قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

دلفت سارة الى الحجرة التى فتحها لها آدم تمسك بيد نورسين تستمد منها القوة، نظرت الى الحجرة تتأمل أثاثها الأنيق الهادئ، تساءلت في صمت لماذا لم تتذكر شيئا حتى الآن، كانت تتخيل انها برجوعها للمكان الذى عاشت به لسنوات ستتذكر اى شئ ولكن هذا لم يحدث قط، كل شئ غريب عليها، اغمضت عينيها واخذت نفسا عميقا ثم فتحتهما عندما استمعت الى صوت آدم يقول:.

هسيبك دلوقتى ترتاحى، حاولى تنامى وهبقى ابعتلك دادة سعدية تصحيكى قبل ميعاد العشا. يلا يانور
قالت نورسين في الحاح:
سيبنى يابابى اقعد مع مامى شوية
قال آدم في هدوء حازم:
مينفعش يانور، مامى محتاجة ترتاح
قالت سارة في لهفة:
من فضلك سيبها معايا، لسة شوية على ماانام ولو نمت هنيمها معايا، انا ملحقتش اشبع منها
نظر اليها آدم في دهشة وهو يقول:
متأكدة؟
اومأت برأسها في تأكيد فقال لها:
خلاص مفيش مشكلة.

هللت نورسين في سعادة فابتسم كل من آدم وسارة في حنان ثم تلاقت اعينهم فظلا ينظران الى بعضهما البعض حتى قطع آدم تلك النظرات وهو يتنحنح قائلا:
احمم، اشوفكم بالليل
ثم غادر الحجرة تتابعه عينا سارة في حيرة، ثم انتبهت ليد نورسين التى تضغط على يدها فنظرت اليها مبتسمة وأخذت بيدها الى السرير وجلست عليه واجلستها بجوارها قائلة:
تعالى بقى ياقمر واحكيلى كدة كل حاجة عنك.

ابتسمت نورسين وشرعت تحكى لأمها العديد والعديد من الأشياء وسارة سعيدة بحديثها الذى يخرجها من تفكيرها وأحزانها ولو بشكل مؤقت.

طرق آدم باب الحجرة بهدوء ثم مالبث ان فتح الباب فألجمته الصدمة وهو يرى ذلك المشهد، سارة تنام كالحورية الجميلة يتناثر شعرها على الوساادة في رقة، وتضم صغيرتهم اليها في حنان، اقترب منهم في صمت، كم بدا هذا المشهد رائعا رغم غرابته، فسارة التى يعرفها لم تكن تحب ان تقترب من ابنتهما حتى، سارة التى يعرفها لا تمت للأمومة بصلة، تأملها قليلا، كم هى جميلة حتى في منامها. يوجد بها شئ غريب منذ ان رآها بالمشفى، هالة من البراءة لم تكن سارة تحملها من قبل، فتحت سارة عينيها لتراه فاعتدلت في خجل مما أصابه بالإرتباك لضبطها اياه يتأملها، فتنحنح قائلا:.

احمم انا جيت أصحيكم عشان العشا، خبط ع الباب ومحدش رد
اومأت برأسها قائلة:
هصحى نورسين ونجهز، وهنحصلك
قال آدم:
تمام بس ياريت بسرعة عشان تتعرفى على باقى العيلة.

اومأت سارة برأسها فغادر آدم الحجرة في هدوء وهو يسأل نفسه لم صعد ليوقظ سارة متحججا بانشغال الخادمة؟، كان يخشى الجواب، فكيف ينسى ما فعلته به، كيف يهفو اليها لمجرد احساسه باختلافها فبمجرد ان تعود لها الذاكرة ستعود هى سارة. متبلدة القلب والروح، سارة التى طعنته طعنة نجلاء، نفض عن عقله تلك الافكار لتحتل البرودة ملامحه وهو يذكر نفسه بأنه يجب الا يضعف. يجب.

نزلت سارة وتوجهت الى غرفة الطعام تتبع الاصوات، دلفت الى الحجرة فتعلقت بها العيون، وجد آدم نفسه يتأملها في اعجاب، فرغم انها نفس الملابس التى اعتادت ان تلبسها الا انها الان تبدوا اكثر جمالا عليها، قالت في خجل:
مساء الخير
توجه آدم اليها قائلا:
مساء النور، فين نورسين؟
تلعثمت قائلة:
مرضتش تصحى ونقلتها اوضتها
اومأ برأسه قائلا:
طب تعالى اما اعرفك بباقى العيلة.

امسكت يده وتشبثت به وكأن لا ملجأ لها سواه وتقدمت تجاههم فوجدت فتاة جميلة ذات عينين عسليتين وبشرة رقيقة وشعر بنى ناعم ومسترسل وبجوارها شاب وسيم يشبه كثيرا والدة آدم فله نفس العينين الرماديتين والى جانبهم تلك السيدة حادة الملامح، قال آدم:
دى تبقى كرملة بنت عمى، وآنس اخويا وعمتى عايدة
ابتسمت سارة في خجل قائلة:
تشرفنا.

رأت النفور في عين تلك الكرملة في حين ظلت ملامح آنس جامدة، وهو يومئ لها برأسه، في حين قالت عايدة في سخرية:
آه، اهلا ياحبيبتى
قالت جيدان في هدوء:
مش يلا بقى عشان نتعشى ولا هنفضل واقفين كتير
شعرت سارة بعدم رغبتها في الطعام وقد وقفت غصة بحلقها، تشعر بأنها غير مرغوبة، تود الهروب، فهل يمكنها؟

افاقت من شرودها وهى تلعب في طعامها على صوت كرملة يقول في سخرية:
انتى مش فاكرة حاجة خالص ياسارة؟
اومأت سارة برأسها فاستطردت كرملة قائلة:
مش معقولة يعنى!
كادت سارة ان ترد ولكن آدم سبقها قائلا في حزم:
لأ معقولة ياكرملة الدكتور بيقول الحادثة كانت جامدة وفقدان الذاكرة ده مؤقت، نفسى يعنى. وفى اى وقت ممكن ترجعلها بس من غير ضغط
نظرت اليه عايدة قائلة:
ولما ترجعلها الذاكرة هتهرب برده وتسيبك.

هدر آدم في قوة قائلا:
عمتى، انا حياتى الشخصية خط احمر، ومسمحش لحد يتدخل فيها
صمت الجميع واحست سارة بالدموع تخنقها لذا قالت في هدوء وهى تخفض نظراتها:
بعد اذنكم، انا شبعت
وقامت مغادرة المكان تتبعها الاعين ونهض آدم بدوره قائلا:
وانا كمان شبعت
ثم غادر الغرفة فنظرت جيدان الى عايدة التى قالت في حدة:
ايه ياجيدان بتبصيلى كدة ليه؟
ابنك بيحنلها تانى، لو احنا اللى مش هنفوقه، مين يعنى اللى هيفوقه؟
قالت كرملة في حماس:.

معاكى حق ياماما
نظر اليها آنس قائلا في حدة:
كريمة
نظرت اليه كريمة في غضب قائلة:
قلتلك مليون مرة متقوليش كريمة، انا كرملة
قال آنس في برود:
انتى بالنسبة لى كريمة وبس
جزت على اسنانها غيظا في حين التفت آنس الى عمته قائلا:
لازم تفهمى ياعمتى ان حياة آدم الشخصية طول عمرها ملكه وبس، مبيسمحش لحد يتدخل فيها، فبلاش تستفزيه عشان غضب آدم وحش اوى وانتى عارفاه
نظرت له جيدان قائلة:.

والله قلتلها الكلام ده ومفيش فايدة فيها ياآنس
نظرت لهم عايدة في غيظ قائلة:
انتوا حرين، انا بس خايفة عليه
ثم نهضت وهى تقول لكريمة:
خلصى أكل وتعاليلى الأوضة، عايزاكى
نهضت كريمة قائلة:
انا خلصت خلاص
ثم اتجهوا سويا ليغادروا حجرة الطعام في حين نظر آنس الى أمه في يأس.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة