قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني

توجه أدهم للمنزل شارد الذهن عما حدث لرفيقه فوقف يتأمل مياه البحر الهائج بلا توقف كأنه يبث تحذيره الواضح لأدهم بعدم الوقوع بأشباكها مجدداً...
شعر أدهم بأن هناك حركة خافتة من خلفه فأستدار ليجد فتاة بزي أسود يخفى ملامح وجهها بحرافية، تسرع من خطاها بل تشبه الركض، تعحب وهو يراها تسرع ناحية محطة القطار بجنون فأتبعها بشك من أمرها...

ولج لمحطة القطار فصعق بشدة حينما رأها تنظر للقطار الغاضب ليعلم الآن ما يجول بخاطرها فأسرع للأسفل بسرعة كبيرة فى ذات الوقت التى حسمت قرارها بأنهاء حياتها البائسة لتلقي بذاتها أمام القطار ولكن يد ما كانت الأسرع إليها...
صرخت بجنون: سبني، أنت عايز أيه؟
وتراجعت للخلف لتتقابل عيناها معه فتتسع عيناها على مصراعيها وتخفى ملامح وجهها بسرعة كبيرة، حتى أدهم كان بحالة من الصدمة فردد بهمس: رهف!

أخفت دمعاتها وأسرعت بالركض فأسرع خلفها ليلحق بها قائلا بغضب: أنتِ أتجننتِ؟! عايزة تموتى نفسك كافرة!
دفشته بعيداً عنها وتخفت بالزي قائلة بدموع: عايز مني أيه يا أدهم سبني فى حالي
ضيق عيناه الخضراء بغضب: مقابلتي معاكِ هنا تأكدي أنها مجرد صدفة أنتِ خلاص بقيتى مجرد ذكرى ليا مش أكتر من كدا..
إبتسمت بسخرية: ودا شيء أنا أتاكدت منه أشكرك على مساعدتك الغالية.

وتركته وأختفت من أمام عيناه ليقف هو بالداخل قليلا يحسم أموره بتركها والرحيل ولكنها ستحاول الموت مجدداً..
وجودها لجواره أحيت به جروحٍ شرخها يصل للأعماق، قلبه يتمرد عليه بقوة ومازال يضغط عليه بحجراً فتاك..

خرج أدهم من المحطة غير عابئ بتفكيره الأحمق فمن أمامه هى من تسببت له بالجروح ولكنه توقف حينما أستمع لصوت شهقات بكاء مكبوتة تأتي من الجانب الأخر فأتبع الصوت ليجدها تجلس على الدرج الجانبي للمحطة وبيدها محقن ملوث للغاية معبئ بالهواء، مسلط على شراينها وتحاول جاهدة أتخاذ قرارها المأساوى..
أحتل الغضب ملامح وجهه فأسرع إليها وجذبه منها بغضب ليقول بقسوة: أعتقد الموت فى بيتك أفضلك من هنا.

ثم أكمل بسخرية: ولا حازم بيه مش هيقدر على بعدك يااه بجد أنتِ مشاعرك نبيلة أووى من نحيته
أغمضت عيناها بآلم غير قادرة على سماع المزيد منه فحاولت التباعد عنه ولكن كلماته تلحق بها بلا رحمة..
أسترسل حديثه الساخر: خالينا نفكر شوية فى سبب أنتحارك
ضيق عيناه بتفكير مصطنع: أممم جايز معجبكيش الفلوس الا بيدهالك أو جايز مثلا مش عاجبك أ..

قاطعته بصراخٍ يحمل الآنين بين طياته: كفاياااا حرام عليك أنت أيه؟، ثم قالت ببكاء: أنا مش عارفة ربنا بيعاقبني على أيه حتى لما قررت أنهى حياتي أقبلك بعد كل السنين دي ليييه؟!
أقترب منها ونظراته جامدة التعبير قائلا بشماتة بادية: جايز عشان يوريني بعيني مصيرك بعد ما فسختى الخطوبة ونهيتى الا بينا عشان حازم وفلوسه..
كانت بصدمة لا مثيل لها فرددت بدموع مذبوحة: أنت شمتان فيا يا أدهم!

إبتسم بخفوت لتهوى دمعاتها بلا توقف فجذبت الزي عنها ليصعق أدهم حينما يرى وجهها المشوه بأكمله أما هى فقالت بصراخ جنوني وبكاء حاد: كدا كويس جايز تعرف تشمت أكتر وترتاح
وسقطت أرضاً تبكى بقوة مزقت قلب الأدهم ليجلس جوارها قائلا بصدمة: أنا مقصدتش ثم قطع باقي كلماته بغضب: مين عمل فيكِ كدا؟

رفعت عيناها المحتفظة بجمالها الساحر لتسقط دمعاتها وهى تتأمله بصمت ثم جذبت رداءها لتركض تاركته بصدمة كبيرة ولكن سرعان ما تخلى عنها ولحق بها...
جذبها أدهم إليه قائلا بغضب: سألتك سؤال جاوبني مين عمل فيكِ كدا؟
تطلعت ليديه المحتضنه لمعصمها قائلة ببكاء: عايز مني أيه يا أدهم سبني فى حالي ما خلاص قلبك أرتاح زي ما قولت وشمت فيا أرجوك سبني بقا..

وجذلت يدها ثم أكملت طريقها لتتفاجئ بعدد من الحرس الخاصة بزوجها المعتوه تقترب منها ليخرج صوت كبيرهم: مدام رهف من فضلك أرجعي معانا القصر بدون مقاومة...
تراجعت للخلف ولكنها تذكرت وجود ادهم فأقتربت لتصعد منهم ولكن بدت الخيوط تتضح لأدهم ليجذبها خلف ظهره ويتطلع لهم بغضب مميت..

حاولت رهف الصراخ به ولكن حدث كل شيء بسرعة جنونية حينما سقط الحرس جثث قاتلي لتصرخ به رهف ببكاء وهى تتأمل الحرس يفترشون الأرض: أيه الا أنت عملته دا يا أدهم؟
بقي ثابتاً يتأملها قائلا بألم: خايفة عليه، متقلقيش مش هيكون مصيره زي رجالته
صرخت بغضب: أنا خايفة عليك أ...
قطعت باقي كلماتها بشهقة مرتجفة ودمعها يسيل بقوة. فنبض قلبه بقوة كأنها أحيت ذكريات ماضي بأكمله، أقترب منها قائلا بهدوء: لازم نمشي من هنا..

أشارت له بخفوت ثم أتابعته بصمت...
صعد أدهم لسيارة الأجري بجانب السائق وهى بالخلف مشغولة الفكر بما أتخذته من قرار سيفتك بحياتها وحياة أدهم معها ولكن لم تعد تقوى محاربة هذا اللعين...

بالشقة الخاصة بأبراهيم المنياوى بالطابق الأوسط..
كان يقف أحمد بالشرفة شارد الذهن بها ليجد من تقف لجواره قائلة بأبتسامتها الرقيقة: بتفكر فيا صح؟
أنتبه أحمد لها فقال بأبتسامة بسيطة: لا وحياتك بفكر هتعملوا أيه سحور النهاردة أصلى جالي أرتباك معوى من أول رمضان
تعالت ضحكات جيانا قائلة بصعوبة بالحديث: يا عم أرحمنا ما صدقنا جدو وعمامك يتسحروا في المسجد من أول رمضان قولنا نجرب نبقي ستات بيوت.

لوى فمه بتهكم: والتجارب دي تيجي على دمغنا أحنا!
أجابته بتأكيد: نصيب يا حبيبي هتعترض؟
رمقها بسخرية: لا هأكل البيض بكيلو ملح وأقضي النهار كأني فى صحراء جاردة
أنفجرت من الضحك قائلة بصعوبة: ياسمين الا دلقت الملح فى البيض غصب عنها..

عند تردد أسمها وقف هائماً بحروفه كأنه يستمع له لأول مرة، حتى البسمة رُسمت على وجهه بتلقائية، إبتسمت جيانا وهى تجاهد الخروج من خجلها الزائد قائلة بصوتٍ منخفض: بتحبها جداً على فكرة
إبتسم أحمد فجيانا هي الأقرب له ولم يستطيع أخفاء أمراً عليها: عمري ما شفت بنت غيرها حتى فى الجامعة هى الوحيدة الا أتمنيت أحط دبلتي فى أيدها
جيانا بهيام بكلماته: الله يا أحمد هو فى حد لسه بيحب حد كدا!

أحمد بتأكيد: الحب الصادق يا جيانا مش محتاج وقت ولا ناس معينة هو نابع بس من القلب
إبتسمت قائلة بستغراب: ليه مش تفاتح بابا وجدو بالموضوع
أخفى غضبه قائلا بملل: بابا قال مش هنأخد الخطوة دي غير لما أكون جاهز وأنا لسه بدور على شقة كويسة
أجابته بزهول: الأرضية الا ادام بيتنا ليه جدو مش يدهالكم أنت وولاد عمك تبنوا عليها بيت وكل واحد يعمل شقته
أجابها بغضب: أحنا عايزين نكون نفسنا بنفسنا بعيد عن جدك وفلوسه.

إبتسمت بفخر برجولته قائلة بتوضيح: مقصدش يا أحمد أقصد تشوفوا عارض فيها كام وتشارك أنت وأدهم وعبد الرحمن فيها وأهو متبعدش بعيد عن العيلة
لمعت عيناه بفرحة قائلا بأعجاب: والله فكرة برافو عليكِ يابت بعد صلاة الفجر أقول للنمر وربنا يسهل
صاحت بصراخ: الفجر، السحور يا خبر نسيت وفضلت أرغي معاك.

وتركته وهرولت لغرفتها تجذب جلبابها وحجابها ثم أسرعت للأسفل سريعاً تحت نظراته الساخرة قائلا بصوت منخفض: ساعات بحس أنك مجنونه ربنا يهديكِ يا بنتي..
وما هى الا دقائق معدودة حتى خرجت شقيقته الأخرى تعبث بعيناها بنوم وصوتها يترنح بتكاسل: يا ماما أنتِ فين؟ عايزة أشرب...
وجلست على الأريكة بتثاقل قائلة بنوم: يا ماماااااا عايزة ميه..

صرخت بقوة حينما دفشها أحمد بسطل من المياه البارد لتشهق بفزع، نهضت سريعاً عن الأريكة قائلة بغضب: أيه الا عملته دااااا!
ضيق عيناه بمكر: مش بتقولي عايزة ميه؟!
كبتت غضبها ليكمل هو بتحذير: قولتلك ميت ألف مرة أطلعى من دور أنك الصغيرة وجو الدلع دا عايزة حاجة هاتيها لنفسك ثم أن البنات كلها تحت بتجهز الأكل حضرتك بتعملي أيه هنا؟!
أجابته بزهول: نايمة..
إبتسم قائلا بسخرية: لا مهو واضح.

ثم أقترب منها قائلا بصوتٍ مرعب: أنا داخل أتوضي لو طلعت من الحمام لقيتك لسه هنا مش هيحصلك كويس
وتركها أحمد وتوجه للمرحاض لتسرع هى للحجاب ثم هرولت للأسفل سريعاً لتصطدم بعبد الرحمن فصرخ بها قائلا بغضب: فى حد يطلع زي التور كدا!
أرتعبت غادة وهى تتأمل باب شقتهم برعب فأخفى عبد الرحمن شبح بسمته قائلا بستغراب مصطنع: فى أيه يابت؟، مفيش أشباح فى رمضان.

غادة برعب: ياريته شبح ياخويا كان هيبقا علاجه سهل سورة البقرة وخلصنا لكنه أصعب من كدا
عبد الرحمن بصدمة مصطنعه: جن!
قاطعته بنفي: لا دا أبو أربعة وأربعين الا جوا دا بيتحول أول ما بابا وجدو ينزلوا المسجد..
كبت ضحكاته بصعوبة قائلا بسخرية: أزاي دا؟
أجابته بتأكيد: زي ما بقولك كدا ماما تحت هى وجيانا مع باقي فتيات العيلة وزوجات الاعمام ادخل الشقة وشوف بنفسك سلاموز أنا.

وهرولت غادة للأسفل لينفجر ضاحكاً ثم ولج للداخل بتسلية ليرى ماذا هناك؟
هبط يوسف من الأعلى يلهو بهاتفه فمر من أمام شقة عمه الأكبر ليجدها تخرج من شقتهم متجة للأسفل هى الأخرى وما أن رأته حتى أبتسمت قائلة بهدوء: يوسف..
أقترب منها يوسف قائلا بلا مبالة: فى حاجة؟
شعرت بالحرج قائلة بصعوبة فى الحديث: لا كنت حابة أسالك عن ياسمين
أجابها ببرود: ياسمين وماما تحت من بدري.

وتركها وهبط للأسفل لتظل هى محلها ترمقه بنظرات غضب، خرج ضياء من الداخل ليجدها تقف كما هى فأغلق باب شقتهم بقوة جعلتها تنتفض بفزع ليتعالى ضحكاته بغرور: أنا محدش يتوقعني
رمقته بضيقٍ شديد ؛ أنت غبي يالا
ضياء بغضب: فى واحدة محترمة تكلم أخوها كدا؟!
قاطعته بسخرية: وفى واحد عاقل يعمل الا بتعمله؟!
ابتسم بغرور: قولتلك يا قلبي محدش يتوقعني
تركته بعدما رمقته بنظرات مميتة، ليلحق بها للأسفل...

توقفت السيارة أمام منزل جدته فهبطت معه للداخل...
دق أدهم الباب لتفتح له سيدة فى نهاية العقد السادس من عمرها، ملامح الطيبة تنبعث من وجهها الكريم ليخرج صوتها بفرحة حينما رأت حفيدها قائلة بسعادة: أدهم، تعال يا حبيبي
قبل يدها قائلا بأبتسامة هادئة: كل سنة وأنتِ طيبة يا ست الكل...
مسدت على شعره الطويل بعض الشيء بأبتسامة حنونة: وأنت طيب وبخير يابني، بس انا زعلانه منك
إبتسم قائلا بمشاكسة: ليه بس؟

اجابته بضيق: بقا كدا متسألش عليا لا أنت ولا أخواتك حتى أمك بتيجى كل يوم تنضفلي البيت وأتحيل عليها تفطر معايا تتحج بشغل البيت عندهم وتمشي
قبل رأسها بأحترام: لا ميرضنيش حقك عليا أنا
أحتضنته بفرحة قائلة بطيبةسنها الوقور: ربنا يفرح قلبك يا حبيبي
أبتعد عنها قائلا بتوتر: نينا أنا كنت حابب أطلب منك طلب وعارف أنه صعب بس حقيقي مالقتش حد غيرك
أنصاعت له بأهتمام: فى ايه يا حبيبي قلقتني!

جلس جوارها يجاهد للحديث: حضرتك عارفة أني كنت خاطب قبل كدا
قاطعته بحزن: أيوا يا حبيبي عارفة أنها كانت زميلتك فى الجامعة وأنت كنت بتحبها ومتعلق بيها بس متقلقش ربك كريم وبيعوض
أشار لها بتفهم ثم قال بأرتباك: هى حالياً واقعة فى مشاكل أنا قابلتها صدفة النهاردة
وقص لها أدهم ما حدث لتنزعج بشدة ويتحطم قلبها قائلة بحزن: لا حولة ولا قوة الا بالله طب مين الا عمل فيها كدا؟
أجابها بهدوء ؛ معرفش مش حبيت أضغط عليها.

أشارت له بتفهم: طيب هى فين؟
أشار بعيناه: بره
نهضت عن الأريكة سريعاً: سايبها بره وقاعد هنا تتكلم معايا يادي العيبة
وخرجت العجوز سريعاً لتجدها تجلس أمام المنزل فأسرعت لها بأبتسامة هادئة: تعالى يا قلبي متأخذناش الواد دا كدا تحسي مخه مقفل حبيتين
إبتسمت رهف براحة لها ثم ولجت معها للداخل لتجده يجلس على الأريكة بشرود، خرج صوت هنية وهى تمسد على ظهر رهف: أقعدي يا حبيبتي على ما أجهز السحور.

أشارت لها بأبتسامة بسيطة ثم جلست مقابل أدهم لينتبه لوجوده فرفع عيناه عليها بأهتمام: هنا آمان ليكِ جدتي محدش بيزورها كتير
وضع عيناه أرضاً بثبات: أنا همشي دلوقتي بس أجابة سؤالي مش هتنازل عنها، هسمعك فى وقت تانى..
وتركها أدهم ورحل، ترك الدمع يلمع بعيناها على ذكريات زرعت جسراً عائق بينها وبينه...
حملت هنية الطعام للخارج قائلة بسعادة: يالا يا حبيبتي
ووضعت الطعام قائلة بستغراب: أدهم فين؟
أجابتها بحزن: مشي.

جلست جوارها قائلة بأبتسامة هادئة: هيرجع فى وقت تانى يالا نأكل لقمة قبل ما الفطر يآذن
إبتسمت رهف وخلعت عنها الجلباب الفضفاض ليتضح وجهها الممتلأ من الكدمات فشوهته بأكمله ففزعت هنية قائلة بحزن: مين الا عمل فيكِ كدا يا حبيبتي؟
هوت دمعة ساخنة من عيناها: مش عارفة أوصفه ببني آدم هكون بغلط غلط كبير
هنية بحزن: لا حولة ولا قوة الا بالله طب يا قلبي قومي ناكل وبعدين أما ترتاحي شوية أبقي أحكيلي..

وبالفعل جلست معها تتناول بعض اللقمات الصغيرة لأشباع جوعها الفتاك ولكن بداخلها كرهٍ للحياة بأكملها...

بشقة إبراهيم المنياوي
ولج عبد الرحمن للداخل بأبتسامة مكبوتة، يبحث عن أحمد حتى وقعت عيناه عليه وهو يخفى وجهه خلف المنشفة فلمعت بعقله فكرة جنونية..
تخبئ سريعاً ثم راقبه حتى ولج لغرفته ليصدر أصواتٍ مريبة بثت الرعب بقلب أحمد فخرج يبحث برعب عنها..
أقترب من الحائط المتخبئ خلفه فخرج سريعاً مصدراً صوتٍ قوي ليصرخ أحمد بفزع..
تعالت ضحكات عبد الرحمن قائلا بصعوبة: خوفتي يا أنعام؟

تحاولت نظراته لغضب فتاك فجذبه بقوة قائلا بغضب: تصدق أنك مش متربي ومحتاج حد يعيد تفكيره
عبد الرحمن بسخرية: والحد دا أنتِ يا أنغام
أحمد بشرار: يابني أحترم نفسك بدل ما أمد أيدى عليك و..
قطعها لكمة قوية من عبد الرحمن أسقطته أرضاً ليرفع قدميه على المقعد الذي يعتليه أحمد بعدما سقط عليه قائلا بسخرية: الشهرين الا بينا خالوك تفكرهم سنتين والا أيه فوق كدا وأعرف حدودك بدل ما أعرفهالك بطريقتي.

قبض على يديه بغضب فرفع قدميه ليحيل به أرضاً وبدأت المعركة...
بالخارج..
ولج أدهم للمنزل ثم صعد لشقتهم ليبدل ثيابه المتسخة نتيجة لما فعله بالحرس ليستمع صوت شجار قوى من داخل شقة عمه بالطابق الذي يليه، صعد للأعلى مسرعاً فوجد مفتاح الشقة بالخارج، وكانت الصدمة..

لكم أحمد عبد الرحمن بقوة فرد لها اللكمة سريعاً، فكانت معركة شبه مستحيلة لتساوى القوى بينهم، أنقض عليه أحمد قائلا بأنفاس متقطعة: هو أحنا بنتخانق ليه؟
عبد الرحمن بصعوبة بالحديث: معرفش
عاون عبد الرحمن أحمد على الوقوف ليعدل كلامنهم ثيابه ولكن كانت المفاجآة حليفتهم حينما وجدوا النمر يتأملهم بعيناه القابضة للأرواح..
أحمد بأرتباك: صباح الفل يا رياسة
عبد الرحمن بنفس لهجته: وأنا أقول شقتنا نورت ليه؟!

جذبه أحمد ليهمس بغضب: دي شقتنا يا غبي
عبد الرحمن بهمسٍ هو الأخر: تصدق صح!
ضيق عيناه الخضراء بغضب ليخرج صوته الساخر: لسه فاضل حاجة؟
يعنى لو حد عنده أستعراض لسه مطلعوش يتفضل ممكن نشارك معاكم
أحمد برعبٍ حقيقي: لااا خلصنا خلاص ولا أيه يا عبده
عبد الرحمن بتأكيد: أستعراض أيه بس داحنا كنا بنتدرب مأحنا المافيا يا زعيم
رمقهم بنظرات كالسهام ثم غادر للأسفل بصمت...

وما أن غادر حتى جذب أحمد عبد الرحمن بغضب: هو أنا كل ما أنسى المصيبة السودة دي تفكرني بيهاا
إبتسم قائلا بسخرية: هو فول سوداني هتنساه دا لقب ومشنقة يعنى لو الحاج طلعت المنياوى عرف هيعدمنا فى ميدان عام
أحمد بغضب: تفائلوا خيراً تجدوه ياخويا
عبد الرحمن بسخرية: خلاص هتفائل بموتة لطيفة
إبتلع كلماته وهبط للأسفل قبل الخوض معه بمعركة صعبة مجدداً ليكبت ضحكاته ويلحق به...

بالأسفل..
وضعت الفتيات الطعام فدلفت مكة للقاعة قائلة بأبتسامة واسعة: الأكل جهز يا بشر
سلوى برعب: ربنا يسترها علينا يارب
تعالت ضحكات ريهام بتأكيد: وفى عون الأولاد بس هنعمل أيه أديهم بيتعلموا فينا بدل ما يدخلوا بيوت الناس يفضحونا
نجلاء بأبتسامة هادئة: كل واحدة فينا فى أسبوع طبيخها تأخد واحدة من البنات تعلمهم وأهو نكون فدينا أرواح
سلوى بأعجاب: فكرة جميلة يا نوجة..
مكة بضيق: متشكرين لكرمكم الزائد.

تعالت ضحكات ريهام: طب يالا نتسحر الفجر قرب يآذن
نجلاء بخوف وهى تمسد على بطنها: ربنا يستر والملح المرادي يكون مظبوط..
مكة بغرور: لا أطمني هنشرفكم بعون الله...
وخرجوا جميعاً لطاولة الطعام لينضم لهم الجميع...
جلست ياسمين جوار جيانا ومكة وغادة لجوارهم بأنتظار الأراء أو علامات ستبدو على الوجوه..
سلوى بغضب: يعنى هو يا أكل مملح يا أكل محروق أيه الهم دا!

يوسف بسخرية: نفسي جدى يشوف السحور دا وأهو يتشرف ببنات العيلة..
ضياء بستغراب وهو يتأمل (طاجن الفول) أمامه: ودا أيه دا هو كمان
غادة بأبتسامة واسعة: فول بالمشروم جايباه من على النت
عبد الرحمن بسخرية وهو يكبت غضبه: والله ما جصرتم بس وحياة عيالكم كفايا سحور أنتوا كدا بقيتوا بريموا طبيخ سيبوا الموضوع لماما ومرتات عمي وجزاكم الله خيراً..

حزنت ياسمين وجيانا على عكس مكة المشاكسة وغادة العنيدة بالجدال، ليستكمل يوسف حديثه: والله السحور فى المسجد أفضلنا على الأقل تمر وعصاير
سعل أحمد بقوة قائلا بعصبية وهو ينهض عن الطاولة: أنا مش بحب المستشفي ولو كملت أكل جايز أخد حجز طويل
كل ما حدث كان تحت نظرات أدهم الساكن تماماً يتطلع للجميع بسكون فخرج صوته الثابت قائلا بهدوء لا يضاهي سواه ؛ أقعد
أحمد بصدمة: نعم!

رفع عيناه عليه قائلا بنبرة حادة: زي ما سمعت
جلس أحمد سريعاً ليتناول أدهم طعامه أمام نظرات أستغراب الجميع وعلى رأسهم أحمد وعبد الرحمن..
رفع عيناه الخضراء لياسمين والفتيات: الأكل مش وحش بالعكس بالنسبة لأنها أول مرة ليكم فهو كويس جداً ومرة على مرة هتتحسنوا تسلم أيديكم...

إبتسمت الفتيات بسعادة ومعهم الأمهات التى تعلمن درساً من النمر حتى أحمد وعبد الرحمن ويوسف وضياء شعروا بالحزن لما فعلوه وشرعوا بتناول الطعام برضا على أن جبر الخواطر هو أعظم ما يكون فالطعام ليس سيء للغاية ولكن السعادة التى رأوها بأعين شقيقاتهم وبنات العم كانت تجعل الطعام شهياً للغاية...
أنهوا طعامهم فنهض كلا منهم ليغتسل...

خرج الشباب للخارج بأنتظار الفتيات ووالدتهم حتى خرجن من المنزل ليخرجوا معهم للمسجد بوجود الشباب...
عل صوت الآذان المكان ليبدأ الآمام بترتيل الآيات القرآنية وخلفه عدد مهول من المصلين فى مخصص الرجال والنساء ليبدأ بصلاة ليست بقصيرة أو طويلة رأفة بكبار العمر الذين يقفون خلفه...

أنتهت الصلاة وخرج الحاج طلعت المنياوي وأبناءه الثلاث ليفتح مصدر رزقة الوفير فهو يدير تجارة الفاكهة منذ أكثر من عشرون عاماً حتى أصبح ملك السوق بأكمله من حسن معاملاته وقواعده المحددة بخطوط حمراء التي لم يجرأ أن يتعداها أحداً، كذلك خرج الشباب وتوجهوا للمنزل ليقف أدهم وأحمد بعيداً عن مخرج السيدات حتى أن تحضر إليهم الفتيات ووالدتهم ثم يعودوا معهم للمنزل كحال كل يوم...

سطعت الشمس الساحرة بأشعتها الحارقة التى تعد حياة لبعض الكائنات...
بفيلا زين...
فتح عيناه بتكاسل لينهض عن الفراش بنوم، ثم ولج لحمام غرفته يبدل ثيابه للأستعداد للهبوط...

أرتدى حلى سوداء اللون ومشط شعره بحرافية جعلته وسيماً للغاية بعيناه الزرقاء وشعره غزير السواد ثم وضع البرفنيوم الخاص به وتوجه للهبوط ليتصنم محله حينما يجد غرفة شقيقته مفتوحة على مصراعيها، وهى ترتدي ثياباً فاضحة فغض بصره عنها رغم أنها شقيقته خجل من النظر لها! ولكن ما أثار غضبه وأشعل نيرانها أنها تتحدث مع شابٍ بكاميرا الحاسوب...
#الحوار مترجم.

إبتسمت قائلة بغرور: أعلم بأنك ستشاق لي فذاك الأمر ليس جديداً عزيزي
جاك: حسناً أخبريني أنتِ بالجديد، متى ستعودين؟!
قالت بغضب: لا أعلم جاك فهذا الذي يدعى زين يأبي أن يعطينى المال لأغادر من ذلك البيت اللعين فقد سئمت من طريقته الحمقاء بالتعامل معي فأنا لا أظنه أخي على الأطلاق كيف ذلك لا أعلم؟!..
جاك: الخطأ على والدك حينما تزوج من مصرية لعينة
قالت بتأكيد: أنت محق فهؤلاء لا يتسمون للبشر ب..

قطعها صفعة هوت على وجهها حينما جذبها زين لتقف أمام عيناه المشتعلة من الغضب ثم جذب الحاسوب ليدعسه بقدميه فيصبح ألف قطعة صغيرة..
خرج صوته المحرق لمن أمامه: المصريين الا بتتكلمي عنهم دول يبقا أشرف من أنسانه زبالة زيك أنتِ عار على البشرية كلها
جذبت يدها منه قائلة بغضب: أبتعد عني فأنت لم ترى بعد ما أستطيع فعله؟
سأطالب برد حق لي من الشرطة على فعلته..

تعالت ضحكات زين بعدم تصديق ليتحدث بنفس لغتها: حسناً أفعلي ما شئتي فأنتِ لم تعلمي بعد قوة ونفوذ زين المهدي
وتركها وتوجه للخروج ولكنه أستدار قائلا بهدوء: لا يوجد مال اليوم على ما فعلتيه فربما يرسل لكِ صديقك الأحمق ما يكفى..
ثم ارتدى نظارته التى تكمل طالته الرجولية وخرج لسيارته بغضب مكبوت فكم ود أقتلاع عنقه ولكنه فعل كما أخبره به أدهم...

وقفت سيارة الأجرى أمام شركة زين المهدي ليهبط منها ادهم بطالته الرجولية التى تجذب الأنتباه كأنه عرض لفيلمٍ خاص أو تجمع لرؤية نجم الروك، اعتاد على تلك النظرات فلم يعيرها أنتباهاً وأكمل طريقه للاعلى...
ولج لغرفة المكتب الخاصة به وباقي المهندسين وشرع بالعمل بصمت وثبات دائم...
وصل زين للشركة ثم توجه للأعلى وتتابعه سكرتيرته الخاصة فقال بعملية: الأجتماع أمته؟
لحقت به قائلة بسرعة: بعد نص ساعة يا فندم.

صعد الدرج فهو لا يحبذ أستخدام المصعد للياقته البدنية قائلا وهو يعدل الجرفات: بشمهندس أدهم وصل؟
السكرتيرة بتأكيد: أيوا يا فندم
أبدل مساره وتوجه لمكتب أدهم ولكنه تفاجئ به خالي فأستدار لها بستغراب: هو فين؟
السكرتيرة بخوف: البشمهندس أدهم رفض المكتب يا فندم وبيشتغل فى غرفة المهندسين من بداية شغله
تطلع لها بغضب ليخرج صوته القاتل: ليه محدش بلغني!
أجابته برعب: هو الا طلب كدا يا فندم.

أشار لها بغضب: طب روحي دلوقتي
استجابت له وغادرت على الفور أما هو فتوجه لمكتب المهندسين ليجده يعمل بتركيز وأهتمام فولج للداخل ليقف من بالغرفة بستغراب فلأول مرة يدلف رئيس العمل لهم، الا ادهم بقي مكانه بثبات فحتى وأن كان رئيس العمل ليس رفيقه فلماذا سيفعل مثلهم؟!
أشار لهم زين بأحترام: ممكن تسيبونا شوية
أنصاعوا له جميعاً وخرجوا على الفور
فأقترب منه زين بغضب: أنت مش على مكتبك ليه يا أدهم؟

اكمل عمله بهدوء: دا مكاني الطبيعي يا زين وقولتلك ألف مرة أنا مش بحب الا بتعمله دا..
زين بهدوء: يا أدهم أنت صديقي الوحيد وقبل ما تكون كدا فأنت مهندس عبقري مكانك مش هنا
قاطعه بحدة: بالعكس دا مكاني أنا مش هوصل لمنصب غير بتعبي
زين بغضب: أنت مجنون يا أدهم بجد شبه مستحيل
إبتسم بثباته الفتاك: لو أنا بدور على المناصب كنت نزلت مع جدي ملك سوق الفاكهة بأكمله لسه بدري عشان تفهمني يا صاحبي.

ضيق عيناه الزرقاء بغضب: يعنى مش هترجع مكتبك
ترك القلم من يديه ووقف أمامه قائلا بتحذير: بص يا زين من الأخر كدا هتعملني كأني صاحبك المقرب وكدا يبقى أعتبرني مستقيل أنا رفضت من البداية عشان كدا وواضح أن...
قاطعه مسرعاً: لا أنا مصدقت أبوس أيدك أعمل الا يريحك أهم حاجة تكون جانبي
إبتسم أدهم قائلا بغرور: كدا تعجبني، على مكتبك بقا عشان مش فاضي
زين بصدمة: الكلام دا ليا أنا؟

جلس أدهم على مكتبه وأكمل عمله قائلا بثباته الملاحق له: أعتقد كدا
كبت زين ضحكاته قائلا بجدية: ماشي يا بشمهندس أشوفك وقت الأستراحة دا لو مش هيعطلك
لم يجيبه فزفر زين بغضب هامساً بخفوت: أموت وأغير غرورك دا
وصفق الباب ليبتسم أدهم وأكمل عمله...
بينما توجه زين لمكتبه ليجدها بأنتظاره، تأملها بنظرات غامضة ثم توجه للجلوس فأسرعت بالحديث قبل أن يتحدث: زين أنا عايزة أتكلم معاك وعشان خاطري لازم تسمعني..

رفع عيناه لها بثبات: وأنا سمع
جذبت مقعدها وجلست جوار مقعده الأساسي ثم رفعت يديها على يديه ليتمرد قلبه بقوة لا مثيل لها، تلاقت عيناه مع عيناها البنيتان، بشرتها الخمرية الفتاكة، نسيم خاص يطوفها فيجعله كالمتناول خمراً وهو لم يتناولها من قبل..

جذب يديه سريعاً حتى يتمكن من السيطرة على زمام أموره لتسقط دمعاتها بصدمة فأزاحتها مسرعة قائلة بهدوء: زين لو فى حاجة زعلتك مني قولي أنا متأكدة أن فى حاجة وكبيرة كمان
جذب الملف يلهو ذاته به فجذبته منه قائلة ببكاء: عشان خاطري يا زين قولي مالك؟، طب أيه الا غيرك بالشكل دا أنا عملت حاجة زعلتك مني أنت من ساعة ما كتبنا الكتاب وأتغيرت كدا لكن فترة الخطوة كنت عادي جداً...

خرج صوته أخيراً: همس أنا مش فاضي ورايا شغل كتير
خرج صوته بهدوء مازالت تحاول التماسك به ؛ قولي مالك وهمشي على طول بدون ما أضايقك
جذب حاسوبه قائلا بلا مبالة: هشوفك بليل وهنتكلم
أغلقت الحاسوب بغضب عاصف: قولتلك مش هخرج من هنا من غير ما أعرف مالك
أخرجت الوحش من زانزته المنفردة ليتخل عن مقعده ويجذبها بقوة من حجابها لترى جحيم عيناه، بنظرات تراها لأول مرة فشعرت بأنها أمام شخصٍ تراه لأول مرة..

خرج صوته الشبيه بعداد موتها ؛ عايزة تعرفي مالي؟، عايزة تعرفي أيه الا بفكر فيه؟
تطلعت له ببكاء ليكمل بعد نظرات مميتة: عايز أكسرك يا همس
ترددت الكلمات أمامها وهى بصدمة لا مثيل لها، تتأمل عيناه بدموع تجمدت من كلماته ليكمل هو بصوتٍ كالرعد: من أول يوم شوفتك فيه لحد جوازنا مكنش صدف كله كان متدبر ومتخططله حبك لي كان نجاح خطتي عشان لما أكسرك أكسرك صح يمكن بعدها تقدري تقيمي يعنى أيه عشق.

ضيفت عيناها بعدم فهم ليبتسم قائلا بهدوء: مصدفكيش أسمى بشخص معين
تطلعت له بعدم فهم ليكمل بصوت بطيئ يحمل هلاكها: هساعدك، زين أحمد مصطفي المهدي...
ربطت كلماته بما حدث بالماضي فصدمت صدمة تشرح بها لبئر الموتي قائلة بدموع وصراخ وهى تتراجع للخلف بعدما حررها: لااااا، لااا.

تلونت عيناه بجمرات الجحيم وهو يقترب منها بلا رحمة: للأسف دي الحقيقة الأنسان الا فقد حياته دا يبقا أخويا الوحيد، أخويا الا رجعت عشان أنتقم من الا أتسببت فى موته وأنتِ الا هتدفعي التمن دا يا همس كل حياتك بقيت ملكى وأنا الا هوريكِ الجحيم دا وعد ليكِ الا حصل لخالد دا أنتِ الا هتدفعي تمنه..
لم تقوى على التحمل فسقطت مغشب عليها أمام عيناه المسكونة بوحش الأنتقام ولكن ماذا لو تمرد القلب؟!

ماذا لو حارب بمعركة سينال الفشل بها أجزاء؟!..
ما مجهول عائلة المنياوي؟
من رهف وماذا حدث بالماضي؟
من ستنال قلب الأدهم؟
ومن ستلوذ بحظٍ عسير بزوجها من عبد الرحمن؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة