قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السادس والعشرون

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السادس والعشرون

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السادس والعشرون

بفيلا زين...
ظل بأحضانها كالطفل الصغير الذي يحتمى من الرعد، حتى هي بكت لما فعلته فكان لها تصرف أحمق للغاية، أخبرته بما فعله عبد الرحمن وصابرين حتى تستمع لهم فنجح بنقل مأساة صابرين لها وما فعلته من أجل زين وحق إبنها الراحل...
نهض عن الأريكة بفرحة عارمة بعدما عادت لتملأ المنزل بهجة بحضورها فتوجه لغرفته ولكن ساقته قدماه لغرفة شقيقته...

طرق الباب ؛فولج حينما أستمع أذن الدخول ليجدها مازالت مستيقظة بعد...
أقترب منها بنظرة تغوم بالمحبة لتقف أمامه فخرج عن صمته قائلاٍ بثبات: مش عارف أشكرك أزاي على الا عملتيه؟
إبتسمت قائلة بستغراب: تشكرني!، أنا معملتش نقطة فى بحر من الا أنت عملته معايا...

ثم لمعت عيناها بالدموع قائلة بأبتسامة تكاد ترسم بنجاح: أنت فضلت جانبي رغم أسلوبي، طريقتي متخلتش عني وكنت أول واحد يحضن الموت عشاني، أعتبرتك عدو ليا وأنت شايفني حتة منك، لا يا زين أنا معملتش حاجة...
كلماتها لمست قلبه فقربها إليه ثم أحتضنها بقوة كأنه يحمد الله كثيراً على منحه العوض بعد فقدان أخيه...

زالت غيمة الليل شمس الصباح بعد أن قضاه العشاق بحماس ليوم الغد الحافل بلقاء وأعلان العشق المتوج للجميع...
بمنزل طلعت المنياوي ..
كان المنزل يعج بالنساء يعملون بجد فى تنظيم المنزل لهذا اليوم فأعدت البعض منهم الطعام والأخري أعدت الحلوى بينما جلست الفتيات بالأعلى تزاور كلا منهم أفكاراً معتادة...

هبط النمر للأسفل ولحقه عبد الرحمن وأحمد ليشرع بتوزيع المهام على كلا منهم فيجب الأتمام على مستلزمات الزفاف، وقف بالخارج عيناه تغوم بمن يعلق الأنوار بالحارة ليشعر بيد ممدودة على كتفيه فأبتسم دون النظر: جاي بدري يعني؟
وقف زين لجواره بمكر: ومش عايزني أجي بدري ليه مش فرحي زي ماهو فرحك؟!
وضع يديه بجيب سرواله مضيقٍ عيناه بغموض: أتمنى تعجبك الأفراح الشعبي.

رمقه بنظرة متفحصة ثم قال بغضب: ناوي على أيه يا أدهم؟
رُسمت على وجهه بسمة خبث قائلاٍ بثبات بعدما تحرك بضعة خطوات للأمام: كل خير أن شاء الله..
تراقبه زين بأبتسامة زهول ثم ردد بهمسٍ خافت: ربنا يستر...
شرع عبد الرحمن بترتيب القاعة الخارجية لأستقبال الرجال فعاونه يوسف وأحمد لتتعال بينهم ضحكات المرح..
يوسف: يالا كله هيعدي هى ليلة وهنرتاح من أشكلكم جميعاً..

رمقه أحمد بنظرات نارية ليضع الأريكة أرضاً قائلا بغضب: ما تلم نفسك يا حيوان أنت على الصبح ماسك هنرتاح هنرتاح كنا بنأكل أكلك يا زبالة...
تعالت ضحكات عبد الرحمن بعدم تصديق فتطلع له أحمد بغضبٍ جامح: بتضحك!، دا بدل ما تلم أخوك
رتب عبد الرحمن الأريكة جوار الأخري قائلاٍ بثبات لا يليق سوى به: وحد زعلك يا عم أخويا ومش محترم وأهو أدامك مستنى أيه عشان تربيه أشارة مني مثلا!..

ألقى أحمد ما بيديه قائلاٍ بتأييد وهو يجذب يوسف بغضب: تصدق أنت صح..
يوسف بضحكة مكبوتة: صلى على النبي يا أبو نسب دا حتى الليلة ليلتك يا عريس...
تعالت النيران بالتأجج قائلا بعصبية: متقولش أبو زفت، ثم جذبه بقوة قائلاٍ بتحذير: أسمعني يا حيوان أنت أنا النهاردة صاحي مزاجي فل عارف لو شوفت خلقتك النهاردة هعمل فيك أيه؟

دفشه برفق وعدل من قميصه بضيق: ولما حضرتك مش حابب تشوف وشي أمال مين الا هيروش الليلة النهاردة دانا متفق مع الفرقة أنهم يروقوني كل شوية يقولوا بالميك تحية جامدة من يوسف باشا المنياوي للمافيا...
جذبه أحمد برعب قائلاٍ بغضب: ورحمة ستك الغالية لو قلبت فى الا فات لأكون دفنك هنا فاهم؟
أكتفى ببسمة مكر بعدما أعد هو وضياء خطة سداسية الأبعاد..

كبت عبد الرحمن ضحكاته بصعوبة على تصرف أحمد ليقطع وصال المشاجرة صوت حازم الرجولي: صباحو فل يا شباب...
أستدار عبد الرحمن بأبتسامة هادئة: أحلى صباح
أقترب منه حازم ليلقي سلام اليد بفرحة الزفاف الحافل لأصدقائه فقطعهم حمزة بعدما وضع على الأرض الأريكة قائلا بستغراب لرؤية ما يحدث بين أحمد ويوسف: هو فى أيه؟.

تعالت ضحكات زين بعدما أقترب منهم ليرفع يديه على كتفي حمزة: لا متخدش فى بالك المهم عملت الا قولتلك عليه؟
أشار له بهدوء: كله تمام وهيكونوا موجودين مع طلوعكم للأستديو أن شاء الله..
رفع يديه له بهدوء: كدا تمام...
وقف النمر يتأملهم بنظرات غاضبة لتخرج نبرته الساخرة: لو هقطع لمتكم الحلوة دي ممكن تساعدوا ضياء بتزين البيت من برة..
أستدار له أحمد بغضب: بس دي مهمة الفرقة!..

نظراته الثابتة لم تتنحى ولو لثواني فقط بقى كما هو قائلاٍ بصوته الرجولي: وأنا حابب أنكم تزينوا البيت مش الفرقة...
حازم بأبتسامة كبتها بنجاح: بس كدا عيونا يا نمر...
رمقه زين بنظرة محتقنة قائلاٍ بغضب: نعم!.
جذبه حازم بمكر: عيب دا عريس ولازم يتدلع علينا...
قطعه ساخراً: وأنا يعني الا بواقي مواصلات مأنا متزفت عريس زيه...

تعالت ضحكات عبد الرحمن فقال بخبث: خلاص بقى يا زين متكبرش الموضوع أنت وحمزة وأحمد زينوا البيت الجديد وأنا وحازم والحيوان دا هنزين بيت العيلة...
كبت غضبه وهو يتطلع للنمر الساكن وإلي يد حازم الممدودة بسلة الورد وفروع النور فحمل السلة بضيق وتوجه للمكان المنشود ونظراته تكاد تخترقهم جميعاً لا يعلم بأن النمر يعد له سكنٍ خاص لمعزوفة العشق!..

ولج ضياء للداخل ليحمل المشروبات للرجال من والدته فقدمته له قائلة بسرعة وهى تتجه للمطبخ سريعاً: ودي الشاي والعصير للرجالة الا مع جدك وأبوك وتعال خد الباقي لزين والشباب...
أشار له بأحترام بوجود جميع السيدات: حاضر..
وبالفعل غادر ضياء ليقدم المشروبات للرجال بالقاعة ثم عاد مجدداً ليجدها من تحمل المشروبات وتنتظره بلهفة فما أن رأته حتى تقدمت لتقف أمامه: العصير...

حمله منها ثم توجه للخروج بصمت فتمسكت بذراعيه سريعاً قائلة بحزن: فى أيه يا ضياء من إمبارح بتحاول تتجاهلني حتي بكلمك مش على التلفون مش بترد...
أستمع لها بسكون عجيب حتى أنهت حديثها فخرج بصمت قذف قلبها بجمرات حرقت ما تبكى فوقفت تتأمل خطاه المبتعد عنها بصدمة وعدم إستيعاب...

شرع زين بتزين المنزل فكان يقف على أرتفاع شاق والضيق يكتسح ملامح وجهه، لانت ملامح وجهه لعشقٍ طاف به فجعله كالأهوج، كالورقة الهاشة التى يحركها الهواء مثلما يشاء حينما رأى معشوقته تجلس على المقعد شاردة بالفراغ والبسمة تزين وجهها، كأنها تشعر به لجوارها، نسمات الهواء تتسلل من الشرفة لترفع خصلات شعرها بتمرد فتسقط على عيناها تارة وعلى خصرها تارات أخرى، نبض قلبه بقوة وهو يراها، تلك الحورية الفاتنة صاحبة السلطة العظمي بداخل هذا القلب الفقير، لم يعلم كم ظل يتأملها هكذا، هل سيبقى عمره بأجماعه هكذا!..

بالأسفل تتابعه حمزة بستغراب قائلاٍ بأشارة يديه لعبد الرحمن الذي أتى على الفور: زين ماله؟
رفع عيناه للأعلى ليجده متصنم محله فعلم خطة النمر ليبتسم بخفوت ويشير له بأستكمال عمله بينما أقترب هو من النمر قائلاٍ بسخرية وعيناه تغمز لحازم المتراقب له: مش كنت أنا أولى منه بالطلعة دي؟!.

بقى النمر محله بهدوء، عيناه تراقب من يقوم بتزين المكان للزفاف ثم تحرك بثبات قائلاٍ دون النظر إليه: خد الفرش من العمال هتحتاجوه...
وغادر بثبات فتطلع له عبد الرحمن بزهول ولم يعي ما يتفوه به، تطلع له حازم بصدمة ثم هرولوا معاً للرجل المطوف للأعمدة بالفرش المزخرف بالألوان ليجذبه سريعاً ويسرع كلا منهم بالوقوف ولكن كان العدد ينقصه الكثير...
بالأعلى...

نهضت عن الفراش لتشمط شعرها حتى ترتدي الحجاب وتهبط مع الفتيات بعدما رتبن بعض الأغراض الخاصة بصابرين بغرفتها ولكن خفق القلب سريعاً فأستدارت بتعجب لتراه أمام عيناها!، عيناه الزرقاء تبعث لها أنشودة خاصة يستمع لها نبض القلب، نظرات صدمتها طوفها حنين اللقاء فتطلعت له بستغراب هل ما تراه حلماً أم سراب فكيف لها بالوقوف على مستوى الطابق الثالث!، بقيت ساكنة تتأمله بعدم إستيعاب فلم تسعفها اللحظة لتحسس حجابها، ولجت صابرين من الخارج تتفقد أمرها للهبوط فحان وقت الذهاب للبيوتي سنتر لتقف مصعوقة حينما رأت أخيها فقالت بهمسٍ خافت: زين!

كانت كلماتها كصاعقة فصل الأزمان لتعيدهم سوياً لأرض الواقع ولكن مع أختلال لقدماه فلم يشعر بذاته الا وهو يحلق بالهواء فحتى الصراخ لم يقوى على التحلى به!.
بالأسفل..

أنضم يوسف وأحمد لعبد الرحمن وحازم ولكن لم يبقى الأمر عادلا سوى بأنضمام سليم وفهد بعدما ولجوا للحارة ليجدوا ما يحدث أمامهم فأسرعوا للأنضمام إليهم ليسقط الزين على طوافة النجاة الخاصة بشباب المافيا وأعوانهم، فتح عيناه بفزع لرؤية الدماء تنثدر من جسده ولكن خاب الظن برؤية الفهد وباقي الشباب أمامه..

مد الفهد يديه ليسرع إليه زين بحرج من تصرفه بعدما أتى لجواره طلعت المنياوي وباقى الرجال ليخرج عن صمته بلهفة: أنت بخير يا ولدي؟
أشار له بأرتباك: متقلقش يا حاج دانا دخت شوية
أشار له بغموض: يبجا تقعد أهنه وتسيب الا بتعمله للفرقة..
أشار له بتوتر ليغادر طلعت بنظرة شك له فأنفجر حازم ضاحكاً قائلاٍ بسخرية: لا معاه حق يدوخ...

عبد الرحمن بلهجة التحفيل: أخص عليك عرتنا بقى أنا متنزلك عن الطلعة دي تقوم تقصر رقبتنا وسط الخلق!
يوسف بستغراب لما يحدث: أشرح بالظبط الا شوفته فوق وبالتفاصيل
رمقه بنظرة محتقنة فطلت من الأعلى بعدما أرتدت حجابها والخوف يحفل وجهها فأبتسم أحمد وعيناه للأعلى: من أولها كدا!
سليم بغضب وهو يهم بالرحيل: مفيش فايدة فيكم هتفضلوا زي مأنتم.

لحق به أحمد والجميع بأبتسامة تعبئ وجوههم وتبقى زين يرمق كلاٍ منهم بغضب فأستدار ليجد الفهد أمام عيناه يتراقبه بسكون خرج عنه قائلاٍ بثبات: يعني بنساعدك عشان تفضحنا كدا!
تطلع له بهدوء ثم رفع عيناه للأعلى ليجدها مازالت أمامه فأبتسم بهيام: معزور..
وتركه وغادر ليبتسم الفهد بألم فهى قاسم العشق الأول ويعلم جيداً أن ليس لديه قواعد ولا قوانين..

وقفت سيارة حازم وزين وحمزة بالأسفل أمام منزل طلعت المنياوي بأهبة الأستعداد للذهاب للبيوتي فهبطت صابرين وهمس أولاً لتخطف نظرات سريعة لزين بخجل يكاد يقتلها كأنها تراه لأول مرة حتى أنها أسرعت للسيارة للتحاشي النظر لهم جميعاً بعدما فعله زين، أما صابرين فأبتسمت لعبد الرحمن بسعادة فاليوم سيقطع وصال البعاد بالعيش لجواره، نعم هى بمفردها من تشعر بسعادة عارمة لقرب الفوز به والعيش بأمانه الخالد فكلا من الفتيات تحتمي بمعشوقها فيجمعهم سقف منزل واحد على عكسها فكانت بغيدة عنه للغاية حتى همس كانت تقضي معظم وقتها مع زين...

هبطت ياسمين وجيانا بدموع تغزو وجوههم فأخذت كلاٍ منهم ترمق المنزل بدموع تكسو وجهها، كأنهم على عهد مؤقت بذكريات الطفولة حتى غادة أرتمت بأحضان شقيقتها فلم تعد تجمعهم غرفة واحدة بعد...
أقترب منها أدهم بضيق لرؤية دموعها قائلاٍ بهدوء: ممكن أفهم أيه سبب الحزن دا؟، أنتِ هتتجوزي فى بلد تانية!..

رفعت عيناها له بنظرة مطولة كأنها تستمد شيء ما غامض منه فعلم النمر ما يتودد لعقلها ليرفع يديه يزيح دموعها غير عابئ بعائلته ليردد بهمس يحمل المرح: بيفصلنا عنهم خطوات بس وبعدين أحنا هنكون معاهم ليل نهار يعني مستحيل يتخلصوا مننا بسهولة...

كانت كلماته منبع سعادة وضحكات للجميع فأستبدلت الأمهات دموعهن بفرحة وضحكة مرسومة من القلب لتحمل الأغراض الخاصة بها وتنضم لهم بالسيارة، أسرع أحمد إلي معشوقته يحمل عنها الحقيبة فتلامست الأيدى لتسري رعشة خجلة بجسدها فرفعت يدها سريعاً ليبتسم بنظرة تحمل تذكار كلماته لها لتقرأها بخجل وتسرع بالصعود...
تحركت السيارات الثلاث لتقف أمام البيوتي سنتر فهبطت كلا منهم للداخل بتحاشي نظرات ستجعلها عرضة للجميع.

تبقى فهد وسليم يراقبون العمل حتى يكون كل شيء على أنضباط بالموعد المحدد فعلت الأنوار الملونة بألوان مبهجة لتخلق بالحارة البسيطة جو من البهجة والسرور، كما نصب الرجال المنصة الضخمة لتسع الثنائي المتعدد...
رفضت غادة الذهاب لليبوتي فظلت بالمنزل حزينة على معاملته الجافة معها فلم تراه اليوم مبهجاً ككل يوم بل يعمل بصمت وهدوء...

ولجت لغرفتها حتى تتفرد بذاتها بعيداً عن الجميع بالخارج فأخرجت هاتفها للمرة الحادية عشرة تحاول الوصول له ولكن كعادة أمس لم يجيبها...

أشار طلعت لحمزة الذي أقترب منه على الفور فرفع يديه بالمال قائلاٍ بوقار: معلش يا ولدي روح المحل الا بنهاية الحارة وأديله الفلوس دي وجوله عمي طلعت بيجولك نزل الساقع بليل...
أشار له حمزة بأبتسامة أحترام له ثم أخذ المال وتوجه للمحل المنشود كأن طلعت المنياوي كان وصلة بينه وبين لقاء نغم القلب، ولج حمزة للداخل ليجد فتاة تقف أمامه تنتظر البائع ليحسم لها ما تريد فوقف وعيناه أرضاً بأنتظار أن تنتهي...

ناولها الرجل الأكياس قائلاٍ بأبتسامة عملية: حاجة تانية؟
أشارت له قائلة بهدوء: عايزة كيس ملح و...
رفع عيناه بعدم تصديق، نعم هي!، صوتها الساكن بقلبٍ هوسه حد الجنون يعلم كيف مسمعه!..
أقترب بخطاه قليلاٍ قائلاٍ بعدم تصديق: حنين!..

سمعت إسمها من صوتٍ تظن بأنها أستمعت له من قبل فأستدارت لتجده يقف خلفها!، بقى الصمت سيد الموقف لدقائق حتى قطعه صوت الرجل بعدما قدم لها ما تريد، حملت منه الأغراض وغادرت مسرعة كأنها تهرب من حقيقة محالة ليقدم للرجل المال ويلحق بها سريعاً قائلاٍ بلهفة: حنين أستنى..
توقفت عن الحركة وعيناها تتفحص المكان بخجل ورعب فأقترب قائلاٍ بحزن: أستنيت أجابتك ومردتيش!، حتى الشغل مبقتيش تيجي زي الأول ممكن أعرف ليه؟

رفعت عيناها جوارها بخوف من كلمات الناس المسنونة حينما يرى فتاة مع شاب فخرجت الكلمات بأرتباك: أنا أسفة يا أستاذ حمزة بس مش هقدر أقف معاك كدا عن أذنك
وكادت بالرحيل ليعترض طريقها قائلاٍ بتصميم: مش قبل ما أعرف أجابتك...
وضعت عيناها أرضاً بخجل: أرجوك لازم أمشي...
إبتسم بعشق ينبع بقلبه قائلاٍ بهمسٍ رجولي: والله بأيدك جاوبيني على سؤالي...

كاد الأرتباك أن يقتلها فجاهدت لخروج الكلمات وقدماها تسرع بالرحيل: تقدر تشرفنا فى ايه وقت..
وغادرت مسرعة من أمام عيناه ليطوف به سعادة عارمة بعدما أخبرته بذكاء جاوبها دون التعمد لتخطي عادات وتقاليد تحترم بذاك الحي، توجه حمزة للقصر حتى يبدل ثيابه ومازالت هى سُكنان العين والقلب..

أنهى ضياء عمله بالخارج ثم توجه بالصعود للأعلى ليبدل ثيابه المتسخة بفعل العمل الشاق بالأسفل فأوقفته والدته قائلاٍ بأبتسامة محبة: أحضرلك الغدا يا حبيبي..
أشار لها بهدوء: مليش نفس يا ماما هطلع أغير وأنزل عشان الفرقة..
وصعد للأعلى تحت نظراتها المراقبة له لتدلف للمطبخ وتعد له الغداء قائلة لنجلاء بخجل: ممكن أطلع له الأكل..
أكتفت ببسمة بسيطة وتوجهت لتكمل عملها فحملت غادة الطعام وتوجهت للأعلى...

طرقت الباب ففتح ضياء بظن أنها والدتها ليجدها أمام عيناه فتراقبها بنظرات صامته تحمل غضبٍ خفى ليتركها ويدلف للداخل فولجت ووضعت الطعام على المائدة ومن ثم تقدمت منه قائلة بدمع بدأ بالتمرد: ممكن تقولي مالك؟
زفر بمحاولة تحكم بهدوئه فأقتربت منه قائلة بغضب: على فكرة أنا بكلمك بطل أسلوبك المستفز دا..
رفع عيناه عليها لينقل لها غضبه المتزايد حد الموت قائلاٍ بسخرية: بلاش أنتِ الا تتكلمي عن الأسلوب.

تطلعت له بزهول ليكمل بغضب: لأنك مهما حصل فمستحيل هتتغيري على طول سري وسر عيلتي بره البيت عن خالتك وبناتها..
صعقت مما استمعت إليه فأقتربت منه قائلة بصعوبة بالحديث: أنت تقصد أيه يا ضياء..
أقترب منها ليصيح بغضب: أمبارح وقفتتي بنت خالتك قال أيه عايزة تطمن أذا كان جدي رجع أدهم وولاد عمي البيت ولا لا أيه الا عرفها باللي حصل هنا؟!.
زوارها الدمع محاولة جاهدة بالحديث: أنا مقولتش ح...

قاطعها بنظرة جعلت الكلمات تبتر والدمع يسود حينما رأت نظرات الشك وعدم التصديق بعيناه فحملت ذاتها وغادرت بصمت تاركة لقلبها أصواتٍ تتحطم بقسوته، أما هو فبقى يتأمل الفراغ بعدما غادرت تاركة الباب على مصرعيه كأنها تركت هذا الفراغ بقلبه هو...

بقصر حازم السيوفي ...
شعرت بأن ألماً عاصف يخترق جسدها فنهضت بصعوبة لتغتسل ولكن طاف بها الأمد لتهوى أرضاً فاقدة للوعى...
بالخارج..

صعد الدرج والبسمة تغمر وجهه، كلماتها تترنح بعقله، صورتها محفورة بداخل العين، توجه لغرفته فتوقف حينما أستمع لصوت أرتطام قوي فأسرع لغرفة أخيه ليتردد قليلاٍ بالولوج ولكن بنهاية الأمر حسم أمره ليجدها تفترش الأرض بأهمال فحملها سريعاً للفراش ومن ثم شرع بالأتصال بأخيه ولكن لم يجيبه على الهاتف فجذب الحجاب ووضعه على رأسها ومن ثم حملها للمشفي سريعاً، فهو يعلم جيداً ماذا تعنى لأخيه؟.

أنهى فهد أشرافه على الزفاف حتى أكتمل بأشعال الأضاءة والموسيقي فترك العمل لعمر الذي وصل مع فزاع الدهشان منذ قليل ثم صعد للأعلى ليبدل ثيابه وينضم للشباب بالأعلى...
عاد حازم للقصر هو الأخر ليبدل ثيابه ويحضر زوجته فتفاجئ بعدم وجودها، حمل هاتفه وشرع بالأتصال بها والقلق ينهش قلبه بعدما تركها منذ الصباح فكانت فى حالة لا بأس بها...

أغلق هاتفه حينما رأى حمزة يدلف من باب القصر حاملها بين ذراعيه، تقدم منه بستغراب أنقلب لرعب حينما وجدها فاقدة الوعي فحملها منه سريعاً قائلاٍ بلهفة: فى أيه؟
ناوله إياها ثم جلس على المقعد بصمت يتأهب ليخبر أخيه بهذا الخبر السار، حاول حازم أفاقتها فأستجابت له بضعف ليخرج صوتها الواهن: أيه الا حصل؟
جذبها لأحصانه بلهفة وخوف قائلاٍ بهمس: الحمد لله..

ثم أخرجها لتعدل من حجابها حينما رأت حمزة يجلس لجوارهم وبسمة المكر تحتل وجهه، حازم بلهفة: قولي فى أيه؟
جذب الفاكهة قائلاٍ بتسلية: أنا رجعت لقيت المدام مغمي عليها فخدتها لأقرب مستشفي وأتضح الأمر الخطير..
أرتجفت قائلة بخوف: أمر أيه؟
تناول ثمرة الفاكهة بتسلية ليلكمه حازم بغضب: ما تنطق الله..
رمقه بنظرة تسلية: الحلويات الأول..
جذبه حازم قائلاٍ بجدية: حمزة أنطق أن قلبي فى رجلي..

إبتسم قائلاٍ بفرحة: هتبقى أب أن شاء الله...
تسلل الفرح لقلب رهف فغمرتها السعادة أما حازم فساقه الخوف من حديث الطبيب نعم يعلم بأن راتيل من تسببت بقتل هذا الطفل ولكن ماذا لو كان كلام الطبيب الصائب؟، أسئلة كثيرة دارت به ولكنه قطعها ببسمة هادئة وحضن دافي لها ليصعد للأعلى ويبدل ثيابه بشرود ويتوجه معها ومع شقيقه لزفاف أصدقائه..

علت الأنوار الحي والموسيقي الشعبية فوقف فزاع بالأسفل جوار طلعت بأنتظارهم ليهبط أحمد أولا ببذلته السوداء الأنيقة التى لمعت عيناه لحرافية ولجواره عبد الرحمن بطالته الأكثر من جذابة لينضم لهم النمر بعدما حطم للوسامة عناونين...
فزاع بأبتسامة لا تليق سوى به: ألف مبروك وربنا يتمم عليكم بخير...
أدهم بأبتسامة هادئة: الله يبارك فيك...

طلعت بهدوء: يالا يا واد عمي نطلع للرجالة بره وهما هيجبوا العرايس ويحصلونا..
وبالفعل خرج طلعت وفزاع للخارج وتوجه الشباب بسيارتهم لأحضار الفتيات...
تميلات السيارات على الدفوف الصادحة بالأرجاء حتى أستقرت أمام المكان المنشود فهبط كلا منهم بعدما أنضمت لهم سيارات زين وحازم وحمزة فصعدوا جميعاً لأستقبال العروس..

تطلع أدهم لهم بستغراب حينما وجد الأربع يقفون أمامهم بغطاء يحجب عنهم رؤية الوجوه، وقف كلا منهم بحيرة من أمره فأقترب أدهم منهم ليبتسم بمكر حينما رأى يد معشوقته تفرك على الأخري بتوتر كعادتها حينما يقترب منها ليرفع عنها الستار فأختراقت ملامحها أسوار قلبه فأبتسم بعشق وأعجاب وقدم لها يديه ليهبط للأسفل بها، بينما تقدم أحمد منها بنجاح فهو يميز وقفتها عن الجميع وكذلك فعل زين وعبد الرحمن المبهور بجمال حوريته المميز...

تحركت السيارات للمصور فصعد كلا منهم للأعلى ليلتقط لهم أجمل الصور لكل ثنائي منفرد وزاد الجمال بصور جماعية لهم...
هبطوا للسيارات فتوقفت حينما شرعت المزمار بالعزف أمام السيارات بجو أستعراضي مميز أحبه الفهد كثيراً فلم تكن فكرة زين بهينة حيث أشاد بها الجميع...

زفت السيارات وهم لجوارها حتى وصلت للفرقة الشعبية التى أستقبلتهم بالدق على الدفوف والطبول ليهبط من السيارة الأولى زين وهمس فوقف لجوارهم الشباب حاملين فروع الورد الأبيض لتبدأ نغمات الفرقة بالبدأ، لتعلو الزغاريد بأستقبال الثنائي الأخر أدهم وجيانا وأحمد وياسمين وأخيراً عبد الرحمن وصابرين..

زفوا بالورود حتى صعدوا المنصة فجلسوا بفرحة يتراقبون أعضاء الفرقة حينما شرعوا بالفقرات ليعلو الزفاف نغمة هادئة فيُطلب منهم الهبوط لمشاركة بالرقص الهادئ فترنحت كلا منهم بين يدي معشوقها، نظرات تقابل فيض من العشق وهمسات تنقل لهم بحرافية بشوق للقاء...
رفعت عيناها لتتقابل مع عين النمر فبدت علامات التوتر عليها ليبتسم بخفة: خلاص مش هبصلك تاني الناس هتاخد بالها منك..

أخفت بسمتها بنظرات خجلها وأستكانت بين ذراعيه..
أما أحمد فكان يتودد لها بفرحة قائلا بعشق: مش مصدق نفسي يا نااس حد يقرصني طيب..
تعالت ضحكاتها ليغمرها بقبلة على جبنيها لتغزو الخجل قسمات وجهها ويرمقه يوسف بغضب مردداً بهمس سمعه حمزة وضياء وفهد: شوفت الواد مش محترم وجودنا..
تعالت ضحكات حمزة قائلاٍ بستغراب: وأنت شاغل نفسك بيه ليه!، مراته والنهاردة فرحهم يوم فرحك اعمل ما بدالك.

تطلع على من تقف مقابل له بجوار غادة والفتيات قائلاٍ بعشق وهيام: هعمل! دانا هعمل وأعمل وأعمل كمان.
جذبه ضياء بغضب: عينك يا خفيف..
لم يتمالك حمزة ذاته فخر ضاحكاً ليرمقهم فهد بنظرة غاضبة ثم تركهم وأنضم لعمر وسليم قبل أن يفتك بهم...
كان يقف لجوارها ساكناً فجذبته ببسمة هادئة: مالك يا حازم؟
رسم البسمة سريعاً قائلا بعشق: ممكن بحبك
إبتسمت قائلة بخجل: على فكرة احنا برة البيت.

أحتضن يدها قائلا بسخرية: هو الحب له وقت معين!
تاهت بعيناه فأستندت برأسها على كتفيه قائلة بعشق: بحبك يا حازم ونفسي ربنا يرضيني بولد شكلك...
أغلق عيناه بقوة قائلا بصدق يتابعه: مش أكتر مني يا قلب حازم...

بداخل العصوف كانت تتميل بصمت مغلقة عيناها بقوة كأنها تلتمس حقيقة وجوده لجوارها تميل معها بصمت قطعه بأبتسامة: سرحانة فى أيه؟
إبتسمت بتلقائية: مش مصدقة أني خلاص هكون معاك يا عبد الرحمن...
تطلع لها بعشق: ربنا يقدرني وأسعدك يا صافي..

إبتسمت ووضعت عيناها أرضاً بخجل أما لجوارهم فكانت تتميل معه بطريقة مختلفة فزين مختلف عن الجميع لم ينشئ بحارة شعبية فكان يتحرك بحرافية بعض الشيء، لم يخجل من أحد وتأمل عيناها بعشق ختمه حينما همس لها قائلاٍ بترنيمة خاصة: بعشقك يا همس..
وقبل أن تسنح لها الفرصة بالخجل حملها وطاف بها بسعادة وسط دهشة الجميع..

طلب مسؤال الصوت أن يرفع كل عريس يد العروس للأعلى ففعلوا جميعاً مثلما طلب لتصدح النغمات الشعبي الأرجاء وتطوف بهم سحر خاص ليتميل كلا منهم ممسكاً يد عروسه وسط الزغاريد وصفقات الجميع، تحركت معه ببطئ وهى تراقب حركاته الرجولية بالرقص الشعبي ببسمة خجلة ليرفع يدها حتى تتحرك معه فكانت ياسمين بغاية سعادتها، أما النمر فرفع يدها عالياً وباليد الأخرى يتحرك بخفة ليبدى رقصٍ رجولي زاد من وسامته وصنع له حاجبٍ خاص...

أرتقى الحفل برقص كل ثنائي خاص لتطوف النظرات والغمزات بينهم ليحيل بهم بعد فترة طلب مسؤال الصوت أنضمام الأهل لهم فأنضم لهم والدتهم بسعادة بعد أن قبلت كلا منهم إبنها وإبنتها بسرور، جذبت مكة يد أدهم لتتحرك معه بسعادة فقط أذرع السيدات تتحرك فقط جسدهم ثابت فتلك العادات محكمة على الجميع ومن قبلهم الوقار والخوف من الله سبحانه وتعالى، فمنزل طلعت المنياوي نسائه تحفظن رجولة أزواجهن فلا تفعلن أيه تصرف قد يكون عرضة لهم..

أنضم لمكة وأدهم ضياء فتميل معهم بسعادة خاصة بعد أن جذب أبيه ليتحرك معهم، طافت كل عائلة بالعرسان لينضم فهد وعمر لزين ليعلو صوت مسؤال الأيقاع بعد دقائق طويلة بأخلاء الساحة للشباب وبالفعل تم ذلك ليتميل جميعهم بسعادة بأنضمام حازم وسليم لتعلو الأجواء سعادة، أخرج يوسف القداحة فصاح به حمزة قائلاٍ بخوف: بلاش يا يوسف.

لم يستمع له وشعل الفتيل ليعلو أصوات سبيهها بالأنفجار بالزفاف لتتعالى صرخات الفتيات بفزع فرمقه النمر وعبد الرحمن بنظرات وعيد، تعالت ضحكات عمر قائلاٍ بسخرية: أعتبره مات
سليم بغضب: يستهل
صفى الحفل بالمزمار ليحمل كلا منهم العصا وتعلو الزغاريد وسط رقصهم الصعيدي وبسمة صغيرة تملأ وجه فزاع وطلعت ليكتسح كلا منهم بطالته الخاصة وخاصة النمر وحازم وزين حينما تعالت المشدة بينهم وبين عبد الرحمن وأحمد وفهد...

أنتهى عزف المزمار فصعد كلا منهم لعروسه ليستريح قليلاً، لجوارهم كانت تقف غادة بحزن غير عابئة لفرحة العالم بأكمله فأقتربت منها بنات خالتها تحاول جاهدة لمعرفة أخر تطورات علاقتها بضياء لتستنج غادة بأنهم يريدون الأيقاع بينهم بشتى الطرق ولكن لن تسمح بذلك...

أشار يوسف لضياء بغمزة فأبتسم وتقدم من مسؤال الأيقاع ليرفع الصوت بتحية يوسف المنياوي وضياء المنياوي بتهنئة للعرسان ومن ثم تلونت وجوه أحمد وعبد الرحمن والنمر بالغضب حينما صدحت أغنية مافيا بالزفاف ليغمز لهم ضياء ويوسف ويتميل كلا منهم على الأيقاع تحت ضحكات زين وحازم وفهد المكبوتة..

توعد كلا منهم لهم بالمزيد من المحبة بعد الأنتهاء من الزفاف فأخفي طلعت بسمته على وجوه أحفاده البادي عليهم الخوف بأيقاظ ما مرأ...
جذب يوسف شقيقته من جوار أحمد لتزداد حمرة الغضب فأشار له عبد الرحمن بأبتسامة شماتة: أخوها...
غمز فهد لزين بمكر فجذب يد صابرين وهبط للساحة فغضب ليرمقه فهد بسخرية: أخوها..
نهض أحمد هو الأخر قائلا بمرح: ما بدهاش بقا...
وتوجه لجيانا ليسحبها من بين براثين النمر...

تميلت كل عروس مع شقيقها بفرحة ودموع تلمع بشتياق ليهبط عبد الرحمن وينضم لياسمين ويوسف فتأملتهم كل أم بدموع غير مصدقة لما يحدث لرؤية بناتها عرائس وأبنائها...
جذبت مكة يد غادة لتسحبها لأنحاء الزفاف لتضع يدها بيد ضياء وتتميل معهم ولكن سحبت يدها من يديه سريعاً وكادت بالرحيل فجذبها ضياء ورقص معها بأبتسامة تزين وجهه لتشعل جمرات الحقد بقلوب بنات الخالة الخبيثة..

صعد فهد وجلس لجوار النمر قائلا بأبتسامة هادئة: مبارك يا نمر كدا مهمتنا أنتهت نرجع بقا الصعيد ونشوف أمورنا..
تطلع له بثبات: لسه مش عايز تقولي عملت أيه؟
رفع يديه على كتفيه بأبتسامته الوسيمة: متشغلش بالك يا إبن عمي دا أحسن يوم فى حياتك ومسيرنا هنتكلم كتير، لازم أمشي دلوقتي عشان ألحق أرجع الصعيد قبل بكرا الصبح راوية تعبانه ولازم أكون جانبها..

أشار له بتفهم فبادله السلام ليغادر الفهد وسليم معه بينما تبقى عمر وكبير الدهاشنة...
أنتهى الزفاف بعد ثلاث ساعات متوصلة ما بين الرقص وبين فقرات ترفيهية ليصعد كلا من المافيا الثلاث للأعلى بينما غادر زين بسيارته المزينة بفروع الورد المنيرة للمنزل بعد أن ودعت والدته صابرين على وعد اللقاء بها بالغد...

عادت رهف مع حازم وحمزة للقصر فصعدت الدرج وأتابعها حازم ليوقفه حمزة بحرج: ممكن ثواني يا حازم.
توقف وأستدار له بتعجب فأبتسمت رهف قائلة بتفهم: طب هطلع أريح فوق..
أشار لها حازم وهبط ليجلس جوار أخيه قائلاٍ بستغراب: فى أيه؟
خرج عن صمتٍ طال لثواني: عايزك تيجي معايا بكرا عشان نطلب أيد حنين.
إبتسم حازم بفرحة فعلم الآن بأن أخيه يعشق حقاً بعدما أتخذ تلك الخطوة الهامة.

بعد ساعات من أنتهاء الزفاف..
بشقة أحمد...
كان ينتظرها بالخارج بنفاذ صبر فطرق باب الغرفة قائلا بهدوء: مش معقول كل دا بتغيري هدومك! طب على الأقل اديني بيجامة ألبسها بدل مأنا متكتف بالبدلة كدا!.

كبتت ضحكاتها وفتحت الباب لتلقى له الملابس سريعاً وتغلق مجدداً فأبتسم لعلمه الآن بمشاكستها، حمل الثياب وتوجه للحمام فأغتسل وأبدل ثيابه ثم توجه ليطرق مجدداً ولكن تبك المرة بخبث ليخبرها بحاجته للمنشفة فأخرجت أحداهما وكادت بألقائها ولكن تلك المرة وقعت بشباكه بعدما جذبها للخارج ليجدها ترتدي أسدال ابيض اللون إبتسم قائلاٍ بمكر: متحاوليش تتذاكي عليا تاني..

خجلت من قربه منها فتراجعت ليبتسم ويفرش سجاد الصلاة قائلاٍ ببسمة هادئة: يالا نصلي..
وبالفعل صلى بها أمامٍ لتدلف معه عالم محفور بنقاء بصلاتها وعاشق بترنيماته الخاصة ليقصر شوق الطفولي بختام زواجه منها فأصبحت ملكٍ له...

بشقة عبد الرحمن...
أنهى صلاته وأستدار لها ليجدها تطول بسجدتها ثم أنهت هى الأخرى صلاتها فرفع يديه وردد دعاء الزواج ومن ثم قال بأبتسامة هادئة: مبروك يا قلبي..
إبتسمت وعيناها تتأمله بعشق: الله يبارك فيك
أقترب منها ليمسك بيديها قائلاٍ بعشق: قوليلي نفسك فى أيه؟
إبتسمت بألم قائلة بدمع يلحقها: مش عايزة غيرك يا عبد الرحمن..
طافت كلماتها قلبه فجذبها بين أحضانه لتصبح زوجته بفيض من الرحمة والمحبة والعشق..

أما بشقة النمر...
جلس مقابل لها بعد أن أنهوا صلاتهم يبتسم بمكر وهو يراها تتحاشي النظر إليه وتفرك بيدها بأرتباك يكاد يفتك بها، جلس جوارها فتلون وجهها بشدة حتى كادت أن تقتل فرفع يديه على يدها يفرق كلتهما عن الأخري ومن ثم رفع وجهها لتقابل وجهه، نظراته تجبرها على اللقاء بنظرات النمر المرسومة بفوج من الحشائش الخضراء، رفع يديه يحتضن وجهها قائلاٍ بأبتسامة لا تليق سوى به: ليه دايماً مش بتحبي تبصيلي؟

تلون وجهها فحاولت الهرب ولكن هيهات يتمسك بها جيداً ويقربها منه قائلاٍ بجدية وعشق: مش عارف أرتباكك دا خجل ولت خوف بس أنا هكسر كل دا يا جيانا...
تاهت بعيناه ليخطفها بعشق ببحور النمر الخاصة لتصبح زوجة له بمسمى مقولة العشق الخاصة...

بفيلا زين..
جلسوا يتناولان الطعام بجو مشحون من الضحك والمرح بعد أن أنهوا الصلاة الخاصة بهم فتعمد زين قضاء وقت مثلما كان يقضيه معها، تعالت ضحكاتها بعدم تناثر معجون الطماطم على قميصه الأبيض دون عمد منها فعلت الضحكات ليرمقها بنظرة غاضبة قائلاٍ بوعيد: بقى كدا!.
رفعت يدها تشير له بصعوبة بالحديث: لا مقصدتش و...

قطعت باقي كلماتها بصراخ حينما جذب الزجاجة الأخري وقذفها بها لتصرخ هى الأخري فحاولت أن تبعده عنها ولكن تقابلت العينان وربما القلوب وربما حلت الترنيمة الخاصة بهم ليحملها بين ذراعيه وصعد لغرفتهم لتصبح زوجة له...
عشق طاف الأمد وحطم خطوط الأقدار، لم يعنيه سواء بالقصور أم بحارة شعبية بسيطة فالنهاية موحدة من كأس العشق الطواف، ولكن مازال هناك سؤالا يطرح ذاته هل أنتهى الشر؟ أم مازال له أوصال؟!.

وأن كان ينبت بخفيان فهل سيتمكن كل عاشق بصنع درعاً خاص لحمايتة معشوقته؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة