قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الأول

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الأول

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الأول

دخلت حيث والدتها جالسة في منتصف الفراش وقد غامت عيناها بدموع حزينة شاردة في الصورة التي بين يديها الموضوعه في اطار فضي وهي تتأمل الملامح التي عاشت معها لأكثر من 24 عاما، جلست بجانبها محيطة كتفيها بذراعها مربتة عليها وهي تمد يدها لتتناول منها الصورة قائلة بصوت ثابت رغم نبرة الحزن التي تتخلله رغما عن صاحبته: ماما انت بكدا بتعذبيه يا ماما، ادعيله بالرحمة واقري له قرآن لكن كدا غلط، اللي انت بعتمليه في نفسك دا غلط، اسبوعين لغاية دلوقتي وانت مش بتخرجي من اودتك غير على اد الناس اللي بتيجي تعزّي وبس لا أكل ولا شرب وانت بتاخدى دوا ضغط يعني لازم تاخدى بالك من صحتك اكتر من كدا!

ابتسمت الأم ابتسامة حزينة وقد تشبثت بالصورة رافضة ان تعطيها ايّاها وقالت بصوت باك: صحتي! انا خلاص يا بنتي ماعادشي في حاجه تخليني عاوزة اعيش علشانها! مراد خد كل حاجه معاه، الدنيا كلها ماعادلهاش طعم من غيره، اخد بالي من صحتي علشان خاطر مين؟

قالت الفتاة بقوة: علشاني! انت مش شايفاني سبب يستحق انك تاخدى بالك من نفسك علشانه؟ عاوزة تسيبيني انت كمان؟ انت عارفة انى ماليش حد بعد بابا الا انت ولو بعد الشر جرالك حاجه انا اعيش ازاي من غيركم؟

نظرت اليها والدتها وقالت بنبرة حزينة وابتسامة حزينة: الله يرحمه باباكى لما عرفنا انى ماينفعش اجيب اطفال تانى بعد ما ولدتك عرضت عليه انه يتجوز خصوصا انه كان نفسه في ولد أووي لكن هو رفض وقالي انك عنده بالدنيا كلها وقالي انه هيربيك احسن من اي ولد، وبعدين هو فعلا ربّاكي احسن من اي ولد وطلعت جامدة وقويّة يا حبيبتي حتى في الظروف دي بدل ما انا اللي اقف جنبك واصبرك لأ. انت اللي بتصبريني وبتحاولى تخليني اكون قوية انا مش خايفة عليكي يا، ريتاج!

ابتسمت ريتاج قليلا وقالت وهي تتناول منها الصورة بعد ممانعه بسيطة واضعه اياها جانبا وقالت: طالما انا بنت بابا وانه ربّاني اجدع من اي ولد يبقى انا راجل البيت من هنا ورايح والكلمة اللي اقولها لازم تتسمع وعلشان كدا بقولك قومي يا سعاد هانم اغسلي وشّك لغاية ما اقول ل ابتسام تحضّر لنا شوية ساندوتشات كدا خفيفة ناكلها مع كوبايتين شاي ايه رايك بأه يا ست الكل؟

وضعت امها يديها حول وجهها ونظرت الى ابنتها ذات العينين العسليتين والبشرة القمحية اللون والغمازة التي في خدّها الايمن التي تنير وجهها عند ضحكها وشعرها الكستنائي اللون الشئ الوحيد الذي استطاعت فرض رغبتها فيه بعدم قصّه بتاتا فاصبح يصل الى ركبتيها ولكن ابنتها عمدت الى عكصه دائما بشكل كعكة وارتداء قبعة البيسبول فوقه لمداراته ولولا انها اجبرتها ان تعدها بعدم قصّه لكانت الان قد قامت بقصّه الى اقصر تسريحة ممكنه افاقت من شرودها في وجه ابنتها لدى رؤيتها لنظرة الاستفهام في عينيها و ابتسمت وسط دموعها وقالت: رأيي انك اجدع راجل بيت وربنا ما يحرمني منك ابدا يا حبيبتي يا رب...

تركت ريتاج والدتها لتغتسل وذهبت الى ابتسام في المطبخ وطلبت منها اعداد بعض الشطائر الخفيفة مع كوبين من الشاي بالنعناع وتركتها وذهبت الى غرفة المكتب حيث اخبرتها ان توافيها بصينيه العشاء هناك...

اثناء تناولهما الشطائر كانت ريتاج منهمكة بتفحص بعض الاوراق وهي ممسكة القلم بيد وتاكل شطيرتها بيدها الاخرى، اشفقت عليها والدتها وقالت لها بابتسامة خفيفة: ريتاج حبيبتي كُلي الاول وبعدين ابقي بصي على الورق دا براحتك، مش هيطير الورق دا!

تناولت ريتاج كوب الشاي الزجاجي من على الصينيه الموضوعه على الطاولة الصغيرة امامها وارتشفت منه قليلا مغمضة عينيها متذوقة للشاي بالنعناع الذي تعشقه كما عوّدها والدها ثم وضعت الكوب جانبا ونظرت الى امها وقالت بابتسامة خفيفة: انت ناسية يا ماما ان انا اللي بئيت مسؤولة عن الشركة والمصنع دلوقتى؟ لازم اثبت ان بنت مراد شاكر صاحب اكبر شركة لاستيراد وتصدير قطع غيار العربيّات في الشرق الاوسط قادرة انها تسد مكان باباها، تصدقي يا ماما انا دلوقتي عرفت ليه بابا كان مصمم اني ادرس سياسة واقتصاد لما اخدت ثانوية عامة بمجموع كبير وكان نفسي ادرس هندسة ميكانيكا قالي كلمة عمري ما نسيتها قالي الميكانيكا دي صنعه ممكن تتعلميها لكن الاقتصاد علم لازم تدرسيه! وعلشان اعرف ادير الشركة والمصنع من بعده لازم اتعلم اقتصاد صح وبالنسبة للميكانيكا فأنا مش محتاجه وفعلا انا من وعمرى 4 سنين وانا بأروح مع بابا المصنع وعم توفيق هو اللي علّمني على الماكن اللي في المصنع كان اشطر اسطى اى ماكينة تتعطل كانت مش بتاخد معاه حاجه ويصلحها على طول تمام زى الدكتور الشاطر اللي اول ما يحط ايده على العيان يعرف هو عنده ايه ويكتب له العلاج الصح.

وبعدين روحت ل عم زكى اللي كان مسؤول تصليح عربيّات المصنع والشركة واسطى مافيش زيّه في الميكانيكا واتعلمت على ايديه كل حاجه لدرجة انى عشقت الميكانيكا وكنت عاوزة ادرسها وكان عم زكي دايما يضحك معايا ويقولي مين دا اللي هيدرسهالك وانت تعرفي فيها احسن من احسنها استاذ جامعه ولا باشمهندس كبير كمان.

وفعلا الاقتصاد اللي انا درسته واتخرجت من الكلية بامتياز مع مرتبة الشرف خلاّ دكاترتي في الكلية يستعجبوا لما رفضت انى اتعين معيدة في الجامعه الدراسة فادتنى كتير ولما بابا شغلني معاه في الشركة من وانا في اولى كلية وابتديت السلم من اوله بتمرن في قسم الحسابات شوية وبعدين العلاقات العامة شوية وماسابشي قسم لا في الشركة ولا المصنع الا ودربني فيه كان دايما يقولي انت سندي و سند مامتك من بعدي!

ابتسمت امها ابتسامة حزينة وغامت عيناها للذكريات التي تدفقت من كلام ابنتها وقالت: كنت كل ما الاقيه بياخدك معاه الشغل حتى في الاجازة مش بيسيبك ولا ايام الدراسة وانت في المدرسة كنت تروحى معاه تحلّي هناك الواجب وتقعدى معاه كنت الومه واعاتبه واقوله حرام عليك سيبها تعيش طفولتها هي مش بتلعب زي العيال ولا بتتنطط ولا كأنها طفلة زيّهم كان يقولي ريتاج بنتي مش زي اي طفلة ريتاج هي السند في ايامي الجاية، هي عكازي اللي هتعكز عليه لما اكبر، هي سندك يا سعاد من بعدي، هي ابني اللي ربنا شاء انى ما اخلفوش وعوضنى عنه ببنت مليانه حنية البنات وقوة وصلابة الرجال يبقى دا فضل كبير من ربنا ولا لأ؟

حتى لما عاتبته على اسمك انه غريب ونادر اووي قالي بالحرف الواحد وهو شايلك بيبص في وشك ويبوسك بكل الحب وبيضحك: اسمها نادر لانها هي كمان نادرة!
ابتسمت ريتاج ابتسامة ضعيفة وقالت تريد اخراج والدتها مما هي فيه: الله يرحمه.

علشان كدا ياماما الذكريات دي كنز، بابا سابنا بجسمه لكن روحه معانا الحاجات اللي ربّاني عليها، المُثل والقيم والمبادئ اللي زرعها فيّا ماماتتش عايشة جوايا، بابا عايش جوايا يا ماما، ثم تبسمت بسمة حزينة صغيرة وقالت: تصدقي صحابي في الكلية كانو بيقولو لي ايه؟ كان بيقولولي باباكي ربّاكي وعلّمك يعني ايه رجولة بجد! انت راجل باخلاقك وتصرفاتك وشخصيتك القوية مش بالصوت العالي والخناق، تبسمت امها وفجأة قطع انسجامهما رنين هاتف ريتاج المحمول فرفعته ناظرة الى الرقم وتحدثت بابتسامة خفيفة مرحبة بالمتصل قائلة: اهلا عمو سعيد.

ازي حضرتك.
نعم.
بكرة.
اه طبعا حضرتك تشرف.
لا هنستنى حضرتك، الصبح انا المفروض هفوت ع المصنع ولو عرفت اعدي ع الشركة لو ماقدرتش هخلي الشركة بعد الضهر.
خلاص بكرة ان شاء الله الساعه 5 هنا في البيت حضرتك تاخد قهوتك وتقولنا على اللي انت عاوزه، مع السلامة.

اقفلت الهاتف ونظرت الى امها بتساؤل وقالت: غريبة! عمو سعيد محامي بابا بيقول انه عاوزنا ضروري وبدل ما نروح له المكتب هو يفضل انه ييجي لنا هنا البيت عموما انا عزمته ياخد القهوة معانا بكرة وهنشوف.
ان غدا لناظره قريب...

نزل أدهم السلالم الرخامية متجها الى غرفة الطعام لتناول الافطار وجد والدته كوثر هانم قد سبقته مال على وجنتها مقبلا اياها وجلس في كرسيه ونظر الى الكرسيين الخاليين حول المائدة وقطب قائلا بجدية: راندا و محمود فين؟ لم يكد ينتهى من السؤال حتى اندفعت فتاة في العشرين من عمرها ذات شعر بلون سنابل القمح ووجه بيضاوى وعينين رماديتين وجسد رشيق وقد مالت على وجنته مقبلة اياه وقائلة بمرح: انا هنا اهو يا ابيه، في ميعادي تمام.

ثم جلست على كرسيها الثاني من اليمين بينما ظل الكرسي الاول فارغا فنظر ادهم الى والدته وزفر بضيق ثم قال: هو محمود لسه نايم؟

هربت والدتها بنظراتها منه فهى تعلم مدى جدية ابنها البكر وعدم سماحه للاستهتار بالدخول الى حياتهم فهو من تولى مسؤولية هذا البيت بعد وفاة والده منذ 5 سنوات واخذ على عاتقه النهوض بشركات ومصانع والده وانتشالها من بين يدي الطامعين فيها لظنهم انه لن يكون هناك من يستطيع ان يدير اعمال شمس الدين سالم كما كان يديرها هو حتى جاء ادهم وابهرهم بشخصيته القوية وبحسن تمسكه بمقاليد الامور فأثبت ان هذا الشبل من ذاك الاسد بخلاف اخيه محمود المدلل الذي لا يعلم عن الثروة والنقود سوى صرفها فقط وليس له غاية سوى مصاحبة الفتيات وصرف النقود ببذخ شديد مما جعل ادهم يعطيه الانذار الاخير بأنه ان لم ينجح في السنة الاخيرة له في كلية التجارة –English هذه السنة والتي قد اعادها ل 4 مرات الى الان وهو باستهتاره لا يلق بالا لرغبة اخيه الاكبر ووالدته برؤيته ناجحا ورجلا يعتمد عليه فصمم ادهم على تنفيذ تهديده ان لم ينجح هذه السنه فسوف يقوم باجباره على النزول معه الى العمل وترك مقاعد الدراسة التي يتخذها ذريعه لعدم ذهابه للعمل مع اخيه الاكبر...

نظر ادهم الى راندا شقيقته الصغرى الطالبه بكلية الفنون الجميلة الفرقة الرابعه وقال لها بهدوء: انت ماحاولتيش تصحي محمود يا راندا؟
نظرت اليه وهي تتناول افطارها وقالت بهدوء متجاهلة نظرات امها التي تنذرها الّا تُعلم اخاها بالامر ولكنها ضد طريقة امها في معاملة محمود بهذا الحنان الزائد مما تتسبب في افساده وقالت بلامبالاة: محمود مارجعش من امبارح يا ابيه.
سريره زي ما هو مانامش عليه!

قال ادهم بدهشة ممزوجه بغضب وهو ينظر الى والدته: ايه؟ مارجعش من امبارح؟ هو البيه دا مافيش نهاية لاستهتاره دا ولّا ايه؟ ووجه سؤال الى والدته قائلا: وانت كنت عارفة يا امى بكدا وماقولتليش؟
نظرت والدته الى ابنتها الصغرى بعتاب وقالت محاولة تهدئته: معلهش يا ادهم يمكن كان بيذاكر مع صاحبه ونام عنده!

قال بسخرية: ابنك بيذاكر ونام من تعب المذاكرة؟ انت مصدقة يا امي الكلام اللي انت بتقوليه دا؟ ثم اظلمت عيناه السوداوين بنظرة عميقة وهو يقول متوعدا: حاضر يا محمود، فاكر مش هقدر عليك؟ حااضر.

نظرت والدته بقلق اليه وهي ترى امارات العزم والتصميم على وجهه الاسمر وقد عقد حاجبيه الكثيفين فوق عينين رماديتين تلمعان بنظرة تصميم واباء تعلمها جيدا بينما انعكس ضوء الشمس القادم من خلال النافذة العريضة الى داخل الغرفة على شعره البني الغامق فأضحى يلمع كجناح الغراب في شديد لمعانه وكان لسان حالها يدعو لابنائها فهى لا تريد ان يتشاجرا لانها تعلم تمام العلم ان ابنها البكر من ستكون الغلبة له وان ابنها الاصغر سيزداد احساسه بكره اخاه الاكبر له ومعاملته كأنه مايزال طفلا صغيرا في العاشرة من عمره وليس شابا قارب ال 24 عاما وان كان لايزال على مقاعد الدراسة لم يبرحها بعد!..

ايه، انت بتقول ايه يا عمو سعيد؟ يعني ايه وصي عليا؟ انا عندى 22 سنة ازاي يبقى فيه وصي عليّا؟ ، قفزت ريتاج واقفة وهي تقول هذا الكلام باندفاع وغضب وحاولت امها تهدئتها فزفرت قيلا ثم قالت محاولة الهدوء: انا آسفة يا عمو سعيد لكن حضرتك فاجئتني.
يعني ايه وصي عليا؟

قال لها المحامي ذو ال 55 عاما بهدوء ناظرا اليها من فوق نظارته الطبية داعيا اياها الى الجلوس: طيب ممكن تقعدي علشان اعرف اوضح لك الصورة؟ انتظر حتى جلست ثم تابع قائلا: انت ما استنيتيش اكمل كلامي.
انت عندك 22 سنة يعني عدّيت سن الرشد.
لكن الوصاية على ادارة الشركة والمصنع وعلشان افهمك هبتدي من الاول.

والدك مراد بيه الله يرحمه في بداية حياته العملية كان عنده صديق اكتر من اخ هو شمس الدين سالم شمس كان من عيلة غنية اوي ووالدك كان زميله من اسرة عادية والده موظف حكومى طلع ع المعاش بدرجة مدير عام لكن مراد هو اللي كان دايما واقف جنب شمس، فكر شمس يعمل مشروع مع والدك ولان طبيعة دراسة والدك هندسة ميكانيكا فتح ورشة بفلوس شمس ومجهوده هو.

اشتغل فيها وتعب وابتدى يكبرها وأخد توكيل قطع غيار عربيات لغاية ما المشروع كبر وبدل ما كان النص بالنص مراد بيه الله يرحمه بئى ليه التلتين وشمس بيه التلت وحق الادارة لمراد بيه.

شمس بيه كان عنده مشاريع وشركات كتير تانية فزيّ ما تقولي ما كانش مهتم بدي خصوصا ان صاحب عمره واكتر من اخوه هو اللي بيديرها، قبل ما مراد بيه يموت بشهرين جالى المكتب وطلب مني اعمل وصية ان كل ما يملك باسمك طبعا لانه مالوش اي اقارب غيرك انت ووالدتك وان حق الادارة الشركة بالكامل ليكي بس لما يبقى عمرك 25 سنة كاتبلك التلت بس من الاسهم بتاعته والتلت التاني تحت وصاية شمس الدين سالم لغاية ما تبلغي 25 سنة هتتنقلك الاسهم بشرط انك تثبتي جدارة في ادارة الشركة ووصيّك يوافق على كدا.

قالت ريتاج بحزن: طيب ليه بابا يعمل كدا؟ انا مش لسه بشتغل من يومين انا في الشركة والمصنع من يوم ما فتحت عينيا على الدنيا كانو هما فسحتي لا نادي ولا ملاهي؟

قال المحامي بهدوء: والدك الله يرحمه لما عمل كدا لسببين اول سبب مش لانه مش واثق في شغلك لا خاالص لكن لانه خايف عليكي يسيبك في دنيا رجال الاعمال لواحدك وانت لسه صغيرة مليانه بطموح الشباب واندفاعه، طول ما هو جنبك انت كنت مطمنه لدا لكن هو دلوقتي مش موجود عاوز حد يكون جنبك بحيث تتعلمي منه كويس اووي كل اسرار عالم المال والتجارة وتقدري تقفى لوحدك ويكون شخص موثوق فيه ومش هيلاقي اكتر من اخوه وصاحب عمره يأتمنه على وحيدته والسبب التاني تقدري تقولي رد الجميل لصديق عمره اللي كان السبب في الثروة اللي عملها مراد بيه خصوصا انه اخبارهم انقطعت من اكتر من 5 سنين من بعد آخر مرة شافوا فيها بعض قبل ما شمس يسافر يتعالج بره وكان والدك بيبعت له الارباح السنوية اول بأول لكن الدنيا شغلتهم عن بعض وكان بيطمن عليه من مدير اعماله اللي كان نادر ما بيشوفه لما بييجي الشركة او المصنع فحب انه يقوله انى زيّ ما انت أأتمنتني على مالك انا كمان بأتمنك على بنتي وعلى مالي.

بس للاسف شمس بيه مش هيعرف كدا!
قطبت ريتاج ووالدتها التي تسائلت بدهشة: غريبة ليه يا أ. سعيد مش هيعرف كدا؟
فقال سعيد: لانه اتوفى من اكتر من 5 سنين بعد ماسافر للعلاج بحاجه بسيطة.
قالت ريتاج مستفهمة بدهشة: وبابا معرفش كدا؟ قال المحامي: لا.
عرف قبل ما يموت بفترة بسيطة وصمم على الشرط!
تفاجئت ريتاج وقالت: صمم على الشرط؟ ازاي واللي كان عاوزه وصي اتوفى من زمان؟!

نظر سعيد في الاوراق التي امامه ثم رفع رأسه قائلا بهدوء: الموضوع بسيط، بالعكس كون انه شمس الدين اتوفى وماحدش من ولاده طالب مراد بيه الله يرحمه باي كشوف او اوراق علشان يراجعوا سير العمل السنين اللي فاتت خلاّه مصمم اكتر انه يحاول يرد لهم جزء من ثقتهم دي وعلشان كدا غيّر اسم الوصي من شمس الدين سالم ل أدهم شمس الدين سالم، ابنه الكبير!

ترى ما الذي سيحدث لدى مقابلة ريتاج لوصيّها، هل سيتوافقان ام ستندلع بينهما شرارة التحدي خاصة وان ريتاج ليست كباقي الفتيات فهي مسمى انثى ولكن بصفات وقوة الرجل؟!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة