قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الخامس والعشرون

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الخامس والعشرون

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الخامس والعشرون

أنقضي الليل كهفوات سريعة وحل نهار يوماً قضاه الجميع بأنهاك فى أعداد الترتيبات الأخيرة حتى يكون المنزل على أهبة أستعداده بالزفاف...
وقفت جيانا أمام الشقة تتطلع له بأبتسامة حالمة بعد أن قضت اليوم بأكمله ترتب ما تبقى من ليلة الأمس بمساعدة الفتيات، وقفت تتأمله بنظرة مطولة فها هو اليوم أنقضي ليصبح الغد تزينها بالحنة ليكون أخر يوم لها بحياة العزوبية...

شعرت بداخلها بحماس للقادم ولكن كانت هناك لمحة تحمل الحزن والخوف فلا تعلم لما هذا الشعور ربما هناك يقين بأن القادم لن يكون على ما يرام...
بالمقابل لها..
خرجت ياسمين وغادة من الداخل فأغلقت الشقة قائلة بأجهاد: الحمد لله خلصنا...
أجابتها ياسمين بأبتسامة رقيقة: عقبال ما نتعبلك يا قلبي...
إبتسمت غادة قائلة بمرح: يارررب بس أمته؟!..
تعالت ضحكاتها بينما لكمتها مكة بخفة: مستعجلة أوي ياختي بكرا تتنيلي...

رمقتها بنظرة محتقنة ثم هبطت للأسفل بغضب فكبتت جيانا ضحكاتها بصعوبة وهبطت هى الأخري...

بمنزل طلعت المنياوي
لم يعبئ الجد بحلول الليل سريعاً فمازال يعمل على ليلة الغد ليزفر يوسف بغضب: الرحمة ياررب، كل دول معازيم أنا حاسس أنه عزم الحارة الا جانبينا كمان!..
حمل ضياء البطاقات ثم تمدد على الأريكة قائلاٍ بغضب هو الأخر: هما على رجليهم نقش الحنة كل واحد ينزل يوزع باقي البطاقات أنا أتشحورت.

ولج عبد الرحمن من الخارج بأبتسامة مكر لرؤية يوسف وضياء فأقترب منهم بثبات مخادع: ها يا شباب خلصتوا البطاقات..
نهض يوسف بجسده قليلاٍ يرمقه بنظرة نارية ليتخل عن سكونه قائلاٍ بصوتٍ كالرعد: لا مخلصناش وأتفضل كمل أنت..
وألقى ما بيديه لتستقر أرضاً تحت أقدام النمر...
تجمدت نظرات يوسف فأبتلع ريقه بخوف بدا على وجهه ليسرع ضياء بالحديث: مش أنا الا أرميت أنا وزعت نص البطاقات ومش فاضل غير دول...

وخرج سريعاً ليكمل عمله بينما خطى يوسف خطاه البطيئة لينحنى أرضاً وعيناه متعلقة بنظرات النمر الساكنة، جمع البطاقات سريعاً ثم هرول للخارج كمن فر من هلاك محتوم..
تعالت ضحكات عبد الرحمن قائلاٍ بصعوبة: مش عارف أنت بتعمل أيه للعيال دي؟!..
جلس النمر على المقعد قائلاٍ بثبات فشل دوماً بالتخلي عنه: أبقى أسالهم...

كاد عبد الرحمن الحديث ولكن قطعه ولوج أحمد هو الأخر قائلاٍ بتعب بدى على وجهه: كله تمام أتفقت مع المصور وتممت على الفرقة والراجل الا هيفرش بكرا بره البيت ومفضلش حاجة...
رفع عبد الرحمن يديه على كتفيه: برافو يا أبو حميد..
أستقام أدهم بجلسته موجهاً حديثه لعبد الرحمن: لسه برضو زين رافض يعمل حنة؟
إبتسم بخفة: مصمم وبشدة قال هيشارك بالفرح فقط..
تعالت ضحكات أحمد ساخراً: تفكيره قديم أوى الجدع دا..

عبد الرحمن بأبتسامة مكر: أظن أنت يا أحمد ما صدقت..
إبتسم بغرور: مبحبش أتكلم عن نفسي كتير...
تعالت ضحكات عبد الرحمن بعدم تصديق لما يستمع إليه، بينما طافت نظراته من تقف أمامه بخجل بعدما ولجت من الخارج مع الفتيات...
جلست مكة وغادة على الأريكة بينما تبقت جيانا وياسمين محلهما بخجل...
أدهم بثبات وعيناه على حوريته: خلصتوا؟
مكة بتأكيد: كله كدا تمام.

تطلعت له غادة بمرح: المفروض تجيبولنا حلويات أحنا موتنا حرفياً بالفرش والذي منه...
عبد الرحمن بمكر: أخوكِ هيجبلك..
وتركهم وصعد للأعلى، أقتربت غادة من أحمد قائلة بأبتسامة واسعة: عايزاها بالمكسرات يا أبو حميد..
رمقها بنظرة نارية قائلاٍ بحدة: أطلعي يا غادة فوق بدل ما أطلع الا فيا فيكِ...
ضيقت عيناها بخبث: بقى كدا!..

نظراته كانت كافيلة برسالته لها فأقتربت من النمر بحزن مصطنع: شايف يا أدهم بيكلمني أزاي؟!..
أخفى إبتسامته لعلمه بما تود تلك المشاكسة فعله ولكن ربما أراد أن يلهو قليلاٍ ؛ فرفع عيناه الخضراء يتأمل أحمد بتفحص ثم قال بهدوء: روح هات الا طلبته يا أحمد..
نقل نظراته لتقابل عين النمر بصدمة: نعم!.
نهض عن الأريكة واضعاً يديه بجيب سرواله: زي ما سمعت..

ظل أحمد صامتٍ قليلا فلم يجد سوى الأنصاع له حتى يسنح له القدر حضور الغد بأفضل الحال فأكتفى بنظرة نارية لها وغادر بهدوء...
فتعالت ضحكاتها قائلة بأنتصار: يحيا النمر...
ضيق عيناه الساحرة بمكر فأبتلعت باقى كلماتها قائلة بأبتسامة مصطنعة: عايزين نأكل حلويات الله...
تعالت ضحكات ياسمين بينما تعلقت نظرات جيانا به لا تعلم لما يطوف فكرها وهو أمام عيناها!.

تعالت المشاكسة بين الفتيات وحديثهم عن الغد فيما سترتدي كلا منهم لتنهض كلا منهم بفزع حينما خرجت ريهام حاملة لعصا غليظة قائلة بغضب: بقى سايبنا ملبوخين فى تحضير الأكل لبكرا وعملين تحضروا للبس بكرا من دلوقتي..
مكة بصراخ: ااااه حقك علينا يا مرات عم أنا هحشى والبت غادة هتعمل المكرونة بالبشمل بس متزعليش..
غادة بألم: مش عاملة حاجة مدام حصلت للضرب بالمأشة!.
جذبتها ريهام بخبث: نجرب الفتالة يمكن تعجب..

رفعت يديها سريعاً: هى وصلت لكدا، دانا هعملك أحلى مكرونة مع التتش بتاعي الزيتون الأسود والجبنة الشيدر والم...
قطعتها بتحذير: لا يا قلبي الناس جاية بكرا مش ناقصين أرتباك معوي وفضايخ هتعملي زي ما بنعمل..
كشفت عن ساعديها بمرح: عيوني يا مامتي أستعنا على الشقة بالله...
تقدمت منهم ياسمين قائلة بأبتسامة بسيطة: أنا كمان هساعدكم..

رفعت ريهام يدها على كتفيها بحنان: لا يا حبيبتي أنتِ العروسة، أطلعي أستريحي عشان بكرا تكوني فايقة كدا...
غادة بغضب: أه ياختي أتدلعي براحتك هتلاقي فين حما زي دي!..
فزعت حينما طاوفتها نجلاء بذراعيها قائلة بحزن مصطنع: كدا وأنا يعني كنت علقتلك المشنقة طب بكرا تشوفي فى فرحك هعملك أيه؟.
أحتضنتها غادة قائلة بسعادة: أنا لو لفيت الدنيا دي كلها ألفين مرة عشان ألقي حد زيك مستحيل هلاقي يا نونا...

تطلعت لها مكة بنظرة مختقنة قائلة بسخرية: خشت عليا يابت...
رفع يديه على رأسه يقاوم ما يحدث أمامه ؛ فجذبتهم ريهام بمكر: ندخل على الطبيخ ونشوف موضوعنا...

وتوجهت كلا منهم لمعاونة سلوى وريهام بالمطبخ، أما جيانا فلم ترى ما حدث فقط تقف على مقربة منه وعيناها مركزة عليه تتأمله بهيام وشرود، أستدار أدهم بعد مغادرة الفتيات ليجدها تقف أمامه بصمت وسكون، ضيق عيناه بستغراب فأقترب منها بخطاه الثابت ونظراته تتفحصها حتى وقف أمامها..

إرتسمت على وجهها بسمة تلقائية وهى تتأمل تلك العينان، شرود مطول ببحور عشقه كأنها تزف أقصوصة حفرت بقلبها منذ أعوام وقد حان الوقت ليعلمها!، غامت عيناه بسعادة وبسمة ثابتة تكتسخ وجهه الرجولي تاركها بعالم الشرود...

، ثواني، دقائق، لحظات، لم يعلم كم ظل يتأملها وهى تتأمله كأنه يرأها لأول مرة وترأه هى بشتياق كأنه غاب لآلآف السنوات، رفع أطراف أنامله على وجهها فأغمضت عيناها لوهلة ثم فتحتها ببطئ لتجده أمام عيناها ربما كانت حركة لعودتها لأرض الواقع، تلون وجهها بشدة فهمت بالتحرك ولكن أشارات الجسد لم تصنت لها فبقيت كالصنم أمامه تحاول جاهدة بجذب نظراتها عنه..
إبتسم قائلاٍ بمكر: سرحانة فى أيه؟

صدمت من كلماته فظنت بأنها فقدت الذاكرة لعدم فهم ما يقول حينها تأكدت بأن للنمر سحراً خاص به وحتى تظل بمأمن عليها الأبتعاد قدر ما أستطعت، تراجعت للخلف وعيناها تفترش الأرض بخجل فبقى أمامها يتأملها ببسمته الساحرة ليقترب قليلاٍ منها فيزداد خفقان قلبها بصوتٍ مضطرب، يدها تفرك على الأخرى بتوتر وأرتباك، عيناها تتأمل القاعة برعب وخجل، أقترب ليحاصرها بين يديه ونظراته تدرس ملامح وجهها بلهفة لمعرفة تفاصيل العين والقسمات بعد أن أصبحت زوجته فتحل له نظراته، أراد أن يفعل ما كان يود فعله منذ أن أعلن عشقه لها فرأف بتوترها الملحوظ وجذبها برفق لتتابعه للأعلى حتى ولج للشقة الخاصة بهم فأغلق بابها ليجذبها لأحضانه بقوة فكم كان يود أحتضانها كثيراً ولكن خوفه من ربه ونفسه الأمارة بالسوء كانت مانعه الأكبر وهي الآن زوجة له...

أغلقت عيناها بقوة لتجاهد هذا الشعور المفاجئ فأخفت وجهها بصدره تحاول التماسك مع قلب ينبع بعشقٍ لها، تستمع لما يهمس لها من ترنيمات حفلت بالحب والوعد..

إبتسم أدهم وهو يراها ساكنة بين أحضانه فجذبها لتجلس جواره على الأريكة ثم أنحنى ليكون مقابل لها، رفعت يدها تعدل من حجابها كمحاولة للتهرب منه ومن عيناه ولكن فشلت تلك المرة حينما رفع وجهها لتقابل عيناه، طالت نظرته لها ليقطعها صوته المنخفض بعض الشيء: لو تعرفي أد أيه أنا بحبك كنتِ رأفتي بقلبي ومفكرتيش تحرميني من نظراتك دي أبداً..

أزدادت حمرة وجهها فرفعت يدها تزيح يديه عنها لتسرع كعادتها بالفرار، أسرعت لتخرج قبل أن يفتضح أمرها فتوقفت عن الحركة حينما جُذبت بالقوة لتستقر أمام عيناه، همس بمكر وهو يرى كم أصبح وجهها كحبات الكرز: قولتلك قبل كدا معتش فيه مجال للهرب..
إبتلعت ريقها بأرتباك لتخرج الكلمات بصعوبة: سبني
ضيق عيناه وهو يرفع يديه بخبث: وأنا مسكتك!.

غام بها الخجل لتسرع بالفرار فوجدته أمام عيناها لتخفض نظراتها سريعاً وتستكين لجواره بأرتباك فرفع وجهها له قائلاٍ بعشق: هسيبك تطلعي بس كلامنا لسه مخلصش..
أشارت له كثيراً كأنها لاذت بكأس الحياة لتعلو بسمته وجهه فأسرعت بخطاها ليجذبها مجدداً فتطلعت له بغضب وحزن فكيف يخدعها هكذا...
أشار لها بثبات: أستنى هنا راجع..

أكتفت بأشارة له فتوجه لغرفته ثم عاد بعد قليل حاملاٍ لحقيبة متوسطة الحجم، تطلعت له جيانا بستغراب: دا أيه؟
أخرج ما بداخاها قائلا ونظراته عليها: شبكتك...
وفتح العلبة الحمراء لترى أمامها سلسال صغير بعض الشيء وأسورة مذهبة بمحبسها الرقيق جعلت أنظارها تتعلق به بسعادة، خرج عن ثباته قائلاٍ بلهفة: عجبوكِ؟

أشارت له بفرحة ؛ وضع العلبة لجوره ثم جذب الأسورة و الخاتم وشرع بتلبسها ليقترب منها أكثر حتى يربط تلك القلادة حول عنقها، أنشغلت بعيناه وهو بما يفعله لتشعر بأن هناك مرحلة لم ترد أجتيازها قط وها هى على تلك الحافة لتركض سريعاً للأعلى تحت نظراته وبسمته الجانبية الخبيثة...

تمدد عبد الرحمن على الفراش بتعبٍ بعد قضاء يوماً شاق لتجهيزات الغد، جذب هاتفه ليتحدث معها بأبتسامة ظاهرة على وجهه حينما سمع صوتها...
: لسه صاحية!.
إبتسمت بعشق: مش بيجيلي نوم غير بعد مكالمتك ليا..
=بعد بكرا مش هيكون صوت وبس هكون جانبك بنفسي..
تلون وجهها بخجل: أنت جانبي على طول وموجود بقلبي ربنا يخليك ليا..
=أنا الا محتاج أدعى الدعاء دا لأنك دلوقتي حياتي ومقدرش أتخيلها من غيرك..

إبتسمت بسعادة لتسرع بالحديث: هشوفك بكرا؟
تعالت ضحكاته ليخرج صوته بصعوبة: لا بعد أسبوع يابنتي حرام عليكِ من أمبارح وأنا بفهمك!.
قاطعته بحدة: مأنا مش فاهمه كلامك
زفر بضيق: يا قلبي بكرا أن شاء الله هجي أخدك من بدري عشان تروحي البيوتي مع البنات وبليل هخدك للحنة..
قالت بستغراب: يعني هتلبسني فستانين! وتعملي فرحين!

أنفجر عبد الرحمن ضاحكاً قائلا بسخرية: بالظبط كدا لكن طلوع الشقة والأستقرار هيكون باليوم الأخير ورزقنا على الله...
إستمعت لضحكاته بصمت وإبتسامة هائمة تشكل على وجهها لتخرجه عن ما به حينما قالت بدمع لمع بعيناها وبدا بصوتها: أنت أقرب شخص ليا، عمري ما أديت الثقة دي لحد ولا حتى أمي!، أوعى تكسر ثقتي فيك يا عبد الرحمن..
تخل عن ضحكاته قائلاٍ بجدية: غبية حد بيكسر نفسه!.

أكتفت ببسمة صغيرة وظلت تتبادل معه الحديث بسعادة عن ما تمكنت من فعله لزين بمعاونته...

عاد أحمد للمنزل يبحث عن شقيقته بغضب ومكر رسم على وجهه حينما لم يجد أدهم بالأسفل، ولج للمطبخ ليجده فارغ فأستدار ليغادر ولكنه توقف حينما أستمع لصوت شقيقته تجلس على الطاولة ولجوارها فاتنة قلبه...
غادة بضيق: ما تلفي الورق حلو يا هانم دا منظر؟
جذبت ياسمين ما بيدها قائلة بستغراب: ودا وحش يابت والله أحسن من الا بتعمليه...
رمقتها بنظرة سخرية: مين دا لو قاعدتي ميت سنة متعرفيش تطبخي زيي..

كبتت ياسمين ضحكاتها وهى ترى من يقف خلفها فأستدارت بوجهها بأستغراب لتجد من يجذبها بالقوة قائلاٍ بمكر: من الناحية دي أطمني أنا مش هخليكِ تعمري للسنة الجاية..
إبتلعت ريقها برعب: ليه كدا يا أبو حميد مكنش عيش ومحشي دا..
ضقت عيناه بالغضب: بقى أنا يتعمل فيا كدا؟!، ومن مين من حيوانة زيك!.

حاولت تحرير ذاتها ولكن لم تستطيع فأبتسمت قائلة بمكر: طب والله أنت ظالمني البت ياسمين يا عيني الا نفسها تأكل حلويات عشان كدا أتبرعت بحياتي هباءاً وطلبت مكانها...
تطلعت لها بغضب لتشير لها برجاء لمروضة هذا الوحش، تركها أحمد وأقترب منها بنظرات عاشقة ليحمل الحلوي لها قائلاٍ بعشق وعيناه تقابل عيناها: أطلبي عيوني وقلبي وكل الا تحبيه...
غادة بسخرية: الوقتي قلبت على غسان مطر ومن شوية كنت عامل فيها هوجن..

جذب الوعاء الفارغ ودفشها به لتصرخ ألماً وتهرول للخارج سريعاً، أما هو فتبقى أمامها يتأملها بعشق وبيديه الحلوي، حمل أحد القطع وقربها إليها قائلاٍ بأبتسامة رقيقة: لو معندكيش مانع مستعد أكلك بنفسي..

تلون وجهها بشدة فجذبت ما بيديه سريعاً قبل أن يفعلها، تناولتها بأرتباك من نظراته فلم تعلم كيف مذاقها ونظراته تتوغل لها، جذبت الحجاب الذي كاد بالسقوط فكانت تضعه على شعرها بأهمال لجلوسها بالداخل وهى الآن أمام عيناه لا مخرج من طوفان العشق الحائر بين عيناه..
أقترب أحمد منها ليخرج عن صمته بقليل من الغضب لرؤية حجابها المهمل: أزاي تقعدي كدا مش ممكن حد يدخل هنا غيري؟!.

رفعت عيناها له بأرتباك: محدش بيدخل هنا، أخرج وأنا هعدلها...
همس بعشق وصوته على مقربة منها: على فكرة أنا بقيت جوزك يعني عادي أشوف شعرك...

أبتلعت ريقها بأرتباك فشددت من يدها على حجابها وكادت بالرحيل ولكن يديه كانت الأسرع لها ليجذبها إليه برفق حتى صارت محاصرة بين ذراعيه، تاهت النظرات قليلا بين الهوس والجنون، لعنة العشق وعهد الطفولة، إشارات طال عهدها لكثيراً من الأعوام وها قد حطمت ليصبح زوجها وبالغد القريب سيعلن للجميع...

تجمدت قدماها وعيناها منغمسة ببحور العشق المتصل بعيناه السمراء ليستغل سكونها ويرفع يديه بخفة ليحرير حجابها فينسدل شعرها الأسود المموج على عيناها، رفع يديه يزيح تلك الخصلة خلف أذنيها لتغلق عيناها بقوة فدفشته بعيداً عنها ثم أطبقت على حجابها لتفر سريعاً من أمام عيناه لتصطدم بمن يدلف من الخارج..
يوسف بغضب: مش تفتحي؟
لم تجيبه، تخشبت محلها وعيناها تطوف المكان بتوتر وأرتباك ليزداد حينما خرج أحمد خلفها..

رفع يوسف حاجبيه قائلاٍ بخبث: أه كدا فهمت، ثم أقترب من أحمد قائلاٍ بغضب يجاهد بالتحلى به: بقى بتوزعونا عشان الجو يخلي ليكم..
رفع أحمد عيناها من عليها لتقابل يوسف بنظرات نارية فسترسل حديثه: لا فوقوا مش كل الطير الا يتأكل لح...
إبتلع باقي كلماته حينما جذبه أحمد من قميصه بقوة جعلته يسرع بالحديث: أنا لحمي عسل وأسمح أنه يتأكل عادي..
تركه أحمد قائلا بتحذير: خاليك فى الا يخصك وبس..

بادله بسخرية: وهى أخت الجيران لمؤاخذة!.
رمقه بحدة ليرفع يديه بترحاب: الا تعوزه أعمله يا معلم مراتك وبيتك..
وتركه وأسرع للأعلى بخطوات أشبه للركض، أما هى فأسرعت لتلحق به ولكنها توقفت على صوته: ياسمين..
ظلت محلها وعيناها تفترش الأرض فأقترب منها قائلاٍ بأبتسامة ساحرة: نسيتي دي
رفعت عيناها لترى ما يقصد فتلون وجهها بالخجل لتجذب الرابطة الخاصة بشعرها وتهرول للأعلي من أمام نظراته...

جلس أحمد على الأريكة واضعاً يديه خلف رأسه بهيام فبقي القليل لتصبح زوجة له ليتفاجئ بمن يدلف للداخل غير عابئاً به ويتوجه للأعلى مباشرة..
أحمد بستغراب: ضياء!.
أستدار له بجدية: خلصت كل الدعوات وعملت الا جدك طلبه لسه فى حاجة حابين تعملوها؟.
ضيق أحمد عيناه بستغراب ليسرع إليه قائلاٍ بزهول: مالك؟
أجابه بثبات: مفيش راجع تعبان من اللف...
وتوجه للصعود قائلاٍ بأبتسامة مصطنعه: تصبح على خير يا عريس..

أقترب أحمد بخطاه من الدرج قائلا بأمتنان: مشكور على الا عملته يا ديدو وأن شاء الله نردهالك بفرحك قريب...
تخشب ضياء محله وعيناه تحمل الكثير من الغموض، قلبه يعافر للصراخ وروحه تزهقه بالصمت ليكتفى ببسمة صغيرة ويكمل دربه للأعلى وكلمات تلك الأفعى تدور بعقله كالسم المتحرك، فبنهاية الأمر هى من دعت له الوصول لتلك المرحلة حينما فعلت ما فعلته منذ البداية...

ظلت جالسة على تلك الأريكة المتهالكة غافلة بكلماته المترددة على مسماعها، لا تعلم أن كان يريد الزواج بها شفقة أم كما ذكر حبٍ لها!..
جذبها تفكيرها لحبيبها المداوى لجرح قلبها فجذبت سجادة الصلاة ثم شرعت بتحيته لتلقي ما بقلبها إليه ثم دعت أن يريها الصواب حتى تسلكه..

بقصر حازم السيوفي...
دفشها بقوة بعيداً عنه ليبتعد عنها الكثير من الخطوات ليحتضن تلك الفتاة الغريبة ملامحها لها فأسرعت إليه تتوسل له أن يتركها لأجلها فهى حبيبته، هى معشوقته، كيف يفعل بها ذلك!..
نهضت عن فراشها بصراخ قوي بأسمه ليترك حازم مكتبه بنهاية الغرفة ويهرول إليها بلهفة: مالك يا حبيبتي؟

رجفة جسدها القوية جعلته يعلم بأنه كعادتها رأت كابوس مروع فحمل المياه وجذبها لصدره قائلاٍ بهدوء: أشربي مفيش حاجة دا مجرد حلم..
تناولت منه المياه ونظراتها معلقة به ؛ فوضعه لجوارها ثم عاونها على التمدد مداثرها جيداً، كاد النهوض ليكمل عمله ولكنه تمسكت به برعب فأبتسم وتمدد لجوارها لتغفو بين أحضانه بأمان لا تعلم أن ما رأته هو ما سيكتب له وليس لها!..

غاب ليل القمر وسطع ضوء النهار ليبدأ العمل بتزين الحارة لحنة اليوم فوقف الجيران بالأسفل مع والد أدهم وطلعت المنياوي يقضون واجب محتم بالود حتى نسائهم ذهبنا إلي منزل طلعت المنياوي منذ الصباح لمعاونة ريهام ونجلاء بعمل المنزل الشاق بهذا اليوم فأصبح المنزل معبئ بالأهل والجيران والفرحة المتبادلة بينهم...
أرتدت كل عروس ملابسها المبسطة أستعداداً للذهاب وجلسن بأنتظار أزواجهم للرحيل...

ذهب عبد الرحمن بسيارة والده ليحضر صابرين فتوقف أمام منزل زين ليتفاجئ به يتقدم منه معها..
زين بأبتسامة تزين وجهه: فى معادك يا عريس..
إبتسم عبد الرحمن بمشاكسة: الدكاترة دايماً مواعدهم مظبوطة..
تعالت ضحكة زين ليجلس جواره والعروس بالخلف جوار همس...
تحرك بسيارته ليخطف نظرات لها بالمرآة فأبتسمت بخجل، أما همس فكانت تجاهد لأخفاء وجهها من نظرات الزين حتى لا تفشى أمرها بعشقه...

وصلت السيارة أسفل منزل طلعت المنياوي فهبط ليتبادل مع الرجال السلام الحار ومن ثم أنضم إليه النمر وأحمد بعدما تألق كلا منهم بملابس مبسطة للغاية...
طلعت بوقاره المعتاد: منور يا عريسنا..
زين بأبتسامة هادئة: بنورك يا حاج..
أحمد بمكر: شايفك مبتسم وفرحان كأن النهاردة حنتك!.
تعالت ضحكات عبد الرحمن قائلا بسخرية: سوري يا زين بس الصراحة تفكيرك قديم شويتين..

رمقهم زين بغضب ليبتعدوا عنه سريعاً قبل أن يقتلع أعنقهم، زفر قائلا للنمر بغضب: شايف ولاد عمك!
بقى ساكناً كما هو بطالته الثابتة لتخرج الكلمات دون النظر إليه: أنت الغلط يا زين مش هما..
صاح بغضب: حتى أنت كمان يا أدهم!.

رفع عيناه له قائلاٍ بهدوء: بلاش تفكر بغباء يا زين عيون أيه الا أنت خايف منها دي فرحة وأنت عارف كويس أن مراتك من منطقة شعبية زينا يعني الليلة الا مش فارقة معاك دي تفرق معاها، حاول تستغل كل لحظة تقدر تفرحها فيها..
ثم أكمل بخبث: شغل دماغك شوية حتى لو أنت غيور فالنهاردة أنت موجود يعني مش هتفارقها زي ما كنت خايف..
زفر زين قائلاٍ بستسلام: مش هقدر أعمل حاجة مفيش وقت..
ضيق عيناه بخبث: الحل عند القرود...

لم يفهم ما يود قوله فأشار له أن يتابعه وبالفعل أنصاع له ليجد أمامه مكة وغادة فأخذ يستمع لما يلقنهم أدهم به وبالفعل كان حسن الأختيار فذهبت أحداهما لأحد المحلات لتنقى فستان يناسب همس وشرعت الأخرى بأقناعها للذهاب معهم للبيوتي حتى يكونوا جميعاً معاً.

هبطت الفتيات للأسفل للذهاب معهم فحمل أحمد عنها الثياب وكذلك فعل علد الرحمن ليصعد الجميع بالسيارة التى قادها عبد الرحمن والأخري السائق ولجواره أحمد أما أدهم فتوجه لأستقبال رفيقه المقرب...

هبط من القطار ليجده أمامه فأبتسم قائلاٍ بسخرية: العريس بحد ذاته جاي يستقبلنا!
أحتضنه أدهم بأبتسامة هادئة: نورت مصر يا فهد..
إبتسم قائلا بجدية: منورة ييك يا نمر..
زفر سليم بغضب: ما تخلصوا عاد هتفضلوا إكده وسايبني بالشنط!.
تعالت ضحكات أدهم الرجولية ليحمل عنه الحقائب قائلا بستغراب: ليه جابتوا بالقطر!.
ضيق سليم وجهه بغضب: كيف ما قال الأستاذ فهد..

وتركهم وتوجه للخارج فأقترب أدهم من فهد بزهول: مش غريبة دي؟.
حمل الحقيبة وتوجه للخروج هو الأخر قائلا بغموض وبلهجته الصعيدية: ما غريب الا الشيطان يا واد عمي..
لحق به النمر قائلا بشك: ربنا يستر..

بالبيوتي...
كانت سعادة همس تفوق الجميع بعد أن علمت بتلك المفاجأة السريعة، فكنت العشق له بعد أن حولها لعروس فى دقائق غير محسوبة، أنتهت الفتاة من تزين جيانا فكان ينظر لها الجميع بأنبهار على الرغم من بساطة المكيب وفستانها الهادئ ولكن صنع لها هالة خاصة بها، أرتدت ياسمين فستانها فشرعت الأخرى بتزينها وكذلك صابرين أنتهت منها تلك الفتاة فكانت جميلة للغاية...

أرتدت مكة وغادة ثيابهم ثم أرتدوا الحجاب بأنتظار قدوم الموكب، تذكرت غادة معاملته الجافة لها بصباح هذا اليوم فساورها طائفة من الحزن لا تعلم ما به فكيف لها بذلك...

علت الأضواء بالحارة وأصوات النغمات الشعبية ليجتمع الرجال بعد صلاة المغرب بالحارة ليتناول كلا منهم طعام أعد لمعاونه الجميع بينما بشقة نجلاء كانت بؤرة تجمع الشباب فالجميع يجتمع بالأعلى يعدون ذاتهم لليوم...

أرتدى أحمد سروال أسود اللون وقميص باللون البني مصففاً شعره بحرافية فكان وسيم للغاية، كذلك أرتدى عبد الرحمن سروال رصاصي اللون وقميص أخر بدرجة أفتح، ترك زين بذلته السوداء وأرتدى كجوال مثلهم فكانوا مثال للأناقة حقاً...
أما سليم فأرتدى جلباب أسود اللون وعمامته البيضاء، أرتدى فهد سروال أسود اللون وتيشرت أبيض ضيق بعض الشيء أما النمر فأرتدى سروال أسود وقميص أسود ضيق للغاية يبرز جسده بوضوح..

هبطوا جميعاً للأسفل لينضم إليهم حازم وحمزة ويصعدوا جميعاً لسيارتهم فى تأهب للتوجه للفتيات...
ظل سليم وفهد لجوار طلعت المنياوي ليخبره بأن عمر وفزاع سيلحقون بهم بالغد...
زُفت السيارات بحركات نارية من السائق فكان يتوالى (حازم وزين وعبد الرحمن ) القيادة لتصف أمام المكان فهبط كلا منهم ليجذب حوريته بعدما فتكت جزء من قلبه...

توجهت مكة وغادة للسيارة المتواجد بها ضياء ويوسف فصعقت حينما تجاهلها عن عمد بينما فاض يوسف بنظراته لمكة بسعادة، جلست همس جوار زين بالسيارة قائلة بفرحة: مش عارفة أشكرك أزاي؟
زين بخبث: لو مصممة ممكن أقولك..
لكمته بغضب فأحتضنها بضحكة جذابة..

بالمقعد الأمامي لسيارة زين كان يجلس عبد الرحمن وصابرين البادي على وجهها الخوف شديد فطلعت له برجاء ليرفع يديه لها قائلاٍ بهمس: هتيجي..

أشارت له بتفهم لتتحرك السيارات بأنتظام للحارة، عالت أصوات الزغريد ليهبط كلا منهم بعروسه لتلك المنصة الكبيرة المشتعلة بالأعمدة المرتفعة المزينة بالحنة السوداء والشموع فكان لكل عروس طاولة وأمامها عمود بالحنة مزين بالشموع والورد، عاون كلا منهم عروسه على الجلوس ثم هبطن لينضم للشباب فكانت جالستهم تبعد عن الفتيات قليلا ولكن كانت لهم وضوح تام لعلو منصة الفتيات عنهم فكانوا يجلسون على أريكة عادية على نفس مستوى المعازيم..

علت النغمات الشعبي لتجذب مكة وغادة العروس بسعادة لتتميل بأستخدام ذراعيهم فقط حتى لا ترى كلا منهم أسوء كوابيسها على أيدى النمر وشباب عائلة المنياوي، شاركتهم رهف الفرحة فجذبت همس وجيانا فعلت الفرحة بين السيدات حينما شاركتهم أمهاتهم الفرحة...
بالأسفل..
همس النمر بسخرية لزين وحازم: ليكم بالرقص الشعبي؟
زين بغضب: أنت مستقل بينا أوى على فكرة..
حازم بنفس الغضب: قوم يا زين نوريه نفسينا..

وبالفعل وقف زين وحازم مشيراً لمسؤال الأيقاع بتغير النغمات النسائية لمهرجنات شعبية ليشرع فجلست الفتيات بلهفة وترقب لمعشوقها ليبدأ زين وحازم التميل بحركاتهم الرجولية فشاركهم ضياء وحمزة ويوسف وطالت النيران بأنضمام أحمد وعبد الرحمن ليجذبن الحفل بطالة كلا منهم الخاصة...
تطلع لهم النمر ببسمة هادئة ونظرات غامضة فأنحني إليه فهد قائلا بمكر: أممم تولعها وأنت قاعد مكانك عموما اللعبة هتتقلب عليك يا نمر..

لم يفهم أدهم مقصده فأشار فهد لسليم ليتجه للرجل ويطلب منه أن يسود المزمار الصعيدي الحفل وبالفعل علت النغمات الصعيدية فتوقف الشباب عن التميل وتطلع الجميع لبعضهم البعض بزهول..

ألقى سليم العصا الصعدية للفهد فرفعها عاليا وأخذ يتميل بها بكبرياء ليصفق الجميع بتشجيع حارق أزداد حينما رفع فهد عصاه على كتفي النمر الذي نهض عن مقعده كموافقته على التحدى، رفع إليه سليم العصا الأخري ليلتقطها منه دون النظر إليه فتعالت صيحات الشباب ونظرات الفتيات بتحمس لما سيحدث ليبدأ الرقص المحترف الغير متوقع من النمر ليبهر الجميع فتعالت تصقفات والدته قائلة بلمعة من الدموع: ربنا يحميك يا حبيبي...

مكة بصدمة: أدهم كان مخبي المواهب دي فين!.
غادة بزهول: ولا باقي الفريق الواد أحمد عليه حركات أيد!.
هامت عين العروس بمعشوقها فأخذت كلا منهم تراقبهم بسعادة...
إبتسم طلعت المنياوي وهو يرى رقص أدهم الصعيدي فلا ينكر أعجابه به، مزجت الطبول بالمهرجنات ليشارك جميع الشباب بالرقص ليترك البعض منهم المكان ويصعدوا للمنصة ليجذب كلا منهم عروسه لتشاركه الرقص...

جذب أدهم جيانا ووضع العصا خلفها ليتميل أمامها بحرافية ويدها بيديه فأبتسمت بخجل وخوف من نظرات الفتيات له...
أما أحمد فشارك ياسمين وغادة وعيناه تطوف بمعشوقته التى تنظر له بأنبهار لحركاته المميزة..
جلس عبد الرحمن جوار صابرين يتودد بالحديث المنخفض لها فتبتسم بخجل لقربه المهلك..

أما زين فجذب همس وأخذ يتحرك معها بسعادة ويطوف بها غير عابئ بالمنطقة المبسطة له تحت نظرات سعادة والدها الذي يرى الفرحة بعين إبنته، بينما بالأسفل أستمر الرقص الصعيدي بين حمزة وحازم وفهد وسليم وضياء ويوسف بسعادة فكانت فرحة عارمة ومميزة للجميع...

عاون زين معشوقته على الجلوس وكذلك فعل أدهم وأحمد ليجذب زين أدهم ويتميل معه على المنصة بسعادة فكانت حركاتهم رجولية لا تقل من شأنهم بل تزيدهم وسامة على وسامتهم..
كف زين عن الحركة حينما شعر بيد ممدودة على كتفيه فأستدار ليتصنم محله والدمع كاد أن يسيل من عيناه ليردد بخفوت: ماما!.

أحتضنته أمه ببكاء وسعادة بآنٍ واحد فأقتربت منها صابرين بفستانها والدمع يتلألأ بعيناها لتلبية طلبها فأحتضنتها لأول مرة قائلة بدموع: كنتِ صح يا حبيبتي..
أرتمت بأحضانها بسعادة وزين يتطلع لهم بستغراب فأبتسم عبد الرحمن قائلاٍ بغمزة: في حاجات كتير فاتتك يا زيزو..
أحتضنه زين بأبتسامة لعلمه بأنه من قام بذلك...

تعجب الجميع حينما صعد طلعت المنياوي المنصة ليفاجئ الجميع بتقديم سلسال مذهب لكل عروس حتى همس وصابرين فسعدت كلا منهم وقبلن يديه، جذب ضياء والده للمنصة ثم شرع بالتميل معه والأخر نظراته على والده ليشير له بهدوء ففرح محمد وتميل مع أولاده وأشقائه ليغمر الحفل بالسعادة لينتهي بتجمع حافل بمنزل طلعت المنياوي للحديث عن الغد والأعداد له فجلس كلا منهم مع عروسه لتناول الطعام فذلك من شعائر الحارة المبسطة، مكان لا يغني بالمال ولكن بمكارم الأخلاق والحب والوقار المتبادل بينهم، ولكن هل تلك السمات كافيلة للتصدى لمجهول كلا منهم...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة