قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل العشرون

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل العشرون

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل العشرون

تسللت الشمس بأشعتها المنيرة لتكفى ظلام الليل الدامس..
بمنزل طلعت المنياوي ...
تعجب ضياء ويوسف من طلب الجد بأن يأخذوا النساء للصعيد فلم يتمكن كل منهم فهم ما برأسه، حتى رهف انضمت إليهم بعد أن أوصلها حازم لمنزله رغم محاولاتها بالرفض ولكن أمام إصرار حازم انصاعت له...
سعدت للغاية باللقاء به فأغمضت عينيها طوال الطريق الشاق على أمل رؤياه..

بغرفة الفهد..
فتحت عيناها بتثاقل فبحثت عنه لتجده يجلس على المقعد جوارها، استندت بذراعيها حتى جلست على الفراش قائلة باستغراب: فهد!، انت صحيت امتى؟
تخلب وجهه ببسمته الجذابة قائلاٍ بنبرة ساكنة: صباح الخير يا روحي..
ابتسمت قائلة بخجل: هتفضل تدلعني كدا كتير؟
جذبها لتستقر بين أحضانه قائلا بخبث: يعني لحد ما تملي مني
أسرعت بالحديث: مستحيل
إبتسم بمكر وهو يقبل جبينها بعشق: وأنا من رابع المستحيلات.

تلون وجهها بحمرة اكتسحت بلون الكرز لتبتعد عنه سريعا لتهرب من تلك النظرات لحمام الغرفة فعادت ملامحه مثلما كان بعد أن لانت لقرب معشوقته منه فلا طالما حافظ على عدم إزعاجها بما هو بها ففي نهاية الأمر لا ذنب لها بمشاكله حتى تتحمل عبء قسوته كما يفعل أغلب الرجال!..

حملت عيناه وعيدا لمن ارتكب ذلك، فأقسم على التخلص منه اليوم قبل الغد، فحمل سلاحه وخرج من الغرفة بعدما ارتدى جلبابه الأسود الذي يجعله قامة رجولية فتاكة...
هبط الدرج متوجهاً للأسفل ليتفاجأ به أمام عينيه، والغموض يتركز بنجاح فيجعل الفهد يفشل بتخمين ما به؟!.
خرج النمر عن صمته قائلاٍ وعيناه تباشران نظرات الثبات: على فين يا فهد؟
تراقبه بصمت لعلمه صعوبة التهرب منه فقال بهدوء: مالكش صالح يا أدهم.

تطلع له أدهم بغضب ثم قال بلهجته المخيفة: رجلي على رجلك يا فهد ودا الا لازم تفهمه
زفر بضيق ثم أشار له بستسلام: أتفضل
ظهرت شبح بسمة الأنتصار على وجه النمر فهبط بغرور ليتابعه فهد والغضب يكمن بداخل عيناه...

بغرفة زين...
أخرج هاتفه بصعوبة لأصابة يديه ليطلب عشقه المتيم ولكن تفاجئ برقمها المغلق منذ أمس فزفر بغضب وألقى بهاتفه بضيق فظن أنها مازالت غاضبة لسفره المفاجئ حتى أنه لم يستمع لصراخها لأنه مازال لم يشفى بعد ولكن لا يعلم ما يحدث معها!..

خطت بين الأشجار بسعادة وهى تتراقبها بلهفة وفضول يسرى بعيناها، فجلست أرضٍ تلامس تلك الأعشاب اليانعة بالحياة وبيدها زهرة بلون الشمس تشم عبيرها بفرحة وتتأملها بأعجاب...
: مش أحلى منك
صوتٍ تعلمه جيداً نعم فهو مصاحب لضربات قلبٍ تعشقها وتعلم صاحبها جيداً...

نهضت صابرين تبحث عنه بالأرجاء حتى وقعت عيناها عليه يستند بجسده على أحد فروع الأشجار، ظلت لوهلة تتأمله بأعجاب وفمٍ فارغ وهى ترى الطبيب اللعين كما نعتته يتألق بجلباب رمادي اللون جعله غاية فى الوسامة والجمال فربما الآن ترى الملابس الصعيدية أبهى صيحات الموضة والجمال بعدما رأته يرتديه، أخفى بسمته وأقترب ليقف أمامها بثبات، تعبيرات وجهه ذكية لدرجة عدم نطقها بما يحمله القلب من معاني وكلمات!..

ظل يتأملها بعين تخفى أعجابه بعدما تمرنت يدها على لف الحجاب لتصبح محترفة بما ترتديه فكانت كالحورية البيضاء، لم يخشى أن يرأها أحداً مثلما كان يفعل فكان يشتعل قلبه بنيران الغيرة كلما رأى عين أحد تقع على مفاتنها، نعم ذاك خير الرجال الذي يحفظ جمالها لذاته وليس فرجة لمن يرى ما يخصه!..
كسرت حاجز الصمت قائلة بتلقائية مغيبة: اللبس دا جميل عليك أوى.

إبتسم عبد الرحمن قائلاٍ بمكر وغرور مصطنع: أنا طول عمري جميل أيه الجديد؟!
وضعت عيناها أرضاً بخجل وحزن مما تتفوه به فيجعل ما بقلبها ظاهراً له على عكس هذا الرجل المغرور، لا مهلاٍ ربما لم يكن لها الحب!، هذا ما ظنته فتركته وتوجهت للداخل بدمع يتلألأ بعيناها ؛ فأسرع خلفها بقلبٍ جعل ما بعيناها بصيراً له فعلم ما تفكر به...

لم تقوى على التحرك ويديه تتمكن من معصمها فأستدارت لترى أهناك سخرية يريد البوح بها! ؛ فوجدته يقف أمامها بعين تحمل الكثير والكثير ليقطع عنها معانتها فى فهم ما يود قوله: بحبك..
كلمة مكونة من أربع حروف كانت لها تأثير قوى لتسحب زمام أمورها وتجعلها كالمتخشبة حتى كلماتها الكثيرة تخلت عنها لتصبح فارغة البوح، فقط النظرات هى من رأفت بها لتخرج ما تود قوله..

أما هو فأبتسم قائلاٍ وعيناه تتأمل أسئلتها الغزيرة: بحبك من أول ما حسيت أنك مختلفة عن الصورة الا رسمتها لبنت عاشت برة طول حياتها..
صمت قليلاٍ ثم أسترسل حديثه للأجابة على ما يشغل خاطرها فيبرع هو بقرائته: لا يا صافي مش لأنك لبستى الحجاب، أنا منكرش سعادتي لأنى كنت فى نار لما بشوف حد بيبص عليكِ لكن حبي ليكِ من أول ما دخلتي بيتنا وشوفتك على طباعك المختلفة..

تطلعت له بزهول فلاول مرة ينطق بأسمها الغربي ولكنه أبتسم وأكمل حديثه المرح: تقدري تقولي كدا أن الطبيب اللعين وقع فى غرامك..
لم تتمكن من كبت ضحكاتها فتعالت بالسعادة وهو يتراقبها بعشق لينهيه حينما جذبها لتقف أمام عيناه قائلاٍ بعشق متيم وصوتٍ هامس: بفرح لما بشوف بسمتك أعتقد دا سبب كفايا أنك تبتسمي على طول.

تاهت بعيناه فأقسمت على أنها على وشك الجنون، هل تشعر ببرودة المياه أم حرارة الشمس المتسلطة عليها!، ماذا هناك؟، هل هى على ما يرام؟!، لم تجد أجابة سوى الركض من أمامه لتلوذ بنجاة لقلبها المسكين، تراقبها ببسمة تجعله ثابتٍ للغاية ومن داخله قلبٍ يطرب برؤياها!..

بكت بضعف وآلم يكبل قلبها فيحطمه، حتى فمها المكبل لم يقوى على نطق أسمه لتستمد أمانها المعهود ؛ فبقيت تتأمل الغرفة بدموع ورعب يسري بأنحاء جسدها، لم تجد سوى أن تفعل كما أخبرها به من قبل ؛ فأغلقت عيناها بقوة تستمد القوة من كلماته..
، لما تحسى أنك محتاجالي غمضي عيونك وتخيلني أدامك وأنا أوعدك قبل ما تفتحيهم هكون أدامك ...

هوت دمعاتها الساخنة على وجهها بلا توقف ؛ ففتحت عيناها بلهفة ليتحقق كلماته ولكن أزداد زعرها حينما رأت رجلاٍ يقف أمامها ويتراقبها بسكون!، الظلام الدامس بالغرفة لم يسعفها على التعرف على ملامحه، حاولت جاهدة لرؤية وجهه فتعمد البقاء بالظلام طويلاٍ ليبث لها الرعب أكثر فأكثر...

ليقطعه هو حينما شرع بالأقتراب منها بخطوات بطيئة تقتلها عن عمد، تخطى الظلام ليظهر بطاقة نوراً تضئ بخفوت لتظهر ملامحه فتكون الهلاك لها، كأنها بجحيم لا تقوى الهرب منه، لا هى بأبعد من ذلك هى بخيال ربما أو حلماً لعين تريد الأفافة منه!، جفت حنجرتها وسحبت الكلمات وتبقت نبض القلب المرتجف سيد الموقف ليقطعهم صوته الغامض: وحشتينى يا همس...

صعقت وهى تحاول الصراخ بأسم الزين ليكون لها العون ولكن لا تعلم بأن أساطير قلبه الحاملة لرنين الروح قد بدت بمرحلة التمرد لتعلمه بأن معشوقته على حافة الخطر!، فربما عليه المحاربة لأجلها وربما عليه المعأناة للفوز بقلبها من جديد!..

بالمندارة...
جلس الكبير فزاع الدهشان بعينان تشعان الغضب المميت بأنتظار الخبر القاطع بهلاك ذلك الرجل حتى يتمكن قلبه من الراحة أخيراً، جانب من غضبه تجاه أدهم لمخالفة أوامره وأتباع فهد فيما سيقوم به من مجازفة ولكن عليه ذلك...
ولج سليم للداخل بحزن على ما يحدث ؛ فجلس مقابل له بصمت قطعه فزاع حينما قال بحذم: لو جاي أهنة عشان تعطيني عظة فمش هتلاجي غير الغضب يا سليم..

وضع عيناه أرضاً بحزن ثم قال بهدوء: يا جدي أنت خابر زين أني أجدر أنتقم من الا جتل أبوي بس أني خايف على ولادي ليكونوا هما الضحية للتار المريض ده..
نهض عن مقعده الخشبي قائلاٍ بسخرية وغضب: يبجا تجفل خشمك و تخليك جاعد بالبيت كيف الحرمة وهمل فهد يأخد بتار أبوك
وتركه وغادر المندارة ليظل هو محله حزين على عدم تمكنه من فهم ما يود قوله، كيف يحتمل خسارة أحد أبنائه؟!..

جلس عمر لجواره قائلاٍ بهدوء: متزعلش من كلامه يا سليم أنت عارف أن الا حصل كان صعب عليه خسارة ولاده الأتنين فى وقت واحد كانت صعبة جداً..
رفع سليم عيناه بحزن: وأني مكنش صعب عليا خسارة أبوي!
ربت على كتفيه بحزن فأكمل سليم بضيق: يا عمر أني نفسي أنتقم من الا عمل إكده بس خايف على ولادي ملهمش ذنب فى الا حوصل ولا حتى نادين كيف أحطم قلبها على فراق حد من أولادها!، أنى أتكلمت مع فهد كتير وهو الا رافض يسمعني.

عمر بهدوء: فهد غيرك يا سليم مرتبط بمسؤلية كبيرة ولازم يكون أدها
أشار برأسه بتفهم: خابر زين يا واد عمي عشان إكده هملته
كاد عمر الحديث ولكن قطعه رنين هاتفه برقم جاسم فرفعه ليرى كيف حاله؟ بعد أن ترك الصعيد وتوجه للأسكندرية مع زوجته..

جلس على المقعد الخارجي بشرود بها، يراها تتجسد أمامه بملامح وجهها الرقيق فيغمض عيناه بتردد بسماع صوتها ؛ فكيف سيصمد أن سمعه! سيقطع المسافات ويخالف قوانين طلعت المنياوي لأجل اللقاء بها..

مُزجت ملامحه بالحزن الشديد ليخترقه هالة من الضيق لأشتياقه لها ؛ فأزاحت تلك النسمة أوجاعه حينما وجدها تهبط من السيارة لتقف أمامه بفرحة رسمت ببراعة، وقف أحمد بزهول مما يرأه هل يعقل أنه قد جن باللقاء بها فأصبح يتوهم رؤياها؟!.
أقتربت منه ياسمين قائلة بفرحة: أحمد..
رفع عيناه بعدم تصديق فردد بزهول: ياسمين! بتعملي أيه هنا؟!.
أقتربت بخطاها قائلة ببعض العتاب: مش فرحان؟

أسرع بالحديث: فرحان بس! أنا مش ببطل تفكير بيكِ..
إبتسمت بسعادة فأشار لها بالجلوس ليعلم منها كيف أتت لهنا؟!..

ولجت رهف مع الجميع للداخل فأستقبلهم فزاع الدهشان بوقار لا يليق سوى به فصعدت للأعلى للجناح المخصص للسيدات، أما جيانا فبقيت محلها تبحث عن أدهم بلهفة اللقاء ولكن سرعان ما تبدل ما بقلبها لحزن حينما علمت بأنه خارج المنزل منذ وقت طويل...

بقصر حازم السيوفي...
بقى بغرفته يحسم أمره بتفكير عميق فهبط للأسفل حينما علم بمغادرة أخيه للعمل...
جلس على المائدة يتناول طعامه بشرود حتى أخرجه صوت الأقدام التى تقترب منه فلم يرفع عيناه عن طعامه وبسمة الأنتصار والمكر تحوذ به، جذبت راتيل المقعد لتجلس جواره قائلة بعد مدة طالت بصمتها وهى تتصنع الخجل: ينفع أقعد أفطر معاك..
رفع عيناه فى محاولة الثبات قائلاٍ بلهجة مرحة: بس أنتِ قاعدتي خلاص..

إبتسمت بدلال جعله يشعر بالتقزز ولكنه حسم أموره بأنقاذ علاقته بأخيه ولو كلف الأمر، شرعت بتناول طعامها ونظراتها تراقبه فقالت بأرتباك: هى فين رهف مش شايفها؟
أجابها دون النظر إليها: عند والدتها
ونهض عن مقعده ؛ فجذب معطفه وتوجه للخروج هو الأخر لتسرع خلفه قائلة بتوتر: حازم
أستدار قائلاٍ بهدوء: أيوا
أقتربت قائلة بخجل مصطنع: كنت حابة أنزل أشتري شوية حاجات وحمزة نزل لو ينفع يعنى تأخدني فى سكتك..

ضيق عيناه بغضب وهو يكبت بداخله غضب سيجردها للجحيم ليتحكم بذاته قائلاٍ بهدوء: أوك..
سعدت كثيراً وجذبت حقيبتها ولحقت به لا تعلم أنه يعد لها ما سيوقعها بشباكٍ أعدتها لذاتها..

بجناح سليم..
صعد للأعلى مهموم بالتفكير على ما سيفعله فهد فولج للداخل وألقى بعمامته على الفراش بضيق ليجد من تطوفه من الخلف قائلة بمرح: كيف تدخل عليا إكده أفرض أني بغير خلجاتي المفروض تستأذن الأول..
تطلع لها بهدوء ثم سحب يدها وأكمل تبديل ملابسه بصمت زرع الشك بقلبها فضيقت عيناها بتفكير: أمم ممكن مخنوق كالعادة بس المرادي مش هتقدر تطلع خناقتك فيا لأن مزاجي كويس جداً..

رمقها بنظرة محتقنة قائلاٍ بتحذير: نادين أخرجي من دماغي أنا الا فيا مكفيني
تطلعت له بضيق ثم حملت إبنتها الصغيرة وخرجت من الغرفة بحزن..

هبطت جيانا للأسفل فجلست على الأريكة بحزن وعيناها تتراقب الطريق بتلهف لرؤياها..
فأتى صوته من خلفها هامسٍ بعشق: قولتلك لما تفكري فيا هتلاقيني جانبك
إبتسمت بسعادة وسرعان ما أستدارت لتجده يقف أمامها بطالته الساحرة، يرتدى جلباب من اللون الأسود جعله كعادته ساحراً بطريقته الخاصة...
أقترب النمر منها ليقف أمامها يتراقب نظرات أعجابها بخبث خرج بحديثه: خوفتي عليا من بنات الصعيد..

رفعت عيناها له بغضب ثم قالت بوعيد: وأخاف عليك ليه عيل صغير!.
إبتسم بمكر: أوك همشيها بس حبيت أعرفك أن قلبي مرتبط بواحدة بس
وغمز بعيناه ثم تركها وتوجه للولوج ليقف على صوتها الرقيق: أدهم..
إبتسم بثقة ثم أستدار قائلاٍ بثبات: عيونه
جاهدت للحديث ففركت بيدها تارة وعبثت بحجابها تارة أخري فأبتسم النمر وأقترب منها لتخرج الكلمات بتردد: وحشتني.

تطلع لها بفرحة وزهول بينما تلون وجهها كحبات الفراولة الحمراء حتى كادت أن تتحول أمامه فأخفى فرحته قائلاٍ بثبات: والجديد؟
رفعت عيناها له بغضب أستوحذ عليها قائلة بغضب لا مثيل له: على فكرة أنت مغرور أوي..
وتركته وهبت بالرحيل فجذبها من معصمها هامسٍ بعشق: بس بموت فيكِ وفى جنونك دا..

تخشبت محلها حتى ثقلت خطاها فلم تتمكن من الحركة حتى أتت مكة مهرولة من الداخل تحتضن أخيها بفرحة فأبعدها عن أحضانه بمشاكسة: أنتوا ليه بتصورلي أني مسافر بقالي قرن!.
مكة بغضب: اليوم عندنا كدا
إبتسم وهو يصفعها بخفة على وجهها كما أعتاد فولج للداخل ليجد حزبٍ الشياطين قد أكتمل بأجتماع يوسف وضياء ولكنه لاحظ شرود زين وصمته الغير معتاد فجلس جواره يتفحصه قائلاٍ بصوتٍ منخفض ساخر: مالك يا زين الصعيد.

أستدار له بغضب ثم تحل بسكونه فعلم النمر بأن هناك أمراً ما فأسرع بالحديث الجادي: مالك يا زين؟
زفر بغضب: همس لسه زعلانه مني ورافضة ترد على تلفونتها وأنا هتجنن وأسمع صوتها
كبت أدهم ضحكاته قائلاٍ بهدوء: مهي معها حق فى حد يسيب البلد وهو تعبان كدا؟
رمقه بضيق فأسترسل حديثه بسخرية: طب أوك نفترض أنها وحشاك ممكن تكلمها على تلفون والدها..
إبتسم قائلاٍ بلهفة: تصدق فكرة أزاي غابت عني؟!

وأسرع لهاتفه ليتخشب محله حينما أخبره والدها بأنه ظن بأن همس معه بمنزله تتوالى أموره لمرضه حتى هو صعق للغاية فعلم الآن أن ما يشعر به هو الصواب معشوقته تواجه شيئاً ما لذا يشعر بقلبه يكاد يتوقف!، أسرع زين لسيارته وقلبه ينبض بقوة فلحق به أدهم ولكن فزاع رفض أن يقف يلحق به فأمر عمر وسليم بأتباعه...

بمكتب حمزة...
أنهى عمله فحمل هاتفه ومفاتيحه ثم توجه للخروج فهبط للجراج الخاص بالشركة ثم صعد لسيارته وتوجه بالخروج ولكنه توقف حينما وجد ذات الوشاح الأسود تقف مع رجلاٍ ما يعنفها بقوة وهى خاضعة برأسها أرضاً وتبكى بأزلال غرس بقلبه الغضب فلم يشعر بذاته الا بعدما هبط من سيارته وتوجه إليهم قائلاٍ بصوتٍ كالرعد: الحيوان دا بيضايقك؟

رفعت حنين عيناها لتجده يقف أمامها فكادت الحديث ولكن سبقها هذا الرجل اللعين حينما قال بسخرية: ودا مين دا كمان؟
صاح حمزة بنبرة مخيفة حينما أشار لحرس الشركة: هعرفك حالا أنا مين؟
أسرعت بالحديث برعب: لا يا حمزة بيه أرجوك هو معمليش حاجة أرجوك خليهم يسبوه
تطلع لها بزهول وغضب بأنٍ واحد فأشار للرجال بتركه ؛ فأقترب منه قائلاٍ بسخرية: بدل الرجولة الا عملها دي أدفع الا عليها هى وأبوها بدل ما وربي هحبسهم..

وتركه وغادر ليتطلع لها بستغراب عما يتفوه به أما هى فزادت بالبكاء عما هى به من خجل لا نهاية له ؛ فأقترب منها حمزة قائلاٍ بهدوء: ممكن نتكلم فى أي مكان؟
كانت كالمغيبة لا تقوى على نطق شيء فلحقت به لأحد المطاعم العامة ثم جلست بهدوء ويدها تفرك بالأخرى من الخجل الذي وضعها به هذا اللعين..
أشار حمزة للنادل بأحضار ليمون لها فجلست بصمت لا تحرك عيناها أرضاً حتى قطع هو الصمت قائلاٍ بحذر: مين دا؟

أغلقت عيناها بكثير من الألم والدموع عن أجابة هذا السؤال الحرج فهى تمقت الشفقة التى ستراها بعد قليل..
أخرجها من أفكارها قائلاٍ بهدوء: لو هيضايقك بلاش
أشارت نافية قائلة بدموع: الراجل دا بابا مديون له ب40 ألف جنية
ضيق عيناه بعدم فهم فباشر بسؤاله: لما هو وحش كدا باباكِ ليه يستلف منه؟

هوت دمعاتها بصمت فحمدت الله بأرتدائها هذا الستار لتكمل بألم: مأخدش منه فلوس، أحنا ناس على قدانا وأختي كانت مخطوبة بقالها 3سنين كان لازم يجوزها ويستر نفسه فمكنش فى طريقة غير أنه يأخد الجهاز كامل من الراجل دا ومضى على نفسه شيكات...

حزن حمزة لمعانتها فأكملت بدموع: بابا كان بيسدد كل شهر بأنتظام مكنش بيرجع البيت غير لما يجمع جزء من فلوسه كان بيفضل يشتغل ليل نهار على الميكروباص عشان يجمع تمن الشيك الواحد لحد ما عمل حادث كان السبب فى عجزه فأضطريت أنزل أشتغل بشهادتي المركونة لحد ما ربنا ألهمني ولقيت شغل بشركات حازم السيوفي بس هو مش راضي يديني مهلة لأخر الشهر...
لمست دمعاتها أسوار قلبه فأقسم بأنه لم يعلم الحب كيف الطريق له؟

أما هى فلم تنتظر أن تستمع لشفقته مثلما تستمع لكثير منه لذا أستغلت شروده ؛ فهرولت من أمام عيناه بدموع وكسرة خسارة العمل الذي كانت ستجني منه المال لسداد الأقساط ولكنها لن تستطيع العمل وهى ترى نظرات الشفقة من أحد!..
أفاق من شروده على رؤيتها تهرب من أمامه فرفع هاتفه يتحدث مع الحرس بأمر أتباعها فأذا ضايقها هذا اللعين عليهم التدخل على الفور وعليهم الحرص لمعرفة منزلها...

أما هو فتوجه للقصر مهموم ونظراتها تلحقه كمخمد من النيران لا يعلم بأن أخيه يعد له حفلا خاص ليكشف له القناع عن تلك الفتاة اللعينة..

بقيت محلها بصدمة تفوقها أضعافٍ فخرجت عن سكونها قائلة بصوت يكاد يكون مسموع: عادل!.
إبتسم بسخرية: طب كويس أنك لسه فاكرة أسمى كنت فاكرك نسيته زي ما نسيتي حاجات كتيرة..
نهضت عن الأرض قائلة بصدمة: أنت عايش!، مستحيل..
أقترب ليقف أمامها قائلاٍ بلهجة مميتة: هو أيه الا مستحيل! ولا خايفة أرجع من جديد لحياتك وأخسرك زين بيه بفلوسه؟
بكت قائلة بصراخ: أخرس أن...

قطعت باقى كلماتها بصراخ حينما جذبها من حجابها بقوة ولهجة الغضب الحائل بنبرته تغمر المكان: الا هيخرس دا هيكون أنتِ، أنتِ ليا يا همس وزي ما طعنتيني بخيانتك ليا هكسرك يا همس..
بكت وتباعدت عنه قائلة بدموع: أنا حاسه أنى بحلم!.
أجابها بسخرية: لا كابوس يا همس، بس مش فيه غيري أنا وأنتِ..

وألقاها أرضاً بقوة ثم شرع بالأقتراب منها فتباعدت عنه برعب ليقول هو بسخرية وألم: لما فوقت من الا أنا فيه كان عندي أمل واحد أنى أشوفك وأعملك الفرح الا كنا بنحلم بيه أنا وأنتِ بس مكنش عندي الجراءة أكلمك وأنا على كرسي متحرك وعاجز طلبت منهم يقولوا لأهلى وللكل أنى ميت بس كان أخر توقعاتي أنك تتخطبي بعد الخبر ب6شهور بس وبعد كدا تتجوزي غيره لا بجد شابو ليكِ قدرتي تخدعيني بحبك المزيف دا..

بكت بألم وهو تحاول جاهدت التغلب على ذاك القلب هل تشتاق لمحبوبيها القديم أما صاحب هذا القلب ولكن مهلا هل بعد عودته سينبض القلب بحب الزين!.
كلما تبعدت عنه بزحفها البطيئ كانت تزداد خطواته منها قائلاٍ بصوته الرعدي: خالينا نشوف مين هيقدر ينقذك مني يا همس..

وجذبها بقوة ليهوى على وجهها بصفعات عديدة كل صفعة حملت ألم لذكرى حملها لها بعشق، لم يستمع لصراخها لتهوى بين يديه كالجثة الهامدة فهمست بألم وضعف: زين..
جن جنونه ليركلها بقدميها بقوة حتى غابت عن الوعى...
توقف عن القيادة فرفع يديه يشدد من خصلات شعره بجنون وهو يستمع لأسمه الخافت من بين شفتها، يستمع لها تلوذ بالنجاة به وهو مازال بسيارته!
صرخ بقوة وألم: همس...

ثم قاد بسرعة جنونية كأنه يتحدى الموت لأجلها ولكن هل سيتمكن من أنقاذها بعدما أعد لها هذا الحبيب المجروح خندقٍ ليكون هلاكها؟!..
هل سيتمكن من ضمها لصدره بقوة مثلما فعل من قبل؟!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة