قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل السادس

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل السادس

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل السادس

كان آدم يتجه لغرفته عندما استوقفته همهمات باكية تأتيه من داخل الغرفة الخاصة بسارة، طرق الباب طرقات خفيفة ولم يأته جواب مما اصابه بالقلق ففتح الباب بهدوء ودلف الى الداخل فرأى سارة نائمة على سريرها تنتفض وكأنها تعانى كابوسا، اقترب من سريرها مناديا اياها بهمس قائلا:
سارة.

لم تستجب لندائه فكرر النداء بصوت اقوى وهو يلاحظ تلك الدموع المتساقطة من عينيها وحبيبات العرق التى تغرق جبينها، اقترب اكثر عندما ازداد انعقاد حاجبيها وظهر على وجهها الألم فهز كتفها بقوة قائلا:
فوقى ياسارة
فتحت سارة عينيها مرة واحدة وكادت ان تصرخ ولكنه كمم فمها بسرعة قائلا:
اهدى ياسارة، انا آدم
نظرت اليه في حيرة ثم نظرت الى ارجاء الغرفة ومن ثم عادت اليه بعينيها فأزال يده وهو يقول:.

انا كنت رايح اوضتى، بس سمعتك بتعيطى فقلت اطمن عليكى، شكله كابوس، صح؟
اومأت برأسها فجلس الى جانب السرير مما أدى الى اضطرابها والذى ازداد وهو يقول:
ينفع تحكيهولى؟
نظرت الى عينيه في تردد قائلة:
أصله غريب، انا نفسى مش فاهماه
قال يستحثها:
طيب قولى، جايز اقدر افسرهولك
تلعثمت قائلة:
كنت يعنى، بتخانق مع، مع،
اومأ برأسه يستحثها على الكلام قائلا:
مع مين؟
نظرت الى عينيه في حيرة قائلة:
مع نفسى
عقد حاجبيه قائلا:
ازاى يعنى؟

هزت كتفيها قائلة:
معرفش، في الحلم كنا اتنين انا ونفسى وكنت بتخانق معاها وبلومها على حاجات انا مش مصدقة انى ممكن اعملها
شرد آدم قليلا يفكر ولكنه افاق على صوتها يقول في تردد:
آدم هو انا، يعنى، كنت ازاى قبل الحادثة؟
نظر اليها للحظات خيل لها فيهم انه لن يجيب خاصة وقد قست ملامحه ولكنه ما لبث ان قال:.

كنتى واحدة تانية خالص غير اللى قدامى دلوقتى، انا مش عارف ازاى ممكن الواحد يتغير 360درجة بالشكل ده، الصراحة، حقيقتك مظهرتش غير بعد الجواز، انسانة انانية ومستهترة ومبيهمكيش حد
استوقفه ظهور الالم في عينيها ولكنها استحثته قائلة:
كمل ياآدم، لو سمحت متخبيش علية حاجة
أخفض نظره عنها فالألم في عينيها يقتله وهو يقول:.

كنت خلاص بدأت افكر في الطلاق بس لما عرفت انك حامل، قلت دى ارادة ربنا ولازم اكمل عشان خاطر الطفل اللى بينا، وقلت يمكن لما تخلفى تتغيرى، لما جبتى نورسين، مع الأسف كنتى أم أسوأ كمان من زوجة، مرضتيش ترضعيها ولا حتى تيجى جنبها واهملتيها، كان اهم حاجة عندك حفلاتك وصاحباتك وانا كان اهم حاجة عندى نورسين، لغاية...
صمت قليلا فاستحثته قائلة في الم:
لغاية ايه ياآدم؟
نظر الى عينيها قائلا في حزن:.

لغاية لما بدأت أشك فيكى، مشيت وراكى وشفتك طالعة شقة، طلعت وراكى وشفته بيفتحلك الباب وبياخدك في حضنه
شهقت سارة فاستطرد آدم قائلا:
الدم غلى في عروقى، اتهجمت عليكم انتم الاتنين وكنت هرتكب جريمة لولا الناس اللى خلصوكم منى، سبتكم ومشيت مش شايف قدامى مفوقتش غير وانا واقف ع الكورنيش ولما رجعت البيت مشفتكيش من يومها ولا عرفت حاجة عنك لغاية ماشفت الخبر في الجرنال
كانت الدموع تنهمر من عينيها وهى تقول في صدمة:.

مش معقول، انا ازاى كنت بالقذارة دى.

اغمض آدم عينيه في الم وتعجب من نفسه وتسائل لماذا وقع في حبها مجددا رغم انه الوحيد الذى يعلم حقيقتها، نعم فهو لم يخبر أحدا قط، لم يستطع ان يشوه صورتها امامهم. ربما من اجل طفلتهما او من اجل كرامته، انه حقا لا يدرى، استمع الى شهقاتها في حزن وتساءل أيضا لم لا يستطيع ان يعامل سارة التى امامه الان على انها سارة الخائنة التى ود في يوم من الايام قتلها، كيف تسللت الى قلبه، كيف سامحها بتلك السهولة، كيف يراها فتاة اخرى لا تشبه زوجته سوى بملامحها، انتبه من شروده على صوتها يقول في حزن:.

انا مش قادرة اصدق انى كنت بالبشاعة دى، انا كنت بحس انى شبه البنت اللى بشوفها في احلامى
عقد حاجبيه قائلا:
بنت ايه؟
قالت في حزن:
هى أنا، نفس الملامح لكن مش نفس التصرفات، بشوف نفسى بساعد واحدة كبيرة، وبحن على واحد غلبان واسمه عم سعيد، بشوف نفسى مرشدة سياحية وبتكلم مع اجانب و...
قاطعها آدم قائلا في حسم:
مستحيل طبعا، سارة مكنتش بتعرف لغات
نظرت الى عينيه قائلة في حيرة:
بس أنا أعرف ومش لغة واحدة، 4لغات.

نظر اليها في دهشة قائلا:
طب ازاى وامتى؟
هزت كتفيها قائلة في حيرة:
مش عارفة، كمان فيه اسم بسمعه كتير وحاساه قريب منى زى اسم سارة بالظبط.
قال آدم:
اسم ايه؟
تنهدت سارة قائلة:
سلمى
ردده آدم قائلا:
سلمى؟
اومأت برأسها قائلة وهى تمسك رأسها ألما:
انا معنتش قادرة افكر، كل ما افكر، دماغى توجعنى
قال آدم وهو ينهض:.

اهم حاجة دلوقتى متحاوليش تفكرى ياسارة، الاحتمالات كتيرة، جايز اتعلمتى لغات في السنة اللى فاتت او حتى كنتى بتضحكى علية وانتى اصلا تعرفى لغات، جايز سلمى دى صاحبتك، الموضوع معقد واحنا تعبانين ومش هنقدر نفكر دلوقتى او نفهم حاجة، خلى كل حاجة لوقتها
نظرت اليه سارة قائلة بحزن:
انا بقيت بخاف افكر، بخاف افتكر الاقينى وحشة فعلا وبخاف مفتكرش افضل تايهة زى ما انا
قال آدم:
قولى يارب، هو قادر يحلها من عنده.

تنهدت سارة قائلة:
ونعم بالله
القى عليها نظرة اخيرة وهو يقول:
انا هروح انام وانتى كمان، حاولى تنامى
نظرت اليه سارة قائلة في تردد:
آدم، انت، انت ازاى قادر تتعامل معايا بعد اللى حصل؟
نظر الى عينيها مباشرة بنظرة جعلتها تتضطرب وهو يقول:
قلتلك، حاسس انى بتعامل مع واحدة تانية خالص، كل المشترك بينها وبين مراتى اسمها وشكلها.
اخفضت عينيها وهى تقول:
طب ليه مطلقتنيش لما، قصدى يعنى لما،
زفر آدم بقوة وهو يقول:.

مش عارف ياسارة، مش عارف، مش يمكن قدر؟
رفعت عينيها اليه في حيرة فقال في هدوء:
كفاية بقى أسئلة تصبحى على خير
أومأت سارة برأسها قائلة:
تلاقى الخير
غادر الحجرة مثلما دخلها في هدوء ولكنه ترك خلفه عاصفة من الأحاسيس اجتاحت قلب سارة التى شعرت بنفسها تغرق وبشدة في حب ذلك الرجل نادر الوجود، زوجها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة