تعلو محياها بينما حضنها ادهم بكل قواه وهو يصرخ عاليا: ريتاج لاااااااااااااااااااااااا!

هل انتهت فعلا متمردتنا الصغيرة بين ذراعي مروّضها؟ تابعوني في الحلقات الاخيرة من المتمردة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة