قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثامن والعشرون

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثامن والعشرون

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثامن والعشرون

أنقضت الأيام سريعاً ليعود كلاٍ منهم لحياته السابقة بأمراً من طلعت المنياوي ..
بشقة النمر ..
فتح عيناه على صوت الهاتف المنضبط على المعاد المحدد لعمله فنهض عن الفراش ببطئ ظناً بأنها مازالت غافلة بعد ولكن تفاجئ بعدم وجودها لجواره، عبث بعيناه قليلاٍ ثم تخلى عن الفراش وتوجه للخروج عابثاً بخصلات شعره المتمردة على عيناه بحرافية، ولج للحمام المجاور للغرفة ليغتسل فخرج بعد قليل يبحث عنها بفضول...

ساقته قدماه للمطبخ فوقف يتأملها تعد الفطور بنشاط وسعادة نابعة من القلب بأبتسامته الجانبية الفتاكة، وضعت الأطباق على المائدة ثم قالت بصوتٍ خافت ونظرة أعجاب: كدا تمام..

وأستدارت بأبتسامتها الواسعة حتى تتوجه لتيقظه ولكن ربما صدمة خجلها كانت الأسرع إليها!، وقفت محلها تتأمله بصدمة غمرتها بحمرة الخجل حينما رأته يقف أمامها عاري الصدر فقط يرتدي المنشفة القطنية على خصره، يتأملها بنظرة متفحصة، مستنداً على الحائط بثبات تاركاً بسمته تخترق حاجز صمته المحفل..
جاهدت للحديث قائلة بأرتباك: الفطار جاهز..

تخل عن ثباته ببضع خطوات ثابتة ليقف أمامها قائلاٍ بهدوء: مكنش في داعي تعذبي نفسك..
نجحت بالتهرب من عيناه قائلة بأبتسامة هادئة: فين التعب؟، يالا ألبس هدومك على ما أعملك الشاي..
وبالفعل شرعت بأعداده سريعاً لتكون بعيداً عنه قدر ما أستطاعت...

جذبت الوعاء وعبأته بالمياه لتسرع بأشعال النيران فأستدارت لتشهق فزعاً حينما رأته أمام عيناها لا يفصلهم سوى ممر الهواء الغير ملموس، بقيت كما هى تتأمله بأستسلام فتراجعت تلقائياً للخلف ولكن تلك المرة ستفتك بحياتها!، تمسك بها جيداً قبل أن ينسكب الوعاء بالمياه على جسدها فطالت نظراته بها على ما تفعله من جنون ليقطعها بهمسٍ ساخر: لحد أمته هتفضلي كدا!.

تطلعت لفمه وهو يتحرك بالحديث ولكن ما تستطيع أن تفهم ما يقول فعالمه الخاص مجرد من الكلمات، خرجت عنها الكلمات وعيناها تنغمس بنظراته المحلالة: هاا...
إبتسم مشيراً بعيناه بعدم الفائدة من تلك الفتاة ثم قال مشيراً لها: هو فى حد هنا غيرنا؟
أجابته بستغراب: لا ليه؟!.
أعاد تلك الخصلة المتمردة على سحر عيناه قائلاٍ بثبات بعدما أغلق الشعلة: طب ليه عاملة الكمية دي كلها ناوية توزعي على الحارة كلها شاي بالمجان!.

هنا تدرجت أمرها فتطلعت للوعاء تارة ولعيناه الحاملة بالمكر تارة أخري ؛ فدفشته بعيداً عنها قائلة بغضب: والله مش عيب أوزع على الناس شاي لكن العيب هو خروجك كدا وأنت عارف ومتأكد أن معاك ناس هنا وأ...

بترت كلماتها بصدمة حينما أستمعت لصوت ضحكاته المرتفعة لأول مرة!، جحظت عيناها فهي تراه فقط مبتسماً بسمة بسيطة فلأول مرة تستمع لصوت ضحكاته!، يا الله أيريد بها الهلاك وقد حاوطتها!، أيريد بها الجنون وقد طاف بها!، ماذا يريد بعد!، الا يكفي عشقه حد الجنون!.

تأملته بزهول أزداد بالعشق له فكم زادته البسمة وسامة أما هو فتحدث بصعوبة: معاكِ حق، وعاد لموجة الضحك مجدداً قائلاٍ بثبات جاهد التحلى به: بس أوعدك أني هأخد بالي من تصرفاتي بعد كدا...
ثم أقترب منها قائلاٍ بمكر: بس متحلميش بأكتر من كدا..
رمقته بصدمة فتباعدت عنه سريعاً ليرفع يديه ويحاصرها، تطلعت ليديه المحاصرة لها يساراً واليد الأخري قائلة بأرتباك: هتتأخر على شغلك على فكرة..

ضيق عيناه بمكر: تفتكري حجة مقنعة للنمر؟
إبتسمت بخجل: لا بس أنا عارفة أن النمر مواعيده منضبطة جداً ومينفعش يعني يكسر قوانينه بالأخر!، ولا أيه؟
رسمت البسمة على وجهه فرفع يديه بطريقة مسلية: ذكاء غير متوقع أبهرتيني الصراحه..
تعالت ضحكاتها بسعادة فجذب قطعة الفاكهة يتناولها ثم ترك المطبخ بعد أن غمز لها بمكر لتكمل أعداد الشاي بأبتسامة حالمة به..

هبط على الدرج سريعاً ليقف على صوتها المناجي له: أحمد..
أستدار وهو يرتب حقيبته بأنشغال: ايوا يا حبيبتي..
لحقت به قائلة بأبتسامة رقيقة: نسيت دا..
وقدمت له الهاتف فأبتسم قائلاٍ بهيام: يعني أصح الصبح القي هدومي مكوية والفطار جاهز لا وكمان أخده بالك من حاجاتي..
وصعد الدرجتين الفاصلة بينها وبينه لتبقى أمام عيناه: طب بذمتك مش كدا كتير عليا؟.

إبتسمت بخجل وعيناها تتوزع على شقة النمر وعلى الدرج المودي لشقة أخيها: مفيش حاجه كتيرة عليك يا حبيبي..
رفع حقيبته بصراخ: حبيبي!، الله أكبر بعد أسبوعين جواز اشهد أن لا إله الا الله..
: فرحان بخيبتك!.
كانت كلمة عبد الرحمن الساخرة بعدما هبط الدرج ليستمع لحديث أحمد، كبتت ياسمين ضحكاتها بينما تلونت عيناه بالغضب: خيبة مين يالا؟

رفع عبد الرحمن عيناه الساحرة لأعلي الدرج قائلاٍ بسخرية: هو فى حد غيرك هنا يابو حميد!.
خرج النمر هو الأخر ليجد المعركة على وشك البدأ ؛ فاقترب منهم قائلاٍ بثبات: خير على الصبح..
رمقه أحمد بضيق: مفيش يا نمر..
تعالت ضحكات عبد الرحمن قائلاٍ بمكر: الوقتي مفيش عشان ميعرفش بالخيبة الا أنت فيها بس ولا يهمك صاحبك موجود..
صاح أدهم بغضب: أنجز أنت وهو على الصبح..

إبتسم عبد الرحمن بغرور: أنا أقولك الحيوان الا جانبك دا عامل أحتفال وتعظيمات على السلم عشان زوجته المبجلة بتقوله يا حبيبي!، ما بالك بقا من التوقعات التانيه!.
صعق احمد فجاهد للحديث ولكن نظرات أدهم لياسمين جعلتها تنصاع له وتنسحب للداخل بصمت..
أحمد بهدوء: أوعى تفهمني غلط الواد دا وقسمن بالله مش هيرتاح غير لما نخسر بعض..

بقي ثابتٍ كما هو ليخرج صوته الساخر: من الواضح كدا أن انت الا خسرت كل حاجة، يعني من فترة الخطوبة لحد الآن عايشلي دنجوان وحالياً أتضح كل حاجه على حقيقتها..
صاح عبد الرحمن بتأييد: أيوا كله باااان..
أستدار بوجهه قليلاٍ: أخرس أنت..
أرتدى نظارته بحرج: حاضر..
أحمد بشماته: شوفت الأحترام للي زيك نعمة كبيرة..
أدهم بسخرية: ما بلاش أنت يا معلم الجميع كيف هو العشق؟!.

تعالت ضحكات عبد الرحمن فلكمه أحمد قائلاٍ بغضب: يعني دا جزاتي أني مقدر أن أختك بتتحرج من الكلام وبعدين ياخويا أنا بفضل الله سمعت النهاردة حبيبي فمتفائل أن بأذن الله هسمع المزيد غداً..
وحمل الحقيبة ثم غادر رامقاً إياهم بنظرة نارية، أغلق عبد الرحمن فمه بصعوبة: الواد أتجنن..

تطلع له أدهم ليشير له بتأكيد فأرتدى نظارته السوداء وغادر هو الأخر بعد أن رومقه بنظرة غاضبة، إبتلع عبد الرحمن ريقه وهو يتأمل الدرج بأرتباك: أنتوا سايبني ورايحين فين خدوني معاكم أتاخرت على المستشفي...
وهرول عبد الرحمن خلفهم للأسفل ليتوجه كلا منهم لعمله.

بمنزل الحاج طلعت المنياوي ...
كانت تعد الطعام مع زوجات أعمامها بشرود بكلمات ضياء القاتلة لها، تحاول الحديث معه ولكن تنتهي محاولاتها بالفشل...
ولجت مكة للداخل قائلة بستغراب: أنتوا لسه بتحضروا الفطار!.
إبتسمت سلوي قائلة بفرحة: أيوا يا حبيبتي بنعمل فطار ملوكي كدا النهاردة يوم نزول العرايس خلاص هيشاركونا كل حاجه الاكل والسهرة وكله يالا روحي نديلهم علي ما نحط الأكل بره..

مكة بحرج: بس الوقت بدري أوي ممكن يكونوا نايمين لسه..
إبتسمت ريهام قائلة بتفاهم: متقلقيش يا لوكه عبد الرحمن وأدهم وأحمد نزلوا النهاردة الشغل يعني البنات لوحديهم..
إبتسمت وهى تركض بمشاكسة: مش تقولي من بدري..
تعالت ضحكات نجلاء على جنون إبنتها المعتاد فأشارت لغادة بستغراب: روحي معها يا غادة..
حملت الأطباق ببسمة مصطنعه: لا يا مرات عمي أنا هحضر معاكم الأكل..

وخرجت غادة لتتطلع ريهام لنجلاء بحزن فقد أخبرتها منذ قليل بشعورها بأن هناك شيئاً ما يحتجز قلب إبنتها...
هرولت مكة للخارج بعدما أرتدت جلبابها الفضفاض لتراه يصعد الدرج حاملاً الأغراض التي طلبتها منه والدته فتطلع لها بستغراب: رايحه فين يا مكة؟
تلون وجهها بشدة فحينما ينطق أسمها تشعر برعشة باردة تسري بأنحاء جسدها. أستدارت قائلة وعيناها أرضاً: هروح أنادي للبنات عشان الفطار..

إبتسم يوسف وهو يتأمل خجلها: متتأخريش..
اكتفت باشارة بسيطة له ثم غادرت بينما ظل هو محله يتأملها بنظرة تحمل للغرام منابع وللعشق هوس، أطبق عيناه عنها قائلاٍ بهمسٍ حزين لما فعله فلم يغض بصره كما أمره الله سبحانه وتعالى: أنت عالم يارب أني عايزاها زوجة ليا ادام الكل...

وزفر بضيق لما بداخله فحمل الأكياس وأكمل الدرج للأعلي ولكن تخشبت قدماه حينما أنتهى الدرج بطلعت المنياوي ، وقفته المهيبة، عماته البيضاء المنيرة، عصاه التى تزيد من وقاره وتصنع هاجس بالقلوب مثلما صنعت بقلب يوسف الذي إبتلع ريقه برعب وأكمل طريقه للأعلي ليقف أمامه قائلاٍ بتوتر بعدما قبل يديه: صباح الخير يا جدو..
لم ينتظر أجابته وتوجه للولوج سريعاً ولكنه توقف على صوته الحازم: يوسف..

تمالك ذاته وأستدار قائلاٍ بخوف: نعم.
ضيق عيناه بتفحص قائلاٍ بثبات: هتستلم شغلك أمته أمال؟
أجابه بأرتباك: بعد بكرا يا جدي..
هز رأسه وعيناه كالنسر ليستدير ويتوجه بهبوط الدرج قائلاٍ دون النظر له: خطوبتك على بت عمك السبوع الجاي جهز حالك..
وغادر طلعت المنياوي تاركه بصدمة كبيرة أستحقت تخشب قدماه وبسمته الكبيرة...
بالداخل..

وضعت الأطباق على الطاولة الكبيرة بهدوء وحزن يخيم عليها فأستدارت للتوجه للمطبخ بعد أن أنتهت من وضعهم ولكن كانت المفاجآة حليفتها حينما وجدته يهبط أخر الدرجات ليكون بالأسفل أمام عيناها..

بقيت محلها تتأمله بنظرات أعتادت منه على الألم، نقلت له بنظرتها القاتمة كم أعتاد القلب على قسوته وأتهامه لها، نظرة القت به لجحيم من النيران وأزدادت حينما تركته وغادرت دون الحديث كالمعتاد لها!، أقترب ضياء من الطاولة وعيناه عليها وهى تغادر للمطبخ بصمت لتحل الدهشة ملامح وجهه فبقي كالمتصنم فكان يتوقع محاولتها بالحديث معه كالمعتاد ولكن تلك المرة باتت توقعاته بالفشل..

كاد أن يجن من التفكير ولكن ذاك المتصنم لفت أنتباهه فخرج ليتوجه إليه بستغراب: يوسف!.
رفع عيناه له قائلاٍ بصوت منخفض: جدك وافق..
ضيق عيناه بستغراب: على أيه؟!.
صاح بصراخ: علي جوازي من أختك..
فزع ضياء فدفشه بغضب: قطعت خلفي الله يجحمك، ثم أعتدل بوقفته قائلاٍ بسخرية: عارف خسارة فيك الدعوات الا هدعيها عليك يكفي الا هيجرالك بعد الموافقة لأول خطوات العذاب وأبقي أفتكر فرحتك دي وقول الله يرحمها..

وتركه وغادر ليصعق الأخر قائلاٍ بستغراب: أتجنن ولا ايه؟، مش مهم المهم الوقتي افرح ماما...
وحمل الأغراض وهرول للداخل سريعاً..

بشركة زين...
ولج أدهم للداخل قائلاٍ بغضب: هو أنا لحقت عشان تبعتلي، أنا لسه واصل من دقايق!.
رمقه زين بنظرة مطولة ثم صاح بسخرية: طبعاً وأنت هتحس أزاي بالكارثة الا أنا فيها مأنت مقضي أسابيع بعيد عن الشركة ومشاكلها...
جلس على المقعد المقابل له واضعاً قدميه فوق الأخري بتعالي مصطنع: دي غيرة بقى؟

كبت ضحكاته قائلاٍ بسخرية: سميها زي ما تحب ولو ممكن يعني نخلينا فى الكارثة دي الأول وبعدين نشوف موضوع غيرتك دي..
ضيق النمر عيناه بأهتمام: كارثة أيه؟.
وضع أمامه عدد من الأوراق قائلاٍ بغضب: أول مرة حد يتجرأ ويستغفل زين المهدي!.
جذب أدهم الأوراق من أمامه وتأملها بصمتٍ وثبات على عكس زين الغاضب: هموت وأعرف أزاي قدروا يستغفلوني كل المدة دي؟.

وضع أدهم الأوراق بهدوء وألتزم الصمت فجن جنون زين لينهض عن مقعده ويتوجه ليجلس أمامه قائلاٍ بغضب: هو حضرتك مش معانا ولا أيه بقولك الشركة دي أستغفلتنا وأنت قاعد بمنتهي البرود كدا!.
ظهرت شبح بسمة على وجهه قائلاٍ بثبات: معلوماتك مش صحيحه..
صاح بضيق: نعم؟

أشار له النمر قائلاٍ بثقة: لو بحثت كويس هتلاقي أنها معتش لها وجود يعني بالعربي كدا من وجهة نظرك استغفال لزين المهدي لكن من وجهة نظري كانت الضربة القاضية على عثمان وعلامة حمرا فى السوق عشان تكون عبرة لأي حد ممكن يتهاون مع شركاتك..
تطلع له بزهول ثم قال بستغراب: أنت تقصد ايه؟ وأيه دخل الشركة دي بعثمان الكلب!.

إبتسم النمر قائلاٍ بثبات: الشركة دي كانت نقطة ضعف عثمان أو بالمعني الأصح أنا الا عملتها نقطة ضعفه بعد ما أظهرتها ادامه بالوقت الا كان بأشد الحاجة للي يشغل أسهامه الموقوفة وفي نفس الوقت الشركة دي حابت كالعادة تعمل مصالح ليها من ورا الطرق الأخر وهنا بقى كانت نهايتهم الأتنين...
همس زين بصدمة: يعني أنت كنت على علم بكل دا من الأول!.
أشار له بتأكيد: بالظبط كدا..

تطلع له زين بزهول ثم صاح بأعجاب: يأبن ال...
قطعه بنظرة حادة فكبت كلماته بضحكات صدحت بأرجاء المكتب بأكمله لتقطع حديثهم دلوف السكرتيرة تعلن عن أنتظار حازم السيوفي فشرع له زين بالولوج الفوري..
ولج للداخل قائلاٍ بضحكته الرجولية: أيه دا النمر هنا تبقى كملت..
تعالت ضحكات زين قائلاٍ بسخرية: وهى بتكمل غير بيه ياخويا تعال تعال.

وبالفعل جلس على المقعد المقابل لهم فرمقهم النمر بنظرات غاضبة: أنا بقول أقوم اشوف شغلي أحسن ما أسمع لتعليقاتكم السخفية وممكن ساعتها أفقد أعصابي عليكم..
جذبه حازم بأبتسامة هادئة: لا خليك يا أدهم عايزك..
جلس يتطلع له بجدية فالآن صارت بينهم كالسهام ليتطلع له زين وأدهم بجدية تامة، أخرج حازم بطاقات الدعوة والقلق ينهش ملامحه قائلاٍ بهدوء: الفرح بعد بكرا..
زين بستغراب: تاني مش كان أتلغي وكل حي راح لحاله؟.

أجابه بحزن وقلق: فعلا دا الا حصل لكن أتفاجئت بحمزة بيجهز للفرح وأنا مش عارف ماله من البداية ولا أعرف السبب الا خالاه يلغي الفرح ويرجع يحدده من جديد بجد معتش قادر أفكر..
أدهم بهدوء: متشغلش دماغك بالتفكير يا حازم هو أكيد راجع قراره وشاف حاجه أنت مش شايفها..

زفر بضيق: بس على الأقل أفهم ليه بعد ما نتفق مع الراجل على الفرح الا بعد يومين القيه بيلغي كل حاجة ورافض يتكلم والنهاردة القيه بيديني بطاقات الدعوة! أكيد يعني هيكون عندي فضول أعرف ايه الا بيحصل مع أخويااا؟.
رفع زين يديه على كتفيه: مفيش حاجه تستدعي قلقك يا حازم وبعدين حمزة مش صغير يعني..
إبتسم ادهم قائلاٍ بمكر: ننسى بقى الكلام دا ونستعد عندنا فرح ولا أيه؟

لم يتمالك زين وحازم التماسك فأنفجر كلا منهم من الضحك لفهم ما يود النمر قوله.

بشقة جيانا..

أنتهت ترتيب الشقة فجذبت قميصه المتسخ لتضعه بالمغسالة ولكن توقفت يديها عن فعل ذلك فرفعته لوجهها لتغلق عيناها بعشق وهى تستنشق عبيره العطر، أبتسمت بسعادة فعطره يجعلها بهالة خاصة به يصعب عليها الخروج منه، أنتفضت حينما قرع جرس المنزل فوضعت القميص من يدها سريعاً بخجل كأنها ترتكب جرمٍ ما وأسرعت لحجابها لتري من؟، فأذا بمكة تدلف للداخل قائلة بفرحة: يالا يا حلوة عشان نرجع نفطر مع بعض من جديد..

تعالت ضحكاتها بمرح: انا كنت لسه هلبس وأنزل...
أشارت لها بفرحة: طيب البسي يالا على ما اروح اشوف سوسو..
اشارت لها فغادرت للشقة جوارها وبدأت جيانا بارتداء ملابسها لجلباب منزلي فضفاض وحجاب رقيق يليق بملامحها الهادئة..

بمنزل ياسمين..
صاحت بغضب: يعني أنا جاية اناديلك تدبييني فى تنضيف الشقة!.
تعالت ضحكات ياسمين بمكر: وأيه يعني ما تساعديني يا مكة الاخوات لبعضها ياستي واكيد فى يوم هتتجوزي وهتلاقيني بردلك الجميلة..
رمقتها بنظرة شك: أما نشوف ياختي انجزي بس وخلصي المطبخ خالينا نمشي..
قرع الجرس فأبتسمت قائلة بسعادة: اكيد جيانا اهي تساعد برضو..

رمقتها مكة بغضب: أنتِ واخدنا اعتقال ولا أيه ياختي اطلعلي هاتي صابرين بالمرة!.
إبتسمت بغرور: اكيد طبعاً عملتها، لسه مكلمها قبل ما تدخلي وقالت أنها بتلبس ونازلة..
وبالفعل ولجت صابرين خلف جيانا فتطلعت لها بستغراب: ليه لبسة لبس خروج يا صافي؟
إبتسمت صابرين بأرتباك: أصلي، يعني، كنت...
صاحت مكة بضيق: ما تنجزي ياما الكلام مش مجمع ولا ايه؟

ياسمين بغضب: ماهي بتتكلم أهي أخرسي أنتِ بس، ثم تطلعت لها قائلة بمكر: كملي كملي..
وزعت نظراتها بينهم ثم قالت بحزن: أنا خايفة على عبد الرحمن..
مكة بسخرية: خايفة على مين ياختي؟.
لكمتها ياسمين بقوة ثم قالت بأبتسامة واسعة: كملي يا قلبي سيبك منها..
كبتت جيانا ضحكاتها فأكملت صابرين بغضب: أتريقي وأنتِ وهي براحتك بس أنا مش هقعد كدا وأسيبه للبنات تخطفه مني..
جيانا بصدمة: هتخطفه منك أزاي؟!.

جلست على الأريكة قائلة بضيق: عبد الرحمن مز ويتخاف عليه أنا شوفت بعيوني الدكتورة الا هناك دي كانت هتأكله بعيونها عشان كدا هروحله مهو لازم الكل يعرف أنه متجوز
تطلعت ياسمين لجيانا ثم تعالت ضحكاتهم بعدم تصديق لترمقها مكة بنظراتٍ متخشبة...
جاهدت ياسمين بالحديث: عبد الرحمن أخويا معتش هيكون مز بالنسبالك بعد الا قولتيه مش بعيد لو شافك هناك يعلقك مكانك..

تعالت ضحكات جيانا قائلة بمرح: صابرين انا عارفة أنك عشتي فترة طويلة بره مصر بس حالياً لازم تتأقلمي على نظامنا هنا.
تطلعت لها بغضب: نظام أيه كل دا عشان عايزة أروح لجوزي؟!.
جذبت مكة ياسمين وجيانا بالقوة ليسقطوا معاً على الأريكة قائلة بأبتسامة واسعة: سيبولي الطالعة دي..
ثم أقتربت منها قائلة بسخرية: حضرتك عايزة تروحيله الشغل، أمممم، وفاكرة أن الموضوع عادي، أمممم..

صاحت بصراخ: أنا أمي قعدت 33سنة متعرفش مكان الشغل بتاع أبويا المكان نفسه بسس تيجي أنتِ ببساطة كدا وتقولي هروحله!.
إبتسمت بغرور: مأنا ياما روحتله كتير.
ياسمين بصدمة: نهار أسوح
مكة بصدمة هى الأخري: دا بين الموضوع كبير ومحتاج تعميق وتحاليل وموال يطول شرحه..
رفعت جيانا هاتفها قائلة بأبتسامة هادئة: غادة بتستعجلنا ننزل نفطر وبليل نشوف موضوعك أيه؟.

جذبتها ياسمين للداخل: تعالي ألبسي أيه عباية بيتي من عندي أصل عبد الرحمن لو شافك كدا هيخدك معاه المستشفي كل يوم..
إبتسمت بسعادة: بجد
ياسمين بتأكيد: أه أمال المريض الا عنده كسور مميتة هيوده فين؟!.
حل الرعب ملامح وجهها فأتبعتها بصمت وسط ضحكات جيانا ومكة.

بقصر حازم السيوفي ..
وقفت بالشرفة بملل فوقعت عيناها علي حمزة يجلس بالأسفل بحزن شديد، هبطت رهف للأسفل ثم أقتربت منه قائلة بهدوء: عارفة أني ماليش أسالك مالك بس أنت أعتبرتني أختك والأخت مستحيل تشوف أخوها كدا وتسكت!
رفع عيناه السوداء ليراها أمامه فأبتسم بألم: هتصدقيني لو قولتلك أني معرفش مالي؟

تطلعت له بستغراب ليكمل بآنين يتابعه: كل الا أعرفه أني مجروح أوي وحاسس أن قلبي بينزف من جوا يمكن لو عرفت أيه سبب ألمي كنت أرتاحت..
جلست لجواره مع تحفظ المسافة بينهما قائلة بثبات: حنين الا مزعلك يا حمزة؟
إبتسم بسخرية: حنين ضحية يا رهف، ضحية لشخص عاش حياته كلها غلط فى غلط أكيد يعني مش هتأخد عني فكرة غير أني وش لشيطان لعين..
هنا علمت ما به فأسترسلت بالحديث: عشان كدا لغيت الفرح ورجعت حددته تاني؟.

أستدار بوجهه لها لتبرز الآلآم بداخل عيناه: محبتش أشوف فى عيونها أتهامات كتيرة ليا عشان كدا بعدت لكن أكتشفت أن الحل دا بيقضي عليا أنا عشان كدا رجعت وطلبت أيدها من جديد..
قاطعته بهدوء: بس كدا غلط يا حمزة أنت بتضيعها كدا من أيدك..
إبتسم بتأييد: عارف وعارف كمان أني بأكدلها كدا أفكارها عني بس غصب عني يا رهف صدقيني غصب عني..

تألم قلبها لأجله فهو لها أخٍ لم تنجبه والدتها لتهوى دمعة خائنة من عيناها أزاحتها مسرعة حينما رأت معشوقها يقترب منهم.
حازم بأبتسامة هادئة لا تليق سوى به: يا مساء الجمال واضح كدا أني محظوظ عشان ألحق القعدة دي..
أكتفى حمزة بأبتسامة بسيطة لينهض عن الأريكة قائلاٍ بمرح مصطنع: لا للأسف مش محظوظ لأني كنت قايم أصلا..

وتركه وتوجه للداخل بأبتسامة مرح ليبادله حازم إبتسامة حزن فجلس جوارها يتأمله وهو يغيب عن عيناه ليتطلع لها بأهتمام: قالك زعلان ليه؟.
رفعت عيناها له بأرتباك: لا..
ضيق عيناه بتفحص: مش مضطره تكدبي عليا يا رهف..
زفرت بملل فلم تتمكن يوماً من خداعه: قالي يا حازم بس مقدرش أقولك مأخدتش على كدا.
أحتضن وجهها بيديه قائلاٍ بعشق: وأنا مقدر دا وبعتذر، أنتِ عارفة أد أيه انا مشغول عليه..

أبتسمت بعشق وهى تتأمل عيناه قائلة بهمس: ولا يهمك هو بخير زي ما شوفت
إبتسم بخبث: طب ممكن تسمحيلي أطمن على إبني.
ضيقت عيناها بعدم فهم حتي أستوعبت ما يقول حينما أنحني برأسه ليستمع حركاته فأبتسمت بخجل...
إبتعد عنها قائلاٍ بحزن: مسمعتش حاجه..
تعالت ضحكاتها بسخرية: هو لسه أتكون عشان تسمع حاجه!.
رمقها بنظرة مطولة ثم قبل جبينها بعشق: ربنا يكملك على خير يا قلبي ويسعدني بشوفتك أنتِ وهو بخير..

زمجرت بضيق: أنا معتش فاهماك يا حازم شوية تكون حزين وشوية تكون مبسوط بجد أحترت بأمرك!.
تطلع لها بجدية ثم قال بحزن: كان غصب عني يا رهف أول حمل ليكِ الدكتور قالي كلام خوفني جداً حتي بعد الا راتيل قالتله فضلت قلقان ومطمنتش غير لما قعدت معاه تاني وكشف عليكِ..
ثم أحتضنها قائلاٍ بخوف: مكنتش هتحمل لو عرفت انك بخطر تاني..
شددت من أحتضانه بأبتسامة عاشقة ودمع يلمع بسعادة له..

بمنزل طلعت المنياوي..
بعد تناول الفطور وقفت كلا منهم تعد طعام الغداء المفضل لزوجها بحب وفرحة فلم ترغب نجلاء بمنعهم من ذلك فاليوم ستعدان الطعام لأول مرة لهم فحرصن النساء على الطهي لهم طوال الفترة الماضية حيث تناوب الجميع الأدوار كالجدة والخالة وغيرها، وقفت صابرين جوار سلوي وهى تعد الطعام لعبد الرحمن تتعلم منها بسعادة وفضول لصنعها بمفردها...

أنقضي اليوم سريعاً فعاد كلا منهم للمنزل بعد يوماً شاق، جلس ادهم ولجواره عبد الرحمن ومن ثم لحق بهم أحمد قائلاٍ بتعب: النهاردة كان يوم متعب أوي بس بفضل الله كسبت القضية.
يوسف بأبتسامة واسعة: فين الساقع بقا يا خفيف..
ضياء بمكر: الساقع عليك ياخويا مش عريس
عبد الرحمن بضيق: مش عارف جدي وافق ازاي يدي مكة للحيوان دا؟!.
أحمد بتأكيد: أه وقسمن بالله نفسي أروحله وأترجاه يغير رأيه بس يالا قدر ومكتوب.

تعالت ضحكاتهم بسعادة وتبقى النمر ثابتٍ يراقب حوريته وهى تقترب منه حاملة للطعام فأسرع إليها وحمله عنها قائلاٍ بهمس لها: أيه الجمال دا..
وضعت عيناها أرضاً وبدت الحمرة تكسو وجهها فأبتسم بمكر ليضع ما بيديه على الطاولة...
خرجت ياسمين وصابرين أيضاً فتطلع لهم عبد الرحمن بستغراب: أيه دا كل واحد هيأكل لوحده ولا أيه؟

تعالت ضحكة نجلاء وهى تضع المياه قائلة بحنان: كل واحد مراته صممت تعمله الأكل بنفسها أحنا عندنا أغلي منكم.
إبتسم عبد الرحمن وجلس على الطاولة فوضعت صابرين أمامه الطعام، أما أحمد فهرول للطاولة قائلاٍ بحماس: ها يا سوسو عملتيلي ايه؟
ثم صاح بسعادة: ايه داا المكرونة الا بحبها لا كدا بقى نجبلك هدية..
إبتسمت بسعادة فجذبها بخفة: أقعدي كلي معايا..

تطلعت لأدهم وعبد الرحمن بخجل فابتسم عبد الرحمن بمكر: خلاص أقعدي يا صابرين أنتِ كمان..
جلست لجواره وتناولت بخفة فأشار أدهم لجيانا بعيناه لتجلس جواره وعيناها أرضاً فأقترب منها هامساً بخبث: لو مأكلتيش هأكلك أنا بأيدي ومش هيهمني حد..
ما ان أنهي كلماته حتى تناولت طعامها بنهم فأبتسم قائلاٍ بمكر: بعشقك وأنت خزيان كدا..

رمقته بنظرة محتقنة فغمز لها بعيناه، أما صابرين فجذبت يديه لينحني لها فهمست بخجل: مش أنا الا عملت الأكل..
إبتسم بعشق: عارف وقولتلك هعلمك كل حاجه فى وقتي الفاضي وماما كمان موجودة..
رسم البسمة على وجهها فقالت بخجل: نفسي اتعلم عشان اطبخلك بنفسي..
تطلع لها بهيام: لمستك على الأكل كفايا..
خجلت للغاية فتناولت الطعام كمحاولة للهرب منه..

بفيلا زين
صف سيارته بأهمال وصعد للأعلى يبحث عنها بعيناه ولكن لم تقع على حوريته الفتاكة، صعد لغرفته بستغراب فعزم أمره على أن يبدل ثيابه أولا ثم يشرع بالبحث عنها...
خلع قميصه ثم فتح الخزانة ليصعق حينما تنخلع المياه على وجهه وجسده باكمله ففتح عيناه الزرقاء بصعوبة ليجدها تجلس بالخزانة قائلة بضيق مصطنع: دا عقاب التأخير..
أزاح المياه عن وجهه قائلاٍ بغضب: أنتِ أتجننتِ صح؟!.

رفعت يدها تفكر قائلة بعد وهلة: أممم ممكن كل ما هتتأخر مش هتلاقي غير الجنون..
رفع عيناه بخبث: بقى كدا
أبتسمت بتأكيد: وأكتر من كدا أنت لسه مشفتش حاجه و..
صرخت بقوة حينما حملها وتوجه بها لحمام الغرفة ليضعها أسفل المياه قائلاٍ بغرور: ما تفكريش تتحدي زين المهدي يا قطة..

صرخت بقوة وهى تحاول الخروج ولكن يدها أسيرة لقبضة يديه حتى الزجاج المحاط بها يمنعها من ذلك، رفعت يدها الأخري تلكمه بقوة فتعالت ضحكاته بتسلية لتستقر بنهاية الأمر بين أحضانه...

أما هناك على شاطئ المياه المتراكم كان يجلس حمزة بحزن وبداخله سؤالا يطوف به: ليه عملتي فيا كدا يا حنين؟ لييه أنا مستهلش كدا. بس أنتِ هتكوني هنا ادمي ولازم هعرف الأجاية على كل أسئلتي...
وألقي بالحجر الصغير بالمياه بقوة توضح ما بقلبه من آنين، ليسوق معه لعذاب سيفيض به، برحلة ستسوق البعض لمجهول أليم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة