قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الثامن

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الثامن

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الثامن

سمع آنس صوت باب الفيلا يغلق بعنف فنظر اليه ليجد كريمة تهرول مسرعة لتركب سيارتها وتسوقها بتهور فشعر بالقلق وأسرع يستقل سيارته ويتبعها في اصرار، حتى وجدها تصف السيارة وتسرع لتقف امام البحر، صف سيارته واسرع خلفها، نظر حوله فلم يجد اى مخلوق في تلك المنطقة المنعزلة، اقترب منها في هدوء فوجد اكتافها تهتز قليلا، فأدرك انها تبكى، وضع يده على كتفها فانتفضت وهى تلتفت اليه لتلتقى عينيه القلقتين بعينيها الدامعتين، قال في لهفة:.

مالك ياكريمة، دى اول مرة اشوفك بتعيطى؟
التفتت الى البحر قائلة:
يهمك قوى تعرف مالى؟
امسك كتفيها بيديه وادارها اليه قائلا في حنان:
اكيد يهمنى، انتى متعرفيش غلاوتك عندى ولا ايه؟
نظرت الى عينيه الحانية في حيرة فاستطرد قائلا:
يلا بقى قوليلى ايه اللى مزعلك بالشكل ده؟
اخفضت نظراتها قائلة في حزن:
لأنى لأول مرة انهاردة احس انى شبه امى
عقد آنس حاجبيه في حيرة فرفعت نظرها اليه قائلة في سخرية حزينة:.

كانت طول عمرها بتقوللى انى طالعة غبية زى بابا الله يرحمه، مكنتش بزعل بالعكس كنت بفرح انى طالعة غبية ومش حقودة ولا ببص للناس من فوق زيها، انهاردة بس حسيت انى شبهها
ابتسم آنس قائلا:
لو كنتى فعلا شبهها مكنتيش دلوقتى تعيطى بالشكل ده، عشان ندمانة ع اللى بتعمليه مع سارة
نظرت اليه في الم قائلة:.

انا زعلانة انى عاملتها وحش، هى تستاهل، تستاهل اكتر من كدة، دى اتخلت عن آدم بعد ماعيشته في عذاب، بس ده مش طبعى، عمرى ماعاملت حد بعمله
ابتسم آنس قائلا:
زن الست الوالدة، هنعمل ايه بقى؟
نظرت اليه في تساؤل فاستطرد قائلا:
والدة حضرتك، الست عايدة، عمتى، عايزاكى لآدم، بتحبه من حبها لبابا الله يرحمه، بس انتى ياكريمة، انتى عايزة ايه؟
هزت رأسها بحيرة قائلة:.

مش عارفة ياآنس، انا بحب آدم بس مش الحب اللى بنسمع عنه، يمكن كلام ماما معلقنى بيه بس لما بقعد لوحدى واشوف احساسى بلاقيه اخوة احترام، ويمكن ده اللى مخلينى آخدة موقف من سارة، لأنها آذت مشاعره مش لأنى بحبه
اطمأن قلب آنس وهو يقول:
سارة معدتش زى الاول ياكريمة، وآدم رجع يحبها ويمكن اكتر من الاول، دى حياته وهو حر فيها، ابعدى انتى عنها، وابعدى عن كلام مامتك، ابعدى خالص
قالت كريمة بعد لحظة من التفكير:.

انت معاك حق، انا هسافر
أحس بقلبه يتمزق، هو لم يقصد ذلك ابدا، هو لن يستطيع احتمال بعادها، لذا اسرع يقول في لهفة:
طب وانا؟
نظرت اليه في حيرة قائلة:
انت ايه؟
تأمل عينيها قائلا:
هتقدرى تبعدى عنى؟
احست بالارتباك من نظراته وازدادت ضربات قلبها من صوته الهامس فقالت:
تقصد ايه؟
اقترب منها اكثر حتى شعرت بأنفاسه الساخنة على وجهها وهو يقول:
مش معقول، كل ده ومحستيش بمشاعرى؟
احست كريمة بقلبها يخفق بقوة وهى تقول:
مشاعر!

اومأ برأسه قائلا:
من زمان وانا قلبى ملكك انتى، شفت اهتمامك بأخويا وكان مفروض يبعدنى عنك بس مقدرتش، كان دايما عندى امل انك تكونى من نصيبى، اللى كان بيدينى الامل ده هو ان عمرى ما شفت اللمعة اللى في عينيكى دلوقتى لما كنتى بتبصيله، قلبى كان حاسس انك بتحبينى زى ما بحبك، بس لسة مكتشفتيش ده،.

نظرت اليه في حيرة، نعم مشاعرها تجاه آنس أقوى بكثير من آدم، انه الأقرب اليها، من تلجأ اليه دائما، من يشاركها اهتماماتها، فهل ما بداخلها له هو الحب ام ماذا؟ولماذا يدق قلبها بهذا الشكل وهى تتخيل نفسها الآن في أحضانه، لماذا؟
افاقت من شرودها على صوته الذى يقول:
طمنينى ياكريمة، ريحى قلبى
نظرت اليه قائلة في حيرة:
مش عارفة، صدقنى مش عارفة
اقترب منها اكثر وامسك يديها يقبلهم في حنان وهو ينظر الى عينيها قائلا:.

متأكدة انك مش عارفة؟
احست بأن قلبها يقفز من دقاته ولكنها لم تستطع ان تتفوه بكلمة، فاقترب من وجنتها وهو يهمس في أذنها قائلا في عشق:
انا قلبى مبيكدبش علية وقلبى بيقوللى انك ملكى
ابتلعت ريقها في صعوبة ولم تستطع التحدث فقبلها على وجنتها برقة وهنا لم تستطع ان تتمالك نفسها اكثر فألقت نفسها في أحضانه ليضمها اليه في شوق ولهفة واستكانت هى بين زراعيه وقد احست بأنها وجدت المرفأ لقلبها، وجدت وأخيرا بر الأمان.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة