قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الأول

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الأول

رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الأول

نظرت سارة الى الطبيب في حيرة وهو يقول:
مقدرش اقولك بالظبط امتى ممكن ترجعلك الذاكرة، يمكن بكرة، يمكن بعده، يمكن تقعد شهور او سنين، وممكن مترجعلكيش خالص، كله بأمر ربنا، الحادثة مكنتش سهلة والحمد لله ان جوزك شاف صورتك اللى نزلناها في الجرنال واتعرف عليكى يامدام سارة، على الاقل هتكونى في رعاية اهلك ومين عارف، ممكن باحتكاكك بيهم ترجعلك الذاكرة.

أومأت سارة برأسها ايجابا وهى تفكر بكلماته، لقد استيقظت منذ اسبوع بتلك المشفى لا تتذكر شيئا عن حياتها، حتى اسمها، نشروا لها صورة في الجريدة لعل احدا يتعرف عليها وبالفعل جاء الطبيب بالأمس ليخبرها انها سيدة متزوجة وان اسمها هو سارة ويخبرها ايضا ان زوجها سيصل اليوم لرؤيتها، بدا اسم سارة مألوفا لديها، مما اكد لها انها هى تلك السارة، واخبرها الطبيب منذ قليل ان زوجها آدم بالخارج ينتظر الاذن بالدخول، لا تعلم لماذا توجست خيفة من تلك المقابلة فهو زوجها والمفترض انه اقرب الناس اليها وربما هو الوحيد القادر على ارجاع ذاكرتها، اذا لم شعرت بالخوف من ذكر اسمه، لم؟

استيقظت من افكارها على صوت الطبيب يقول في هدوء:
الحالة مستقرة، انا هكتبلك على تصريح خروج بس ياريت متهمليش المتابعة
أومات برأسها ايجابا فاستطرد قائلا:
تقدرى دلوقتى تستقبلى استاذ آدم؟
اومأت أيضا براسها ايجابا وهى تبتلع ريقها في توتر فخرج الطبيب من الحجرة ليدلف اليها زوجها، آدم.

تأملته سارة في خجل، كان رجلا وسيما بحق، فارع الطول عريض المنكبين اسمر البشرة عينيه عسليتين وتوقفت عند عينيه، كانت تتوقع ان ترى بهما عاطفة ما نحوها، ربما لهفة او خوف، ولكنهما كانتا باردتين بل خيل اليها انهما تحملان بعض النفور مما اصابها بالدهشة، ظلا صامتين ينظران الى بعضهما البعض حتى قطع آدم ذلك الصمت قائلا:
حمد الله ع سلامتك ياسارة
قالت سارة في توتر:
الله يسلمك
نظر اليها متفحصا ملامحها وهو يقول:.

الدكتور بيقول انك تقدرى تخرجى انهاردة
اومأت برأسها فاستطرد قائلا:
انتى بجد مش فاكرة حاجة خالص؟
نظرت اليه في دهشة قائلة:
اكيد طبعا، مش الدكتور قالك؟
تابع تفحصه لملامحها الذى يوترها وهو يقول في غموض:
ايووة قاللى.

نظرت اليه بحيرة، كانت تظن انه سيكون مألوفا لديها، فرغم فقدانها لذاكرتها تكاد تكون متأكدة انها عاطفية بطبعها ولن تتزوج سوى من تحب، اذا لم يبدو آدم غريبا عنها ولم تشعر ان الحب لم يكن في معادلة زواجهما، نظرت اليه قائلة في هدوء لا يعكس اضطرابها:
انت اسمك آدم، صح؟
اومأ برأسه وشعرت ببعض السخرية في عينيه فاستطردت قائلة في توتر:
احنا، يعنى، متجوزين من امتى؟
نظر الى عينيها قائلا في برود:
من خمس سنين.

توترت وتلعثمت وهى تقول:
كنا يعنى، متجوزين عن حب ولا عادى؟
ابتسم بسخرية قائلا:
لأ، حب
عقدت حاجبيها في حيرة فاقترب منها ومال عليها لينظر مباشرة الى عينيها قائلا في غموض:
شايفك مستغربة ياترى من ايه؟
ابتعدت برأسها قليلا وهى تشعر بتسارع دقات قلبها وانفاسه الساخنة على وجهها، ونظرة عينيه العسليتين تحملان الكثير، ربما سخرية او غموض، فقط نظرة عينيه لا تريحها على الاطلاق،
كرر آدم سؤاله قائلا:.

مستغربة ليه ياسارة ان جوازنا كان عن حب؟
استجمعت شجاعتها قائلة:
لأنى مش حاسة الحب ده في عنيك، حاسة نظرتك لية زى مااكون انا فريسة وانت الصياد
تأمل آدم ملامحها قائلا:
متأكدة انك فاقدة الذاكرة؟
قالت سارة في حدة وقد استفزها تكرار السؤال:
طبعا متأكدة وهى دى حاجة ينفع أمثلها
ابتعد عنها قليلا وهو يقول:
انا مقلتش بتمثلى، انا بس اسمى آدم الصياد، وانتى شبهتينى بالصياد، صدفة مش كدة؟

وضعت سارة يدها على جبينها وقد ازداد وجع رأسها وزاغت الرؤية فنظر آدم الى شحوب وجهها قائلا:
انتى شكلك تعبان، هنأجل كلامنا بعدين، انا هروح اكمل اجراءات خروجك وارجعلك تانى
اومأت برأسها وهى تغمض عينيها في ارهاق وداخلها شعور غريب بأن هناك شئ غامض في علاقتها بآدم يجب ان تعرفه، يجب...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة