قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الأول

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الأول

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الأول

هبطت مسرعة إلى الأسفل حتى تعاون زوجات عمها ووالدتها بتحضير مائدة الأفطار قبل آذان المغرب بعدما أحضرت المشروبات من الشقة الخاصة بهم، حملتهم وخطت الدرج بخطوات أشبه للركض حتى تعثرت بالجلباب الأبيض الطويل وكادت السقوط لتجد يد أقرب لها من الأصطدام بالدرج...

رفعت عيناها بخوف وهى تحمل المشروبات بتمسك حتى لا تتحطم على أمل شكر من أنقذها بالسقوط فهى تعلم أنه من المؤكد أحد أبناء أعمامها ولكن لم تعلم بأنه صاحب العينان القرمزية، من يملك سحراً يفيض بها ضربات قلبها وتكسو وجهها حمرة خجل لا منتهي..
تأملها بأبتسامة مكر: فى حد يجري على السلم كدا؟
جاهدت ياسمين لخروج الكلمات بعدما أستقامت بوقفتها: المغرب قرب يآذن ومرات عمي طلبت العصير ف...

قاطعها أحمد حينما رفع يديه لتكف عن الحديث قائلا بخبث وهو يحمل عنها الأكواب: شكلى مضطر أساعدك
وحملهم وهبط أخر درجة مستدير لها بغمزة عيناه الساحرة: متاخديش على كدا
وتركها تكاد تقتل خجلا وهبط للأسفل، عدلت حجابها بأرتباك وأكملت الهبوط للأسفل هى الأخري...
بالأسفل...

الهدوء مخيف على المكان بأكمله فذاك قانون طلعت المنياوى المحبب، الصمت الحليف بينهم بالغرفة المخصصة لأستقبال الضيوف كان يجلس بجلبابه الأسود وعماته البيضاء، يحمل بيديه عصاه الأنبوسية التى تزيده وقاراً وأحترام فهو من أصول صعدية حتى طباعه ممتدة لهم، على يمينه كان يجلس إبنه الأكبر محمد المنياوى ولجواره إبنه الأوسط إبراهيم وعلى يساره كان يجلس إبنه الأصغر إسماعيل بأنتظار أنضمام الآذان لتناول الطعام...

هبط المشاكس من الأعلى يتأمل المكان بتفحص فهدءت أنفاسه حينما وجده خالى من جده المهيب ليتفاجئ بياسمين تدلف خلفه، أقترب منها قائلا بأبتسامة واسعة وعيناه تتراقب الدرج: بت يا ياسمين مشفتيش غادة..
رمقته بنظرة ضيق: لا مشفتش حد
وتركته وتوجهت للمطبخ فلوى فمه بتهكم: بتتكلم كدليه البت دي؟
ثم جلس على الأريكة المقابلة للدرج قائلا بعدم مبالة: أقعد أستناها بنفسي..

بالمطبخ..
أنهت نجلاء أعداد الطعام بمساعدة ريهام وسلوى قائلة بأبتسامة هادئة حينما رأت أحمد بالمشروبات: عنك يا حبيبي، تعبناك معانا
إبتسم أحمد لتطل جانب وسامته المعهودة: لا تعب ولا حاجة سا مرات عمي
سلوى بستغراب: مش ياسمين طلعت تجيبهم؟
قاطعتها ريهام بخبث لعلمها ما بقلب إبنها: ممكن أحمد محبش يتعبها
رسم الجدية المصطنعه: أنا قبلتها على السلم بالصدفة فقولت أساعد يعنى..

سلوى بأبتسامة مكر لريهام: طول عمرك شهم يا أحمد
رمقتهم نجلاء بغضب ثم وضعت يديها على كتفيه: طيب يا حبيبي أطلع صحى أدهم عشان المغرب قرب يآذن وأنت عارف جدك لو حد أتاخر بيعمل مشاكل
أحمد بتفكير: أدهم! ربنا يستر
كبتت ضحكاتها فهى تعلم بخطورة ذاك العمل الشاق فتركها أحمد وتوجه للصعود للأعلى، ليتفاجئ بأبن عمه يجلس على الأريكة ويراقب الدرج بتلهف، أقترب منه قائلا بستغراب: أنت قاعد كدليه يا زفت؟

أشار له بلا مبالة: وأنت مالك يا عم
جذبه أحمد من تلباب قميصه بغضب: قولتلك ألف مرة أحترمني عشان مزعلكش
إبتلع ريقه برعب وهو يتأمل عضلات جسده المثير ليسرع بالحديث: مستنى المزة بتاعتي يا عم
تلونت عين أحمد بشرارة مميتة قائلا بصوتٍ يشبه هلاك موته: أنت بتعاكس أختى أدامي يا حيوان؟
حاول تحرر نفسه من بين براثين الذئب قائلا بأحترامٍ زائف: مهى خطيبتي برضو يا أحمد
لكمه بغضب: أديك قولتها خطيبتك يعنى مبقتش مراتك!

حاول ضياء كبت صراخاته قائلا بهمس مؤلم: أهدا يا أحمد الله يخربيتك جدك هيسمعنا وهنتنفخ أنا وأنت..
أحمد بعصبية ؛ هو أنت لسه شوفت نفخ دانا هسوحك
ضياء بسخرية: أتفخس علي ألفاظك فى محامي محترم يقول هسوحك!
على الجهة الأخري هبط ذو الطالة الساحرة من الأعلى ليفق كعادته على صوت مشاجرات أبناء العم المعتادة ولكنه صعق حينما وجده أحمد بذاته! فهرول سريعاً ليحيل بينهم..
عبد الرحمن بستغراب: فى أيه يا أحمد؟

جذبه ضياء ليتخبئ خلف جسده العريض قائلا برعب: ألحقني يا عبد الرحمن إبن عمك أتجنن
أحمد بسخرية: جنان! هو أنت لسه شوفت حاجة؟!
إبتلع ريقه برعب ليحيل بينهم عبد الرحمن قائلا بهدوء: أهدا بس وفهمني فيه أيه؟
أحمد بضيق: الحيوان دا بيعاكس أختى وأنا واقف
ضياء بهمس: خطيبتي يا جدع
كبت عبد الرحمن ضحكاته بصعوبة لعلمه ما بأحمد فأشار لضياء قائلا بحذم مصطنع: أمشى من هنا دلوقتي يالا.

أشار له بتأييد وغادر على الفور فأقترب منه عبد الرحمن قائلا بخبث: هو دا الا ضايقك برضو!
حاول أحمد التهرب من نظرات رفيق الدرب ولكن لم يستطيع فزفر بغضب: يووه مأنا هتجنن يا عبد الرحمن، بقا أحنا كبار أحفاده يرفض أننا نخطب حتى والزفت الا لسه بيدرس دا يخطبله كدا!

تعالت ضحكات عبد الرحمن بعدم تصديق فرمقه أحمد بضيق وأوشك على الرحيل ليجذبه سريعاً: طب خلاص متزعلش وبعدين يا عم أنا أخوها الكبير وبقولك مش هديها لحد غيرك..
صدم أحمد قائلا بستغراب: عرفت منين أنى حاطط عيني على أختك؟!
لكمه على صدره بخفة: هو أنا بس الا عارف دي الحارة كلها
همس أحمد بصدمة: هو أنا مفضوح أوى كدا!
إبتسم بتأكيد: جداً وبذات للنمر
إبتلع ريقه برعب: أدهم!

أشار له بتأكيد ليكمل الأخر بمبرر: ما يعرف هو أنا حبيت أخته مثلا
تعالت ضحكات عبد الرحمن: متقدرش مكة خط أحمر لكل العيلة
ثم تراقب الطريق ليهمس له بخفوت: بس فى حرب جاية قريب وبينى وبينك أنا فرحان فرح
ضيق عيناه بعدم فهم ليكمل الأخر بسعادة: الواد يوسف أخويا حاطط عينه عليها وأنت عارف بقا الا يوقع مع النمر
رمقه أحمد بغضب: ساعات بحس أن الواد دا مش أخوك يالا.

عبد الرحمن بتأكيد ؛ مهو فعلا كدا مشفتش خلقة أهله دا الا بالأخبار المنيلة بنيلة
: كلم جدك يا عبد الرحمن
قالها يوسف بعدما خرج من القاعة الخارجية للمنزل فأنكمشت ملامح عبد الرحمن قائلا بغضبٍ جامح: شوفت صدقتنى بقاااا
يوسف بستغراب: صدق أيه؟ أنتوا جايبن سيرتي!
تعالت ضحكات أحمد حتى أحمرت عيناه ليزفر عبد الرحمن بغضب: أخفى يالا من وشي
يوسف بسخرية: وأنا الا طايق أبص فى خلقتك أوى.

وتركه بعدما رمقه بنظرة محتقنه، أما هو فظل يفكر كثيراً بخوف عما يريده به طلعت المنياوي!..
استغل أحمد شروده وتسلل للدرج ليسرع له قائلا بضيق: أنت رايح فين وسايبني بيقولك طلعت المنياوي عايزني بره!
أحمد بهدوء مصطنع ؛ كنت معاك على فكرة
عبد الرحمن بسخرية: يا راجل وأنا أقول شبح، ثم صرخ بغضب: بقولك أيه أنا لو وقعت مش هقع لوحدي هقر عليكم ونخلى المنياوي بقا يعرف مين مافيا الحي الشعبي.

صعق أحمد وكمم فم عبد الرحمن سريعاً قائلا برعب: الله يخربيتك متروح تعترفله أحسن هو حد كان قالك أنه عرف حاجة؟
دفشه بعيداً عنه قائلا بغضب: أمال عايزني بره ليه ياخويا دا محدش مننا دخل القاعة دا عمره!
أحمد بضيق: وأنا أيش عرفني ما تروح تشوف
قاطعه بحدة: قصدك نروح رجلي على رجلك أه
أحمد بغضب: يابني أنا طالع فى مهمة أصعب هصحى النمر أقصد ادهم
عبد الرحمن بتصميم: الا عندي قولته أنا مش مستعد أتربط فى الحارة لوحدي.

ضيق عيناه بغضب: ماشي ياخويا أدامي..
وبالفعل توجه معه للخارج ليجد شقيقته تهبط للأسفل فأشار لها قائلا بخبث: جيانا
أنتبهت له وهى تتجه للمطبخ فأقتربت منه بأبتسامة هادئة: أيوا يا أحمد
أحمد بأبتسامة واسعة ؛ كنت عايزك فى خدمة
أجابته بأبتسامة جميلة: عارفة وعملتهولك باللبن زي ما تحب
أحمد بستغراب: هو أيه؟
جيانا: التمر
قاطعها بسخرية: لا مهمة أصعب.

تأملته بحيرة من أمرها ليكمل هو: أطلعي شقة عمو محمد ورني الجرس بس أوعي تسبيه غير لما تلاقي أدهم أدامك فهمتي؟
اشارت له بالنفي قائلة بخوف: لا أنا مش مجنونة
أقترب منها قائلا بمرح: يا بت متخافيش أدهم مش بيمد أيده على بنات
جيانا بخوف: متأكد؟
أشار لها بتأكيد فجذبه عبد الرحمن بغصب: يالا يا خويا
فغادر معه وتوجهت جيانا للأعلى برعب حقيقي
. لا تعلم بأنها صاحبة زمام قلب الأدهم.

بالخارج...
كان يجلس طلعت المنياوى وسط أبنائه الثلاث فدلف عبد الرحمن وأحمد بخوف بدا على ملامح وجوههم..
رفع رأسه لهم بصمت مشيراً بيديه على الأريكة ليجلس كلا منهم وعيناهم على والدهم لعلهم يتمكنون من معرفة الأمر، أشار إبراهيم بعيناه لأحمد بعدم معرفته بالأمر وكذلك فعل إسماعيل لأبنه فخرج صوت طلعت المنياوى المزلزل: محدش يعرف أني عايزك فى أيه
أرتعب كلا منهم ليكمل بسخرية: بتتحما فى ولد عمك إياك.

خرج صوت عبد الرحمن وعيناه أرضاً: العفو يا جدي أنا..
قاطعه بحذم: أسمع يا ولدى أني خليتك تبقا دكتور عشان تفيد الناس كلتها
رفع عيناه له قائلا بأحترام: ودا الا بيحصل يا جدى
قاطعه بحدة: متجطعنيش
وضع عيناه أرضاً ليكمل طلعت بثبات: الأوضة الا على الشارع هفتحهالك مستوصف أصغير إكده تكشف بيه على أهل الحارة بعد ما ترجع من المستشفي من غير ولا مليم.

إبتسم عبد الرحمن بتأييد: أنا كان نفسي أعمل كدا وكنت منتظر أفاتح حضرتك بالموضوع بس الأجهزة هتحتاج مبلغ ك..
قاطعه بحذم: أني هتكفل بكل المصاريف
إبراهيم بسعادة: ربنا يخليك لينا يا حاج
أحمد بفرحة وهو يضع يديه على كتفي عبد الرحمن: ربنا يجزيك خير يا عبد الرحمن.

إبتسم له برضا ليقطعهم الصوت الناهي قائلا بعيناه المخيفة: وأنت أني بديك تحذير جدام أبوك وعمامك لو يوم جالي شكوى منك أنك أترفعت عن جضية ضد واحد مظلوم هتشوف منى الا عمرك ما شوفته
: محصلش ومش هيحصل يا جدي
قالها بحزن على حديثه الجاف معه ليترك القاعة قائلا بأحترام وعيناه ارضاً: عن أذن حضرتك
أشار له بيديه ليغادر القاعة بصمت...

بالأعلى...
رفعت يدها تلامس الجرس الخارجي بتردد أنهته حينما تفذت ما قاله أحمد فضغطت عليه بقوة وخوف بآنٍ واحد وبالفعل ما هو الا ثواني معدودة حتى وجدته يقف أمامها بعيناه الذى أزاح غضبه رنيم الأحشاب الخضراء فبدا مخيفٍ للغاية..
تراجعت للخلف برعبٍ فمن يقف أمامها هو نمر عيناه قابضة للأرواح!.

هدءت ملامحه حينما رأها تقف أمامه، ملامحها الحاضنة للخوف كانت بمثابة مهدء له، عادة عيناه لسحرهم الخالد، سحراً فتك به ضحايا الأدهم، بقى ثابتاً كطباعه الهائمة يتأملها بهدوءٍ تام، كسى وجهها حمرة الخجل بعدما رأته يقف أمامها عاري الصدر، أخفضت عيناها أرضاً وغادرت للأسفل سريعاً فأغلق الباب وولج للداخل بشبح إبتسامة ظهرت على وجهه الجادي، توجه لغرفته لتصرخ به مشاكسته الصغيرة: أيه دا؟! مش قولنا ألف مرة عايش معاك بنات!

أستدر لها الأدهم قائلا بسخرية: فين دول؟!
أرتدت مكة نظراتها الطبية بغضب: أنا مش مالية عينك يا حضرت ولا أيه؟
ضيق عيناه بتفكير ثم قال بثبات: لا واضح أن أنا الا محتاج أملي عينك
صعقت وتراجعت للخلف قائلة بخوف: حقك عليا يا أدهومي دانا لوكة حبيبتك وأختك الغالية وأن كان عليا هقعد فى أوضتى وأنت خد راحتك على الأخر
رمقها بنظرة أخيرة ثم ولج لغرفته يرتدى قميصه ليهبط للأسفل...

عل صوت الآذان بالحارة بأكملها ليجتمع الجميع على المائدة بمنزل طلعت المنياوى، جلسوا جميعاً يرتشفون التمر بجو سائد بالدعاء الهامس ثم شرعوا جميعاً بتناول الطعام، على رأس المائد يجلس طلعت وعيناه تتوزع بين أحفاده بنظرات غامضة مفعمة بالراحة والسرور ليخرج صوته وعيناه على النمر: عامل ايه فى الشركة الجديدة يا بشمهندس.

رفع أدهم عيناه لجده قائلا بصوتٍ ثابت يحمل بعض الغضب بين طياته: ماشي الحال رغم أنى مكنتش أفضل أسيب شغلي لأى سبب من الأسباب
رفع محمد عيناه لأبنه سريعاً أن يبتلع كلماته حتى لا يغضب ابيه ولكن صدمهم طلعت حينما إبتسم بخفوت: مش ده صاحبك الوحيد.

خرج صوت أدهم المجاهد للثبات: صاحبي أه لكن أنا شغال مع ناس وملتزم بكلماتي مش مضطر أسيب شغلى لمجرد أن صاحبي عنده شركة أنا رفضت لما زين قالي لكن أتصدمت من موافقة حضرتك..
عل الخوف الأجواء، الجميع بتراقب لما سيحدث..

ألتزم الصمت قليلا ليخرج صوته الغامض: زين وهو زين بأخلاقه مجدرش أتاخر عليه فى طلب الا بينا مش قرابة دم وبس لع الا بينا كتير زين زيك وزي ولاد عمك بالظبط وأنى عارف كويس معزته عنديك وألتزمك بالكلمة أنى مسبتش الراجل الا لما لقيتله بشمهندس تانى مش أني الا هتعلم لسه الأصول والكل أهنه عارف مين الحاج طلعت المنياوي
وضع عيناه أرضاً قائلا بهدوء: العفو يا جدي.

رمقه عبد الرحمن بنظرة فهمها أدهم جيداً فأشار له بهدوء ثم أنهوا طعامهم لتحمل جيانا وياسمين الأطباق للداخل وقدمت مكة وغادة أطباق الحلوى للجميع...
إبتسم ضياء قائلا وعيناه تتفحص القاعة الخارجية: أيه الجمال دا؟
تطلعت له بغضب: أحترم نفسك أحنا فى رمضان
إبتسم قائلا بغرور: مهو المغرب آذن خلاص..
إبتسمت بمكر: أيه دا أحمد
ألقى بالحلوى أرضاً قائلا برعب: أيه فييين؟

تعالت ضحكاتها بخبث ثم غادرت سريعاً قبل أن يفتك بها...

جلس أدهم جوار أحمد وعبدالرحمن قائلا بهدوء وعيناه تحملها الثبات: فى أيه؟
جابت عيناه الغرفة بتفحص قائلا بصوتٍ هامس: فى حيوان أسمه الطلخاوي دا مش ناوي يجبها لبر جايب شوية رجالة وعامل فيها بلطجي بيلم فلوس من أصحاب المحلات والا يفكر يعارض بيحرق المحل وبيضربوه
أحتل الغضب عين ادهم قائلا بصوتٍ جمهوري: لسه فاكر تقول؟
أحمد بغضب: هنقول ازاي وحضرتك مقضي النهار فوق والا بيقرب من شقتكم بيتبلع.

رمقه بنظرة مميتة ثم أخرج الأيس كاب من جيب سرواله قائلا بتفكير: مفيش حل غير أننا نفضل زي ما الناس فاكرة
قاطعه احمد بسخرية: مافيا الحي الشعبي!
عبد الرحمن برعب: ربنا يستر
إبتسم ادهم بمكر وخرج معهم لينال من هذا اللعين...

بمكانٍ أخر منعزل عن المساكن الشعبية، يتسم بالرقى والغنى الفاحش، كان يجلس على مكتبه بثباتٍ لا يليق بسواه نعم هو من منحه أبيه المنصب والسلطة ليعمل كثيراً حتى يستحقها...
ولجت السكرتيرة للداخل بخطوات مرتباكة لما تحمله من خبراً مشين له، حمدت الله كثيراً حينما رأته مولى ظهره لها ولكن هيهات قطعها بحدة: خير
أنتفضت بوقفتها قائلة بتوتر: أنسة همس بره يا فندم وعايزة تقابل حضرتك..

أستدار بغضب بدا بين عيناه كالسهام الحارقة: وأنا قولت مش عايز أشوف حد
كادت أن تجيبه ولكن وجد من تقف أمامه بأعين باكية، تنظر له بصدمة وسكون، رفع يديه بلا مبالة يشير للسكرتيرة بالخروج فأنصاعت له على الفور...
جذب الملف أمامه قائلا ببرود: خير
تأملته بصدمة، تجاهد للحديث: خير! أيه اللهجة دي يا زين؟

جذب القلم الموضوع جواره يوقع الأوراق بلا مبالة بها لتقترب منه بدموع: أنت ليه بتعاملني كدا؟ ليه أسلوبك أتغير معايا؟
رفع عيناه الزرقاء لها قائلا بصوتٍ يفيح بالغضب: لو جاية تتكلمي فى أسطوانة كل يوم فلاسف مش فاضي
رفعت يدها على فمها بدموع وشهقات كبتتها بصعوبة فحملت حقيبتها وخرجت مسرعة تبكى بصوتٍ يصدح بالمكان بأكمله..

تخل عن مقعده لتظهر بنيته القوية بجسده الصلب وقوته التى ظهرت حينما دفش المقعد بقدميه ليحط زجاج الحائط لقطع متناثرة قائلا بآلم: ياررب مش هقدر أستمر كدا كتير
شدد على شعره البني بتماسك يجاهد به ثم جلس على المقعد بحزنٍ يردد أسم رفيق الدرب الذي ولج لعقله لعله راحة له عما هو به ليجذب مفاتيح سيارته ويغادر مسرعاً له..

بالحارة الشعبية..
وبالأخص بأحد المحلات البسيطة دلف رجل فى نهاية العقد الثالث من عمره يمتلك جسد ممتلئ للغاية مخيفاً بوجهه الممتد بنصل السكين الحاد ويتبعه بعض الرجال المخيفون..
خرج صوت الرجل ببعض الخوف: فى حاجة يا بني؟
علت ضحكاتهم المخيفة ليخرج صوته قائلا بأجرام يسبقه: أنا موتك يالا أزاي متسمعش عنه؟
شركوه اللعناء بالضحكات والرجل يتأملهم برعب حقيقي فهو يكاد بالعمل لأجل حاجة زوجته وصغاره..

جذبه بقوة ليقف امام عيناه قائلا بصوتٍ مريب: احنا الحكومة يا خفيف أكيد سمعت عن الطلخاوي وأكيد عارف أننا بنجمع الضرايب الخاصة بينا
إبتلع الرجل ريقه برعبٍ حقيقي: ضرايب أيه بس يابني هو أنا لقي أكل
أقترب منه أحدهم بالسكين قائلا بغضب: أنجز فى ليلتك دي لسه ورانا ناس كتير أيدك على 2000ج
صعق الرجل وردد بهمس: 2000ج!
جذبه بحدة ليردد بخوف: وأنا أجيب المبلغ دا منين يابني دا محل بقالة على الأد هيبقا فيه 2000ج منين.

تطلع للأخر بنظرة مكر: الراجل دا شكله مش بيفهم بالكلام علم عليه يا زميلي
وبالفعل دفشوه بقوة ليسقط على سد منيع للغاية، صامد بقوة كشموخ الجبل ذو القمة المرتفع، رفع الرجل وجهه ليجد أمامه شخص مقنع لم يظهر منه سوا عيناه الخضراء..
عاونه أحمد وعبد الرحمن على الوقوف فتقدم أدهم ليقف أمام الرجل وعيناه مفعمة بشرارة من جحيم..
إبتسم الرجل بسعادة ومكر: هم دول بقا المافيا الا رعبين المنطقة؟

تعالت ضحكاتهم الساخرة فرفع الطلخاوى يديه بغرور ليفتك بعنق ادهم ولكن على صراخه المكان حينما أستمع لصوت تحطيم عظامه بين يدي أدهم الثابت بجسده تاركاً لذراعيه مهام القضاء عليه، تدخل رجاله على الفور ولكن أنقض عليهم أحمد وعبد الرحمن بسرعة البرق ليسقطوا جثثٍ ممزقة...

أقترب منه ادهم بعدما تمدد أرضاً مهشم العظام قائلا بصوتٍ مريب: المرادي أكتفيت بكسر رجليك حاول تعمل الا بتعمله دا تانى واوعدك أنى هطلع بروحك..
وتركه وخرج وسط دعوات الرجل المكثفة لهم بعدما أنقذوه من هؤلاء الشياطين...
صعد أدهم لسيارة والده فقادها أحمد ليبعد عن المكان ثم خلع كلا منهم قناعه ليحل الصمت المكان...

تأمل أحمد السيارة التى قطعت عليهم الطريق بستغراب حتى ادهم وعبد الرحمن انتبهوا لها ليخرج منها زين بطالته الفتاكة..
أقترب منهم ثم صعد بالخلف جوار عبد الرحمن قائلا بثبات: خلصتوا مهمتكم؟
إبتسم أحمد قائلا بغرور: على أكمل وجه
شاركه عبد الرحمن حينما قال بأبتسامة هادئة: أنت الوحيد الا عارف سرنا يعنى لو الحاج عرف مش كويس
زين بأبتسامة سخرية: دا تهديد ولا أنا فاهم غلط.

أبتسم قائلا بخوف مصطنع: تهديد أيه بس اللهم أحفظنا
تعالت ضحكاته الرجولية فلم تقنع أدهم بها فقال بشك: أنت كويس؟
إبتسم قائلا بنبرة جافة: أهو ماشية
علم أدهم بأن هناك أمراً ما فهبط ليتوجه معه للفيلا الخاصة به ليرى ماذا هناك؟ أما عبد الرحمن وأحمد فعاد كلا منهم للمنزل...

بمنزل طلعت المنياوي..
أنهت سلوى غسل الأطباق وعاونتها ريهام على ذلك كما قامت الفتيات بتنظيم المنزل لتستعد كلا منهم للخروج للصلاة..
تعالت ضحكات جيانا بعدم تصديق: بجد يا مكة؟
مكة بتأكيد: زي ما بقولك كدا والولية قلبت العربية جنازة عشان ال3ج
إبتسمت ياسمين قائلة بهدوء وهى ترتب الوسادات على الأريكة: جايز معهاش غيرهم
غادة بتأييد: أيوا فعلا عشان كدا عملت الا عملته.

جيانا بحزن: الدنيا عادت صعبة أوى والأصعب أنك تفهمي نفوس الناس
مكة بأقتناع: ربنا يفك كرب الناس كلها يالا هطلع أغير هدومي عشان الصلاة
جيانا: خدينى معاكي ياسمين وغادة غيروا من بدري
وبالفعل صعدت الفتيات للأعلى فلكلا منهم حكايتها الخاصة ولكلا منهم مفتاح لقلوب مجهولة ربما ستتحقق بقصص عشق وربما بقصص معبأءة بالآنين...

بفيلا زين..
ولج أدهم للداخل ثم جلس على الأريكة قائلا بشك: مش دي الحقيقة يا زين أنت مخبي عليا حاجة أكبر من كدا.
تخفى عنه بالنظرات ليؤكد له ذلك فرفع عيناه له قائلا بحزن: فى يا أدهم بس صدقني لما أحس أنى محتاج أتكلم هتكلم
رفع يديه على قدميه قائلا بتفهم: وأنا بأنتظارك يا زين انت مش لوحدك أبداً كلنا جانبك
إبتسم قائلا بتأكيد ؛ أنتوا عيلتي يا أدهم مش برتاح غير وسطكم.

قطعه قائلا بتذكر: أفتكرت جدك عزمك بكرا وقالي أبلغك بالشركة بس أنا مشيت قبل ما تيجى الشركة
إبتسم قائلا بهيام: من الفجر هكون عندكم
رمقه بضيق: بنام بدري أحنا
تعالت ضحكاته بمشاكسة ؛ ناوي أطرد ضياء من أوضته وأمدد جانبك
إبتسم بخبث: بس خاليك فاكر أنت الا جبته لنفسك
ضيق عيناه بمكر: أه دانت هتعمل عليا زعيم مافيا بقا
أدهم بتفكير: ممكن
زين بغضب: كدا نسيت الا كنت بعمله فيك.

ابتسم بخبث: وماله نرجع نعمله تانى ونشوف الفرق
كاد الحديث ولكن قطعهم دلوف شقيقته من الخارج قائلة بهيام وعيناها على أدهم: مساء الخير
غض ادهم بصره قائلا بعملية: مساء النور
زين بحدة: كنتِ فين؟
أعادت صافي خصلات شعرها للخلف بعدم أهتمام: كنت مع أصدقائي
رمقها بسخرية: كدا من غير ما تقوليلي!
صرخت به بغضب: ليه شايفنى لسه عيلة صغيرة هأخد الأذن؟ ولا عشان..

قطعت باقي كلماتها حينما هوى على وجهها بصفعة قوية وعيناه تبيد بالهلاك قائلا بوعيد: صوتك دا عقابه عندي عسير، غوري من وشي
ضغطت على وجهها ونظرات الغضب تجاه أخيها ثم صعدت للأعلى مسرعة ليقترب منه أدهم بضيق: أيه الا أنت عملته دا؟
نقل عيناه من عليها قائلا بغضب: ولسه هعمل أكتر من كدا عشان أربيها من أول وجديد لازم تعرف الفرق بين العيشة بره وهنا، كل الا الهانم زرعته فيها أنا همحيه بالغصب.

: غلط كدا هتخسرها هتتغير بس بالعقل والهدوء مش بالطريقة دي
قالها بغضبٍ أشد ليعيد له الرشد فجلس على المقعد بأهمال قائلا بيأس: أنا تعبت يا ادهم مش عارف هلقيها منين ولا منين من أمي الا قطعتني عشان جبت صافي هنا ولا من الغلطة الا أبويا غلطها من 22سنة وبدفع تمنها لحد دلوقتي خلاص يا أدهم أنا عقلي أتدمر من الفكر.

جلس جواره قائلا بهدوء: لازم تكون قوى وصامد للأخر عشان تقدر تواجه كل دا، إيمانك بربنا أكبر مخرج للأنت فيه فكر يا زين وأحسبها صح أنا همشى دلوقتي وأنت أرتاح ونتكلم بعدين بس متنساش كلامي..
وتركه أدهم وغادر وبداخله حزن على رفيقه، لا يعلم بأنه على وشك ظرف مجهول سيقلب حياته رأساً على عقب...
حياة عسكرية بقيود يفرضها طلعت المنياوى بحدود القيم والمبادئ ماذا لو علم بأن أحدهما تخطى ذاك الخط الأحمر؟

هل ستجمع بؤرة العشق يوسف ومكة أما أن للقدر أراء أخرى؟
ما السر الخفى الحائل بين زين وعشقه الوحيد؟
ماذا لو فرضت هى عليه؟
ماذا لو كشفت حقيقة المافيا!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة