قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي عشر

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي عشر

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي عشر

ادم بقرف بص لرحاب: انتى بجد مش حاسه انتى عملتى ايه؟
مصطفى قاطعه يديله فرصه يهدى و بصلها: يا بنتى كل واحده بتمشى تبع جوزها. الست الشاطره اللى تعرف لوحدها ايه اللى بيحبه جوزها و تعمله. مش يقولها بنفسه و تتغابى!
ادم وقف بتعب: خلاص الكلام ده عدى وقته
مصطفى وقف بترقب: يعنى ايه يا ادم؟
فاطيمه وقفت و بتلقائيه مسكت ايد عابد اللى كان وقف هو كمان.
رحاب اتحركت بصدمه قدامه: يعنى ايه؟

ادم بصلها بغضب: يعنى كل حاجه خلصت. و انتى اللى خلصتيها. متلوميش غير نفسك بقا
رحاب اتعدلت ف وقفتها بصدمه: ادم. انا. انا مكنش قصدى. انا
مصطفى اتدخل بسرعه و قرب من ادم: انا جيتلك لحد عندك يا ادم. و مش هقولك جيبتهالك عشان هي اللى اختارت تجيلك. عرفت غلطها و جات تصلّحه
ادم وقف بجمود: متأخر
رحاب قربت بتهتهه: انا مكنش قصدى. انا بس. بس كنت محتاجه اخد رأى حد
ادم قاطعها بجفا: متأخر اوى.

رحاب حاولت تقول اى حاجه: ادم، انا بعد ما رفضت و انت زعلت حاولت اراجع نفسى. بس مقتنعتش. قولت. قولت اشوف حد يمكن انا اللى غلط و ده عادى. و اكيد مش هكلم صحابى ف حاجه زى دى. و انت عارف مليش اخوات. هروح لمين غير امى؟
ادم مبصلهاش بس ملامحه انقبضت بسخريه.
رحاب بصت لأمها بإستنجاد و امها قربت منه: انت بتتنى و تتفرد على ايه؟ انت غلطان و هتتشرط؟ ده انت.

ادم رد بجفا: و هو انا حاليا بتشرّط؟ احنا عدينا المرحله دى خلاص
ام رحاب هتتكلم جوزها شدها وراه و قرب جنب ادم: اقعدوا لوحدكم يا ادم. انتوا محتاجين تتكلموا. اتعاتبوا بينكم و بين بعض. انت كنت بتلومها عشان كل اللى بينكم برا
ادم: و انا قولت عدينا المرحله دى خلاص. العتاب ده بين الناس الباقيه على بعض.

مصطفى: انا مش هقولك بنتى مش غلطانه. بنتى غلطانه و غلطانه و غلطانه و الغلط جايبها من فوقها لتحتها و انا بقولهالك اهو قدامها و قدام امك و ابوك لو جات بيتى تانى و جابت سيرتك حتى انا بنفسى اللى هاخدها بإيدى و اجيبهالك.

ادم رد برفض: معتش له لازمه
مصطفى: يعنى ايه يا ادم؟ مش هتقدّر مجيتى لحد عندك؟ انا جيتلك تقديراً لك و لأبوك و للست والدتك و وعدتك قدامهم و احنا ف بيتكم و بمدلك إيدى، مش هتقدر كل ده؟ مليش احترام عندك يا ادم؟

ادم اخد نفس عنيف و كتمه بخنقه قدام توتر ابوه و امه. هو حاسس بقلقهم. هو عاشه و يمكن لسه عايشُه خاصة بعد ما سمعهم. هو صحيح لسه محسبش خطواته ناحية هديه ممكن تبقى ازاى بس اول طريقها مينفعش يبقى فيه رحاب! و بردوا مش عارف سكته مع هديه ممكن تبقى ازاى! حتى لو حسبها ف لازم يرتبها صح!

مصطفى استغل سكوته و بص لعابد: قول حاجه يا ابو ادم. انا جايب بنتى لحد بيتك. اولا عشان تعتذرلك عن اللى حصل ف بيتى و ثانيا عشان توقّفك بينها و بين ادم اللى مش هقول ابنك عشان عارف انك كمان بتعتبرها بنتك و مش هتكسر بخاطرها
عابد: لا حول و لا قوة الا بالله
ادم بص لأبوه اللى سكت بقلة حيله.
مصطفى انتهز سكوتهم و بص لرحاب: قربى اعتذرى لحماكى و حماتك و بوسى على راسهم.

رحاب هتتحرك امها مسكت إيدها ف خفا. رحاب سابت إيدها بتهتهه و اتحركت ناحية حماها.
ابتسمت بتوتر: انا اسفه يا عمى
عابد ابتسملها بمغزى: و لا يهمك يا ام هديه. دى زوبعة شيطان و يارب متدخلهوش بيتك تانى
رحاب هزت راسها و قربت من فاطيمه: حقك عليا يا طنط
فاطيمه دورت وشها بخنقه و اختنقت اكتر اما عيميها جات ف عيون ادم و شافتهم تايهين بحزن مكبوت.
مصطفى قرب بود منهم: يلا اعتذرى من جوزك و استسمحيه.

رحاب قربت من ادم اللى غمض عينيه كإن نفسه اتقبض من قربها.
رحاب همستله بغيظ: ابوسك قدامهم يعنى؟
مصطفى بصلها: انا بقولهالك قدامه مش مراضية له اد ماهى كلمة حق ف حقه. جوزك ابن حلال و اللى زيه قليلين. لا ده مش موجودين اصلا. اعتبرى نفسك اخدتى اخر نسخه. حافظى عليها بقا عشان هتندمى
رحاب بصتله بغيظ حاولت تكسر صمت ادم اللى خنقه كاتمه روحه كإنه متربط: و يعنى انا اللى بنت حرام. انا بدأت اشك انك بتحبه اكتر منى.

مصطفى: انا اللى لولا عارفك كنت شكيت ف حبك له. بس انتى مشكلتك بتحبيه بطريقه و هو محتاج طريقه تانيه
رحاب كشرت دلع لادم: المهم انى بحبه و هو عارف
مصطفى: و اللى بيحب حد بيعمله كل حاجه بيحبها. من غير ما يطلب حتى. يفهمه لوحده عايز ايه
رحاب بصت لادم بغيظ: و انا هفهم منين ان الاستاذ بيحب حاجات محدش ف الدنيا عاقل يحبها
ادم رد بتهكم: أنا فعلا بحب حاجات متتحبش و الله
رحاب رفعت حاجبها: زي ايه؟

ادم بسخريه: زيك كده مثلا
محاسن راحت ناحيتهم بهجوم هتتكلم مصطفى حلّق عليها بدراعه و حاول يمتص غضبها عشان تسكت: يا بنتى. الست الشاطره اللى تتغير من نفسها من غير ما تضطره يقولها. ما امك اهى. كل شويه بحال. سنه شقرا و سنه حمرا و سنه سوده
محاسن بصتله بغيظ و هو غمزلها ببوقه عليهم.
رحاب بصتله بغيظ: و هو قلة الادب بس اللى هتحلّى حياتنا انما الفلوس كخخ؟

ادم قعد بنفاذ صبر اما حس انه محتاج وقت يرتب خطواته اللى اتلغبطت. ظهور هديه و ملجأه لها ده مجرد مسكن مؤقت و لا هي حقيقى مسكن لكل وجعه و لا هتبقى وجع جديد!
رحاب ضيقت عينيها لسرحانه و هو انتبه لوجودها بالعافيه.
ادم كتم نفسه بخنقه: سيبك من الفلوس حطيها على جنب دلوقت. محتاجه ايه علشان تغيّرى حياتنا؟
رحاب ضمت وشها بإستفزاز: الفلوس اللى حضرتك لسه حاطتها على جنب.

فاطيمه شاورت بإيديها بعدم اقتناع: ربنا يهديكوا. هقوم اعملكم حاجه بارده تهدّى اعصابكم
ادم شاور عليها بتهكم: ابرد من كده؟ اعمليلها لمون
رحاب حاولت تهزر بشكل خو متقبلهوش او شافه سخيف: الفلوس بس اللى بتهدّى الاعصاب. الليمون ده بحطله حبة ميه و سكر و اعمل بيهم. وشى.

مصطفى قعد جنبهم: جرالكم ايه بس؟ فين ايام زمان و حبكم و الخطوبه؟
محاسن قعدت جنبهم: ده كان زمان. ايام ما كان حركات النسوان بتطلع من النسوان بس و الرجاله لها حركاتها
ادم بصّلها و كعمش وشه بإبتسامه صفرا: مناخيرك هتبقي جميله جدا لما تبقي في وشك مش في حياتى و الله
محاسن: حياتك اللى واحده داخلاها و واحده طالعه زى محطة المترو؟

ادم هز راسه اه بإستفزاز و رحاب استخدمت استفزازه: انت فرحان؟ طب خليك فرحان أوي بلمة النسوان حواليك يكش نعرف نفرقك من وسطهم بعد كدا
ادم وقف بنفاذ صبر يقفل الكلام لانه عرف من اول ما دخلوا انه اتدبس لإن ابوها مش هيرجع بيها من بيته.
رحاب وقفت قصاده بترقب و هو بصّلها كتير: طالما مبتفهميش غير الكلام المباشر ف خدى بالك بقا ان انا مره واحده هغفّلك بانها كانت الفرصة الاخيره.

سابهم و خرج و رحاب بصت لامها نظره ابوها قطعها بحسم.
مصطفى وقف: طب يا جماعه الحمد لله ان الامور اتلمت و جات لحد كده. و بنعتذر تانى عن اللى حصل يا ابو ادم. حقيقى اسف ع اللى اتقال و اللى حصل
عابد بهدوء: لا متقولش كده. رحاب بنتى زى ادم بالظبط من يوم ما دخلت بيتى
محاسن: و الله انتوا ربوا ابنكم بس و رحاب و اللى بينها و بينه سيبوه عليا.

مصطفى شدها بغيظ و بص لرحاب و بص لحماها و حماتها: خلاص نستآذن احنا بقا و يارب ما نجى تانى ف حاجه وحشه.

ادم نزل الشارع بخنقه ضيّقت كل البراح اللى حواليه ف عينيه.
راح بعربيته قدام العماره اللى فيها هديه. طفى عربيته و رجّع ضهره لورا براسه اللى سند كفوفه وراها و غمض عينيه.
محسش فات من الوقت اد ايه غير اما الشمس نوّرت الشباك.
فردت دراعاته و هو بيبص للنور اللى دخل من الشباك لمح هديه نازله.
ابتسم بعيون حايره بينها و بين نور الشمس و مش عارف مين فيهم اللى نوّر المكان.

فتح و نزل و سند ع العربيه و هو بيحرك إيده على وشه بعفويه و ابتسملها: يا صباح الجبنه الكيرى ع الحلو اللى شاغل تفكيرى
هديه رفعت حاجبها و هي بتقرب منه: انت نزلت من ع السرير لهنا؟
ادم انتبه ف ابتسم بتوتر: لا. بس
هديه شبه فهمت انه هنا من بالليل حتى لو مفهمتش السبب.
ادم فهم تفكيرها ف حرّك إيده على شعره و غمزلها مبتسم: متعرفيش شارع يا واحشنى رد عليا ازيك سلامات اروحله منين؟
هديه ضحكت برقه: صبح صبح ياسطى.

ادم رفع حاجبه: بطّلى كلمة ياسطى دي عشان بتاعة تكاتك أوي
هديه ضحكت اوى: ماشي ياريس
ادم ضربها بخفه على قورتها يستفزها: ماشى يا بلدينا
هديه شدت كف إيده بغيظ عدته: ايه بلدينا دى شايفنى شايله قفه على دماغى و لا جايه بالكلسون؟
ادم انفجر ف الضحك و هي بصتله بغيظ مع ضحكته اللى بتزيد و ترن لحد ما ضحكت معاه غصب عنها.

ادم ضحكته راقت و ابتسملها: انا كنت محتار انتى و الشمس مين فيكم اللى نوّر المكان و دلوقت اما ابتسمتى عينيكى كسبت
هديه ابتسامتها وسعت جدا: ايه اللى جابك يا ولا؟
ادم ابتسامته زاغت بتوتر. مش عارف يترجم حاجه من اللى جواه ف رد بتلقائيه: جيت اشوف ابوكى. قصدى لو زعل منك. حصل حاجه؟
ادم كان المفروض يكدب و يقول العكس بس الجمله طلعت منه تلقائيه.

هديه ربعت إيديها بعيون بتلمع بترقب: بردوا ايه اللى جابك؟ انت عرفت اجابة سؤالك منى امبارح
ادم حرّك إيده على شعره بعفويه و ابتسم بغيظ: عايز حد يعزمني على فطار. او عشا تقريبا. و يعتذرلي. معرفش يعتذرلي على إيه بس حاسس إني محتاج حد يعتذرلى. زى ما يكون كل مرحله ف حياتى كان ناقصها اعتذار عشان العك اللى بعدها ميجيش
هديه رفعت حاجبها: بردوا ليه جيتلى؟

ادم شدها بغيظ للعربيه دخّلها و قفل الباب و سند دراعاته على حرف الشباك و بصّلها: تقدرى تقولى كده انى كان قدامي حاجات كتير أصدع بيها نفسى زى القهوه و سجارتين و السهر و الشغل بس انا اختارتك انتى
هديه عجبها الرد و بصت قدامها بإبتسامه نوّرت وشها و هو لف ركب و اتحرك بيها.

رحاب نفخت بلامبالاه و دخلت ع المطبخ تعمل شاى.
امها دخلت وراها: يعنى البيه مباتش هنا امبارح؟ امال كان واخدك ليه؟
رحاب ببرود: عشان شغله اكيد. هيروح فين يعنى؟
امها بغيظ: لا و انتى الصادقه ده عشان انتى اللى روحتيله لحد عنده. ماهو صنف نمرود
رحاب خرجت بمج شاى و امها اتحركت وراها: عليكى و على جيبه. طالما طلعتى عينه و مخدتيش معاه حق و لا باطل يبقى طلّعى جيبه.

رحاب سكتت بملل: ادم مبيجيش بالعنف. كل حاجه عايزاها لازم اتخانق عليها. قرفت. ازاى اخد اللى عايزاه من غير عند؟
امها: بالزن
رحاب شاورتلها بقرف و امها اتعدلت: يابنتى هو الراجل كده زى جوزة الهند. قشرته ناشفه و قويه لكن جواه قلب ابيض و حلو و عشان توصلى لقلبه لازم تكسرى راسه
رحاب بزهق: ربنا ياخدنى يا ماما عشان اتخنقت
محاسن: بتدعى على نفسك ليه ياللى ربنا ياخدك؟

ادم بص للعلبه و ابتسم لهديه بمرح رغم انه فاهم: ايه ده انتى بتخطبينى بسرعه كده؟ طب ع الاقل اصبرى نشرب حاجه. نلبس حاجه لايقه. و لا انا كده لبست؟
هديه ضحكت بغيظ: لبست؟ انت تطول يا بنى؟
ادم: بس يا اوزعه. بتواجهى العالم الافتراضى بتاع شغلك و جمهورك و المجتمع ب ال150 سنتى بتوعك ازاى؟
هديه عملت نفسها بتتف عليه: اخرس. بعدين احنا زى الاخوات ده احنا عيشنا مع بعض ظروف قذره كل ما افتكرها اتف على نفسى.

ادم ضحك: اخوات ايه ده انا امى لو جابت الاشكال دى ابويا يطلقها
هديه مسكت كوباية المايه من جنبها شربت منها شويه و حدفته بيها و هو كان يقدر يلقفها بس سابها تحدفها عشان يسمع ضحكتها اللى رنت جامد.
ادم مسك فنجان القهوه و هي مدت إيدها بسرعه على إيده مسكتها بضحكة خوف: ايييه هتعمل عقلك بعقل 150 سنتى؟ عيب يا راجل
ادم ضحك غصب عنه على لهجتها و هي قعدت بخوف تضحك.

ادم رفع فنجان القهوه على بوقه و بص للعلبه بطرف عينيه و افتكر اما كان جايبُه لرحاب بس بغابئها ضيّعته!
هز راسه بإبتسامه شارده: سبحان الله ع النصيب. النصيب دي كلمة غريبه أوي فجأه بيوقع حاجتين في بعض من غير ما يحسوا و لا الموضوع يكون علي بالهم
هديه حست ان الكلام بعيد عن الخاتم اللى بترجّعهوله او هي معرفتش تترجمه عليه لإنها مش فاهمه جابه ازاى.
رفعت حاجبها: و هو كان من نصيب مين الاول؟

ادم بصّلها كتير و ابتسامته متغيرتش: نصيبك. و الله كان ملكك من الاول بس معرفش ايه اللى حصل. و لحد دلوقت معرفش!
هديه بصت لعينيه كتير كإنها بتحاول تقراهم. و ادم ابتسم.
هديه مدت إيدها مسكت الخاتم و ابتسمت برقه و هي بتبصله و ادم مد إيده لبسهولها بتلقائيه.
هديه اتوترت بإبتسامه هاديه و هو حاول يفتح حوار. حاسس انه عايز يسمعها و بس. يسمعها اكتر مش مكتفى باللى بتقوله.
ادم ابتسم: انتى قولتيلى بتعملى رسالتك هنا؟

هديه بحماس: اه. انا دكتوره ف الجامعه الامريكيه هنا و معايا دراسات و ماجيستير و حاليا اخر سنه ف الرساله
ادم ابتسم: على كده شاطره. بتسعى تطورى من نفسك
هديه ابتسمت بخفه: تسعه تسعه و نص
ادم ضحك ضحكه خفيفه: طب شدى حيلك عايزين تقدير عالي
هديه: لاء اللي عايز حاجه يقوم يجيبها لنفسه
ادم رفع حاجبه و هي ضحكت اكتر: لا ماهو اصل انا بعد شغلانة العشوائيات كنت بقول هعوض ف الفتره الجايه دلوقتي العوض علي الله.

ادم ضحك بخفه على لهجتها و هي ضحكت معاه.
اما جات سيرة العشوائيات اترددت شويه تفتح الحوار: ادم، انت سيبت شغلك صح؟
ادم بص ف عينيها و شاف فيهم خوف عليه اكتر ما هو منه و ده عجبه اوى.
هديه اتوترت: انت لازم تبطل البرشام يا ادم
ادم رفع حاجبه يستفزها: خلاص خلينا ف المخدرات
هديه بصتله بغيظ: و هي يعنى المخدرات فوار؟ ما تصحصح يا باربونيا
ادم ضحك غصب عنه. جواه حته عايزه تطمنها و تردد كتير مشوش عليها.

هديه ابتسمتله بمحايله: اى حاجه حلال
ادم ابتسم يستفزها: لا حلال ده ف الدبيح بس
برقتله بغيظ و ادم ضحك.
بصتله و ابتسمت بتذكّر: اسكت مش انا كتبت روايه جديده؟
ادم بصّلها بطرف عينيه عشان عارف و هي كملت بحماس: اه و الله. حكيت فيها الفتره اللى قعدت فيها معاك ف العشوائيات.
ادم بصّلها بفضول و مش عارف بيشبع منها و لا من لغة الحوار اللى اول مره يلمسها مع حد و لا بيهدى من انفعالاته.

هديه: اتكلمت عن الخرابه. عن الفقر و الجهل و اطفال الشوارع و العشوائيات اللى بعيده عن عين الناس و الحكومه. عن المخدرات و قعدات القهاوى و البرشامجيه و السرقه و الشحاته. تقدر كده تقول عملت ملف كامل عن وجهه تانيه للبلد قليل جدا اللى بيحاول يبصلها
ادم: و سمتيها ايه؟
هديه: القائد
ادم بصّلها و ابتسم بترقب: و ليه مجبتيش سيرتى؟

هديه سكتت كتير بحيره: معرفش. بس. محستكش فيهم. عينيا اللى لفت على كل ده و شافته معرفتش تشوفك ف و لا حاجه من دول! معرفش ليه بس. بس حسيتك غريب
ادم ابتسم: عنك؟
هديه: لاء عنهم. انا حسيتك شبهى!
ادم ابتسم: و انا حاسس اني مبسوط جدا
هديه رفعت حاجبها: ليه كدا ما انا سايبك كويس امبارح.

ادم رجّع ضهره لورا براحه: مش عارف. بس حاسس انى مرتاح من جوه كده. راحه من زمان محستهاش او تقريبا من كتر ما غابت مش فاكر امتى حسيتها
هديه اتكلمت بعفويه: انت بتصلى يا ادم؟
هديه كانت حابه تدخل جواه بشكل ميبانش فضولى او ميشدش تفاصيله غصب.
ادم ابتسامته بهتت بتوتر و كانت اجابه كافيه.

هديه بجديه: لو مبتصليش يا ادم يبقى لازم تشوفلك حل بجد. مينفعش تقابل ربنا كده. النبى قال العهد بيننا و بينكم الصلاه. الكافر معروف ملته و اليهودى معروف انما مسلم و تارك الصلاه يبقى مبينتميش لاى ديانه و لا له مله و لا دين
ادم بص لبعيد بعيون حزينه: مش عارف ايه اللى جرالى يا هديه. انا مكنتش كده. مكنتش بسيب فرض. بقالى كتير اتغيرت. بقيت وحش. وحش اوى.

هديه ابتسمت: يبقى شيطانك عفى شويه عرف يغلبك بس طالما زعلان من ده يبقى هو خدرك بس مموتكش و ده حاليا كويس. تقدر تفوق. انت مش زعلان و لا مكتيب و لا تعبان نفسيا انت مفتقد ربنا في حياتك بس
ادم: انا بس الدنيا اخدتنى. بعدتنى عن الدين و ربنا.

هديه: المتدن مش فاقد للشهوات يا ادم زى ماهو الكرم مش كاره للمال و لا حتى المتفوق محب للدراسه. لكن كل دول أقواء في مواجهة أهواء أنفسهم يا ادم و انت قوى و تقدر تواجه نفسك و تلجمها كمان
ادم ابتسم على لباقتها: انتى عارفه ان مش بس ملامحك مريحه؟ لا و كلامك مريح جدا. انتى عارفه ان كلامك شبه كلام ابويا. انتى عارفه انه كلمنى ف الموضوع ده من يومين بس كإنك معانا؟

هديه بصتله بصمت على سيرة ابوه كإنها بتستفهم ازاى قالها انه عايش لوحده و ازاى بيقول ان في ابوه و لا هي اللى استنتجت انه ملهوش حد اما شافته لوحده!

ادم سكت كتير و هي اتكلمت تديله فرصه يخرج عن صمته: فيه نوعين من الناس يا ادم نوع و هما بيرجّعوك لربنا بيفكروك ب نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. إن الله يغفر الذنوب جميعآ . و نوع تاني دآيما بيقول. يوم نقولُ لجهنم هل امتلأتِ. فتقولُ هل من مزيد . و لعلمك الاتنين صح بس انت خد نفسك واحده واحده لحد ما ترجع.

ادم ابتسم بآمل ابتدى ينور وشه لحد ما اخد نفس طويل قبل ما يتكلم: ابويا ده اطيب حد ممكن تقابليه ف حياتك. واخد طيبة كل القلوب لروحه و الوحيده اللى مقاسمها معاه ف الطيبه دى امى. تقريبا ده القدر اللى جمّعهم. الطيبون للطيبات
هديه ابتسمت بفضول: عندك اخوات؟
ادم بصّلها شويه بإبتسامه مش محدد ملامحها: لاء
هديه: بصره
ادم: انتى كمان ملكيش اخوات؟
هديه اندفعت بسرعه: لاء ليا. ادم!

حنين شرقت جامد و هي بتشرب و حمزه اتنفض من ع السفره اداها مايه بس شرقتها بتزيد.
حمزه ميل عليها و مسك إيدها و التانيه بيدلك على ضهرها لحد ما هديت شويه.
اداها مايه و قعد جنبها بقلق: مالك يا حنين؟
حنين بتهرّب: دى شرقه! مالى ف ايه؟
حمزه حط المعلقه و انتبه لها بجديه: لاء انا حاسك منمتيش طول الليل. ف الاول قولت يمكن قلقانه على هديه و الحوار اللى حصل و كلامكم
حنين اختصرت: تقريبا كده.

حمزه: بس حسيت ان الموضوع مش اد التوهه دى كلها. ف قولت يمكن عشان بقالنا فتره بعيد عن بعض
حنين هربت بعينيها بعيد: بالظبط. انا بس محبتش هديه تلاحظ حاجه مادمت مش هتعمل التحليل. بلاش تدخل الدوامه بتاعتنا. ملهاش ذنب
حمزه بصّلها بعتاب: هديه اللى محبتيش حظها يبقى زى حظك؟ اخس عليكى، انا مرضتش اعاتبك عشان مقدر انتى ممكن تكونى حاسه بإيه
حنين بصتله بترقب: يعنى انت فعلا مقدر؟

حمزه استغرب: انا لو مش مقدر كنت مشيت معاكى ف كل قراراتك. كنت طاوعتك و عملت اثبات نسب لهديه اللى تعتبر مسكن لنا احنا الاتنين و انا عارف ان حد فينا هيموت من الوجع اما المسكن يقع من ايده. كنت طاوعتك تبعدى. كنت زعلت منك من بعدك و انك دوستى على كل احساسى بيكى و ناحيتك و فوقهم احساسى بالذنب. كنت زعلت اما دوستى على كل اللى عملته عشانك عشان غلطه. غلطه جات قدريه مش مترتبلها. كنت سيبتك كل سنين الحب و العشره اللى لو جات بجرة قلم زى ما قولتى اسمها حظ تمحيها بإستيكة الغلطه.

حنين مش قادره تنكر مصداقية كلامه و لا مشاعرها و لا قادره تقبلها. حاسه انها معلقه ف نص الطريق.
بصتله كتير بتردد و هو مد إيده على إيدها ع السفره و طبطب بخفه و ضم كف إيدها بين صوابعه كإنه بيشحنها طاقه.
حنين حاولت تبتسم بحذر: انا عايزه اشوف بيتنا
حمزه سحب إيده يتكلم و هي بصت بحزن لإيده اللى سحبها مش عارفه مش قابله البعد و لا مش قابله الرفض اللى فهمته!

حمزه رجع بإيده بسرعه ضمها: حبيبتى انا قولتلك حنان اختك مسافره. متجوزه و معاها ولد عايشه بيه برا مصر ف امريكا و مبتجيش نهائى
حنين وقفت و اتحركت بحزن و زعقت لمجرد انها مخنوقه: و عرفت منين؟
حمزه حاول يمتص انفعالها و هو مش عارف مكدّبه و لا رافضه.

وقف و مد إيده مسك كتفها من ورا ضهرها: انا متابع اخبارها يا حنين. من زمان على فكره مش من دلوقت و لا من وقت ما عرفتى الحقيقه. من يوم ما اتجوزنا. كنت مستنيها تظهر بس محصلش. حتى جيرانكم هما اللى قالولى الكلام ده انها مسافره و مبتنزلش و انك كنتى عايشه لوحدك و يمكن ده اللى.

حمزه كان يقصد ده اللى خلى سليم يستسهلك و حنين كملت من غير ما تفكر: و يمكن ده ايه؟ يمكن ده اللى سهّلك اللى عملته. انك محيتنى نهائى. كيانى و شخصيتى و حتى اسمى
حمزه اخد نَفس بطئ و هي لفت وشها بس من غير جسمها و بصتله بحزن: و لو ظهرت يا حمزه كنت هتجيبهالى؟ كنت هتعمل كده؟
حمزه بصدق: صدقينى مكنتش هعمل غير كده
حنين لمحة الصدق اللى حرّكت نبرته و عينيه سكّتوها.

حمزه مسكها بإيديه الاتنين من كتافها لفّها كلها له: حنين لو فاكره انى اذيتك او انا فعلا اذيتك ف انا عمرى ما كنت هأذيكى بدون سبب و سبب قهرى كمان. مقدرش احرمك من حاجه نفسك فيها ف مابالك حق من حقوقك!
حنين ابتسمت بتعب: يعنى. لو قولتلك ودينى بيتنا. بيت ابويا اللى كنت عايشه فيها هتودينى و لا هتحرمنى من ده؟

هديه قاعده على مكتبها بتقلب ف اللاب بإهتمام تراجع اخبار النشر و انتبهت بخضه.
وقفت على خبر حاولت تدقق ف ملامحه و تفاصيله.
همست بخضه: معقوله،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة