قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث والعشرون

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث والعشرون

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث والعشرون

بكت، صرخت، هوت أرضاً، فعلت ما بوسعها لتخفف ألم قلبها اللعين ولكن هيهات أشتد الوجع وأصبح يغمرها بالآنين، أحتضنت جسدها بذراعيها لتبكى بشهقات مكبوتة ووجهها تحتضنه باليد الأخرى..
راوية..

لا يعقل أن يكون هو!، هل جرأ على تتبعها بعدما فعل!، رفعت عيناها ببطئ لتجده يجلس لجوارها على الرمال بعين تشع بألم غريب قرأته جيداً ولكن لم تصفح عنه فمازالت كلماته تتردد بعقلها حتى أنها أقنعت ذاتها بأنه يفعل ذلك لينتقم منها على ما تفوهت به، رفع يديه ليقربها إليها ولكنها تباعدت لتخرج كلماتها بصراخ وبكاء: جاي ليه؟

وضع عيناه أرضاً ثم حاول التقرب منها قائلاٍ بهدوء: غصب عني يا راوية أنا قتلت جوزها وهو ملوش ذنب
رمقته بنظرة طويلة ثم إبتسمت بسخرية: وأنا ذنبي أيه؟.
ثم صاحت بصوت مذبوح كمن تناجي لتعيش تلك الحقيقة الصادمة: أنا كنت فاكرة أنه مقلب!، مش مصدقة بجد الا سمعته دا!.
رفع يديه على وجهها بقوة فشلت هى بأبعاده عنها فصرخت بقوة: أبعد عني.

جذبها بقوة قائلاٍ بهمس: أنتِ عارفة أني عمري ما حبيت ولا هحب غيرك، أنا بعشقك يا راوية...
هوت الدمعات بلا توقف وهى تتأمل عيناه القابضة لنبض قلبها اللعين فمازالت تعشقه!، وكيف لها سوى العشق؟!.
بقيت ساكنة بين ذراعيه تجاهد ما تود الكلمات بقوله لتقطعها قائلة ببكاء يمزق القلوب: وأنا مش هستحمل أشوفك مع واحدة تانية..
وأخذت وهلة بالدمعات تارة وتأمل عيناه تارة أخرى لتجاهد بالحديث: ط...

قطع كلماتها بوضع يديه على فمها قائلاٍ بحذم مازال يلحق بشخصيته القوية: الكلمة دي لو طلعت منك يا راوية قسمن بربي لأندمك على كل لحظة حلوة عشتيها معايا...
ثم سحب يديه ونهض ليقف أمامها بغضب لم تعلم كيف يتسنح له ذلك فهى من عليها الغضب وأن تثور أن لازم الأمر، تحلى بقوته المعهودة قائلاٍ بسخرية: كنت فاكرك قوية عن كدا لكن مع أول مشكلة طلبتي الطلاق!..

نهضت هى الأخري لتقف أمام عيناه قائلة بصراخ وبكاء: أنت أيه الا حصلك؟!، ليه أتغيرت كداا؟
إبتسم بسخرية: الا هعمله بيأكدلك أني زي مأنا بكره الظلم وعمري ما هكون حليفه..
أزاحت دمعاتها قائلة بتحدى: وأنا مش مضطرة أعيش معاك..
وتركته وتقدمت للعودة ولكنها تخشبت محلها لسماع ما قال: لو خرجتي من هنا هيكون لوحدك يا راوية...
صعقت للغاية فأستدارت له بصدمة لتردد بدموع تكسو وجهها وصوتها المتحشرج بالآم: يعني أيه؟

أقترب منها ليقف أمام عيناها بصمت قطعه بلهجة حازمة: يعني هتخرجي من غير أولادي ومستحيل هترجعي هنا...
صعقت للغاية فأكمل بنبرة غامضة: وأنتِ أكتر واحدة عارفة كويس أن محدش هيقدر يوقفني لا أخوكِ ولا الكبير في عيلتك هيقدر لكبير الدهاشنة..

وقبل أن تستوعب ما قاله تركها ورحل للمندارة لتتصنم محلها بصدمة لا مثيل لها لتبكي تارة وتصرخ تارة أخري لا تصدق أن من تحدث لها لتو هو معشوقها!، أما هو فخطى بخطوات سريعة ويديه تعتصر الأخري بغضبٍ جامح يكبت تلك الدمعة الحارقة من الهبوط فكيف له بتلك القسوة عليها؟، ولكن عليه ذلك ليمتص تمردها ويجبرها على البقاء لا يعلم بأنه على وشك الدخول لصراع بين كبريائه وسلطته وعشقه!..

كان المنزل له كالمجهور بدونهم، يرى حزن زوجات أبنائه بأعيناه فيتحسر على ما فعله، حتى أن المدة المحددة للزواج قد أوشكت على الأنتهاء لذا عليهم العودة للأستعداد لها...
أخرج هاتفه ثم طلب فزاع ليخبره بما يشعر؟ فرأف به وأخبره بأن المصير محدد من الله سبحانه وتعالى ولا ينبغي له أن يشعر بالخوف فرجاله يحيطون بذاك اللعين حتى يقتصوا منه، وأخبره بأنه بالغد سيخبر أحفاده بقراره...

بقصر حازم السيوفي، وبالأخص بغرفة حمزة...
لم يتمكن من النوم فبقى مستيقظ يتذكر عيناها المغمورة بحزن يكفى عالم بأكمله، رفع يديه على موضع القلب بغضب ليحدث ذاته بعنف، الا قلبٍ لم يتعلم من دروس العشق المحرق!، فنبض مجدداً ولا يعقل التصرف!، أهناك آلآم مجدداً ستجد محل بذاك القلب المترنمي! أم هناك أوجاع ستلاحقه؟.

بقى يتأمل حدائق القصر بشرود وأستغراب لما يحدث له ليشعر به نصفه الأخر فوقف خلفه يتأمله بحزن ؛ فقطع المسافة بينهم ليقف خلفه قائلاٍ بهدوء: مفيش حاجة تستاهل زعلك يا حمزة..
أستدار بوجهه ليجد أخيه أمامه فأبتسم قائلاٍ بستغراب: مين قالك أني زعلان عليها؟!
ضيق حازم عيناه بزهول ثم أقترب ليقف جواره بالشرفة قائلاٍ بستغراب: أمال بتفكر في أيه؟
تطلع له قليلاٍ ثم قال بأرتباك: أنا نفسي مش عارف.

كبت حازم ضحكاته ليسرع الأخر بالحديث: بص هى الحكاية ملخبطة حبتين يعني من كام يوم كدا شوفت بنت بالشركة..
وصمت ليكمل حازم بسخرية: وأيه الا يلخبط بالموضوع؟!.
رمقه بضيق ثم قال بحزن: البنت دي حصل معاها مشكلة النهاردة لقيت نفسي مخنوق جداً وبفكر فيها ليل نهار..
تطلع له بخبث ثم رفع ذراعيه يطوف كتفيه قائلاٍ بمكر: أممم ليل نهار!.
رمقه بنظرة توتر فأبتسم حازم: ها كمل وأيه تاني؟

دفشه بعيداً عنه قائلاٍ بغضب: تصدق أني غلطان أني بتكلم معاك من الأساس..
وتركه وولج لغرفته ليجلس على الفراش ؛ فتعالت ضحكات حازم ولحق به ليجلس جواره قائلاٍ بثبات مخادع: أديني أهو بطلت ضحك كمل بقى..
رمقه بنظرة محتقنة ثم أبتسم وتمدد على الفراش محتضن لوسادته: بنت منتقبة مش شايف غير عيونها وبس تسألني ليه بحس بكدا مش هلاقي جواب، جايز أكون أتعلقت بيها لأنها غامضة ومختلفة عن الكل!.

تمدد حازم لجواره قائلاٍ بأبتسامة مشاكسة: كمل، كمل...
أغلق عيناه كأنه يراها أمامه قائلاٍ بنبرة ترسم ما بمخيلاته: عيونها فيها كمية شجن وحزن تكفى عالم بأكمله، سمعتها وهى بتحكيلي حسيت بكل حرف أد أيه هى بتعاني، حسيت بكسرتها بالكلام ودا وجعني أوي لدرجة أنى ندمت أسالها مالك؟.
تخلت عنه ملامح المرح لتحتل الجدية ملامحه قائلاٍ بأبتسامة هادئة: أنت حبيتها يا حمزة..
تطلع له بزهول: من مرتين شوفتها فيهم؟!

حازم بسخرية: هو الحب بعدد المرات!.
ضيق عيناه بعدم أقتناع: وراتيل؟
أستدار بوجهه له: دي أكبر غلطة فى حياتك جايز يكون أعجاب لكن الحقيقة أنك فوقت على وقعها...
شعر بالغضب يتسلل له بعدما تذكر ما فعلته فقضي الليل بأكمله بحديث مع شقيقه حتى غفلوا سوياً على نفس الفراش...

أضأت الشمس النهار بأطيافها المضيئة لتزيل ظلام الليل...
بمنزل فزاع الدهشان...
كان يجلس الشباب جميعاً لتناول الأفطار مع فزاع ليتأمل حزن فهد الغريب له بعض الشيء بنظراتٍ ساكنة...
قطع الصمت بينهم قائلاٍ بهدوء وعيناه مركزة على النمر: جدك كلمني إمبارح..
تطلع له أدهم والجميع بأهتمام ليكمل حديثه قائلاٍ بثبات: طلب مني ترجعوا البلد النهاردة.
أحمد بفرحة: بجد؟

تطلع له فزاع قليلاٍ ثم قال بستغراب: معجبكاش عشيتنا أياك!
أسرع بالحديث: العفو طبعاً بالعكس أنا سعيد هنا جداً بس فرحت أنه طلب رجوعنا فدا معنى أنه مسامحنا..
إبتسم فزاع بسخرية: ومين جالك أنه زعلان منيكم عشان يسامحكم!
تطلع له عبد الرحمن بستغراب: أكيد مدام عاقبنا زعلان!.
تطلع فزاع للنمر المكتفى ببسمة صغيرة تزين وجهه ثم إبتسم هو الأخر...
وزع أحمد نظراته بينهم قائلاٍ بشك: هو فى أيه؟

نهض فزاع عن الطاولة ثم جذب عصاه قائلاٍ بهيبته الطاغية وهو يترك القاعة: واد عمك هيبجا يحكيلك...
وتركهم وغادر بصمت فتطلع الجميع لأدهم بأنتظار ما سيقول، تناول طعامه ببرود ليختصر الجمل بكلمات بسيطة: جدكم كان على علم من البداية.
وصمت النمر لتحل معالم الدهشة وجوه الجميع على عكس فهد الشارد بعالم مخيف.

فتحت عيناها بتكاسل بعد نومٍ عميق قضته منذ الأمس كأنها لم تذقه منذ سنوات، جلست على الفراش تفتح عيناها بتمهل لتطلع بستغراب للمكان الذي هى به!..
نهضت عن الفراش سريعا تحرك عيناها بالغرفة الغريبة بصدمة أزدادت أضعاف حينما رأت ما ترتديه من بيجامة قطنية باللون الأبيض وشعرها المفرود بحرية على خصرها!.

أرتعبت همس وتراجعت للخلف بزعر من كونها مازالت تحت سيطرة ذاك اللعين ؛ فنبض قلبها بقوة من كونه حلمٍ وهى لم تلتقى بزينها بعد!..
تسللت رائحة الفطائر المفضلة لديها من الأسفل ؛ ففتحت باب الغرفة لتجد درج ضخم للغاية ولكن تخشبت قدماها من هول المنظر، فكان المنزل محاط بالزجاج الشفاف للمنظر الخارجي المثير ؛ فكانت المياه تغمر ذلك المنزل من جميع الأتجاهات والرمال والأشجار المزينة بثمار الفاكهة الطبيعية...

خطت الدرج بأرتباك وهي تتأمله بخوف يسري بجسدها فأتبعت رائحة الطعام لتجد ذاتها أمام مطبخ ليس بكبير ولكنه من الطراز الحديث، أخفضت نظرها سريعاً حينما رأته عاري الصدر، رفعت عيناها بعد وهلة لتجده منسجم بتقطيع الخضروات بسرعة مريبة كأنه شيف عالمي، إبتسم حينما شعر بها فقال دون النظر إليها: صباح الخير..
أشاحت عيناها عنه بخجل وأرتباك ليكمل ما يصنعه وهى تراقبه بصمت قطعته حينما قالت بستغراب: أنا فين؟

رفع عيناه عليها قائلاٍ بعشق: معايا
رمقته بنظرة غاضبة فأقترب منها لتتباعد بخجل، جذب يدها لتولج للداخل بدلا من وقفتها على الباب قائلاٍ ونظراته عليها: مرينا بكتير فحسيت أننا بحاجة للبعد عن كل دا فى مكان ميكنش فيه غيرنا...
سحبت يدها بتوتر وهى تجاهد لرفع عيناها: بس بابا أ..
قطعها بنبرة غاضبة بعض الشيء: أنتِ مراتي علي فكرة ولو على العلن فالكل كان حاضر فرحنا..

أوشكت على البكاء لنبرته الجافة وخوفها من غضب والدها ليتفهم الأمر سريعاً فجذبها برفق لتجلس على أحد المقاعد المقابلة للمطبخ لينحني لها قائلاٍ بعشق وهو يزيح تلك الخصلات خلف أذنيها: عايزك تتأكدي من حاجة واحدة يا همس أني عمري ما هعمل حاجة تقل منك أبداً أنا كلمت عمي وأستأذنت منه وهو الا سمحلي أجبلك الفون تتأكدي؟
رفعت عيناها له بسعادة فأبتسم قائلاٍ بهيام: بقالي كتير محروم من جمال البسمة دي و...

كاد الحديث ولكن ركض مسرعاً ليجذب ما بداخل الفرن الكهربي قائلاٍ بضيق: أوبس...
تعالت ضحكاتها فرمقها بضيق لتصمت سريعاً من نظراته الغاضبة ليلقى بالوعاء قائلاٍ بتفكير وهو يعيد خصلات شعره للخلف: هنعمل غيرها أجباري..
أجابته بغرور: أكيد لأني بموت فيها...
رمقها بنظرة محتقنة قائلاٍ بسخرية: بس مش لوحدي يا هانم هتساعديني..

رفعت قدميها المصابة له بدلال فضيق عيناه الزرقاء بمكر: ودا هيمنع فى أيه أحنا محتاجين أصابع أيدك العسل دي..
نهضت عن الطاولة وأقتربت منه بغضب: أنت جايبني هنا تزلني ولا نغير جو...
أقترب منها بأبتسامة هائمة: لسه هحدد...
أستدارت بوجهها بضيق: أوك موافقة أساعدك بس بشرط تتحشم.
تطلع لها بصدمة: نعم؟
أجابته ويدها على خصرها: أيوا مهو مش معقول تقف أدام خطيبتك كدا عيب يا حضرت...

كبت ضحكاته وبدت بسمة سخرية على وجهه ليقترب منها وتتراجع للخلف بتوتر قائلة بنبرة مرتجفة: أيه يا زين؟
لو كلامي ضايقك ممكن تأخد راحتك عادي جداً...
كبت ضحكاته ليحاصرها بين ذراعيه قائلاٍ بخبث: وأنتِ يهمك أيه لابس ولا قالع ما تركزي فى نفسك ولا أنتِ معندكيش ثقة فى نفسك؟.
جحظت عيناها بشدة لتشهق بصدمة: نهار أسود هو مين الا المفروض يخاف على نفسه..

غمز بعيناها الساحرة وهو يهم بالخروج: والله أسالي نفسك بس أنا الا خفت للأسف..
بقيت محلها تراقبه يغادر ببسمة نصر وهى تحاول الصراخ او لكمه بقوة فهو سيد بالأستفزاز، كبتت غضبها وجذبت السكين ثم شرعت بأعداد الطعام...
أرتدى زين قميصه بأهمال وهبط ليجدها محلها فأقترب منها قائلاٍ بتفحص: ها عملتي أيه؟

أستدارت له بغضب طفولي بعدما رفعت أصبعها المجروح أمامه فتعالت ضحكاته لترمقه بضيق، جذبها للمقعد ثم عالج جرحها ليعود مجدداً لصناعة الفطائر وهى تراقبه بنظرات عاشقة له...
أقتربت منه تحاول مساعدته ولكن سرعان ما أنتبهت ليديه فقالت بغضب: فكيت الشاش ليه؟
تطلع لها بزهول ثم قال بهدوء: حسيت أنى بقيت أفضل فشيلته
رمقته بنظرات نارية ثم صاحت بعصبية: أنت مفيش فايدة فيك أبداً؟

وضع السكين من يديه ثم أستدار لها قائلاٍ بثبات: أنتِ شايفاني أدامك أهو بحرك أيدي كويس لو تعبان مكنتش هشيله يعنى من الأخر كدا أنا أدرى بنفسي..
رمقته بنظرة خبث: متأكد أنك كويس؟
تطلع لها بسخرية فجذبت المقعد قائلة بمكر: أوك خالينا نشوف..

تابعها بتعجب فصعدت على المقعد وأشارت له بالأقتراب ؛ فأقترب بستغراب، أشارت بأصابعها بأن يستدير وبالفعل فعل لتصعد خلف ظهره قائلة بغرور من فشله: وريني بقا هتطبخ وتتحرك أزاي؟.
تعالت ضحكاته قائلاٍ بخبث: دا أحلى فطار فى الدنيا لو أعرف أنك هتقربي كدا كنت فكيته من زمان..

لكمته بقوة فأبتسم بسعادة وشرع بأعداد الطعام وهى غافلة على ظهره بدلال، شعر بسعادة العالم بأكمله وهى بين ذراعيه فجذب الأطباق ووضعها على الطاولة، جذبت الفاكهة بأستغلال قربه من الطاولة ليتطلع لها بغضب مصطنع: أنتِ أستغلالية على فكرة..
إبتسمت وهى تطوف رقبته: عارفة..
تأملها عن قرب بعشق طال بالنظرات ليتركها لتسقط أرضاً وتصرخ ألماً بينما هرول هو للفرن سريعاً وأخرج الفطائر قائلاٍ بسعادة: الحمد لله.

رمقته بضيق وهى تنهض بألم ولكن سرعان ما هرولت اليه، تنظر للفطائر بسعادة فجذبت أحداهما لتتناولها ولكن سرعان ما وضعتها وصرخت ألماً من فرط حرارتها فتعالت ضحكات زين بسخرية لترمقه بغضب طفولي...
أقترب ليحمل أحداهما فعليه تحمل حرارتها لأجلها ثم شرع بأطعامها لتتناول بسعادة وهو يتأملها بعشق...

وقفت السيارات أمام منزل فزاع بأنتظار النمر لينضم لهم فكان يقف على مقربة منهم يلقى كلماته الأخيرة للفهد: فكر كويس يا فهد حياتك الا هتتدمر بالقرار دا وأنا جانبك وقت ما تحتاجني
أحتضنه فهد قائلاٍ ببسمة بسيطة: سبها على الله يا صاحبي..
بادله البسمة وتوجه للسيارة فرفع فهد يديه يودعه قائلاٍ بأبتسامته العذابة: ، وصل سلامي لزين وحازم..
أستدار له ببسمة هادئة: أعتبره وصل...

وصعد للسيارة التى غادرت على الفور متجهة للقاهرة للعودة لحياة سيستكملها الأنتقام!..
بسيارة الفتيات، كانت كلا منهم صافنة بمن تراه بمخيلاتها، فمنهم من تتذكر كلمات العاشق فيتلون وجهها بألوان حمراء ومنهم من تشدو شوقاً لرؤيته وهناك من تصارع ألمها بمنزل فزاع الدهشان...

بمنزل طلعت المنياوي ..
لم تسعهم الفرحة لمعرفة عودة أبنائهم فأعدت كلا منهم الطعام الشهي لأستقبالهم، فاقتهم سعادة الأباء وطلعت الخفى خلف وجهه الثابت، أما هناك فكان له من السعادة حلف لعودة النمر حتى تسنح له فرصة الأنتقام...

بشركات حازم السيوفي
بحث عنها بعيناه بين المؤظفين بلهفة للقاء بها، صاحبة الوشاح الأسود التى خطفت قلبه بلا رجعة ولكن زاب القلب بيأس حينما لم يتمكن من إيجادها ليعلم بأنها الآن لن تعد مجدداً بعدما كشفت ما تخفيه...
جلس على مكتبه بضيق حتى صار كالمجنون يتشاجر مع الجميع لأتفه الأسباب فبداخله صراعات عتيقة للغاية ليكسرها حينما جذب جاكيته وتوجه لعنوانها بعدما أتى به من الحرس...

قاد سيارته ببطئ كأنه يعيد تفكيره مجدداً بتلك الخطوة المجهولة ولكن حسم قراره ووصل أمام منزلها فصعد للأعلى وطرق باب المنزل ؛ففتحت فتاة صغيرة لحد ما يبدو عليها البكاء الحارق ولكنها تقف أمامه بملامح ثابتة: حضرتك مين؟
تنحنح بحرج: أحم مش دا بيت الأنسة حنين؟
أشارت له بنعم فأكمل قائلاٍ بخجل: ممكن أشوفها..
قالت بهدوء: ثواني..

أشار لها بتفهم فتوجهت للداخل لتخبر شقيقتها التى أرتدت نقابها وأتت لترى من؟ ؛ فكانت الصدمة حليفتها.
وقفت أمامه بأرتباك لا تعلم ما عليها فعله، الحرج سيد الموقف على كلياهم ليقطعه قائلاٍ بهدوء: أسف لو جيت كدا بس محتاج أتكلم معاكِ..
أشارت له بخجل: أتفضل..
وبالفعل ولج للداخا لتترك باب المنزل مفتوح بعض الشيء وتجلس أمامه على الأريكة المتهالكة، بقى صامتٍ للحظات ثم قال بهدوء: ممكن اقابل والدك؟.

طعن قلبها فتباعدت عنه بالنظرات والدموع تغزو وجهها، بكت شقيقتها الصغيرة قائلة بدموع: البوليس أخد بابا من شوية..
أستدارت لها حنين بنظرة مميتة جعلتها تهرول للداخل فأسرع بالحديث: ليه؟.
تطلعت له حنين قائلة بهدوء: أستاذ حمزة حضرتك قولت محتاج تتكلم وأنا سمحت لك بالدخول رغم عدم وجود والدي فياريت تحترم دا..

إبتسم بأعجاب ليتطلع لها قليلاٍ فتلك الفتاة الهزيلة تبدو بقوة لا مثيل لها، خرجت الكلمات أخيراً بلا تزين ولا أقنعة قائلاٍ بتلقائية: عايز أتجوزك يا حنين
رفعت عيناها له بغضب وصدمة ولكن فاق الغضب ما بها لتنهض عن الأريكة قائلة بثبات: أنا عارفة ليه طلبت الطلب دا بس للأسف يا أستاذ حمزة أنا مش من النوع الا بيقبل الشفقة..
وقف هو الأخر ليقترب منها بضع خطوات: شفقة!، هو الجواز بقى شفقة؟.

أغلقت عيناه بألم فلم تعد تحتمل ما يحدث معها لتقول بصوتٍ مازال يلتمس الثبات والقوة: من فضلك تخرج من هنا، أرجوك
وتركته وهرولت للداخل لتسمح لذاتها بالضعف بعد ما مرت به من مأساة متلاحقة، أما هو فبقى محله يتطلع للفراغ قائلاٍ بهمس: أنتِ ليا مهما حصل..

وغادر صافقاً الباب خلفه ليستفسر عما حدث ليعلم من أحداهم أن هذا الرجل الوضيع قدم الشيكات للشرطة التى أعتقلت والدها على الفور ؛فصعد لسيارته وتوجه لقسم الشرطة ليخرج ذلك الرجل من المعتقل بعد أن دفع حق الشيك البخس فأصبح هذا الرجل فى حيرة من أمره فود شكره كثيراً ولكن رفض حمزة البوح بأسمه وأمر الحرس بأيصاله لباب المنزل لتعم الفرحة منزل حنين بعد تحطم قلبها هى وشقيقتها فكانت ترتب لحياة بائسة وعقل يشرد بمسؤلياتها الكثيرة، ولكن ما فعله هل سيكون بحسبان المعروف والشكر أما خندق حفره لذاته مع ذات الوشاح الأسود؟!

وصلت السيارات أمام منزل طلعت بعد قضاء ساعات طويلة لتصعد الفتيات للأعلى بسعادة ولحقوا بهم الشباب ما عدا عبد الرحمن والنمر فذهب كلاٍ منهم لأيصال صابرين ورهف...
رفضت الصعود لسيارة وفضلت الذهاب سيراً لتحظى ببعض الوقت معه..

تطلعت صابرين لتلك المرأة التى تجلس لتصنع الذرة فأبتسمت لتذكرها كم كانت تعشقه بالصغر، تركها عبد الرحمن وأقترب من المرأة ليجلب لها ما كانت تتمناه وقدمه لها فأبتسمت بزهول: عرفت أزاي أني عايزاه؟!.
إبتسم بعشق: مش ضروري تعرفي..

خجلت للغاية من نظراته ورفعت يدها تلتقطه منه لتتلامس الأيدى كملمسة الطوفان المحلق بسماء تاجها العشق، رفعت عيناها له لتصفن قليلاٍ فلا بأس بذلك، بقى أمامها بأبتسامته الوسيمة ليقطعها حينما أشار بخفة: يالا..
خطت معه بأشارة رأسها وتناولته بفرحة...

وصل أدهم ورهف للقصر فولجت للداخل سريعاً تعلو بصيحاتها المرتفعة: حازم، حازم..
عيناها تنبش لرؤياه حتى أستقرت عليه وهو يهبط الدرج بستغراب حل بالسعادة، هرولت لأحضانه بفرحة فأحتضنتها بجنون قائلاٍ بدهشة: رجعتي أمته وأزاي؟.
وضع النمر قدماً فوق الأخرى بسخرية: واضح أني مش عاجبك!.
أسرع إليه بستغراب وفرحة لوجوده: النمر بنفسه هنا؟
إبتسم بسخرية: وأنت هتاخد بالك مني أزاي وأنت منغمس بالأحضان؟!.

تعالت ضحكاته الرجولية لينضم له قائلاٍ بستغراب: الحصار أتفك؟
رمقه بنظرة مميتة فأبتلع ريقه قائلاٍ بلهفة: مقصدش أنا يعني بقول لو خلعت من الصعيد بيت أخوك أولى بيك..
نهض عن مقعده ليقترب منه فتراجع حازم بخوف مصطنع: صلى على النبي يا نمر الكلام أخد وعطى..
جذبه ليقف أمامه قائلاٍ بنبرة ساخرة: وأنا يوم ما أهرب مش هلاقي غيرك أنت يا خفيف!.

تعالت ضحكات رهف قائلة بصعوبة بالحديث: طب يا جماعة أطلع أريح فوق شوية لما تخلصوا نقاش..
حازم بخوف مصطنع: لا يا رورو متسبناش الله يكرمك..
أشارت له بخفة وهى تصعد الدرج: تشاو يا بيبي..
تطلع لها حتى تخفت من أمام عيناه فقال بصدمة: واطية..
رمقه أدهم بنظرة مميتة ثم تركه ليسقط على المقعد ليجلس هو الأخر بجدية: زين فين؟
سعل قليلا وهو يحاول التنفس: أخد همس وأختفى للعشق المبجل..

صاح بغضب: كل واحد فيكم عايشلي الدور وفاكر نفسه روميو وسايبن الحيوان دا يستغل غياب حضراتكم...
جلس بأستقامة وقال بجدية: ليه أيه الا حصل؟
قص عليه أدهم ما حاول فعله ليقضي على الأسهم التابعة إليهم ولكن كان نصيبه ضربة النمر القاضية...
حازم بصدمة وزهول: عملت كل دا وأنت مكانك؟
رمقه بنظرة ثابتة ثم قال بهدوء: قولتلك ورقته الأخيرة بأيدى وكدا خلاص أعتبره أنتهى بعد ما خسر كل أملاكه..

إبتسم بأعجاب: طول عمرك ذكي وبتعرف تلعبها صح..
أكتفى ببسمة بسيطة ونهض قائلاٍ بسخرية: طب براحة لأتغر..
وتوجه للخروج فأتبعه قائلاٍ بغضب: أنت لحقت؟
رفع يديه على كتفيه: معلش لسه راجع حالا حتى مدخلتش البيت قولت أوصل رهف الأول دي كانت هتموت وترجع...
حازم بخجل: مش عارف أشكرك أزاي يا أدهم؟
ضيق عيناه بغضب: قولتلك مفيش بينا الكلام دا، وأشار إليه بذراعيه: أشوفك بكرا، سلام..

أشار الأخر له فغادر أدهم عائداً للمنزل...

بمنزل طلعت المنياوي ..
تمددت مكة وغادة على الأريكة بعناء السفر طويلاٍ فولج يوسف وضياء ليجلس كلا منهم لتناول الطعام فتطلع ضياء لغادة بسخرية: أنتِ كنتِ بأمريكا!.
تعالت الضحكات بينهم فرمقته بضيق: كدا ماشي يا ضياء دا بدل ما تقولي حمدلله على السلامة يا حبيبتي وأ...
قطعت باقي كلماتها حينما جذبها أخيها من ملابسها كالمتهم قائلاٍ بغضب مكبوت: أنا الا هقولك يا حبيبتي ويا قلبي ويا كل الدلعات الا بالكون..

إبتلعت ريقها برعب قائلة بأبتسامة واسعة: أسمع بس يا حودة دانا كنت بهزر معاه أه والنعمة..
تعالت ضحكات ياسمين وجيانا ليلكمها بخفة: وتهزري ليه من الأساس هو كان من عيلتك!.
وقف ضياء لجواره قائلاٍ بسخرية: لا أبن الجيران ياخويا ثم أنك تجرأ على أنك تكلم خطيبتي كدا أزاي؟!
رمقه أحمد بنظرة طويلة ثم جذبه قائلاٍ بتسلية: تصدق بقالي كتير مدخلتش فى خناقات من إياهم وأنت طلعتلي فى البخت..

تعالت ضحكات يوسف ليصرخ به ضياء بغضب: بتضحك على أيه الله يخربيتك ألحقني...
أكمل تناول طعامه غير عابئ به ليصرخ به بغضب: من واجبك كظباط شرطة محترم تحمي الشعب وأنا فرد من الشعب دا..
ياسمين بصعوبة بالحديث من الضحك: تصدق أقتنعت..
جيانا: ساعده يا جو بدل ما تتقلب جنازة هنا..
أسرع إليه بملل: أحنا لسه راجعين من سفر ساعات يعني المفروض نرتاح مش نتشاكل!.

تطلع له أحمد بتفكير ثم تركه قائلاٍ بتأييد: تصدق أنك أول مرة تقول حاجة صح أنا فعلا حاسس أنى همدان كدا..
ضياء بسخرية: هو أنت كنت ناسي وهو أعدلك الذاكرة ولا حاجة؟!.
رمقه بضيق وكاد أن يلكمه ليدلف عبد الرحمن بضيق: أنا عندي صداع رهيب ولو سمعت نفس حد فيكم محدش هيلوم غير نفسه..

جلس كلا منهم بأحترام فصعدت الفتيات للأعلى لتبادل ملابسهم بينما تمدد بالأسفل الشباب لينضم لهم النمر فى عودة لجو العائلة الهادئ، ساد الصمت بينهم فكلا منهم يتمدد على الأريكة، صافن الذهن بمقابلة الجد، أستمع أدهم والجميع لصوت بالحارة يعلو بالصراخ فخرج الجميع حتى الفتيات وأمهاتهم بالأعلى خرجن للشرفة لرؤية ماذا هناك؟..

حلت الدماء بعروق أحمد وعبد الرحمن والنمر حينما رأى أحد من أفراد الحارة الأثرياء يأمر رجاله بأخلاء منزل لأحد الأسر الفقيرة بالقوة فحينما وقف أبنائه لهم صاروا ضحية لكثرة العدد المهول...

أطبق أدهم على معصمه بقوة كادت بتحطيم عروقه فلم ينتظر كثيراً ليتوجه للخروج غير عابئ بما سيتلاقاه من طلعت المنياوي لحق به أحمد وعبد الرحمن بعد أن تذكر كلا منهم قسمه الحائل على حماية الضعيف ولكن تخشبت أقدامهم على الدرج حينما رأوا طلعت المنياوي يقف أمامهم بطالته الطاغية وعصاه التى تزيده وقاراً، عيناه تتوزع بين أحفاده الثلاث ليقرأ تمرد كلا منهم بنظراته الغامضة التى طالت بين مجهولا ما وواقع أخر!..

ربما حان الوقت لأشعال فتيل القنبلة المؤقتة لحرب المافيا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة