قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الثاني

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الثاني

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الثاني

جلست سارة بجانب آدم في طائرته الخاصة، تتأمل ماحولها في شرود، لم تكن تعلم ان آدم بهذا الثراء، لم يتحدثا كثيرا منذ ان غادرا المشفى، وهاهو يجلس بجوارها مشغولا بذلك اللاب توب، حانت منها التفاتة اليه تتابع ملامح وجهه وهو يبدو مستغرقا في عمله، انه حقا وسيم ولكنه غامض، يخيفها غموضه، رفع عينيه فجأة ليجدها تتأمله فأخفضت عينيها خجلا ثم عادت لترفعهما مجددا لتراه مازال ينظر اليها تحمل عينيه بعضا من الحيرة التى مالبثت ان اختفت ليحتل البرود ملامحه من جديد وهو يقول:.

محتاجة حاجة اجيبهالك؟
هزت رأسها نفيا ثم قالت بعد لحظة من التردد:
ممكن نتكلم شوية؟
ظهر التساؤل في عينيه ثم مالبث ان اومأ برأسه موافقا فاستطردت قائلة:
انت ليه مبتتكلمش عن حياتنا مع بعض؟
ظهرت لمحة من السخرية في عينيه وهو يقول:
وعايزة تعرفى ايه بقى؟
عقدت حاجبيها قائلة:
كل حاجة، يعنى مثلا اتقابلنا ازاى واتجوزنا ازاى، اهلى فين؟رايحين فين دلوقتى وازاى...
قاطعها قائلا في برود:
حيلك حيلك بالراحة شوية، كل دى أسئلة؟

لمعت عينيها بدمعة ظلت حبيسة مقلتيها وهى تقول:
واكتر من كدة، انت مش عارف يعنى ايه حياتك كلها تبقى عبارة عن علامة استفهام كبيرة، مليون سؤال ومفيش ولا جواب عليهم، والاجوبة كلها عندك ياآدم، ياريت متبخلش علية بيهم
نظر اليها آدم للحظة بتردد ثم مالبث ان قال:
انا اول مرة أشوفك فيها كنتى جاية شركة السياحة بتاعتى عشان تشتكى مرشد الرحلة بتاعتك
ابتسم آدم بسخرية وهو يستطرد قائلا:.

وقعنا في الحب من اول نظرة واتقابلنا كتير وطلبت الجواز منك وانتى وافقتى وفعلا اتجوزنا وبعد سنة ربنا رزقنا بنورسين
قاطعته قائلة في دهشة:
يعنى انا عندى بنوتة صغيرة
أومأ آدم برأسه قائلا وقد ظهر الحنان في صوته لأول مرة منذ ان رأته سارة وهو يقول مبتسما:
بنوتة زى القمر، عندها دلوقتى 4 سنين
ثم ما لبث ان اختفت ابتسامته وهو يميل بوجهه قائلا:
شبهك ع فكرة
عقدت سارة حاجبيها قائلة:
طيب انا كنت فين لما حصلتلى الحادثة؟

نظر اليها آدم قائلا في برود:
معرفش
نظرت اليه في حيرة قائلة:
يعنى ايه متعرفش، هو انا مش مراتك ولا ايييه؟
قال آدم:
مراتى ع الورق، احنا من سنة انفصلنا من غير مانطلق
قالت سارة في صدمة:
انفصلنا
هز آدم كتفيه قائلا في برود:
حصلت بينا مشاكل كتير وانتى طلبتى الانفصال واختفيتى بعدها ومسمعتش عنك حاجة لغاية ما قريت عن حادثتك
نظرت سارة الى عينيه قائلة في دهشة:.

بالبساطة دى انا اتخليت عنك وعن بنتى، وانت ياآدم، مهمكش تعرف انا فين او بعمل ايه؟
نظر آدم الى عينيها قائلا في غموض:
بصى ياسارة، انا مش عايز اتكلم في الماضى اكتر من كدة. لأن فيه حاجات في الماضى ياريت تفضل مدفونة ومنفتحش فيها وده مش عشانى، لأ، عشانك انتى
نظرت اليه في حيرة قائلة:
تقصد ايه ياآدم؟
رجع آدم بظهره الى الوراء قائلا:.

انا كلامى واضح ياسارة. احنا متجوزين ع الورق واذا كنت واقف جنبك في محنتك فده بس عشان خاطر انك ام بنتى، ولغاية ماترجعلك الذاكرة، ساعتها انا بنفسى اللى هتمم اجراءات الطلاق.

نظرت اليه سارة في صدمة ثم مالبثت ان اخفضت نظراتها وتسللت دمعة من عينيها مسحتها برقة، تتساءل في حزن كيف وصل بهما الحال لتلك النقطة وكيف تخلت عن آدم وابنتها ومالذى حدث وجعله يتفوه بتلك الكلمات، انها تحمد ربها انها قد عرفت شيئا عن ماضيها، ولكن ما عرفته عن حياتها البائسة لا يعجبها
برقت عيناها في أمل فرفعت وجهها قائلة:
هو انا اهلى فين ياآدم؟
قال آدم:
انتى قلتيلى انك يتيمة وملكيش حد.

انطفأ بريق الامل في عينيها وعاد اليهم الحزن، نظر آدم الى ملامحها الحزينة وكاد ان يتكلم ولكنه جز على اسنانه يكتم كلماته المتعاطفة داخل صدره وهو يذكر نفسه بما عاناه معها ليزجر نفسه في صمت قائلا:
اوعى تضعف تانى ياآدم، هى يمكن تبان واحدة تانية غير اللى دوقتك العذاب بس ده عشانها مش فاكرة حاجة عن نفسها، لكن يوم ماتفتكر هترجع سارة اللى كرهتها ولو كنت شفتها قبل الحادثة يمكن كنت قتلتها.

جمدت ملامحه عند تلك النقطة واجتاحت البرودة قلبه وعينيه وهو يعود بنظره الى اللاب توب قائلا لنفسه بتصميم:
اوعى تنسى، اوعى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة