قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل التاسع والعشرون

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل التاسع والعشرون

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل التاسع والعشرون

أمواج البحار تتراطم ببعضها البعض كأنها بتحدى سافر له، كلماتها تتردد على مسماعه بقوة فتخترق القلب لتحطمه بلا شفقة أو إنسانية...
ترددت كلماتها كالسهام المشتعلة بقلبه، لم يعبئ بتخفى القمر وسطوع الشمس الذهبية بأشعتها الحارقة، رنين كلماتها جعل جسده كالنيران المتأججة، خلع قميصه بقوة ثم ألقى بنفسه بين أحضان المياه الباردة لعلها تتمكن من شفاء قلبه العليل، ولكن علت صوت الكلمات بلا توقف.

أتعودت أشوف ناس كتير زيك لازم يكون ليهم مقابل لخدمتهم للأسف فكرت كتير أوي بالمقابل الا هدفعه مقابل خدمتك لأبويا وللمصدقية فمكنش فى دماغي أي أمل أنك تطلب تتجوزني هو طلب غريب حبتين بس بالنهاية أنت قدمت خدمة ولازم يكون ليك مقابل ..
شُعلت النيران بوجهه فأنخفض أسفل المياه ليزيح أفكاره القاسية وكلماتها الأشد قسوة بوعد قاطع على معاقبتها.

بشقة آدهم.

فتح عيناه بتكاسل ليجدها تغفو بين أحضانه براحة كبيرة بدت له على ملامح وجهها، إبتسم وهو يتراقبها بعشق ليطبع قبلة صغيرة على جبينها ثم رفع الغطاء عنه لينهض للأستعداد لعمله ولكن سرعان ما عاد ليتمدد جوارها حينما وجد شيئاً ما يتمسك به بقوة، أستدار بوجهه بستغراب ليجدها تتمسك بقميصه الذي أستجاب لتمسكها به فأنفتح على مصراعيها، بقي النمر لجوارها يوزع نظراته بين يدها المتمسكة به بشدة وبين وجهها الملاكي وعيناها الغافلة ربما أن أستيقظت ورأت كم تتعلق به لقتلت خجلاٍ...

ظل لجوارها دقائق يتأملها ببسمة مبسطة لينظر لهاتفه بصدمة من تأخره الملحوظ، جذب يدها بهدوء من عليه ثم أسرع للحمام الملحق بالغرفة ليغتسل ويبدل ثيابه لسروال أسود اللون وقميصٍ أسود مصففاً شعره الطويل بأحتراف.
هرول للأسفل بعد أن علم بخروج أحمد وعبد الرحمن فتأكد من شدة تأخره، أوقف سيارة أجرة لتنقله لشركات الزين..

بمنزل حنين ..
كانت تجلس على الأريكة بصمت فزفر والدها بملل من معرفة أجابتها عن سؤاله المتكرر، خرج صوته بضيق: يابنتي ردي عليا ليه مش عايزة فرح وخلتيه يلغي القاعة لييه؟.
خرجت عن صمتها أخيراً بأبتسامة مخادعة: يا بابا أنا منتقبة يعني هيكون ليا قاعة منفردة عنه وأحنا ملناش حد يعني ملهاش لزوم الكلفة دي..
تطلع لها بنظرات شك أنهاها بحديثه الحامل للحزن البادي: الا أنتِ عايزاه يا بنتي..

وتركها ورحل للخارج لتغوص عيناها بالدموع، أستندت برأسها على حافة الشرفة لتغوص ذكرياتها بما حدث حينما خرجت معه لأول مرة بأحد المطاعم...
##
كانت تجلس مقابل له وعيناها تتطلع عليه بثبات، تعجب حمزة من هدوئها فأبتسم قائلاٍ بهدوء: لو المكان مش عجبك ممكن نغيره.
بقت ساكنة للحظات لتقطع صمتها بكلماتها المباشرة: طلبت تتجوزني ليه؟
ضيق عيناه بستغراب: هو أيه الا ليه قولتلك قبل كدا حبيتك وأ...

قاطعته بأبتسامة سخرية: فاكرة كلامك بس أنا هنا عشان أسالك على أنفراد وأتمنى أسمع الحقيقة..
زُهل حمزة فخرج صوته بصدمة: حقيقة أيه؟

وضعت يدها على الطاولة من أمامه قائلة بهدوء: أسمع يا حمزة أنا أتعودت أشوف ناس كتير زيك لازم يكون ليهم مقابل لخدمتهم للأسف فكرت كتير أوي بالمقابل الا هدفعه مقابل خدمتك لأبويا وللمصدقية فمكنش فى دماغي أي أمل أنك تطلب تتجوزني هو طلب غريب حبتين بس بالنهاية أنت قدمت خدمة ولازم يكون ليك مقابل.
صعق حمزة فبترت الكلمات على لسانه ليجاهد مراراً وتكراراً بالحديث: أيه الكلام الفارغ دا!.

أخفت دمعاتها قائلة بثبات: دي الحقيقة..
بقى صامتاً للدقائق يحاول أستيعاب ما أستمع إليه ؛فرفع عيناه بصدمة: أنتِ متخيلة أني عايز أتجوزك عشان كدا!.
كادت بالحديث فقطعها حينما نهض بطالته المهيبة ليرفع يديه لها بحذم: بس خلاص مش حابب أسمع حاجه..
وجذب المال من جيب سرواله ليضعه على الطاولة قائلاٍ بنظراتٍ حادة لها: ممكن أكون كنت وحش بس مش لدرجة الواساخة دي...

وتركها وغادر وملامح وجهه تنقل لها شيئاً ما يصعب عليها التعامل معه، لا تعلم لما تبقت تتأمل طيفه حتى تخفي عنها!، تشعر بأنها حطمت قلبها هي وليس قلبه!، لا تعلم ما هذا الشعور الغريب الذي يطاردها كل ما تعلمه أنها تشعر بالأنزعاج...
##..

ازاحت دمعاتها بعد آنين الذكريات فبعد ساعات قليلة ستصبح ملكاً له، أسئلة كثيرة تطاردها ولا تجد لأي منهم أجابة مصرحة، نعم تركها منذ أخر لقاء بها بالمطعم لتتفاجئ به بعد عدة أيام يطالب بالزواج بها من جديد حتى بعد أن وضعت شرطها بعدما حاجتها لزفاف ضخم يكفي وجود العائلتين بقاعة منزله الخاص ؛ فتفاجئت بقبوله لشرطها دون الحديث معها، كما أن أرسل رهف إليها بكل ما يلزمها فكان يفضل البقاء بعيداً عنها..

جذبت حنين سجادة الصلاة وشرعت بأداء صلاتها بخشوع لتلقي بما يتحجر بقلبها بركعة سجود مطولة تشكى ما يضيق بصدرها لله الواحد الأحد..

وصل أدهم للشركة فتوجه لمكتبه سريعاً ليبدأ بالعمل على عدد من الملفات، ولج زين بعدما علم بوصوله فتطلع له بخوف: خير يا أدهم أول مرة تتأخر؟!
رفع النمر عيناه قائلاٍ بأبتسامة هادئة: قلقت عليا ولا أيه؟
ضيق زين عيناه بشك فجذب المقعد ليجلس أمامه قائلاٍ بصوتٍ هامس: أول مرة تيجي الشغل متأخر لا وكمان بتضحك أعتقد كدا أن الشك أبتدى يتسلل لقلبي..
أستند بظهره على المقعد قائلاٍ بمكر: أنت عايز أيه يا زين؟

صاح بغضب ساخر: هكون عايز أيه غير أني أطمن علي سياتك!
رمقه بنظرة خبث: لا أطمن أنا كويس أدامك زي ما أنت شايف..
كبت زين ضحكاته قائلاٍ بمكر بعدما توجه للخروج: طيب أستأذن أنا..
ثم توقف عن الخطى وتقدم لينحني بجسده على مكتب النمر قائلاٍ بصوتٍ منخفض للغاية: هي بتبتدي بكدا صدقني بعد كدا هتلاقي نفسك كرهت الشغل وهتخسر سمعتك البرفكت دي..
ضيق النمر عيناه بغضب ليكمل زين بتأكيد: أسمع مني أنا غرضي مصلحتك..

تحكم بذاته فقال بصعوبة بالحديث: متشكرين لنصايحك الغالية لو ممكن تروح تشوف شغلك أنت كمان بدل ما تخسر حاجة تانية..
كانت رسالة صريحة له بأنه على وشك خسارة حياته الغالية فنهض ليعدل الجرفات الخاصة به وهو يلقي بنظراته على المؤظفين بهيبة وثبات لا تليق بسواه ليتنحنح قائلاٍ بثبات مخادع: أحمم طب سلام أنا بقى يا نمر وأشوفك بليل فى فرح الواد حمزة..

كبت أدهم ضحكاته ليغادر زين لمكتبه بعدما عاد لجديته الطاغية، أقترب منه أحد العاملين قائلاٍ بأحترام: الأوراق الا حضرتك طلبتها يا فندم..
تناوله من زين بستغراب: يعني دا مكان نشوف فيه أوراق مهمة زي دي؟!.
أجابه بحرج بعدما رفع يديه ليتناوله منه: بعتذر من حضرتك هسيبهم لحضرتك على المكتب..
أشار بوجهه قائلاٍ بهدوء: لا خلاص روح أنت.
: الا تشوفه سعاتك..

قالها الراجل بعدما غادر لعمله بينما توجه زين لمكتبه وعيناه تتفحص الملف بفضول جعله كالأسير فلم يشعر بشيء جواره الا حينما تعال صرخات خافتة لجواره، رفع عيناه ليجد فتاة ما تتمسك به بعدما أصطدم بها عن دون عمد فعاونها على الوقوف قائلاٍ بهدوء: بعتذر منك مقصدتش..

وأنحني يلملم أغراضها المبعثرة أرضاً ليقدمها إليها، وقفت كالمتصنمة أمامه تتأمله بنظرات أعجاب لترفع يدها بصعوبة وتتناول منه الأغراض، جذب زين أوراقه الخاصة وتوجه للمغادرة ليتفاجئ بهمس أمام عيناه، نظراتها كالبركان الهائج ولجوارها صابرين تبتسم بخبث على ما حدث منذ قليل.
أقترب منهم زين بستغراب: بتعملوا أيه هنا؟.

أجابته صابرين بأبتسامة واسعة حاملة للخبث: والله يا زيزو أحنا جينا نشوفك بس الظاهر أننا جينا بالوقت الغلط والمكان الصح..
ضيق عيناه بوعيد لها ليكمل طريقه إليهم قائلاٍ بهدوء: أنا مش لسه سايبك من 3ساعات؟!
رفعت عيناها له بغضب ليخرج صوتها المميت: جيت عشان أشوف حقيقة سيادتك، جيت عشان أفوق من الوهم الا عايشة فيه وأكتشف خيانتك بنفسي..
صعق زين فردد بخفوت: خيانة مين؟.

أجابته صابرين بأبتسامة واسعة: خيانتك يا زيزو..
رمقها بنظرة مميتة فرفعت يدها على كتفي همس بتسلية: طب يا همسة هروح بقا أشوف عبد الرحمن وأسيبك تشوفي موضوع الخيانة دا بنفسك.
وغادرت صابرين بعد أن غمزت لأخاه بمكر فأقسم لها بالوعيد..
أقتربت همس منه قائلة بنظرات مميتة: أنا عايزة أعرف أزاي كنت نايمة على وداني كل دا..

تطلع لجواره بنظرات متفحصه للمؤظفين ومن ثم جذبها بقوة لمكتبه، ألقت حقيبتها على المكتب بغضب لتقترب منه بنظرات ضيق: الا حصل من شوية دا أيه؟
أستند بجسده الرياضي على الحائط مربعاً يديه أمام صدره ونظراته تطوفها بتسلية بأنتظار رد فعلها الجنوني فأصبح الآن معتاد على ذلك.
ضغطت على أسنانها بغيظ: هتبصلي كدا كتيير..
: والمفروض أعمل أيه؟

قالها ببرود جعل جنونها يتضاعف فجذبت المزهرية ودفشتها أرضاً قائلة بغضب: ماشي يا زين والله لوريك..
بقى كما هو يتراقبها بصمت وهى تحطم المكتب بأكمله أما هى فغضبها كان يتزايد أضعافٍ مضاعفة كلما رأته هادئ أمامها..

حاولت تحريك الخزانة الضخمة بالكتب فلم تستطيع فتراجعت للخلف بزعر حينما تحرر زين عن سكونه وأقترب منها، تراجعت للخلف حتى أصطدمت بالحائط وعيناها تتطلع له بخوفاً شديد، شهقت فزعاً حينما ألقى زين بالخزانة أرضاً ببرود..
أقترب منها وهى بصدمة مما فعله فرفع يديه جوارها مقرباً وجهه إليها هامساً بصوته الرجولي العميق: بقيتي أحسن..

أشارت إليه ببلاهة وصدمة فأبتسم قائلاٍ بسخرية: طب كويس، ممكن نقعد نتكلم زي البني أدمين؟
أشارت إليه مجدداً بموافقتها فتركها وجلس على الأريكة المتبقية جواره فأشار لها بعيناه لتجلس سريعاً جواره..
بقى قليلاٍ يتراقبها فجذبها إلي أحضانه قائلاٍ بهمس: لو مكنتش بعشقك بس كان تصرفي هيكون أقوى من كدا بس هعمل أيه مغلوب على أمري..

إبتسمت بين أحضانه فشددت من أحتضنه قائلة بسخرية: الزوج الأصيل هو الا بيستحمل مراته وقت غضبها..
ضيق عيناه الزرقاء بمكر فأخرجها لترى سحرهما الخالد مشيراً بيديه على المكتب الكارثي: طب أنا راضي ذمتك دا غضب ولا جنون؟
تطلعت لما يشير إليه بصدمة فرددت بزهول: جنون..
تدرجت ما تفوهت به فتعالت ضحكاتها بعدم تصديق فشاركها زين البسمة مقربها إليه بجدية وعيناه تفترس ملامحها: قولتلك قبل كدا أني مش شايف غيرك..

إبتسمت بخجل مرددة بصوتٍ يكاد يكون مسموع: بجد يا زين..
أقترب منها بخبث: أنا بقول أن المكان لطيف جدا...
دفشته بعيداً عنها قائلة بغضب: أوعى تكون بتثبتني وأنت مقضيها
رفع يديه يشدد على خصلات شعره كمحاولة للتحكم بغضبه ليجذب الحاسوب الخاص به ويكمل عمله مشيراً لها بهدوء: كملي تكسير وفرتي عليا أجيب حد يغيرلي ديكور المكتب..

تحاولت نظراتها لغضب مميت فأقتربت منه وجذبت الحاسوب لتلقي به أرضاً بعصبية وصراخ: بكرهك يا زين..
إبتسم غامزاً لها بعيناه الساحرة: وأنا بموت فيكِ يا قلب زين..
كبتت صرخاتها بصعوبة فحملت حقيبتها وغادرت سريعاً قبل أن ترتكب جريمة حمقاء بينما تعالت على ملامحه بسمة نصر لأمتصاص غضبها الهائج لا يعلم بأنها بمرحلة جنون الحمل المتعصبة...

تلاشت ضحكات زين حينما رأى أمامه أعضاء الوفد الأيطالي فكانت نظراتهم خبيثة للغاية وبالأخص الفتيات، إبتسم بسمة مصطنعة: طبعاً لو قولتلكم أن كل الأفكار الا فى دماغكم دي غلط محدش هيصدقني ولو قولت أنها مراتي الجريمة هتكون فى وشي خبط لزق..
أقترب منه أدهم بضحكات مكبوتة قائلاٍ بسخرية: دي المرحلة الأولى بس سمعتك حالياً بقيت فى الحديد.
جلس على المكتب مردداً بوعيد: ماشي يا همس..

بالمشفى..
إبتسامته المرسومة على وجهه وهو يتابع عمله تنجح دائماً بأسر قلوب الصغار قبل الكبار فمن قال أن الداء دوائه الوقار أحمق ما فربما البسمة تصنع جانب بقلوب المرضي فتجعل آلمهم هين للغاية..
أنهى عبد الرحمن فحصه للطفل الصغير وتوجه لمكتبه ليستريح قليلاٍ قبل الجرحة، ولج للغرفة الخاصة بالأطباء ليتفاجئ بها بأنتظاره..
جلس على المقعد بأستغراب: فى حاجه حصلت بالبيت؟
أجابته بهدوء: أطمن كلنا بخير..

تطلع لها بغضب مكبوت بالهدوء لنظرات من حوله: أمال جاية ليه؟
أنكمشت ملامحها بحزن: هو حرام أجيلك؟
زفر بمحاولة للتحكم بذاته قائلاٍ بثبات: دا مش مكان فسحة يا صابرين دا مكان شغلي..
كادت الحديث فجذبها قائلاٍ بهدوء: تعالي معايا..
لحقت به للخارج ودموعها على وشك الهبوط فجلست لجواره بحديقة المشفى قائلة بدموع: واضح أن مكة كان معها حق، أنا أسفة.
وحملت حقيبتها وكادت بالرحيل فجذبها قائلاٍ بهدوء: ممكن تقعدي..

أنصاعت له وجلست فأكمل حديثه بثبات بعدما جاهد للتحلى به: يا حبيبتي أنا مش مضايق من شوفتك هنا بالعكس أنا خايف عليكي..
رفعت عيناها له بستغراب فأكمل بهدوء: الناس هنا مش زي بلاد برة هنا فى عادات قاسية أو أتربينا لقينا نفسنا عليها وأنا مش هستحمل أشوف حد بيبصلك نظرة كدا أو كدا مش كل الا هنا عارفين أنك مراتي..
إبتسمت بأقتناع: مش هتكرر تاني..

ونهضت قائلة بخجل: هروح لماما بقى عشان قولتلها متعملش الطبيخ الا لما أرجع عشان أتعلم منها..
سعد كثيراً حينما لفظتها بأمي لأول مرة فأخرج من جيبه المال قائلاٍ بعشق: خلي بالك من نفسك وأنتِ راجعه لو مكنش عندي عمليات النهاردة كنت روحتك أنا..
إبتسمت بتفاهم: عارفة يا حبيبي ربنا يعينك يارب..
أقترب منها بضع خطوات قائلاٍ بمكر: حبيبي!، أنا بقول أخلي الدكتور أسامة ينوب عني النهاردة..

تعالت ضحكاتها بخجل فقالت بغضب مصطنع: عبد الرحمن الله..
وقف بثبات: أحمم خلاص روحي بقا، بس خدي الفلوس دي معاكي..
رفعت يديها إليه برفض: فلوس ليه؟ الا أنت أدتهوني أمبارح لسه معايا..
إبتسم قائلاٍ بنظرات تتفحص حجابها الهادئ وملامحها الرقيقة: ماليش دعوة باللي معاكِ دا مصروفك الشخصي غير مصروف البيت أعملي بيه الا تحبيه وتأكدي أني عمري ما هسألك بتعملي أيه بيهم..

رغم أن بحسابها البنكي الكثير من الأموال المحولة لها عن طريق زين الا أنها تشعر بسعادة لا مثيل لها حينما يقدم لها هو المال، أخذت منه المال بأبتسامة هائمة به، نعم فهي الآن تعلم الفرق بين رجال الشرق والغرب تراه للرجولة عنوان محتماً..

ودعها عبد الرحمن وولج ليكمل عمله الجاد بأخلاص رغم عمله بمشفي حكومي الا أنه يقدم ما يتمكنه بعطاء وسعادة، فربما مثلما يفعل بعمله يمنحه الله السعادة وراحة البال علي الدوام فيصبح المبلغ القليل من العمل رزقاً وفير يبعث السعادة لمن يقتضيه!.

بمنزل طلعت المنياوي .
صعدت غادة من الأسفل حاملة للسجاد المبلل فتوجهت للطابق العلوي لتضعه، حاولت التماسك فكانت ثقيلة للغاية ولكنها حملتها رغم رفض نجلاء ذلك وطلبها أن تتركها حتى عودة الشباب، صعدت غادة الدرج ببطئ فتخطت الطابق الأول لتجده أمام عيناها، تطلع لها ضياء بصدمة فأسرع إليها قائلاٍ بلهفة: هاتي هطلعهالك..

تطلعت له قليلاٍ ثم حملتها وأكملت طريقها للأعلى غير عابئة به، تلونت عيناه بالغضب فلحق بها ليجذبها بقوة وغضب: مش بكلمك
جذبت يدها منه بعصبية: لسه عايز أيه تاني؟.
أقترب منها بصوتٍ كالرعد: بتكلميني كدليه أنتِ نسيتي نفسك ولا أيه.

لم تجيبه وأكملت طريقها للأعلى فجذبها بغضب لتسقط ما بيديها على الدرج وكادت هى السقوط فصرخت بفزع ليجذبها إليه، عيناها مقربة إليه نظرات طالت بالتأمل فظل هو ساكناً يتأملها بعشق يرتعد بقلبه وهى بعتاب قطع بدفات الدموع القاسية على وجهها، يدها تتمسك بصدره فتخترق ضربات قلبه روحها، ظلت هكذا إلي أن طال بها العناء فأبتعدت عنه تجفف دمعاتها لتهبط سريعاً وتحمل السجاد ومن ثم تصعد للأعلي سريعاً..

وضعتها أرضاً بالطابق العلوي وشرعت بغسلها مجدداً بعدما سقطت أرضاً أو كأنها تعمدت أن تفرغ غضبها بشيئاً ما، لحق بها ضياء فوقف يتأملها بحزن، تقدم منها فأنحني ليكون على مستواها الأرضي قائلاٍ بهدوء: ليه مش بشوف فى عيونك الندم زي كل مرة بترتكبي فيها غلطة..

رفعت عيناها القاتمة من أثر البكاء قائلة بسخرية: وليه أنت الا دايماً بتشوفني غلط؟ ليه ربطت كلام بنت خالتي أني أنا الا قولتلها ليه مربطتش كلامها أن ماما كانت زعلانه على الا حصل لأبنها وزي أيه ست بتتكلم مع أختها عادي ليه ربطت كل دا بيا..

عجز عن الكلام فنهضت تاركة المياه أرضاً: لأنك خدت دايماً أني غلط وأتعودت تتهمني بدون ما تسمعني وأنت كالعادة أجري وراك وأتأسف وأطلب تسامحتي لكن المرادي لا يا ضياء أنا مغلطتش أنت الا غلط..
وتركته وكادت بالهبوط ولكن تعثرت قدمها بخرطوم المياه القوي لتسقط أرضاً بألم، أسرع إلي المياه فأغلقها ومن ثم عاونها على الوقوف فخرج عن صمت تأملها قائلاٍ بعشق: ياه مكنتش أعرف أني وحش كدا..

تحاشت النظر إليه وبكائها يسري بشهقات تمزق القلوب، رفع يديه يجفف دمعها قائلاٍ بحزن: أنا أسف يا حبيبتي تفكيري كان غبي أوي..
جاهدت للحديث فأقترب بمكر: أحنا على السطوح وأنا ممكن أعمل المستحيل عسان تسامحيني أعقليها صح..
إبتسمت من وسط دموعها على كلماته فردد بهمس قطع عنها الضحكات: وحشتيني أوي..
رفعت عيناها بخجل: وأنت كمان وحشتني..

أبتعد عنها يحمل السجاد على السور قائلاٍ بمرح: أنا حبيت غسيل السجاد على فكرة أعتقد أنه وشه حلو..
تعالت ضحكاتها بعدما رأت ثيابه المبتلة قائلة بصعوبة بالحديث: لا مهو واضح جدا..
تطلع لملابسه بضيق فرفع عيناه عليه لتهرول للأسفل سريعاً قبل أن تهاجمه فكرة حمقاء..

بالأسفل...
جلس لجوارها مع تحفظ المسافات قائلاٍ بعشق: مش مصدق أن خطوبتنا خلاص بعد بكرا وأننا هننزل بليل نجيب الشبكة..
وضعت عيناها أرضاً بخجل فتطلع لها بخبث: طب مش هتقوليلي عايزة دبلة محفورة بأسمي ولا مش مهم..
شعرت بأن وجهها كاد على الأنفجار من الخجل فحمدت الله كثيراً حينما ولجت صابرين بأبتسامة هادئة: مساء الخير.
إبتسم يوسف هو الأخر قائلاٍ بثبات: مساء النور..

أقتربت منها مكة بفرحة: مساء العسل أتاخرتم ليه النهاردة دا العصر قرب يدن؟
جلست على الأريكة بستغراب: هو ياسمين وجيانا لسه مجوش؟
أجابتها مكة بزهول: أمال أنتِ جاية منين؟
وضعت عيناها أرضاً بخجل: روحت مع همس عند زين وبعدين عديت على عبد الرحمن..
يوسف بمرح: من أولها كدا؟.
إبتسمت صابرين بخجل: أطمن مش هتحصل تاني.
مكة بغرور: عشان تبقي تصدقيني أنا خبرة يا بنتي..
يوسف بهيام: أنتِ كل حاجة حلوة..

تطلعت لهم صابرين بمكر فصاحت بسخرية: واضح أني جيت بالوقت الصح..
تلون وجه مكة بالخجل فتركتهم وتوجهت للداخل سريعاً لتعلو الضحكات فيما بينهم..

خرج من المحكمة بسعادة تنبعث من القلب ليتقدم من العجوز قائلاٍ بأبتسامة واسعة: خلاص يا أمي كله تمام إبنك ساعتين تلاته وهيروح معاكِ بأذن الله..
سال الدمع من عيناها قائلة ببكاء: ربنا يكرمك يابني أنا ماليش غيره فى الدنيا هو الا بيصرف عليا وعلى أبوه المريض محدش رضي يترافع عنه عشان معيش فلوس الأتعاب لحد ما ربنا عتورني فيك..
رفع أحمد يديه على كتفيها: أنا فى خدمتك بأي وقت يا أمي..

كادت أن تقبل يديه قائلة بدموع: ربنا يجبر بخاطرك يابني زي ما جبرت بخاطري...
قبل رأسها بدمع يلمع بعيناه وقلبه يرقص فرحاً لدعائها فحمل حقيبته وجلس بالخارج ليرفع هاتفه بمعشوقته فكانت بالصباح متوعكة قليلاٍ..
طال أنتظاره حتى أجابته بصوتٍ خافت: أحمد.
أنقبض قلبه فقال بلهفة: ياسمين مااالك؟
خرج صوتها بصعوبة: مش عارفة يا أحمد حاسة أني هموت مش قادرة أقف على رجلي خالص ولا حتى أنادي لجيانا أو لماما..

حمل حقيبته وتوجه بالخروج قائلاٍ بخوف: متقلقيش يا حبيبتي أنا ثواني وبأذن الله وهكون عندك هتصل بجيانا حالا تجيلك
أجابته بضعف: بلاش حد من البيت يعرف مش حابين نقلق حد وهما بيحضروا خطوبة مكة.
أجابها على عاجلة من أمره: خالي بالك من نفسك بس وأنا جايلك اهو..
واغلق الهاتف معها ليطلب جيانا التى أجابته بنوم لتنتفض على كلماته فأسرعت إلي شقته المجاورة لها بعد أن أحضرت المفاتيح الخاصة به..

ولجت جيانا للداخل تبحث عنها إلي أن وجدتها بالفراش والتعب بادى عليها..
جيانا بخوف: مالك يا حبيبتي في أيه؟
رفعت عيناها بضعف: مش قادرة يا جيانا هموت..
جذبت جلبابها الأسود وأقتربت منها تلبسها إياه بحزن: بعد الشر عليكي يا قلبي ألبسي أحمد هيجي وهننزل مع بعض نكشف عليكِ..

أنصاعت لها وأرتدت الجلباب ومن ثم الحجاب فجذبت جيانا هاتفها وأخبرت أدهم بهبوطها مع شقيقها وعن وضع ياسمين فأخبرها أنه سيعود بعد ساعة تقريباً، وصل أحمد سريعاً فحملها بين ذراعيها وأوقفت جيانا سيارة أجرة ليتوجهوا معاً للمشفي..

بقصر حازم السيوفي
أرتدى الحلى السوداء بملامح متخشبة فظل أمام المرآة يتطلع على ملامحه بغموض، ولج حازم للداخل وبيديه الجرفات فأدراه إليه ليضعها له قائلاٍ بهدوء: لسه برضو مش حابب تقولي مالك؟
إبتسم حمزة بثبات: هيكون مالي يعني يا حازم مأنا قدامك أهو عريس ومتشيك.
إبتسم بسخرية: فاكرني غبي يالا يعني من حفلة لفرح سكتي كدا ومحدش هيحضره غير أصدقائك بس؟.
أجابه بثبات: أنت عارف أن دي رغبة حنين عشان منتقبة.

رمقه بنظرة مطولة: هحاول أصدقك..
وتركه وتوجه بالهبوط: أنجز هستناك تحت رهف وحنين لسه بالبيوتي..
أكتفى بأشارة بسيطة له وعاد لرحلة سكونه من جديد..

تصنم محله بعدما أنتهت الطبيبة من فحوصاتها فعامت الفرحة جيانا لتحتضن ياسمين بسعادة: ألف مبرووك يا قلبي ربنا يكملك على ألف خير..
شعرت بحاجتها للبكاء من السعادة على عكس أحمد المتصنم محله من الفرحة لتزف كلمات العجوز بعقله.

ربنا يجبر بخاطرك زي ما جبرت بخاطري ، لما يشعر بدموعه فتلك الدعوة ثمينة للغاية ليكافئ فى ذات اليوم على ما فعله، نعم فمن يفعل المعروف يكافئه الله بأضعافه، فهل تستوى عطية العبد والرب؟!.
أقترب أحمد منها بسعادة يعاونها على الهبوط للسيارة مرة أخري قائلاٍ بلهفة: على مهلك..

أكتفت بمنحه بسمة تحمل الفرح ليتوجه بالسيارة لمنزل طلعت المنياوي . علم الجميع بالمنزل بهذا الخبر السعيد وعلى رأسهم أدهم فكان على تواصل بأحمد طوال الطريق، أستأذنت جيانا لتتوجه لشقتها لتبدل ملابسها وتعود على الفور...

أنهى أدهم عمله على الملف الهام فتوجه لمكتب زين الجديد ليدلف بسخرية: تصدق دا أحلى..
رمقه بنظرة مميتة فجلس وضعاً قدماً فوق الأخرى بتعالي: عشان تصدق لما أقولك تتعامل معايا بحدود الدنيا محدش ضامنها يا صاحبي ساعه وبتلاقيها حدفت عليك كتاكيت..
زين بغضب: عايز أيه يا أدهم أنجز؟.
وضع الملف أمامه قائلاٍ بمكر: الملف أهو هرجع بيتي بقا دا لو مفيش مانع عند سعاتك..

وتوجه للخروج فعاد لينحني على مكتبه مثلما فعل زين بالصباح قائلاٍ بمكر: المكتب دا لو شاف مصير التاني صورتك مش هتتهز أدام الوفد الأيطالي بس لا دا أدام مصر بحالها...
شرار من عيناه لم يكن كافيل بأيقاف النمر فأكمل بخبث أسمع مني...
وخرج قائلاٍ بأنتصار: أشوفك بليل بفرح حمزة.
لكم زين المكتب بقوة: ماشي يا أدهم اصبر عليا بس..

توجه أدهم لمنزله سيراً على الأقدام بالهواء الطلق فوقف أمام النيل يتأمله بهدوء أنقطع برنين هاتفه، رفع الهاتف بستغراب للرقم المجهول فقال بثبات: ألو..
=أهلا بالعريس ألف مبرووك معلش هي جيت متأخر بس ملحوقة تتعوض..
ضيق عيناه بستغراب: مين معايا؟
=أخص عليك لحقت تنسى صوتي طب دانا من حبي فيك فاكر صوتك جدا رغم أني مشفتش ملامحك كاملة من القناع..
بدى لأدهم من المتحدث فقال بهدوء طاغي: لسه الحكومة مجبتكش!

=ومش هتوصلي أطمن الأمور بخير.
زفر بملل: وأيه الا فكرك بيا؟
تعالت ضحكاته قائلاٍ بصوتٍ قابض: هو فى حد بينسى حبايبه وبالأخص لما يكون فى جمايل زيادة من عندهم أنا من النوع الا بشيل الجمايل أوى ولازم بردها..
بدى الخوف يتسرب لملامحه فقال بثبات: أنت تقصد أيه؟
أجابه بصوتٍ لعين: قصدي هيوصلك بعد دقايق من دلوقتي، كنت فاكر أنك عديت باللي عملته.
وتعالت ضحكاته الخبيثة ليغلق الهاتف بوجهه صرخ أدهم بغضب: الوووو...

أنقطع الأتصال فشدد أدهم على شعره البني الغزير فى محاولة للعودة لثباته حتى يتمكن من التفكير بمغزى كلماته، ظل لدقائق يفكر فقطعهم بصدمة وهو يردد بفزع: جيانا لاااا..
وركض سريعاً بأتجاه المنزل وبيديه الهاتف يحاول الوصول إليها ولكن لا رد، أكمل ركضه ليطلب أحمد الذي أجابه سريعاً: أيوا يا نمر..
خرج صوته بعصبية: جيانا فين يا أحمد..
=راحت الشقة تغير هدومها وزمنها على وصول بتسأل ليه؟.

لم يجيبه وأغلق الهاتف ليعاود طلبها من جديد..

خرجت من غرفتها بعدما أبدلت ثيابها لتجذب الهاتف والمفاتيح وتتوجه للخروج لمنزل جدها، هبطت الدرج ومنه للحارة لتتفاجئ برنين أدهم الذي تعدى العشرون فرفعت هاتفها بطلبه بقلق ليجيبها على الفور وقد أوشك على الوصول إليها: جيانا أنتِ كويسة؟
أجابته بستغراب وهى تكمل طريقها: أيوا يا أدهم ليه؟
توقف ليلفظ أنفاسه قليلاٍ قائلاٍ ببعض الراحه: طب أنتِ فين وليه مش بترودي على أتصالاتي؟!

تعجبت من صوته المجهد ولكن أجابته سريعاً: مسمعتوش والله أنا فى الشارع راحه عندنا..
عاد الفزع لقلبه فأكمل ركض دون توقف قائلاٍ بصعوبة بالحديث: أطلعي الشقة حالا أنا جيالك أهو..
توقفت عن الخطي قائلة بستغراب: ليه؟.
ظهر أمامها على الجانب الأخر فرفعت يدها ببسمة مبسطة لتلفت أنتباهه ليراها أدهم فزفر براحة، أغلقت الهاتف وتوجهت لعبور الطريق قائلة بأبتسامة هادئة: أدهم..

سُحب قلبه ببطئ حينما رأى تلك السيارة المتعمدة لقطع الحارة الضيقة لأجلها فأشار بيديه وهو يحاول الأسراع إليها: خاليكي مكانك..

لم تستمع لم يقول فعبرت لتصعقها السيارة بقوة لترتفع للأعلى وتهوى أرضاً ببطئ ومعها يتحطم قلب النمر رويداً رويداً ليتخشب محله لثواني وهو يراها أمامه منغمسة بدمائها، عيناها تجاهد الأغماء ولكن تقاوم لتراه بنظرة طعنته بقوة، يدها ترتجف بقوة فتمددها فى محاولة بائسة للوصول للمعشوقها لتردد بهمسٍ خافت: أ، د، ه، م، (أدهم)..

ركضت النساء اليها بنواح قوي عصف لمنزل طلعت المنياوي بينما تجمدت خطي أدهم ليرفع عيناه على السيارة فيري أشارة تحية من السائق ليعلمه بأن هدية ذلك اللعين قد أحاطت به، كسر ما به حينما هرول كالجسد المميت ليلقي بالناس يساراً ويميناً فى محاولة للوصول لمحبوبته..
سقط أرضاً جوارها حينما وجد الدماء تغلف جسدها بأكمله ليقربها لصدره بصدمة: جيانا..

فتحت عيناها بضعف والدموع تسرى على وجهها فرفعت يديها على وجهه كأنها تترك له رسالة غامضة ومن ثم هوت ذراعيها ليهوى قلبه بلا رجعة فصرخ بقوة عاصفة: جياااااااانا، جياااااانا..

ركضت ريهام بصراخ لمكان الحديث فأستلقت أرضاً فاقدت الوعى حينما رأت أدهم يحمل أبنتها ويركض لسيارة عبد الرحمن المنصدم مما يحدث بعدما عاد من العمل ليجد ادهم يهرول لسيارته ويطلب منه الأسراع للمشفى حتى أحمد بقى ثابت فأسرع لفتح باب السيارة الخلفي ليجلس بالأمام ويقود عبد الرحمن طريقه بمصير مجهول للنمر!..
وزع منزل طلعت المنياوي بصراخ عاصف ليهرع الجد والأباء إليهم ويعلمون بما حدث فتوجهون جميعاً للمشفي..

تمسك بيديها وهى بأحضانه يحتضنها بجنون غير واعى لما يحدث حوله همس بأذنيها فربما يعلم بأنها تستمع إليه: متسبنيش يا حبيبتي أنا ممكن أموت من غيرك، عشان خاطري يا جيانا عشان خاطري متكسرنيش، أنا السبب فى الا أنتِ فيه يارتني كنت أنا، أنا أسف بجد أسف أوي ومستعد أتحمل أيه عقاب فى الدنيا بس ميكنش فيكِ يا قلبي..
شدد من أحتضانها قائلاٍ بصراخ حينما شعر ببرودة جسدها: بسرعه يا عبد الرحمن...

أنصاع له وأجتاز أشارات المرور ليعبر سريعاً ولكن هل سيتمكن النمر من أجتياز ذلك الأختبار؟!.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة