قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس

ادم دخل المكتب و مجرد ما قفل الباب لوى المفتاح و قرب و هو بيرفع كمه.
منير وقف بضحك: اهدى كده و قول هديت يا قائد
ادم بيقرب بيشاور على نفسه بإبتسامه صفرا: بتستظرف عليا؟
منير رجع لورا بضحكات خوف: الحق عليا اللى جريت اول ما كلمتنى؟ طب لعلمك انس اللى كان رايح بس انا قولت لو شافته معاك الدنيا ممكن تتعك على راسك. شوفت صاحبك بقا؟
ادم بيقرب: وقت خفة دم امك ده؟

منير لزق ف الحيطه وراه و مثّل البراءه: مانا كان لازم ادخل و اطلع عشان اكدلهم ان معدش حد جوه
ادم ضربه بوكس ف وشه: و اكدتلهم؟
منير مسك دقنه بغيظ: انت مخك ف إيدك ليه يا ريس؟
ادم ضربه كمان بوكس: و لا كنت محتاج طلقه ف قفايا يا احول تتأكد انى مشيت؟
منير ضحك بنهجان: و الله مش انا
انس دخل بمرح: يبقى اكيد اخته منى.

ادم لف وشه له و انس حط كفوف إيديه على بعض على صدره بكوميديا: اييه ده؟ ايييه ده؟ ف المكتب يا جاحد منك له؟ ايييه ده؟
ادم عض بوقه و انس رفع إيديه من على صدره و حرّكهم بمرح: اييه اللى انا شايفُه ده؟ ايه اللى بيحصل ده؟
ادم حط إيده على راسه و انس قرب و غمزله: عدّاك و لا عدّى عليك؟
ادم بص وراه لمنير بغيظ و بص لأنس و غيظه اتحوّل غيظ من نوع اخر: ده لحقنى من الغلط ف الوقت الغلط
انس برّق و منير ضحك بصوت عالى.

انس ضيّق عينيه بهزار: انت كنت بتعمل ايه يا قائد؟
منير لف جنبه: قائد ايه بقا ده فاضله تكه كمان و يبقى قوّاد
ادم مد إيده يشده و منير استخبى ورا انس.
منير بصّله من ورا انس بمرح: بص يا صاحبى. هو الصاحب له عند صاحبه ايه غير تلات حاجات اولهم النصيحه
ادم رفع حاجبه: طب و الحاجتين التانيين؟
منير ببلاهه: لا مش فاكرهم.

ادم عمل نفسه بيتف عليه و انس اتحرك قعد على حرف المكتب: انت هتقدر تجرى ورا خازوقك كتير تكرشه و لا هتقع و يقع عليك؟
ادم لف قعد قصاده على كرسى المكتب و اتكلم برخامه يهرب: بس دى مش نصيحه ده سؤال
منير قعد على كرسى من الاتنين قصد المكتب و فرد رجليه ع التانى: ماهو سؤال و عامل نفسه نصيحه
انس: يابنى انت راجل متجوز. يعنى المفروض صحتك بمعونه و عكازين مش حمل خازوق.

منير ضحك: ماهو على رأى المثل، لولا الخازوق مكنتش هتفوق
ادم ضحك بغيظ: الجواز ده مش خازوق، ده بعيد عنك جريمه
انس زقه بغيظ: يخربييت فالك
ادم كعمش وشه: اه و ربنا، هو لو مكنش جريمه كانوا احتاجوله اتنين شهود؟
منير رفع حاجبه بهزار: طب خد بالك بقا يا ريس عشان الستات مبقاش عندها خلق دلوقت تروح محكمة الأسرة بقت بتخلص بإيدها وقتي.

انس ضحك لادم: يابنى لازم توازن بين الزوجين عشان تنجح أي علاقة. مرة هي معاها حق. مرة هو غلطان.

هديه ابتسمت بسرحان و هي بتقعد ع المكتب و هنا لفّت و قعدت على حرفه و بصتلها و رفعت حاجبها.
هديه انتبهت بتهرّب: صدقينى انا مكنتش اعرف
هنا اتعدلت و ربعت رجل على رجل ع المكتب: طب هعمل نفسى مصدقاكى ف دى. بس اوعى تقوليلى مخدتش رقمه
هديه ببلاهه: رقم ايه؟
هنا حطت إيدها راسها و صوتت: بطاقته. رقم بطاقته. هيكون رقم ايه يا مسطوله؟
هديه ضرب قورتها بخفه اما افتكرت انها نسيت حتى تاخد رقم موبايله.

هنا بغيظ: يعنى نسيتينا و قولنا اتسترت الحمد لله و الغلبان عرف يخلع هو كمان و انا كنت برا استخبيت لحد ما مشيوا. نسيتى و جايالى المكتب بشكلك كده و قولنا معلش المهمه مكنتش سهله بردوا. انما تنسى رقمه ليه يا جاحده؟
هديه بغيظ: معرفش مالى بقا اليومين دول انا و الزهايمر بقينا حبايب
هنا غمزتلها: الزهايمر بردوا؟
هديه شالت ورق قدامها و حدفتها بيه.

هنا بغُلب: طب ايييه؟ هنلفلف بردوا؟ طب المره اللى فاتت و كانت الحكايه ملمومه. قهوه بقا و وارد اى حد يسآل عن اى حد. لكن هنا اييه؟ هتروحى تسآلى ف الشقه عشان نلبس؟
هديه سندت كوعها ع المكتب و سندت خدها عليه.
هنا وقفت بتراجع بهزار: لالا. انا عندى استعداد للكلبش البسه مفيش مشكله. انما الملايه مش مقاسى. انا اصلا مبحبهاش ع السرير
هديه ضحكت بغيظ مش عارفاه منها و لا من نفسها.

هنا بصتلها بطرف عينيها: انتى مفيش حاجه بتنفد من ورا دماغك. اكيد عارفه او عامله حسابك هتجيبيه من زمارة رقبته ازاى
هديه سرحت و إبتسامتها وسعت.
هنا رجعت قعدت قصادها على حرف المكتب و ركزت ف لمعة ابتسامتها: اقطع دراعى لو مكنتيش سبتيه بمزاجك، صح؟
هديه انتبهت لها بس فضلت مبتسمه كإنها بترتب تفكيرها.
هنا قربت منها بفضول: و ده عشان تثبتى لنفسك حاجه، صح؟ ايه هي بقا؟ هاا؟ ايه؟

ادم رجع من شغله اخر اليوم. طلع عند امه الاول.
ابتسمت اول ما فتحتله بس لحظات و ابتسامتها راحت و استغربت و هي بتبص للبسه: انت جاى من برا؟
ادم باسها من خدها و دخل: امال من جوه؟
امه قفلت و دخلت وراه: اوعى تقولى انك نزلت شغلك انهارده؟
ادم بهدوء: اجازتى خلصت
فاطيمه: انت كنت قعدتها اصلا؟
ادم: بس خلصت
امه دخلت وراه اوضة بنته: مكنتش جات من يومين تلاته يعنى. كنت ريّحت و استريحت.

ادم ضحك ببرود بعد ما ميل باس بنته و قعد جنبها على حرف السرير و سند راسه لورا و حط دراعه فوقها و فرد رجليه: مانا كده بردوا مريّح
امه قعدت قدامه: يا حبيبى
ادم: صدقينى هي مش ف دماغها زى ما انتى فاكره
امه: طب ما تعدلها انت دماغها
ادم ببرود: لقيت نفسى هكسرها ف كبرت دماغى انا
امه بصتله بعتاب او رفض و هو بصّلها بإستخفاف للموضوع: يعنى اعدلها دماغها و اصدّع دماغى انا؟
امه تمتمت بيأس: ربنا يهديلك الحال.

رحاب بتخرج من شقة امها و امها جوه قصادها.
امها: زى ما قولتلك بقا و كلمينى
ادم كان نازل من عند امه ف بصّلهم بضيق.
رحاب اتعدلت ببرود و امها انتبهت له: انت لازم تمضى مرور الاول؟ ايه اللى يطلّعك و يعديك على شقتك؟
ادم: ماهى لو بنتك كانت وافقت من الاول ناخد احنا الشقه اللى فوق و امى تحتنا كان المرور ارتاح
محاسن: و هي مالها؟
ادم كعمش وشه ببرود: و انا مال امى
امها: لازم تقرير كل يوم بروحك؟

ادم كان نزل لعندهم ف شاور لرحاب شدها و هو نازل: انتى مش خدتى تقريرك؟ كل واحد يخليه ف روح امه.

ادم دخل شقته بقفله غريبه مش عارف يحددلها انهى سبب تحديدا.
رحاب: ساعه و الاكل يخلص
ادم بضيق: و انتى ليه مخلصتهوش قبل ما اجى؟
رحاب: كنت عند امى
ادم بتهكم: اللى هي كنتى عندها امبارح بردوا و اول و قبله و بعده و و انا مسافر و و انا هنا و اكيد بايته معاها من بالليل.

رحاب ربعت إيديها قصاده: طب و انت بقا كنت بايت فين؟
ادم اتحرك لجوه الاوضه كإنه بيهرب من عينيها لإنه متعودش يكذب حتى لو هي مبتصدقش: شغلى. و ده مش شغلك
رحاب ببرود ملاحظتش ملامحه: و انا مرواحى عند امى مش شغلك
ادم غيّر هدومه بصمت و فتح البلكونه ولع سجاره ورا غيرها لساعات لحد ما خلصت.
مسك موبايله بتوتر و كل ما ينوّره يقفله تانى بسرعه و يحدفه جنبه و يرجعله!
جرس الباب رن و هي فتحت بسرعه.

واحد ابتسم بعمليه: مدام رحاب
ادم خرج ع الصوت و اتقدم عنها و شاورلها ترجع: خير يا فندم
المندوب اداه شنطه: انا مندوب من شركة فاشون و كان في اوردر تبعكم يا فندم
ادم بص لرحاب اللى هزت راسها و رجع بص للمندوب و ابتسم: تمام
المندوب اداله الفاتوره و ادم بص فيها و دخل اداله فلوس و مشى.
رحاب: ده المصنع عندهم عامل عروض تحفه للصيفى و بعتلهم
ادم هز راسه بهدوء و دخل البلكونه من تانى.

رحاب كملت الغدا و شاورتله و هو دخلها اتغدوا بصمت مرهق و قاموا.
رحاب: فين مصروف البيت يا ادم؟
ادم ابتسم بغيظ: اصبرى طاه. احنا لسه اول يوم ف الشهر مش هطير. مفيش شهر تنسى دقيقه عن اول يوم؟
رحاب ببرود: و انت مفيش شهر تنسى و تجيبهولى لوحدك من اول يوم؟
ادم استغرب برفض: انا مبأخرش عنك حاجه. انتى اللى مبتصبريش
رحاب: بمناسبة مبأخرش عنك حاجه بقا. عملت ايه ف كلامنا اخر مره؟
ادم اخد نَفس و كتمه: حاضر يا رحاب.

رحاب اتعصبت: لامتى؟
ادم حاول يتكلم بهدوء: انا قولتلك جايلى
رحاب كملت كلامه عنه بقلة صبر: فلوس. جايلى فلوس مع الترقيه الجديده اما تجى هزوّدلك مصروف البيت حاضر
ادم هز راسه بإختصار و اتحرك فتح دولابه بيخرّج فلوس.
رحاب راحت عليه بعصبيه: امتى؟ امتى يعنى؟ امتى هتجيلك؟
ادم بيكلمها و هو بيعد فلوس: ادعى بس تتسهّل. انا خلصت اخر مهمه بنجاح كبير و مسقطش حاجه مننا و اتكتب تقرير كويس
رحاب: انا بتكلم عن الفلوس.

ادم هز راسه بضحكة تهكم صامته.
رحاب قعدت على حرف السرير جنب وقفته: انت عارف فريد اخويا بيدى مراته اد ايه ف الشهر؟
ادم كتم ضيقه: و انا اعرف و انتى تعرفى ليه؟ دى حاجه تخصهم
رحاب وقفت بضيق: ده اخويا و بعدين من غير ما تقولى يعنى انا مش شايفه عيشتهم و لا شقتهم؟ دول ف مدينة الشروق و بتغير عفشها كل سنه و تبيض الشقه و
ادم قاطعها بمدة إيده لها بالفلوس و هي مبصتلوش و اخدت الفلوس و قعدت تعدها.

ادم بيخرج من الاوضه شدته بعصبيه: مينفعنيش يا ادم
ادم كتم غضبه: ايه ده اللى مينفعكيش؟
رحاب بغضب شاورت بالفلوس اللى مكنتش كملت عدها للاخر: الكلام ده
ادم اتريق بغيظ: انتى حتى ملحقتيش تعدّى
رحاب بتهكم: العينه باينه. انا عرفتهم كام من قبل ما اعد اصلا. مجرد ما مسكتهم قدّرتهم كام
ادم بسخريه: ياريتك بتقدّرى كل حاجه زيهم كده و الله
رحاب زعقت: طب بتدى امك كام و.

ادم بصّلها: ميخصكيش. و لاخر مره هنبهك ع النقطه دى. امى لاء. هي نفسها مبتسألنيش عن خصوصياتك معايا. بتتكسف، اصل عندها دم
رحاب اتعصبت: انا معنديش دم يا ادم؟
ادم نفخ بصوت عالى: استغفر الله
رحاب شاورت بعصبيه: لا معلش بقا ده يخصنى و نص و ميخصش حد غيرى. انا مراتك مش صاحبتك و مفيش واحده متعرفش جوزها بيقبض كام و لا محوّش ايه.

اداها ضهره يخرج من الاوضه و هي شدته بنرفزه: لا يا ادم احنا مش كل شهر هنشيل و نحط على بعض. انا قولتلك زوّدنى الفلوس مبتكفيش
ادم: و انا قولتلك اما يجيلى زياده
رحاب: يعنى ممعكش؟ عايز تقنعنى انه ظابط زيك مش معاه؟
ادم: لا مستوره و الحمد لله بس اللى ليكى بيكفيكى و لا لاء. معايا او لاء معتقدش انها فرقت يوم معاكى
رحاب زعقت: و انا قولتلك زوّدنى قولتلى اما ربنا يسهّل فالشغل و اديه سهّل و اكيد واخد مكافأه.

ادم كتم انفاسه: انتى مبتقتنعيش بمراضيه من اى فلوس بتجى مش ثابته. اما بتاخدى من اى مكافأه بتبقى عايزه كل شهر زيها و مبيفرقش معاكى ان دى كانت مجرد مكافأه جات ف النص و خلاص و لا بيفرقلك معايا فلوس او لاء و بتقلبيها نكد كل شهر. ف بتجبرينى اديكى ف الزياده بتاعة كل سنه بس عشان تمشى على كل شهر لان دى زيادة مرتب.

رحاب بغضب: و فيها ايه لما تزودنى من غير زيادة السنه بتاعتك و لا هو عِند و خلاص؟
ادم اتضايق: انتى مش فارق معاكى الفلوس بتكفيكى و لا لاء اد ما فارق ازوّدك و خلاص. انتى مش بيكفيكى اللى بتاخديه!
رحاب حدفت الفلوس: لاء
ادم اتعصب من حركتها: ايه ده اللى لاء!
رحاب بغضب: ده اوردر واحد اونلاين يلمهم المندوب و هو ماشى.

ادم: اربع الاف مبيكفوكيش اكل و شرب بس! انا بشيلك ميه و كهربا و غاز و مصاريفك انتى و مصاريف اى حاجه تتصلح للبيت!
رحاب بغضب: انت بتعد عليا اكلى و شربى؟
ادم اتنفس بصوت عالى: لاء بس القلب ع القلب رحمه
رحاب برفض: طب ما ترحمنى انت اولى
ادم حاول يهدى: حاضر. بس اخلص من باقى الليله دى و اشوف. انتى ناسيه ان في مصاريف هديه اللى جات و اخواتها اللى لسه مجوش!
رحاب ربعت إيديها: لا ده انت بتعايرنى بقا مش بتعد.

ادم اخد نفس يهدى و مد إيده يمسك إيدها رفعها باسها و حاول يبتسم: طب ممكن تهدى. انتى مش ملاحظه انك لحد دلوقت مقولتليش حمد الله ع السلامه حتى؟ سألتينى عن كل حاجه الا عنى!
رحاب شدتها منه بغضب: يا شيخ اوعى انت مش فالح الا ف كده و خلاص
ادم بص لإيده اللى زقتها: رحاب انا عندى ظروف
رحاب بتهكم: و دى بتجيك يوم كام ف الشهر بقا؟

ادم بصّلها بعتاب غريب انه كان مستنى منها ف الوقت ده بالذات تحتويه اكتر و اتناسى ان ده طبع و مهتمش قبل كده يعاتب عليه.
رحاب هتتكلم عتابه بقى رغم صمته حاد و خرج و رزع الباب وراه.

حنين مع حمزه بصتله بمشاعر خرجت على وشها غصب عنها اما نطق اسم امينه قدامها.
حمزه ابتسامته وسعت جدا من لمحة الغيره اللى برقت ف عينيها: وحشتينى
حنين انتبهت لنفسها ف شدت إيدها منه و هو رجع مسكها بغزل: او بالصعيدى اتوحّشتك قوى
حنين بصتله بعتاب حزين: بأمارة ما حسيت بالندم فورا اول ما اختلفنا
حمزه فهم قصدها ف اتنهد بصدق: صدقينى يا حنين. انا مقصدتش اغيظك مثلا او مجرد احرّك مشاعرك. انا فعلا حاسس بالندم.

حنين بصتله بصدمه و عيونها اتعلقت بيه برفض.
حمزه شدها بسرعه قبل ما تتحرك: انا مش ندمان انى سيبت امينه. لو كانت عاشت و لو مكنتش حتى خانتنى كنت بردوا هسيبها بطريقه او بأخرى. لكن ندمى ع اللى حصل. ع اللى عملته. انا مقتلتهاش اه بس وقفت و سكتت. حاسبت ع الغلط منها و نسيت غلطى انا و حسابى انا. نسيت اننا كلنا بنغلط. و حتى لو غلطتها متتسامحش ف مش تمنها الموت ابدا!

حنين حاولت تهدى و هو لهجته امتزجت بندم: انا كنت ف حدوتتها شيطان اخرس. كان حقى متغلطش و كان حقها تعيش رغم غلطها حتى لو بأى عقاب. لكن سكتت عن الحق ده. مشاركتش بس سكتت!
حنين ردت بتلقائيه: انت مشوفتش. انت رفضت تمد إيدك لأمر امك. اديتهم ضهرك اه بس كفايه غياب ادم لحظتها كافى يشتتك
حمزه عيونه لمعت بدموع: تفتكرى ادم شاف ده!

حنين للحظه انتبهت انها حطتله عذر او مخرج و هو رفع وشه و اخد نَفس طويل و هو مغمض: اكيد شاف جانب واحد من الصوره و حط اى كلام سمعه منها قبلها ف الجانب التانى و كمل الصوره اللى جرى يهرب منها.

ادم حس انه محتاج يفصل. عقله مش مبطّل. مفيش غير النوم حل للهروب!
قام ينام و ابتسم بتكلّف لرحاب: يلا؟
رحاب كشرت: دلوقت! المسلسل لسه مجاش اصلا
ادم حاول يبتسم: ابقى اسمعيه ف الاعاده و
رحاب: لالا، انت بتهزر؟
ادم هز راسه و مش عارف اتضايق و لا فعلا ما صدق انها جات منها ف رمى حمل اللوم من على نفسه!

وقف شويه بحيره قدام اوضة النوم و اوضة بنته اللى بقت بتاعته من سنين. اتنهد بخنقه و حس انه بيهرب من تفكير لتوهه!
اتردد شويه و دخل اوضة نومهم بخطوات تقيله. حدف جسمه ع السرير و رقد و ربّع إيديه لفوق تحت راسه. عقله إبتدى يعرضله احداث اليوم بالتفصيل و يرجع يعيدله لمحات من لقطات و كلام. عينيه اتعلقت بالسقف كإنه شايفها!

غمض عينيه بتعب. اى خطوه ناحية هديه هتريّح قلبه لكن هتتعب كل جروحه و تفتحها من جديد. جروح كانت اتلصمت بالعافيه. اتقفلت بصعوبه و لازم تتقفل اى حاجه تجى منها!
هز راسه برفض و قام بنفضه قعد ع السرير. دخل اوضته فتح دولابه و خرّج الخاتم اللى كان جايبُه لرحاب اول ما رجع بس هي نزلت اختارت بنفسها.
بص للخاتم شويه و ف لحظه غريبه ظهرت ع القلب اللى ف نصه صورة هديه بتضحكله.

ادم اتوتر من حضورها السريع كإنها حاضره طول الوقت حواليه! رجع بص للخاتم تانى و شافها مكلبشه ف إيده!
ابتسم غصب عنه و شاف لمحات للموقف بينهم و من بينها بتترسم ضحكاتها. اتوتر اكتر و حطه ف العلبه و قبل ما يقفلها بصّله كتير و بص ع الباب برا ناحية رحاب بتردد!

قبل ما يتحسم تردده بص للخاتم و فجأه شاف هديه ف حضنه و هو بيشد الماسك من على وشه و شفايفه بتلتهم شفايفها بعطش! قفلرب وشه من الخاتم بسرعه و بنفس السرعه قفل العلبه و اتنفس بصوت عالى!
اخدها معاه و رجع اوضة نومه بتاعة رحاب و رجع رقد ع السرير. محسش بالنوم بيخطفه غير و هو بيتنفض على كابوسه!
قام اتلفّت حواليه و سكت لحظات اما لقى نفسه لوحده.

بيطبق إيده ضم علبة الخاتم ف رفعها قدام عينيه بتردد و نادى بصوت عالى فجأه كإنه بيستغيث او مخضوض: رحاااب
رحاب جات بخضه و قبل ما تدخل اوضة بنتهم لمحته ع السرير ف دخلت بإستغراب: انت هنا ليه؟
ادم ابتسم بمجهود: عايز انام هنا، عايزه ايه انتى؟
رحاب قلبت بوقها ببرود و بعد ما اتحركت تخرج بصتله بإستفهام: انت كنت بتنده ليه؟

قبل ما ادم يرد شاورتله بتحذير: و اوعى تقول قهوه، انا شطبت المطبخ بالعافيه و يدوب بقعد، مش قاعد على قهوه انت
ادم اتخنق و ضم قبضته جنبه تحت الفرش بعلبة الخاتم و حطها ف جيبه. من غير ما ينطق شاورلها تخرج و هي خرجت ببرود.
رجع اتحدف بضهره ع السرير و من وسط دوشة تفكيره نام. وقت طويل و هو بينهج بعرق و هو نايم كإنه بيجرى و بيتنفس العافيه.
رحاب قامت من جنبه بضيق و حاولت تهزه: ادم. مش هنخلص بقا من الكوابيس دى!

ادم جوه كابوسه واقف متربّط بحبل ممدود بقيته وراه لبعيد اوى اوى و مربوط ف صخره كبيره.
ادم حاول ميعاندش مع الحبل و يتقدم بعيد عشان ربطته بيه متوجعهوش. جرى ناحية الصخره عشان يرخى الحبل لكن كل ما يقرب رجله تدوس ف دم. كل ما يرفع رجله و ينزّلها الدم يغطيها!
وقف لحظات برفض للمنظر و ملامحه مقروفه لحد ما شدد نفسه و جرى بعيد بالحبل. كل ما يجرى بعيد عن الصخره الحبل يشد عليه لحد ما اتقطع و مشى!

بص وراه و لمح هديه قاعده ع الصخره بدموع.
همس بحزن: هديه. اجررى. هديه تعالى يلا. متسبنيش. هديااا
ادم اتنفض بفزع و قام قعد.
قبل ما انفاسه تهدى شاف رحاب قاعده جنبه بغضب.
ادم حاول يبتسم: سلام قولا من رب رحيم
رحاب بتهكم: ايه شوفت عفريت؟ ده انت حتى كنت بتشوفها
ادم بصّلها بترقب: مين دى؟
رحاب بقرف: هديه!
ادم عينيه وسعت بصمت و اخد وقت لحد ما رد بعد ما فشل يترجم سؤاله بشكل مناسب: هدية ايه؟

رحاب بتهكم: بنتك! مش كنت بتحلم ببنتك بردوا؟
ادم هز راسه بإبتسامه متوتره و هي وقفت ببرود اتحركت لبرا.
ادم بضيق: انتى رايحه فين؟
رحاب: هنام برا. نمت عشان انت صممت تنام هنا مع انك بتنام ف اوضة الاطفال بس اكيد مش هفضل اسمع كوابيسك و انت تشوفها. مش ورث هنتقاسمُه!
ادم كشر: صممت!
رحاب جات تتحرك ببرود هو وقف بهدوء خرج و قفل عليها الباب.

دخل اوضة الاطفال بتهرّب و مجرد ما قفل الباب سند ضهره عليه و اخد نَفس طويل و ابتسامه غريبه ظهرت على وشه راحت بدمعه. إيده ف جيبه لمست علبة الخاتم ف اتنهد براحه اكتر كإنه ارتاح انه مدهالهاش. التفت وراه للباب حطه ف جيب بنطلونه متعلق على شماعة الباب و دخل البلكونه مخنوق!

محاسن بصت بمصطفى بإنتصار: شوووفت. اهو قرّ اهو. جيبت حاجه من عندى؟
مصطفى بص لبنته بنفاذ صبر: يا رحاب يا بنتى انتى اعقل من كده. هتتخانقوا على حلم؟ خلاص مشاكلكم خلصت و جربتوا خناقات الدنيا كلها و دخلتوا ع الاحلام؟
امها رجّعته لورا و بصتلها: عشان يبقى تسمعى كلام امك. انا قولتلك الموضوع فيه ان.

مصطفى بصّلها برفض: لا ان و لا كان. هو الراجل اجرم عشان حلم؟ ( بص لرحاب ) انتى بس قوليلى اتصالحتوا قبل ما يخرج لشغله و لا سبتى الراجل ينزل على لحم بطنه؟
رحاب: هصحاله الساعه سته اقف ف المطبخ؟
محاسن بصتله: اسم الله على عقله الباطن اللى فضحه
مصطفى شاورلها بنفاذ صبر و هي شاورتله برفض و بصت لرحاب: انتى مصدقه انه حلم؟
رحاب: قصدك ايه يا ماما؟
امها: ده مش حلم. ده علم يا روح امك و بكره افكرك.

رحاب سكتت لحظه و ضحكت مره واحده بصوت عالى.
امها استغربت: بتضحكى على ايه يا بت؟
رحاب بهزار: اصلك بتفكرينى بمارى منيب مع شويكار علم يا رروح امك علمم
ابوها ضحك غصب عنه و امها بصتلها بغيظ: تصدقى انك تافهه
رحاب ضحكت بغيظ: طب هعمل ايه اتخنقت!
امها قعدت جنبها و شاورتلها: انا هقولك تعملى ايه
مصطفى شاورلها: بلاش انتى الله يباركلك
محاسن شاورتله: اسكت انت ده صنف نمرود. عامل زى المسمار ميجيش الا بالدق على دماغه.

رحاب: هعمله ايه يعنى؟ هنطله ف الحلم اكبس على نفسه؟
محاسن: لاا، بس بعد ما طلعت السنيوره اسمها هديه كده الحكايه فيها ان
مصطفى: ياستى قالها كانت زميلته ف العمليه اللى طلعها و خلاص العمليه خلصت، يعنى معدش له صله بيها، هيشوفها ليه تانى بس؟
محاسن: انا ايش عرّفنى؟ انت جوز بنتك حد عارفله حاجه؟ ده اذا كان مش معروفله اصل من فصل!
رحاب شاورت بضيق: و مبيتكلمش. هعرف منين بقا؟

محاسن: و لا هينطق، هيكلمك يعنى عنها؟ هيقولك بقابلها يا بنت العبيطه؟
رحاب ردت بزهق: امال هعرف ازاى، هراقبه مثلا؟
محاسن شاورتلها: لا انا هقولك تعملى ايه. انتى و انتى نازله معاه خدى معاكى صوباع روج من بتوعك و سيبيه ف العربيه و انتى طالعه، و شوفيه بقا بعدها هيقولك ايه؟
رحاب استغربت: روج! ليه؟

محاسن شاورتلها: ماهو ان كان هيبان. ان جه بعدها و قالك عليه و جابهولك و قالك نسيتيه ف العربيه يبقى هو كده ف السليم، واثق ان محدش بيخرج معاه و يركب عربيته من الحريم غيرك ف يبقى بتاعك. انما لو مجابهولكيش و عمل نفسه عبيط يبقى احتار صوباع الروج بتاع مين و لا مين ف كبّر دماغه و ساعتها بقا انتى عارفه هتعملى ايه!
مصطفى وقف و بصلهم بذهول و مشى و هو بيخبط كف على كف: يانهار اسود على دماغ الحريم.

هديه واقفه جنب هنا قدام مكتب استاذ سعيد محرر الجريده.
هنا همستلها: ابوس ايدك اهمدى المره اللى فاتت دعوة امك نجدتك المرادى و لا دعوة المية مليون مصرى هينفعوا
هديه كتمت ضحكتها بخفه: روحى افتحى اى موقع غشى منه كلمتين و فبركى فيديو و شقلب و اقلب
هنا ببلاهه: ايه ده بجد؟
هديه زقتها بغيظ: بس بعيد عنى
استاذ سعيد رفع وشه عن اللاب بحماس: هديه انتى ممتازه
هديه كعمشت وشها بترقب و هو كمل: جباره.

هديه هزت إيدها و ضامه وشها بإبتسامه صفرا و هو ضيّق عينيه: بس مش شايفه ان شغلك بقا ناقص تكه؟ يعنى. يعنى ناقص حاجه كده زى الملح مثلا!
هنا ضحكت ببلاهه: لا ماهو السكر حل محله
سعيد: نعمم؟
هديه نكزتها بغيظ و هنا صححت: بقول يعنى ان ملح ايه كده الضغط هيعلى
هديه نكزتها و بصتله بإبتسامه صفرا: انا جيبتلك اللى يفيدك ف التحقيق الصحفى و اللى يثبت اننا ناقلين الحدث وقته و مكانه و زمنه كمان.

سعيد: اه بس كنت متوقع تحابيش تانيه. يعنى ع الاقل هتصورى حد
هديه برقت: حد مين؟
سعيد: اى حد. انتى مقابلتيش حد جوه و لا ايه غير الست دى؟
هديه: اه اه حد. لا قابلت بس ماهو انا لقيت نفسى مع الكل ف الفيديوهات بمنظرى ده ف اكيد مش هشهّر بنفسى
سعيد: لا بس كنا هنغلوش عليكى ف الفيديو. طب هاتى الكاميرا نفرّغ الباقى و نشوف
هديه بسرعه: لالا مانا حذفت الباقى. ملقتش حاجه مفيده ف مسحت.

سعيد: طب اظبطيها كويس عشان المرادى الموضوع مهم جدا و شاغل شريحه مجتمعيه كبيره
سعيد بص لحسام اللى بيشاور لهديه: في حاجه يا حسام؟ عندك اعتراض؟
حسام: لالا خالص ده انا حتى يدوب اللى بلبس. شوف حضرتك عايز ترمينا فين و احنا جاهزين.

ادم نادى من الصاله بصوت عالى: رحااب انا اخدت كوبايه من النيش
رحاب: نعممم؟
ادم ضحك بغيظ: بقولك بشرب حشيييش
رحاب: اه بحسب
ادم شاورلها براسه من بعيد بهزار: كورونا و عيالها و حروب و صواريخ و الدنيا شكلها بتقفل. مش أن الأوان بقا نخرّج الحاجات اللى في النيش دى؟
رحاب بجديه: و الناس اللى بتجينا تتفرج على ايه؟ تعرف ازاى اننا على مستوى؟
ادم مشى بغيظ: ايه ده ياربى. عايش ف بيت فيه كوبيات النيش اهم مني؟

عدّى عليها ف المطبخ و هو داخل اوضته شافها بتبرطم مع نفسها.
رحاب مكشره: اوووف. كل يوم نغسل المواعين عشان نطبخ. و بعدين نغسل المواعين عشان طفحنا. و المواعين تولد مواعين و المواعين تبيض و تكبر و بعدين نرجع نغسل المواعين ف المواعين تحلف بالطلاق ما هي خالصه و تتكاثر زى اللى بتعملها على نفسها و تملى الحوض و تسد النفس.

حدفت طاسه ف إيدها: ايييه؟ مبتخلصيش ليه؟ نفسى ف صاروخ من اللى بيتوهوا دول مش عارف سكته يقع ع المطبخ يخلص عليه بعياله
ادم ضحك غصب عنه و هو بيقرب من وراها و ضربها بخفه على قفاها: ياريتك بتعملى عقلك بعقلى زى ما بتعملى عقلك بعقل المواعين كده
رحاب نفخت: يارب يعملوا للمطبخ مفتاح و المفتاح يضيع.

ادم هز راسه بضحكة سخريه و سابها و دخل اوضتهم. رحاب عدت على باب الاوضه ف بصتله بتهكم: انت يوم الاجازه هتفضل نايم على ضهرك كده زى الحامل؟
ادم الكلمه ضايقته و مردش.
رحاب شوية و دخلت تاخد حاجه من الاوضه عنده لقته كشّرلها.
رحاب رفعت حاجبها: انت زعلت؟
ادم بعشم: اه. لسانك وحش اوى يا رحاب
رحاب ابتسمت بإصفرار: طب حاسب الزعل وحش على اللى ف بطنك
ادم كعمش وشه: معلش قبل ما تهزرى إتاكدى بس إن دمك خفيف.

رحاب كعمشت وشها بإبتسامه بارده و ادم شال مخده من جنبه حدفها بيها بضيق داراه بغيظ: يعنى سيادتك بتعملى ايه ف يومك؟
رحاب بتهكم: يعنى طباخه و مكنسه و منفضه و مكوه و مساحه. و بعمل ايه؟ لا ابدا جايه مع العفش!

هديه مع حسام ركنت عربيتها على جنب و بصت منها للمكان حواليها بتوتر و بصت لحسام.
حسام بغيظ: على فكره لو جيبتى ورا محدش هيقول اللى فكرت قبل ما تعك الدنيا اهى
هديه ضحكت و حسام ضحك معاها: على فكره العربيه حتى بتجيب ورا
هديه زقته بغيظ: ده انت لو عربيه هتبقى عربية فول
حسام: انا ليه حاسك منشكحه؟ هو اسمه ايه ده حليف كل مصيبه معاكى ف الحوار ده و لا ايه؟

هديه ابتسمت لمجرد حته جواها كانت عايزه تتأكد انه عينيه عليها بالشكل التفصيلى ده. حته غريبه كلها غيره انه يكون فعلا بيجى مكان زى الشقه اللى اتقابلوا فيها! و حته اغرب كلها كبرياء انها مرضيتش تطلب بنفسها وجوده او تفرض وجودها و مع ذلك رضت الحته الضعيفه المستخبيه جواها و جابته!
حسام شاور قدام سرحان عيونها: هاا؟ جاى؟
هديه اتوترت و هي بتبص حواليها ف الشارع: تفتكر؟
حسام: انا اللى بسأل.

هديه ببلاهه: بتسأل عن ايه بقا؟
حسام بجديه: طب ما تخليه يشتغل معاكى؟ احنا حوارتنا كتير و شكله كده من كلامك ممكن يدوس ف اى سكه ف خليّه تحت ايدك و ارجعيله قبل اى حوار فيه لبش
هديه نزلت من العربيه و عدلت نفسها و شاورتله: انا هدخل و انت زى ما اتفقنا. بس الله يخليك اظبط وقتك
حسام بهزار: لا متخافيش مش كل مره هنتسوّح
هديه بمرح: لالا المرادى انا ممكن جوه احدب يسخطنى فردة شراب و انا سنجل فهبقى فرده ملهاش لازمه.

حسام ضحك جامد و هي اتحركت لجوه.
دخلت مكان غريب فيه ناس كتير و كل واحد مشغول مع نفسه و الكل بيتكلم.
اتلفتت حواليها بحماس و عدلت الكاميرا ف فيونكة البلوزه بتاعتها و اتحركت.
واحده قابلتها و هي وقفتها: هو الشيخ موجود؟
الست بتهكم: شيخ؟
هديه صححت بسرعه: قصدى الاستاذ
الست بصتلها و هديه اتكلمت بغيظ: مولانا اللى جوه ده عايزاه ف مشكله. ينفع تدخلينى عنده؟
الست: عمل و لا فك عمل؟

هديه: لا فك. تعرفى تدخلينى الاول و هشوفك
الست: اه بس
هديه طلعتلها فلوس و الست اخدتها منها و دخلت مكان كده على جنب غابت دقايق.
الراجل هيرد ع الست اللى دخلتله فجأه ادم زق شباك وراه كسره و نط منه جوه!
الراجل وقف بخضه و هيجرى لبرا ادم كتف دراعه وراه.
الست هتصوت ادم زقه من دراعه و هو بيكلمه: قولها مسمعش نفس لا احط راسك ف صنية ابو لهب اللى قدامك دى و اقلبهالك لحمة راس و اعمل فخادك فته جنبها.

الراجل هز راسه بموافقه و هو دراعه لسه ف ايد ادم: طب انت عايز ايه و انا اعملهولك؟
ادم: حلووو. اسمع بقا و ركز عشان معفرتكش و اضحّك عليك عفاريتك هنا
ادم حكاله بسرعه و هو شاور للست تخرج. الراجل شاورله على ركن و جابله لبس و حاجات و ادم غطى بيهم على شكله اللى اتغير تماما.
الست خرجت بتوتر لهديه: ادخلى. ادخلى
هديه رفعت حاجبها و اتحركت عدلت نفسها قبل ما تدخل.

دخلت مكان زى الاوضه كده فيه صنية بخور و دخان و نار و فاضى.
وقفت ضيّقت عينيها حواليها على برفيوم كان اول حاجه تشدها اول ما دخلت.
ابتسمت بتوتر لحد ما ظهرلها ادم فجأه من زاويه من المكان.
هديه اتخضت و هو قرب منها بغيظ إستغربته.
هديه رجعت بكذا خطوه لورا: انت الدجال؟
ادم رفع حاجبه: يا ماشاء الله حد يروح لدجال يقوله انت دجال؟ ده ايه الطلاقه دى؟

هديه ضحكت بخفه ضحكه صغيره بس مازال شادد حته من تفكيرها او يمكن حته من جواها: انت مين؟
ادم وقف قصادها بس قصد يبقى بعيد: أنا الساحر جمايكا ابن عم الساحر احدب. انتى جايه عيادة دكتور اسنان يا بت؟
هديه ضحكت بتوتر على مرح كلامه اللى حساه مألوف لها.
ادم قرا ملامحها ف شد تفكيرها: ممكن اخد من وقتك دقيقه؟
هديه بتتفحص ملامحه بحيره: اتفضل
ادم بغيظ: انا اعرفك؟
هديه: يمكن.

ادم رفع حاجبه: يمكن ايه انت هتمثلى؟ انتى فاكره نفسك عمرو اديب! انا متأكد ان امك نفسها متعرفكيش
هديه بغيظ: طب انت عايز ايه دلوقتي؟
ادم رفع حاجبه: هو انا ف صالون بيتكم لامؤاخذه؟
هديه اتوترت بربكه: انا، انا كنت عايزه
ادم حس بتوترها ف حب يلطف الجو قبل ما يكشفلها عن نفسه بدل ما تطلب هي حاجه منه.
كتم ضحكته و قعد: هلعب معاكى لعبه سحريه
هديه قربت منه بإنكار: مبدئيا مفيش حاجه إسمها سحر. دي خفة يد.

ادم بخفه: لا دا شغل احدب ابن عمى. لكن انا ساحر عادي
هديه: و انا بردوا مقتنعه ان مفيش حاجه اسمها دجالين. ده هبل
ادم عض بوقه: و الله هطلعلك الخاله نوسه من صوباع رجلى تعملك تبوّل لا ارادى
هديه كانت هتتكلم ضحكت اوى و هو ضحك غصب عنه ضحكه عاليه معاها صوتها شد انتباهها.
هديه ضيّقت عينيها بتركيز ف ملامح وشه المتدارى بدقن و شنب و نضاره و شال على راسه و فارده على كتافه نازل على صدره.

ادم لاحظها ف اتكلم يشتتها: طب دلوقتي هثبتلك
هديه انتبهت بفضول: هتثبتلي ازاي؟
ادم قعد على كنبه قدام ترابيزه قدامه عليها نار و ابتسم بمكر: هتراهن معاكى اني اقولك اسرار و معلومات عن حياتك محدش يعرفها. لو قولت صح انا اكسب. لو قولت غلط انتى تكسبى
هديه بفضول: موافقه
ادم: أول رهان على الخمس ميات اللي في جيبك الشمال
هديه ببلاهه: ماشي
ادم رفع حاجبه: ماشي ايه؟ هاتى الخمس ميات انا كده كسبت.

هديه رفعت حاجبها زيه: هو احنا لسه لعبنا؟
ادم بغيظ: يا حبيبتي انتى مش فيه 500 جنيه ميات ف جيبك الشمال؟
هديه ببلاهه: ايوه
ادم ابتسم بإصفرار: هاتيهم بقى. ما انا كدا عرفت أول سر
هديه طلعتهومله بغيظ: خد بس انت غفلتني. العب على حاجة تانيه
ادم ابتسم: ماشي. الرهان الجاي على 150 جنيه موافقه؟
هديه قعدت بفضول على كنبه على شماله: موافقه
ادم رفع حاجبه لرجليها اللى رفعتهم و ربّعتهم ع الكنبه: ما تكوّعى احسن.

هديه اتعدلت بغيظ و هو حدف بخور ف النار قدامه ولّعت ف اتخض بكوميديا: انتى امك اسمها حنين و بتدلعيها تقوليلها يا حنوون و ساعات يا وليه و تقعد تولول هي من الكلمه دى عشان مبتحبهاش
هديه بمرح: صح يا ابن اللعيبة. خد ال 150 جنيه اهوم
ادم بمرح: ثانيا انتى عيله قليلة الأدب و مشوفتيش ب 150 قرش تربيه
هديه ببلاهه: الرهان على كام؟

ادم ضحك بغلب: لا دا مش رهان. دي معلومة عامه. مفيش حد يقول لأمه يا وليه. دي لو كانت بترضعك ماية غسيل كنتى هتطلعى مؤدبه اكتر من كده يا بنت حمبوذو
هديه برّقت: حمبوذو؟
ادم حدف حاجات ع النار قدامها تانى ولعها: متركزش عشان متهيسش
هديه ضحكت ببلاهه و هو كعمش وشه بمرح: حنوون و حمبوذو؟ بتمشى بيهم ف مولد السيده دول و لا ايه؟
هديه شاورتله: لا عندك ده انا بنت ناس اوى. ده زى ما بيقولوها انا بنت ذوات.

قالت اخر جمله و هي بترفع ياقة بلوزتها بضحكه و ادم مد إيده بسرعه ضربها بغيظ على قفاها: ده انتى بنت ذوات الارجل
هديه فركت قفاها بغيظ: طب ادخل على الرهان اللي بعده. هراهن على 200 جنيه
ادم: كنتى هتتخطبى لواحد اسمه كمال و تدلعيه تقوليله يا كيمو كونو
هديه كعمشت وشها مقروفه بهزار: صح. حلال عليك ال 200 جنيه و الله.

ادم بغيظ: لا دي مني ليكى. حد يتخطب لقرطاس كونو و اسمه كمال كمان؟ الله يكملك بعقلك و الله انك سبتيه
هديه ضحكت بغيظ: كمال كامل و الله. كان ناقصًه عبد الكامل و اقلبله سعاد حسنى و اعمله شربات بالتوابل
ادم ضحك غصب عنه على لهجتها: عااارف. هو انا دكتور؟ ما انا ساحر أكيد عارف. بس اقولك على حاجه انتى عيله جزمه بردوا
هديه رفعت حاجبها: ليه ياسطى بس؟

ادم شال شويه بخور و بدل ما يحدفهم ع النار قدامه حدفهم على وشها: تقولى لخطيبك كونو و امك وليه؟ مش بقولك راضعه مية غسيل
هديه ضحكت و ادم ابتسم لضحكتها: ما علينا ندخل على الرهان التاني؟
هديه رجعت ربعت بفضول: ندخل؟
ادم: 500 جنيه؟
هديه بفضول: موافقه
ادم: واحده ف بيتكوا اتقتلت
هديه: صح بس و الله العظيم تستاهل عشان كانت بتخونا.

ادم ضحك غصب عنه يدارى ملامحه اللى انقبضت: مش قصتي يا حبيبتي. الكلام دا تقوليه لهديه الجيار
هديه برّقت بخضه: انت تعرفها؟
ادم هز راسه بإستفزاز قصد يوترها: بت هبله و فاكره نفسها عمرو الليثى. ما علينا هاتى ال500 جنيه
هديه طلعت فلوس بتوتر تدارى الموقف: اتفضل
ادم: الرهان اللي بعده على الف جنيه
هديه بحماس: شغال
ادم: آمك ماسكه عليكى ذله و بتذلك عشان مبتعرفيش تعملى بيضه
هديه بغيظ: حصل فعلا. رخمه.

ادم رفع حاجبه: انتى و لا امك؟
هديه ببلاهه: امى
ادم رفع حاجبه: يعني انتى اللى ابله فاهيتا. دا انتوا عيله واطيه. الرهان اللي بعده على التاب اللى ف شنطتك عشان الفلوس اللي معاكى خلصت
هديه: يلا
ادم رفع حاجبه: يلا إيه انتى غبيه يا بت؟ هاتى التاب انا كسبت
هديه رفعت حاجبها قلدته: يا عم انت لسه نطقت؟
ادم بغُلب: هقعد كل شوية اشرحهالك؟ مش انا عرفت ان فلوسك خلصت؟ يبقى اخد التاب اللى عرفت بيه لوحدى بردوا.

هديه بغيظ: ماشي بس امسح اللي عليه بقى
ادم ضحك بخفه: مش قصدك على الشات بينك انتى و صحابك و شات الجروب القذر اللى كله كلام قذر عن الشقط و التلاجات و ابطال رواياتك و اجوازاتكوا يا فاشله. شات يدخلكوا انتى و جروبك الاحداث؟
هديه برقت: ايوه. يا ابن الجنيه انت عرفت ازاي؟

ادم بغيظ: اطلعلك كارنيه نقابة السحره عشان تصدقى انى زفت ساحر؟ وبعدين انا عايز افهم حاجه. دماغ ايه دى اللى هتموت و تشقط تلاجه و هي بتعمل بلوك لآى راجل يبصلها؟

هديه ببراءه: اديك قولت تلاجه
ادم رفع حاجبه بسخريه: يعنى تعنسى عشان مستنيه بطل روايه؟ انتى برج التور اكيد
هديه ربعت رجليها بحماس ف الحوار: هقولك. اصل تلاجات الروايات اجمد من الرجاله عندنا. بس كجواز رجالتنا اللى هتلبس
ادم برّق: فقولتى تشيلى الاتنين و تستغلى العرض. ترفضى راجل بشنبات عشان صورة راجل على روايه بتقلّبى امك ف فلوسها لحد ما تزهقى ابقى اقبلى ابو شنبات. رايحه تشترى جزمه يا بنت الصرمه؟

هديه رفعت حاجبها: وانت عرفت حكاية امى اللى بقلّبها كمان؟
ادم بغيظ حدف بخور ع النار: أقسم بالله هسخطك ديل كلب لو محفظتيش. قولتلك زفت ساحر
هديه: يا عم خلاص صدقت وآمنت، دا انت نفّضتنى
ادم ابتسم و حب يوريها نفسه. فرد رجليه قدامه و شنكلهم ف بعض و حط إيده ف جيوبه. قبل ما يتكلم لمس علبة الخاتم ف جيبه اللى كان هيديه لرحاب بس محصلش ف نسيه ف جيبه.
هديه رفعت حاجبها و هو ابتسم بمكر: تحبى تبقى ساحر زيى؟

هديه قربت جنبه بفضول: ياريت
ادم خرّج من جيبه علبة الخاتم و شاورلها: الخاتم اللى معايا ده هو اللى فيه السر. سر الخلطه يعنى و مقرى عليه سبع مرات التعويذه. تلبسيه تبقى دجاله على طول
هديه برقت بحماس: دجاله؟
ادم كعمش ملامحه بإستفزاز: دجاله و برياله
هديه ضحكت بخفه و بصتله بفضول و مدت إيدها تاخدها ادم بَعد إيده: حلو اوي دا. تبيعه بكام؟
ادم رفع حاجبه: 20 الف
هديه ببلاهه: كتير اوي يا عم.

ادم دارى غيظه: يا عبيطه دا انتى هتلميهم من واحده هابله تجيلك
هديه كحت: الله يكرم اصلك
ادم ابتسم بإصفرار: هاا
هديه: بس انا مش معايا المبلغ دا
ادم عض بوقه بشكل متدارى: ولا يهمك. اكتبى شيك
هديه فتحت شنطتها ببلاهه و ادته شيك بعد ما مضته: اهو
ادم عض بوقه و هو بيديها الخاتم: خدى الخاتم اهو حلال عليكى
هديه مسكته بتقلّبه قدام عينيها بحماس؟ كدا هبقى ساحر زيك؟
ادم ضحك ببلاهه: لا طبعا.

هديه رفعتله حاجبه بإحباط: لييييه؟

ادم وقف بيقرب منها و هو بيتكلم بغيظ و بيعض بوقه بشكل مضحك: عشان انا مش ساحر ولا نيله. انا واحد شغله طيّرله نص مخه و حكم عليه يقابل ناس معندهاش مخ تطيّرله نص مخه الباقى. شغلى رمانى ف سكة شغلك مش فاهم انا واحده زيك اتقلّبت ف فلوس اد كده محتاجه الشغل ف ايه! المهم اني طول اليوم قرفان تحقيقات كرومبو مع اللى عندى و ودانى بقت زى ودان ابو قردان تجرى انتى ورا تحقيقات ليه و عامله نفسك كرومبو و ياريته غصب عنك!

لا و قاعده برا تحكي قصة حياتك اللي اصلا مفيهاش أي حاجة عدله و عامله زى فردة الشراب المقلوبه. أقسم بالله لو قابلتك في أي مصيبه صدفه لا احبسك بالشيك اللى معايا
هديه برّقت على صوته اللى وضح رغم جملته الطويله و همست: ادم!
ادم قلع الدقن رماها ف وشها و هي تنحتله بترقب.
قلع الدقن حدفها كمان ف وشها و هي عينيها وسعت بإبتسامه غريبه بتوسع شويه بشويه لحد ما بقت بصوت عالى مُبهج.

ادم شال الشال من على كتافه حدفه بغيظ ف وشها: يالا يا قذره يا بتاعة تلاجات الروايات امشى من هنا لا اسخطك سحليه متلاقيش كلب بلدى يتف عليها حتى.

هديه صوت ابتسامتها بقا عالى جدا بمرح و نطقت بلهفه: ادم، وحشتنى!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة