قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السابع عشر

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السابع عشر

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السابع عشر

خرج سريعاً ليتصنم محله حينما رأها تفترش الأرض بدمائها الغزير، هرول إليها ليحملها بين صدره يتأمل ملامح وجهها المتخشبة كالجثة الهامدة، مرر يديه على وجهها كمحاولة لأفاقتها ليصرخ بلهفة: رهف، حبيبتي فوقي..
لم تستمع له فتعالى صراخه حتى صعد حمزة وراتيل للأعلى، سريعاً، أقترب منه حمزة بستغراب: فى أيه يا حازم؟
أحتضنها بقوة والدمع يلمع بعيناه ليشير لأخيه على الهاتف: أطلب الأسعاف فوراً..

أنصاع له وهرول سريعاً يلبى طلبه أما راتيل فبقيت محلها تطلع له بغموض وغضب ليس لما حدث معها ولكن لشيء خفي هل حان البوح عنه؟!..

بمنزل إبراهيم المنياوي...
بقيت مستيقظة تبكى طوال الليل لتذكرها ما فعله أخيها لأنقاذها، شعرت بأن ما فعلته خزي كبير وعليها أن تكفر عنه...
نهضت صابرين عن الفراش ثم أقتربت من ياسمين الغافلة لجوارها تحركها ببطئ حتى أستجابت لها فجلست على الفراش تدعس عيناها بنوم: فى أيه يا حبيبتي؟.
أشارت لها على الخروج: عايزة أروح لزين المستشفي..
فتحت عيناها على مصرعيها: فى الوقت دا؟!.

جلست جوارها بدموعٍ غزيرة: لازم أروحله يا ياسمين
تطلعت لها بتفكير: بس مش هينفع لوحدك أحنا بقينا نص الليل، ثم صمتت لوهلة: تعالى نطلع نصحى عبد الرحمن وهو هيتصرف..
وبالفعل صعدت كلا منهم للأعلى فطرقت الباب بهدوء...
فتح الباب بعينٍ مغلقة ففزع قليلاٍ حينما وجدها أمام عيناه أما هى فوضعت عيناها أرضاً بخجل حينما رأته يقف أمامها بقميصٍ يرتديه بأهمال...
خرج عن صمته قائلاٍ بلهفة: فى أيه؟

ياسمين بهدوء: صابرين مش راضية تنام وعمالة تعيط
تطلع لها بخوف: ليه!
رفعت عيناها له برجاء: عايزة أروح لزين
تطلع لها قليلاٍ كمحاولة للتحكم بها حتى الصباح ولكن دمعاتها الثمينة جعلته كالمسحور فقال بهدوء: أنزلي مع ياسمين وأنا هغير هدومي وجاي..
رُسمت البسمة على وجهها لتهبط للأسفل سريعاً، أما هو فولج لغرفته يبدل ثيابه بنوم شديد، تململ بالفراش ليجده يرتدى ثيابه فجلس يتأمله بستغراب: رايح فين فى الوقت دا؟!

رمقه عبد الرحمن بضيق: نام يا أحمد وأتمنى تعيد تفكير فى موضوع كتب الكتاب دا...
أنفجر ضاحكاً فقال بصعوبة الحديث: كدا فهمت..
وجذب الغطاء قائلاٍ بسخرية: تروح وترجع بالسلامة يا دوك..
كبت غضبه وخرج من الغرفة ثم هبط للأسفل ليجدها بأنتظاره...

كان بالخارج يتراقب الغرفة بتلهف وقلبٍ ينبض بعنف، مع كل نبضة كان يتمنى أن يطوف هو الموت وتلوذ هى بالحياة...
هدأ القلب وتعال السكون حينما خرج الطبيب فأسرع إليه قائلاٍ بخوف: طمني يا دكتور..
رفع الطبيب عيناه له قائلاٍ بأحترام لعلمه بمكانة حازم السيوفي : المدام بخير لكن خسرت الجنين، شوية والممرضة هتنقلها غرفة عادية أتمنى من حضرتك تشرفني بمكتبي عشان نتكلم..

أشار له قائلاٍ بتماسك: أطمن عليها الأول وهجي لحضرتك..
أنسحب الطبيب بتفهم فأقترب منه حمزة بحزن: ربنا يعوض عليك
أكتفى حازم ببسمة صغيرة ولكنها محملة بصبر يفوق أعناق الجبل الشامخ...

وما هى الا دقائق حتى خرجت الممرضة بها ليسرع ذاك العاشق المتلهف لرؤياها ليحملها بين ذراعيه حتى ينقلها بنفسه لفراشها دون الحاجة لذلك السرير اللعين، شُعلت الغيرة بمقلتيها فظنت تلك الحمقاء أن ما فعلته سيضعف علاقتهم! لا تعلم أن لقلب الحازم ملكة وحيدة ولو ظلت تعافر لأبد سيلوذ بمقتلها!.

وضعها على فراشها ليقبل جبينها بلهفة وشوق ختم بطمأنينة قلبه، ليعلم بأنها تستمع إليه، تشعر به، فهمس جوار أذنيها بنبرة صادقة: كدا يا رهف تعملي فيا كدا، أنا شوفت أسوء لحظات ممكن أعيشها فى حياتي، كنت حاسس أنى حاضن الموت وأتمنيت من ربنا أنه يأخدني بدالك يا قلبي، أنتِ الدنيا كلها بالنسبالي حتى لو كنت فى أختيار لجنة على الأرض هرفضها عشان نظرة من عيونك...

دمعة سقطت من عيناها تحمل عزم السعادة لوجود هذا الزوج لجوارها، تركها وتوجه لغرفة الطبيب ليرى ماذا هناك؟!، بعد أن ترك حمزة وراتيل لجوارها...

وصلت للمشفى فتوجهت معه لغرفة زين فولجت للداخل سريعاً بفرحة، جلست جواره وهو يتراقبها بستغراب ليعلم الآن أن ما فعله زين لما يكن هباءٍ بل جنى ثمار الحب والموادة...
تململ بنومته ليجدها لجواره وعبد الرحمن يقف على مقدمة الغرفة فحاول النهوض قائلاٍ بستغراب: صابرين!، أيه الا جابك بالوقت دا!
لمعت عيناها بالدمع لتجلس جواره قائلة بصوتٍ مصاحب للدموع: جيت أتطمن عليك وأعتذرلك تانى على غبائي.

إبتسم بهدوء ليرفع يديه يزيح دمعاتها قائلا بمرح: بس الأعتذار مش هيفيد
رفعت عيناها بعدم فهم ليكمل هو بغضب مصطنع: حضرتك أنا المفروض عريس، قضيت ليلتي الأولى الا الكل بيحلم بيها هنا يعني على الأقل لما أخرج ألقى فرح جديد والعروسة ولو فى معازيم يبقى كتر خيرك
لم يستطيع عبد الرحمن كبت ضحكاته أما هى فأقتربت منه قائلة بعدم تصديق: أنت فى أيه ولا أيه؟

رؤية بسمتها جعلته يبتسم فأحتضنها قائلاٍ بحذم: يالا بقا أرجعي مع عبد الرحمن أنتِ خلاص أتطمنتي عليا..
قطعته ببكاء: هفضل معاك..
رمقها بغضب ثم قال بصوتٍ منخفض سمعه عبد الرحمن جيداً: كفايا يا صافي لازم ترجعي معاه حالا يكفى أنه خالف قواعد طلعت المنياوي وخرجك فى وقت زي دا!.
إبتسم بسخرية: لا خد راحتك أنت وأختك أحنا ورانا غيركم
تعالت ضحكات زين قائلاٍ بتوعد: أخرج بس من هنا ونشوف الموضوع دا..

إبتسمت هى الأخرى فنهضت عن الفراش وتوجهت إليه ليخرجوا سوياً بعدما ودعت أخيها بفرحة الفوز بأخٍ مثله حتى هو شعر بسعادة عارمة...
صعدت معه لسيارة والدته فتوجه عبد الرحمن للمنزل لتستدير هى له قائلة بخجل: مش عارفة أشكرك أزاي على الا بتعمله معايا؟
رفع عيناه عن الطريق إليها قائلاٍ بهدوء: مفيش داعى للشكر بين الأزواج..
إبتسمت قائلة بتردد: أنا بحبك أوى يا عبد الرحمن..
أخفى بسمته قائلاٍ بغموض: عارف...

رمقته بنظرة محتقنة فقالت بسخرية: أنا شايفة أن حضرتك بقيت مغرور!.
تعالت ضحكاته الرجولية قائلاٍ بثبات سرعان ما تحلى به: لازم أكون كدا..
صفنت قليلاٍ بحزن فكم تود أن تعلم بمشاعره ولكنه كان صادق معها فهى رجل غيور للغاية مثله كمثل رجال الشرق المتحفظون...

صعق حازم قائلاٍ بعد مجاهدة بالحديث: للأسف مكناش على علم باللي حضرتك بتقوله..
أشار له الطبيب قائلاٍ بهدوء لما هو به: مدام رهف حملها صعب وأرجح من البداية أنها تكون على علم عشان متعش التجربة تاني..
نهض حازم عن مقعده قائلاٍ بثباتٍ يضاهيه: هحاول...
ثم صفحه قائلاٍ بأمتنان: بشكرك على تعبك معانا...

وخرج حازم من الغرفة حزين على ما يحمله من أعباء ثقيلة على كاهليه لا يعلم أنها على ما يرام ولكنها تجاهد الموت لأجل تلك اللعينة...

تخفى الليل بستاره الأسود ليعلن عن سطوع شمسٍ تتلألأ بالضوء الساطع...
أستيقظ النمر من نومه مبكراً حتى يتوالى أدارة شركات زين لحين أن يتعافى فأبدل ثيابه لسروال من اللون الأسود وقميص أبيض ضيق على جسده الرياضي، مصففاً شعره بحرافية تدعى النمر عنوانٍ للوسامة، هبط للأسفل ليجد والدته وزوجات أعمامه بالأسفل فألقى عليهم تحية الصباح ثم جلس بأنتظار طعام الأفطار...

هبطت جيانا للأسفل لعدم تمكنها من النوم فكانت تود ألهاء ذاتها بعمل المنزل الشاق حتى تنسى ما فعله مساء أمس، تملكها الخوف حينما رأته يجلس أمامها فجاهدت للتحرك سريعاً للمطبخ حتى تهدأ من فزعها، نعم فما رأته بالأمس كان شخصٍ مخيف يحق لها ذاك اللقب القابض للأنفاس...
تسلل الحزن لعيناه وهو يرى معشوقته تكاد تقتل من الرعب فكادت الرحيل سريعٍ ليوقفها حينما قال بهدوء: تعالِ..

كلمة قصيرة ولكن كانت لها الرهبة بجسدها المرتجف، أقتربت منه جيانا وعيناها أرضاً بخوف فظل يتأملها بعشق طوافه الحزن لعدم تمكنه من رؤية تلك العينان، قطع الصمت وبؤرة الخوف صوت ريهام الحامل للأستغراب: جيانا!، غريبة يعني أول مرة تصحى بدري كدا؟
أستدارت لها بثبات مخادع: مكنش جايلي نوم فقولت أنزل أساعدكم..
وهبت بالهروب للداخل فأسرع أدهم بالحديث: لو مش هيضيق مرات عمي أقعدي أفطري معايا..

إبتسمت والدتها بمكر لتجذب المقعد قائلة بأبتسامة هادئة: وأيه الا هيضيقني يا حبيبي دي خطيبتك
وتركتهم وتوجهت للمطبخ لتكمل عملها أما جيانا فظلت كما هى تفرك بيدها بخوف موالية ظهرها له..
خرج عن صمته وتفحصه لها قائلاٍ بهدوء: الأكل هيبرد!.
خطت لتجلس مقابل له وعيناها مازالت تفترش الأرض بخوف يشكل على معالمها، فرك يدها جعل النمر يعلم بخطيئة ما أرتكب..

رفع عيناه يتفحص القاعة ثم رفع يديه بحنان على يدها لترفع عيناها إليه بتلقائية لتجد بسمته الوسيمة تزين وجهه، أنتفضت سريعاً وسحبت يدها فقرب مقعده إليها قائلاٍ بعد مجاهدة بالحديث فكم ظن أن البوح بالكثير ما يخصه هو ضعف بشخصية النمر ولكن مهلاٍ معشوقته بحاجة لمعرفة الحقيقة: ممكن ما تزعليش من طريقتي.

هوت تلك الدمعة الحاملة لذكرى أمس على وجهها فرفع أطراف أنامله يجففها بحنان ثم قال بثبات: أنا ورهف علاقتنا أنتهت من زمان
رفعت عيناها له قائلة بدموع: أمال كانت واقفة معاك ليه؟!
كبت غضبه ببسمة صغيرة ونبرة رجولية هادئة: بتغيري عليا!.
أرتبكت للغاية فقالت بتوتر وضيق: مش دي الأجابة على سؤالي...

جذب الخبز ثم غمسه بالعسل الأبيض ليقربه من فمها قائلاٍ بخبث حتى يظل محتفظ بشخصية النمر: لو أكلتى وهديتي ممكن أفكر أقولك
تطلعت له بسكون ثم تناولت ما بيدها ليشرع هو بأطعامها بزهول من شبعه المفاجئ دون تناول طعامه!، ليبتسم حينما يتذكر هوس أحمد حينما أخبره بأن العشق يجعلك تشعر بها قبل ذاتك!..

أخفت دمعاتها حتى أنهت طعامها من بين يديه فأبتسم قائلاٍ بثبات وهو يتأمل عيناها الملزمة للأرض: رهف أتجوزت واحد من أصدقائي
رفعت عيناها له ليكمل بصدق يتبعه: الا بينا زمان كان مجرد إعجاب بين أي أتنين زمايل لكن هى دلوقتي لقت نصيبها وأنا كمان لقيت جوهرتي..

خجلت للغاية وسعادتها تزداد ليسترسل حديثه: أما أجابة سؤالك فرهف بتعاملني كأخ لا أكتر ولا غير ووقوفها معايا فدا كان بحضور زوجها الا أتغيب عننا لمجرد مكالمة خالت الشك يتزرع فى رأسك..
قرب وجهه منها قائلاٍ بسخرية: ثم لو أنى زي ما بتقولي هقف معها أدام جدي والكل أعتقد مش هكون غبي للدرجادي!.
تعالت ضحكاتها بفرحة فأبتسم قائلاٍ بعشق: أنا مش شايف غيرك عشان أبص لحد تانى..

كفت عن الضحك وتأملته بخجل وسعادة تنبع من العينان فجذب هاتفه بغضب من تأخره الملحوظ: كدا أتأخرت بسببك...
وجذب جاكيته الأسود ثم أخرج من جيبه المال وأقترب منها قائلاٍ بهدوء: جددي باقة النت بتاعتك أكيد هيوصلك رسايلي عشان تعرفي أنى معرفتش أنام طول الليل.
حاولت رفض المال ولكن تحت نظراته المحذرة لها تناولته منه سريعاً ليبتسم غامزاً بعيناه الخضراء: عقابك لما أرجع...

وتركها ورحل لتتابعه عيناها ببسمة تحمل سعادة كثيفة للغاية...

بالأعلى...
أستيقظ على لكمة قوية ففتح عيناه بتكاسل ليجده أمامه بغضب فزفر عبد الرحمن بضيق: خير على الصبح..
أحمد بغضب: لا بقولك أيه أنا مستحمل قرفك دا بس متحلمش كتير قوم أتصرف فى المشكلة الا أنا فيها دي بدل ما وربي أكون دفنك وأخلص
جلس على الفراش بتكاسل: هو أنا عوت حلال للمشاكل والا أيه؟!.

جلس جواره بسخرية ؛ لا يا خفيف بس أنت السبب، أنا عندي قضية مهمة بعد نص ساعة ولسه متحركتش من مكاني تقدر تقولي هنزل ألبس أزاي؟!
رمقه بنظرة غاضبة ثم صاح بعصبية: يعني كل الهدوم الا عندي دي مش عاجبة سعاتك!.
تطلع له أحمد بتفحص ثم قال بمكر: مين قال كدا!.
وتوجه للخزانة ينقى ما يلزمه فجذب عبد الرحمن الغطاء مجدداً، أقترب منه أحمد بضيق: مش بعرف أكوي على فكرة!.

خرج صوته الحذر: غور من وشي يا أحمد والا وقسمن بالله أولع فيك بجاز
كبت ضحكاته قائلاٍ بمكر: خلاص خلاص أنا هتصرف...
وأخرج هاتفه يحادثها بمشكلته فسعد كثيراً حينما أخبرته بأنها ستخرج للشرفة ويضع هو القميص بالسلة وينزلها لها بالحبال كالمعتاد وهى ستقوم بكيه له، وبالفعل أرتدت حجابها ثم طلت من شرفة غرفته ليضعه لها قائلاٍ بخبث: أول مرة أشوف أوضتى بالجمال دا..

أخفت ياسمين بسمتها ثم تناولت منه الملابس وشرعت بكيها لتضعها مجدداً له وولجت سريعاً حتى تحتمى من نظراته المهلكة...

نقلها للقصر قبل أن تستعيد وعيها فهو يعلم بأنها تخشى المشفى منذ الصغر، فتحت عيناها بتثاقل لتجده يعفو جوارها على المقعد فهمست بتعب شديد: حازم..
فتح عيناه سريعاً ببسمة تطوف به فأقترب منها بهيام: حمد لله على سلامتك يا قلبي..
أكتفت ببسمة صغيرة فرفع تلك الخصلة المتمردة على عيناها قائلاٍ بحزن: قولتيلي قبل كدا أنك مش بتحبي تشوفيني مكسور وزعلك بيكسرني يا رهف...

كبتت دمعاتها لترسم بسمتها قائلة بصعوبة بالحديث: هزعل أزاي وأنت جانبي!.
وأرتمت بأحضانه تستمد القوة لتجدها مرحبة بها بصدراً رحب...
أما على الجانب الأخر فكانت تجلس بضيق بادى على وجهها تعتصر يدها بقوة والغضب يستحوذ عليها ليزيل قناع البراءة الزائف، هوس الطفولة يطاردها لتحاول جاهدة رسم عشقها الأهوج على حمزة ولكن القلب يصدح بطرب أخيه!، أنساها ذاك العاشق المتصدى لهجمات تفوقه أضعاف لأجلها!.

ولج حمزة للداخل فظن أن حزنها لما حدث لرهف لا يعلم ما بقلبها الأسود، جلس لجوارها قائلاٍ ونظراته تتفحصها: ممكن أعرف القمر زعلان ليه؟
رفعت عيناها القاتمة بالغضب: ممكن أنت الا تسبني
ضيق عيناه بستغراب لما يحدث لها بالفترة الأخيرة فنهض وتوجه للخروج قائلاٍ بهدوء: ماشي يا راتيل هسيبك لحد ما أشوف مالك بالظبط!..
وخرج تاركها تغرق بخططها الدانيئة...

بالمشفى...
ولجت للداخل تحمل باقة الورد الحمراء فأقتربت منه لتضعه بين ذراعيه فحمله بسعادة: أحلى صباح
أخفت همس بسمتها قائلة بحذم: ليه مفطرتش لحد دلوقتي؟
غمز زين بعيناه بخبث: مستنى لما تأكليني
رمقته بغضب مصطنع فأسرع بالحديث الماكر: هو أنا مش تعبان وكدا وبعدين دراعي مش بقدر أحركه...
جلست لجواره بنظرات متفحصة فكبتت بسمتها وشرعت بأطعامه...

بشركات زين المهدي
شهدت بتغيرات محفلة على ذراعيه فجلس يعمل بجد إلى أن تلقى أولى ضربات عثمان ليعلم بأنه بدأ بقرع دقات الحرب فطلب حازم على الفور ليبدأ كلا منهم بالعمل المشترك للقضاء عليه...

بمنزل طلعت المنياوي..
كان يكبت غضبه من أحفاده بعدما علم بأنهم المافيا الراهبة فكيف بعد أن زرع بهم العلم والأحترام أن يخذلوه بتلك الدرجة!، رأى أن يؤجل معاقبتهم حتى يتماثل زين الشفاء حينها يستطيع من شن الحرب عليهم...
بالأسفل...
هبطت غادة تبحث عنه إلى أن وجدته يجلس جوار يوسف فأقتربت منهم مشيرة له بخجل فنهض إليها مسرعاً، تطلعت له بحب ينبض بالقلب ثم قالت بهدوء: أنا كنت عايزة أروح أعيد على تيتا.

ضياء بأبتسامة مشرقة: هاخدك بليل ونعيد عليها مع بعض.
تطلعت له بفرحة وأندهاش: بجد يا ضياء..
إبتسم بعشق: بجد يا قلبي وبالمرة نعيد يا نانا...
أسرعت بالحديث: قشطة
أخفى بسمته خلف غضبه المصطنع: طب مفيش بقا سندوتش وكوبية شاي
رفعت يديها على وجهها بفرحة: عيوووني..
وتركته وهرولت للمطبخ سريعاً فوقف يتراقبها إلي أن تخفت من أمام عيناه ليفق على هزة يوسف العنيفة فزفر بغضب: أيييه!.

إبتسم بتسلية: الحب ولع فى الدرة يا فتحية
تلونت عيناه بحمرة الغضب قائلاٍ بسخرية: وأنت مالك خاليك فى نفسك
جلس جواره قائلاٍ بنبرة يعرفها جيداً: ماشي ياعم بس خاليك معايا كدا وقولي رأيك؟
تطلع له ضياء بجدية: معتقدش أنها الفرصة المناسبة أنك تفاتح جدك بموضوع مكة.
زفر يوسف بحزن: ليه يا ضياء مأنا هلبس دبلة زي أخوك وولاد عمك وباقي الشبكة بالفرح أن شاء الله..

قاطعه بتفهم: أنت عارف يا يوسف أن جدك هيرفض لأنك لسه متعينتش ولا أشتغلت لكن ولاد عمك كل واحد فيهم بيشتغل ويقدر يفتح بيت أنا قولتلك وجهة نظري وفى النهاية الا تشوفه صح أعمله أنا مش هلاقي أحسن منك لمكة ودا رأيي الكل...
إبتسم بأعجاب على هذا الفتى الذي ظن كثيراً أنه ينقصه الحكمة لصغر سنه ولكن الآن حطم مقاييس العقل...
وضعت غادة الشطائر أمامهم قائلة بأبتسامة هادئة: الشاي يا ضياء..

رمقها بنظرة عاشقة وتناول طعامه فتطلع لها يوسف بغضب: بقى تعملى لخطيبك فطار وتسيبني يابت..
وزعت نظراتها بينهم بخزي: أسفة يا جو معرفش والله أنك مفطرتش ثواني وهعملك أحلى فطار..
رمقها بضيق وقد بدت العين بخطة المكر: مش عايز منك حاجة
تدخل ضياء قائلاٍ بغضب: ما خلاص ياخويا أنت هتقلبها حوار..
تطلع لمن تقف بنهاية القاعة قائلاٍ بمكر: أعمليلي أنتِ يا مكة..

أشارت له بخجل وتوجهت للمطبخ فلكمه ضياء بلطف: أه قول كدا بقا..
أقترب منه يوسف قائلاٍ بصوتٍ منخفض: سبنا نقلب عيش جانبك ولا هو حلو ليك ووحش لغيرك..
تعالت ضحكات غادة بينما ساد عيناه الغضب من تصرفه الحذق..

هبطت ياسمين للأسفل ومعها صابرين فتركتها وتوجهت للمطبخ تعد الفطور لها ولكن سبقتها نجلاء ووضعت أمامها الطعام بفرحة، شرعت بتناول الطعام معهم والفرحة تسرى لها على حديث غادة ومكة المرح ومشاكسة ياسمين لجيانا حتى توقفت عن الضحك حينما رأت أمامها طبيبها اللعين بأبهى طالته بعدما هبط للأسفل للذهاب لعمله...

جلس على الأريكة جوار يوسف وضياء يتبادل معهم الحديث الجادي حول ذهابهم لزيارة زين الواجبة ثم توجه للخروج فأسرعت خلفه غير عابئة بنظرات من بالقاعة..
هبط الدرج ليقف على صوتها المرتفع: عبد الرحمن...
أستدار بقلبٍ يرفرف من سعادة سماع أسمه قائلاٍ بستغراب: أيوا يا صابرين فى حاجة!
تطلعت له بخجل ثم خطت لتصبح أمامه قائلة بعد صمت طال عليه بالنظرات: كنت حابه أقولك أنى عايزة ألبس الحجاب..

بقى ثابتٍ كما هو فأكملت هى بأبتسامة صغيرة: أطمن مش أجبار دا أقتناع من الكلام الا سمعته منك ومن البنات وكمان عشان أ...
وقطعت باقى كلماتها بالصمت والخجل فضيق عيناه قائلاٍ بستغراب: عشان أيه؟
أقتربت منه تجاهد لخروج الكلمات: عشان، عشان حبيبي بيغير عليا ومش حابب حد يشوفني غيره.
وتركته وصعدت سريعاً ليبتسم بفرحة وعشق تمرد على القلب ليهمس بخفوت قبل رحيله: شكلى وقعت!.

وغادر للمشفى وحديثها يتردد له حتى صورة خجلها تطبع أمام عيناه...

أبدل حازم ثيابه وتوجه للرحيل بعد أن تناولت رهف دوائها وغفلت بنوم عميق فهبط الدرج ليتوجه للخروج ولكن سرعان ما توقف على صوتها...
أستدار بقامته المهيبة: فى حاجة يا راتيل؟
أقتربت منه قائلة بنبرة غامضة: أيوا..
أستقام بوقفته بجدية: أتفضلي..
إبتسمت قائلة بدلال: حبيت أشكرك على اللبس الا بعته مع السواق..
تطلع لها بستغراب: لبس أيه؟

بقيت تتأمله بأعجاب ثم قالت بهدوء: زوقك المميز يخليني أميز أنك الا بعت الهدايا مش حمزة..
ألتمس من نبرتها بأن هناك أمراً ما ولكن تجاهله عن عمد بأنها لم تقصد فرفع ساعة يديه قائلاٍ بثبات: أنا وحمزة واحد عن أذنك أتاخرت..
وتركها وتوجه للمشفي ليجتمع بزين والنمر...

بشركات السيوفي...
ولج للداخل فأسرعت إليه السكرتيرة بالملفات الهامة قائلة بسرعة كبيرة: الملفات دي واقفة على توقيع حضرتك يا حازم بيه
إبتسم قائلاٍ بثبات: أنا حمزة مش حازم بس أوك أبعتيهم لمكتبي وأنا هوقعهم..
أشارت له بأحترام: تحت أمر حضرتك..
وأكمل طريقه للمكتب الأحتياطي لحين الأنتهاء من مكتبه الذي أمر حازم بأعداده خصيصاً له جوار مكتبه الرئيسي...

كف عن الخطى حينما أستمع لصراخاتٍ خافتة فأستدار يبحث عن مصدر الصوت ليستمع له بالطابق الذي يليه، تتابع حمزة الصوت للأعلى ليصل لغرفة المطبعة فوقف أمام الباب قائلاٍ بصوته الرجولي: فى حد هنا:
: أرجوك خرجني من هنا هموت
صوت لفتاة مجهولة جعلت شعوراً ما يتسلل له ولكن سرعان ما تخلى عن ما به وأسترسل بحديثه بستغراب: أنتِ بتعملي أيه هنا المكان دا مقفول للتجديد!..

سعلت بقوة قائلة بضعف: مكنتش أعرف أنا لسه متعينة جديد أرجوك خرجني مفيش مكان للتهوية..
أسرع بالحديث: أرجعي بعيد عن الباب...

وبالفعل تراجعت ليحطمه بقوة بعد عدد من الركلات ليخر أمامه مستسلمٍ، ليجدها تلك المغطاة أمامه لا يظهر سوى عيناها البنيتان المخفية خلف ذاك الستار المطوف لجسدها، خرجت تركض من الغرفة لتسعل بقوة فى محاولة لأستنشاق الهواء على الرغم من ضيق تنفسها الا أنها أحتفظت بنقابها الثمين ليستدير حمزة متفهمٍ فرفعته قليلاٍ تزف الهواء الطلق لها فيعيد لها نشاطها المبتور...

مرت الدقائق فعدلت من ملابسها قائلة بأمتنان: مش عارفة أشكر حضرتك أزاي؟
أستدار حمزة على صوتها الرقيق قائلاٍ بهدوء: قسم الطبعة فى النحية التانية المفروض الا بعتتك كانت شرحت الطريق..
أسرعت بالحديث: الحق مش عليها أنا الا أتسرعت ومشيت بدون ما أسمع باقى كلامها..
تطلع لها بأعجاب وفضول يفوقه فأشار لها ثم غادر بهدوء لتحمل الأوراق وتغادر هى الأخرى للأسفل فأسرعت إليها السكرتيرة: أنتِ كويسة يا حنين؟!.

أشارت لها بأبتسامة تتخفى خلف نقابها الثمين: الحمد لله..
أكمل طريقه لمكتبه وصوتها يطارده بخطاه حتى نبرة السعادة والرضا يستشعره من يتحدث إليها، حنين لما الأسم يحمل معاني وأفواه...
أنفض عنه تفكيره بها ثم ولج يستكمل عمله ليترأس الشركات محله ومحل أخيه...

بالمشفى...
زين بغضب: وأنت مستنى أيه يا أدهم؟!
حازم بستغراب هو الأخر: الخطوة دي لو كنت عملتها كنت نهيت بيها على الحيوان دا!.

بقى صامتٍ يتراقبهم بتلذذ وسكون فخرج عن صمته قائلاٍ بغموض: أنك تستقل بعدوك دا بداية لهزيمتك ودا الا هو عمله هو أستقل بينا عشان كدا هنبينله ضعفنا المزيف لحد ما يجيب أخره وبعد كدا نديله الضربة القاضية الا هتكون نهاية ليه مش من أولهم نعمل زي مأنتم عايزين لازم نستنزفه أولاٍ ونخلص عليه ثانياً...
تطلع زين لحازم والأخر يتطلع لها بصدمة وأعجاب فخرج حازم عن زهوله قائلاٍ بأعجاب: لا نمر بصحيح.

زين بأبتسامة لا تليق سوى به: أنا أبتديت أخاف من تفكيرك وهدوئك دا..
ولج ضياء ليستمع إليهم فقال بسخرية: الهدوء الذي يسبق العاصفة ياخويا
تعالت الضحكات الرجولية بينهم لينضم لهم عبد الرحمن وأحمد الذي أنهى عمله وتوجه لزين سريعاً..
قطعت الهمسات حينما ولج طلعت المنياوي بهيباته الرانحة ليخطف الصمت الأفواه فأقترب من زين قائلاٍ بهدوء يلزمه: حمد لله على سلامتك يا ولدي.

إبتسم قائلاٍ بفرحة لوجوده: الله يسلمك يا حاج...
أقترب منه حازم وتبادل معه السلام فجلس طلعت على المقعد ونظراته تتوزع بين أحفاده بغموض قطعه قائلاٍ بحذم: فرحك عندي يا ولدي بين ناسك وأهل حتتك فى نفس يوم فرح أحفادي لأنك بمعزتهم عندي...
تطلع له أدهم والجميع بصدمة فأكمل حديثه: العمال جالوا أنهم جدامهم قيمة شهر إكده وهيخلصوا وأهو تكون بجيت كويس ونعمل فرحكم سوا
إبتسم زين بفرحة: أكيد يا حاج.

سعد أحمد كثيراً بينما تعجب عبد الرحمن وأدهم ليعلم كلا منهم بأن هناك أمراً ما خفى!..
ولج الفهد للداخل فأبتسم قائلاٍ بفرحة: متجمعين عند النبي...
رددوا جميعاً بنفسٍ مرتفع: عليه أفضل الصلاة والسلام...
طلعت بأبتسامة واسعة: تعال يا ولدي..
ولج ليجلس جوارهم قائلاٍ وعيناه مركزة على زين: حمد لله على السلامة يا زيزو.
تعالت ضحكاته قائلاٍ بمرح وعيناه على الجميع: والله ما عارف أودي جمايلكم فين متشكرين يا شباب..

تعالت الضحكات بينهم والمرح سيد الموقف وخاصة بعد رحيل طلعت ولكن عم الحزن حينما أخبرهم فهد بأن عليه العودة للصعيد فى أمراً هام، وأنه سيعود بأقرب وقت...

بقصر السيوفي...
كانت تتأملها بغضب هى تراها غافلة أمامها فجذبت المقعد وجلست جوارها تحدث ذاتها بنبرة مخيفة...

، كنت فاكرة أن بعد ما أتسببت فى خسارة البيبي أن أهتمام حازم هيقل بيكِ لكن بالعكس زاد هموت وأعرف أنتِ عامله أيه عشان تعملي فيه كدا، ثم تطلعت للشرفة بشرود ومازال الحديث قائم بينها وبين ذاتها، أنا قبلت بحمزة لما لقيت علاقته أتحسنت بحازم عشان أكون جانبه يمكن يحس بحب السنين الا فاتت دي كلها بس لقيت أن أنا الا بموت وأنا شايفة دلعه ليكِ وحبه الزايد عن حده وخاصة بعد ما عرف بحملك عشان كدا كان لازم أحطلك الدوا بالعصير وأخلص منه وهفضل أعمل كدا عشان ما يجمعهوش بكِ أي رابط، حازم ملكى أنا وبس...

تشكلت البسمة الزائفة على وجهها حينما فتحت رهف عيناها بضعف فأقتربت منها بلهفة مصطنعة: طمنيني عنك يا حبيبتي..
إبتسمت رهف ببراءة: الحمد لله يا راتيل
ثم أستندت بجذعها لتجلس بأستقامة والدمع مازال يلمع بعيناها على فقدان طفلها فجلست تلك الحية جوارها تزرع لها حبٍ مطعون بالكرهية والغيرة ولكن هل سيعلم حازم عدوه الحقيقي الذي يريد أنتشال عشقه المتيم منه؟!.

بمنزل طلعت المنياوي..
علم الجميع بأمر الزفاف المحدد بعد شهر من الآن فبدأت الأمهات بأعداد الهمة بتجهيز فتياتهم له، سعدت البعض وشعرت أحدهم بالخوف والأخرى بالحماس ولكن مطافهم يجمعهم عشق متوج...

أنهى حمزة عمله وتوجه للخروج ليلمحها تعمل جوار مكتب السكرتيرة لا يعلم لما سحبه نظره ليتطلع لها نظرة سريعة ربما لا يعلم أن هناك رابط سيجمعه بتلك المنتقبة...

جلست بالخارج مع مكة عيناها تراقب الطريق بتلهف للقائه فرأته يقترب منها على أول الحارة بقامته الطويلة وعيناه العاكسة للون الحياة، أخفت بسمتها فولج لتقترب منه قائلة بخجل: شوفت رسايلك..
إبتسم أدهم قائلاٍ بغموض وثبات: جاية شمتانة أن النمر وقع..
كبتت ضحكاتها قائلة بخبث: لا مش النمر دا قلبه بس..

تأملها ببسمة على دهائها وقلبه ينقل طرب عشقها، تلاقت العينان ليقطعهم ولوج عبد الرحمن قائلاٍ بستغراب: صابرين فين يا مكة؟
أجابته بعد أن نهضت عن الأريكة: مع ياسمين وغادة فوق..
أشار لها بهدوء ثم صعد للأعلى بينما جلس أدهم بأنتظاره حتى يعود معه لزين بعد أن عاد لمنزله...

بشقة إسماعيل المنياوي...
ولج من الخارج ليصيح بصوتٍ مرتفع بعض الشيء: ماما، ماما.
خرجت سلوى من المطبخ قائلة بسعادة: أيوا يا حبيبي..
بحث بعيناه عنها: صابرين فين؟
أشارت له على الغرفة فتوجه إليها فدخل حينما أستمع أذن الولوج، تصنم محله وهو يراها تقف أمامه بفستان أحمر اللون طويلاٍ للغاية وحجابها الذي أستمد أخر ما تبقى بمحاولات الصمود، أقترب منها قائلاٍ بهمس كالمسحور: ما شاء الله..

تلون وجهها بحمرة تفوقها أضعاف فأبتسمت غادة وياسمين لتنسحب كلا منهم بصمت..
خرج صوتها المجاهد للحديث: حلو؟
رفع يديه يجذب طرف الحجاب ليضعه على كتفيها قائلاٍ بتأكيد: أجمل من القمر نفسه..
رقص طرب قلبها وهى تراه يتغزل بها لأول مرة فرفع يديه لها قائلاٍ بهيام: يالا..
ضيقت عيناها بعدم فهم فأكمل بهدوء: زين رجع البيت.

إبتسمت بسعادة ورفعت يديها له سريعاً فخرجت معه لتحاول والدته أن تجعلها تمكث قليلاٍ ولكنه رفض ذلك...
هبطت معه للخارج فوقفت أمام السيارة بأرتباك ثم تركته وصعدت لتقف أمام أدهم قائلة بدمع يلمع بعيناها: فى حاجة لازم أعملها قبل ما أرجع البيت
تطلع لها بسكون لتكمل بدموع: هحتاج مساعدتك..
علم النمر ما تود فعله فأتبعها بصمت ليكون خير الأختيار لتلك المهامة...

بمنزل زين..
وضعه أحمد ويوسف على الفراش قائلا بأبتسامة هادئة: نورت بيتك يا زيزو..
أكتفى ببسمة بسيطة: الله يسلمك يا جو، طمني عامل أيه فى الشرطة؟
أحمد بسخرية: هيعمل أيه يعني أهو مرمي أقصد مستني التعيين
رمقه بغضب لتتعالى ضحكات زين قائلاٍ بصعوبة بالحديث: مفيش فايدة فيكم هتفضلوا زي مأنتوا..

كاد الحديث ولكن قطعهم ولوج همس بالطعام ليغمز له أحمد بمكر ثم خرج كل منهم لتقترب منه قائلة ببسمة رقيقة: حمد لله على السلامة يا حبيبي..
تطلع لها بستغراب: الله يسلمك يا قلبي، بس أنتِ لحقتي تعملي أكل أمته؟!.
جلست جواره قائلة بغرور: أنا هنا من ساعة تقريباً رتبت الفيلا وعملت الأكل..
ظهر الضيق على ملامحه: والخدم فين؟!.
أجابته بهدوء: أكيد فى أجازة بعد الا حصل.

ثم أقتربت منه قائلة بغضب: وبعدين أنت مش عايزني أعملك الأكل بأيدي!.
رفع يديها يقبلها بعشق: أنتِ عارفة أد أيه أنا بعشق أكلك بس مكنتش حابب أتعبك..
إبتسمت بفرحة بعدما سحبت يدها بخجل: لازم أتعود مش بيتي ولا أيه؟
تعالت ضحكاته قائلا بتأكيد: البيت وصاحب البيت ملكك..
تركت نظراتها عنه والبسمة تحفل على وجهها حينما تناول طعامه بدلال حتى تظل تطعمه طوال النهار...

علم زين بوجود أدهم بالأسفل فحملت همس الأطباق وتوجهت للأسفل لتقف على صوته قائلا بأمل: همس، عايزك تقربي من صابرين صدقيني هى بسيطة جداً
أكتفت ببسمة له وبداخلها توتر من تلك الفتاة الغربية التى لم تتقبلها قط...

خرجت بالأطباق لتتقابل معها على الدرج فأسرعت إليها صابرين تتناول منها بعض الأطباق لتعوق الصدمة كاهليها حينما رأتها ترتدي الحجاب وتعاونها بذاتها ربما بداية المحبة بينهم فهبطت معها تعد المشروبات لأدهم وعبد الرحمن ثم صعدت كلا منهم للأعلى...
وضعت المشروبات على الطاولة لتجد زين يتطلع لها بصدمة قائلاٍ بستغراب: قدرتي تعملي كدا يا صابرين؟

أقتربت منه بدموع لتجلس جواره قائلة بألم: عشت سنين من عمري بكن لها الأحترام لأنها أمي بس مكنتش أعرف أن النهاية هتكون أن الفلوس عندها أهم من حياتي...
ذرفت الدمع والجميع يراقبها بتأثر لتكمل ببسمة سخرية: كنت بعاملك على أنك مجرم وممكن تقتلني فى أيه وقت لكن أخر توقعاتي أنك تكون الحمى ليا منها!، عشان كدا مش ندمانه على شهادتي ولا الدليل الا قدمته للنيابة أنها قتلت خالد هى أجرمت ولازم تتعاقب.

أحتضنها زين بسعادة وعدم تصديق على ما فعلته لأجله تحت نظرات فرحة الجميع فربما الآن بداية للقاء حافل بين ثنائي الملحمة، وربما أعلان قاموس لهربٍ مميتة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة