قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل العاشر

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل العاشر

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل العاشر

قاد سيارته بسرعة جنونية وهى تطلع له بخوف شديد يبت بداخلها فأسرعت بالحديث الحامل لطيات القلق بين أحضانه: أنت واخدني على فين؟
لم يجيبها فنظراته كانت مسلطة على الطريق غير عابئاً بها...
أستدارت بجسدها له وهى تصرخ بغضب: وقف العربية يا زين
لم يستمع لها وزاد من سرعته فجذبت يديه بغضب فى محاولة بائسة منها بأن توقفه عن هذا الجنون..

وبالفعل كسر السرعة بوقفته المفاجئة لتصطدم همس بجانب السيارة الأمامي بقوة، شعرت بالدماء المنثدرة من رأسها بغزارة فلم يعنيها الآلآم وتحملت بقوة لتقوى على القادم برحلة هذا القاسي..
رفع رأسها سريعاً فجحظت عيناه بشدة حينما رأى الدماء المتغلغة بغزارة فهمس بصدمة: همس..
رفعت عيناها له تتأمل زعره بسخرية ولكنه لم يعبئ لنظراتها الحمقاء وتوجه بالسيارة سريعاً ليصل أمام المشفى بزمان قياسي ثم هبط إليها سريعاً..

فتح باب السيارة قائلا بخوف يسرى بقلبه المتحجر: أنزلى بسرعة..
جلست بسترخاء قائلة بهدوء: أنزل ليه؟
علم بأنها عادت لمعركة التحدى من جديد ولكنه لن يسمح لمكروه يصيبها فزفر بغضب: همس مش وقته العناد دا أنتِ بتنزفي!
إبتسمت قائلة بسخرية: وأيه يعني؟!..
صاح بصوتٍ غاضب: همس
رفعت عيناها له ببرود قائلة بنبرة ثابتة تتحلى بها لأول مرة: لازم أعتاد على الجرح والآلم لأنهم هيكونوا جزء من حياتي معاك..

صعق زين وهى تردد كلماتها الطاعنة لقلبه بلا رحمة مثلما فعل هو من قبل، فسترسلت حديثها قائلة بغموض: روحني البيت يا زين أنا مش هنزل لأى دكتور وفر تعبك...
أطبق على قبضة يديه بقوة كادت أن تهشمها وتوجه للسيارة ثم قاد مجدداً بذات السرعة، فاضت كلماتها بعقله فكان يود ءن يصفعها بقوة تفيقها وهذا ما كان يخطط لفعله ولكن ما حدث لها حطم خططه المدبرة...

توقفت السيارة مجدداً فهبط زين بمفرده وأختفى من أمامها، لا تعلم إلي أين ذهب؟ ولكن ما تعلمه بأنها بحاجة للضعف والبكاء، بكت همس بصوتٍ مكبوت، مكبل بالآلآم، آلم قلبٍ يتتوق لأحتضان عشقه المتيم، آلآم أنثي بحاجة لأمانها، نعم زين أمانها وملاذها المحبب لها!..
جففت دموعها سريعاً حينما شعرت بحركة تقترب منها لتجده يصعد مجدداً للسيارة بأكياس مغلقة ثم توجه بالسيارة لمنطقة معزولة عن المساكن...

توقفت السيارة فزفرت همس بضيق: ممكن أفهم حضرتك جايبني هنا ليه؟
تطلع لها بنظرات نجح بكبت مغزاها فرفع يديه على وجهها يقربها منه، صعقت للغاية ولكن زالت قوتها الزائفة فلم تقوى محاربته أو الأعتراض!..

تطلع لها قليلا بعيناه الهائمة بالكثير من الأسئلة والعتابات لها، حتى هى تحمل ذاتها ليقطعها حينما خلع عنها الحجاب فأغمضت عيناها لتهوى دمعة حارقة من عيناها، نعم هو من يؤذيها ويدويها مجدداً!، من يحطمها ويحاول لم أشلاء قلبها الممزق!، كم لعنت ضعفها وهى تحاول أخفائه بقوة مصطنعة!..
فتحت عيناها تتأمله وهو يطهر جروحها ويضمدها جيداً فأبتسمت بسخرية...

عدلت من حجابها حينما أنتهى من معالجتها فبقى هو لجوارها ساكناً، عيناه تتوجج بالعواصف التى يود أشعالها، يلهى ذاته بالنظر لخارج السيارة ولكنه لم يعد يتمكن من كبت زمام أموره...
خرج صوتها الساخر فكان حافز قوى لخروج وحش القسوة من عرينها: دايما أنت بتكون السبب فى جروحي وبرضو بتحاول تعالجني!، يمكن عشان أكون كويسة وأستحمل باقي الجروح؟..

حطمت ما تبقى من صمته وسكونه الزائف فخرج من سيارته ثم توجه لها ليجذبها بقوة صرخت لأجلها بقوة، جذبها لتقف أمام شعلة عيناه المشتعلة قائلا بصوتٍ مخيف للغاية: أنتِ صح أنا الا سبب جروحك وهفضل كدا على طول يا همس عشان كدا جبتك هنا عشان أحط حد للعلاقة دي...
إبتلعت ريقها بخوف لا مثيل له فجاهدت الكلمات بالخروج قائلة بأرتباك: تقصد أيه؟

أقترب منها ليكون مقرباً للغاية، يتأمل عيناها بأخر نظراته المحلالة له، ليخرج صوته بعد مدة طالت بالصمت قائلا بنبرة تسمعها لأول مرة: ليه دايما بتشوفي عذابك أنتِ وأنا لا؟!، ليه دايما شايفة نفسك بتعاني وأنا لا؟!..
كادت الحديث فرفع يديه بتحذير: لا أتكلمتِ بما فيه الكفاية النهاردة أنا الا هتكلم وأنتِ الا هتسمعي..

قالها بصوتٍ مخيف جعلها تشعر بأنها النهاية لعلاقتهم، فهوت دمعاهتها بصمت وهى تستمع له، بينما أسترسل هو حديثه بثباته الفتاك: كنتِ حابة يكون أيه تصرفي وأنا سامع أخويا الوحيد وإبني الا ربيته على درعي بيموت!، كانت كل أمنياته أن حبيبته تحس بيه وتحبه ربع الحب الا حبهولها!، لا وكل دا وهو بيلفظ أنفاسه الاخيرة بسبب الحادث الا عمله فى نفس اليوم الا سبيته فيه كنتِ عايزاني أنزل من سفري وأجي أضمك على الا حصل لأخويا الوحيد؟!.

أزدادت بالبكاء فجذبها لصدره القوى قائلا بعين تفيض بالقوة والقسوة معاً: لا يا همس دموعك دي مش هتمنعني أنى أتكلم، خلاص مبقتش تآثر فيا، لازم تسمعي كل كلامي عشان متعشيش فى وهم مزيف أنك الا بتتآلمى والباقي لا، أتالمتي أوي لما كشفت وشي ليكِ مع أنها كانت خدعة حاولت أرسمها صح ومحستيش بلا أتحط جوا النار دي من أول ما عينيه وقعت عليكِ؟!، محستيش أد أيه كنت بتألم بين قلبِ الا حبك وبين أنك كنتِ لأخويا وبين أنتقامي منك؟!، محستيش بآلمي وأنا بعلن ليكِ وش بني آدم تاني بعيد عن شخصيتي، محستيش بيا وأنا بكسرك وأنا الا بنكسر من جوايا؟!.

سحب يديه المحاوطة لجسدها قائلا بسخرية: لا محستيش يا همس وياريت دا بس لا وعقبتيني وأنت سامعاني بموت جانبك فى الساعة ألف موتة ومستمتعة جداً وأنتِ شايفاني كدا!.
عل صوت بكائها فأكمل بغضب: محستيش بكل دا لأنك أنانية شفتي وجعك قبل وجعي لكن أنا عالجت وجعك الا أنتِ من شوية بتسخري منه حتى لو كنت أنا السبب فيه!، عارفة ليه؟

رفعت عيناها العاتمة بالدمع ليكمل بسخرية وصوت يكاد يكون مسموع: لأني حبيتك بجد بس خلاص جيه الوقت الا أحررك فيه من جرحي وقسوتي الا أنتِ شايفاهم
أنقبض قلبها وهى تستمع له بخوف يتزايد مع كلماته!، يخترق أضلاعها بخنجر مسنون وهى تستمع له وتتوقع ما يود قوله...

أقترب منها زين حتى لفحت أنفاسه وجهها، أستند بوجهه على جبهتها مغلق عيناه بقوة كأنه يستعيد قواه أو ربما هو وداع أخير لما يجمعهم، إبتعد عنها بعد دقائق ليقف أمام عيناها الباكية قائلا بصوتٍ خالى من الحياة: خلاص يا همس النهاردة هحررك من العلاقة دي بشكل أبدي.

أقتربت منه بصدمة وعيناها مركزة على خروج مسمع كلماته برعب، فصمت كثيراً يجاهد لقول تلك الكلمة اللعينة التى ستعلن وداعهم الأخير، ستبتر أجزاء من القلب والروح، نعم يعلم ولكن عليه ذلك...
بدت القوة بعيناه قائلا ونظراته مسلطة على من تقف أمامه: أنتِ ط...
كاد أن يكملها فصرخت بجنون وهى تغلق فمه بيديها معاً، تبكى بجنون أكبر وتحرك رأسها بعنف: لااا يا زين متقولهاش...

بكت بقوة ومازالت تصرخ وتترجاه أن لا يحطمها بتلك الكلمة القاسية لتسقط أرضاً أمامه، تجلس تحت قدميه فلم تعد تحملها قدماها على الوقوف ولا جسدها على البقاء لسماع موتها بذاتها، بينما بقى هو محله يجاهد دمعاته الحارقة على أن تتبلد محلها ولكن شهقات دموعها حطمت ما تبقى له لينحني القاسي ذو القلب المتحجر ويتأملها عن قرب بأعين متلهفة لرؤية عيناها، جاهد ليرفع رأسها المنكوس أرضاً تخفى دمعاتها القاتلة ولكنه فشل فبقي لجوارها هادئاً للغاية وهى بأصعب أختبارها لتستمع باقي كلماته القاتلة أو أن يقترب منها بحنانه المعتاد...

صدح الآذان بالمكان بأكمله لتستغفر الله كثيراً وتدعو بداخلها أن يجمعهم مجدداً بالخير فهى تعشقه حد الجنون، ظلت تردد الدعاء إلى أن أنتهى فرفعت عيناها لتبحث عنه ولكنها تفاجئت أنه لجوارها...
تأملها بثبات زائف وهى تتمزق من الداخل فهى الآن بحاجته تخشى أن يتركها ويعيد كلماته مجدداً، أشاحت بعيناها بعيداً عنه ليخرج صوتها الباكي: أنا بحبك يا زين بحبك أوى..

وتعالت صيحات بكائها الحارق وهى تحتضن الأرض بدمعاتها المتخفية منه، لتقول مسرعة بآلم: أي كان قرارك أرجوك قوله دلوقتي..
علم ما يقصد فكبت آلمه ورفع وجهها بيديه ليقربها منه قائلا بصوتٍ غامض: أنتِ...
أغلقت عيناها بقوة ويديها ترتجف لسماع ما سيقول ليكمل هو: أنتِ أحسن حاجة حصلتلي فى حياتي يا همس، رغم كل الالم دا بس بعشقك..

بكت بقوة فظنت أنه سيحاول قولها مجدداً فجذبها بقوة لأحضانه لتحطم أضلاعه بدمعاتها الطاعنة حينما سقطت بوابل من الدموع والبكاء بعدم تصديق لما كان سيحدث لها أن أنهى علاقتهم سريعاً، همس بصوته الحزين، الذي يكاد يكون مسموع: اللحظة دي مش هتحصل تاني يا همس أوعدك..

لم يزيدها حديثه سوى البكاء فشددت من أحتضانه والتعلق به بقوة أسقطته أرضاً لجوارها، نجحت بدموعها الغزيرة نقل ما سيحدث لها أن إبتعد عنها، نعم تعلم بأنها مخطئة مثله ولكن لا تريد الأبتعاد عنه...

مرت الدقائق الكثيرة ومازالت ساكنة بأحضانه حتى غفلت من كثرة بكائها، شعر بحركتها الخافتة فأبعدها عنه برفق ليجدها تغط بنوماً عميق، أحتضانها مجدداً بعدم تصديق مما كان سيفعله من تصرف أحمق للغاية ثم قبل رأسها قائلا بهمس مسموع لها: أنا آسف يا حبيبتي..
وحملها بين يديه ثم نهض بها لسيارته وتوجه عائداً لمنزله...

بقصر حازم السيوفي...
صعد للأعلى فوجدها تنتظره والغضب يكاد يقتلها فما أن رأته حتى أسرعت إليه قائلة بعصبية: أنت مفيش فايدة فيك يا حازم
جلس على الفراش وأبدل ثيابه بهدوء تاركها لتهدأ قليلا ولكن هيهات، جلست جواره لتخرجه من صمته حينما قالت بغضب: رد عليا يا حازم الحيوان دا بيعمل أيه هنا؟!
أستدار لها قائلا بنبرة تلتمس الهدوء وتسعى لبتر الغضب: الحيوان دا يبقا أخويا يا رهف
رمقته بسخرية: أخوك!

أجابها بتأكيد: أيوا أخويا وذا ما دا بيتي بيته كمان لأنه شريكي فى كل حاجة بالنص لازم تفهمي دا كويس...
هوت دمعاتها وهي تستمع له بصدمة فرددت قائلة بحزن: يعني أنا الا طلعت وحشة دلوقتي يا حازم وهو الحلو بعد كل الا عمله؟!

زفر بغضب وهو يحاول الهدوء قليلا ليجذبها إليه بعدما كانت توشك على الرحيل، جلست أمامه فتحدث لها برجاء: رهف عشان خاطري أفهميني، صدقيني أنتِ أغلي حاجة عندي فى الكون دا كله، عشقي ليكِ مالوش وصف ممكن أضحى بكل حاجة عشانك، بس حمزة الدنيا ظالمته كتير أوى وصل للمرحلة دي غصب عنه مش بأيده...

ألتزمت الصمت فجذبها لتقف أمامه محتضن وجهها بيديه: عارف يا حبيبتي أن الا عمله كتير وخاصة معاكِ أنتِ بس عشان خاطري نديله فرصة لو متغيرش أنا بنفسي الا هطرده من هنا..
رفعت عيناها له لترى ما فعله لأجلها فخجلت من ذاتها للغاية لتسرع بالأشارة له بالموافقة فأحتضنها بسعادة حقيقة...
بالأسفل...
أستندت برأسها على الأريكة بحزن يطوف بعيناها فأقترب منها حمزة بقلق: أنتِ كويسة؟

أعتدلت بجلستها وتأملته بغموض ثم قالت بصوتٍ منكسر: بحاول..
جلس جوارها قائلا بخزن: رتيل أنا كنت عايز أرجعك لعمي معرفش أنتِ عملتِ ليه كدا؟
قطعته بأبتسامة تحمل للسخرية معالم ثم قالت بصوتٍ باكي: عارف يا حمزة لما خطفتني كنت أتمنى أنك تقتلني بجد عشان أخلص من حياتي البائسة دي..

تطلع لها بغضب لتكمل هى ببكاء: طول عمري عايشة فى وجع الناس بتشوفني من برة بترسملي صورة بعيدة عني تماماً، عشت عمري كله بتمنى الأنسان الا حبيته يتغير مكنتش عايزاه يعرف بحبي دا وهو كدا..

رفعت عيناها له لتقول بتأكيد: أيوا يا حمزة كنت بتمنى تتغير وساعتها كنت هعافر عشان أعرفك بحبي أو تحس بيا بس مكنتش عايزاك كدا، ورغم كل دا عشت حياتي عادى جداً مع المعتاد فى حياتي من أبويا، كل حاجة كانت بالغصب حتى أختياري للكلية أتلغي عشان هو مش حاببها، كل حاجة عنده رأى مختلف عني بيتدخل فى كل حياتي حتى لبسي وأعتراض كامل على حجابي وأصدقائي أخر مرة وصلت أنه حدد جوازي مع أكبر رجل أعمال أيوا منصبه كبير فمفيش داعي أبص لسنه الا أكبر من أبويا بخمس سنين...

تحطم قلبه وهو يستمع لها فبكت قائلة بأنكسار: طول عمري بدافع أنا التمن يا حمزة..
رفع يديه على يدها قائلا بعشق: مش من النهاردة يا رتيل..
تطلعت له بعين تفيض بالدمع ليكمل هو: أنا أتغيرت من اللحظة الا عفا فيها حازم عني بعد كل الا عملته أتغيرت من اللحظة الا فوقني فيها على حقيقة أن الحب تضحية مش أنانية وأنا كنت أناني عشان كدا قررت أرجعك لعمي..
إبتسمت قائلة بخجل: الخطوة دي الا رجعت حبك فى قلبي من جديد...

رفع يديه يزيح دمعاتها قائلا بصوت كبت لسنوات عديدة: بحبك لأبعد حد ممكن تتصوريه
هتغير عشانك يا رتيل عشانك أنتِ وبس..
إبتسمت بفرحة لا مثيل لها، وأطبقت يدها على يديه بينما هناك على الدرج كان تتأملهم رهف بأبتسامة متوردة بالخجل لتعلم الآن بأن عليها منحه فرصة مجدداً..
هبط بها حازم للأسفل فوقفوا الأخرين، تطلعت لها رتيل بأبتسامة هادئة على عكس حمزة تهرب من نظراتها بخجل لما فعله...

حازم بثبات: رهف مراتي ودى رتيل بنت عمي
تبادلت كلا منهم التحية فقطعهم دلوف الخادمة قائلة لحازم بهدوء: الفطار جاهز يا فندم والمغرب آذن من ربع ساعة..
أشار لها بالأنصراف ثم أشار لرتيل بالتقدم بلحقت به، كادت رهف أن تتبعهم ولكنها توقف على صوت حمزة قائلا وعيناه أرضاً: أنا عارف لو أعتذرت ميت سنة قدام مش كفايا على الا عملته بس لو قدرتي تسامحيني يكون كرم كبير منك..

جاهدت شعورها بالغضب تجاهه قائلة بأبتسامة خفيفة: مسامحاك يا حمزة
رفع عيناه لها بزهول فتطلعت لحازم الذي يعد الأطباق قائلة بهيام به: متستغربش أنا نفسي مكنتش هسامحك أبداً بس حازم أقنعني أن الفرصة دي ممكن تحيك من جديد وأنا حسيت من كلامه أد أيه بيتمني أن دا يحصل فمقدرتش أني أساعده فى حاجة حتى لو كان الأمل فيها صفر فى المية لمجرد أني أشوف بسمته..

وتركته رهف وتقدمت منهم، تركته بآلم أخترق قلبه وهو يتأمل أخيه الذي ظن به السوء على الدوام...
أقترب منه والدموع تغزو وجهه وعيناه مسلطة عليه وهو يقف أمامه بزهول...
تطلعت لهم رتيل ورهف برعب وهو يقف أمام أخيه بصمت طويل فقط النظرات السائدة بينهم ليقطعها حمزة حينما خر باكياً بين يدي شقيقه ليبكي الأخر ويحتضنه بقوة كأنه أسترجع شخص غالي غادر الحياة منذ سنوات كثيرة...

سعدت رتيل كثيراً وكذلك رهف ولكن تساقطت دموعهم من المشهد المحطم للقلوب، خرج صوت حمزة هامساً له بندم: سامحني، سامحني يا حازم أنا غلطت فى حقك أوى
شدد من أحتضانه قائلا بصوتٍ صادق: سامحتك من زمان أوى ودلوقتي خلاص مفيش مكان للكلام دا مصدقت أنك ترجع من تاني..
تطلعت رهف لرتيل بمشاكسة بعدما غمزت لها بطرف عيناها فقالت بحزن: على فكرة أنا هنا وأبتديت أغير.

رتيل بغضب مصطنع: واضح كدا أنهم خلاص أتحدوا وهيخرجونا من حياتهم خالص.
رهف بضيق مصطنع: حازم بيكدب عليا وبيقولي الحضن دا ملكك أنتِ يا حبيبتي والوقتي بيخوني عيني عينك كدا حتى مصبرش لما أفطر!
إبتعدوا عن بعضهم البعض بأبتسامة واسعة نجحت الحوريات برسمها بنجاح على وجه معشوقها، فجلس كلا منهم لجوارهم وتناولوا طعام الافطار بسعادة تدلف للقلوب لأول مرة.

بمنزل طلعت المنياوي...
أنهت الطعام بأعجاب بدا على ملامح على وجهها فقالت بأبتسامة هادئة: الأكل جميل أوى
بادلتها سلوى الأبتسامة قائلة بمحبة: بالهنا والشفا حبيبتي.

شعرت بشيء من الراحة تجده بداخلها، وزعت نظراتها بينهم لتجد ضحكات الفتيات المشاكسة تملأ الغرفة الخاصة بهم وبالخارج أصوات الرجال تبعث تبث الآمان بشيء غامض لها، وجدت الأحترام من الفتيات لتلك السيدات ومساعدتهم بأن قاموا بحمل الأطباق بعد تناول الطعام فأسرعت تعاونهم بستغراب من ما فعلته فلم تظن يوماً أنها ستفعل واجبات المنزل اللغيضة لها...

أقتربت منها نجلاء سريعاً: لا يا حبيبتي أنتِ تغسلي أيدك وتقعدي متتعبيش نفسك البنات هتشيل كل حاجة..
إبتسمت قائلة بهدوء: هو أنا مش بقيت منهم؟
ريهام بتأكيد: أكيد ياحبيبتي..
جيانا بمرح: أنتِ أنضميتي من أول التعارف يا قلبي مش كدا يا ياسمين؟
تعالت ضحكاتها قائلة بتأييد: كدا ونص كمان
سعدت للغاية وشاركتهم ما يفعلوه بصدر رحب حتى أنها صعدت معهم للأعلى ليبادلوا ملابسهم للذهاب مع الشباب...

ولجت مع جيانا للداخل فجلست على المقعد تتابعهم بأبتسامة هادئة إلى أن أنهت كلا منهم تبديل ملابسها ثم شرعن بأرتداء الحجاب..
أقتربت منها ياسمين قائلة بحماس: تعالى معايا يا صافي..
أجابتها بستغراب: على فين؟
إبتسمت الأخري وأشارت للأعلى: شقتنا فوق هغير أنا كمان عشان مش نتأخر
نهضت عن المقعد وصعدت معها للأعلي بأعجاب لأطباق المنزل المرتب رغم إتسامه بالبساطة البادية...

طرقت ياسمين باب المنزل بسعادة لصعود صابرين معها فأستدارت قائلة: ها يا ستى أيه رأيك فى البيت كله بقا
صعدت أخر درجة قائلة ببسمة هادئة: جميل بجد يا ياسمين وأحلى حاجة فيه الراحة النفسية
رفعت يديها أمام صدرها بغرور مصطنع: متقلقيش معانا الراحة كلها.
أنفجرت صافي من الضحك حتى أصبح وجهها شديد الحمر قائلة بصعوبة بالحديث: أنتِ كارثة بجد
ياسمين بتأكيد: هو أنتِ لسه شوفتي حاجة صبرك بالله بس.

تعالت ضحكاتها بعدم تصديق فلم ترى من يتأملها بغموض ويستمع لها منذ الصعود..
زفرت ياسمين بملل وهى تعيد طرقها الشديد على الباب..
: فى حد عاقل يخبط كدا؟
أستدارت الفتيات سريعاً لتراه يقف خلفهم بعدما صعد ليبدل ثيابه هو الأخر...
تعلقت عيناها به ولكن سرعان ما أخفضتها بخوف ينبش بقلبها بينما أقتربت منه ياسمين قائلة بغضب: أعمل أيه أخوك يوسف عامل شبه الا واقع على ودنه!.

تركها وأكمل الدرج ليخطو من جوارها فتخشبت محلها كأنها تعرضت لصاعق كهربي حاد، رائحته تسللت لها لتغمغمها بطائفة خاصة به، فتح الباب فدلفت ياسمين بتعجب من بقائها بمحلها فقالت بستغراب: مدخلتيش ليه يا صابرين؟

أفاقت على صوتها فتطلعت لها بأشارة برأسها برفق ثم همت بالدخول لترفع عيناها له ترمقه برعب على أن يتنح جانبٍ حتى تتمكن من الولوج، تركته ياسمين وتوجهت للمطبخ بخجل من النظرات بينهم فأعدت لها المشروبات بينما ظلت بالخارج تتأمله بخوف وهو بملامح تسلية لرؤيتها هكذا...
أقترب منها فتراجعت للخلف بزعر لتنحصر بينه وبين الباب فأخفض رأسه لمستواها قائلا بهمسه الرجولي وإبتسامة التسلية تعلو وجهه: مبكلش بني آدمين أنا.

تمتمت بخفوت: ها
أزدادت بسمته وأقترب منها أكثر قائلا بسخرية: لو حابب أقتلك مثلا أكيد مش هعملها فى بيتي ووسط عيلتي!
صعقت بشدة وتطلعت له بأعين تكاد تصل للأرض فأعدل من جاكيته وإبتسامة النصر تحفل على وجهه ثم ولج لغرفته تاركها بالخارج تلفظ أنفاسها المنقطعة بصعوبة...
حملت ياسمين الأكواب وخرجت تبحث عنها فتفاجئت بعبد الرحمن يدلف لغرفته فخرجت لتجدها مازالت بالداخل..
ياسمين بسخرية: أيه يا صافي المكان عاجبك بره!

هبطت لأرض الواقع بفضلها فلحقت بها للداخل، جلست على الأريكة فناولتها ياسمين الكوب قائلة بأبتسامة بسيطة: أشربي بقا الكوكتيل دا من أيدى وقوليلي رأيك؟
وضعته جانباً قائلة بتعب: لا والله يا ياسمين ما أقدر أنا تقلت فى المحشع دا أوي
أنفجرت من الضحك ثم قالت بصعوبة: محشي، ما علينا هعتقك بس لو أخدتي بق صغير وقولتيلي رأيك..
حملت الكوب ثم أرتشفت رشفة صغيرة قائلة بأعجاب: جمييل بجد.

إبتسمت بسعادة ثم فتحت التلفاز قائلة بهدوء: طب أتفرجي بقا على أي حاجة لما أصلى المغرب الأول قبل ما ألبس
وتركتها وحملت المصلاة (السجادة) لتوقفها قائلة بخجل: ياسمين
أستدارت لها بعدما أرتدت حجابها قائلة بأبتسامة هادئة: نعم يا حبيبتي
أجابتها بعد أن نهضت عن الأريكة: ممكن أتوضا عشان أصلى المغرب أنا كمان
زُهلت ياسمين وتطلعت لها كثيراً فقالت بخجل: ولا أقولك خلاص هبقا أصلي فى البيت.

أسرعت بالحديث: لا طبعاً تعالى معايا
وأرشدتها ياسمين بسعادة ولكن مازالت الصدمة تحفز تعبيرات وجهها فما أن رأتها ترتدي هكذا ظنت بأنها بعيدة عن ربها لا تعلم بأن تلك الفتاة تحمل معاناة كبيرة تحت مسمي قاتل!..
خرجت من الحمام فقدمت لها ياسمين حجاب قائلة بأبتسامة واسعة: جهزتلك السجادة خلصي وأنا فى أوضتي..
وأشارت لها عن غرفتها ثم غادرت لتشرع هى بأداء صلاتها بحرافية على عكس المتوقع...

أبدل عبد الرحمن سرواله ثم جذب قميصه بضيق شديد وخرج يبحث عن ياسمين بغضبٍ جامح ولكنه تصنم محله بصدمة لا مثيل لها حينما رأها هكذا...

أنهت صابرين صلاتها ثم حملت المصلاة ووضعتها على المقعد المجاور لها، خلعت عنها الحجاب ووضعته أيضاً ثم أقتربت من المرآة تعدل شعرها ليعود مثل قبل، أستدارت متوجهة لغرفة ياسمين ولكنها تخشبت محلها بخجل حينما رأته يقف أمام عيناها عاري الصدر، يتطلع لها بزهول وصدمة كبيرة، وضعت عيناها أرضاً بأرتباك ثم أسرعت لغرفة ياسمين ولكن يديه كانت الأقرب لها..

أرتجفت برعب فهي قوية للغاية ولكنها تخشاه حد الجنون، وقف أمام عيناها قائلا بستغراب: ياسمين الا جبرتك؟
رفعت عيناها الغاضبة له لتقول بسخرية: هتجبرني على فرض ربنا؟!
لا ما يحدث معه ليس حلمٍ سخيف من تلك الفتاة التى يراها أمامه؟!..
جذبت يدها من يديه ثم ولجت للغرفة أمامها بأرتباك، لما تعلم أنها الغرفة الخاصة به؟..

شعر عبد الرحمن بأن تلك الفتاة غامضة للغاية، هناك الكثير التى تخفيه بنجاح وعليه معرفة ذلك، ولج لغرفة ياسمين بعدما إستمع لأذنها بالدلوف فألقى القميص على الفراش بضيق: مش قولتلك الصبح يا ياسمين أنى هلبس دا بليل ليه مش كوتيه؟
أنهت أرتداء حجابها قائلة بأسف: أنا أسفة يا عبد الرحمن والله نسيت خالص، هات وأنا هعملهولك فى ثانية..

أشار لها بتفهم فحملته وخرجت سريعاً لتنظمه له أما هو فأنسحب لغرفته المجاورة لها ليجدها بالداخل تحمل البرفنيوم الخاص به وتترك عبيره يتسلل لأنفها وما أن رأته حتى سقطت من بين يديها لتتحطم لقطع صغيرة..
أرتجفت برعب وحاولت جذب الزجاج سريعاً قائلة بخوف: أنا أسفة جداً بس أفتكرت أن دي أوضة ياسمين..
أقترب منها فتراجعت للخلف سريعاً قائلة بلهفة: متزعلش هجبلك واحدة غيرها..

ضيق عيناه بزهول فقطعته ياسمين حينما قدمت له القميص قائلة بأبتسامة هادئة: أهو يا سيدى
ثم أستدارت بوجهها لها: يالا يا صافي..
أشارت لها بأمتنان ثم لحقت بها للأسفل تحت نظراته الغريبة لها...

بالأسفل...
هبط أدهم بعدما أنهى تبديل ملابسه لسروال أسود وقميصٍ أسود ضيق يبرز عضلات جسده القوى، هبط ليجدها تجلس على الأريكة ولجوارها تجلس مكة وغادة يتبادلان الحديث فيما بينهم...
شعرت بطيف من الهواء العليل فعلمت بأنه أوشك على الأقتراب منها، رفعت رأسها فى أتجاهه فزهلت من وسامته الغامضة، فهى تشعر بأنه يمتلك جاذبية لكل نوع مختلف من الثياب حتى تسرحات شعره تجعله جذاباً للغاية...

أقترب منهم وعيناه تجوبها بفستانها الودري المرصع ببعض الورود البيضاء البسيطة وحجابها الأبيض فكانت جميلة للغاية، خرج صوته قائلا وعيناه ترفض ترك عشق القلب: جاهزة؟
أشارت له بخجل فأشار لها بالخروج معه لتتابعه للخارج وهمسات مكة وغادة عليهم تلاحقهم...
هبطت صابرين مع ياسمين فمرأوا من أمام الشقة الخاصة بأحمد...

أغلق أحمد باب شقته وأستدار ليهبط ولكنه تخشب محله حينما رأى حوريته تتآلق بفستان أسود اللون هادئ للغاية وحجابها الرقيق بوجه خالى من المساحيق التجملية، أقترب منها أحمد بأبتسامة ساحرة قائلا بهيام دون الوعي لوجود صافي: أيه الجمال دا؟!
خجلت للغاية وهى توزع نظراتها بينه وبين صابرين بخجل لا مثيل له، أخفت صافي بسمتها على ما يحدث فعلمت الآن بأنه خطيبها الذي تحدثت عنه كثيراً...
: مفيش فايدة فيك؟!

قالها من يهبط الدرج خلفهم فأسرع أحمد بالتراجع والوقوف بجدية حينما رأى صابرين وعبد الرحمن، أكمل عبد الرحمن الدرج للأسفل قائلا بغضب: أنا مش قولتلك ميت ألف مرة تتكلم بآدب معاها..
أحمد بسخرية: وأنا عملت أيه يعني مأنا بتكلم بأدب أهو؟!
أشار له بعيناه بالهبوط من أمام عيناه فهبط على الفور لتلحقه الفتيات ومن خلفهم عبد الرحمن بثباتٍ تام...

جلست جيانا معه بالخارج بأنتظارهم فتأملها بصمت قطعه حينما قال بصوت منخفض: جميلة فى كل حالاتك يا جيانا..
تطلعت له بزهول فأبتسم قائلا بعشق: مش شايفة نفسك؟!
خجلت للغاية وجاهدت لأخفاء عيناها عنه ولكن لم تستطيع ليكمل هو: خلاص الهروب دا معتش هيكون له وجود لأنك هتكوني مراتي..

وضعت عيناها أرضاً وبسمتها تحتل وجهها، قلبها يخفق بقوة، عقلها يعاركها بجنون أن تهرب من أمام عيناه الممزوجة بالحدائق الخضراء، أخرج أدهم من جيبه علبة ملفوفة بحرافية وبداخلها ورقة صغيرة مطوية قائلا بصوته الرجولي العميق: عارف أن أعياد الميلاد عندنا بدع وبالأخص فى بيتنا هنا بس أنا شايفه أجمل يوم عارفه ليه يا جيانا؟

نبض قلبها بجنون فرفعت وجهها له تشير له بأنها لا تعلم، بأن يتحدث ويخبرها المزيد، تريد سماعه، تريد النظر لسحر عيناه الدافئة، تطلع لها بصمت قائلا بهيام بعيناها: مش لأن أجمل ملاك جيه الأرض فى اليوم دا بالعكس لأنى أنا الا أتولدت من جديد..
ضيقت عيناها بعدم فهم فسترسل حديثه قائلا بهمس حتى لا يستمع إليه أحد: لأن فى اليوم دا من سنة تقريباً أكتشفت أن لقلبي عشق تانى بعيد عن العلاقة الا كانت فى حياتي..

صمت قليلا يتأمل ملامحها بأبتسامة جانبية مثيرة قائلا بنبرة منخفضة: العشق دا ليكِ يا جيانا..
لم تعد تحتمل قرع الطبول عليها الفرار من أمامه، عاد لثباته الطاغي قائلا بهمس جادي: عيني العلبة فى شنطتك
تطلعت لما يتطلع إليه فوجدت أحمد وعبد الرحمن يتوجهون إليهم بصحبة صابرين وياسمين...
وقف أدهم قائلا بغضب: كل دا بتعملوا أيه بالظبط؟
أحمد بضيق: أنا جاهز من بدري عبد الرحمن هو الا أتاخر.

رمقه بنظرة محتقنة ثم توجه للداخل قائلا بضيق: هجيب مفتاح العربية من عمي بدل ما نتبهدل فى المواصلات..
وتركهم وتوجه للداخل فتطلع أدهم لأحمد بغضب ليرفع يديه سريعاً: والله ما عملت فيه حاجة هو نازل كدا..
رمقه بضيق ثم وجه حديثه للفتيات: هنستناه تحت...

وهبطوا جميعاً للأسفل، تطلعت صابرين للحارة بأعجاب شديد ونظرات تتلفت هنا وتتفحص هناك، وقفت الفتيات بالخلف وأمامهم كان يقف أحمد وأدهم بأنتظاره، مرأ من أمامهم شبابٍ أعينهم تكاد تقتلع على صابرين فنظر لهم النمر بعيناه القابضة للأرواح فأسرعوا بالركض من أمامه...
بعد دقائق وقف عبد الرحمن بالسيارة أمامهم فصعدت الفتيات بالخلف لتنطلق إلى وجهتهم التى لا تعلمها صافي بعد...

بفيلا زين...
فتحت عيناها بفزع فصرخت بجنون: زين، زين...
تفحصت الغرفة بأرتباك لتجده يخرج من حمام الغرفة سريعاً بعدما وضع المنشفة على خصره فأقترب منها بلهفة: فى أيه؟، أنتِ كويسة؟!
أحتضنته ببكاء حارق كلما تذكرت بأنها كانت على وسك خسارته، أبعدها عن أحضانه قائلا بنبرة تحمل الحنان المعتاد به: ممكن تهدأي الا حصل النهاردة دا مش هيتكرر تاني أبداً
رفعت عيناها له برجاء: بجد يا زين؟

إبتسم قائلا بعشق: وعد يا نبض قلب زين
إبتسمت بخجل ثم صرخت بجنون فزع لأجله زين وهو يراها تهم بالأبتعاد عنه لتسقط أرضاً وتصرخ ألماً، أقترب منها سريعاً قائلا بستغراب: فى أيه؟
أغلقت عيناها بيديها قائلة بصراخ: أنت ازاي تقف كدا أدامي؟! أنت أيه معندكش أخوات بنات؟.
إبتسم قائلا بسخرية: للاسف الشديد عندي
رمقته بضيق: أنت مش متربي فى بيتكم على فكرة
جفف صدره بقطرات المياه قائلا بسخرية: وأنا فى بيتي على فكرة.

تطلعت له بغضب وهمت بالخروج فأوقفها حينما جذبها بأبتسامته الساحرة قائلا بصوت منخفض: أولا أنتِ مراتي، ثانيا أنا مجاش فى بالي أنى لما أخلص الشاور أخرج ألقاكي فوقتي!، ثالثاً بقا ودا الأهم أنى واخد لبسي معايا جوا ومحترم نفسي لكن مش ذنبي أن حالة جنون العشق دي هترجع تهاجمك من جديد وتخليني أخرج كدا؟!.
أستدارت له بغضب وهى تردد بضيق: حالة، جنون العشق؟!

وقبل أن يتحدث كانت تلكمه بقوة قائلة بغضب: أنا الا غلطانه أنى حبيت واحد زيك من البداية
حاول التحكم بها ولكن لم يستطيع ليختل توزانها وتسقط أرضاً ولكن ذراعيه كانت الأسرع لها، هامت عيناها البنية بسحر عيناه الزرقاء فتأملها بعشق حطم قلبه مجرد فكرته الحمقاء، أرتجفت بقوة فصاحت بغضب: أبعد عني
إبتسم بمكر: أوك
وكاد أن يتركها لتسقط أرضاً فتعلقت برقبته وصرخت بجنون: لاااا أوعى تسبني.

إبتسم بعشق هامساً بصدق: لو أخر نفس خارج مني هيكون معاكِ يا همس..
صمتت وداعت القلب يغرد معه على دفوفه الخاصة فظل يتأمل عيناها كثيراً حتى عاونها على الوقوف قائلا بجدية وهو يتحاشي النظر إليها ويجذب ملابسه ليخرج سريعاً: جبتلك هدوم عندك فى الخزنة بتاعتي غيرى هدومك وهستانكي تحت عشان نفطر قبل ما أروحك.

إبتسمت وهى تتأمله يخرج من أمام عيناها فجلست على الفراش بفرحة من كونه يخشى عليها من ذاته!، لم يحطمها تحت دافع بأنها زوجته!، كم شعرت هى بالسعادة لذلك وأزدادت عشقٍ وأحترام له...

ولج كلا منهم منعزل عن الأخر، خطت معه بخجل للداخل فوقف أمامها لتشهق فزعاً من تصرفه فأبتسم قائلا بعدم تصديق: مش مصدق يا ياسمين أنك خلاص هتبقي مراتي
وضعت عيناها أرضاً بخجل: دي خطوبة يا أحمد!
أبتسم قائلا بعشق والله ما حبيت الأسم دا غير لما قولتيه أنتِ..
أستدارت تبحث عن جيانا كمحاولة للهرب من سحره الخاص فأبتسم وتقدم معها للداخل لينقى معاً الرابط الذي سيجمعهم معاً، خاتم الخطبة (الدبلة)..

بداخل محل الجواهر..
جذب يديها برفق ثم ألبسها بخفة قائلا بأبتسامته الهادئة: كدا بقا أجمل
تعلقت نظرات جيانا به فناولها العامل الدبلة المخصصة بالرجال فتناولتها منه بخجل ثم تمسكت بيد أدهم برجفة شعر بها فأبتسم بخبث فحاولت أن تضعه بأصابعيه ولكن كان يتعمد الهرب منها لتبقي متمسكة بيديه، رفعت عيناها له برجاء فثبت لتضع رابط جمعهم سوياً بيديه...

لحقت به صافي للداخل فولج لمحل الجواهر، وأنقى لها دبلة مناسبة ثم هم ليضعها بأصابعها فتطلعت له بزهول وخوف: هتعمل أيه؟
أخفى بسمة التسلية قائلا بهمس: هقطع صوابعك
إبتلعت ريقها برعب فجذبها برفق ووضعه لها، تطلعت له بزهول ثم قالت بتعجب: أيه دا؟
لم يجادلها فهو يعلم جيداً بأنها ليست على عادتهم فأقترب منها بلطف وقدم لها دبلته المحفورة بأحرف بارزة: دي دبلة أي أتنين مرتبطين بتجمعهم دي..

تطلعت له بزهول وإبتسامة مشرقة قائلة بحماس وهى تتأمل يدها: Amazing
زفر بغضب: ممكن جنابك بقا تحطي الدبلة دي فى أيدى
أرتعبت منه وتناولتها سريعاً ثم وضعتها بأصابعه الأوسط لتبقى نظرات الغضب حليفته فتطلعت له بعدم فهم فأشار بعيناه على الأصبع الأخر فأسرعت بنقله قائلة بخفوت: Sorry.

غادر عبد الرحمن وهى خلفه تتأمل ما بيديها بشعور غريب يطارد قلبها، أخبرها عبد الرحمن بأن تقف لدقائق وذهب ليحضر لها شيئاً تتناوله فغامت عيناها به بشعور يهاجمها، يخترق قلبها وعيناها تتفحص حركاته وتلحق به حتى عاد ليقف أمامها فلم تشعر بوجوده أمامها فقط تتأمله ببسمة مرسومة على وجهها، ناولها الكوب فلاحظ شرودها بعيناه حتى هو شرد بها ليعلم بأنه وقع لا محالة له!..

خرج أدهم معها للمحل المجاور لهم فوقف جواره تهمس له بخجل: أحنا هنا ليه يا أدهم؟
لم يجيبها ووقف يتأمل الثياب إلي أن وقعت عيناه على فستانٍ سحر رأها به فأشار للعاملة بأن تحضره..
جيانا بخجل: أدهم أنا مش هأخد حاجة..
تطلع لها بجدية مزيفة ثم قال بسخرية: تفتكري حد ممكن يتكلم معايا كدا غيرك؟
إبتسمت بسعادة وحاولت أخفاء خجلها قائلة بصوتٍ منخفض: مش عايزة أكلفك.

بدا الغضب على ملامحه قائلا بجدية: لحد هنا وأستوب مفيش بينا الكلام دا فاهمه
أشارت له بتفهم فرفع الفستان لها قائلا بأهتمام: أيه رأيك فى دا مش هيكون ضيق ولا واسع جداً..
مسكت به بأعجاب فكان د من اللون البنك مطرز بحرافية جذبت لها العينان فقالت بخجل: جميل
همس بمكر: عليكِ هيكون أحلى بكتير..
تركته وغادرت المكان فأبتسم بمكر لينقى لها بمفرده الحقيبة والحذاء والحجاب اللازم له...

بفيلا زين...
تناولت طعامها ثم غادرت معه لمنزلها فصعد ليوصلها قائلا وعيناه تتفحصها: خلي بالك من نفسك يا همس
أشارت له بأبتسامة عاشقة لتطرق باب المنزل ففتحه والدها بوجهٍ لا ينذر بالخير...
زين بأبتسامة هادئة: أزاي حضرتك يا عمي؟
أجابه بوجه متخشب: الحمد لله يابني تعال نتكلم جوا عايزك
تطلعت له همس بخوف ثم دلفت خلفه للداخل...

جلس زين أمامه ليجلس الأخر قائلا بزعل بدا بحديثه: أسمع يابني أنا لما وافقت على كتب كتابك من بنتي مكنش رغبة مني فأنك متحترمنيش بالشكل دا
صعق زين فقال بلهفة: العفو يا عمي بالعكس أنا بكن لحضرتك كل الأحترام!.
أجابه بحذم: لا محترمتنيش يا زين لما كل يوم والتاني أرجع أتفاجئ بعدم وجود بنتي بدون علمي يبقى مفيش أحترام لا منها ولا منك مش معني أنى قبلت أنكم تكتبوا الكتاب أنك تهني بالطريقة دي...

أرتعبت همس وقالت ببكاء: أنا أسفة يا بابا أنا...
قاطعها بجدية: أنتِ حسابك معليا بعدين لكن دلوقتي كلامي معاه هو أتفضلي على أوضتك
تطلعت له بحزن ثم غادرت لغرفتها فصمت زين قليلا ثم قال بهدوء: يا عمي أنا عارف أني غلطان بس صدقني غصب عني.

قاطعه بسخرية: غصب عنك! تعرف يا زين أنا مطلعتش من الدنيا دي غير ببنتي همس حتى بعد وفاة امها رفضت أتجوز وربتها كل حاجة عن بنتي كنت على علم بيها لحد ظهورك فى حياتها كل حاجة كانت بتحصل كنت بتأكد أن بنتي فيها حاجة بس هى بتخبي عليا همس عمرها ما لجئت للأنتحار وأنا أتفاجئ أنها أخدت جرعة سم بدون سبب وحالياً حضرتك بتختفي أنت وهى وأنا معرفش فى أيه؟ ياريت تفهمني بدل ما كدا الشك هيبدأ فى دماغي و..

قطعه زين بحدة: لاا أوع تفكر بالطريقة دي أنا فعلا غلطت بس مش الغلط دا لا أخلاقي ولا أخلاقها تسمح بلا حضرتك بتفكر فيه دا
هدأ الرجل قليلا ليقول بيأس: طب قولي يابني قولي فى أيه وريحني؟
صمت زين قليلا ثم قال بهدوء: حاضر يا عمي أنا هقولك كل حاجة...

بمكانٍ أخر...
وبالاخص بأفخم مكاتب الشرق الأوسط..
طرق على المكتب بغضب: يعني أيه يا إبراهيم الكلام دا هو هزار؟
أجابه بخوف: الحيوان دا يا فندم الا خطف بنتي وأنا معرفتش أخلصها منه
وقف بعيناه المخيفة: متكدبش عليا رجالتي قالولي أنها راحة معها بأرادتها
إبتلع ريقه برعب: لا رتيل بنتي متعملش كدا هو الا هددها أنا شوفت كل حاجه بعيوني
جلس على مقعده بسكون مريب: تعرف لو كلامك دا طلع كدب أنا هعمل فيك أيه؟

دب الرعب بقلبه ليقول بلهفة متقلقش رتيل ليك مش لحد تاني
نفث دخان سجاره بوجهه: كدا تعجبني والا أنت عارف الفلوس الا أخدتها مقابل جوازي منها هتأخد تمنها أيه؟.
رفع يديه على رقبته برعب قائلا بخوف: متقلقش يا عثمان بيه متقلقش
وتركه وغادر والأنتقام من حازم وحمزة يعلو وجهه، شعلة الأنتقام عادت من جديد ولكن ماذا لو تجمع الشقيقان لخوض تلك المعركة المميتة؟
ما المجهول لرهف؟

ما السر الخفي وراء تغير صافي وماذا تخبئ بداخل صدرها من أسرار؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة