قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الحادي والعشرون

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الحادي والعشرون

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الحادي والعشرون

أغلقت عيناها فاقدة للوعى فبقي يلكمها بالضربات التى تخرج ما به من حقد ؛ فزفر بغضب حينما لم يجد منها سوى الهروب للظلام، جذب المقعد المجاور له ثم جلس بضيق تاركاً عيناه تتأملها بوعيد...
طافت عيناه تلك الحقيبة الملقاة أرضاً فأسرع إليها يفرغ محتوياتها بضيق وغضب حتى وجد الهاتف الخاص بها ففتحه ليرى صورها مع زين فكاد الجنون بالتسرب إليه حتى أنه حمل السكين الحاد لينهى عناءه مع تلك الفتاة...

على الطرف الأخر كان بحاول بشتى الطرق الوصول لمكانها عن طريق الهاتف فسعد للغاية حينما فُتح ليسرع بتحديد مكانها ليعزم الرحيل لهناك سريعاً ولكن لم يتركه عمر وسليم بمفرده لحقوا به لذاك المكان المنعزل ولكن ربما هو بحاجة للسرعة...

بالمندارة..
ولج فهد للداخل بخطاه الثابت ليجلس جواره قائلاٍ وعيناه تشع بالشرار: خلاص يا جدي أخدت بتار أبوى وعمي..
أستدار فزاع لحفيده بثباتٍ مشيراً بوجهه: إكده هرتاح يا ولدي..
تطلع له فهد بصمت ثم قبل يديه وصعد للأعلى بسكون يترابص به فيجعله أشد خطورة من زي قبل...

بالأسفل..
جلست هنية لجوار الفتيات تتبادل معهم الحديث بصدر رحب على عكس من تجلس جوارهم هائمة بعالم أخر، عالم لا يوجد به سوى من لفظ القلب بعشقه الفياض، عالم لا طالما رأته صعب المنال وها هو يصبح حقيقة مع كل دقة تتناغم بها الروح بهمسه...
أفاقت جيانا من شرودها على هزات صابرين الخافتة لها ظنٍ بأنها خجولة من الجلوس معهم ولكن تفاجئت بها تهرع للخارج بخطى سريع للغاية حتى أنها ظنت بأن تلك الفتاة قد جنت!.

أسرعت بالخطى حتى وجدته يقف بالخارج أمام الحدائق المطوفة لمنزل فزاع الدهشان يتحدث لرهف، وقفت محلها تتأملهم بنظرات متخشبة تعيد تفكيرها بما حدث أخيراً لا لن تقبل أن تضعه فى خانة الشكوك مجدداً عليها الثقة أولاٍ والصمود ثانياً، أقتربت منهم بخطاها المتزنة على عكس ما بقلبها لتستمع لحديثهم الحائل بينهم..
رهف بغضب: معرفش يا أدهم ليه طلب مني أسيب القاهرة وفجأة كدا!.

أجابها بعد وهلة من التفكير: أكيد خايف عليكِ يا رهف، الا حصل زرع عنده شكوك أن الكلب دا ممكن يأذيكِ..
وضعت عيناها أرضاً بحزن: بس أنا عايزة أكون جانبه يا أدهم، ثم رفعت عيناها على المكان بتفحص: مش حاسه بجمال المكان دا من غيره..
وهوت دمعاتها بلا توقف فخرج النمر عن صمته قائلاٍ بهدوء: متقلقيش يا رهف نهاية عثمان على أيدى وأوعدك بأنك هتنزلي مصر قريب..

رُسمت السعادة على وجهها قائلة بفرحة: طول عمرك شهم وجدع يا أدهم بجد مش عارفة أشكرك أزاي؟!
أكتفى ببسمة صغيرة: قولتلك قبل كدا مفيش شكر بين الأخوات...
إبتسمت بسعادة وكادت الرحيل لتجد تلك الفتاة تقف لجوارهم ولم ينتبه لها، تطلعت لها رهف بتعجب ولكن سرعان ما أنقلبت لهدوء تذكرها، إبتسم أدهم مشيراً لها بأن تقترب فأقتربت منهم...

رفع عيناه لها بنظراتٍ متفحصة باتت بالسعادة حينما لم يجد الشك يكمن بعيناها فخرج عن فترة صمته قائلاٍ بهدوء: جيانا خطيبتي وبعد أيام بسيطة الزوجة المستقبلية..
قالها بنبرة مرحة فأبتسمت رهف وهى تتبادل معها السلام قائلة بفرحة صادقة: ألف مبرووك حبيبتي وربنا يتتم لك على ألف خير..
بادلتها البسمة قائلة ببعض الخجل لحديثها: الله يبارك فيكِ
رفعت يدها بطريقة مسرحية: طب أستأذن أنا بقا عشان مكنش العزول...

وغادرت بأبتسامة مرحة بعد أن عمت الضحكات الوجوه ؛ فجلست جيانا تتراقبها بنظراتها حتى تخفت من أمامهم..
جذب أدهم المقعد وجلس جوارها يتأملها بعيناه الساحرة بنظرات لم تقوى على تحملها فأشاحت عيناه عنه قائلة ببعض الغضب: شايفة حضرتك سعيد!
زادت بسمته قائلاٍ بمكر: وأيه الا ممكن يضايقني وأنا شايف فى عيون حبيبتي ثقة كبيرة جداً!.
تراقبت كلماته بسعادة فجذب يدها إليه قائلاٍ بهمس: مش عايز أكتر من كدا يا جيانا.

سحبت يدها سريعاً بخجل فأستند بجسده على المقعد بخبث: أوك بس بعد كدا مفيش مفر
تلون وجهها بشدة ؛ فنجحت من التهرب من نظراته ولكن كيف ستفعل أمام تلك الكلمات!، أقترب منهم عبد الرحمن فكان المنقذ لها لتسرع للداخل سريعاً أما هو فجلس أمام النمر الذي أسرع بالحديث: مفيش أخبار؟
زفر عبد الرحمن بحزن: لا لسه بس سليم بيقول أنهم بيحاولوا يتعاقبوا الفون ربنا يستر بقا..

تلونت عيناه بحمرة الغضب ليلكم الطاولة بقوة: وجودي معاه كان هيفرق مش عارف أنا لحد أمته هقدر أتحمل تحكم جدك دا
أسرع عبد الرحمن بالحديث: لا يا أدهم أوعى تعمل أيه تصرف بلاش عناد أبوس أيدك عايزين نرجع على خير..
رمقه بنظرة نارية ثم جذب الهاتف وأبتعد عنه قليلاٍ ليرى ماذا فعل؟.

بالجناح المخصص لفهد..
شعر بأن النيران تنبعث من جسده بلا توقف فخلع عنه ثيابه وهوى أسفل المياه الباردة لعلها تكبت ما به ولكن كيف لها بالتسلل لقلبٍ يعانى وجعٍ يكفى عالم بأكمله!.
لا يعلم كم بقى أسفل المياه فجذب المنشفة حول خصره وخرج لينقى ما سيرتديه، ولجت راوية للداخل تراقبه بنظراتٍ ساكنة حتى تمردت الكلمات فأقتربت منه قائلة بغضب يلحقها بالحديث: أرتاحت!

أستدار بوجهه لها وعلامات الأستغراب تكسو ملامحه فأقتربت لتصبح أمامه مباشرة قائلة بسخرية: يعني لما أخدت بتارك أرتحت أو عمي رجع؟ مش شايفة فرق يعني؟
زفر بغضب لعدم مقدرته على خوض نقاش مؤلم فجذب قميصه يرتديه بأهمال لتجذبه بقوة والدموع تغزو عيناها القوية: رد عليا يا فهد أرتحت لما أقتل!
تطلع لعيناها بألم فرفع يديه يحاول أزاحتها عنها ولكن دفشته بعيداً عنها قائلة بعصبية: رد علي سؤالي.

بقى ساكناً أمامها حتى لا يفقد زمام أموره على من ملكت هذا القلب فخرج صوته الهادئ: مش حابب نتكلم بالموضوع دا أقفليه أفضل..
وتوجه للخزانة يكمل أرتداء الحلى السوداء أستعداداً للسفر للقاهرة ليتضم لزين ولكن سرعان ما تخلى عن هدوئه حينما جذبته قائلة بصراخ: وأنا مش هسيبك غير لما تجاوبني، أرتاحت بعد ما قتلت وبقيت مجرم!، خلاص قلبك أرتاح وحزنك على أبوك راح!

خرج عن هدوئه قائلاٍ بنبرة تشبه الموت بعدما جذبها بقوة لترى عيناه الممتلأة بحمرة الغضب: عيدي الكلمة دي تاني وأنا هوريكِ المجرم دا ممكن يعمل أيه؟

تخشبت نظراتها بعيناه والصدمة تخمن بوجهها فتركها بقوة كادت أن تسقطها أرضاً ثم جذب جاكيته وأغلق باب الغرفة بقوة كبيرة ليتوقف هذا الطوفان حينما يستمع لبكاء مكبوت فأستدار ليرى إبنته الصغيرة تقف جوار باب الغرفة بعدما أتت على صراخه، تألم قلبه كثيراً فبقى يتأملها لوقتٍ طويل قطعته قدمته حينما أقترب منها لينحني لنفس مستواها قائلاٍ بأبتسامة تزين وجهه: واقفة كدا ليه يا حبيبتي؟

لم تجيبه وبقيت تتأمله بخوف خرج عنها قائلة بدموع: أنت بتزعل ماما ليه؟
أخفى ما به قائلاٍ بهدوء: مين قال كدا أنتِ وأخوكِ وماما كل حياتي ومستحيل أزعل حد فيكم
ثم حملها بين يديه قائلاٍ بمكر: طب أنا عمري زعلتك؟
رفعت الصغيرة يدها على وجهها بتفكير: لا
تعالت ضحكاته على تصرفها الطفولي قائلاٍ بلهجة صعيدية بعدما طبع قبلة على وجهها: زين إكده روحى بجا ألعبي مع أخوكِ لحد ما أعاود وأجبلك معايا ألعاب كتيرة.

رمقته قائلة بغضب: هو أخويا بيلعب مع حد؟!..
وضع مشاكسته أرضاً قائلاٍ بمكر: خلاص ألعبي مع ولاد عمك سليم
زمجرت بوجهها الطفولي قائلة بغضب: مش بحب ألعب معاهم أنا هروح ألعب مع أحمد..
وتركته وهرولت سريعاً فأتلعها بنظراته قائلاٍ بسخرية: مش خايف غير منك أنت وسى أحمد مهو مستحيل أناسب عمر الحيوان أنا وهو مش ركبين على بعض..
وأشار بوجهه بسخرية وغادر بعدما تأهب بطالته الفتاكة وثباته المعهود...

صاح بغضب: يعني أيه؟ دا جنان يا حازم وممكن تخسر أخوك للأبد..
أجابه بحزن ونبرة محطمه: دا الا لازم يحصل يا أدهم حمزة لازم يفوق من الوهم دا وأنا الا هساعده
قطعه بحدة: بس مش بالشكل داا بلاش تنفذ الا فى دماغك وأسمعني...
إبتسم حازم بألم: لازم يحصل يا أدهم جايز دا الا هيحدد علاقتي بحمزة بقيت أيه؟، لو زي زمان فأنا مش محتاج وجوده جانبي.

زفر النمر بغضب ثم تحلى بهدوئه وحكمته الراناحة: ماشي يا صاحبي بس مش بالشكل دا هتنفذ الا هقولك عليه عشان متخسرش حمزة...
وبدأ النمر بقص ما يجب فعله فأستمع إليه حازم جيداً لينهى على تلك الأفعى بذاك السم القاطع التى أستخدمته من قبل!..

فتحت عيناها بضعف شديد لتجده يجلس أمامها على المقعد وبيديه سكينٍ حاد، أستندت على الحائط لتقف بصعوبة وجسدها يرتجف بقوة فزادت رجفة جسدها حينما رأت خندق صغير محفور بأسفل المخزن فعلمت بأنه ينوى قتلها ودفنها هنا دون أن تودع معشوقها بنظرة ستغمرها عمراً فوق عمرها...
تعال بكائها وهى تتراجع بألم ودماء منبعثة من جسدها بلا توقف فنهض عن مقعده قائلاٍ بسخرية: تحبي تموتي بأي طريقة؟

وقبل أن تحاول الثبات رفع سكينه ليغمسها بجسدها، باتت محاولتها بأن سقطت أرضاً وهى يحاول جاهداً غمس خنجره لينهى حياة تلك البائسة، حملت الغبار ثم ألقته بوجهه ليدعس عيناه بصراخ بينما تحملت هى على ذاتها لتلوذ بالهرب البطيئ لأصابة جسدها ولكن لم تعد تحتمل الخطى على جرحها أكثر فهوت أرضاً تحت أقدامه، لترفع عيناها المغمورة بالخوف والدموع فوجدته يقف أمامها شامخٍ بجسده المنسق فرددت بصوتٍ مبحوح من البكاء: زين...

هبط فهد من سيارته بتعجب حينما رأى نخلة ضخمة عائقة لطريقه ليعلم الآن بأن هناك محاولة للفتك به فتراجع ليقف أمام سيارته وعيناه تتفحص المكان كالصقر، لم تتخلى عنه القوة قط فكيف ستتركه الآن...
طاف به عدد من الرجال ليظهر أمامه هذا المهيب ويلقى بها أسفل قدم الفهد ليرفع نظراته عن الرجل لمن تمسد أسفل قدمه فكانت الصدمة حليفته ليردد بزهول: ريحانة!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة