قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل التاسع عشر

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل التاسع عشر

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل التاسع عشر

صوتها تغلغل بالأعماق فشعر بأن هناك نورًا خافتًا يجذبه إليه ليحول بين ظلامه فيذكره بأن معشوقته بحاجة إليه!، فتح عيناه بضعفٍ شديد ليجد أحداً ما يسنده لسيارة الإسعاف؛ فوقف يجاهد للثبات ثم بحث عن هاتفه ليحمله ويركض مسرعاً تحت نظرات صدمة الجميع، لم يعبأ لجروح جسده العميقة؛ فكل ما يعنيه معشوقته!..

وصل للقصر بعد وقت قصير فقد أوشك على الوصول بسيارته ولكن سرعان ما انقلبت به، استند بجسده على بوابة القصر العمالقة ففتح عيناه بصعوبة وهو يبحث عن أحد من الحرس ولكنه صعق حينما وجدهم متمددون أرضًا بصورة مخيفة، لم يتأملهم كثيراً وهرع للداخل ليتخشب جسده حينما رأى دخانًا متصاعدًا من غرفته، اقترب للأمام بخطى بسيطة وعيناه تكاد تسقط من وجهه من الصدمة، ولكن سرعان ما عاد لواقعه فركض للأعلى سريعاً وصوته يعلو المكان بأكمله:.

رهف، رهف..
صعقت من تختبئ بالخارج من سماع صوته، فكانت تود التخلص منها للأبد بعد التأكد من عدم عودته بذلك الوقت، فأسرعت بالاختباء وشعلة الحقد والغيرة تشتعل أكثر من ذى قبل...
فتحت عيناها بضعف حينما استمعت لصوت أمانها فرددت بخفوت:
حا، ز، م..

ثم عادت للسعال مجددا ربما ازداد اختناقها مع اشتعال الغرفة بأكملها، تساقطت الخزانة المشتعلة بالنيران أرضا فتراجعت رهف ببكاء وضعف، فشعرت بأن جسدها قد شُلّ عن الحركة فقد استنزفت قواتها بمحاولاتها العديدة لفتح باب الغرفة المغلق من الخارج بإحكام...

وقف أمام الغرفة بصدمة وخوف يزداد مع طرب قلبه حينما تولج فكرة حدوث السوء لها، رفع يديه يشد من خصلات شعره المتمردة على عينيه وهو يجاهد الحديث بخوف فيخشى عدم إجابتها له فحينها سيلقى بذاته بداخل تلك النيران المشتعلة، وقف خلف الباب قائلاٍ برعب: رهف
استمع لصوت أنينها فأسرع بتحطيم باب الغرفة الذي خر أمامه مسرعاً رغم ما به من إصابات ولكن قلبه سيطعن أن حدث لملكته سوءاً...

سقط الباب أرضًا ليقابله الدخان المتصاعد فسعل هو الآخر بقوة ليجاهد لفتح عينيه، والبحث عنها فأسرع إليها حينما وجدها تحتمي أرضًا بالطاولة والضعف يشدو على قسمات وجهها، جذبها لأحضانه بقوة ودمعه يسيل بتمرد فأغلق عيناه بقوة ويديه تشدد من احتضانه ولكن سرعان ما تحاول حينما ازدادت النيران بالاشتعال فسقطت محتويات الغرفة بقوة ليدفشها سريعاً بيديه ثم حملها وخرج من الغرفة سريعاً...

بالصعيد...
جلسوا جميعاً على المائدة العمالقة التى يترأسها كبير الدهاشنة فزاع، نظراته تطوف أحفاده بصمت وبالأخص النمر...
جذب فهد زين قائلاٍ وعيناه تتفحص النمر: طب بزمتك يا زين مش الجلباب على أدهم هيأكل حتة
رمقه بنظرات محتقنة فكبت زين ضحكاته قائلاٍ بلهجة صعدية مصطنعة: حتة بس ده ه...
إبتلع باقى كلماته حينما أزدادت نظرات النمر بالحدة فكبت فهد ضحكاته وتناول طعامه بصمت يحفل على الجميع بوجود فزاع...

تطلع أحمد للجميع بتعجب ثم همس لعمر قائلاٍ بزهول: أنا عرفت جو الأكشن الا عندنا في البيت دا منين؟
إبتسم عمر قائلاٍ بسخرية: ممتد من الجذوع يا خفيف..
تطلع سليم لفزاع بخوف ثم أقترب منهم برأسه قائلاٍ بحذم: خف أنت وهو لا نتعلق جمب التور الا بره
طاف السكون مرة أخرى حينما أنهى الكبير طعامه فتطلع للنمر قائلاٍ بثبات يلاحقه: خلص وكل وحصلني يا أدهم.

أشار له بهدوء فغادر فزاع للقاعة بأنتظاره، جذب زين أدهم قائلاٍ بفضول: هموت وأعرف الا بينك وبين عمي؟
رمقه بنظرة غضب ثم دفش ذراعيه بعيداً عنه ليتبعه بنفس خطاه غير عابئ بهم...
عبد الرحمن بسخرية: يبقى هتموت وتدفن ومش هتعرف سر النمر
عمر بتأييد: وأنا بقول كدا برضو مأحنا عندنا زميله ياخويا..
تطلعوا جميعاً للفهد فتناول طعامه ببرود وبسمة خبث تزين وجهه!.
بداخل القاعة...

جلس أدهم على المقعد المقابل لفزاع بأنتظار ما سيقوله فقطع صمته الطويل قائلاٍ بهدوء: أنى خابر زين يا ولدي بالحقيقة وعارف أن طلعت أتسرع بقراره بس زي ما كنت بشجعك لأنك كنت على حق هقف ضدك المرادي..

ضيق أدهم عيناه بعدم فهم فأكمل فزاع بهيبته الطاغية: لما صرحتني وأنى بالبندر عن الا بتعمله أنت وولاد عمك شجعتك ووجفت جانبك لكن دلوجت بجى فيه خطر عليك أنت وهما وده الا مش هسمح بيه أبداً الراجل الا أنت عملت معاه عداوة خرج من السجن وعرف أنك أنت الا عملت فيه إكده وكانت البداية الا حوصل لكن الا جاي يا ولدى كبير وجدك مش هيسمح بيه..

أنتظر النمر حتى أنهى حديثه فقال بثبات ووقار له: كل الا حضرتك بتقوله مظبوط بس أنا متعمدتش أكشف هوايتي لحد الا حصل مكنش مقصود أما الزفت دا فلا عمله حسابه عسير.

نهض فزاع عن مقعده قائلاٍ بغضب: لع يا أدهم الحساب العسير دا مش بيولد غير الكرهية والأنتجام يا ولدي وده هيكون فى أجرب الناس ليك عشان إكده أنى الا طلبت من طلعت أنه يجبك أهنه لحد ما رجالتنا يوصلوا للحيوان ده مدام أتعرضلكم مرة يبجا ناوي على الأذية..
صعق أدهم مما يستمع إليه فأقترب منه قائلاٍ بستغراب: يعني جدي كان عارف من البداية!

إبتسم الكبير قائلاٍ بمكر: يكش تكون فاكر نفسك النمر علينا أحنا قمان لا فوج إكده وشوف أحنا كبار بالسن والعقل
جلس على المقعد ببسمة أعجاب على ما فعله فزاع من بداية الأمر حتى لا يكشف أمر جده!، فذاك الرجل فطين للغاية فكيف له خداع أدهم وطلعت المنياوي بذات الوقت!.

أقترب منه فزاع ليجلس على الأريكة المجاورة له قائلاٍ بثبات بلهجة تلحق به: أسمع يا ولدى الراجل ده ناوي على الشر لما خبر جدك على التلفون أنكم المافيا اللي رهبة الحارة بس جدك كان عارف من البداية وبالعكس كان فخور بيكم وبيراقبكم من بعيد من إهنه غضبه زاد لما ظن أنكم كشفتوا هوايتكم وخوفه قمان زاد عليكم أني جولتله يطمن وأني هتابع الموضوع عشان إكده كلمته وحذرته بأن الراجل ده خرج من السجن وخبرته أنه يجبكم أهنه بالصعيد لحد ما نتحصل عليه وساعتها مهيكفناش فيه رجبته...

تعبيرات وجهه كانت كافيلة بنقل صدمته مما كان يحدث وهو لم يشعر بالأمر فلاطالما ظن أنه ذكي للغاية ولكن ما فعله الجد وكبير الدهاشنه نقطة حاسمة لهم...
أنتبه لوجود فهد بالغرفة فأقترب منهم قائلاٍ بهدوء: الخوف أنه يأذي حد من العيلة يا أدهم فأنا بقترح أن الحاج طلعت والعيلة يجوا هنا فى البيت لحد ما الرجالة يوصلوا للراجل دا.

صدمة أخرى لأدهم معرفة فهد بالأمر ولكنه بقى ثابتٍ للنهاية، أستدار فزاع بوجهه لفهد قائلاٍ بغضب: خبرتك جبل سابق ما تتحدتش بلهجة ولاد البندر مش جادر تنسى أنك درست هناك يا كبير الدهاشنة!.
كبت ضحكاته ببسمة بسيطة ثم أنحتى يقبل يديه قائلاٍ بمحبة وبعض الضيق: كبير الدهاشنة واحد بس يا جدي.

رفع يديه على رأسه قائلاٍ بمجهول يطوفه: مش هعيش العمر كله يا ولدي عشان إكده لازمن تكون واعى وتأخد تار أبوك وعمك من الا جتلهم، الدهاشنه كلتها متحبش كبيرها ضعيف وأنت كبيرهم من دلوجت.

نهض فهد وعيناه تكبت الغضب والجحيم لمن قتل والده وعمه نعم يعلم بأن هناك الكثير من العداء لعائلته ولكن بعد أن قُتل أبيه عليه الثأر لا يعلم بأنه سيخطئ بالأنتقام من الشخص الخاطئ وسيفرض عليه الزواج من زوجته والتكافل بأبنه الرضيع ولكن ماذا لو هناك لغزاً خفى بين هذا الأنتقام!.

نهض النمر عن مقعده ثم تقدم ليقف جوار فزاع قائلاٍ بضيق: بعد الشر عليك يا عمي أطمن مدام أنا هنا هساند فهد وهكون معاه لأخر نفس فيا..
نهض فزاع وطرق الأرض بعصاه بغضب: لع أنت لع مهتتعلمش من الا بتعمله واصل يا ولدي فوج أنت عريس وداخل على جواز بلاش عداوة هتخسرك كتير..
كاد أدهم الحديث ليقطعه بأشارة يديه قائلاٍ بحذم: التار ده ميخصكش ياولدي ده تار الدهاشنه وهما ليهم كبير، ثم أستدار برأسه لفهد: ولا أيه يا فهد؟

أشار له بوعيد قائلاٍ بنبرة مكبوتة بالآنين: من قتل يقتل...

بالأعلى...
صابرين بفرحة: أنتِ الا وحشاني أوى يا نادين وبعدين أنتِ الا مش بتسألي
رمقتها بنظرة محتقنه: هو أنا عارفة أسال على نفسي بكرا تتجوزي وتشوفي الهم من العيال أقولك خدى حور يوم واحد هتعتزلي أم الجواز من أولها..
أستندت برأسها على المقعد قائلة بهيام: مستحيل أنا وصلت معاه لمرحلة صعب تتوصف بالكلام..

ولجت راوية وريم من الخارج فأشارت لهم نادين بالصمت والأقتراب لرؤية تلك العاشقة فجلسن جوارها يتربعن بأيدهم ونظراتهم تتأملها ببسمة هادئة...
أسترسلت صابرين حديثها وملامحه ترسم أمامها بأحتراف فيرفرف القلب وتبدع الكلمات: لما بشوفه بتمنى الأيام تقصر وأكون ليه، بعشق غيرته وأسلوبه بالكلام ونظراته كل حاجة كمان بع...

قطعت باقي كلماتها بوجه متورد بعدما وجدتهم يجلسون جوارها، رفعت نادين يدها قائلة بسخرية: كملي كملي كلنا كنا كدا ياختي وبعدين قضناها أشتراكات...
لم تتمالك راوية وريم أنفسهم فأنفجروا ضاحكين لعلمهم بما تود تلك الحمقاء قوله، خرجت عن صمتها قائلة بغضب: تصدقي أنا غلطانه أنى طلعت قعدت معاكِ كنت فاكرة أنك هتفرحي بيا لكن أنتِ عايزة تعقديني فى الدنيا الا لسه مدخلتهاش..

راوية بأبتسامة هادئة: لا يا حبيبتي نادين بتهزر معاكِ خاليكِ عارفة أن حياتك هتكون بالشكل الا أنتِ ترسميه
تدخلت ريم قائلة بتأكيد: ومدام جوزك بيحبك وشاريكي يبجا هتخافي من أيه؟!.
أنكمشت ملامح وجهها بحزن فقالت بتوتر: مهو أنا معرفش أذ كان بيحبني ولا لا
نادين بصدمة: نعم يا حبيبتي؟ جوزك ومتعرفيش أزاي!، لا أنا أقوم أشوف إبني بدل ما أرتكب جناية..

وتركت الغرفة بأكملها فتطلعت صابرين لهم بخجل فهى لا تعرف سوى نادين...
ريم بأبتسامة مرحة: مالك أتخشبتي إكده أحنا مش بنأكل بنى أدمين واصل
تعالت ضحكة راوية لترفع يديها على كتفي صابرين قائلة بسخرية: أحنا كيوت خالص على عكس المتخلفة الا أنتِ مصاحبها دي ثم أنك بتتكلمي فى أمور محدش غيرنا هيفهمها دي عقدة متنقلة ممكن تعديكي.

أنفجرت ضاحكة ثم تبادلت الحديث معهم لتشعر براحة غريبة بينهم كأنها تجلس مع جيانا والفتيات!..

بمكتب حمزة...
كان منهمك بالعمل على الملفات العديدة حتى الحاسوب كان يعمل عليه بعض الوقت فأستدار برأسه للقهوة الموضوعة على مكتبه فجذبها ليرتشف منها بلهفة قائلاٍ بأمتنان: شكراً بجد كنت محتاجلها..
أخفت بسمتها خلف وشاحها الأسود قائلة بصوتٍ يكاد يكون مسموع: العفو يا فندم..

لا يعلم لما جعله صوتها الدافين لشعوراً لا يدريه أن يرفع عيناه فيرى تلك المتوجة بثوب أسود يغمرها من رأسها حتى قدميها، ظل يتراقب عيناها بستغراب فأذا كان القلب عشق لما يتأملها هكذا!، إذا كان للقلب ملكة فلم يخفق بسرعة كبيرة عن رؤية تلك الفتاة المقنعة!، ربما لا يدري بأنه بملحمة الأقنعة الخفية للعشق!.

أشاح بعيناه عنها ليجذب الأوراق من يدها ثم ختم توقيعه عليها فحملتهم وتوجهت للخروج ولكن وقفت محلها وأستدارت بأستغراب وتوتر: أسفة يا فندم بس أعتقد أن حضرتك أتلغبطت بالتوقيع..
ضيق عيناه بعدم فهم فأقتربت منه ووضعت الأوراق أمام مجدداً ليلمحها بنظرة سريعة ثم إبتسم بتلقائية: حابب أشيل يافتة أني مش حازم أنا حمزة يا بشر أعمل أيه تانى عشان أكون مميز؟!

إبتسمت بخجل ثم جمعت الأوراق وتوجهت للخروج قائلة بصوتٍ خافت: أسفة بس حضرتك الا موجود بالمكتب الغلط
إبتسم هو الأخر قائلاٍ بسخرية: حظى بقا أشيل الليلة هنا وهناك...

أزدادت بسمتها وغادرت ليظل يتراقب باب الغرفة بهيام وبسمة تزين وجهه الرجولي لينتشله من دوامته رنين هاتفه برقم أحد أصدقائه ولكن كانت تذكرة ليرى رسائل أخيه المبعوثة منذ ما يقرب لساعتين ولم ينتبه هو لها فنهض عن مكتبه سريعاً ثم هرول للقصر مسرعاً وبداخله رعبٍ يكمن بصدره...

بقصر حازم السيوفي.

خرج بها للأريكة يحاول أفاقتها فجذبها لصدره بتعبٍ شديد والدماء تنثدر من جسده بلا توقف فأخرج هاتفه وطلب المطافي سريعاً ثم توجه للمطبخ بصعوبة ليرى الخدم حالهم مشابه للحرس ليتأكد الآن شكوكه بأنها محاولة للتخلص منها، جذب المياه وخرج إليها سريعاً ينثر بضع قطرات على وجهها حتى أستجابت له فنهضت بزعر وعيناها تتفحص القاعة خوفٍ من النيران ولكنها تفاجئت بمن هوى القلب بدائه من صرخت الروح بتوق النجاة...

رفع يديه على وجهها قائلاٍ بلهفة: حبيبتي أنتِ كويسة؟
قالها سيد العشق وجروحه تنزف بغزارة!، قالها ومازالت جروح جسده لم تشفى بل تتغلغل بالآنين فلم يعبئ سوى بها!، لم يعبئ سوى بمن ملكت قلبه وجعلت ذاتها أفضل من ذاته!..

بكت بقوة وأختبأت بأحضانه فما تراه ليس بالهين تارة فقدان الجنين وتارة رؤية الموت بعيناها!، شدد من أحتضانها بقوة وأشتياق من فكرة فقدانها مع كل ثانية حارب فيها النيران فلم يعبئ بما سيتعرض له من أصابات أو موت قاتل كل ما يعنيه أن يخرجها من ذلك الجحيم مهما كلف الأمر!..
رفع حازم عيناه لمن يقف أمامه بزعر لرؤية دمائها فقال بخوف: فى أيه يا حازم؟ وأيه الا عمل فيك كدا!

خرج صوته أخيراً قائلاٍ بنبرة يأس: أنا نفسي معرفش فى أيه؟ بس كل الا أعرفه أن الا بيحصل دا مقصود يا حمزة..
جذب الهاتف يتحدث مع الطبيب قائلاٍ بتوعد: كله من الكلب دا وقسمن بالله ما هسيبه
هبطت من على الدرج متصنعة الدهشة والزهول فقالت بخوف ولهفة مصطنع: رهف! أيه الا عمل فيكِ كدا؟
بدأ الشك بأبداء رأيه على حازم فنهض عن الأريكة ليضع رهف بهدوء فتمددت وأنصاعت له ثم تقدم ليقف أمامها قائلاٍ بثبات: كنتِ فين؟

أجابته سريعاً: كنت نايمة فى أوضتي ولسه صاحية حالاٍ
رفع يديه أمام صدره بسخرية: ياااه يعني كل الا حصل دا ومصحتيش!
تطلع لها حمزة بزهول فأسرعت بالحديث قائلة بأرتباك: تقصد أيه؟
بدا الغضب على ملامحه ولكن ألتزم بسكونه المعتاد: يعني صراخ رهف والا حصل هنا دا مصحاش حضرتك؟!
قاطعته بحديث مسرع: أنا نومي تقيل فأكيد مش هسمحها وأسيبها تموت يعني!

أقترب منهم حمزة بطوفها بذراعيه قائلاٍ لأخيه ببعض الضيق: فى أيه يا حازم أكيد مسمعتش الا حصل
ضيق عيناه بسخرية غير عابئ بأخيه: نفترض أن نومك تقيل فعلاٍ ريحة الدخان مكنش ليها تأثير عليكِ؟
صرخت بدموع مصطنعة: أنت عايز توصل لأيه يا حازم؟
عل صوته بنفس لهجتها: للحقيقة فى محاولة قتل حصلت هنا والمقصودة منها رهف بالأخص
حمزة بهدوء: أهدا يا حازم أنت عارف كويس أننا مهددين بالقتل.

قاطعه بحدة: أديك قولتها كلنا مهددين بالقتل مش رهف لوحدها ثم أيه دخليها بالموضوع دا!
حمزة بستغراب: أنت عايز تقول أيه يا حازم؟
صاح بغضب: عايز أقول أن الا حاول يقتل كان قاصد رهف بدليل أن الأوضة الا كانت موجودة فيها هى الا كانت ولعة لكن القصر عادى
راتيل بتوتر: جايز صدفة
رمقها بنظرة سخرية: والا حصل للحرس والخدم برضو صدفة! وصدفة كمان أنك مفقدتيش وعيك زيهم!..
صرخت ببكاء به: أنت بتتهمني بقتل رهف!

بقى صامتٍ وعيناه تراقبها كالصقر يتفحص ما كان مغيب عنه منذ سنوات يكتشفه بنظراته المتفحصة، أسرع إليها حمزة قائلاٍ بهدوء: لا طبعاً حازم ميقصدش كدا
: لا أقصد كل حرف يا حمزة
قالها بكلمات كالسهام كأنه أعلن ناقوس الحرب على تلك الفتاة، نهضت رهف قائلة بغضب وصعوبة بالحديث: أيه الا بتقوله دا يا حازم أنت أتجننت!

أستغلت راتيل ما يحدث فبكت بصوتٍ مرتفع وهى تتجه للخروج قائلة بحزن وكسرة مصطنعة: أنا لا يمكن أقعد هنا ثانية واحدة بعد ما شكيت فيا!
لحق بها حمزة والغضب يعتلى عيناه قائلاٍ بصوتٍ كالسهام: مش لوحدك يا راتيل رجلي على رجلك..

وبالفعل جذبها وتوجه للخروج وبقى حازم ثابتٍ محله يتطلع لهم بغموض لتسرع إليه رهف ببكاء: أيه الا بتعمله دا يا حازم فوق هى هتقلتني ليه الا حصل دا قضاء ربنا والحمد لله أنك جيت بالوقت المناسب
لم يستمع لحديثها فكان يحسم قراره بأنقاذ أخيه من تلك الأفعى لا لن يتركه يفترق عنه مجدداً حتى وأن تطلب الأمر محاربة تلك اللعينة بعد أن كشفها...
: أستنا يا حمزة..

قالها وعيناه تشع بمجهول فأقترب منهم وخطاه غامضة كحال ما ينصبه للأيقاع بها ففي النهاية هى من أعلنت دفوف حربٍ خاسرة أمام دهاء حازم السيوفي!.
وقف أمامهم بشموخ ونظراته تطوف بهم ثم قال بنبرته الثابتة: بعتذر منك يا راتيل الا حصل أثر عليا مش عارفة قولت كدا أزاي أنا فعلا محتاج أرتاح بعد الحادث الا عملته..
نطقت بلهفة كانت سببٍ لتعجب الجميع: حادث! طب أرتاح.

ثم أستدارت لحمزة قائلة بخوف وتوتر: أطلب دكتور فوراً..
ضيق عيناه بستغراب ولكنه قال بهدوء: زمانه على وصول..
أقتربت منه رهف بدموع: مكالمتي ليك السبب..
رفع يديه ببسمة رسمها بعد صدمته بحقيقة ما تكنه له راتيل قائلاٍ بثبات ونبرته العاشقة: لا يا حبيبتي دا قضاء ربنا ولا أيه؟

إبتسمت على تقليد نبرتها بالحديث فأحتضنته بخوف من القادم، رفع عيناه سريعاً ليرى شعلة الغيرة والحقد بعيناه فعلم الآن ما دافع الأنتقام الكامن بداخل منزله فرفع يديه يشدد من أحتضانها بخوف من ما سترتكبه تلك اللعينة للتخلص منها لا عليه أبعادها عن القصر حتى تكون بمأمن وأين الآمان أن لم يكن بمنزل فزاع الدهشان!.

جلست بشرفتها تبكى بدموع حارقة وهى تتمسك بالهاتف بلهفة أنطفأت مع طول الأنتظار فقالت بصوتٍ متقطع بالدموع: كدا يا أدهم أهون عليك!.
كأنه كان لجوارها وأستمع لها، كأن قلبه نقل لها آنينها ليصدح هاتفها بأسمه فأزاحت الدمعات سريعاً ثم جذبته قائلة بلهفة: أدهم..
أغمض عيناه بقوة لتحمل أشتياق سماع أسمه من صوتها الحنون فخرج صوته الهامس لمن يغفل جواره بالفراش: نبض قلب أدهم وروحه..

تلون وجهها بالخجل فأسرعت بالعتاب: كدا متسألش عليا ولا حتى ترد على تلفوناتي!
أجابها بثبات ولهجة ثابتة: غصب عني يا جيانا كنت قاعد مع الشباب طول اليوم متنسيش أنى مجتش هنا غير مرتين تلاته وأنا صغير
إبتسمت قائلة بتوق: أيوا عارفة بس أنا لسه فاكرة المكان عندك والزرع بجد حاجة جنان..
: وحشتيني
قالها دون دافع أو الأستماع لما قالته فأبتسمت وهى تحاول أخفاء وجهها ظنٍ بأنه يراها!..

إبتسم النمر بخبث: شيلي أيدك أكيد أنا مش جانبك عشان أشوفك!.
صعقت للغاية فنهضت عن الأريكة تبحث عنه بالغرفة لتتعالى ضحكاته الفتاكة، فجلست بتذمر: أنت ليه بتحب تديقني!
إبتسم قائلا بسخرية: يمكن عشان بحبك مثلاٍ..
تطلعت للهاتف بغضب ثم صاحت بضيق: الا بيحب حد مش بيزعله يا حضرت
تعالت ضحكاته قائلا بثبات: خلاص هصلحك بخبر هيسعدك
صاحت بلهفة: هترجع!
إبتسم هامسٍ بعشق: هو أنا لحقت أوحشك! ثم أن فترة العقاب شهر كامل.

تلون الحزن على وجهها قائلة ببكاء: يبقى مفيش حاجة هتسعدني من الا عايز تقولها
خفق قلبه لبكائها: لا فى أنك تجيلي هنا مثلا
صاحت بسعادة جنونية: بجد يا أدهم؟
صمت قليلا وعيناه مغلقة يتلذذ بأسمه النابع بين طرب عشقه قائلا بنبرة تحمل حذم النمر: وأنا من أمته هزرت معاكِ..
إبتسمت بسعادة: طب أمته؟
لمعت عيناه بالمكر: لما تحسى أنك نفسك تشوفيني
وأغلق الهاتف فتأملته بعدم تصديق ثم صاحت بغضب: مفيش فايدة فيك.

ثم إبتسمت لتذكرها كلماته لتلقى بذاتها على الفراش بسعادة...
أما هو فوضع الهاتف لجواره ثم أغلق الضوء وتمدد لجوار أحمد الذي همس بغضب: أه لو أنا الا عملت كدا كان زماني متعلق أنما هو يكلم أختى ويعاكسها وأنا جانبه وعادي كدا يا بجاحتك يا أخي!..
جذب الغطاء قائلاٍ بخبث: بتقول حاجة يا زفت؟
أسرع بالحديث: حبيبي أنا أقدر!
ثم أغلق عيناه بغضب وتوعد له فأبتسم النمر وطاف بنومٍ محفز بصوت معشوقته...

بغرفة فهد..
كان يقف بالشرفة والغضب بادي على وجهه بعدما توصل لمن تسبب بقتل أبيه فحسم أمره بقتل هذا المعتوه فربما لا يعلم بأنه يسلك دربٍ رسم له للأيقاع بأشباك تلك اللعينة التى تريد الولوج لعائلة الدهاشنة وبالأخص الفوز بكبيرها فهد الدهشان فربما هناك أسرار غامضة وقلوب ستحطم برابط الغيرة والحقد وقلب عاشق ليستحوذ على العقبات ليطوف سحابة العشق بين قلوب مصيرها مختوم بختام خاص بالعشق..

هل حان وقت كشف الأقنعة؟.
همس، مصير محتوم عليها دبر لها منذ أعوام وقد حانت اللحظة للتنفيذ فهل سيسطيع زين التصدى لبئر عميق للغاية قد ينتزع قلبه وحبه؟!.
هل ستصمد راوية امام المجهول؟
ماذا هناك للنمر ومعشوقته وهل سيتمكن من المحاربة بمفرده؟!
مصير مجهول لكل ثنائي ويتواجب علي الطرف الأقوى المحاربة لاخر رمق به فهل ستمحى أثر المجهول...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة