قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية القاسيان الجزء الأول للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الأول

رواية القاسيان الجزء الأول للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الأول

رواية القاسيان الجزء الأول للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الأول

سهوة بصوت عالى: نيرة، يا نيرة تعالى شيلى معايا انبوبة البوتجااز
نيرة: حاضر جاية اهو يا سهوة
راحت نيرة علشان تساعد اختها سهوة فى رفع انبوبة البوتجاز ورفعتها معاها وركبتها سهوة
سهوة: قلبى الرز يا نيرة عقبال ما ادى ماما الدوا
نيرة: حاضر
ذهبت سهوة الى غرفة امها فوجدتها نائمة
سهوة برقة: ماما، ماما اصحى علشان تاخدى الدوا
كريمة بضعف: حاضر يا بنتى
سهوة: يلا خدى الدوا اهو وانا عشر دقايق بالظبط وهجيبلك الاكل.

كريمة: ربنا يخليكى يا بنتى زى مانتى واقفة جمبى وبتعملى كل حاجة كدا
سهوة: ربنا يخليكى ليا يا ماما متقوليش كدا، ربنا بس يقدرنى واقدر الاقى شغل حلو علشان استريح بس
كريمة: ان شاء الله يابنتى
سهوة: مالك يا ماما بتنهجى ليه كدا
كريمة بصعوبة تنفس: مش قادرة اخد نفسى يا سهوة
سهوة بتوتر: طب، طب استنى هجبلك البخاخة
كريمة بضعف: دى خلصت
سهوة: ومقولتيش لية يا ماما
كريمة: محبتش اتقل عليكى يابنتى كفاية اللى انتى فيه ده.

سهوة: علشان خاطرى يا ماما والله ده ما بيتقل عليا ولا حاجة، انا هنزل اشترى بخاخة دلوقتى تانية.

سهوة بنت جميلة من عيلة فقيرة نسبيا اسمها كان لما اى حد يسمعه يضحك او يستغرب منه، سهوة عندها 23 سنة ولسة متخرجة من كلية هندسة ودورت على شغل كتير بحكم شهادتها لكن للأسف كل ما تروح شركة تترفض علشان الواسطة والخ، لغاية اما فقدت الامل خالص وقررت تشتغل (شغالة) كان غصب عنها لان معندهاش غير اخت فى اعدادى وامها اللى تعبانة ومبتقدرش تتحرك نهائى، سهوة عايشة فى بيت بسيط جدا مع اختها وامها.

قامت سهوة ولبست هدومها ونزلت لأقرب صيدلية واشترت البخاخة لأمها ورجعت البيت تانى ودخلت اوضة والدتها ولقيتها نايمة
سهوة: ماما، ماما اصحى انتى نمتى تانى، انا جبتلك البخاخة
مردتش كريمة على سهوة وده اللى خلى سهوة تهزها بس للأسف مبتتحركش خالص
سهوة بصدمة: ماما، ماما
لم تكن سهوة تتخيل ان هذا سيحدث.

سهوة بدموع: لا يا ماما قومى، متسيبنيش ونبى، علشان خاطرى يا ماما، متسبينيس، قومى يا ماما انا جبتلك البخاخة بتاعتك وهتخفى وتبقى كويسة ان شاء الله، قومى يا ماما قومى، ماااااماااااااااااا.

كانت سهوة قاعدة فى العزاء وهى حاضنة اختها نيرة وبتعيط جامد اوى واختها على نفس الحال لكن كانت بتهديها شوية والحزن كان عامم على المكان لغاية اما انتهى العزاء
سماح بحزن: لو عوزتم حاجة يابنتى انا بيتى مفتوحلكو واى حاجة تحتاجوها انا موجودة
سهوة بدموع: ربنا يخليكى يا خالتو
سماح: ربنا يرحمها كانت طيبة اوى وجدعة
سهوة بحزن: ربنا يرحمها
سماح: وانتى يابنتى هتكملى فى الشغل اللى انتى فيه ده!

سهوة: ايوة يا خالتو امال هنعيش منين
سماح: بس يابنتى انتى متخرجة من هندسة وفى الاخر تشتغلى كدا
سهوة: اعمل إيه يا خالتو، انا مفيش شركة الا روحتها ومفيش طريقة والا عملتها لكن كله بالواسطة يا اما اكون على هوا صاحب الشركة
سماح: ربنا يرزقك يابنتى وتشتغلى فى اللى اتخرجتى علشانو
سهوة: يارب يا خالتو، قومى يا نيرة ذاكرى انتى فى 3 اعدادى السنة دى.

نيرة بدموع: مش عايزة اذاكر، مش عايزة اتعلم، شوفى انتى يا سهوة اديكى دخلتى كلية قمة، عملتى بيها إيه، احنا فى بلد محدش بيعيش فيها غير اللى عندو واسطة ومعروف.

سهوة بدموع: علشان خاطرى يا نيرة اعملى اللى عليكى، انتى عارفة انا مش ندمانة انى اتعلمت او ضيعت وقتى فى التعليم والمذاكرة لانى واثقة ان ربنا هيفرجها وهلاقى شغل كويس، علشان كدا صابرة وانتى لازم تتعلمى يا نيرة وتذاكرى وتعملى كل اللى عليكى لغاية اما تبقى حاجة كويسة علشان التعليم جزء من عبادة ربنا وانتى بتتعلمى علشان ترضى ربنا الاول وبعدين تستخدميه فى حياتك، صدقينى دلوقتى كل حاجة بالواسطة بس انتى لسة على ايامك الجاية محدش يعرف هيبقى فيه إيه، اكيد الدنيا هتتظبط ومش هيبقى فيه واسطة ولا الكلام ده، لازم تبقى واثقة يا نيرة، لازم.

نيرة بدموع: حاضر يا سهوة
حضنت سهوة نيرة جامد وعيطت فى حضنها
سماح: ربنا يخليكو لبعض، انا هقوم امشى وهجيلكو بكرا
سهوة: لا يا خالتو متتعبيش نفسك، ايام العزا خلصت ومش عايزة انك تتعبى نفسك، انا راجعة بكرا الشغل وربنا يقدرنى
سماح: طيب يابنتى ربنا معاكى، انا ماشية
سهوة: توصلى بالسلامة يا خالتو.

فى فيلا كبيرة ومكان راقى وملئ بالاشجار
رأفت: هو فين يوسف يا رباب
رباب: نايم فوق
رأفت: هو مش هيتظبط بقا، ده بقالو يومين مراحش الشركة وكل يوم سهران فى حتة شكل
رباب: تلاقيه عايز يريح شوية من الشغل
رأفت: يريح إيه ده مبيروحش الشركة غير مرة او اتنين فى الاسبوع والمفروض هو اللى ماسكها وماسك الشغل
رباب: اهو نازل اهو
رأفت: اهلا بالباشا، ما لسة بدرى
يوسف: بابا ازيك
رأفت: زفت، مبتروحش الشركة لية.

يوسف: يا بابا الشركة هتتخرب يعنى ما هى شغالة اهى ولو فيه اي حاجة السكرتيرة بتبلغنى
رأفت: لازم تروح وتدير كل حاجة بنفسك علشان اللى هناك يكونو عارفين انك موجود وماسك كل حاجة
يوسف بضيق: حاضر
رأفت: وبلاش سهر وسيبك من السكة دى
يوسف: يا بابا انا بقالى 5 سنين طلعان عينى فى زفت هندسة وما صدقت خلصتها يبقى اخرج واسهر وافرج عن نفسى شوية
رأفت: لا والله، وقولى صحيح انت مشيت نص الموظفين فى الشركة البنات لية.

يوسف: حد يجيب موظفين كلهم بنات، مشيتهم علشان ريحة ام الشركة بقت كلها ايلاينر
رأفت: هههههه لا والله
يوسف: اها والله، يرضيكى يا ماما ابقى قاعد طول اليوم شامم ام الورنيش اللى بيحطوه فى وشهم ده
رباب: لا طبعا يا حبيبى
يوسف: شوفت
رأفت: طب قوم يلا البس وروح الشركة
يوسف: حاااضر، امال البت المفعوصة جودى فين
رأفت: راحت لواحدة صاحبتها تذاكر معاها شوية
يوسف: طيب انا هطلع البس واروح الشركة.

يوسف شاب وسيم جدا وشعرو اسود ومميز وعندو دقن خفيفة و عندو 24 سنة واتخرج من فترة صغيرة، يوسف كل يوم بيسهر مع صاحبو اللى مبيفارقهوش عمر ويوسف يعرف بنات كتير اوى ومقضيها بمعنى اصح.

ذهب يوسف الى الشركة ودخل مكتبه وجلس على كرسى المكتب واسترخى، دخلت عليه سما السكرتيرة.

سما بدلع: إيه يا سوفة كدا متجيش الشركة بقالك يومين
يوسف: واية الجديد يعنى
سما: بتوحشنى يا قلبى
يوسف: اممممم، ورينى اللى كل الورق بتاع الشغل اليومين اللى فاتو
سما: سيبك دلوقتى وقولى موحشتكش
يوسف: وحشتينى اوى، ما تيجى بليل فى النايت كلب نسهر ونروح على شقتى
سما بفرحة: بجد يا سوفة
يوسف: امال إيه، بس دلوقتى هاتى حاجات الشغل وهنا شغل وبس Do you understand me or no ?.

سما: ماشى يا قلبى، دقيقة وكل اوراق الشغل بتاعة اليومين اللى فاتو هتكون عندك
يوسف: طيب.

سهوة: انا رايحة الشغل يا نيرة، ذاكرى انتى وجودى علشان تجيبو مجموع كويس فى الاعدادية
نيرة: متقلقيش يا سهوة بنذاكر والله
سهوة: طيب يا حبايب قلبى انا ماشية عايزين حاجة
نيرة وجودى: لا مع السلامة
رحلت سهوة الى الشقة التى تعمل فيها.

نيرة بحزن: زعلانة اوى على سهوة
جودى: ليه يا نيرة
نيرة: اتعلمت وذاكرت وبقت مهندسة لكن مش لاقية حتة تشتغل فيها، انتى عارفة شغالة إيه
جودى: إيه
نيرة: شغالة فى شقة بتمسح وتتبهدل
جودى: يااااه، طب مشتغلتش لية مش هي مهندسة
نيرة: عملت كل حاجة علشان تشتغل وراحت كل شركة وعملت كل حاجة لكن واسطة بس
جودى بحزن: صعبانة عليا اوى دى شكلها كانت شاطرة وشكلها طيبة اوى
نيرة بحزن: يلا نكمل مذاكرة.

سهوة: انا مسحت جوا يا مدام فريدة
فريدة: طيب يا سهوة خشى امسحى فى الاوضة اللى جوا وبعدها تخلصى وتعملى الاكل
سهوة: حاضر.

يوسف: الو، ايوة ياعمر
عمر: إيه يبنى فينك
يوسف: اهو فى الشركة
عمر: لية كدا يابنى من امتى هههههه
يوسف: بابا ياعم قعد يقولى مبتروحش لية ومش عارف إيه فقولت اروح
عمر: اممممم طب بص بقا، خلص واعمل حسابك علشان النهاردة عيد ميلاد البت سهى والشلة كلها متجمعة فى النايت وهتبقى سهرة عنب
يوسف: اشطاااا اوى، انا هخلص شغل وهروح اغير واظبط نفسى كدا واجى
عمر: اشطا، يلا جود باى
يوسف: جود باى.

جودى: انا همشى بقى يا نيرة علشان اتأخرت
نيرة: خليكى شوية لحد ما سهوة تيجى
جودى: الساعة بقت 5 وماما هتزعق علشان عندك من الصبح
نيرة: طيب يا جودى، انتى بجد اجدع صاحبة، بالرغم من حالتك الا انك قاعدة معايا فى البيت الصغير ده ومعتبرة المكان عادى و..
جودى: متقوليش حاجة يا نيرة، انتى اختى، والله ما اعتبرت حد كدا غيرك
نيرة: ربنا يخليكى يا جودى
جودى: يلا سلام بقا عايزة حاجة!
نيرة: لا ربنا يخليكى، سلام.

صابر وهو يبحث فى البيت: ايما انتى فين؟
لم يجد احد فظل يبحث ويصعد الى اعلى حتى وجد ورقة على الارض ومكتوب فيها: مش هتلاقينى
ابتسم صابر واحضر ورقة وكتب فيها شيئا ووضعها على السلم
واختبئ
جائت ايما وامسكت الورقة وقرأت ما فيها وكان فيها: لقيتك
وهجم صابر عليها وهو يضحك وحضنها وضحكت ايما.

صابر: قولتلك مش هتعرفى تستخبى منى
ايما: الله يا بابا انا مث بعلف انك هتعمل مقلب فيا
صابر وهو يقلدها: مث بعلف، ده ذكاااء يا ايما
ايما: يعنى إيه ذكاء
صابر: يعنى افكر صح وازاى اخدع اللى قدامى
ايما: طيب علمنى
صابر: مش تعليم ده ذكاااء فاهمة يعنى شغلى دماغك
ايما: طب ثغلهالى
صابر: ههههههههه طب اقولك إيه انا بقا
ايما: قولى ماما لاحت فين، انا مث ثوفتها خالص
تغيرت ملامح صابر الى الحزن
ايما: يلا يا بابا قول.

صابر: كنت مستنيكى تكبرى علشان احكيلك بس اظن انتى كبرتى شوية علشان كدا هحكيلك من اول البداية خالص يا ايما
ايما: ماثى وانا سامعة اهو.

صابر بحزن: زمان يا ايما وانا صغير كنت فقير اوى كنت مش لاقى اكل وكنت بدور على شغل فى كل حتة لكن مفيش لغاية اما لقيت شغل فى مستشفى كنت بشتغل فيها زى ما تقولى بكنسها وانضفها ومسؤول عن حاجات كتير فيها لغاية اما اتهمونى انى بسرق حقن وببيعها بس اقسم بالله ما كنت بسرق حاجة وكنت فى شغلى اتحبست 6 شهور كنت ساعتها عندى 25 سنة يعنى شاب صغير اتسجنت 6 شهور وخرجت وانا كل بؤس الدنيا فى وشى، وانا معدى فى الشارع من جمب كشك لقيت ناس بيشيلو طوب ورمل واسمنت روحت اعرض عليهم اشتغل معاهم ووافقو كنت بشتغل اليوم ب 10 جنية كانت ساعتها ليها قيمة كنت فى مرة بشيل فلقيت صاحب الشغل ساب الجرنال بتاعه وراح يجيب حاجة فقولت افتحو واشوف اخبار الدنيا إيه لغاية اما لقيت اعلان عن شغل فى شركة زى ما تقولى كدا سكرتير وسايبين رقم، ضحكت ساعتها لان اتخيلت نفسى شغال فى الشركة دى ولابس بدلة وليا وقار بس قولت إيه المانع اجرب ما هى كدا كدا خربانة مش هيخسر وروحت قدمت ولبست احلى حاجة عندى بس بردو كان باين عليا انى فقير، اترفضت، ساعتها مزعلتش لان كدا كدا عادى بالنسبالى وانل خارج لقيت بنت زى القمر خارجة ورايا وبتناديلى وبتقولى انت هتشتغل انا اقنعت بابا خلاص، واشتغلت وكنت بقبض مرتب حلو اوى، حبيت بنت صاحب الشركة وهى حبتنى اوى وقررنا نتجوز وروحت اتقدمت لأبوها بس الغريب انه وافق وقالى انا هوافق علشان عايز سعادة بنتى وطالما هى بتحبك يبقى كويس وحددنا الفرح واتجوزنا، دى تبقى امك يا ايما كنا بنحب بعض اوى، عشنا قصة حب جميلة ما بين حبيب وحبيبة وقفت جمبى لغاية اما بنيت نفسى وبنيت شركة واتنين وتلاتة ومعرض عربيات كبير وكل حاجة تتخيليها، لغاية ما امك حملت فيكى كنت هطير من الفرحة ساعتها ان ربنا هيرزقنى بطفل وجيه ميعاد الولادة ودخلت المستشفى بس ساعتها الدكاترة قالو عندها حاجة اسمها تسمم حمل وان حالتها خطيرة فضلت مستنى برا اوضة العمليات ساعتين لغاية اما الممرضة خرجتلى وهى شيلاكى علشان توديكى الحضَّانة وشوفتك من الازاز وانتى زى القمر بس للأسف انتى خرجتى لكن امك مخرجتش، ماتت وهى بتولدك، على اد فرحى بيكى على اد حزنى وقهرى عليها لما ماتت وخدتك وسافرنا وجينا على هنا وسبت مصر علشان كنت بتعذب لما بفتكرها، عرفتى دلوقتى الحكاية كلها إيه يا ايما؟

ايما بدموع: ايوة يا بابا
صابر: انا مش عايز اشوف دموعك دى خالص يا ايما لو بتحبينى
ايما: حاضر يا بابا، حاضر
وحضنت والدها وعيناها دامعة وحضنها والدها وهو يبتسم.

كانت سهوة تمسح وتنظف وبعد ان انتهت كانت تتطبخ وتذكرت امها فبكت وابكاها اكثر حالها هكذا، انتهت سهوة من كل شئ ومسحت المطبخ مرة اخرى.

سهوة: مدام فريدة انا خلصت كل حاجة
فريدة: طيب يا سهوة بس كنت عايزة اقولك على حاجة
سهوة: اتفضلى!
فريدة بحزن: مكنتش عايزة اقولك كدا وازعلك بس والله غصب عنى انتى، انتى، انتى اخر يوم شغل ليكى هيبقى النهاردة
سهوة بصدمة ودموع: اييية!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة