قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الخامس

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الخامس

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الخامس

كانت سارة تسرع بالصعود لحجرتها وهى تكتم دموعها حتى استوقفتها يد تسحبها بقوة فالتفتت الى صاحب اليد لتجده آدم، نظرت الى عينيه في تساؤل فوجدته يتأمل تلك الدموع الحبيسة في مقلتيها بقلق وهو يقول:
رايحة فين؟
اخفضت نظراتها وهى تشعر بالدهشة لاهتمامه قائلة:
طالعة اوضتى
تنحنح آدم قائلا:
احمم، ممكن متزعليش؟
رفعت عينيها لتقابل عينيه في حيرة فاستطرد قائلا:.

انا مش هقدر ابرر تصرفات اهلى، بس كل اللى اقدر اقوله انهم معذورين، أصل...
وبدا مترددا وهو يقول:
اصل ياسارة انتى ناسية انتى كنتى ايه، وبتتعاملى معاهم ازاى
سقطت دموعها رغما عنها وهى تقول:
يااااه، قد كدة كنت وحشة؟

صمت آدم فأدركت سارة الاجابة فنفضت يده وصعدت الى حجرتها بسرعة ودموعها تنهمر تتبعها اعين آدم الذى أراد التخفيف عنها فزاد الطين بلة، زفر بقوة وهو يخلل شعره بأصابعه ثم اتجه الى خارج المنزل وهو في حيرة من أمره، لماذا يهتم بها بعد كل مافعلته معه؟لمااااذا؟

قلتلك ريحى دماغك ياماما
قالت كريمة تلك العبارة في ضجر فقالت عايدة في حدة:
يعنى ايه اريح دماغى؟يابت اتلحلحى شوية، سارة هتاخده منك تانى، انتى مش شايفة اتنرفز عشانها ازاى؟
قالت كريمة في نفاذ صبر:.

يعنى اعمل ايه ياماما؟طول عمرك بتقوليلى انتى لآدم وآدم ليكى وانا صدقتك ورغم انى محبتهوش بس قلت آدم ابن خالى طيب ومناسب، ولما اتجوز الزفتة دى، قلت خلاص ده نصيب وقبلت بكدة، منكرش انها متستاهلوش بس بقى بينهم طفلة، ولما اختفت السنة اللى فاتت قلت يمكن تبقى دى فرصتى لكن هو فضل مش شايفنى وانا فقت من اوهامى، دلوقتى سارة رجعت وحاساها متغيرة، طب ياستى حتى لو مش طايقاها فده برده مش معناه انى ابقى عايزاه يطلقها، عشان خاطر نورسين حتى، سيبيهم يحاولوا وسيبينى اعيش حياتى بقى.

قالت عايدة في غضب:
الله في سماه، ماأسيبك ابدا، انتى لآدم وآدم ليكى مهما طال الزمن، وانتى لو مبطلتيش الغباء اللى ورثتيه من ابوكى ده، لا انتى بنتى ولا اعرفك
نظرت اليها كريمة في غضب قائلة:
يعنى عايزانى اعمل ايه دلوقتى؟
نظرت اليها عايدة قائلة في خبث:
انا بردوو هقولك تعملى ايه؟اشغليه ياعبيطة وخليكى قدامه علطول، متسيبيش فرصة للعقربة دى تلف عليه من تانى
نظرت اليها كريمة في استسلام قائلة:.

حاضر ياماما هعمل اللى يريحك
ربتت عايدة على كتفها قائلة:
هو ده الكلام ياحبيبتى، ربنا يسعد قلبك وينولك اللى في بالك
قالت كريمة في همس:
قصدك اللى في بالك انتى ياماما
نظرت اليها عايدة قائلة:
بتقولى حاجة ياكرملة؟
قالت كريمة وهى تغادر الحجرة بسرعة:
وانا هقول ايه يعنى، سلام ياماما
وغادرت الحجرة تتبعها عينا عايدة وهى تفكر كيف تجبر سارة على الرحيل من ذلك المنزل، كيف؟

كان آدم يجلس في شرفة حجرته يشرب قهوته ويتابع الأخبار على هاتفه المحمول حين تناهى الى سمعه صوت ضحكات سارة ونورسين فوقف ينظر الى الحديقة حيث وجدهما يلهوان معا بالماء فابتسم في حنان ثم عقد حاجبيه في شرود أفاق منه على يد توضع على كتفه فالتفت ليجد أخاه آنس ينظر اليه قائلا وهو يشير الى سارة:
متغيرة، صح؟
التفت آدم لينظر الى سارة التى تلهو مع نورسين قائلا:
جدا
وقف آنس الى جواره يتابعهم هو أيضا وهو يقول:.

وكأنها واحدة تانية
أومأ آدم برأسه قائلا:
سارة اللى اتجوزتها كانت جميلة آه، لكن من برة بس، بانت حقيقتها لما اتجوزتها، ظهرت انانيتها وجشعها، كرهت كل حاجة فيها، وكرهتها اكتر لما...
شعر آدم بالمرارة في حلقه وهو يستطرد قائلا:
انا كنت فكرت انى خلاص قفلت الصفحة دى من حياتى لغاية لما قريت عن الحادثة
قال آنس:
وبقلبك الكبير مقدرتش تسيبها
زفر آدم قائلا:
وياريتنى سيبتها ياآنس، انا حياتى اتلخبطت من يوم ما شفتها تانى.

نظر اليه آنس قائلا في هدوء:
رجعت تحبها؟
نظر اليه آدم قائلا:
اكتر م الاول، اللى قدامى دى هى اللى كان نفسى فيها بجمالها ورقتها وخجلها، بطيبتها وامومتها
قاطعه آنس قائلا:
مش مهم كل ده المهم انك تكون من جواك مسامحها
هز آدم رأسه نفيا قائلا في حزن:
مش قادر ياآنس، مش قادر أسامحها، مش قادر
عقد آنس حاجبيه قائلا:
بس كدة انت بتعذب نفسك
نظر اليه آدم قائلا وهو يتفحصه:
الظاهر ان عيلة الصياد مكتوب عليها تتعذب في حبها ياآنس.

اخفض آنس عينيه فرفع آدم ذقنه بيده لتتلاقى عيناهما وهو يقول:
انت فاكر انى مش حاسس بيك وقد ايه شايفك بتتعذب
ابتسم آنس في الم قائلا:
ويفيد بإيه، انا حبى من طرف واحد
ابتسم آدم قائلا:
اصبر عليها ياآنس، انت عارف عمتك وزنها،
ثم استطرد في مزاح قائلا:
انا مش فاهم عمتك ليه مش شايفاك وعينيها علية أنا وبس، ده كفاية عينيك دى
ابتسم آنس قائلا في مرارة:.

طول عمرك الكبير بتاعنا ياآدم ده غير الشبه اللى بينك وبين بابا الله يرحمه، ده انت نسخة منه وانت عارف هى كانت بتحبه أد ايه
هز آدم رأسه قائلا في حزن:
ربنا يرحمه ويهديها
قال آنس:
يارب، مقلتليش يا آدم، هتعمل ايه؟
نظر آدم الى سارة وهو يقول:
مش عارف ياآنس، بجد مش عااارف.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة