قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القناع الخفي للعشق آية محمد رفعت الفصل الحادي والثلاثون والأخير

رواية القناع الخفي للعشق آية محمد رفعت الفصل الحادي والثلاثون والأخير

رواية القناع الخفي للعشق آية محمد رفعت الفصل الحادي والثلاثون والأخير

تركها وخرج سريعاً ليقف أمام الشرفة بضيق ود أن ينجح ذاك الهواء البارد أن يخترق صدره ويخرج ما به، لا يعلم كم ظل هكذا فقط عيناه تتراقب الخارج بنظرة مطولة، أحتل وجهه الذهول حينما شعر بملامس أصابع رقيقة على كتفيه تكاد تخترق أضلاعه فتلمس ذاك القلب، أغلق عيناه بقوة يجاهد للبقاء على وعيه فما يحدث ليس سوى مجرد سراب!، هكذا نبش له هذا العقل اللدود، أستدار ببطئ ليحطم حاجز الحقيقة والخيال ليجدها أمام عيناه، تقف بحزن ودموع تغزو عيناها التى تفترش الأرض بخزي مما تفعله، فكيف ستخبره بأن كلماته حطمت حواجز القلب والوجدان؟، كيف تخبره بأنها رأت أن ما فعلته جُرم فاضح بحقه؟..

بقى حمزة يتراقبها قليلاٍ ليستوعب ما يحدث فلم يجد ذاته الا حينما لامست أصابع يديه وجهها لتزيح تلك الآلماسات الغالية بحنان طغي على كبريائها فنزعه عنها لتلتقي بعيناه الدافئة بعشقها، قربها لتقف أمام عيناه يتأمل صمتها بفضول ولهفة بسماع قرارها من المجيئ لخطاه، جاهدت لخروج الكلمات فوضعت عيناها أرضاً قائلة بخجل: أسفة يا حمزة أنا قسيت عليك بكلامي أوي و...

إبتلعت باقي كلماتها بخجل حينما أحتضنها بقوة هامساً بعشق: متعتذريش يا حنين اللي حصل دا كان سببه أنا مش أنتِ..
ثم أبعدها عن أحضانه لترى عيناه الملونة بالصدق والعشق: الماضي عمره ما كان بالأيد بس اللي جاي هغيره بحبك أنتِ أوعدك أنك مش هتندمي أبداً وأنتِ معايا..
وقربها لصدره لتستمع ضربات قلبه العاشق ومن ثم أصطحبها لترى صدق كلماته فى معزوفة عشق خاصة...

بالمشفي...
أغلق عيناه بقوة ومازالت بأحضانه يحاول مسرعاً أن يمحى تلك الكلمة المريرة من ذهنه، لا معشوقته مازالت على قيد الحياة، بين يديه تهمس بأنفاسها المتقطعة من شدة أحتضانه لها، جذبها أدهم بأصابع يديه المرتجفة ليرى وجهها بتفحص ليراها تتأملها ببسمة ودموع تغزو وجهها بسعادة لعشق النمر المتمرد على هذا القناع الخفي فظهر بوضوح، أزاح دمعاتها بيديه قائلاٍ بصوتٍ مرتجف: ليه بتعملي فيا كدا؟، لييه؟.

تعلقت بين ذراعيه كالطفل الصغير لتقربه إليها حتى يستمع همساتها الضعيفة: عشان بحبك...
إبتسم بتهكم علي حالها فأحتضنها مجدداً قائلاٍ بحزن: لو تعرفي أد أيه أنا بعشقك مش هتفكري تعيدها تاني..
وحملها أدهم لينهض ببطئ فجذب أنتباهه عائلته وأصدقائه فمنهم من يبكي والأخرون يتأملون ما يحدث بصدمة وذهول...

خرج بها لمكتب الطبيب فوضعها على الفراش الطبي ثم طلب منه أن يتفحصها مجدداً وأن يصرح لهم بالخروج فلم يعد يحتمل البقاء بذلك المشفي اللعين من وجهة نظره، تفهم الطبيب ما يمر به وقدم له الأشاردات للتعامل معها...

بمنزل طلعت المنياوي ...
كانت تجلس كلا منهم بجانب معتم، البكاء يشكل على وجوههم بخوف على جيانا...
زفرت ياسمين بغضب: أحنا هنفضل كدا كتير دا حتى تلفوناتهم مش بيردوا عليهااا..
أجابتها صابرين ببكاء: وأحنا يعني بأيدنا أيه نعمله؟ دا حتى مكان المستشفي منعرفوش!..
مكة بصوت متقطع من البكاء: طب حاولي يا صافي تكلمي عبد الرحمن تاتي يمكن تلفونه أتفتح..

أجابتها غادة مسرعة بدموع كالسيل: او شوفي ضياء ويوسف هما أكيد زمنهم وصلوا هناك..
أشارت لهم بهدوء ورفعت هاتفها فى محاولة للوصول له، تعجبن كثيراً حينما صدح صوت هاتف عبد الرحمن بالخارج فركضت مكة قائلة برعب: عبد الرحمن بينه بره...

خرجت لشرفة المنزل الخارجية لتجد سيارة بالخارج وأدهم ينحني بجسده قليلاٍ فخرج حاملها بين ذراعيه ليتوجه لشقته بالطابق الأول ووالدتها ونجلاء يلحقون به، هرولت غادة لحجابها ومن ثم توجهت إليهم بلهفة لترى شقيقاتها فلحقت الفتيات بها بلهفة...

صعد بها النمر للأعلى بحرص كأنه يحمل قلبه الرقيق بين يديه ففتح أحمد الباب سريعاً ليضعها على فراشه الوثير بعطره المختوم، تأمل وجهها الهزيل بحزن وحطام تربص به فرفعت والداته يدها على كتفيه بحنان: هتبقى كويسة يا حبيبي متقلقش..
أكتفى بأشارة بسيطة لها ثم رفع يديه لأحمد قائلاٍ بحذم وثبات: هات الرشته يا أحمد هنزل أجيب العلاج..
أشار له بهدوء: هنزل معاك..

لم يحتمل أن يتجادل معه فتوجه للخروج بصمت ليلحق به أحمد على الفور...
صعدت ياسمين وصابرين للأعلي فأقتربت منه قائلة بقلق: طمني على جيانا يا عبد الرحمن.
رفع عيناه ليجدها أمامه بوجهاً تعتليه حمرة من كثرة البكاء فأحتضن يدها بين يديه بحنان: متقلقيش يا حبيبتي جيانا بخير..
أشارت له بفرحة ثم أتبعت ياسمين للداخل ليجلسوا جميعاً جوارها...

صعد الحاج طلعت للأعلى بصحبة حازم وزين وأبنائه الثلاث فجلسوا بالقاعة الخارجية ليبدو عليه الحزن والقلق بعد يوماً قضوه بأصعب ما يكون..
خرج صوت زين بحرص: مفيش داعي للحزن دا يا جماعة الحمد لله أحنا أطمنا عليها والدكتور طمنكم!.
أجابه طلعت بيقين: الحمد لله يا ولدي كنا فين وبجينا فين، أني كنت خابر زين أن الحيوان دا مهيسكتش غير لما يأخد بطاره من أدهم بس مجاش فى دماغي أنه يأخد طاره من حرمة!.

إبتسم حازم بخفة: دا مجرم حقير يا حاج معندوش فرق بين الست ولا الطفل لأنه معدوم الضمير والأنسانية...
آبراهيم بأبتسامة رضا: الحمد لله أنها جيت على قد كدا
ولج يوسف للداخل لينضم لهم قائلاٍ بعد تفكير لزين: بس أنا عايز أعرف ازاي قدرت تعرف مكان أدهم والحيوان دا بالسهولة دي الشرطة لو كانت أخدت وقت بالبحث عنه كانت هتأخد وقت ما يقلش عن ساعات!..

أجابه زين وعيناه على طلعت بفخر: أنا طلعت على المكان اللي أدهوني الحاج...
تطلعوا جميعاً إليه بتعجب فرفع عيناه بهم بحذم: فكرني نايم على وداني إياك أني الحاج طلعت المنياوي متهغفلش واصل. ربنا رايد أن يحوصل إكده فى بنتنا وأنى مجدرتش أعرف كيف بيخطط لكني كنت خابر بمكانه وبراقبه زين عشان ميأذيش حد من أحفادي.
زادت نظراتهم بالفخر والصمت حليف كلا منهم فحتى الكلمات لا تعلم كيف تثني على هذا الرجل!.

صعد النمر للأعلى بعدما جلب ما طلبه الطبيب، أمر طلعت المنياوي بعودة الجميع لمنازلهم فالوقت بات متأخر للغاية حتى مع رفض ريهام أن تترك إبنتها ولكن أمام أصرار أدهم وطلعت عادت لترتاح قليلاٍ...

وضع ما بيديه لجوارها ثم خلع عنه جاكيته، أقترب منها ليتمدد لجوارها يحرر عنها حجابها، ظل لجوارها يتأمل ملامحها بتفكيراً طال بخوف من فكرة قد شُعلت لتصديقها لا فراقها بعيد المحال عن ذاك القلب فربما سيكون بأقسى أختبار له...
رفع رأسها ببطئ لصدره ليقرب منها زجاجة المياه والدواء قائلاٍ بهمساً خافت حتى لا يزعجها: جيانا.

فتحت عيناها بتعب شديد لتجد عيناه دوائها، ربما تسرب آلمها بأكمله وربما تعمد ان يمتص ما بها بنظرته المطولة لها، تناولت الدواء من يديه وبداخل قلبها قسم أنه سيكون سريع الشفاء فكيف لعاشق يتبعها بالدعاء لله وبعشقه النابع بأن يخذل؟!..

وضعها مجدداً للفراش حينما أستمع لصوت آذان الفجر يعلو بالأنحاء، ها قد حان وقت السكينة للطلب والرجاء، أسرع ليتهيئ بلقاء مع الله عز وجل فى علاه ليقترب ويلقى التحية مردداً بصوتٍ خاشع الله أكبر، نعم هو الأكبر والأقوى، نعم هو من سيلبي ندائك له، هو من سيجيب دعواتك فهو عند حسن ظن عباده وأنت ظننت الخير به، وقف النمر يردد الآيات القرانيه بصوته الخاشع بعد أن أختار البقاء بالمنزل ليكون جوار زوجته فأن غاب عنها للمسجد سيشعر بالقلق حيال أمرها...

طال بالسجود وهو يبكي ويتضرع لله أن يشفيها، أن يشفي من عشقها وتوجها فأصبحت الأختيار له على القلب، طال سجوده بألحاح لطلبه بأن تعود مثلما كانت أو يلقى بأوجاعها بصدره هو، فلن يحتمل صراعها كثيراً...
أنهى صلاته وتمدد لجوارها بأعين تشتاق لرؤياها هي غير عابئ بعيناه التى تجاهد للراحة قليلاٍ فربما القلب كافي لشعوره بها...

عاد زين لمنزله بعد أن طلب منه طلعت ذلك فصعد لغرفته ليرتاح بعد قضاء ليلاٍ شاق...
أغلق باب الغرفة ليجدها تجلس على الفراش بدموع أكدت له أن بكائها لمدة طويلة، أسرع إليها زين بلهفة فجلس جوارها قائلاٍ بستغراب: مالك يا همس في أيه؟

رفعت عيناه به طويلاٍ فى محاولة لكبح زمام أمورها فلم تتمكن من ذلك لتنهال عليه باللكمات الحاملة لغضب عاصف ودموع قوية فتكت بها، حاول زين التحكم بيدها ؛ فكورها بين يديه ببراعة ليتطلع لها ببرود فكيف ستصيبه بالآلم ويدها كالفراشة الرقيقة من قباع أنظاره؟..
رفعت عيناها له بدموع كادت أن تقتله ليقول ببرود: أنا كنت شاكك من الأول أن دي أعراض ما قبل الجنون ودلوقتي أتأكدت..

دفشته بعيداً عنها لتصرخ بغضب وبكاءاً جامح: أنت كنت فين كل دااا سايبني هموت من القلق ولا على بااالك تلفونك مقفول ومش عارفة أوصلك أنا كنت هتجنن من القلق...
تطلع لها بملامح لانت لرؤية دموعها فحاول الأقتراب قائلاٍ بهدوء: موبيلي فصل شحن مش متعمد أقفله وبعدين أنتِ عارفة أنا رايح فين وأكيد كنت هتأخر...
صاحت بصوت متقطع من أثر البكاء: تتأخر لوش الفجر!..

رفع يديه حول معصمها قائلاٍ بثبات: طب ممكن تهدي ونقعد نتكلم وأنا هحكيلك كنت فين؟..
دفشته بعيداً عنها لتصرخ ببكاء: مش عايزة أعرف حاجه...
وتركته وكادت بالرحيل ولكن تعثرت قدماها لترفع يدها على رأسها سريعاً وتصرخ بصوتٍ خافت من الآلآم لتستقر أرضاً فاقدة للوعي وسالبة أوتار قلب الزين ليهرع إليها بلهفة وجنون ؛ فحملها للفراش وأسرع لهاتفها يستدعى أحد الأطباء الذي أتي بالحال...

ضربات قلبه تكاد تعلن الوقوف عن العمل وهو يتراقب ملامح الطبيبة فشعر بأنه هو الذي على وشك أن يفقد وعيه...
نهضت الطبيبة بعدما أتت الممرضة لها لتزف لها نتيجة الأختبار فتحولت نظراتها لزين قائلة بهدوء: زي ما كنت شاكة..
أجابها بلهفة ورعب: شاكة فى أيه؟.
أجابته بأبتسامة عملية: المدام حامل ألف مبروك..

وقع الخبر على مسمعه كالفرحة العارمة التى لا يستعبها الزين فأخرج من جيبه المال الوفير وقدمه لها فلا يعلم ما يفعله سوى أنها مازال واقفاً على قدميه...
أقترب منها بعد رحيل الطبيبة ليحتضنها بثبات ففتحت عيناه بغضب حينما وجدته لجوارها فقالت بضيق: أبعد عني ليك عين؟
أجابها بأبتسامة هادئة: مبروك..
أجابته بأستغراب: على أيه؟.
إبتسم وهو يتأمل موضع جنينها: أنتي حامل..
رمقته بنظرة سخرية: جبت حاجه جديدة مثلا!.

تطلع لها بذهول وغضب تلون بعيناه: يعني أنتى كنتي عارفة ومقولتليش؟.
أجابته بعناد: أقولك ليه أنت اللي هتحمل فيه مثلا..
غضبه جعل الحزن يتسلل لها فوضعت عيناها أرضاً بخيبة أمل: كنت هقولك فى عيد ميلادك بس النصيب بقى..

إكتفى ببسمة صغيرة ليحتضنها لصدره بعشق ختمه بلهجته الساخرة: أممم كدا فهمت اللي بيحصل اليومين دول سببه أيه؟، بس برضو كان لازم تقوليلي أنا وصلت معاكِ لمرحلة أني كنت بخاف على نفسي وأنا نايم جانبك والظاهر كدا لازم أتأقلم..
لكمته على صدره بقوة وغضب فتعالت ضحكاته، وضعت يدها حول خصرها بغضب: برضو مجاوبتنيش كنت فين...
عاد الحزن لوجهه فقص عليها ما حدث لجيانا لتهوى الدمعات على وجهها فعزمت على زيارتها بالغد..

صعد حازم للأعلى بعينان تشتاقان لرؤيتها، طافت الغرفة فباتت باليأس ليلمح نور مكتبه الخاص مشعل، وضع جاكيته على أقرب مقعد مقابله ثم توجه ليستند على باب الغرفة بهيام بمعشوقته وهى تحتضن مقعده الخاص تاركة الشرفة تنثر هوائها العليل لتخطف ضوء القمر على وجهها فتجعلها كالنسيم الدافئ، دميات الهواء تداعب خصلات شعرها بلا توقف فتجعلها كالنعام المرفرف بين أنسجة السحاب، ظلام الغرفة كالغيوم ولكن هالة الضوء تخطفها لتجعلها مميزة بالظلام...

أقترب منها حازم بهيام ليجذب المقعد المقابل لها ويجلس جوارها يتأملها بصمت، أطراف أصابعه تزيح الخصلات المتمردة علي عيناه فتقطع تلك اللحظة برؤية وجهها عن قرب، طال نظراته لها ونهاها بأن حملها للفراش ليتمدد جوارها مستيقظاً ليتأملها تارة وجنينه تارة آخري...

تميل القمر ليختفي بين زقاق الظلام ليعلن عن شمس يوماً جديد مميز للغاية، لتقطعه شمساً أنارت بنورها الذهبي العالم بأكمله...
بشقة عبد الرحمن...
أرتدى ملابسه سريعاً بعد أن أتاه أتصال هاتفي من المشفي لضرورة الحضور لجراحه متعجلة، خرج ليرتدى حذائه وعيناه تبحث عنها ليخبرها بأنه سيغادر الآن، وجدها تقف أمامه بالمطبخ شاردة للغاية، تحمل كوب من القهوة تعيد الملعقة به عدة مرات غير واعية لما هي به...

أقترب منها بأستغراب: صابرين...
فزعت على صوته فسقط الكوب أرضاً ليصبح عدة أجزاء، أنحنت تلملم المحتويات بأرتباك: أنا اسفة كنت سرحانه شوية...
وقف محله ثابتٍ لثواني يدرس ملامح وجهها بأتقان ليقترب منها ثم جذبها لتقف أمامه، حمل عنها الزجاج وألقاه بالسلة ليقف أمامها مجدداً قائلاٍ بجدية: مالك؟
رفعت عيناها بأرتباك فأعدت خصلات شعرها مراراً وتكراراً لا تعلم ما الذي عليها قوله...

ضيق عيناه بتفكير ليحمل حقيبته الصغيرة قائلاٍ بهدوء: عندي عملية حالا لما ارجع أشوفك..
وتركها وهم بالرحيل لترفع يدها على قميصه بتلقائية ودون وعي بما تقوله: أنا حامل.

تخشب محله لثواني ثم أستدار ووجهه متصلب بكامل قسماته، أنتبهت لما قالته فجذبت يدها ووضعت عيناها أرضاً بخجل، خرج عن صمته أخيراً بعد أن أحتضن رأسه قليلاٍ قائلاٍ بتوتر: أنتِ أيه؟، بدري كدا، أقصد يعني أنزل أجيب اللبس الوقتي ولا أجبله الببرونه، طب بقولك أيه متتحركيش خالص لحد ما أجبلك دكتورة نسا كويسة أه مش هتأخر...
لم تتمالك زمام أمورها فتعالت ضحكاتها قائلة بسخرية: هو أنا بقولك أنا هولد!..

عاد لرشده بعد ثواني من كلماتها فأحتضنها بجنون ليقبل رأسها بعشق: ربنا يحميكِ أنتِ وهو يا حبيبتي ويكملك على خير..
إبتسمت بخجل فأحتضنها مجدداً ليهمس لها بالعشق فلم تحتمل كلماته لتسرع بالحديث الماكر: أنت نسيت العملية المستعجلة ولا أيه؟!.
إبتعد عنها بزعر: يا نهاررر
وهرول لحقيبته قائلاٍ ببسمة واسعة: هنزل وهرجعلك بسرعة الريح..

تابعته ببسمتها الرقيقة ففتح الباب وتوجه للخروج ولكنه عاد سريعاً قائلاٍ ببسمة واسعة: لو بنت هسميها ملاك ولو ولد سيف بأذن الله..
وغادر تاركها بأبتسامة وفرحة كبيرة وهى تحتضن جنينها الصغير...

فتحت عيناها بعد عدد من المحاولات لتجد الغرفة فارغة للغاية، أستندت على الحائط بصعوبة بالحركة فيدها ملتفة بشاش أبيض يحجرها عن الحركة، توجهت للحمام الملحق للغرفة ولكن لفت أنظارها ضوء المطبخ الخاقت، جاهدت للوصول إليه وبالفعل وصلت لتفتح عيناها على مصرعيها حينما وجدت النمر يعد الطعام لأول مرة ويحضر دوائها بعد أن قام بتنظيف المطبخ والشقة بأكملها...

لم تشعر بدمعاتها ولا ببسمتها ترسم ببطئ فكم ودت أن تحمد الله على هذا الزوج...
شعر بها أدهم فأستدار بوجهه لينزع عن خصره الرداء الخاص بالمطبخ وأسرع إليها قائلاٍ بلهفة: فى ايه يا حبيبتي أيه الا قومك من السرير؟.
تطلعت لعيناه مطولاٍ ثم جذبت عيناها عنه قائلة بخجل: أنا بس كنت هدخل الحمام أغير هدومي وكدا..
إبتسم قائلاٍ بمكر: بس كدا عيووني
وحملها بين يديه لتصرخ بخجل: رايح فين؟

أجابها بخبث بعد أن وضعها برفق أرضاً: هساعدك تغيري هدومك...
وضعت عيناها أرضاً بأرتباك وقد تلون وجهها بأكمله بصعوبة فأبتسم ليقترب منها ويحرر يدها بلطف من الرابطة المتصلة بالعنق قائلاٍ بهمس: أنا بره لو أحتاجتي حاجة متتردديش...
أشارت له بوجه أشبه لحبات الكرز فأزدادت بسمته الجانبيه عليها وخرج حتى لا يحرجها أكثر من ذلك...

حمل الطعام ووضعه على الكوماد وجلس بأنتظارها فأخرج هاتفه يطلب ضياء الذي أجابه على الفور...
ضياء بقلق: أيوا يا أدهم جيانا كويسة؟
أجابه بثبات: متقلقش عايزك تقول لمكة تلبس وتجي تقعد مع جيانا لحد ما أرجع من الشغل ولو تعبت ولا حاجه تتصل عليا فوراً.
اجابه بضيق: شغل أيه يا أدهم دا وقته؟
أجابه النمر بحدة ممزوجة ببعض الهدوء: فى أدوية لسه مطلوبة لجيانا وأنا لازم أشتغل عشان أقدر أجيب باقيتهم.

تنحنح ضياء قائلاٍ بثبات: طب ما تفضل جانبها وتطلب من جدو أو من بابا ي...
إبتلع باقي كلماته على صوت الرعد الذي قطعه: ليه فاكرني سوسن عشان أطلب مساعدة من حد مراتي محدش يصرف عليها جنيه غيري، قول لمكة زي ما قولتلك وياريت توفر نصايحك الغالية دي لنفسك..
وأغلق الهاتف فأبتسم ضياء بفخر لرجولة أخيه الطاغية نعم فهو ذات شأن وكيأن...

أبدلت ثيابها لجلباب رقيق باللون الوردي فخرجت تستند على الحائط لتجده أمامها يحملها بحنان لفراشها، وضعها برفق ثم جلس أمامها قائلاٍ بهدوء: نفطر بقا عشان نأخد العلاج..

إبتسمت وهى تتأمله بعشق بعدما حطم قواعده لترتيب المنزل وأعداد الطعام لها، تناولت ما قدمه لها بأبتسامة مشرقة فتناولته بنهم كأنها لم تتذوق الطعام لسنوات فلديه طعم خاص حينما يكون مصنوع بحبٍ وحنان، أنهت طعامها بين النظرات والهمسات فشعرت بأن مرضها قد أوشك على هجرها لدلال معشوقها، رفع الدواء لها فأنكمشت ملامحها لتتناوله بضيق ملحوظ ولكن تعجبت كثيراً حينما وجدت الدواء شهي للغاية فصفنت قليلاٍ تجيب على الأسئلة بعقلها، هل مذاق الدواء جيداً أم أنه معسول يداه وتخدير عيناه الساحرة؟!..

بقيت لوقتٍ لا بأس به تتأمله إلي أن نهض ووضع المال لجوارها قائلاٍ بهدوء: أنا لازم أنزل الشغل النهاردة يا جيانا بس متخافيش يا قلبي مش هتأخر وزمان مكة على وصول..
أشارت له ببسمة رضا وسعادة فقبل جبينها قائلاٍ بعشق متلهف: ربنا يشفيكي يا حبيبتي...
وغادر النمر بعد أن زرع السعادة بقلبها فتناست آلآم جسدها المبرح لما فعله هكذا هو الراجل كما ينبغي...
وبالفعل ما هي الا دقائق معدوده حتى وصلت مكة وظلت لجوارها...

بمنزل طلعت المنياوي ...
دقت على الباب كثيراً حتى فتح لها فزفرت بضيق: كل دا عشان تفتح؟!.
تأملها ببسمة مشرقة: يا أحلى صباح عدى عليا بالبيت دا..
جاهدت لتخفى بسمتها كثيراً وبالكاد فعلت لتقول بحذم: مكة قالتلي أخدلها عباية بيتي وأنا راحه عند جيانا..

وقبل أن تستمع له تركته وتوجهت لغرفة مكة تنقى ما تريد ثم كادت بالرحيل لتتفاجئ به يقف أمامها مستنداً على باب الغرفة بجسده، عيناه الزرقاء كالبحر العاصف بليلة صافية تبرز لون المياه الزرقاء كالنسمات...
عبث بحجابها قليلاٍ قائلة بأرتباك: فى أيه يا ضياء ليه بتبصلي كدا؟.
اقترب منها قائلاٍ بهيام: مش عاجبك نظراتي؟.
أجابته بأرتباك وهى تحاول التراجع: لا.

إبتسم بمكر: بحاول أكون محترم لأبعد حدود بس الفرحة خلاص مش سيعني بعد ما لقيت شغل جانب الجامعه ومش فاضل غير شهر الأمتحانات وأكون مؤهل للجواز ونتجمع بقى..
إبتسمت بخجل فأسرعت للهروب من أمامه ليتابعها بنظرات هائمة...
&
هبطت صابرين لشقة جيانا فأنضمت لهم ياسمين وهمس بعد أن أتت مسرعة لرفيقتها ليقضوا يوماً منيز للغاية بين المزحات والضحكات، فشعرت جيانا بأنها أصبحت على ما يرام فماذا تريد أكثر من ذلك؟!..

ولجت ريهام وسلوي ونجلاء بطعام الأفطار ليسود الجو النسائي العائلي بالمكان وتتعال الفرحات بمعرفة حمل صابرين وهمس...

توجه زين لمكتب أدهم فولج قائلاٍ بأبتسامة مشرقة: أنا هبقى أب يا نمر..
كبت أدهم ضحكاته ليقول بسخرية: سبحان الله الجنان جاي لواحد واحد فيكم..
جلس زين على المقعد المقابل له بأستغراب: ليه مين اللي أتجنن تاني؟!
إبتسم بسخرية: قصدك تالت، أحمد كان من يومين وعبد الرحمن الصبح وحضرتك دلوقتي..
تعالت ضحكات زين بفرحة: عقبالك يا نمر..

نهض قائلاٍ بأبتسامة غرور: مش الوقتي يا حبيبي أنا مش مستعجل أعيشلي يومين تلاته كدا على هوامش العشق..
زين بسخرية وهو يهم بالرحيل: بكرا نشوووف..
وتركه ورحل والسعادة تنير وجهه..

عاد من عمله فتوجه لشقة النمر ليرى جيانا، طرق باب المنزل ففتحت مكة لتتخشب قدماها وهى تراه أمامها بملابس الشرطة لأول مرة، وسامته كانت تاج تزين ذاك الحلي الأبيض، عيناه كالطوافة فتجذب من حولها بلا رحمة لتنغرس بجمالها الآخاذ...
تأملها بأبتسامة هادئة: عاملة أيه يا مكة؟.
عادت لأرض الواقع على صوته فأسرعت بالحديث المرتبك: الحمد لله أتفضل..

ولج للداخل فأقترب منها قائلاٍ بثبات: مش عايزك تتديقي أن الخطوبة أتأجلت أن شاء الله هعوضك بخطوبة محصلتش ولا هتحصل قبل كدا صحيح يعني هخاف عليكي من العين لكن اللي مطمني أني هكون جانبك..
شعرت بأن تنفسها يصبح بطيء للغاية فقالت بأرتباك: هروح أعملك قهوتك..
وهرولت للداخل سريعاً قبل أن تفتك بها نظراته فتراقبها بعشق قطعه حينما ولج للداخل ليري إبنة عمه...

عاد أحمد هو الأخر من العمل حاملاٍ لأطباق متعددة من الحلوي فوضعها أرضاً ثم بحث عنها ليجدها تلج من الخارج بعد أن أستمعت لصوت باب شقتها يغلق فعلمت بأن معشوقها قد عاد..
تطلعت للأريكة بأستغراب: ايه دا كله؟!.
أقترب منها بأبتسامة زادته وسامه ليضع يديه على رقبتها بعشق: مفيش حمدلله على السلامة يا حبيبي الأول؟.

رمقته بنظرة ضيق فزفر بغضب مصطنع ؛ وقسماً بالله أنا جوزك أدخل أجبلك القسيمة من جوا نفسي أسمع كلمة بحبك قبل ما أموت حرام يا سوسو والله..
تعالت ضحكاتها قائلة بمكر: هتسمعها بعون الله وقريب جداً..
شُعلت عيناه بالحماس فقال مسرعاً: أمته؟
وضعت يدها على جنينها بمكر: البيبي هيقولك بحبك يا بابا..
تلونت عيناه بجمرات الغضب ليصيح بسخرية: يعني مش كفايا أنتِ لا كمان عايزاني أستنى الولا لحد ما ينطق ويقول بحبك!

وجذب الحلوي قائلاٍ بغضب: خدي أدي علبة لصابرين وجيانا وأنا وديت عند الجماعه هناك..
ورمقها بنظرة أخيرة محتقنة قبل أن يخرج من الشقة لتعلو ضحكاتها بأنتصار...

أنهت صلاتها بخشوع لتجده لجوارها يتأملها بنظرات مطولة، لملمت السجادة الخاصة بالصلاة ووضعتها لجوارها بخجل، فنهضت قائلة بأبتسامة هادئة: أعملك حاجة تشربها..
جذبها إليه بأبتسامة مكر: هتعرفي تنزلي للمطبخ لوحدك؟
أجابته بسخرية: ليه فى هنا وحوش...
تعالت ضحكاته قائلاٍ بمغازلة صريحة: أخاف على الصوابع دول من النار...
تلون وجهها قائلة بخجل: أبعد يا حمزة..
أشار لها بأبتسامة خبث: هو أنا جيت جانبك؟.

رمقته بنظرة شك فأحتضنها ليطوف بها بعشق فتعالت ضحكاتها بعهد لتنفيذ وعده بأنها ستكون ملحقها
،
بمكانٍ أخر مظلم للغاية...
تلوت ألماً والغل يسكن بعيناها فلم يخمد نيرانها ما فعلته بل أزداد أضعافاً مضاعفة، ولج عثمان إليها بأبتسامة زرعت لرؤيتها هكذا: أيه رأيك بالأقامة هنا؟.

رفعت راتيل عيناها التى تشبه الحية قائلة بغضب وغل: هتشوف هعمل فيك وفيهم أيه يا كلب فاكر أنك راجل وأنت مقيدني كدا أنت متعرفش الشر الا جوايا دا ممكن يعمل فيك أيييه لسه فى كتير هعمله معاك ومع حمزة الكلب ورهف هقبض روحها زي ما قبضت روحي، لو فاكر أنك كدا هتضاف على قايمة الرجالة تبقى مهوم أنت ولا تسوى يا حيوان..

شُعلت النيران بوجهه فجذب السكين الموضوع لجواره لينهي بها حياتها بكره لا طالما زرعته بالنفوس وها هى تحصده بنجاااح..

بالمساء...
عاد النمر لمنزل طلعت المنياوي بعد أن علم من مكة بأن أحمد حمل جيانا للمنزل بأمر من جده لتظل برفقتهم طوال اليوم...
وضعت نجلاء الطعام على الطاولة العربضة لتلم شمل العائلة مجدداً، جلسوا جميعاً لتناول طعام الغداء سوياً ليترأس الطاولة طلعت المنياوي كعادته بينما تمددت جيانا على الأريكة بعد أن رفضت تناول الطعام مجدداً...

تطلع لهم بعين تحمل السعادة لسماع مزحات أحمد ومشاكسات ضياء ويوسف المعتادة...
قطع حديثهم صوته قائلاٍ بوقار: جعدتي معاكم أهنه ووسطيكم بالدنيا وما فيها..

تطلعوا له جميعاً ليكمل الجد: من سنين كنت بنبه على عيالي أنهم ميخرجوش من بيتي ده واصل فى أوقات كنت بشوف بعيونهم أسئلة كتير جوي جوابها أني محبتش أشوف كل واحد بحاله فى دوامة الدنيا زمان أخواتي تركوني ولا همهم أمري لأننا أتربينا إكده كل واحد يأخد ورثه ويطلع يبني دار بره ويشتغل عشان عياله مكنش ليا حد غير جدكم فزاع هو مكنش صاحبي لع كان أجربلي منيهم كليتهم، عشان إكده خاليتكم ببيت واحد عشان ميكنش لواحد فيكم أخ ولا أخت واحدة لع تكون جيش وعزوة لبعض وزي ما ربيتكم على إكده هتربوا عيالكم على نفس تربيتي، أني تعبت كتير لحد ما خليتكم آكده مش بالعلام لع بالأخلاق...

زادت نظراتهم بالأعجاب والفخر فتطلع لأحفاده الثلاث قائلاٍ بأبتسامة ثابتة: أوعاكم تكونوا فاكرين أني أضيقت أني عرفت أنكم المافيا الا رعبين الحارة كلتها لع أني كنت واثق فى تربية عيالي ليكم أكتر من أي حاجة وخابر كل واحد فيكم كيف أخلاقه بجولكم الحديث ده دلوقت لأنه المناسب بعد ما سمعت منكم الخبر السعيد بالمولود أنتوا اللي بأيدكم تربوه كيف ما يكون الله أعلم أذا كنت هكون موجود ولا تحت التراب...

نهض أحفاده الرجال ليقبلوا يدي طلعت بوقار فرفع يديه على رؤسهم بسعادة ونظراته تطوف أبنائها بتهنئة لتربية هؤلاء الرجال...
مرت أيام عديدة بتحسن جيانا الملحوظ وظهور الحمل لدي الفتيات فكانت كالحشد لا يترك بعضهم البعض...

بمكتب زين...
جذب أحمد الفراش من على الطاولة قائلاٍ بمرح: شيل ياعم خالينا نعرف نأكل كدا بضمير...
تعالت ضحكات حازم بسخرية: يخربيتك أحنا بالمكتب مش بالبيت..
أجابه يوسف بخبث: حد قاله يعزمنا بمكتبه..
تعالت ضحكات زين الرجولية قائلاٍ بنبرة مرحة: همس ممكن تأكل الأكل دا قبل ما تخطوا جوا عتبت البيت...

لم يتمالك عبد الرحمن زمام أموره فتعالت ضحكاته قائلاٍ بضيق مصطنع: تعال ياخويا شوف أختك بقيت عاملة شبه الكرنبة يالا هنعمل أيه؟.
حمزة بضيق: النمر هو الا مرتاح وعايش حياته ملك..
رفع عيناه الخضراء عليهم بنظرات ثابتة كحاله قائلاٍ بنبرة تحمل البرود بين أزفاتها: خاليكم كدا أفضلوا أندبوا حظكم بدل ما تحمدوا ربنا! ثم أنكم لسه فيها أيه واحد حابب يعيش حياته بيعشها مش شرط الهبل دا...

تطلع حازم لزين ثم تبادلت النظرات بين أحمد وعبد الرحمن، فتطلع لهم يوسف وضياء بستغراب فلم يعلم كلا منهم ماذا يخططون؟.
صاح أحمد بسعادة: النمر صاح نأخدلنا أجازة أسبوع كدا فى جمصه أو رأس البر...
رمقه عبد الرحمن بنظرة مميتة: جمصه ولا رأس البر رايح تفسح خالتك يا حيوان...
حمزة بسعادة: أمال هنروح فين؟
تطلع عبد الرحمن لزين فأبتسم قائلاٍ بغرور: أسكندرية..
حازم بأبتسامة واسعة: هو دا الكلااااام...

احمد: معااااكم...
حمزة: وأنا كمان..
ضياء بلهفة: وأنا والواد يوسف هنيجي معاكم
تعالت ضحكات حازم بمكر: للأسف مش هينفع دي خروجة للمتزوجون فقط كل واحد هيأخد مراته ويسافر..
رمقه بغضب فتعالت الضحكات فيما بينهم ليتطلعوا جميعاً للنمر الذي تحلى بالصمت طويلاٍ ليقطعه قائلاٍ بهدوء: على بركة الله حدودا معاد مناسب...

تعالت بينهم نظرات المكر فكلا منهم يفهم الأخر بنظراته فحينما يجتمع العمالقة يسود الخفاء بينهم لينثر كلا منهم أقصوصة عشقه الخاصة بتلك الرحلة التى ستطوف بهم بين سحابة الوجدان وترنيم الهوس والجنون فكلا منهم يمتلك طباعاً خاصة ومختلفة عن الأخر وملامح تفصله وتميزه عن الأخر ولكن يجمعهم قلبٍ عاشق يطرب العشق بلجانه الخاص ليأسر معشوقته براباط أبدي رباط تطوفه عاصفة العشق، بين النظرات والهمسات، بين خفق القلب وبين تردد الروح ليزيح أقنعة أرتداها البعض ليخفي عنوان العشق فاتت تلك الفتيات لتزيحه عن تعمد وتصنع بالعشق عاشق ختم أسمها بعيناه وقلبه وجوارحه ليظل أحضانه طوق نجأته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة