رواية القناص والفهد الجزء الثاني للكاتبة شيماء أشرف الفصل السادس عشر
في المستشفى و تحديدا في الغرفة التي بها ريان و كان يحتضن اسيل داخل ضلوعه و لا يريد ان يبتعد عنها و قد كان يتأملها اكثر من ساعات و لم يعرف الوقت و قد كان عقله شاغله عن كيف كان سوفه يخسرها، كيف، كيف كان سوفه يعيش من غيرها، فضل يقبلها طول الوقت و يحمد ربنا على انه ارجعها له سليمه و لم يحرمه منها، و بدأ يفك لها حجابها و انسدل شعرها حتى بعد تقدمها بالعمر مازال شعرها كما هو و بدأ يشم رائحته، و لكن توقف عندما سمع صوتها الذي اشتاق له و هي تقول...
اسيل بوهن: ريان، ريان.
ريان ضغط على زر في الحائط و قال بقلق: اسيل حبيبتي انتي معايا، انا اهو يا روحي ريان حبيبك موجود...
اسيل بطمأنينه: متخفش يا ريان انا كويسه...
ريان و هو يحتضنها مرة اخرى: واحشتيني اوي يا اسيل، كنت خايف عليكي، و في هذه اللحظه دخلت الدكتورة التي كانت تعالج الأصابة لدى اسيل و بدأت بالكشف عليها...
الدكتورة: كده تمام اوي، الحمدلله ان الأصابه كانت على قد كده، دلوقتي احنا هنشيل المحلول و تقدري تروحي عادي بس بلاش حمل على دراعك عشان الجرح ميتفتحش...
اسيل بلهفة: ريما، ريما يا دكتورة اخبارها ايه، الدكتورة بصت ناحية ريان بقلق و اسيل لاحظت هذا.
الدكتورة بقلق: متقلقيش يا مدام اسيل خير ان شاء الله.
اسيل بحدة: مش عاوزاكي تخبي حاجه عليا، قوليلي ريما فيها ايه، نظر ريان للدكتورة لكي تخرج، و بالفعل خرجت الدكتورة، و بعد ما خرجت قال ريان...
ريان بهدوء: ريما اتصابت في كتفها، و هي دلوقتي في اوضة العمليات و مخرجتش و رزان معاها جوا هي أللي بتعملها العمليه...
اسيل و هي تقوم: ريان وديني عندهم بسرعه...
ريان: يا حبيبتي انتي لسه تعبانه...
اسيل مقاطعه: ريان انا مش عاوزة مناقشه كتير، وديني عندهم دلوقتي...
ريان بستسلام: حاضر يا حبيبتي، يلا ألبسي حجابك عشان نخرج...
في الجهة الأخرى من المستشفى و تحديدا امام غرفة العمليات، و كان الجميع يقف امام الغرفه في قلق و حزن و ليس هناك شي في بالهم و على لسانهم غير الدعاء بشفاء، و كانت نورين تبكي على قطعة من قلبها، تبكي على ما صار لأبنتها، و كانت تتمسك بمحمد داخل احضانه، و كان محمد حزين و يحاول ان يكبد دموعه على ابنته و كان الحزن يتعمقهم على اختهم و صديقتهم و يدعون لها من قلوبهم و اتت اسيل و ريان و قالت...
اسيل بقلق: ريما اخبارها ايه حد طمنكم عليها.
نوران بحزن: خسرت دم كتير و قلبها وقف مرتين و هي دلوقتي بقالها خمس ساعات و محدش خرج من جوا، و من ساعتها و رعد مش في وعيه زي ما انتي شايفه كده بيحمل نفسه الذنب و انا جوا بسببه، اسيل حزنت جدا على حال ريما و في اخر الكلام نظرت بتجاه رعد و نزلت مكان ما هو يجلس امام باب العمليات، فقالت و هي تمسك كتفه.
اسيل: رعد، سمع رعد اسمه و نظر ناحيتها و كان هناك دموع في عينيه ثم ارتمى في احضانها و بدأ في البكاء. و قال...
رعد بدموع: انا السبب، انا السبب، لو مكنتش اخدت الرصاصه مكاني مكنش زمانها جوا دلوقتي...
اسيل بنبرة اموميه: اهدى يا رعد، انت ملكش ذنب في حاجه، ده قضاء من عند ربنا و محدش بيعترض في حكمه، انت مش بتحب ريما...
رعد بصدق و نبرة عاشق متألم: انا مش بحبها انا عديت المرحله دي من زمان، انا بقيت مهوس بيها، انا مقدرش اعيش لحظه من غيرها...
اسيل بتشجيع: طب طلما بتحبها اوي، يلا قوم و صلي ركعتين و ادعيلها في صلاتك، ادعي يا رعد لربنا انه يرجعهالك، لأن لو ميت دكتور معاها محدش هيقدر يرجعهالك غيره هو، و بالفعل قام رعد و ذهب لمكان في المستشفى مخصص للصلاة و بدأ يصلي و كان في كل ركوع و سجود كان يدعي لها بشفاء و ان تبقى معه، و بعد ان انتهي من صلاته إلى ربه رجع تاني قدام الأوضه و في اللحظه دي خرجت رزان من اوضة العمليات، و ذهب الجميع بتجاهها و لكن كان الأسرع هو رعد الذي امسكها من يديها و قال...
رعد بلهفة: رزان طمنيني، ريما بخير صح، اتكلمي قولي حاجه، انتي ساكته ليه...
رزان: طيب يابني اديني فرصه انطق حتى...
رعد بغضب: طب ما تخلصي بقى، اتكلمي.
نورين بدموع: ارجوكي يا بنتي قوليلي بنتي ريما اخبارها ايه...
رزان بفرحه: الحمدلله العملية نجحت، هي صحيح ان في الأول حالتها كانت صعبه، بس دلوقتي احنا قدرنا نخرج الرصاصه و هي دلوقتي حالتها مستقره بس هتفضل في العناية ال24 ساعه الجايين دول...
رعد بقلق: ليه هتدخلوها العنايه انتي مش قولتي انها كويسه.
رزان و هي بتطبطب على كتفه: اهدى يا رعد، احنا بس هنسيبها هناك عشان نطمن عليها بزيادة، و كمان احنا بكره هنوديها اوضه عادية، و يا سيدي تقدر تفضل معاها الوقت أللي يعجبك كمان و انا هروح بس اغير لبس المستشفى و ارجع، و مشت رزان و ذهب جواد خلفها، و هنا اطمأن الجميع على ريما و حمدوا ربهم انها اصبحت بخير...
في داخل مكتب رزان و كانت تغير ملابسها و كانت قد ارتدت بنطالها و لكن كانت لسه هتلبس بلوزتها و لكن في هذه اللحظه دي فتح الباب فجأة و دخل منه شخص و قفله بالمفتاح، و هنا اتفزعت رزان و لكن هدأت و اطمأنت على انه هو، فقالت.
رزان بعيظ: كده ينفع يا جواد تخضني بطريقه دي، حرام عليك، انا كنت هموت، و لكن لم تتلقى رد من جواد لأنه كان جواد كالمسحور امامها و كان حاسس بالحرارة في كامل جسده، هو كان سوفه يغضب عليها لأنها امسكت اكتاف رعد و لكنه نسى كل شيئ عندما رأها و بدأ يقترب منها ثم امسكها من وسطها و ألصقها به، و قال.
جواد: بعد الشر عليكي يا روح جواد...
رزان: جواد، بس انت ليه فتحت الباب بطريقه دي.
جواد بغيرة: كنت جاي عشان اقولك، انتي ازاي يا هانم تحطي ايدك على رعد هااا، ثم بدأ يشتد على خصرها و اكمل بتملك. : . لمستك دي من حقي انا و بس ضحكتك و ابتسامتك دي متبنش غير ليا انا و بس...
رزان بدلع: حبيبي الغيور، بس خلاص يا جوادي بقى و كمان انت اكيد كنت شايف رعد حالته ازاي...
جواد و هو ينظر إلى جسدها المكشوف امامه: بس يا حبيبتي تصدقي شكلك حلو اوي و انتي كده...
رزان بستغراب: كده ازاي، و راحت بصت على نفسها و اتكسفت اوي و وشها احمر جامد و ملقتش حل غير انها تستخبه في حضنه...
جواد بضحك: هههههههههه، ههههههههههه، انتي لسه بتتكسفي دا انا شوفت كل حاجه من زمان يا حبيبتي...
رزان و هي تخرج من احضانه: جواد، انت قليل الأدب اوي اسكت شويه...
جواد بوقاحه: لا و سافل كمان لو تعرفي، رزان اتكسفت اوي و بدأت تعض شفايفها...
جواد و هو ينظر إلى شفتيها: دا انتي مصر تخلينا نتمسك بفعل فاضح هنا، و انهال على شفتيها يقبلها بجنون و قوة، اما هي كانت مصدومه شويه بس بعدها بدأت تتجاوب معه و ادخلت يديها داخل شعره الغزير، و هذه الحركه جننت جواد جدا و لم يبتعد عنها و اخذها في بحور عشقه التي اذابتها...
اما في الخارج عند الباقي...
ريان: يلا يا جماعه نمشي و نرجع بكرة لأن وجودنا هنا ملوش لازمه...
رعد: عمي امشوا انتوا و انا هفضل هنا لحاد ما ريما تصحى...
نورين: و انا كمان هفضل هنا، انا مش هسيب بنتي...
محمد: يا نورين يا حبيبتي هي رزان مش طمنتك عليها و هي دلوقتي بخير لازم نمشي عشان المستشفى.
نورين: لا، انا لازم ابقى جنب بنتي.
رعد و هو يمسك يديها و يرفعها: خالتو انتي تعبتي، راوحي دلوقتي مع الباقي و ابقي تعالي بكره معاهم و متخفيش انا هفضل جمبيها لبكره و مش هسيبها...
نورين بدموع: ربنا يحميك و يخليك ليها، انا همشي لأني عارفه انك هتخلي بالك منها و انا اول ما النهار يطلع هجي على طول، و خرج الكل و رجعوا للبيت، و اقترب فهد و تمارا و جوري و ايهم من رعد، فقال رعد.
رعد: روحوا انتوا كمان عشان انتوا تعبتوا...
جوري: ماهو انت كمان تعبت، و انا مش همشي من هنا، انا هفضل...
تمارا: و انا كمان هفضل موجودة و مش همشي.
رعد: جوري يلا روحي بلاش عناد، و انتي يا تمارا انتي تعبانه و لازم ترتاحي، ما تتكلم يافهد، و انت يا ايهم.
ايهم: احنا مش هنمشي يا رعد، احنا مش هنسيب اخونا لوحده هنا، و مش هنسيب اختنا غير لما نطمن عليها...
رعد: بس يا...
فهد مقاطعه: مفيش بس ده قرارنا و احنا مش هنرجع فيه...
رعد بستسلام: أللي تشوفوه...
جوري: بس اومال فين رزان مظهرتش هي و جواد بعد ما سابونا...
تمارا: انا شوفت جواد و هو رايح ورا رزان بعد ما سابتنا.
ايهم: طب تعالوا نروحلهم، و اتجهوا كلهم إلى مكتب رزان.
اما في مكتب رزان و كان جواد معاها، و هي كان وشها كله احمر من الخجل و كانت بتبصله بغضب، فقال جواد...
جواد بخبث و ببرأة مصطنعه: بتبصيلي كده ليه، ماهو انتي أللي حلوه اعمل ايه.
رزان بغيظ: في المستشفى يا جواد، افرض حد دخل علينا يقولوا ايه هاااا.
جواد و هو يقترب منها: قلبك ابيض بقى يا روزتي. بس انا هعرف اصالحك، ثم قبلها قبلة رومانسية اذابت رزان و بعد مدة سمعوا طرقات على الباب، فقالت رزان...
رزان بغضب: عجبك كده اهو في حد بيخبط، اعمل فيك ايه بس.
جواد و هو يعتدل: طب يلا قومي ألبسي هدومك في الحمام يلا، و قامت رزان اما جواد فهو ارتدى ملابسه بسرعه و ذهب لكي يفتح الباب، و فضل واقف باصص ليهم بغيظ...
فهد ببرود: ساعه عشان تفتح الباب.
ايهم و هو يزيحه من على الباب: اوعى كده يا عم، مالك واقف كده ليه، و دخلوا جميعا للداخل و قعدوا على الكنبتين. فقالت تمارا...
تمارا بتسائل: اومال فين رزان هي مش معاك. و في اللحظه دي خرجت رزان من الحمام، و ذهبت لهم...
رزان: اومال فين بابا و ماما و الباقي...
فهد: كلهم روحوا و احنا أللي هنفضل هنا عشان ريما.
جوري: فعشان كده لو مش رزاله احنا هنبات في مكتبك يا رزان...
رزان: و ايه يعني لما تباتوا هنا و كمان حالا هنزل السرير عشان تناموا عليه...
رعد: مش وقت استظرافك يا رزان، سرير ايه أللي بتتكلمي عليه ده.
رزان و هي تقوم و تضغط على زر: والله مش بهزر السريرين اهم، و هنا فتحت الحائط و نزل بسريران...
جواد بستغراب: طب و انتي ليه عامله سريرين هنا.
رزان: عشان انا ساعات بكون مضطرة ابات في المستشفى، و اما السرير التاني لو حد من صحابي معايا بينام فيها...
جواد اقترب منها وقال بهمس: طب منزلتهوش ليه و احنا مع بعض لازم الكنبه...
رزان بخجل و وشها احمر: جواد اسكت بالله عليك متنساش دول موجودين، كاد ان يرد عليها و لكن قاطعه صوت تمارا و هي تكلمه و تقول...
تمارا بخبث: مش يا حبيبي كنت تشوف وشك في المرايا.
جواد بستغراب: ليه وشي ماله فيه حاجه، هنا تمارا اقتربت منه و معاها منديل و بدأت تمسح رقبته و وجنتيه و قالت...
تمارا ببتسامة خبيثة: عشان الروج ده محدش يشوفه عيب كده...
جواد بضحك: هههههههههههه، هو باين اوي...
ايهم بغمزة: ايوه يا عم لعبه معاك، مش بتسيب فرصه أبدا...
فهد: طب راعي حتى انكم في مستشفى يا حيوان...
جوري بخبث: عشان كده الباب كان مقفول، اه يا شقي.
الكل ضحك، و لكن رعد كان ينظر لهم بهدوء، فقالت جوري...
جوري: فيه ايه يا رعد انت ليه مش بتضحك معانا، فكها شويه و كمان خلاص احنا اطمنا على ريما و هي هتبقى كويسه...
رعد بحزن: مش قادر يا جوري، مش قادر اضحك و هي مش موجودة، مش قادر اهزر و هي مش معايا و بنرخم على بعض، مش قادر...
جواد و هو يربط على كتفه: متقلقش يا رعد، ريما هتقوملك، هي مش هتسيبك، و كمان ياعم انت مش قادر تصبر على كام ساعه زيادة، و بعد كده هتشوفها و تطمن عليها كمان...
رعد: ان شاء الله...
تمارا لتغير الموضوع: المهم بقى مين أللي هينام على السريرين دول...
رزان: بصوا السرير ده انا و انتي و جوري هنام فيه، اما السرير ده جواد و فهد و ايهم و رعد هيناموا فيه عشان كبير، و كمان في جزء من السرير ده جوى ممكن واحد فيكم ينام عليه و التلاته الباقين يناموا جنب بعض...
و ذهبوا جميعا للنوم تمارا و جوري و رزان بجانب بعض على سرير، و فهد هو من نام بالمكان الذي بداخل و جواد و ايهم و رعد ناموا جنب بعض...
و ها قد مر هذا اليوم و كان البعض يراها انه سنوات و ها قد اتت اللحظه المنتظرة، و هو ان رعد سوفه يقابل معشوقته و حبيبته و غرام طفولته، و اتت العيلة كلها و تجمعوا مع الشباب و دخلوا إلى ريما جميعا و اول ما رعد شافها جري عليها و باسها و مسك ايديها و باسهم، و فضل قاعد جمبيها و مستنيها تفوق، و اول ما بدأت تعود للواقع قالت...
ريما بتعب و صوت خافت: مايه، عاوز مايه، فراحت تمارا بسرعة و ملت الكوبايه و ادتها لرعد، و رعد اخذها و اعدلها لكي تشرب و بعد مدة استعادت كامل وعيها و شافت الكل حواليها، فقالت.
ريما و هي تنظر إلى رعد: أنت مين...
الجميع بصدمه: ايييه...