قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس عشر

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس عشر

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس عشر

رحاب وصلت مع أبوها و امها المستشفى و طلع بيهم.
وصلوا و مجرد ما دخلوا الطرقه شافوا المشهد من بعيد.
رحاب اتجمدت مكانها على حضن ادم لهديه.
بصت ف عيون ادم اللى متعلقه بعينيها قبل ما تقفل و بصت للرعب اللى ف عينيها. شافت كلام رغم صمت الموقف!

هديه مع ادم اول ما عينيه غمضت ف اخر كلامه نزلت بيه ع الارض و هي ضاماه و مجرد ما نزلوا ع الارض ضمت وشه بين إيديها بدموع موجوعه: ارجوك اسكت، ارجوك، مهما حصل، انا جنبك
ادم عينيه اللى بتزوغ حواليه بتعب وقعت على رحاب بعيد، بعيد اوى و اتقابلوا ف نظره غريبه.
بص لهديه بتعب و هو رجليه بتنزل بيه بضعف لتحت: مهما حصل؟
انس دخل و بيتلفت حواليه بإهتمام لحد ما لمح هديه بعيد مع ادم ف اتحرك ناحيتهم بسرعه.

رحاب قربت بغضب وقفت فوق وقعتهم ع الارض و هديه قربت بفزع لحقته قبل ما يلمس الارض سندته و نزلت بيه ع الارض!

فاطيمه بتقرب مع هديه سندوه كان انس وصلهم ميل بسرعه ساعدهم دخلوه غرفه قريبه و الدكتور دخل شافه. كتبله ابره و محاليل و خرج.
ادم بيتمتم بهزيان: ابويا. امى. هديه
هديه قربت شويه من وشه سمعت هزيانه بإستغراب!
رحاب واقفه بتتفرج ع المشهد من بعيد. عينيها اللى مبصتش لأدم متعلقه بهديه. بصتلها شويه بتفحص و لقربها منهم كلهم، من ادم و حتى فاطيمه و انس.

بصت لأنس اللى اخد باله من نظرات رحاب لهم ف ابتسم بتوتر للكل: طب الف سلامه على عمى يا جماعه. ان شاء الله يقوم بالسلامه
فاطيمه: يارب
انس استغل حيرة رحاب اللى ظاهره على وشها و اللى بتقول انها لسه بتحاول تفهم و شاور بعينيه قصاده لهديه ع الباب بشكل قصد رحاب تشوفه رغم انه مش ضامن رد فعل هديه لكن مدهاش فرصه ترد!
هديه بصتله برفض: انا مش هسيب.

انس قاطعها و هو بيتحرك بيها لبرا و بيبتسم ابتسامه متوتره للكل: مانا جيت اهو. معلش يا جماعه. آآ. معلش نستأذنكم خمسه
اخدها و اتحرك و هي فهمت انه عايزها تخرج ف خرجت وراه بإستسلام رغم اعتراضها.
رحاب اول ما شافت نظراتهم لبعض و شافتهم خرجوا ورا بعض استنتجت انها تبعه و نوعا ما اقتنعت بإستنتاجها ده.

حنين كانت بتفطر مع حمزه و إيديها ماسكه فنجان الشاى و فجأه طرشق بين إيديها و الشاى اتدلق عليها ف اتعدلت بخضه.
حمزه وقف بسرعه و وقفها و اتحرك بيها ع الحمام فتح المايه على إيدها.
حنين دمعت بشكل غريب.
حمزه: وجعاكى؟
حنين بتلقائيه ردت بإيحاء على حاجات كتير: اووى
حمزه استغرب نبرتها و بص على إيدها اللى لسعتها خفيفه و هي سحبتها اما معرفتش تسيطر على دموعها و اتحركت من قدامه.

حمزه لفها له بسرعه: في اا. انتى بتعيطى و لا ايه؟
حنين عيطت بخنقه و سكتت.
حمزه اتخض: حصل ايه؟
حنين بصوت مبحوح: قلبى. اتقبضت فجأه حسيت ان قلبى بيتخلع
حمزه بصّلها لحظات بحزن لإنها مبتحسش بده الا اما تفتكر ادم اللى هو عايش الاحساس ده بيه دايما لإنه مبينسهوش عشان يفتكره.

هديه مع انس برا بصتله بإستغراب: يعنى ايه امشى؟ انا مش هسيب ادم ف ظروف زى دى و لا ف حالته دى
انس اتنهد بضيق: هديه ده مش وقت عناد
هديه ردت بجديه: و انا مش بعاند بس مش همشى
انس اتردد شويه يقولها على رحاب و تفاصيل ادم اللى متعرفهاش: انتى كده هتعمليله مشاكل هو ف غنى عنها
هديه استغربت: يعنى ايه اعمله مشاكل؟
انس سكت شويه: عشان ادم مت.

منير قاطعه و هو بيقرب منهم: متعود يبقى لوحده و مبيحبش يدخّل حد ف خصوصياته ف ممكن يتضايق لو فاق و شافك وسط اهله و معرفش يبرر وجودك
هديه بصت وراها لمنير و برغم احساسها ان في حاجه غلط الا انها اقتنعت بكلامه نوعا ما اما افتكرت ضيق ادم اما عرضت عليه تدفع فلوس العمليه.
وقفت بضيق و حاولت تلاقى مبرر: هطمن عليه اما يفوق و امشى عشان حتى ميزعلش.

انس: ياريت بلاش. هو مش فايق دلوقت و لا هيبقى فايق يزعل مين سأل عنه و مين لاء!
هديه بصتله بضيق و منير ابتسم بهدوء: طب انتى ممكن تيجى ناخد قهوه ف الكافيه بتاع المستشفى لحد ما يفوق. حتى عشان اهله جوه و وجودك وسطهم اعتقد مش هيبقى لطيف عشان مش مفهوم
هديه هزت راسها اما حست انهم مش حابين وجودها حتى لو مش مقتنعه بالسبب.
افتكرت ضيق ادم من حوارها مع منير و ابتسمت غصب عنها لإحساسها.

بصتلهنم و هي بتنسحب بهدوء: لا انا هنزل لوحدى اخد حاجه تحت لحد ما باباه يخرج من العمليات و اكيد هيكون ادم فاق هطمن عليهم و امشى
اتحركت و انس بص لمنير بضيق.
منير: مش بتاعتك يا انس. هو لو عايز يقولها هيقولها
انس: كده كده هتعرف. هيقولها هو او لاء مش هتفرق
منير: بردوا مش بتاعتك. لو كنت قولتلها حاجه عن ادم مش قايلهالها ادم كان هيزعل زعل بجد
انس: يزعل شويه دلوقت احسن ما يعيش بعدين طول عمره زعلان.

منير بصّله بتحذير: بغض النظر عن زعله ف ممكن تبوظله حاجات كتير هو مكنش عامل حسابها
انس بصّله برفض و اتحرك يدخل لادم.
منير: انا هنزل تحت. ع الاقل جوه ممكن يفهموا انها تبعى لحد ما ادم يفوق و يشوف هيعمل ايه
انس هز راسه و هو ماشى: يارب فعلا يفوق
رحاب انتظرت دقايق عشان محدش يشك انها خارجه وراهم و اتحركت بفضول قابلت انس داخل.
بصت لبرا شافت هديه ف اخر الطرقه نازله و منير وراها ف ملامحها ارتخت براحه.

انس تابع عينيها بأسف و هي ابتسمتله بهدوء و دخلوا.
وقت بسيط و ادم ابتدى يفوق و اول ما فتح عينيه بص حواليه بزوغان.
انس قرب منه و ابتسم: بقا انا اجى عشان ابوك الاقيك انت اللى راقد!
ادم مبتسمش حتى و عينيه بتلف حواليهم.
انس بص لفاطيمه و ابتسم: ايه يا خالتى ام ادم بتعيطى ليه ماهو زى القرد اهو؟
ادم بغيظ: قرد اما ينطحك
فاطيمه قامت و انس استغل ده و قرب من ادم و همس بجديه: انا مشيّت هديه.

ادم بصّله بحده: نعمم؟ انت بتستهبل؟
انس استغرب برفض: انت اللى بتستهبل؟ جرالك ايه يا ادم ايه شغل المراهقه ده؟
ادم كتم ضيقُه و رغم تعبه اتسند ع السرير و وقف بخنقه. لمح الكل قاعد ف اتخنق بزياده.
مصطفى بص لرحاب على ادم و هي وقفت بهدوء: ادم
ادم غمض عينيه اول ما سمع صوتها كإنه كان محتاج تتكلم او تبقى لوحدها قدامه عشان بس يقدر يشوفها. حاول يتنفس مش عارف.
لف وشه لها بصمت و هي قربت شويه: الف سلامه على عمى.

ادم هز راسه بصمت و سابها و خرج.
الكل وقف قدام العمليات لحد ما خلصت و الدكتور خرج.
ادم بخوف: هو كويس؟
الدكتور هز راسه بعمليه: الحمد لله. بس منقدرش نحسم حالته الا اما يفوق و يعدى كام ساعه كمان. القلب مجهد و انت عارف
ادم هز راسه و اتحرك بلهفه ع السرير اللى خارج من العمليات.
ادم ميل عليه و باس راسه و اتحرك معاه لحد الغرفه.
هديه بتغيب و تبص ف ساعتها و شويه و تمسك موبايلها بقلق.

بتلف وشها شافت منير بعيد ف اتحركت ناحيته بتردد.
منير ابتسم اول ما قربت: ادم فاق و بقى كويس. ابوه خرج من العمليات و هو كمان كويس. و انا فوق البيعه كمان كويس
هديه ضحكت برقه على لهجته: انا. اصل كنت
منير ابتسم: جايه تطمنى عليه
هديه فركت إيديها بإحراج: اصل. يعنى
منير ابتسم من عينيها اللى لمعت بإحراج: معلش ادعى انتى بس كل حاجه تبقى تمام
هديه هزت راسها بهدوء و سكتت شويه: ليه اتضايقتوا من وجودى؟

منير هيرد ادم قرب منهم بملامح مقبوضه بحده: و البيه هيتضايق ليه من وجودك؟ كانت مستشفى اهله؟
منير انتبه لصوت ادم و بص وراه لسه مبتسم: ادم
ادم قرب و بصلهم بغضب كتمه: كباريه ده و لا مستشفى ع الضحك ده كله؟
منير: اصل
ادم بص لهديه بحده: عشان كده مشيتى؟
هديه فهمت تلميحه ف بصتله بجديه: كده ده اللى هو ايه بالظبط؟
ادم اتعصب: ما صدقتى!
هديه بصت ف عينيه قوى كإنها محتاجه تقرا شكل احساسه اكتر من كلامه.

برغم حدته غصب عنها ابتسمت ابتسامه صغيره بتوتر.
ابتسامه معجبتش ادم او مفهمهاش ف بص وراه لمنير اللى كاتم ضحكته بالعافيه.
مد إيده بعصبيه مسك دراعها و شدها بس هي وقّفته بحده: و انا جيت ليه لما انا ما صدقت!
ادم شدد على مسكته لدراعها بعصبيه: انا كنت عارف انك هتسيبينى. كنت متأكد انك هتمشى
هديه بصتله شويه: و جيت ورايا ليه؟

ادم شدها بغضب و اتحرك: انتى مش كنتى معايا فوق ايه اللى نزّلك و لا انتى جايه خدمة عملا؟ عايزه تغورى غورى.

هديه شدت ايدها منه بغضب: انا مقدره تعب اعصابك لكن الاسلوب ده لو اتكرر معايا ف الكلام او المعامله هتزعل يا ادم. مش انا اللى اتعامل بالاسلوب ده
ادم غضبه هدى شويه من انفعالها و هي اتحركت تمشى وقفت لحظه و بصتله بجنب وشها من غير ما تقابل عيونهم: و اه حمد الله على سلامة باباك.

ادم حاول يلحقها بسرعه و اتحرك وراها بجديه لحد ما خرجت و ركبت عربيتها و اتحركت بس عشان عصبية حركتها سبقته.
وقف بخنقه مش عارفها ع اللى قاله و لا على انه مش هيعرف يروح وراها.
بص لمنير وراه اللى قرب و رفع حاجبه: كان لازم تمشى بعد غباوتك دى. هي مكنتش هتمشى بس دلوقت كان لازم تمشى عشان غباوتك. انت غشيم يالا!
ادم مردش لثوانى و بدون مقدمات ضربه بوكس بعصبيه ف وشه!

منير مسك وشه بغيظ و قبل ما ادم يقرب تانى لحق إيده بسرعه و هو بيضحك: عشان مراتك. مراتك. انا اللى غشيم
ادم نزّل إيده و بصّله و منير ضحك و هو بيفرك دقنه: اسمع منى انا اللى غشيم و الله انى اتدخلت
ادم حرّك إيده بخنقه على وشه و منير اتكلم بجديه: كان لازم تمشى عشان مراتك اللى جات و انت مش فايق تظبط الموقف زى ما عايز. انس مشاها و هي عشان مرضتش قعدت ف الكافتريا و انا عشان عارف انها لسه موجوده نزلت طمنتها.

ادم مهتمش من جملته الطويله دى غير بحاجه واحده: هي عرفت؟
منير: برحاب؟ لاء
ادم بتلقائيه اخد نفس براحه و منير بصّله: و اعتقد و لا مراتك كمان عرفت حاجه. انا نزلت ورا هديه قدامها ف تقريبا فهمت انها تبعى
ادم بصّله بحده: تبعك ازاى يعنى انت اتهبلت؟
منير ضحك بغيظ: يا جدع انت بقولك فهمت. هي اللى فهمت
ادم اتنفس ببرود: مش مهم.

منير حط إيده على كتفه بهزار: قولتلك الصاحب له عنده صاحبه اييه؟ اهى دى بقا تالت حاجه. يغطى عليه
ادم زق دراعه من على كتفه بغيظ: صاحبك عايز يتردم عليه و الله مش يتغطى عليه
منير ضحك قبل ما يتحرك و ادم رفع وشه لفوق و اخد نفس طويل اوى و خرّجه مره واحده: يارب اختارلي الخير علشان انا ف المهلبيه.

مصطفى جوه بص لبنته بحده: انتى هتفوقى امتى؟
رحاب بصتله بضيق: انت بتبصلى كده ليه يا بابا؟
مصطفى: عشان واضح ان انتى لازم تتاخدى بالعافيه. الذوق و اللين معاكى مش هينفع و ده اللى كان لازم ادم يعمله من الاول. يفهم بيعمل ايه لمين
رحاب: انا جيت زى ما انت عايز
مصطفى: و ليه متبقيش انتى اللى عايزه؟ و لا انتى مبتعوزيش غير اهتمام منه هو بس؟ خروجه و فسحه و اوردر تطلبيه و دهب و فلوس؟

رحاب نفخت بضيق و امها قربت راسها منهم و همست: جرا ايه يا راجل انت ماهى جات و عملت الواجب عايز ايه تانى؟

مصطفى: الواجب ده بتاع الغرب انما هي عملت الفرض
ادم دخل و قعد بهدوء. مبيشاركش ف الكلام و لا حتى ع القد.
رحاب قامت قعدت جنبه و هو متكلمش.
رحاب حاولت تقول اى حاجه ف ابتسمت: ده انت زعلان بقا؟
ادم اخد نفس ضيق و هيتكلم امها سبقته: و هيزعل ليه ما انتى جيتى و معاه اهو
ادم بصّلها بتهكم و هي معجبهاش نظرته بمعناها: ادم انا مقصدتش مبقاش جنبك. بس هى.

ادم كمل: اولويات. بس هي اولويات و انا ف حياتك مش اول حاجه و انتى عارفانى ‏اللي يشتري خاطري اشتريله الارض اللى يمشي عليها بس انتى بتهتمى بشرا اى حاجه الا الخواطر
رحاب افتكرت تحذيرات ابوها: انت عارف انى بحبك صح؟
ادم: و ‏أنا من انهارده مش مجبر أعاملك غير باللى شايفُه منك لكن اللى ف قلبك ده خليه ينفعك
رحاب بصتله بتردد هو شافه كويس ف عينيها و كلامها: خلاص لو عايز تاخد الدهب بس.

ادم هز ملامحه بتهكم مش عارف عشان اتأخرت و لا بيحمد ربنا انها اتأخرت: لا ما خلاص. في حاجات كانت هتبقى حلوة لو جت امبارح بس امبارح خلص
رحاب اول مره تقلق من شكله و كلامه: يعنى ايه يا ادم؟
ادم بصّلها برفض: الحنيه مبتتعلمش و لا ينفع يتعاتب فيها
محاسن اتدخلت: انت عايز ايه مش خلاص اتصرفت؟ ده انت جايب ابوك ف مستشفى بالشئ الفلانى.

مصطفى نكزها و بص لأدم بإحراج: معلش هي رحاب بس كانت متلغبطه من اللى حصل معرفتش تتصرف. انت عارف الحج كان غالى عليها و ع الكل. هي كانت هتديك اللى عايزُه و الله
ادم كعمش وشه لرحاب و رد بتهكم: لا مانا عارف. ما بنتك ادتنى لما شبعتنى. بنتك مبتعرفش غير انها تدى
رحاب اتعدلت جنبه بهجوم على رده: تدى ايه؟ انت ليه بتكلمنى كده! كإنه فرض عليا!
ادم بصلها كتير: هو مش فرض؟
رحاب اندفعت من غير ما تفكر: لا ذوق.

ادم: و انتى معندكيش؟
رحاب اتضايقت من اسلوبه اللى اتحوّل تماما. ادم اول مره يهينها قدام حد. كإنه اتحوّل!
بصتله بضيق: هو مين اللى قال الست لازم تدى؟ الرجاله؟ ده اما يبقى متجوزه بنت خالتها. هي الرجاله دى هتعمل ايه لو عرفت ان الشبكه دى اصلا و حتى المؤخر ده دين ولازم يترد حتى لو مات؟
ادم بصّلها جنبه بطرف عينه: او يطلقها.

رحاب منتبهتش حتى لكلامه مش وشه و حاولت تستخدم اسلوبه ف الهزار مع اى مشكله عشان يلطف الجو: طب هيعملوا ايه لو عرفوا ان المفروض و الدين و الشرع ان هو اللي يجيب كل حاجه و ابوها ميدفعش ربع مليم احمر! طب هيعملوا ايه لو عرفوا ان خدمتنا ليهم مش واجب و لا فرض و ان الطبيعي يجيب خدامه و لو مش قادر يساعدها هو؟

محاسن: امال بتودى فلوسك فين اما لما تتزنق بتجرى و تتلفت و عايز تقلع بنتى دهبها؟
ادم كعمشلها وشه بإبتسامه صفرا: لا معلش ماهو فلوسى خلصت من كتر ما بشترى دماغي
رحاب بصتله بإنتظار: الا صحيح. مين البت اللى كانت معاكوا اول ما جينا دى؟
ادم إنتبه و هي كعمشت وشها: البت السمرا دى اما عيون مخضره
ادم ابتسم بتلقائيه و اما بصتله بإستفهام انتبه: ملكيش فيه
رحاب لهجته لغبطتها: تصدق منير احلى منها. مش لايقه تبق.

ادم قاطعها بجديه: و ايه دخل منير؟
رحاب انتبهت للجهته و ملامحه اللى انقبضت: هي مش تبعه؟ انا شوفتهم نازلين سوا فقولت معاه. امال تبقى مين بقا و ايه اللى جايبها هنا و ايه اللى خلاها
ادم قاطعها و هو بيولع سيجارته و رايح للبلكونه: انتى مسمعتنيش و انا بقولك ملكيش فيه؟

حنين وصلت مع حمزه لمكان و ركن عربيته. المكان واضح عليه الرقى و هادى.
حنين بصت حواليها بلهفه: هي حنان هنا؟
حمزه ابتسم: عنوانها
حنين: طب ليه جيبتنا طالما مجاتش؟
حمزه نزل بيها و سأل البواب: مدام حنان
البواب: ام مدحت؟ مسافره
حمزه: اكيد بتتواصل معاكوا هنا
البواب: اه بتطمن ع الفيلا كل فتره مننا و تبعت الحساب.

حمزه اداله ورقه: ده عنوان اختها و كل رقم تليفون ممكن توصلها منه. اى وقت تكلمك بلغها ان احنا مستنينها ف اى وقت
البواب اخد الورقه و حمزه اخد حنين و رجع العربيه و اتحرك.
حمزه ابتسم لعينيها المتعلقه بيه: وعدتك هعمل اى حاجه تخليكى مبسوطه حتى لو هتبتسمى بس. و انا لاحظت ان من ساعة ما روحتى بيت ابوكى بقيتى حنين تانيه
حنين ابتسمت بعينيها اللى راحت بعيد: تانيه ازاى؟

حمزه ابتسم و هو بيلف وشها له: اهى دى حنين الاولى. بتاعتى قبل ما نزعل. اللى لسه بتتكسف و تهرب بعينيها بعد فوق الخمسه و عشرين سنه جواز
حنين ابتسمت بخفوت و هو رفع حاجبه بمرح: خمسه و عشرين سنه؟ ايه ده ايه ده؟
حنين اتخضت و بصتله بسرعه: ايه؟
حمزه كتم ضحكته بملامحه بعينيه اللى غمضهم: و لسه مخدتش براءه؟ خمسه و عشرين سنه و لسه مخدتش حسن سير و سلوك حتى؟ هتعدمينى و لا ايه؟

حنين ضحكت اوى غصب عنها رغم غيظها و هي بتكوّر إيديها تشاور عليه بيهم.
حمزه ضحك بقوه و مسك إيديها باسهم بحب: و دى بقا حنين التانيه. اللى بتضحك و تهزر و بتاخد نَفس بعمق و تطلعه متكتمهوش
حنين ابتسمت و هو فتح باب عربيته قدام العماره و نزل و لف فتحلها و اخدها تحت دراعه.
حنين بصتله كتير: متزعلش منى ان انا زعلانه منك يا حمزه. انا بس جوايا حته مكنتش عارفه اراضيها.

حمزه اتنهد مع ابتسامته اللى اختفت: عارف. زعلك ده حمل فضلت شايلُه على قلبى سنين طويله و خايف. كل حقيقه مهما استخبت مسيرها تبان و انا كنت خايف من لحظه زى دى
حنين سكتت و هو فتح باب شقتهم دخّلها و دخل و قبل ما تتحرك سندها عليه قفل الباب بضهرها و حاوطها بكفوف إيديه اللى راكنه ع الباب.
قرب من انفاسها لغبطهم و ابتسم بغزل هي استسلمت برضا خلاه ابتسم و غيّر الكلام اللى كان هيقوله: طب ماتسيبهالى.

حنين رفعت وشها بتوهه: ايه دى؟
حمزه غمزلها و هو بيعض شفايفه: الحته
حنين بصتله ببلاهه: حتة ايه؟
حمزه كتم ضحكته و هو بيعض شفايفه: اهو اى حته و خلاص. و انتى كلك حتت كده و
حنين نزلت من تحت دراعه و اتحركت بسرعه لجوه و هو سابها بمزاجه يشوف خطوتها الجايه.
حنين دخلت اوضتهم و هو ضحكته طلعت عاليه: طب خلاص خليها الحته اللى لسه زعلانه دى نشوفها
حنين اتنفست بصوت عالى: اه.

حمزه عض بوقه و هو بيبصلها برجوله يغازلها: و بعدين نبقى نشوف باقى الحتت بتاعتك دى
حنين هتقف حمزه شدها رجعها. رجعها لمملكه بتاعتها هي و بس بعد ما خرجت منها ذكرياته.

ادم بص للدكتور بقلة صبر: يعنى ايه؟
الدكتور: يعنى مقدمناش حاجه غير نستنى
ادم انفعل بوجع: لحد امتى؟ ده خارج من العمليات بقاله كتير
الدكتور: لحد ما يفوق. احنا بنعمل اللازم الباقى ده بتاع ربنا. العمليه مش هنتطمن على نجاحها الا اما يفوق و هو لسه مفاقش. اديناله اسعافات و بردوا لسه. ادعيله
الدكتور سابهم و ادم ركن ع الحيطه جنبه بحزن.

فاطيمه قربت منه و مسكت وشه بحب قابلته بيها. هتتكلم لمحت عينيه تايهه و دموعه بتنزل منها بدون مقاومه منه كإنه ف اشد لحظات ضعفه او معندهوش ادنى مقاومه حاليا. ضمته لحضنها كإنه لسه طفلها الصغير اللى قابلته ف يوم تايه!
فاطيمه قربت شويه رغم انها جنبه: ادم. قوم صلى و قول يارب. مش هيسبنا. مش هيسيبك لوحدك
ادم بصوت مبحوح: و لو سابنى لوحدى؟ استخبى ف مين؟

فاطيمه: انا بقول على ربنا. مش هيسبنا. ربنا مبيسيبش الغلابه و احنا غلابه يا ادم.

محاسن ميلت على رحاب وشوشتها.
شويه و نكزتها و رحاب بصت لآدم و هي بتقف: طب هنروح احنا بقا. الوقت اتأخر
ادم رفع وشه و بصّلها كتير و ميل راسه بين إيديه تانى.
ابوها وقف هيتكلم امها بصتله بتحذير: عشان البيت لوحده و الكل محتاج يرتاح. اكيد هما كمان عايزين يريحوا شويه.

بصت لفاطيمه: قلبى عندك ياختى. ان شاء الله يقوم منها
فاطيمه بصتلها و هزت راسها بالعافيه و بصت لرحاب اللى قربت منهم و اتكلمت بهدوء: شده و تزول يا طنط
خرجوا مشيوا و ادم لسه على وضعه.
فاطيمه بصتله بس معرفتش تقول حاجه: متزعلش منها يا ادم. هي اكيد يعنى
ادم رفع وشه بالعافيه بس حس انه مش عارف يتنفس: هتصدقينى لو قولتلك مش زعلان منها؟ اول مشكله تحصل بينا و مزعلش!

فاطيمه قلقت من ملامحه اللى بهتت بشحوب: حبييى ليه عامل ف نفسك كده؟ هي غصب عنها بردوا. اكيد مش فاضيه. انا قايلاها قبل ما اجى مع ابوها خلى بالك من هديه، اكيد يعنى هى
ادم اسم هديه بتلقائيه رسم هديه تانيه قدامه.
وقف بهروب كإنه بيهرب من كل حاجه مش بس الكلام.
فاطيمه مسكت إيده: ادم انت رايح فين؟
ادم ابتسم ربع ابتسامه: مشوار بسرعه و جاى. متقلقيش.

فاطيمه بصتله بإحراج بعد ما هزتله راسها برضا: ادم. كنت عايزه اقولك حاجه. انا و ابوك معانا قرشين. كنت محوشاهم من المصروف اللى بتدهولنا و كده. كنت ركناهم على جنب قولت لهديه عشان لو جرالى حاجه ابقى متطمنه عليها مع انى مش عارفه الفلوس هتعملها ايه بس قولت اهى حاجه. خدهم هما اينعم حاجه بسيطه بس يعنى. ممكن.

ادم ابتسملها و هو بيبوس إيدها: الموضوع اتلم يا حبيبتى متقلقيش
فاطيمه افتكرت كلام رحاب ف بصتله بقلق: ايوه. بس اصل
ادم فهمها و ابتسامته بدل ما تختفى وسعت اكتر اما افتكر هديه: انتى اللى قولتيلى ربنا مبيسبش الغلابه و انتى اللى قولتيلى قبل كده انى غلبان. انتى اللى قولتيلى ان ربنا بيعوض. لاء انتى اللى اثبتيلى بجد ان في حاجه اسمها تعويض. تعويض عن اى حاجه حتى لو غاليه. ف مابالك لو مش غاليه!

فاطيمه بصتله بحيره على لهجته المرتاحه و ابتسامته و هو باس راسها و اتحرك: مستوره و الحمد لله يا حبيبتى. ربنا كريم اوى مبياخدش قبل ما بيدى.

طول الطريق ماسك موبايله بيرن بس مبيردش. راح لهديه تحت البيت بس معرفش يعمل حاجه اكتر من انه سأل البواب و عرف انها مش هنا.
لف بعربيته بغيظ مش عارف يروح فين لحد ما انتبه لشغلها ف راحلها.
ادم سأل على مكتبها و طلع.
سند كوعه على جنب الباب بعد ما خبط و فتح: ممکن أخد من وقتك شويه؟
هديه ردت من غير ما ترفع وشها و اتريقت: لا والله أنا جايبه علي قدى.

ادم ضحك غصب عنه و دخل و قفل الباب و اتكلم جد: مش قولتلك متسبنيش؟ مبتسمعيش الكلام ليه؟
هديه مقدرتش متبتسمش و معرفتش تبتسم ف ملامحها اتلغبطت شبه قلبها من مجيه.
بالعافيه قدرت تقابل عيونها بعينيه ف بصتله بعتاب: لاء انت قولت حاجات تانيه كتير ف معرفش اسمع انهى كلام
ادم رد بجديه: طب و لو قولتلك حقك عليا؟

هديه نفخت ف كل الكلام اللى حضر لوحده جواها طيرته و ابتسمتله بنعومه و هي بتلف من كرسى مكتبها تقعد ع الكرسى اللى قدامه: مدة الوقت اللى مهنش عليك تسبني زعلانه فيه أهم من إنك تعتذرلى
ادم ابتسم: يعنى ايه؟
هديه رغم ابتسامتها ردت بجديه كإنها مش بس بتفتحله السكه، لاء و بتحطله اشارات عليها تهديه: يعنى اللى يهون عليه يسيبنى زعلانه يوم بيهون عليا العمر كله. فكنت مستنيه اشوف.

ادم ابتسامته وسعت تلقائياً اما حس ان حظه لأول مره بينصفه اما جه دلوقت.
هديه رفعت حاجبها: و الله؟
ادم فجأه مسك دراعها بغيظ: لما أكون بتخانق معاكى بعد كده تخرسى لحد ما أخلص و أنا بعد الخناقه هصالحك
هديه ضحكت غصب عنها و هو شد إيدها و ضغط بغيظ عليها مع الكلام: و بعدين بعد كده لما اقولك غورى متغوريش. او غورى شويه و ارجعى تاني بس متغيبيش.

هديه هزت راسها بيأس و هي بتضحك: لو سمحت متستغلش تفاهتي و تضحكنى و احنا متخانقين عشان انا تافهه عادى و بضحك
ادم ضحك معاها بشكل خطفه من حالته اللى رجّعته لها بتلقائيه: بابا عامل ايه؟
ادم استغرب ف الاول: بابا؟ اه قصدك ابويا؟ مش عارف يا هديه. خايف اوى
هديه قربت بتلقائيه بكرسيها منه: حصل ايه؟ الدكتور طمنك؟

ادم اتنهد بعيون تايهه دمعت بحزن و نطق جمل ملغبطه ورا بعض: لسه مفاقش. محدش عارف هيفوق امتى. انا مش عارف لو مفاقش هعمل ايه. هما مش عارفين يعملوا معاه ايه. بيقولوا ادوه اسعافات بس لسه مفاقش. امى بتقول احنا غلابه و ربنا مبيسيبش الغلابه. فجأه ملقتش حد جنبى. فجأه بقيت العيل الصغير التايه. اترعبت و انا شايفك ساعتها بتمشى تانى. بتسيبينى. محستش بنفسى!

هديه استغلت اخر لمحه ل جملته و رمت سؤالها اللى مش عارفه تلاقيله اجابه.
بصتله بحيره: ادم احنا اتقابلنا قبل كده؟
ادم اتخض على سؤالها بشكل فوّقه غصب عنه من حالة التوهه اللى كان فيها.
قبل ما يرتب كلامه هي بعفويتها ساعدته اما كملت: جملة سيبتينى او متسيبنيش تانى او اوعى تسيبينى دى مش اول مره اسمعها منك.

ادم اتوتر. مش وقت اى حوار يتفتح دلوقت. هو مش مهئ نفسيا لده. مش عارف عشان الوقت مش مناسب و لا هو حاسس انه لسه معملش لنفسه رصيد كافى عندها!
هديه ركزت مع توتر ملامحه و عيونها لمعت بإنوثه.

ادم قال اول حاجه طلعت من قلبه: كنت بحلم بيكى. من سنين بحلم بطيف مش عارفُه. مش عارف هقابله امتى و فين و ازاى. مش عارف هقابله و لا لاء. فجأه ظهرتيلى ف وقت كنت تايه. كنت طول الوقت حاسس انى ف سكه مش بتاعتى. و مش قادر افهم ليه. اتخضيت اما لقيتك شبه احلامى. شبه حلمى اللى بشوفه و انا نايم و بحلم بيه و انا صاحى. و اتخضيت اكتر اما لقيتك شبه الحلم بالظبط. لقيتك بتشدى ايدى لسكتك. مقدرتش اقولك ازاى. انا اه مكنتش هقولك لاء بس مقدرتش انطق. حطيت نفسى بين ايديكى و استسلمت. كنتى اول حاجه اروحلها بإختيارى و غصب عنى. اول حلم احلمه و احققه بإرادتى و بردوا من غير ما اتدخل. اتولد جوايا خوف من يومها تمشى و ترجعى مجرد حلم بنام عشان اشوفه و بتخنق اول ما اصحى منه. صوت خوفى كان طول الوقت متبت فيكى. بيقولك متسيبنيش.

هديه اتخطفت من كلامه اللى مكنش فيه بينه فواصل يتنفس حتى. من بحة صوته. لهجة صدقه.
ادم ابتسم بعيون دمعت بشكل خطفها: و هفضل اقولهالك طول ما فيا نفس. اوعى تسيبينى مهما حصل. انتى وعدتينى. اوعى تنسى وعدك
هديه ارتبكت بخجل من الاحساس اللى اتسرب جواها منه.

حطت إيدها على وشها و حاولت تهرب منه له: ان شاء الله عمى هيبقى كويس. مش هيسيبك لوحدك تانى. انت بس. انت بس من القلق و كده. الخوف الزياده ممكن يأذى صاحبه. انا كنت مرعوبه عليك اول ما جاتلك نوبة الخوف دى. عارف فكرتنى بيوم ما كنت نايم و بتحلم و احنا ف الخرابه
ادم ابتسم غصب عنه للذكرى و ابتسم اكتر لتوترها اللى بتحاول تداريه.

حاول يحتوى الثوره اللى ابتدى يلمسها جواها: كل ما بتحصله حاجه و احس انه ممكن يبعد عنى بترعب. زيك بالظبط
هديه ابتسمت بربكه و ردت بعفويه: هو كده. اللى بيحب اوى بيخاف اوى على حبايبه
ادم بصلها و ابتسامته فهمتها ان احساسه وصل ف اتوترت اكتر.
حاولت تهرب من الحوار: ادعيله. ان شاء الله هيقوملك بالسلامه.

ادم ابتسم بحزن: انا طول الوقت بدعيله. من يوم ما تعب. بدعى انى متحرمش منه. بس غصب عنى بخاف. برجع و اقول انا من غيرى هعمل ايه! ده مش ابويا اد ماهو الارض الصلبه اللى انا واقف عليها و متطمن!
هديه مدت إيدها مسكت إيده و فردت كفه سندته على كف إيدها تحته و حطت كفها التانى عليه: انت مش قولت يارب؟ سيبها بقا عليه. لما تحط حاجة قدام ربنا متاخدهاش وانت ماشي!
ادم بصلها بتوهان: يعنى ايه؟

هديه ابتسمت: يعنى احيانا يكون عندك مشكله و تفضل تصلي و تقوله يا رب حلها و بعد الصلاه تفضل تحاول بعقلك البشرى تشوفلها حل. انت كدا بتاخدها من قدامه تاني.

عارف معنى اية مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ؟! يعني ارمي الهم قدامه وبين ايديه و سيبها و هو هيتصرف زى كل مرة قولت يارب و اتصرف فيها. هيتصرف لانه بيحبك ومش هيخذلك و ربنا بيحب اللى بيلجأله. مش بيقولوا بيبتلينا عشان بيحبنا؟ لاء هو الاصح بيبتلينا عشان بيخلينا نلجأله ف طالما رجعنا له يبقى بيحبنا. عايزنا
ادم ابتسم بشئ من الراحه لكلامها: بس. بس انا بقالى كتير. اصل يعنى.

بصت لإبتسامته اللى حسستها انه مكنش محتاج اكتر من زقه: مصلتش؟ بقالك كتير مصلتش؟ متخافش ربنا الوحيد اللى بعد الغيبه مبيقولش ده بتاع مصلحته و جايلها. ده من رحمة ربنا جعل العلاقه بين العبد و ربه مفتوحه بدون واسطه.

ادم سكت كتير بس ملامحه مرتخيه براحه و هي وقفت و مدتله إيدها يقف: الصلاه بتحلِى الوش و بتنوره و بتفتحه زى الورد. زى الحُب كده
ادم ابتسم و وقف معاها. خرجوا و نزل جامع صغير ف المبنى.
اتوضى و هي بصتله: انا هستناك ف العربيه لحد
ادم لحقها بسرعه: خليكى لحد ما اخلص. حاسس ان دماغى مصدعه و تعبان
هديه هزت راسها بقلق من شكله: انت مكلتش لحد دلوقت، صح؟

ادم ابتسم بالعافيه و هي بصتله بعتاب: انت مكنتش شايف شكلك طول اليوم عامل ازاى. تقف على رجلك ازاى!
ادم هز راسه و هي غمزتله: طب يلا و اما تخلص نشوف حكاية الاكل دى
ادم ابتسم بلهفه للإيد اللى برغم انها بتدربك كل اللى جواه الا انها بتتعامل بقلب ام، بحنيه نفسه فيها، بترتب جواه اكتر ما بتبهدل!
ابتسملها و هو بيسيبها و دخل يصلى. مجرد ما بدأ ثوانى و اغمى عليه و وقع.
القائد بقلم / اسماء جمال جمعه.

حمزه اتنفض بعنف من نومته ف حضن حنين اللى قامت مفزوعه على حركته.
حنين بصتله بخوف من شكله: حمزه
حمزه بينهج بعرق. وقف بالعافيه اتحرك للبلكونه فتحها و وقف قدامها يخطف نفس مش عارف.
حنين اخدت مايه بسرعه و راحتله: انت شكلك كنت بتحلم
حمزه افتكر كابوسه و هو بيشرب معرفش يبلع المايه: كابوس
حنين بصتله بقلق و عيونها دمعت و هي بترفع وشها للسما.

هديه عدلت ادم نص واحده من رقدته ع الارض و عدلت راسه على صدرها بخوف: ادم
مدت إيدها بالعافيه فتحت شنطتها جابت مايه و رشتها على وشه.
ادم اتفزع و جسمه بيتشنج و يهدى يهدى و يتشنج بحركه عنيفه فجأه.
هديه فضلت ضماه لحد ما هدى.
ادم اتعدل و بص حواليه بخضه مذهول: في ايه؟
هديه ابتسمت بقلق: انت اغمى عليك فجأه
ادم حرّك إيده على وشه و هي بصتله: تقريبا عشان مكلتش حاجه من الصبح و انشغلت ف المستشفى. يلا ناكل حاجه و.

ادم بخمول: مليش نفس
هديه حاولت تتعدل عشان تقف: لا هتاكل. زى ما بيقولوا كده الراجل اما بيقع بيبقى الامر عظيم
ادم ابتسم غصب عنه و بيتعدل بصّلها و رفع حاجبه من وضعهم و هو شبه ساند بضهره كله عليها.
هديه اتوترت: منك لله. ده بيت ربنا يا جاحد لغبطتنى
ادم وقف و اتحرك معاها.

ادم افتكر حضنها اما وقع ف المستشفى و القوه الغريبه اللى استمدها وقتها و قدر يخرج بيها من ذكرياته و ضمتها دلوقت له اللى وقّفته من حالته المفاجأه دى.
هديه رفعت حاجبها لوشه اللى نوّر من شحوبه فجأه و هو ابتسم بمرح: و الله المفروض يخلوا الأحضان دي حاجه روتينيه أو وجبه رابعه بعد الفطار و الغدا و العشا
هديه انتبهت لنفسها و اللى حصل ف وشها رغم سماره احمرّ بإبتسامه لامعه.

قدّمت الكام خطوه الباقيين و ركبت العربيه بسرعه و ادم ابتسم لملامحها و هروبها و ركب جنبها.
ادم غمزلها بغزل: طب اما هو كده مكنتيش بتردى على التليفون ليه بقا؟
هديه اتهربت ببراءه مثلتها: ‏و فيها إيه يعني لما مردش عليك؟ هو أنا المطافى ياسطى؟
ادم ضحك بغيظ على التحوّل اللى حصل: تلعبى معايا دور البرود اقسم بالله اقلبلك فريزر هنا و يانهار تلج بقا و نسيح على بعض
هديه بصت للشباك و هي بتقرض اضافرها: مش يلا.

ادم ابتسملها بمشاكسه: اقولك نكته؟ بيقولك مره واحده بتهرب من اي واحد تحس انه معجب بيها بس عاوزه تتجوز عن حب.

فاطيمه سكتت بقلق و هي رافعه الموبايل.
جارتها: انا مدخلتش و الله انا قفلت الباب من برا اما لقيته مفتوح. قولت نسيتوه من اللبخه. الله يكون ف عونكوا
فاطيمه اتنفضت بخضه: هديه!
جارتها: بنت ابنك؟ مالها؟ هي جوه و لا ايه؟
فاطيمه بخوف: اكيد رحاب مطلعتلهاش. مش هتطلع تاخدها و تسيب الباب اللى سيبناه!
جارتها: انزلهالها طيب؟
فاطيمه وقفت خافت: لاء انا هبعت ابوها يجبهالى.

جارتها: طب براحتك. المهم عمى عابد عامل ايه؟ لو عوزتى حاجه كلم
فاطيمه اتكلمت معاها: بقولك. افتحى و خدى هديه عندك لحد ما ادم يجى و هبعته ياخدها
جارتها: انا قفلت و الله. طب احاول اشوف
فاطيمه بضيق: اكسرى الباب. او انزلى لابو رحاب يطلع معاكوا افتحوا الباب و خدى هديه لو فضلت لوحدها و الجو ليّل و النور مش قايد هتموت و مكلتش
جارتها قفلت معاها و فاطيمه قفلت موبايلها و بتتحرك بقلق رايحه جايه.

انس كان داخل ف راح عليها بقلق: ايه يا خالتى في ايه و فين ادم؟
فاطيمه اترددت بقلق: مفيش حاجه. بس
انس ابتسملها بلطافه: انتى هتخبى عليا انا؟ انتى مش عارفه انا و ادم ايه؟ ده انا باكل ف بيتكوا اكتر ما باكل عند امى
فاطيمه حكتله اللى حصل بتوتر.
انس اتحرك بسرعه و هو بيفتح موبايله: هكلم ادم
ادم مردش على موبايله اللى مشافهوش و انس راح ع البيت.

طلع على شقتهم و شاف جيرانهم بيحاولوا فعلا يفتحوا الباب. انس طفّش الكالون و فتح الباب و دخل بسرعه.
انس وقف مكانه بفزع و، .!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة