قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القاسيان الجزء الأول للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثامن

رواية القاسيان الجزء الأول للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثامن

رواية القاسيان الجزء الأول للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثامن

قام يوسف من كابوسه يصرخ وينهج فقام احد من الزنزانة معه يجلس بجواره
كريم: انت إيه حكايتك، من يوم ما جيت وانت فى عالم تانى
يوسف بحزن: ...
كريم: ياعم فضفض معايا مش هتخسر حاجة وقول إيه حكايتك واية اللى جابك هنا
يوسف: غبائى
كريم: كنت حرامى غبى يعنى!، بس مظنش، لبسك ومنظرك يقول انك من الطبقة الراقية
يوسف: يارتنى ما كنت منها، كنت هوفر ذنوب من اللى كنت بعملها.

كريم: كفاية الغاز يا جدع وقول مالك، الاول انت اسمك إيه
يوسف: اسمى يوسف
كريم: وانا يا عم كريم، يلا قول بقا إيه اللى رماك هنا كدا
يوسف: متهم فى قضية قتل
كريم: قتل!، مش باين عليك
يوسف: مظلوم فيها، مظلوم
كريم: ازاى يعنى
يوسف: جاتلى رسالة من القتيلة اللى كنت اعرفها وقالتلى تعالى عيزاك فى حياة او موت روحت لقيتها مقتولة واتقبض عليا بس كل حاجة مسبوكة كويس
كريم: قصدك يعنى ان حد ملفقلك التهمة.

يوسف بحزن: ايوة بس معرفش مين، معرفش مين، على فكرة شكلك مش غريب عليا
كريم: انا!
يوسف: ايوة، انا شوفتك فين، فين فييييين
flash back
سما: الكاميرات بينت وشه انه هو اللى سرق جهاز الكمبيوتر اللى تحت والامن جرى وراه بس هرب
يوسف: طب اطبعى صورته وهاتى الفيديو علشان اسلمه القسم علشان يجيبو ابن الكلب ده علشان اللاب اللى خده عليه شغل مهم
سما: حاضر يا يوسف
back
يوسف: كريم انت جيت هنا بتهمة سرقة من يومين صح!

كريم بأستغراب: ايوة، عرفت منين
يوسف: اللاب اللى سرقته كان بتاعى وعليه كل الشغل
كريم: هو انت صاحب الشركة!
يوسف: ايوة، قولى بقا سرقته لية.

كريم بحزن: واحد اتولد مكتوب عليه يشقى ويتعب طول عمره، اتولدت كان ابويا ميت وعندى اختين صغيرين وامى ومحتاج اصرف عليهم علشان يعيشو وااكلهم، اشتغلت واتضربت واتعذبت كتير اوى، كبرت بس ملقتش شغل لغاية اما لقيت شغلانة ب 1000 جنية فى الشهر، يادوب كانت بتكفى بالعافيه وكنت بستلف، لغاية امى ما تعبت جريت اسأل على العلاج بتاعها بس اتكتفت، اتكتفت علشان ممعيش حق العلاج بتاع امى يا يوسف، امى بتموت قدامى وانا مش عارف اعمل حاجة، قررت اشتغل حرامى واول مكان من سوء حظى هو شركتك كان بليل وفيه باب مفتوح قولت دى فرصتى وحد غبى نسى الباب الصغير مكنتش اعرف ان فيه كاميرات ودخلت فتشت فى مكتب وملاقتش غير الكمبيوتر ده قولت هاخدو ابيعو وبتاع الامن شافنى وجرى ورايا بس هربت كنت لسة هبيعو لقيتهم تانى يوم بيقبضو عليا وادينى مرمى هنا اهو ومعرفش يا ترا امى واخواتى عاملين إيه دلوقتى وبياكلو منين!

يوسف: ياااه، فعلا اللى يسمع بلاوى الناس تهون عليه بلوته بس انا مكنتش مقتنع بالكلام ده لان زى ما بيقولو كدا اتولدت وفى بقى معلقة دهب، اتدلعت وعيشت احسن عيشة وعملت كل حاجة حرام ورغم انى غنى وبعمل كل ده مكنتش بحس بسعادة خالص، اى حاجة كنت بطلبها بتجيلى مكنتش بحس بمتعة الصبر وانى افرح لما حاجة تجيلى، لما حاجة تجيلى كان عادى لانى كنت عارف انها جيالى وبتجيلى كل شوية، كنت نفسى احس بفرحة زى كدا، كلو بيقول ان الغنى مرتاح، بس ده غلط، اوقات كنت اتمنى اكون فقير واتعب واشقى وفى نفس الوقت عاجبنى اللى انا فيه وانام واصحى زى منا عايز ومتدلع اخر دلع، قوم يا كريم.

كريم: اقوم إيه
يوسف: هقول للظابط انك مسرقتش حاجة وان ده سوء تفاهم، واول ما المحامى يجى بكرا الصبح هقولو يديك 200 الف جنية تعمل مشروع و تعالج امك ولو احتاجت قول للمحامى بس متسرقش
كريم: بس، لا لا يا يوسف كتير اوى الفلوس دى
يوسف: اسمع منى والمشروع اللى هتعمله ده لو نجح وبقا كبير وربنا رزقك ابقى رجعهم، قوم يلا.

قام يوسف وكريم ونادى يوسف للأمين وقالو انه عايز يقابل الظابط وبالفعل راح وقال ان كريم معملش حاجة ومجرد سوء تفاهم وخرج كريم وهو مستغرب ازاى يوسف عمل معاه كدا وساعدو مع انه سرقه وقرر انه هشيل الجميلة دى فى رقبته لحد ما يموت
كانت سهوة نائمة على السرير ولكن كانت صاحية بتفكر فى كل اللى حصل، هل يوسف كلامه صح ليها انه بيحبها وانه هيتغير وينسى البنات اللى يعرفها!

فعلا هو اثبت ده بوقوفه جمبها يوم ما البيت بتاعها وقع و جاب ليها شقة جديدة، هل يوسف فعلا برئ ولا بعد ما مشى راح قتل سهى علشان هددته او قالتلو حاجة لانه يعرفها واكيد من ضمن البنات اللى يعرفهم وبيسهر معاهم، لا بس يوسف ميقتلش، يا ترا إيه حكايتك يا يوسف انت طيب ولا قاسى، جدع ولا ده مجرد موقف، بتحبنى ولا ده مجرد اعجاب!
نامت سهوة وهى تفكر فى كل هذا حتى ادمعت عيناها ونامت وهى حزينة.

اصبح يوم جديد وكان المشهد فى القسم يتوالى ويتتابع فكان الشهود يدلون بأقوالهم
البواب: يا باشا يوسف بيه مجاش غير مرة واحدة قبل كدا لمدام سهى والساعة 9 بالظبط لقيت يوسف بيه ركن عربيته وطلع ليها وبعد ما طلع سمعت صوت صريخ مدام سهى.

يوسف: محصلش، انا طلعت لقيتها مقتولة والله
ساكن فى الدور السفلى لشقة سهى: انا سمعتها بتصوت وبتقول لية يا يوسف
يوسف: انااااا!، والله ما حصل كدا
جائت سما
محمد: انتى بالذات متوقف عليكى كل الشهود
سما: انا!
محمد: ايوة، القضية انا شايف انها متلفقة رغم الشهود، بس قوليلى انتى اتخانقتى مع يوسف اخر مرة لية
سما بتوتر: مرتين بسبب سهى وبسبب سهوة
محمد بأبتسامة: ايوة، لية بقا.

سما: بحبه و وعدنى بالجواز لما كلمته زعقلى وعلى موضوع سهوة قالى هتجوزها، هو ده اللى حصل
محمد: انتى اللى قتلتى سهى علشان تنتقمى منها ومن يوسف لانه هيتجوز سهوة
سما: لا، ومسمحلكش يا باشا، وعند حضرتك الشهود
محمد: ما المصيبة الشهود، مفيش دليل واحد، مفيش
سما: ممكن اتفضل
محمد بتفكير: اتفضلى
رحلت سما وسط حيرة محمد فرغم شهادة الشهود الا انه متأكد من براءة يوسف واكد له حواره مع سما.

محمد: اول مرة اكون متأكد من براءة حد بس الشهود عكس كدا
حسام: ما ممكن فعلا قتل
محمد: ممكن وممكن لا
حسام: اخلص من القضية دى لان خلاص الشهود خلصت وثبت عليه، المحكمة بقا تحكم
محمد بحزن: طيب
جائت عدة زيارات من رأفت ومن عمر صديق يوسف ومحاولات لكن للأسف سيفصل فى كل ذلك المحكمة، هى من ستحكم الا ان جاءت زيارة
الامين: فيه زيارة ليك
يوسف بحزن: مين
الامين: واحدة ست اسمها سهوة
يوسف بأنتباه: إيه، طيب يلا.

ذهب يوسف مع امين الشرطة ووصل المكتب وتبقى هو وسهوة
يوسف: سهوة!
سهوة بتوتر: اااا، ااا، انت عامل إيه
يوسف: كنت بموت بس بعد ما شوفتك روحى رجعتلى، مش مصدق نفسى يا سهوة، انتى بجد هنا
سهوة بتوتر: ايوة
يوسف: مالك مخضوضة كدا لية
سهوة: يوسف انا...
يوسف: متكمليش، انتى قولتى يوسف من غير بشمهندس، بجد
سهوة: خلاص يا بشمهندس
يوسف: لا لا قولى يا يوسف ده انا مصدقت
سهوة: طيب، انا، انا كنت جاية اسألك عن.

يوسف مقاطعا: ايوة عارف سؤالك، ايوة يا سهوة بحبك وانتى غيرتى حياتى من يوم ما شوفتك، كنت بحاول اكلمك بأى طريقة، اليوم او اليومين اللى اشتغلتيهم دول وانا فى الشركة كنت ببقى قاعد فى المكتب مش على بعضى، كنت عايز اجى اكلمك بأى طريقة وافتح حوار معاكى، وعارف فى دماغك إيه تانى، انا كنت اعرف بنات كتير يا سهوة وكنت بعمل حراااام، كنت زى الحيوان، كنت مستهتر ومش حاسس لا بحس، كنت بسهر واعمل كل حاجة حرام.

انا بحبك يا سهوة بحبك اوى، مش عايزك تسيبينى، حتى لو هتعدم
سهوة: يوسف هو انت بجد مقتلتش سهى
يوسف: والله ما قتلتها وروحت لقيتها مقتولة وهى اللى بعتت رسالة كمان
سهوة: طيب
يوسف وهو يضع يديه على وجهها: سهوة، انا بحبك، المحاكمة بتاعتى بكرا، ادعيلى يا سهوة، ادعيلى
ادمعت عين سهوة مما جعل يوسف يحتضنها فشعرت بالامان وتذكرت فى نفس الوقت انه ليس زوجها حتى تحضنه فخلصت نفسها ونظرت له نظرة ضعف ودموع ورحلت.

عمر: قوليلى يا سما انتى ليكى علاقة بالموضوع ده!
سما: اناا؟، لا طبعا
عمر: والله ده اللى شككنى فيكى اكتر
سما: انت عايز إيه يا عمر.

عمر: عايز براءة يوسف الغلبان اللى مقتلش حد واتظلم ده، عايز الحقو قبل ما حبل المشنقة يتلف حولين رقبته، يوسف ده مش مجرد صاحبى ده اخويا اللى اتربيت معاه يا سما، انتى عارفة بعد اللى حصلو ده انا هتعظ وهبعد عن الشلة الوسخة دى وهجرب لأول مرة فى حياتى ابقا نضيف وارجع لربنا، سما يا تنقذى يوسف يا اما اخرتك هتبقى وحشة اوى يا سما
سما: انا قولتلك مليش علاقة بالموضوع يا عمر.

عمر بضيق: كنت متأكد، سلام ومش عايز اعرف اشكالكو دى تانى
رباب بدموع: يعنى إيه يا رأفت، ابنى بيضيع منى
رأفت بحزن: مش عارف يا رباب انا هتجنن والله
رباب ببكاء: هنفضل قاعدين كدا مستنين المحاكمة بكرا لغاية اما يضيع بجد
اسماء: استهدى بالله يا رباب، ربنا ميرضاش بالظلم ويوسف بإذن الله هيخرج
رباب ببكاء: يارب يا ماما، يااارب.

عادت سهوة والدموع تخرج من عيناها وتبكى فوجدت نيرة نائمة فالساعة الان 12 مساءا فدخلت الى غرفتها وجلست تبكى وتتذكر كل كلمة قالها يوسف لها وكل حرف كان يزيدها حرقة وحزن وبكاء ولم تستطيع النوم حتى الصباح فلبست وتركت نيرة دون ان توقظها فإن ميعاد المحاكمة قريب جدا وقام ايضا على الوجه الاخر رأفت واسماء ورباب وايضا عمر وايضا كريم الذى اخرجه يوسف وسما وبعض اصدقاء يوسف والكثيير...
وجلسو فى المحكمة.

رأفت: فيكى الخير يا بنتى
سهوة بحزن: على إيه يا بشمهندس، ربنا بس يعديها على خير
رأفت بحزن: يارب.

بدأت المحاكمة وبدأ الشهود والمحامى و الدفاع وكل من له علاقه بدأ التكلم واستمرت المحاكمة وقت طويييل حتى اتى استراحة وبعدها دخل القاضى ومن معه لينطق الحكم
القاضى: حكمت المحكمة حضوريا على المتهم يوسف رأفت الحسينى بإحالة اوراقه لفضيلة المفتى وتحديد جلسة 25/1/2018 للنطق بالحكم...
رفعت الجلسة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة