قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

نظرت سلمى الى ملامح آدم وجيدان المصدومة بعد ان اخبرتهم بهويتها، ساد الصمت الثقيل للحظات قبل ان يقطعه آدم قائلا:
ممكن تفهمينا كدة بالراحة يعنى ايه الكلام اللى قلتيه دلوقتى؟
اخفضت سلمى عينيها كى لا تلتقى بعينى آدم التى عشقتهما وهى تقول في حزن:
أنا وسارة توأم، كنا عايشين مع بابا وماما لغاية مااتوفوا في حادثة
ظهرت السخرية المريرة في صوتها وهى تستطرد قائلة:.

شكلنا كدة عيلة الحوادث، عشنا انا وسارة مع بعض، ما احنا مقطوعين من شجرة وملناش حد، كنت حاسة بسارة مش عاجبها وضعنا وخصوصا ان الفلوس اللى بابا سابهالنا كانت قليلة، اشتغلت وكنت بحاول أحسن من وضعنا بس بردو حسيتها مش مبسوطة، سارة كان صعب عليها تتقبل فكرة ان تبقى عايزة حاجة ومتقدرش تجيبها، فجأة في يوم اختفت، دورت عليها كتير، معرفتش عنها حاجة، وفجأة قبل الحادثة ب 3شهور لقيتها قدامى.

رفعت عينيها لتقابل عينى آدم وهى تستطرد قائلة:
حاولت اعرف حاجة عن حياتها، كل اللى قالتهولى انها اتجوزتك ياآدم وانكم اختلفتوا وانفصلتوا، محكتليش حاجة، وفضلت سارة على حالها فسح وخروجات وسهر ولو اعترضت تهددنى انى مش هشوفها تانى لغاية يوم الحادثة كانت هى اللى سايقة، وكنا بنتخانق كالعادة فجأة شفت العربية جاية علينا، حذرتها بس كان فات الأوان وعملنا الحادثة وفقت في المستشفى وانا مش فاكرة حاجة.

انهمرت الدموع من عينيها فضمتها جيدان وهى تربت على شعرها بحنان قائلة:
اهدى ياحبيبتى
قالت سلمى من وسط دموعها:
قالولى في المستشفى ان فيه واحدة جت معايا في نفس الحادثة وانها، انها، مش باين ملامحها لأنها ماتت محروقة، أكيد هى دى سارة
بكت جيدان قائلة:
البقاء لله ياحبيبتى، اهدى ياسلمى، متعمليش في نفسك كدة
قالت سلمى من بين شهقاتها:
سارة ماتت ياماما، ماتت
قالت جيدان تواسيها وهى تضمها اكثر الى احضانها:.

لا حول ولا قوة الا بالله، انا لله وانا اليه راجعون، كلنا هنموت ياسلمى.

نظر آدم الى سلمى المنهارة داخل أحضان أمه في ألم، كم أراد ان يكون هو من يضمها ليخفف عنها أحزانها، سلمى، كم هو جميل اسمها مثلها تماما، أدرك الآن لم كان يشعر دائما أنها شخص آخر غير زوجته، شخص عشقه حتى النخاع، توتر من ذلك الاعتراف وتوتر اكثر من قوة مشاعره تجاهها و التى تضاعفت بعد ان علم هويتها، تذكر ما حدث بينهم منذ قليل، وانتابه الغضب من نفسه، فهى لم تكن زوجته ولم تكن حلاله، وماحدث هو خطأ فادح، لا يعلم كيف ستتقبله سلمى، وكيف هى نظرتها له الآن، وما هى مشاعرها تجاهه الآن بعد ان علمت أنها ليست زوجته وظهر الحزن على وجهه وهو يخشى ان تفارقه، كان شاردا في افكاره، فلم يلاحظ سلمى التى كانت تتابع تعاقب مشاعره والتى ظهرت جلية على وجهه، وفسرتها بشكل خاطئ، فقد ظنت في بادئ الامر انه غاضب بسبب ماحدث بينهم وهو يدرك الآن انها ليست زوجته، سارة التى عشقها، ثم حزنه بسبب وفاتها، اخفضت عينيها وهى تكفكف دمعاتها، ابتعدت عنها جيدان قائلة:.

انا كان قلبى حاسس انك مش سارة ياسلمى، ما هو مستحيل واحدة تتغير بالشكل ده لمجرد انها فاقدة الذاكرة
ثم التفتت لآدم مستطردة في حزم:
المهم دلوقتى ياآدم انك تجيب المأذون وتكتب على سلمى
نظر آدم في قلق الى سلمى يخشى رفضها فنظرت اليه سلمى في تلك اللحظة لتدرك قلقه وتفسره ايضا بطريقة خاطئة لتقول في هدوء:
بس انا مش موافقة
نظر لها آدم قائلا في حدة:.

مش بمزاجك ياسلمى، اللى حصل بينا غلطة ولازم تتصلح وياستى لو عايزة متكمليش ابقى اطلقك بعدين
قالت جيدان:
اهدى ياآدم، مش كدة!
شعرت سلمى بقلبها يتمزق من كلماته التى اوجعتها وظلت صامتة في حين قالت جيدان:
ليه بس مش موافقة يابنتى، انتى لازم تتجوزى آدم بعد اللى حصل بينكما اخفضت سلمى عينيها خجلا في حين استطردت جيدان قائلة:.

وبعدين انتى ناسية نور وأد ايه انتوا مرتبطين ببعض، لازم نمهد ليها انك مش امها، ومش هينفع تبعدى عنها، ده هيأثر على نفسيتها، احنا ما صدقنا البنت لقت فيكى حنان الأم اللى عمرها ما داقتوا، واللى اتحرمت منه سنين، ياستى لو مش علشان خاطرى يبقى علشان نورسين، ها، ايه رأيك؟
نظرت اليها سلمى قائلة في استسلام:
خلاص ياماما اللى تشوفيه.

زفر آدم بارتياح بعد ان كادت دقات قلبه ان تتوقف في انتظار جوابها، نظرت جيدان الى آدم قائلة:
يلا ياآدم ياابنى روح المستشفى واتأكد ان سارة اللى ماتت في الحادثة، وهات اوراق سلمى والمأذون عشان نكتب كتابكم
اومأ آدم برأسه وهو يغادر الحجرة ليسرع بالتنفيذ قبل ان تغير سلمى رأيها، سلمى، تلك الملاك التى خلبت لبه وجعلته أسيرا لها، سلمى حبيبته، وقريبا، زوجته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة