قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل العاشر

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل العاشر

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل العاشر

حمزه ضيّق عينيه و هديه سحبته من إيده لقدام ادم اللى مش عارف يحدد اى حاجه جواه او براه.
حنين بصتله من بعيد و عينيها اتوترت بشكل لا ارادى و هي بتتقدم منهم.
حمزه قرب منه كذا خطوه و اتقابلت وشوشهم اكتر من عيونهم بملامح غريبه.
حمزه قرب خطوه كمان و بصّله قوى.
هديه قربت قصادهم و شاورت على ادم لابوها و هي بصاله: ده ادم يا بابا
حنين اتنفضت ع الاسم و بتلقائيه شهقت.

حمزه محودش عينيه من على ادم. مدقق قوى ف ملامحه مش عارف بيشبّه عليها و لا بيقرا الجمود اللى عليها.
هديه بصت لادم اللى ممدش إيده و نكزته و هو انتبه بصعوبه.
ادم بإحراج: اسف مخدتش بالى
حمزه ابتسم بتدقيق و مد إيده و ادم اخد لحظات لحد ما مد إيده و إتقابلوا ف سلام غريب و الاغرب ان محدش فيهم فكر يسحب إيده!

هديه بصت لنظراتهم و استغربت. ترجمتها على وجود ادم ف وقت متأخر زى ده عندها و حبت تكسر توتر الموقف ف حطت دراعها على حنين و ابتسمت لآدم بمرح: و دى بقا مين؟ الوليه
ادم اتشد بصعوبه من الحوار الصامت مع حمزه و ضحكلها ضحكه صغيره تخرّجه من صعوبه الموقف.

هديه رفعت حاجبها لحنين اللى مركزه بإستغراب مع الدمعه المحبوسه ف عيون ادم و ميلت جنب ودنه بهمس: متفكرش تمد إيدك تسلم لاحسن عم الحج يقطعهالك. احنا صاعيده و مهنهزرش ف الشرف و الست مننا اللى تفرط ف صوباع واحد من صوابعها تفرط ف
ادم ضحك ضحكه خفيفه و هي قطعت كلامها مع حنين اللى مدت إيدها و سلمت.
هديه رفعت حاجبها لادم: مش قولتلك مبنفرطش. احنا اصلا عيله مشافتش بربع جنيه اخلاق.

ادم ضربها بكوعه ف جنبها و هي انتبهت لحمزه اللى مدقق مع ادم و رفعتله حاجبها: و بالنسبه لعم الحج. ايه خير؟ شايفه المودام مدت صوابعها و سلمت و شويه و هتبوس. و انت ايه؟
حمزه ضحك ضحكه خفيفه و مدلها إيده شدها من جنب ادم جنبه و لف دراعه حوالين كتفها و هي ابتسمت بهمس: انا صحيح قولتلك خبى العرق الصعيدى اه بس مش لازم تقلب على جون الاجنبى، انت قربت تلقط الاوروبى
ادم ابتسم بتوتر و اتحرك ينسحب: طب استأذن انا.

مشى و حمزه عينيه اللى شردت شويه بصت لهديه اللى مبتسمه ببلاهه لأثره بعد ما اختفى.
حمزه: نطلع؟
هديه ببلاهه: نطلع فين؟
حمزه برّق و هديه انتبهت ف حطت إيدها على بوقها و ضحكت اوى بخفه.

فاطيمه بصت لجوزها بقلق على ادم اللى واقف ف البلكونه و مبتسم بشكل استغربوه.
ابوه وقف و كلمها و هو رايح ناحيته: اعمليلنا شاى طيب
فاطمه سابته و دخلت المطبخ و هو راح جنب ادم اللى عينيه سارحه بعيد.
ابوه ابتسم اما ادم انتبه: روحت لحد فين انا واقف جنبك من بدرى؟
ادم بص بعيد بإحراج: و لا فين
ابوه: مش مهم فين اد ماهو مهم متروحش بعيد عشان اما تيجى ترجع متاخدش وقت و مجهود
ادم رد بخمول: مش مهم بقا.

ابوه بصّله شويه و قبل ما يتكلم فاطيمه دخلت بالشاى.
ابوه بصّله بمرح: اسرع كوباية شاى ممكن تتعمل ف التاريخ اللى بتعملها امك اما تبقى عايزه تعرف بنرغى ف ايه
فاطيمه كشرت بإصطناع: انا ممكن اقعد و اخليك انت و ابنك تعملوا الشاى اصلا. يبقى معايا راجلين و اعمل شاى؟

ابوه بصّله بهزار: اتفضل يا عم ادينا اتدبسنا اهو، حد قالك انسحب من لسانك و قولها تاريخ و جغرافيا؟
ادم اتكلم بجديه مش متناسقه مع مرح لهجة ابوه: ربنا يخليكى لينا يا حبيبتى
ابوه ابتسم بزعل عليه و بص لفاطمه اللى بتشاورله عليه.
كان عارف ان جزء من السور اللى اتحط بينه و بين رحاب انهارده هو احراجه ان الحوار كان قدامه هو و امه. صحيح هو مش ده سبب زعله كله لكن جزء و هو حاول يكسر الجزء ده.

ابوه سحبه لفّه ناحيته بعد ما ادم لفلهم ضهره و سند على سور البلكونه: ادم
ادم بتهرّب: سيبونى لوحدى دلوقت
ابوه: لحد امتى؟ انت دلوقت زعلان و الزعلان مينفعش يتساب لوحده
ادم بخنقه: ماهو لوحدى احسن بكتير ما ابقى مع اى حد
ابوه بهدوء: ادم. خلينى اقولك ف البدايه انك انت مش غلطان. بس غلطان بردوا.

ادم رفع حاجبه و ابوه ضحك معاه و هو بيعدل كرسى يقعد: في حكمه بتقول اسلوبك اللى هتكلمنى بيها اهم من الكلام نفسه. يمكن انت معرفتش توصّلها قصدك او تفهّمها صح
فاطمه اتلجلجت بزعل: حبيبى. هي متقصدش. هي بس يمكن مفهمتكش او يمكن انت اللى
ادم زعق عشان فاهمها جدا، و فاهم من حزنها انها رافضه مجرد وجود رحاب معاه بعد اللى حصل مرفوض لكن بُعدها حاليا بردوا مرفوض عشان متفضيش مكان لهديه!

اندفع بهجوم: يمكن انا اللى ايه؟ اليمكن الوحيده بينى انا و رحاب هي اننا مش متفاهمين و لا متحابين. لا ده الاكيد. انا خبطت ف الحقيقه دى من اول يوم اتقفل علينا باب بس عافرت. قولت يمكن نتغير. و مش بقول هي لوحدها تتغير. لا احنا الاتنين. نقدر نتفاهم. نحب بعض. كنت شايفها بحسابات العقل مناسبه. بنت محترمه و بنت ناس و نوعا ما مش جاهله ف عقلى عمل عليها صح ف ابلكيشن الجواز و يمكن ده الابلكيشن الوحيد اللى ملته. لكن قلبى لاء و كل يوم بتأكد انه لاء.

امه بصت لأبوه عليه بحزن و تمتمت بدموع: ربنا يحمى قلبك و يحرّم عليه الوجع يابنى.

ابوه طبطب على ايده: يا بنى الحب مش كفتين الميزان. و لا القلب نفسه منصب الميزان. القلب بيدق لأي حاجة حلوه. شخص شكله حلو. أكله حلوة. كلمه حلوه. قعده حلوه. صنية بسبوسه. مكرونة بشاميل و ورك فرخه. القلب شهوه و إشباع رغبات تقدر تشبعه بسهوله. لكن عقلك صعب. عقلك صعب تقنعه. مش أي حاجه هيلتفت ليها. العقل بيلتفت للمبادئ والصفات والتصرفات. بينتبه و بيعرف يفرق كويس بين الحقيقي والمزيف. لكن قلبك بيلاوعك دايما عايز يشبع و بس. و طالما عقلك اللى اختارها زى ما قولت يبقى هي كويسه. أهم حاجة في الارتباط انك تقدر تحب بعقلك لو عرفت تحبه بعقلك انت كده وصلت لراحتك النفسيه اللي مع الوقت هتكتشف انها مش لازم تكون مقتصره على دقات القلب الشهوانية و بس. عشان كده لو اتجوزت عن حُب بس قلبك هيشبع بسرعه و عقلك وقتها مش هيكون حابب يكمل.

ادم اتحرك و هو بينفخ: حتى عقلى بعد كده اما ابتدى يتحرر برا ابليكشن الجواز و يشوفها بشكل مختلف برا منظومة الجواز اتصدم. بقى مستنى اى تغيير كإنه مش هو اللى اختار من الاول. مستنيها تتغير. تغير كلامها. اسلوبها. حياتنا. بيتنا. مستنى اى تغيير ف علاقتنا
ابوه معجبهوش نظرة الرفض اللى مسيطره على جوارحه كلها مش بس عينيه قبل كلامه. كان فاهم من الاول ان في حاجه ورا كل ده و دلوقت إتأكد من عينيه.

بص لادم: بس خد بالك عشان احساس المستنى ده غدار اوى و بيخليك تاخد اى حاجه تقابلك
ادم بص بعيد بخمول و ابوه لف وشه له بجديه: عارف يا ادم. في مرحله كده بتكون مش مفهومه نهائيا ف حياة كل حد فينا. هي مرحله اللى مستني. يا مستنى حاجه.
يا مستنى رزق. يا مستنى المرحله دى تمشى و تنتهى.
يا مستنى مرحله تيجى احسن. قاعد مستنى بس.

اللي بتنام عليه بتقوم عليه. لا انت بتشارك ف احداث و لا عاوز تدخل ف نقاش و لا عاوز تعمل اي حاجه غير انك مستنى. بتكون عاوز تاخد خطوه بس مستنى اشاره. عاوز تغيير بس مستنى اللى قدامك هو اللى يعمل ده. عاوز تطلع من المرحله دي بس ف نفس الوقت مستني حاجه تيجي و تطلعك. و ده اللى متأزم بينك و بين رحاب. انا متآكد انى لو سألتك انت مستني ايه دلوقتي حرفيا مش هتعرف ترد. اللي هو حاسس فعلا انك مستني حاجه تيجي و تقلب حياتك و تغيرها للاحسن. بس مش عارف هتيجي ازاي و امتى.

ادم اخد نَفس عنيف رغم بطئ كلامه: حتى لو مش عارف انا عايز ايه بس خلاص. خلاص عرفت المفروض اعمل ايه. انا هت.

ابوه سبقه يقطع كلامه بقصد: خد بالك عشان احساس انت مش عارف عايز ايه ده هيخليك تمد ايدك تخطف اى حاجه تقابلك ف سكتك و كإنها هي اللى مستنيها او ع الاقل هي اللى هتعمل كل اللى انت مستنيه ده. و مع الوقت انت و حظك يا تطلع غلط و تحس نفس احساسك الاول انك اختارت غلط يا بالصدفه تطلع شبه الحاجه اللى مستنيها و ده غالبا مبيحصلش.

ادم اخد نفس طويل و صورة هديه ظهرت قدامه بتلقائيه غريبه. هز راسه برفض غريب كإنه مش عايز يترجم عليها كلام ابوه!
ابوه بصّله شويه: رحاب غلطت محدش يقدر يقول غير كده. غلطت و غلطها وحش كمان. بس اللى غلط بيتأدب لازم يتأدب عشان يستوعب غلطُه. في ست بيأدبها التجاهل و ست العكس، لازم تتحاسب ع الواحده. في ست حساسه مجرد ما تتجاهلها بتحس بغلطتها و بُعدك بيأدبها، و ست تانيه ناشفه شويه، لازملها وقفه عند الغلط.

فاطيمه خرجت عن شعورها: رحاب محتاجه منك شوية شده يا ادم. انا مبسلطكش عليها و الله ابدا. بس هي محتاجه حزم شويه ف تعاملك معاها. طالما وصلت لكده يبقى شغل تكبير الدماغ ده يابنى معتش ينفع معاها
ادم مسك دماغه بتعب: انا خلاص هت.

ابوه طبطب على إيده و هو بيستعد يسيبه لوحده ياخد فرصه يوزن كلامه: احسبها تانى يا ادم. احسبها و عيد حسابها مره و اتنين و عشره لحد ما تقابل قلبك و عقلك ف نقطه و المهم تكون هي النقطه اللى انت عايزها و الاهم تكون عارف انت عايز ايه. حاول لحد اخر نقطه ف طاقتك
ادم: المحاولات المفروض تتبذل لشخص بيحبك مش علشان تخليه يحبك.

ابوه: كل حاجه ف علاقة الراجل بمراته بتجى على حسب المجهود اللى اتبذل عشانها مش على حسب مين فيهم بذله
ادم: و هي ليه متعملش ده؟
فاطمه بدفاع: يمكن عشان معندهاش حد يقولها كده
ادم برفض: اللى عايز يعمل حاجه بيعملها مبيستناش حد يقوله عليها يعملها او ظروف تجبره
امه بصتله بعتاب: زى ما الظروف اجبرتك كده تروح لهديه تانى؟
ابوه بصّله بترقب: مين؟

هديه إبتسمت و هي قاعده قدام ابوها و امها: انااا
حنين بصتلها برفض: انتى ايه؟ انتى اللى قولتيله يوصلك ف وقت متأخر زى ده؟
هديه بعفويه: احنا كده كده كنا مع بعض ف اكيد مش هيسيبنى اروّح لوحدى
حنين وقفت بصدمه: مع بعض؟ لدلوقت؟ و مع واحد متعرفهوش؟ و بتتكلمى عادى كده كإن ده شئ عادى!
هديه بهدوء: حضرتك سألتينى و انا جاوبت. ايا كان عادى او مش عادى مش هكذب
حنين بصت برفض لحمزه اللى ساكت تماما.

حمزه ابتسملها بهدوء و بص لهديه بإنصات كإنه عايز يسمعها بدون اسأله عشان متحسش انها مضطره تجاوب ف تذوق الكلام.
حنين بصت لحمزه برفض: انت حتى مسألتهوش ايه اللى جابه عندها!
هديه: كنا مع بعض و وصلنى
حنين: زميلك يعنى؟ زميل شغل؟
هديه اتوترت شويه مش عارفه اما جات سيرة شغله و لا عشان مش هتعرف تصيغ ازاى جمله مفيده عن واحد وصّلها للبيت و متعرفش تفاصيله!
حنين بصتلها بإستفهام و هديه هزت راسها: لاء
حنين: زميل دراسه؟

هديه: لاء
حنين هتتكلم و هديه كملت بلهجه تحاول تقفل الحوار: تقدرى تقولى صحاب
حنين زعقت و شدتها رجّعتها تانى بعد ما اتحركت: يعنى ايه تقدرى تقولى و يعنى ايه صحاب؟
هديه ردت بضيق: يعنى صحاب يا ماما. ايه المش مفهوم ف الكلمه؟
حنين بغضب: انتى من امتى و انتى بتصاحبى؟
هديه بعتاب: و من امتى و حضرتك بتكلمينى كده او بتستجوبينى؟

حنين: مجاوبتنيش. من امتى و انتى بتصاحبى لاء و بيوصلوكى للبيت؟ ده انتى صحابك بيقولوا عنك عسكرى ف نفسك عشان مبتديش فرصه لحد ينطق معاكى
هديه اتوترت من كلامها عشان لمس الاحساس اللى جواها اكتر من غضبها و شكها.
حاولت تتكلم بمبرر بعد ما انتبهت: مانا ليا حسام و ساعات بيوصلنى بردوا اما بنتأخر ف شغل. و ليا عمر اخو هنا و ساعات بردوا بيوصلنى معاها.

حنين ربعت إيديها: اه بس حسام معاكى ف شغلك و اخو هنا بردوا مع اخته. انما ده مع مين؟
هديه وقفت برفض: لا حضرتك مش بس بتستجوبينى. لاء ده شك و ده شئ مرفوض
حمزه وقف يقفل الحوار و اتحرك جنبهم: بسسس. مش طريقه دى
حنين: بتاعتى و لا بتاعتها؟
حمزه لف وشه بجنب بصلها بعتاب: طريقتك مش طريقة سؤال عشان طريقتها تبقى اجابه.

حنين بصتله بصدمه و هديه اتحركت بعشوائيه تدارى توترها: محصلش حاجه لكل ده. ده مجرد حد مريح قابلته ف سكتى ماشى جنبى ابتسملى و ابتسمتله و بس. انا حتى صليت استخاره كتير بسببه. قولت يارب لو جاى و جايبلى معاه شر ابعده بشره عنى، و لقيت نفسى برتاح لفكرة وجوده مش اكتر
حنين بصتلها بذهول: انتي بتصلي إستخاره علشان ربنا يقولك تصاحبيه و لا لاء! ده إنتي المسيح الدجال هيقول لأبوكى عنك انت و هيفلقك نصين.

حمزه ضحك غصب عنه و حاول يتكلم مع حنين و هو بيحط دراعه عليه ف سحبت نفسها و هي بتبصله برفض و اتحركت.
حنين بعد ما اتحركت وقفت بتوهه و بصت لهديه و سكتت معرفتش تترجم سؤالها.
هديه اتحركت جنبها بأسف: ماما صدقينى محصلش حاجه لكل ده. ادم حد كويس ميتخافش منه
حنين ردت بلغبطه: ادم مين؟
هديه رفعت حاجبها و حاولت تضحك: اللى لسه مسلماله يا وليه من اول ما مد ايده.

حنين معرفتش تضحك و هديه فهمت انها مش قابله الحوار كله: ماما ادم بجد شخصيه كويس بغض النظر عن الظروف. انتى متعرفهوش
حنين سكتت كتير اوى: انا معرفهوش، صح؟
هديه بصتلها بإستغراب على سؤالها. بس الحوار كله من اصله كان غريب فتقبلت غرابة سؤالها. حنين سابتها و دخلت اوضتها.
حمزه سحب هديه و قعد بيها و إبتسم: هاا
هديه فركت إيديها: هاا ايه!

حمزه بهدوء: هاا اى حاجه. اى حاجه عايزه تقوليها قوليها انا سامعك و لو حاسه انك مش عايزه تتكلمى دلوقت ف خليكى عارفه انى مستنيكى اى وقت تتكلمى عشان اسمعك.

هديه ابتسمت براحه: صدقنى مفيش حاجه تتحكى اوى
حمزه ضيّق عينيه بإبتسامه و هو بيشاور: اوى دى يبقى في حبه صغيره. ايه هما الحبه الصغيره دول؟
هديه: ده ادم. اتقابلنا ف ظروف ملغبطه كده شبه علاقتنا. يعنى. كنت ف شغل و هو ف شغل و هيفتح شغل جديد ف خبطنا ف بعض
حمزه انتبه بجديه: يعنى بيشتغل معاكى؟ صحفى مثلا؟

هديه اتوترت: لاا. لاء. انا اللى كنت ف الشغلانه دى صحفيه بس بشكل متخفى عشان الحوار يتسبك و اعرف اطلع بموضوع كويس. الحوار الاخير بتاع العشوائيات ده.

حمزه: و هو؟
هديه معرفتش تجاوب و معرفتش تهرب: هو حد كويس. كويس جدا. الظروف ضغطته ف حته ضيقه بس عرف يطلع منها الحمد لله
حمزه ابتسم اما فهم انها بتفلت من الحوار و اتقبل ده مؤقتاً: هو عايش هناك يعنى؟
هديه: العشوائيات قصدك؟ هو يفرق معاك يعنى؟
حمزه ابتسم: لاء. المهم انتى و واضح انه مفرقش معاكى اهو
هديه عينيها زاغت حواليها بإحراج: صدقنى مش كده. بس. بس هو مفيش حاجه محدده.

حمزه عينيه ابتسمت بإستفهام و هديه افتكرت فجأه ادم اما قالها عن افتتاح المحل و حياته هتتغير بعده.
بصت لحمزه بإبتسامه هاديه: ادم و السن تقريبا زيى او اكبر حاجه بسيطه و عنده محل شغال فيه. اتقابلنا من فتره قريبه. اول مره كانت صدفه القدر رتبها و بعدها صدف كان بيرتبها هو و فاكرنى عبيطه
حمزه رفع حاجبه: و اما هو فاكرك عبيطه بتعملى ايه؟
هديه ضحكت و هي بتمثل البراءه: بعمل عبيطه.

حمزه ضحك غصب عنه و هي ربعت رجليها ع الكرسى بإرياحيه: معرفش غير انى مرتاحه
حمزه ابتسم: و ده شئ مهم. بدايه كويسه بس الاهم من بداية الطريق هتمشيه ازاى
هديه: انت عارفنى
حمزه: عشان كده متطمن بس ده ميمنعش انى اخاف عليكى.

هديه هزت راسها برضا: انا يمكن عشان طول عمرى مبفكرش غير ف شغلى و ازاى انجح فيه و اعمل لنفسى كيان ف حاسه ان في حاجه غريبه لمجرد ارتاحت لحد. ف ممكن اكون صح و ممكن اكون غلط. و ممكن شايفه ده عشان نظرتى من بعيد و مش واضحه و اما اشوفه عن قرب ملاقيش اللى عايزاه. و ممكن هو زيى و ممكن نظرته لشغلى مش ليا. مش عارفه.

حمزه بصلها بجديه: بصى يا هديه خليكى عامله حسابك ان نسبه كبيره من الرجاله بيلفت نظرهم البنت الناجحه الواثقه في نفسها و اللى شخصيتها قويه. بس نسبه قليله جداً اللى بتتجرأ تخش في علاقه مع واحده بالمواصفات دى. لأن غالباً البنات اللى بالنموذج ده بتكون تطلعاتهم في الراجل اللى معاهم عالية جدا و ده بيخوًفه او بيخليه متردد شويه. عشان هي بتكون أينعم مستكفيه بنفسها و بأهلها بس نفسها زى أى بنت تكوّن بيت و أسره لأن ده الطبيعى. بس تطلعاتها في أن يكون معاها راجل يعرف يحتوى شخصيتها و نجاحها و طموحها من غير ما يحسسها أنها هي اللى لازم تعمل كل حاجة و تفكر في كل حاجة. ده شىء صعب جداً بيخلى البنت اللى شخصيتها كده زى ما هي اختيارتها بتكون متأنية جداً و متأخرة أوى بتخليه هو كمان بيحسبها كتير من ناحيتها.

هديه بصتله بقلق و حمزه ابتسم: عشان كده متديش كل اللى جواكى للى قدامك حتى لو بتاعه الا اما تلمى جوانبه كلها بين إيديكى و تتأكدى. و حتى لو إتأكدتى بردوا خلى حته جواكى كده تبقى بتاعتك انتى تعرفى ترجعيلها اما تحسى مش هقول بالخذل. بس ع الاقل اما تحسى انك عايزه تبقى لوحدك او تعيدى حساباتك.

هديه حركت ملامحها بإبتسامه مريحه: صدقنى لسه بدرى اوى ع الكلام ده. عارف. عارف التبرويزه اللى بتبقى ف اول المقال دى؟ الجمله الابتدائيه اللى بنلخص بيها الموضوع اللى هيتفرد؟ لا حتى دى مدخلناش لها. عارفه المانشيت؟ اهو احنا ده
حمزه ابتسم و رفع حاجبه: طب و المانشيت ده بيقول ايه؟
هديه رفعت وشها لفوق بإبتسامه بتداريها و تكتمها بالعافيه و اما ملقتش رد مناسب ينفع يتقال اتحركت استخبت ف حضن ابوها بحب.

حمزه ابتسملها بلغبطه: هديه هو انتى معرفتنيش على ادم ده قبل كده؟
هديه رفعت وشها بحيره: لاء. بس
حمزه انتبه: بس ايه؟
هديه اتلغبطت بتفكير: حساه. حاسه كده. مش عارفه. بتسأل ليه؟
حمزه بص لبعيد: حاسس انى شوفته قبل كده فبسأل لو عرفتينى عليه قبل كده
هديه هزت راسها و حمزه بصلها شويه بجديه: هو اسمه ايه؟
هديه استغربت: مانا قولتلك ادم
حمزه: ادم ايه؟

هديه حاولت تركز و تفتكر اما لقطت اسمه كذا مره و هما ف العشوائيات: ادم عمران
حمزه ابتسم ابتسامه صغيره و شرد.

محاسن بصت لجوزها بغضب و بصت لبنتها اللى ساكته بلغبطه: انتى راضيه عن الكلام ده؟ انتى بجد هتروّحى؟ و مع ابوكى اللى هيسحبك يوديكى لحد عنده؟
مصطفى زعق: سيبى البنت تلحق بيتها و جوزها و تصلح اللى هببتيه يا محاسن
محاسن زعقت: انا اللى هببت؟ و هو ايه؟ يا راجل ده عايز
مصطفى قاطعها: ملناش دعوه. راجل و مراته يحلوا امورهم مع بعض.

محاسن: ده منطقش بكلمه زى اللى على راسه بطحه. يا راجل ده اللى عامل عمله بيبجح و يتكلم و ده قعد زى البجم منطقش
مصطفى بذهول: انتى عايزاه ينطق بعد اللى عملتيه انتى و بنتك؟
محاسن: ليه بقا عملنا ايه؟
مصطفى بنفاذ صبر: ده راجل عايز يجدد ف حياته و بيته و مراته
محاسن: يجدد ايه هو راضى يجددلها العفش عشان يجدد حياته كلها؟

مصطفى: الراجل حاسس انه مخنوق. زهقان. هيطق. يطق ف وشها و لا يتكلم معاها؟ اتكلم و بنتك اللى طلعت مبتفهمش. معرفتش تفهمه و لا تحتويه
محاسن: تفهم ايه هو الكلام محتاج يتفهم؟ ده مفهوم لوحده. ده ظابط يعنى يقدر يوديها البحر و
مصطفى: و يقدر يجيبها تانى. و اعتقد انه كان بيجيبها ف ابعدى انتى بقا قبل ما تخربى عليها
محاسن بصت لرحاب: انتى راضيه عن الكلام ده؟

رحاب وقفت بلغبطه. هي كل مره بتعتمد انه هو اللى بيجى بس الطريقه اللى ادم مشى بيها بتقول انها لو مراحتش مش هيجى. ابتدت تحس بغلطها. من كتر تجاهل ادم لتصرفاتها اتمادت!
مصطفى اختصر حيرتها و مدلها إيده: يلا يا بنتى. صدقينى لو مرجعتيش بيتك دلوقت مش هتعرفى تعمليها بعدين. دلوقت او كمان شويه انتى اللى هترجعى عشان هو مش جاى. بس لو مش دلوقت و بعد شوية وقت هتبقى اصعب و هتلاقى بابك مقفول صدقينى.

محاسن شدتها منه برفض: يا راجل ده الغضبانه ابوها بيعززها عنده و يذل ف جوزها لحد ما يدهاله. و انت عايز تاخدهاله بيضه مقشره لحد عنده عشان يتتنى و يتفرد عليها و يشوف نفسه؟
مصطفى اتجاهلها و بص لرحاب: لو مش هتقدرى ترجعى لوحدك مع انى مفضّلش ده ف انا هخدك له عشان يعملى خاطر و الباقى عليكى
رحاب سكتت شويه بحيره و هزت راسها لابوها: طب هغير هدومى
محاسن بصتلها بغيظ: طب اصبرى جايه معاكوا.

مصطفى: هتيجى ليه؟ واحده و هتتصافى مع جوزها محدش له دور. انتى بالذات ملكيش دور ف الصلح عشان يخلص على خير
محاسن بغيظ: انت مش كده كده واخدهاله؟ ابقى معاها ع الاقل عشان ميفتكرش انه غصب عنى و يتفرعن
مصطفى نفخ و هي شاورتله بتحذير و هما بيخرجوا: احنا هنطلع بس عشان نراضى ابوه اللى حضّرناه ف حوار زى ده و سمع كلام زى ده ميلقش بمقامه. او احنا هنقول كده اما نطلع. عارف لو قولت غير كده انت حر.

مصطفى: كده هنعتذر و نرجع ببنتك
محاسن قفلت الباب بحده: سيبها عليا.

هديه بعد ما ابوها سابها دخلت اوضتها و اول ما قفلت الباب سندت عليه و غمضت عينيها و اخدت نَفس براحه.
موبايلها رن ف إيدها اللى ضماها على صدرها ف اتخضت.
ابتسمت رغم ان الرقم غريب و فتحت: ادم
ادم بمرح: ازيك؟ ياللى مفيش ف العالم زيك
هديه ابتسمت بصوت و هو رفع وشه لفوق بنفس الابتسامه: عامله ايه؟
هديه ابتسمت و هي بتتحرك بالموبايل: هعمل ايه من ساعه لدلوقت؟

ادم بقلق: كنت عايز اتطمن عليكى. عملتلك مشكله مع ابوكى؟
هديه ردت بسرعه: لالا. خالص
ادم عجبه نبرة صوتها السريعه كإنها بتزيل اى عائق وسطهم ف ابتسم.
هديه استوعبت لهفتها ف اتكلمت بخفوت: انا قولتلك ان ابويا واثق فيا جدا و عارف ان حتى غلطاتى محسوبه و مدروسه مش مجرد عشوائيه
ادم سكت شويه: و فلنتفرض انى غلطه؟
هديه سكتت شويه بتفكير: مانا قولتلك غلطاتى مش عشوائيه. يعنى زى ما بختار الصح بختار بردوا الغلط.

ادم استغرب: هو في حد بيختار الغلط؟
هديه اتحركت قعدت ع السرير و سندت راسها على عرضة السرير وراها و بصت لنفسها ف المرايه: اه. اما يبقى هتتعلم من السكه الغلط اكتر من الصح يبقى تختار الغلط و تتحمل نتيجته مقابل درس تتعلمه
ادم سكت شويه: على كده نَفسك طويل بقا
هديه ابتسمت: جداا
ادم اتنهد براحه: لاء و ذكيه
هديه: و هو الراجل بقا بيحب الست الذكيه و لا الغبيه؟
ادم ببلاهه: الطريه
هديه اتخضت: نعمم.

ادم صحح بمرح: الغبيه. و الله احنا بنحب الغبيه عشان يوم ما بتشغّلوا دماغكم بيبقى علينا
هديه ضحكت بخفه: احنا الست مننا بتميل للراجل الناضج
ادم كمل بمرح: لا الراجل بقا بيميل للست الناضجه و نص مستويه و المقمرشه و المحمره المهم يميل
هديه ضحكت اوى و هو سكت بتشبّع لضحكتها.
هديه: ‏الراجل مبيفرقش معاه. هو بس لو خيّروه بين المحترمه و قليلة الادب هيختار المحترمة و يخونها مع قليلة الادب.

ادم معجبهوش الجمله و مرضيش يترجمها بالشكل الصح اللى تترجم عليه بيها.
هديه: تنكر؟

ادم ابتسم يخرج من الحوار: هقولك علي كام سر عننا. %95مننا عينيهم زايغه و بيبصوا لأى معزه. نفس ال 95%ّ دول مننا مش رجاله مع بعض الا لو في مصلحه. مفيش حاجه اسمها راجل سنجل ف القاموس. معظمنا هيرجع 3 اعدادي تاني لو حلق دقنه. معظمنا ميعرفش من الشرع الا مثنى و ثلاث و رباع. معظمنا شايف اي بنت شمال عشان معظمنا ما شافش تربيه. معظمنا ممكن بنت حلوه تبيّعه اللى وراه و اللى قدامه. معظمنا من غير فلوس او شكل او سلطه و لا حاجه و لا شخصيه ولا نيله. معظمكم ارجل مننا بس هتلاقي ان راجل زباله عقدكم مننا وعندكم حق.

هديه ضحكت اوى على مرح لهجته اكتر من الكلام. رفعت الموبايل من على ودنها و بصت للفون و رجّعته على ودنها و ادم توقع الحركه اللى عملتها ف انفجر ف الضحك.

حنين اول ما حمزه دخل بصتله بهجوم و هو شاورلها على بوقها.
حنين بصت ع الباب بنفاذ صبر اما فهمت انه مش عايزها تعلّى صوتها و هديه تسمع.
سابته و فتحت البلكونه و وقفت بغيظ.
حمزه دخل وراها و هي بصت بذهول لباب البلكونه اللى بيقفله.
حمزه ابتسم: انتى متضايقه و لا غيرانه؟
حنين بغيظ: لسه فاكر تيجى؟ انا داخله المفروض زعلانه و سايباكوا من اكتر من ساعه.

حمزه بهدوء: عشان هي كانت محتاجانى اكتر و دلوقت. عشان تتكلم بتلقائيه متاخدش وقت تفكر هتقول ايه و تخبى ايه و تذوق الكلام ازاى. كمان عشان هي تحس انى جنبها ف اى وقت و كل وقت. حتى لو اللى عندها حاجه بسيطه زى كده ف انا معاها فيها و جنبها و تعمل حساب ده ف خطواتها بعدين. و عشان انا كمان اعرف امتى اسمع بس و امتى انصح و امتى اتدخل
حنين اخدت نفس تهدى بعد ما اقتنعت نوعا ما.

حمزه ابتسم: انا اب يا حنين. المفروض ان يكون ده دورى. اسمع انصح اقرب اصحح. لكن ازعق دى و اعاقب و اخوّف مش بتاعة الاب و لو بتاعة اى اب ف مش انا. بنتى لو متطمنتش ليا هتروح تدور على ده برا. على حد يطمنها و ساعتها لو حتى ادم ده او غيره وحش يبقى بدل ما اشدها منه برميها تحت رجليه
حنين ابتسمت بتفهّم: انت اب حنين اوى يا حمزه.

حمزه شرد ف وجعه مع ادم و هل فعلا هو اب حنين و هي شردت ف حيرتها مع حكايتهم هو اب لمين فيهم و اتقابلوا ف جملتها.
حمزه ابتسم ببهتان: متقلقيش عليها
حنين اتكلمت بعفويه من غير ما تفكر: انا خايفه عليها يا حمزه. خايفه عليها اوى من النصيب. النصيب يبقى قليل. او يوجعها. خايفه نصيبها يبقى زيى
حمزه بصّلها قوى بعتاب ع الكلمه اللى وجعته و هي مستوعبتش اللى اتقال بعد ما خرج منها.

فاطيمه استقبلت رحاب و امها و ابوها دخلتهم الصالون بتجاهل من غير كلام.
رحاب اتوترت: صباح الخير يا ماما
فاطيمه بصتلها برفض و اتجاهلت الرد و اكتفت بهز راسها.
محاسن شقلبت بوقها و همست لجوزها جنبها: ابتدينا النمرده
جوزها نكزها بدراعه تسكت و هي سكتت بغيظ.
رحاب بصت لفاطيمه بتوتر: هو. هو هديه صاحيه و لا نايمه؟
فاطيمه ردت بإختصار: نايمه
رحاب وقفت: طب هدخل اشوفها و
فاطيمه وقفت قصادها بحده: لاء.

رحاب اتفاجآت بردها و فاطيمه اتحركت: هي لسه نايمه من شويه ف حضن ابوها و معتقدش هتصحى دلوقت
رحاب معرفتش تقعد من احراجها لها.
محاسن: هي مبتستأذنكيش، دى بنتها و هى
فاطيمه قاطعتها و هي داخله: هقوم اعملكوا واجب ضيافتكم
عابد كان متابع حوارهم من الصاله و هو على سجادة الصلاه.
استنى فاطيمه اما دخلت المطبخ و دخل وراها.
قبل ما يتكلم لمحها بتمسح وشها بغضب و بتحاول متعيطش.

قرب منها مسك إيدها و هي حاولت تتدارى بس قدام اصراره استسلمت و بصتله.
عابد: اللى يشوفك و انتى بتدافعى عنها مبشوفكيش دلوقت و انتى بتعامليها
فاطيمه: عشان هي غلطت و غلطت اوى. اه كانت بتغلط ع طول. بس المرادى زودتها. زودتها اوى يا عابد و لو الظروف غير الظروف و حياة ابنى ما كنت خليتها على ذمته دقيقه واحده و لاول مره كنت هخيره بينى و بينها.

عابد كان فاهمها بس حب يمتص غضبها او يخليها تسمع نفسها: طب معملتيش كده ليه؟ ايه اللى اتغير؟
فاطيمه صوتها اتهز بخوف: هديه. اللى اتغير ظهور هديه ف حياته من تانى. وجودها ف الوقت ده خلانى متمسكه بوجود رحاب عشان متفضلهاش مكان. هديه مينفعش يبقالها مكان ف حياه ادم يا عابد. مينفعش
عابد اتنهد: انا فعلا خايف عليه.

فاطيمه: قربها هيفتح عليه طاقة جهنم. انت فاكر ادم قالنا ايه. اكيد فاكر. و هو كمان فاكر. و فاكر حمزه ده عمل ايه. ده رجل قتل بدم بارد واحده حتى لو خانته. حتى لو القانون مغلطهوش و لا الشرع حتى. بس دى واحده كلت معاه ف طبق واحد و عاشرته. اضمن منين انه ميأذيش ادم!
عابد اتنهد بحيره: ما يمكن مش ابنها.

فاطيمم ردت بخوف: و يمكن ابنها. و يمكن هو بعد ما ادم مشى اتآكد انه ابنها ف عايز يآذيه او يأذيها فيه. او. او يمكن وصل للراجل اللى خانته معاه و الله اعلم حصل ايه بينهم و شايف ادم حق بينهم و عايز ياخد حقه
عابد بصلها بقلق: يا ستى يمكن ابن الست التانيه دى. ادم قال انها عيانه و
فاطيمه كملت: و بردوا قال انهم قالوا عليها ان هي كمان خاينه. انا خايفه عليه يا عابد من الدوامه دى يترمى فيها.

عابد: و هو رفض ياخد اى خطوه ناحيتهم. قال سواء دى او دى الاتنين ميلزمهوش
فاطيمه: عشان كده مش عايزاه يسيب رحاب دلوقت. مجرد ما هيسيبها هيشد هديه مكانها او هو اللى هيرمى نفسه ف سكتها
عابد: انتى عرفتى منين انه راحلها؟
فاطيمه اتنهدت بزعل: سمعته بيكلمها ع الموبايل
ادم كان خارج من اوضتها و وقف على كلامهم. اتفتحت جواها كل جروحه المتلصمه بالعافيه. لمسوا الحته المهزوزه جواه.

اخد نفس عنيف و رجع للبلكونه ولع سيجارته بخنقه.
فاطيمه و جوزها جهزوا عصير و دخلولهم تانى. قعدوا و مصطفى و محاسن و بينهم رحاب و الكل قاعد بتوتر.
ادم خلص سيجارته بخنقه. مسك دماغه بصداع و اتحرك ناحيتهم بجمود و قعد من غير كلام.
رحاب اتغاظت من تجاهله و هو مبصش على حد فيهم.
مصطفى حاول يفتح حوار مع ادم: اما رحاب قالتلى انها عايزه تطلع شقتها انا خوفت ملقيكش عشان الماتش و كده. هو جاى امتى؟

محاسن بصتله بغيظ و بصت لرحاب بتهكم.
ادم تقبّل منه الجمله اللى كان فاهم انها مصطنعه و ابتسم ربع ابتسامه خفيفه: خلص. الماتش خلص خلاص
مصطفى حاول يقول اى حاجه: انا قولت اجى اتفرج معاك عليه بس ملحقتكش فقولت اشوفك بقالنا كتير مقعدناش مع بعض
ادم هز راسه و مردش.
مصطفى حاول يكمل يخليه يتكلم: بعدين زى ما انت عارف بقا انا كنت عايش مع اتنين ملهومش ف الكوره. انا خدت واحده و انت خدت التانيه.

ادم كعمش وشه بقرف و رحاب وقفت بغضب: لاء انا ممكن امشى. انا اصلا جايه عش
ابوها قطع كلامها اما وقف و حاول يمسكها و اتكلم هو: ايه يا جماعه اهدوا. احنا جايين نصالح بعض مش هنمسك ف شعور بعض. و لا ايه يا رحاب؟
رحاب بغيظ: انت مش شايف تطنيشه؟ عشان جيتله. عرفت ليه مبرضاش اروّح معاك اما بغضب؟ ماما كان معاها حق
ادم شاورلها ع الباب ببرود: طب و جيتى ليه انتى و ماما اللى كان معاها حق؟

محاسن وقفت بغضب و شدتها: يلا يا بت عشان تبقى تسمعى كلام امك
مصطفى حاول يوقفهم: ايه يا جماعه؟ ما تصلوا ع النبى
ابوه و امه وقفوا و مصطفى بصّلهم: يا جماعه قولوا حاجه. الصلح خير
فاطمه بص على ادم بقلق: لا اله الا الله
مصطفى: عشان خاطر بنتهم حتى
محاسن شدت بنتها و اتحركت: يلا و حسابى مع ابوكى اما نرجع.

ادم وقف بغضب خرج عن سيطرته: عشان خاطر بنتهم؟ بنتنا اللى بنتك متعرفش حاجه عنها. عيانه و لا كويسه. بتجوع و لا شبعانه. بتاخد علاجها و لا لاء. دى متعرفش عندها كام سنه
رحاب رجعت بهجوم: ده انت متلكك بقا. ايه دخل ده ف ده؟

ادم زعق: عشان الراجل مننا بيعدى للست اهمالها فيه لو مهتميه بولادها. و ممكن يعدى عصبيتها مع ولادها لو واخده بالها من جوزها و لا مهتميه ببيتها. لكن انتى لا عارفه تعملى ده و لا ده. لا قادره تبقى ام و لا عارفه تبقى زوجه
رحاب زعقت: و انت ايه هاا؟ زوج كويس اوى؟ بتخرّجنى؟ بتسفّرنى زى جيرانى مع رجالتهم بتعمل معاهم؟ بتغيرلى عفش شقتى زى اخويا كل سنه؟
ادم اتنفس بالعافيه بخيبة امل و هي مشافتش ده.

اتخطت ابوها اللى حاول يمسك إيدها و قربت عليه بغضب: ده انت مصروف البيت قولتلك زودنى عملت عبيط!
ادم كز على سنانه: انتى مبتفكريش غير ف طلباتك و بس؟ نفسك؟ طب و انا؟ و بنتى؟ و البيت؟
رحاب بغضب: و انت فين اما افكر انا ف كل ده؟ مش انت الراجل و ده واجبك؟
ادم: و انا اما اتكلمت معاكى كنت بفكر ف كل ده. بس انتى اللى غبيه. كالعاده يعنى. انتى بجد مش حاسه انتى عملتى ايه؟

رحاب بتهكم: هو انت اما تبقى عايز تصور مراتك و لا تخليها تشد نفسين يبقى بتفكر فينا؟ اما دماغك تبقى ملهاش غير ف قلة الادب تبقى
ادم بصّلها بخنقه على انه ازاى كان مستنى منها تحسه و هي مش فاهماه و ازاى كان معاها كل ده و هي لا فاهماه و لا حساه!

مصطفى اتدخل: يا بنتى ما قولتلك اللى فيها. راجل و محتاج يغيّر و يكسر الروتين بتاع طول الوقت ده. انتى عارفه طبيعة شغله الله يكون ف عونه. زهق و عايز يغيّر يغيّر بقا حياتكم و لا يغيّرك انتى كلك؟
محاسن بتهكم: يغيّر ايه هو كان يطول ياخد واحده زى بنتى؟ ده لو لف الدنيا بحالها مش هيلاقى ضفرها
ادم بصلها بقرف و بص لرحاب: انتى بجد مش حاسه انتى عملتى ايه؟

مصطفى قاطعه يديله فرصه يهدى و بصلها: يا بنتى كل واحده بتمشى تبع جوزها. الست الشاطره اللى تعرف لوحدها ايه اللى بيحبه جوزها و تعمله. مش يقولها بنفسه و تتغابى!
ادم وقف بتعب: خلاص الكلام ده عدى وقته
مصطفى وقف بترقب: يعنى ايه يا ادم؟
فاطيمه وقفت و بتلقائيه مسكت ايد عابد اللى كان وقف هو كمان.
رحاب اتحركت بصدمه قدامه: يعنى ايه؟
ادم فجأه، .!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة