قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الثالث

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الثالث

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الثالث

هبطت الطائرة المروحية في حديقة قصر مهيب، نظرت سارة اليه في اعجاب شديد ورهبة، نظر آدم اليها وتعجب في نفسه من ملامحها الشفافة والتى تعكس مشاعرها، سارة لم تكن ابدا بتلك الشفافية، نفض افكاره وهو يمسك يدها لتنتابها رجفة وهى تختلس النظر اليه، ساعدها على النزول واتجه بها الى باب القصر الذى يقف امامه بعض الاشخاص، وجدت سارة طفلة صغيرة تسرع الى آدم لتحتضنه فرفعها آدم في حنان ولف بها والطفلة تطلق ضحكاتها. نظرت اليهم سارة في حزن وتساءلت كيف استطاعت التخلى عن تلك الصورة التى تسرق القلب، ذلك الأب الحنون والطفلة رائعة الجمال، انها حقا تشبهها بذلك الشعر الاصفر الذهبى وتلك العينان الزرقاوتان الرائعتان والبشرة الناعمة والضحكة الخلابة، ابتسمت في حنان حين سمعت الطفلة تقول:.

وحشتنى اوى يابابى
قال آدم في حنان:
وانتى وحشتينى اوى ياروح بابى
نظرت الطفلة في براءة لسارة قائلة:
تيتة قالتلى ان بابى هيجيب مامى معاه، انتى مامى؟
اومأت سارة برأسها ودموعها تترقرق في عينيها وتأمل آدم ملامحها الحزينة وهى تقول في حنان:
أيوة ياقلبى، أنا مامى
اقتربت من نورسين تقبل خدها ثم نظرت الى آدم قائلة في لهفة:
ممكن أشيلها؟

ظهر التردد على ملامحه لثوان ثم مالبث ان اعطاها اياها فحملتها وهى تحتضنها في حنان واغمضت عينيها تشم عبيرها الزهرى الجميل، ثم تنهدت، كانت عينا آدم تتابع كل مايحدث في حيرة، سمع ابنته تقول وهى تلمس وجه سارة:
انتى حلوة اوى يامامى
ابتسمت سارة قائلة:
انتى احلى ياقلب مامى
ظهر القلق على وجه نورسين وهى تقول:
هو انتى هتسافرى تانى؟
اسرعت سارة تطمئنها قائلة:
انا مش هسافر تانى ياقلبى، أبدا
قال آدم في سخرية:.

متوعديش بحاجة مش هتقدرى تعمليها، يلا عشان اعرفك بماما وعمتى
نظرت اليه سارة في حيرة ثم حانت نظرة منها الى باب القصر الذى يقف امامه سيدتين، انتابتها القشعريرة فلم تكن ملامحهم ابدا مرحبة، اتجهت اليهم بعد ان انزلت نورسين وأمسكت بيدها، وقفوا امام السيدتين ليقول آدم وهو يشير الى احداهن والتى رغم تقدم سنها الا انها ماتزال محتفظة بجمالها:
دى امى ياسارة، جيدان هانم.

اقتربت منها سارة وكادت تقبل يدها فأسرعت جيدان بسحب يدها قائلة في دهشة:
انتى بتعملى ايه؟
قالت سارة في حيرة:
كنت هبوس ايدك زى ماكنت ببوس ايد والدتى، انا يمكن فقدت الذاكرة بس فاكرة انى كنت بعمل كدة
توقفت عن الكلام وهى تنظر الى ملامحهم المندهشة قائلة في حيرة:
هو انا اول مرة اعمل كدة؟
عاد الجمود الى ملامحهم لتقول السيدة الأخرى ذات الملامح الحادة:
آه ياحبيبتى، أول مرة.

انتاب سارة صداع شديد وأصابها قليل من الدوار وترنحت فأسرع آدم يسندها قائلا:
سارة شكلها تعبان انا هطلعها اوضتها تستريح بعد اذنكم
تمسكت نورسين بيد امها فنظر آدم اليها قائلا:
تعالى معانا يانور
ابتسمت نورسين وذهبت معهم تتابعهم الاعين، التفتت تلك السيدة حادة الملامح لجيدان قائلة:
ابنك شكله هيحن تانى ياجيجى، هو نسى هى عملت فيه ايه؟
بدا على جيدان التفكير ثم مالبثت ان نظرت الى تلك السيدة قائلة في هدوء:.

ملكيش دعوة بآدم ياعايدة، انتى صحيح عمته بس آدم مبيحبش حد يتدخل في حياته الخاصة ولا حتى أنا، البنت شكلها فعلا تعبان ومتنسيش انها لسة مراته
قالت عايدة في حدة:
مراته ايه ياجيجى، دى بقالها سنة محدش يعرف عنها حاجة، الله اعلم كانت بتهبب ايه؟ده غير المر اللى كانت معيشاه فيه قبل ماتهرب
قالت جيدان في اصرار:.

ريحى دماغك ياعايدة، هو حر، يمشى حياته زى ماهو عايز، يلا بينا نشرب قهوتنا قبل ماكرملة تيجى هى وآنس ويقلبوا دماغنا زى عوايدهم
اومأت عايدة برأسها وهى تتجه معها الى داخل القصر وهى تشعر بالغيظ من ابنتها التى تعلم بعودة آدم ولكنها خرجت مع آنس ولم تبالى، وتركته لتلك السارة، كرملة ابنتها، حقا تلك الفتاة غبية مثل أبيها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة