قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الرابع والعشرون

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الرابع والعشرون

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الرابع والعشرون

هبط الدرج غير عابئ بالعواقب فلحقه أحمد وعبد الرحمن لتتصنم أقدامهم حينما رأى من يقف أمامهم بعيناه الغامضة...
بقى النمر ساكناً، عيناه تراقب طلعت المنياوي بتحدى بدى بعيناه، أقترب منهم بعصاه الأنبوسية ليوزع نظراته بين عين أدهم وما بأيدهم، أخفى أحمد ذاك القناع خلف ظهره ولكن بات الأمر متأخراً بعدما رأه طلعت، بقت الأمور ساكنة إلى أن قطعها صوت الجد بعدما أقترب ليقف أمامهم: المرادي من غير الأقنعة..

تطلع له عبد الرحمن بصدمة فجاهد بالحديث: أيه!
إبتسم طلعت قائلاٍ بثبات يضاهي بالخبث: كيف ما سمعت..
وزع أحمد نظراته بين أدهم وجده بصدمة تخطاها حينما تعالت الصراخات بالخارج ليهرولوا سريعاً...

بالأعلى..
صاحت بهم ريهام بخوف: ألطف بينا يارب، أدخلي يا بت منك ليها جوا
جيانا ببكاء: حرام عليهم هما بيتفرجوا على أيه؟!
ياسمين بحقد: هما طول عمرهم كدا بيحبوا يتفرجوا ومحدش يساعد..
سلوى بصراخ: أدخلوا جوا أعملوا معروف.

كادت أن تجيبها غادة ولكن صعقت مما رأته، جذب أدهم ذاك الرجل الحامل للعصا الغليظة ثم شرع بتسديد الضربات إليه بقوة وغضب ليشاركه عبد الرحمن وأحمد بما يفعله فينهوا تلك الملحمة بصراخات من قام بضرباته لهؤلاء، إبتسمت جيانا بسعادة وهى تراه أمامها يحمى الضعيف فشعرت من يقفن لجوارها بفخر بما قدمن لهم من تربية وأيضاً تسربت إليهم صورة ما كان يفعله كلاٍ منهم فأصبح مفهوم المافيا واضحاً إليهم جميعاً، إبتسم طلعت المنياوي بخفوت وهو يردد بصوتٍ منخفض: ربنا ينصركم على الحق دايماً...

أقتربت تلك العجوز بعد أن وشكت على الموت وهى ترى أبنائها يصارعون للحياة لتمسك بيد عبد الرحمن بعد أن مارس مهنته بجدارة وعالج جروحهم قائلة بدموع: روح يابني ربنا يسعدك أنت وولاد عمك يارب وميوقعكمش فى ضيقة قادر يا كريم...

لمعت عين أحمد بالدمع فكم تلك الدعوات تحول لألماسات هو بحاجة لها، شعر من يقف على مسافة ليست بكبيرة منهم بالخزي لما فعله بأبنه فهو الآن يعلم بأن ما فعلوه لم يكن ليشعرهم بالخزي والعار!..
ولجوا جميعاً للداخل فأعدت ريهام ونجلاء الطعام ليجلس الجميع على المائدة بأمر من طلعت المنياوي، جلسوا جميعاً يتطلعون لطلعت بأندهاش على عدم ردة فعله لما فعله أحفاده...

رفع عيناه لأبراهيم الحزين قائلاٍ بهدوء: عرفت دلوقت أن إبنك معملش حاجة غلط
رفع عيناه لأحمد قائلاٍ بندم: سامحني يا أحمد.
ترك المقعد وتقدم سريعاً من إبيه ليقبل يديه بفرحة: العفو يا حاج أنت تعمل ما بدالك..
وجلس جواره ليقطع عنهم تلك اللحظة النمر الثابت: لما حصرتك كنت تعرف من البداية لزمته أيه الا حصل دا؟

تطلعوا جميعاً له بصدمة فكيف لطلعت أن يعلم بذاك الأمر!، تناول طعامه ببسمة هادئة ثم قال بهدوء: وأنت فكرك أني نايم على وداني أياك!.
محمد بصدمة: يعني حضرتك يا بابا كنت عارف الا بيعملوه من البداية؟
رفع عيناه لأبنه الأكبر قائلاٍ بتأكيد: أيوا يا ولدي وكنت دايماً عيني عليهم بس الا حوصل مع إسلام الكلب خلاني أخاف عليهم عشان إكده خاليتهم يدلوا على الصعيد..

ضياء بصدمة وصوتٍ سمعه البعض: نهار أسوح محدش يستقل بيك برضو..
ضحك الجد بصوت فكانت الدهشة تاج للوجوه ليقول بمكر: أيوا يا لمض لازمن تأخد بالك..
إبتلع ريقه بخوف فأسرع بالحديث: لا وقسمن بالله الخناقة الا حصلت مع الواد شبانة دا كانت قدر ونصيب هو الا أتطول عليا..
كبت عبد الرحمن ضحكاته فتطلع له طلعت بمكر والبسمة محال للجميع...
يوسف بمجاهدة بالحديث: وأنا مقصدتش أعمل للواد سلامة تمزق بالأيد كان غرضي شريف..

إسماعيل بصدمة: أحنا مربين تشكيل عصابي ولا ايه؟
ريهام بأبتسامة مرتفعة: واضح أن الحاج خالهم يعترفوا على نفسهم...
شاركتها الفتيات الضحك فأبتسم طلعت وهو يرى الفرحة العارمة على عائلته لينهض عن المقعد قائلاٍ بهدوء وعيناه على الرجال: الشقق خلصت وكل واحد منيكم أبوه شطبله شقته وهدية جدكم فزاع كانت العفش مفضلش غير الستاير لازمن تكون خلصانة جبل الجمعة عشان العزال...

وتركهم وكاد الرحيل ثم أستدار قائلاٍ للفتيات: كل واحدة تنزل بكرا مع أمها تنجي فستان الفرح الا يعجبها دي هديتي ليكم..
وغادر طلعت تاركاً الشباب بزهول من تقبل الأمر...
خرج أحمد عن صمته بعدم تصديق: يعني بعد بكرا العزال!
الفرح كدا قررب يا بشر.
ضياء بغضب: أه ياخويا ليك حق تفرح خطوبتك مكملتش شهرين وأديك هتتجوز لكن أنا لسه بعد الجامعة زي ما قال جدك..
يوسف بأبتسامة خبث وعيناه على مكة: خاليك معايا يا ضيو..

رمقه بنظرة محتقنة أما لجواره فكانت النظرات تتراقص بعشق خفى بين لقاء الأحبة فكلا منهم تغمره سعادة اللقاء بها...

جلست على الرمال ليفترش فستانها الزهري المكان، تتأمل المياه بفضول كبير قطعته بمداعبة أصابعها للموجات بسعادة، كتبت على الجزء المغمور بالمياه أسمه لتجده لجوارها كأنها طالبت بوجوده..
زين بأبتسامة هادئة: جيت بالوقت المناسب؟
رفعت عيناها له بعشق: أنت دايماً بتجي كدا..
جلس جوارها قائلاٍ بغرور مصطنع: أعتراف من المجنونة؟

أكتفت ببسمة صغيرة ثم قالت بألم: لما شوفت بعيوني القبر الا فحرهولي أتمنيت من ربنا أني أعيش لدقايق أشوفك فيهم بس...
رفع يديه يزيح تلك الدمعة الحارقة قائلاٍ بعتاب: مش قولنا بلاش كلام بالموضوع دا!
إبتسمت بسخرية: هو دا موضوع يتنسى.

ثم أستند بخصرها على يديه قائلة بهيام: تعرف لما وقعت على الأرض ورفعت عيني وشوفتك حسيت وقتها أد أيه أنك حماية وأمان ليا أتمنيت أنك تكون موجود فى حياتي الا فاتت لأنى كنت ضعيفة ومحتاجالك...
جذبها لأحضانه بقوة قائلاٍ بهمس: أنا جانبك وهفضل طول عمري جانبك يا همس..
ثم أخرجها لترى عيناه الزرقاء كأنها بتحدى مع لون المياه: خلاص هانت فرحنا بعد أربع أيام الحاج طلعت كلمني وحجز الفرقة وظبط الدنيا..

هتفت بحماس: فرقة!، الله بجد..
أكتفى ببسمته الفتاكة: فرحانه؟
أجابته بغضب: ودي محتاجة سؤال، الجو الشعبي دا بيكون تحفة أحسن ألف مرة من الحفلات..
إبتسم وهو يرى سعادتها قائلاٍ بعشق: الأهم عندي أشوفك مبسوطة..
أختبأت بين أحضانه بسعادة وعيناها تتراقب تمرد الموجات...

لم يذق كلا منهم مذاق النوم فأخيراً سيجتمع القلب بما هواه، جذب النمر هاتفه ليطلبها فأجابته على الفور ليبتسم بخفة: لسه صاحية؟
تلون وجهها لسماع صوته الذي ينجح بسحب روح القلب: مش جايلي نوم..
ضيق عيناه بمكر: أتمنى مكنش السبب
تعالت ضحكاتها قائلة بخجل: على فكرة أنت مغ..
قطع كلماتها بصوته الرجولي: مغرور..
أخفت وجهها بتوتر: بالظبط..
أستند برأسه على الوسادة: عشان بحبك لأزم أتغر..

صمتت وودت لو أغلقت الهاتف حتى تهرب منه ولكن أسترسل حديثه بعشق: خلاص يا جيانا هتكوني جانبي وملكِ، مش عايزك تفكري أو تخافي من حاجة خليكِ فاكرة أني بحبك أكتر من روحي يعني أنتِ عندي أهم من نفسي متسمعيش لكلام حد خاليكِ واثقة فيا...
كلماته المبسطة كانت حاملة لرسالة وجهها لها بلغزاً خفى ليبث لها الآمان عن بعض المعتقدات الشعبية التى تنجح بعض النساء ببثها لأى عروس واشكة على الزفاف...

وصل الخجل لقمته فجاهدت للحديث بتوسل: ممكن أقفل؟
إبتسم النمر ورفض أن يخجلها أكثر فقال بثبات: تصبحي على خير يا قلبي..
أغلقت سريعاً دون أن تجيبه والبسمة والأرتباك سيد الموقف...

بغرفة عبد الرحمن...
دق هاتفه بنغمة مبسطة ثم تراجع سريعاً فنهض عن فراشه بنوم ثم جذب الهاتف ليجدها فعلم بأنها تشعر بالخوف من شيئاً ما فتود الحديث معه ولكن تشعر بالخجل لتأخر الوقت...
رفع الهاتف يطلبها فأتاه صوتها بتوتر: أسفة لو صحيتك
أكتفى ببسمة بسيطة وهو يجاهد لفتح عيناه: أنتِ تعملي الا تحبيه وأنا علي التنفيذ ما بالك بقا النوم!

تعالت ضحكاتها قائلة بحماس للحديث: مش جايلي نوم وكان نفسي أتكلم معاك اوي..
عبد الرحمن بمكر: أمم لو هتقوليلي بحبك أو كلام من دا فأنا سامع جداً..
صاحت بغضب: عبد الرحمن
تعالت ضحكاته قائلاٍ بعشق: عيونه..
إبتسمت بخجل: أني بحبك دا شيء أكيد..
أجابها بأبتسامة ماكرة: وأيه كمان..
زفرت بضيق: ممكن تسمعني أنا محتاجة مساعدتك..
أستقام بجلسته بجدية: أنتِ عارفة أني جانبك على طول بس مساعدة أيه؟

خرج صوتها الشبه باكي: أنا كنت السبب فى أن والدة زين تسبله البيت وتمشي ولحد الآن بيدور عليها ومش عارف يوصلها عايزة أرجعها له..
أجابها بتفهم: بس يا صابرين هى مدتش فرصة لزين هتسمعك أنتِ!.
هنا خرجت بالبكاء المرير: هحاول يا عبد الرحمن هقولها أنى خلاص هتجوز وهيكون ليا بيت لازم ترجع..
إبتسم قائلاٍ بعشق: بيت وعاشق وحياة مختلفة أوعدك أنها هتكون جنتك..
أزاحت دموعها قائلة بأرتباك: أن لقيتها من أول ما شوفتك.

عبد الرحمن بمكر: أممم بس على ما أعتقد كنت الطبيب اللعين..
تعالت ضحكاتها قائلة بصعوبة بالحديث: المسامح كريم
إبتسم بخبث: أكيد لازم أسامحك أحنا داخلين على أيام مفترجة كلها أربع أيام
تلون وجهها بالخجل لتهرب بالحديث هتساعدني ألقيها؟
أجابها بجدية: أنا جانبك على طول وأن شاء الله هنلاقيها...
سعدت للغاية وتبادلت معه الحديث حتى الصباح..

بغرفة أحمد..
صاح بصدمة: وليه فكرتي كدا؟
أجابته بخجل: أكيد بعد دخولك الجامعة هتشوف بنات مختلفة عن هنا فكنت متوقعة أنك مش هتشوفني
صمت قليلاٍ ثم قال بعشق: ياريت عيوني يكون فيها مكان أنها تشوف غيرك يا ياسمين
أغمضت عيناها بسعادة ليكمل هو بهمس: أنا شايفك ملكِ من وأنتِ صغيرة، عمري ما ربطت أسمي بغيرك وكنت متأكد أن اليوم الا هتكوني ليا فيه جاي بس أمته دي كانت مسألة وقت مش أكتر..

خرجت عن خجلها قائلة بتوتر: أنا بحبك يا أحمد..
أكتفى ببسمة صغيرة: مش أكتر مني يا قلب أحمد...

تأمل تخفي القمر خلف ستاره المظلم لتسطع الشمس بنوراً ساطع يعكس ما بقلبه، عيناه تجوب حديقة القصر بحزن لتذكر ملامحها الحاملة للأنين، ظل حمزة هكذا حتى شُل من التفكير بها فراى أن ما فعله كان الصواب لرؤية البسمة والسعادة تتسلل لها حتى وأن كان سيفهم بشكل خاطئ...
بغرفة حازم...

تململ من نومه ففرد ذراعيه حتى يحتضنها ولكنه تفاجئ بالفراش فارغ، فتح عيناه بلهفة لعدم وجودها لجواره فجذب قميصه ثم أرتداه بأهمال وشرع بالبحث عنها لتقع عيناه على من تجلس بالخارج وأثر البكاء على عيناها...
أسرع إليها ليجذبها أمامه بقلق: فى أيه يا حبيبتي؟ أيه الا مصحيكي بدري كدا!.

رفعت عيناها المغمورة بالدموع: معرفتش أنام من التفكير يا حازم مش قادرة أصدق أن راتيل تعمل فيا كدا، وتعال صوت بكائها الممزق لقلبه العاشق: أنا معملتش ليها غير الطيب والخير لكن هى قتلت إبني وكانت عايزة تدمرني!.
جذبها لتجلس على الأريكة الخارجية للشرفة لينحني لمستواها: متستهلش أنك تفكري فيها من الأساس الا حصل دا يخلينا نطلع بحاجات كتير وأولهم أن ربنا بيحبنا عشان كدا كشفنها بالوقت المناسب...

رفع يديه على وجهها بحنان: تعرفي لو كانت نجحت أنها تأذيكِ كان ممكن يجرالي أيه؟
تطلعت له ببسمة عشق ليحتضنها بقوة وهى تشدد من أحتضانه فهو كان لها الحمى من تلك الأفعى القاتلة...

بمنزل طلعت المنياوي ..
أنهمك الجميع بالترتيبات لمناسبة الغد فخرجت الفتيات لشراء أخر الأغراض الخاصة بالمطبخ مع أباءهم وأمهاتهم...
أما طلعت فوكل ضياء ويوسف بدعوة رجال الحارة والأقارب للغد، وترك أدهم وعبد الرحمن وأحمد ينهون ما تبقى لجعل المنازل على أهبة الأستعداد بالزفاف المطلوب...

صعد أدهم وعبد الرحمن للطابق الأول ففتح الباب ليبتسم عبد الرحمن وهو يتأمل الشقة بأعجاب قائلاٍ بسعادة: ربنا يجعلها خير المسكن ليك يا نمر..
رفع يديه على كتفيه بأبتسامة لا تليق سوى به: أنا وأنت يارب..
ثم وقف بالخارج قائلاٍ بسخرية وعيناه على الشقة المجاورة: مش لقين الا الحيوان دا يكون هو الا أدامي!.
تطلع عبد الرحمن على ما يتطلع له ثم تعالت ضحكاته قائلاٍ بمرح: معلش يا نمر نستحمل بعضينا كدا عشان تعدى..

رمقه بنظرة سخرية: طبعاً مش لوحدك فوق..
سخر بوجهه: مش على طول ياخويا شهور وهلاقي أخوك والحيوان يوسف مشرفين فى وشي..
تعالت ضحكات النمر قائلاٍ بسخرية: لا أذ كان كدا معلش أستريح اليومين دول وربنا يعينك، ثم أغلق باب الشقة مشيراً بيديه: يالا نجيب الستاير عما سي أحمد ينجز بالنجف..
وجذب الباب ثم توجه للأسفل ببسمة سخرية فلحق به عبد الرحمن ليذهبوا معاً لأحضار بعض الأغراض حتى يكون المنزل بأستعداد...

ألقى بهاتفه على الفراش والضيق يكتسح وجهه فمازالت تأبي أن تجيبه حتى رؤيتها منعته من ذلك...
أستند برأسه على المقعد والحزن يتمكن منه ليفق على هزات بسيطة من يدها، أستدار زين بوجهه ليجدها أمامه تطلع له بحزن: لسه برضو مش حابه تسمعك؟
إبتسم بألم: وعمرها ما هتديلي فرصة لأنها ببساطة فاكرة أني كنت على علم بجوازة بابا من البداية ومش كدا وبس لا كمان شايفني منحاذ له ولقراره لما جبت صافي البيت عندنا..

جلست جواره ويدها تحتضن يديه لتجاهد بالحديث المرتبك: معلش يا زين هى معاها حق ولازم تعذرها..
تطلع لها بصدمة: ربنا سبحانه وتعالى أمرنا بطاعة الوالدين بس مش عند الا يغضبه ولا وهى كانت عايزاني أحرم صابرين من ميراثها وحقها الشرعي فى البيت فكان لازم أوقفها عند حدها فين الحق فى كدا؟!.
رفعت همس عيناها له بتفهم: عارفة كل الكلام دا يا زين بس فى النهاية هي ست واللي حصل لها مكتش سهل...

ضيق عيناها بعدم فهم لتنهض عن المقعد وتتجه للشرفة بهيام بأحزانها: يعني أنها تعرف أن جوزها كان متجوز عليها من سنين دي أبشع حاجة فى الدنيا أنا لو مكانها كان ممكن يجرالي حاجة تخيلها أنه كان فى حضن واحدة تانية وهى كانت مطمنة ومأمنة أنه بيشتغل عشانهم دي كافيلة أنها تكسرها..
وأستدارت له بدمع يلمع بعيناها: مش لازم تستسلم حاول معها كتير..

أقترب منها زين وقبل يدها بعشقٍ جارف: هحاول يا همس، ثم قربها إليه: تأكدي أنك عمرك ما هتعيشي التجربة دي أبداً..
أكتفت ببسمة هادئة لتغمض فتركها وتوجه للخزانة يرتب حقيبته قائلاٍ بثبات: يالا جهزي شنطتك لازم ننزل مصر عشان صابرين وكمان فرحنا بعد 3أيام..
آبتسمت بفرحة وأسرعت لغرفتها تعد الحقيبة بقلب يرقص لقرب زفافها ولكن ما أن تذكرت ما حدث من قبل حتى غمغم القلب بالخوف...

ولج ضياء ويوسف للمنزل بتعبٍ شديد فأرتمى كلا منهم على الأريكة بأهمال ليتمتم بألم: أنا مالي بأم الجوازة دي، مش حاسس برجلي زي ما تكون أتقطعت من اللف...
شاركه ضياء بهمس: لو جدك سمعك هيعلقك..
رمقه بنظرة محتقنة: أكتر من كدا!، من الصبح بنلف عشان نعزم الناس على العزال وكمان يوم وهيرميلك بطاقات الدعوة ويقولك المهمة التانية، أنا بكره نفسي أني الصغير لو كنت زي ولاد عمك كان زمنا مترفين..

: بتقول حاجة يا يوسف؟
صوت النمر القاطع الذي كان كافيل بجعله يسقط أرضاً من الصدمة لينهض سريعاً قائلاٍ ببسمة واسعة: ولا حاجة يا نمر دانا بقول لو مش هنتعب ليكم هنتعب لمين!.
ضيق عيناه بمكر بينما كبت ضياء ضحكاته، ولج أحمد للداخل قائلاٍ بغرور: كله تمام يا نمر جبت راجل ركب النجف فى الشقق وعبد الرحمن هناك مع بتاع الستاير بس أنا كنت حابب نعملها مش بحب الجاهز..

ضياء بسخرية: ياعم بعد الفرح أبقى أعمل ما بدالك غيرك مش طايل لا نجفة ولا ستارة!..
تعالت ضحكات أحمد ليجذبه أدهم بنفس لهجته: أه وأنت بقا مستعجل على الجواز من دلوقتي؟!.
إبتلع ريقه بخوف شديد: لا والله أنا مستعد أتجوز في سن ال40 معنديش أيه مشكلة..
تركه قائلاٍ بمكر: كدا تعجبني..
تعالت ضحكات الجميع ليقترب يوسف من أدهم بمرح: بمناسبة العزال وأننا هنشيل لما يتهد حيلنا.

قاطعه أحمد بسخرية: متدخل فى الموضوع على طول من غير شرح..
رمقه بنظرة محتقنة ليكمل: مفيش أزازة برفان ولا أيه حاجة من الخاصين بالنمر..
ضياء بغضب: نعم ياخويا الحاجات دي بتكون ورث لاخو العريس
يوسف بسخرية ؛ وأنا إبن خاله مثلا مأنا أخوه...
تعالت ضحكات أحمد فأبتسم النمر قائلاٍ بثبات: أبقوا قسموا مش هنفترق..
أحمد بصدمة: أنا مشترتش حاجة جديدة للفرح
أدهم بسخرية: وأنا يعني الا جبت ما الحال من بعضه..

ولج عبد الرحمن بغضب: وهنجيب أزاي ما أحنا أتفاجئنا بالا حصل..
ضياء بضحكة مرتفعه: البنات الا ما شاء الله كل يوم يرحلوا الشنط كأنهم معدوش هيشتروا حاجة بعد الجواز أنا حاسس أن أعمامي قربوا يأعلنوا أفلسهم...
تعالت الضحكات بينهم ليرفع النمى يديه على كتفي عبد الرحمن: مش مستهلة العصبية دي هى حاجة العريس أيه دا هما كام طقم والبرفنيوم..

أسترسل أحمد الحديث بسخرية: وأبقى قابلني لو لقيت مكان تحط فيهم حاجتك، لأن فى الأخر الشقة والدولاب والتسريحة وجيب الزوج وجميع ما سبق من حق الزوجة يعني سيادتك كنت عايش فى بيت أهلك ملك فى عش الزوجية بقا بتشيل هدومك وما يخصك على درعك ما تلقيش مكان ولو صغير تحط فيه ولو لقيت فأعرف أنه مش هيدوم الله أعلم بقا هتخده الزوجة ولا أطفال المستقبل..
يوسف بصدمة: كل دا!.
عبد الرحمن بزهول: أشيل هدومي!..

ضياء بصدمة: عقدتنا فى الجواز لا أنا كدا بيس..
رمقهم النمر ببسمة ساحرة ثم صعد للأعلي قائلاٍ دون النظر إليه: جاهزوا نفسكم هنخرج نجيب اللبس..
عبد الرحمن بغضب: لا أنا منسحب من الحوار دا..
أحمد بضحكة سخرية: أنشف ياض أحنا فى الأخر أحفاد طلعت المنياوي يعني هنأخد دلفة دولاب ونص التسريحة بعون الله...
ضياء بمرح: والله مأنا خايف الا عليك...

جذبه أحمد بغضب فشاركه يوسف السخرية: كلام فى الفاضي وأول ما بيشوف الموزة بيسرح فى ملكوت الله..
جذبه أحمد بغصب: تصدق أنك حيوان طب أنا واحد وبسرح أنت حاشر نفسك ليه؟
ضياء: وتسرح قدامنا ليه يا عم أحنا لسه المشوار ورانا طويل لما نوصل لمرحلة النجف والستاير هنكون نص أبيض ونص أسود دا أذا كان جدك لسه على قيد الحياة أصلا..

تصنم أحمد ويوسف محلهم بينما أنسحب عبد الرحمن للأعلى بصمت، بينما تيقن ضياء بنظرات صدمة أحمد ويوسف من يقف خلفه!..
أستدار ضياء ببطئ لتنكمش ملامح وجهه حينما وجد طلعت المنياوي بملامح لا تنذر بالخير فجاهد بالحديث: ربنا يديك طولة العمر ياررب..
لم تتبدل ملامح وجهه ليشير له يوسف بأنه على وشك الهلاك، خرج عن صمته بعدما صفع الأرض بعصاه كدليل على غضبه: عملت الا جولتلك عليه ولا واجف تتمرع بحديثك الماسخ ده..

إبتلع ريقه برعب ليسرع بالحديث: عملت كل الا قولتيلي عليه يا جدو عزمت عم إبراهيم البقال وروحت للأستاذ فتحى وأ...
قطعه حينما أشار له بيديه قائلاٍ بعين تتوعد له: هنشوف..
وتركه وتوجه للمسجد للصلاة العصر فأرتمى على الأريكة بعدم تصديق: أنا لسه عايش يابني أدمين!..
تعالت ضحكات أحمد بسخرية: أمسكي نفسك يا سوسو دا الا جاي عسل بأذن الله..

وتركه وصعد للأعلى فجلس يوسف لجواره بمزح: يابني لما تتكلم على حد لازم تلف شمال ولمين الأول متعلمش قدرك فين؟
تطلع له بسخرية: زي الا حصل لحضرتك من شوية..
زفر بضيق: أنا حاسس أن البيت دا مسكون كل ما تجيب سيرة حد تلقيه فى وشك..
تعالت ضحكات ضياء ليقطعها هبوط غادة ومكة للأسفل...
ضياء بأبتسامة واسعة: جهزي الغدا يا مكة هموت من الجوع..

رمقته بنظرة محتقنة وهى ترتدي حذائها: قوم أعمل لنفسك أنا نازلة أنا وغادة نشتري طقم للفرح ومش هتلاقي حد هنا كلهم بره..
نهض عن مقعده بغضب: وأنا هعرف أحط لنفسي!.
أشارت له بسخرية: أتعلم يا قلبي..
وغادرت للخارج فلحقت بها غادة مبتسمة عما هو به لتقف على صوته الصادح بأسمها...
ضياء ببعض الغضب: مقولتيش يعني أنك خارجة؟
رفعت عيناها له ببعض الخوف: أنا عارفة أنك بره من الصبح كمان دي مناسبة والكل مشغول..

أخرج من جيبه المال قائلاٍ بأبتسامة هادئة: بهزر معاكِ على فكرة، خدي دول هاتيلك طقم للحنة والا عمي عطوهولك طقم للفرح..
تطلعت له بخجل وكادت الحديث ولكن قطعتهم مكة بغضب: بقى تعطي لها وأنا لا!.
وضع ضياء المال بحقيبة غادة ثم قال بعناد: مفيش ليكِ حاجة خلي أسلوبك الحدق دا ينفعك..
تعالت ضحكات غادة لترمقها مكة بغيظ: أسكتي أنتِ، ثم أستدارت له بعناد يضاهيه: مش هخرج من هنا غير لما تعطيني..

تركها وصعد للأعلى بعدم إكتثار بها فصعدت خلفه بتذمر طفولي، ولج للمنزل فلحقت به قائلة بغضب: أنت بتميزها عني!.
رفع قدماً فوق الأخرى قائلاٍ بتسلية: طبعاً ودي محتاجة كلام..
ثارت بالدموع قائلة ببكاء: كتر خيرك أنا أصلا مش عايزة منك حاجة..
وتركته وكادت بالرحيل فلحق بها بلهفة قائلاٍ بجدية: مكة أنا بهزر والله..
وأخرج المال سريعاً فألقته قائلة بحزن: مش عايزة منك حاجة..

أغلق الباب قائلاٍ بغضب: يا عبيطة أنتِ عارفة أني بحب أهزر معاكِ..
لم تكف عن البكاء فخرج النمر بعد أن أرتدى سروال أسود اللون وقميص أسود ضيق يبرز جسده الرياضي مصففاً شعره الغزير بحرافية ليقترب منهم بتعجب: فى أيه؟.
قص عليه ضياء ما حدث فتفهم أدهم الأمر وأقترب من شقيقته بأبتسامة لا تليق سوى به: وأتا روحت فين عشان تطلبي من الأهبل دا!.

أزاحت دموعها بحزن وعيناه أرضاً بشعور طاردها من كلمات ضياء، أخرج أدهم المال قائلاٍ بمزح: خدي يا ستي هاتي طقم للحنة وخدي من الحيوان دا وهاتي طقم للعزال هو أحنا عندنا كام أخت دي هى موكا واحدة بس..
رفعت عيناها بأبتسامة ينجح النمر برسمها بدهائه فأحتضنها قائلاٍ بجدية: أنتِ عارفة معزتك عندنا كويس وضياء بيحب يهزر معاكِ لا أكتر ولا أقل..

أقترب منه مسرعاً: أه والله كنت بهزر لقيتها قلبت مرة واحدة على أحمد عرابي!.
تعالت ضحكاتها لتفرد يدها بغرور: طب أيدك على الفلوس يا حبيبي..
أخرج المال بمرح: قولت دي نسيت
رمقته بسخرية: كله يتنسى الا المصاري ياخويا..

وهبطت للأسفل بسعادة عارمة فتوجه أدهم للخزانة يخرج حذائه قائلاٍ دون النظر إليه: متعدش الغلط دا تاني دايماً أختك وعيلتك ليهم الأغلبية فيك ممكن تتجوز مرة وأتنين وتلاته لكن الأهل عمرك ما تقدر تعوض دافرهم...
جلس ضياء على المقعد بضيق: بس أنا مقصدتش
قاطعه أدهم بهدوء: عارف بس كان لازم أقولك كدا متحاولش بالهزار تدخل أفكار مش كويسة لحد...
وتركه وتوجه بالخروج..

هبطت للأسفل فوجدته يتوجه بالصعود، لا تعلم لما ثقلت قدماها حينما بدأ بالصعود ليصبح على مسافة منها..
يوسف بأبتسامة مرح: كنت عارف أنك مش هتنزلي غير لما تنجزي مهمتك..
كبتت ضحكاتها قائلة بمكر: دا عمل خيري ولازم أقوم بيه..
خرج يوسف عن ثباته قائلاٍ بعشق: طب ما تعتبريني عمل خيري وتجاوبيني على سؤالي..
تلون وجهها بالخجل فتوجهت للهبوط ليوقفها يوسف قائلاٍ بضيق: لحد أمته هتهربي مني يا مكة؟

وضعت عيناها أرضاً بخجل وهى لا تعلم عن الكلمات مسمع لتقول بأرتباك: لما تربطني بيك الدبلة هجاوبك..

وهربت من أمامه بخطوات أشبه للركص ليبتسم بسعادة لا مثيل لها بعدما لجئت للخبث بأجابتها حينما شرعت له برغبتها به بكلماتها المختصرة وبذات الوقت لم تنساب للحرمنية ولا أفتقدت لأخلاقها، أخبرته بأنها موافقة على الأرتباط به بجملة مبسطة جعلته يحلق عالياً، توجه لشقة عمه فوجد أدهم أمامه ليزفر براحة: كويس أني لحقتك..
تطلع له بستغراب: خير؟
يوسف بأرتباك: عايز أتجوز..
ضيق عيناه بغموض ليخرج صوته الخبيث: طب كويس.

صاح يوسف بغضب: مسألتش هى مين؟
رفع عيناه بسخرية: وتفتكر أني مغفل للدرجادي!.
تلون وجهه بالأرتباك ليبتسم النمر بمكر: عموماً أنا معنديش مشكلة بأرتباطك بمكة توكل على الله وفاتح جدك
تعالت فرحة يوسف ليرتمي بأحضانه بسعادة: ربنا يخليك لينا يا نمر كدا نخدمك بضمير..
إبتسم أدهم قائلاٍ بسخرية: أما نشوف..

وتركه وهبط للأسفل ليجدها أمامه بفستانها الذهبي الجذاب، تحمل بين يدها بعض الأكياس فوضعتهم على الأريكة ثم جلست قائلة بتعب دون رؤيته: معتقدش هقدر أخرج مع ماما عشان الفستان..
نجلاء بأبتسامة واسعة: لا يا قلبي أطلعي كدا خدي شاور وفوقي عشان هننزل تاني..
ياسمين بتعب: أحنا عندنا ثقة فى زوقكم مش كدا ولا أيه يا جيانا..
تمددت على الأريكة قائلة بمجاهدة للحديث: والله زوقكم عسسسل أنا بعد اللفة دي توبت إلى الله...

: أتمنى التوبة تطول وخاصة بعد الجواز...
نهضت عن الأريكة مسرعة حينما رأته يقف أمامها بطالته الثابتة لتبتسم نجلاء بنظرات رضا لأبنها: ربنا يحميك يا حبيبي...
ريهام بمرح: لا بقولك أيه يا حماة بنتي هتقفي مع إبنك كدا من أولها هنزعل من بعض..
تعالت ضحكاتهم فقالت وهى تحتضن جيانا: جيانا بنتي وأنتِ عارفة، عمر ما هيكون بينا شكل الحموات دا...
أدهم بخبث: أه شكلي كدا هبتدي أغير منها..

وغمز لها بعيناه الساحرة فأشاحت عنه عيناها بخجل، هبط عبد الرحمن فأقتربت منه ياسمين بغضب: أنت لسه مجبتش صابرين!
رمقها بنظرة محتقنة: كنت فاضي يعني ومجبتهاش!.
سلوي بأبتسامة هادئة: طب بسرعه يا عبد الرحمن هنتأخر كدا..
أكتفى بأشارة لها ثم غادر ليحضرها بينما جلس النمر بأنتظاره، جلس يتراقب حوريته التى تتعمد الهرب من نظراته على الدوام...

بشركات السيوفي وبالأخص بمكتب حمزة..
كان يعمل على عدد من الملفات حينما قطعته السكرتيرة بأن هناك من يريد مقابلته فسمح لها بالدلوف...
وقفت أمامه ولم يتنبه لها من العمل المهلك أمامه فأقتربت لتقف أمام المكتب قائلة بصوتٍ محتقن: شكراً لعطفك علينا..
كانت كلماتها موسع لجذب إنتباهه، رفع عيناه ليجدها أمامه ؛ فنهض عن مقعده قائلاٍ بهمس: حنين!.

عيناها المغمورة بالدمع والخذلان جعلته يتطلع لها كالمسحور ولكن بسحر حزين يلتف حول جسده فيخترق أضلاعه لرؤية دمعاتها الثمينة أما هى فأستكملت حديثها: الا عملته عطف كبير منك علينا وللأسف مش هقدر أرده..
وتركته وهبت للرحيل ليركض خلفها بلهفة: حنين أنا معملتش كدا عطف مني زي مأنتِ مفكرة!.
أستدارت له بأبتسامة ساخرة: وأيه هيكون غير كدا؟!

وضع حمزة عيناه أرضاً قليلا ثم قال بثبات: عارف أنك مش هتصدقيني بس دي الحقيقة أنا عملت كدا عشان محبتش أشوف دموعك
تطلعت له بزهول فحتى جسدها تخشب كأنها بحلم تريد التمسك به لمعرفة مكنونه!.
أسترسل حمزة حديثه بعينٍ تشع بمجهول: محبتش أشوفك حزينة لأي سبب من الأسباب أنا نفسي معرفش أيه الا بيربطني بيكِ عشان أحس بكدا!..
ثم أقترب منها قائلاٍ وعيناه تتأملها: كل الا عايزه تكوني جانبي.

تطلعت له ببعض الغضب ليسرع بالحديث حتى لا تثور بالشك لبعيد: عايزك زوجة ليا يا حنين..
صدمت من طلبه الغريب فوقفت محلها بصمت تجاهد أن تتحرك من أمامه وبالفعل فعلتها، تحركت بضع خطوات للخروج فأسرع بالحديث: هنتظر رأيك..
أكتفت بالأشارة له ثم هرولت من أمامه سريعاً...

وقفت سيارة زين أمام منزل همس فهبطت وتوجهت للأعلى بينما غادر هو للفيلا...
عاد عبد الرحمن للمنزل وهى معه لتنضم للفتيات ليخرجن لتختار كلا منهم الفستان الذي سترتديه أما الشباب فتوجه كلا منهم لينقي ما يناسبه...

مر اليوم سريعاً وعادت كلا منهم لتحتضن أمل الغد بشوق فحل الصباح بصدح العزف بأرجاء المنزل فقام إسماعيل بتزين المنزل من الخارج أستعداد لهذا اليوم...
أنضم إليهم زين وحازم فجلسوا جميعاً بشقة محمد المنياوي لتتعال بينهم الضحكات الرجولية...
أحمد بمرح: الا مش هيشيل بما يرضي الله هزعله..
ضياء بسخرية: يبقى شيل انت ياخويا..
زين بمرح؛ بس كدا عيوووني أنا هشيل الشنط بس وحازم ويوسف الأدوات الكهربائية..

يوسف بغضب: نعمين وحتة..
رفع حازم يديه قائلا بمكر: بس يا جو نشيل من عيونا بس العرسان عليهم المساعدة بقا...
أحمد بغرور: لا العرسان هيوقفوا وهيتفرجوا...
عبد الرحمن بغضب: أنت بالأخص الا هتشيل..
أحمد بسخرية: أيوا مأنت لازم تتمرع ما نسيبك نقل وفرش الشقة معندوش الكلام دا..
زين بأبتسامة هادئة: لو أعرف أنكم هتعملوا عزال مكنتش نقلت الحاجة..
أدهم بهدوء: لو خلصتم حواركم يالا عشان نتغدا...

ضياء بسخرية: أكلهم من باب يشيلوا كويس...
لم يتمالك حمزة ذاته فخار ضاحكاً قائلاٍ بصعوبة بالحديث: ما تجمد يا ضياء
ضياء بسخرية: هنشوف دلوقتي مين الا جامد، ثم أستدار لحازم بغضب: أخوك الا هيشيل التلاجة عشان يتربى شوية..
تعالت ضحكاتهم بمرح ليجلسوا جميعاً على مائدة الطعام، أما بالأسفل فقدمت ريهام وسلوى الطعام للرجال بقاعة طلعت المنياوي...

تناولن طعامهم ثم توجهوا جميعاً لصلاة العصر وأعلان القران للجميع، جلست الفتيات بالشرفة تستمع كلا منهم لصوت معشوقها وهو يردد بالمكبر تقبله بالزواج منها وعهده بالحفاظ عليها وأصوات أبائهن يتممن الزفاف لينتهى بتبرعات طلعت المنياوي وأولاده للمسجد فترتفع الزغريد بالحي بأكمله فرحة بهم...

عاد الرجال من المسجد للمنزل فأرتفع العزف والألحان ليحمل كلا منهم متعلقات العروس لمنزلهم الجديد الذي يبعد عن منزل طلعت بمسافة ليست بعيدة حتى أنهم لم يستخدموا السيارات...
وقف أدهم وعبد الرحمن وأحمد بجانب منعزل عن الجميع ليخطف كلا منهم نظراته لحوريته التى تعتلي الشرفة بتخفى فأبتسمن بخجل وقلبٍ يرفرف عالياً للقاء بالمعشوق...

حمل ضياء ويوسف الأجهزة بأمر من طلعت المنياوي الذي منع زين وحازم من حمل أيا منهم معنفاً زين بقوة أنه عريس مثل أحفاده حتى وأن كان أنهى أجراءاته، زمجر ضياء فكان مخطف للشباب وأضحوكة لهم...

تطلعت صابرين لمعشوقها بسعادة لرؤيته بثيابٍ جعلته وسيماً للغاية، كذلك همس التى حضرت لأجل صابرين والفتيات كان هو شعلة عيناها ولهيب العشق بطالته الثابتة أما رهف فكانت تبتسم حينما تتذكر زفافها المميز، توقفت النظرات بين النمر وجيانا فكانت كترنيمة ساحرة تجذب العينان وتربط القلوب برباط يخفق بين العشق والجنون كأنها تزف أقتراب موعد لختام مسحور..

بعد أن أنتهى الرجال من حمل المتعلقات جلسوا جميعاً بالخارج ليحمل حمزة إليهم المشروبات أحتفالا بالزفاف، أما أدهم والشباب فصعدوا للأعلى ليشرع كلا منهم بعمله فالوقت المحدد للزفاف قليل للغاية ومهامهم كبيرة...
ولجوا لشقة النمر أولا فخر زين وحازم ضاحكين حينما رأى ضياء ملقى أرضاً جوار البراد ويوسف يحتضن المغسلة وملقى جوارها...
حازم بصعوبة بالحديث: يا عيني على الشباب راح...

زين بسخرية: داحنا مش أقوياء بقا يا جدع داحنا جبابرة...
رفع ضياء عيناه له بغضب: ورحمة أبوك لأخليك أنت وهو الا تشيلوا فى عزالي وساعتها هنشوف مين فيكم الا جبابرة..
حازم بأبتسامة مرحة: أنوي انت بس وأنا عهد عليا هشيلك التلاجة والفريزر..
زين بسخرية: وأنا هشيل الغسالات مرضي يا عم..
سعل يوسف بقوة: منكم لله ناس تتجوز وناس تتعجز ربنا ينتقم من الا كان السبب..
دفشه ضياء بغضب: وأنا كنت أعرف أنه ورانا!.

يوسف بضيق: طول عمرك لسانك طويل ثم أنك الا غلطت فى جدك يعني تشيل وتتعاقب ذنب أهلي أيه!..
أحمد: طب يالا يا عم منك ليه ورانا شغل كتير هنا..
نهض ضياء وتوجه للخروج قائلاٍ بغضب: مع نفسكم ياخويا أنا كدا تمام وعديني العيب..
وتوجه للخروج ليجد النمر أمامه فتراجع قائلاٍ ببسمة مصطنعه: بس ممكن أفتحلكم الكرتين...
عبد الرحمن بسخرية: ميضرش برضو...

وبالفعل شرع الشباب بخلع الكارتين عن الأجهزة ووضعها بمكانها المناسب حتى رهف وهمس أنضمت للفتيات بترتيب الملابس والمتعلقات الشخصية تاركين المطبخ لريهام ونجلاء وسلوي، فكان الجميع منقسمون بين العمل بشقة أحمد والنمر على عكس عبد الرحمن فقد أنهى زين ما يخصه بمعاونة رجاله...

كانت صابرين ترتب مع ياسمين ومكة بشقة أحمد فأنسحبت حينما أخبرها بأن عبد الرحمن يريدها بالخارج، خرجت لتجده يقف أمام الدرج قائلاٍ ببسمة هادئة: مش عايزة تشوفي الشقة بعد ما أتفرشت؟.
تاهت عيناها به مشيرة بهدوء فصعد لتلحق به، ولجت بعد أن فتح الباب لها لتقف بدهشة من جمالها نعم فقد أعتادت على الحياة بالقصور وغيرها ولكن تلك الشقة المبسطة مميزة للغاية، ببساطة تنفيذها ورونقها الخاص...

ولجت للغرف وأخذت تتفحص ما يخصها بسعادة لتقع عيناه عليه يستند بجسده على الحائط ويتأملها بنظرات عشق، أخفضت عيناها أرضاً سريعاً ليقترب منها قائلاٍ بهدوء: مش عايزك تزعلي أن زين رتب الشقة من غيرك هو ميعرفش تقاليدنا هنا..
إبتسمت قائلة برضا: بالعكس أنا فرحت جداً أني كنت من أهتماماته..
تطلع لها بفرحة: تفكيرك من نحيته أتغير.

رفعت عيناها له ببعض الندم: لأني عرفت زين صح يا عبد الرحمن وبتمنى أقدر أفرحه لو رجعت مامته له فى يوم فرحه..
رفع يديه على يدها قائلاٍ ببسمة ثقة: هتقدري بأذن الله..
أردفت بحزن: مش لما ألقيها الأول!.
إبتسم بمكر: بس أنا لقيتها..
تطلعت له بصدمة وسعادة قائلة بفرحة: بجد يا عبد الرحمن!
أشار لها بأبتسامته الساحرة لتحتضنه بسعادة قائلة بفرحة تسبقها بالحديث: أنا بموت فيك بجد..

أغلق عيناه بسعادة هامساً بعشق: وأنا بعشقك..

بالأسفل..
غادة بغضب: كل دي هدوم أيه مغادرة العالم!.
تعالت ضحكات رهف قائلة بمرح: بكرا لما نستف حاجتك هنشوف...
همس بأبتسامة هادئة: ربنا يسعدك وتتهني بيهم يارب..
جيانا بفرحة لوجود همس ورهف: ربنا يخليكي يا قلبي..
رهف بمشاكسة: أنا الا هرتب التسريحة...
غادة بسعادة: ربنا يعزك دينا وأخرة يا شيخه أدخلي أنتِ..

ودفشتها برفق لتفتح الباب وتهرول للخارج، تركت الحمقاء الباب لترفع عيناها فتجد معشوقها يثبت التلفاز بالحائط فوقعت عيناها عليه لتقلب بألوان الطيف المرئي، أغلق الباب ومازالت عيناها متعلقة بالفراغ كأنها تتذكر تلك العينان الساحرة فيرقص قلبها بأرتباك للقادم أما النمر فأكتفى ببسمته الجانبية الساحرة وأكمل ما يفعله، لجواره كان يعاونه حازم وضياء بنقل الأغراض الثقيلة للمطبخ وترتيب البراد والأجهزة بأماكنهم الصائبة...

أما بالشقة المجاورة لهم فكان يرتب أحمد بمساعدة زين وحمزة ويوسف...
خرجت ياسمين من الغرفة تبحث عن الحقيبة الخاصة بالمكيب لتقع عيناها عليها، حاولت حملها بين يديها فلم تستطع لتجد أخيها لجوارها يرفعها عنها بمرح: عنك يا عروسة..
إبتسمت ياسمين بستغراب: من أمته يا جو؟
رمقها بغرور: أخر يومين ليكِ بقا لازم ندلعك على الأخر..

وقعت الكلمات على قلبها بالحزن فبكت لتذكرها الرحيل عن منزل والدها الحبيب لمنزل زوجها فأحتضنها يوسف بحزن فهى شقيقته الوحيدة ليبعدها عن أحضانه بمرح: بتعيطي على أيه يابت دا الباب قصاد الباب ياختي يعني ليل نهار هلاقيكي فى وشي!.
إبتسمت ومازالت الدموع متعلقة بعيناها فهبط عبد الرحمن ليسرع إليها قائلا بغضب: فى أيه يا ياسمين الزفت دا زعلك فى حاجة؟.

أحتضنته ياسمين بفرحة قائلة ببسمة حتى لا تفسد الفرحة: طول ما ديدو معايا فى نفس البيت هحس أنى لسه فى بيتي..
إبتسم عبد الرحمن وهو يشدد من أحتضانها: ربنا يباركلك يا حبيبتي أحنا هنروح من بعض قين سواء هنا ولا هناك كلها عدت باب...
تعالت ضحكات صابرين قائلة بمرح: أنتِ حزينة عشان هتسيبي بيتك الا قصادنا أما أنا أعمل أيه؟!.
ثم أستدارت تبحث عنه قائلة بحيرة: هو فين؟
يوسف بستغراب: هو مين؟

لم تجيبه وأسرعت إلي أحضان زين الذي ينقل البراد لمكانه الصحيح مع أحمد فتفاجئ كلا منهم بصابرين الملقاة بأحضان أخيها الذي أخرجها من أحضانه على الفور بقلق: فى أيه؟
أجابته ببسمة واسعة وهى تشير على ياسمين: لقيت الجماعة بيودعوا بعض عشان هتتجوز فى نفس البيت فحسيت أد أيه أني مقصرة وبشدة
تعالت ضحكات زين وحمزة والجميع بينما أسرع أحمد لعبد الرحمن بغضب: أنت يا حضرت أبعد عنها دي مراتي..

عبد الرحمن بسخرية: عارفين ياخويا أنها بقت مراتك ثم أنى أبن الجيران يعني؟!.
جذبها أحمد بضيق: والله تكون ابن الجيران أبوهم ميخصنيش المهم تكون بعيدة عنها محدش يحضنها غيري..
تلون وجهها بحمرة الخجل فأقترب عبد الرحمن من زين بمرح ليلقي بذراعيه بعيداً عنها: سمعت قال أيه؟، تسمح بقا..
وقربها إليه لتنغمر بينهم الضحكات والمرح...

صعد طلعت المنياوي للأعلى ليجبرهم على الهبوط لتناول العشاء وأن عليهم أستكمال العمل بالغد فهبط الشباب ليتناول الطعام بالقاعة الخاصة بالرجال والفتيات بداخل المنزل فى جو من الألفة والتعارف حتى أنهم وضعوا الخطط ليومي الحنة والزفاف...
ليشهد العالم بأكمله نوابع العشاق بحافلة خاصة بالقلوب والأوراح حتى تمكنهم من ترك بصمة بتاريخ العشق ولكن هل سيستطيع كلا منهم الصمود أمام مجهول سطر خصيصاً له؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة