قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع عشر

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع عشر

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع عشر

فاطيمه حكت لأنس اللى حصل بتوتر و هو اتحرك بسرعه و هو بيفتح موبايله: هكلم ادم
ادم مردش على موبايله اللى مشافهوش و انس راح ع البيت.
طلع على شقتهم و شاف جيرانهم بيحاولوا فعلا يفتحوا الباب. انس طفّش الكالون و فتح الباب و دخل بسرعه.
وقف مكانه بفزع اما شاف هديه قاعده مكوّره ف ركن السرير و بتقرض اضافرها بهزه ف جسمها و بتزوم بصوت عصبى عالى جدا.

انس هز راسه بأسف و ميل عليها ابتسم و هو بيبوسها. شالها و قفل الباب وراه و نزل راح المستشفى.

ادم اخد هديه ع المستشفى.
ادم بصلها و مشّى إيده على شعره بإحراج: هديه انا كلمت سمسار ع الارض و
هديه بصتله بطرف عينيها و هي ابتسم بإحراج: صدقينى الحكايه مستوره و الله الحمد لله. هو بس الدنيا اتلغبطت فجأه و مكنتش عامل حسابى قبلها
هديه ابتسمت بمشاكسه: و لا يهمك. المهم هترجعهم امتى؟
ادم هيتكلم سكت و رفع حاجبه و هي ضحكت بخفه على شكله لحد ما ضحك معاها.

وصلوا لفوق و هما بيتكلموا و دخلوا للدكتور اللى طمنه على ابوه.
ادم ابتسم بحماس: يعنى فاق؟
الدكتور: مش بالظبط. لكن اقدر اقولك عدى الوقت اللى كنا خايفين منه
ادم مسك ايدها بتلقائيه و هي ضغطت عليها بخفه كإنها بتدعّمه.
خرجوا من عند الدكتور وقفوا ع الباب و ادم شافها بتبص ف ساعتها ف اتضايق من اللى المفروض يحصل.
هديه بصتله بتردد: انا لازم امشى فعلا
ادم بص بعيد مش عارف يترجملها ازاى انه محتاج وجودها اوى.

هديه قربت خطوه كمان قصاده رغم انها كانت اصلا جنبه: انا كلمت بابا قولتله انى هتأخر شويه. و هو سايب معايا الحراسه. بس. بس مش هقدر اتأخر اكتر من كده. انا طول اليوم برا
ادم هز راسه بإبتسامه باهته خفيفه.

هديه: انا حتى و الله مكنش ينفع اسيبهم انهارده. هما مسافرين خلاص. هيروحوا للدكتور بتاع ماما الاول برا مصر و من هناك راجعين الصعيد. حتى انا كنت جايه اجيب تحاليل ماما عشان هياخدوها معاهم و همشى ع طول بس النصيب. كنت ناويه اقضى معاهم اليوم كله و افضّى نفسى
ادم قال كلام بتلقائيه غريبه كإن كلامها معمم مش خاص بالموقف: امال جيتى ليه؟

هديه قربت خطوه و ابتسمت: عشان مكنش ينفع اسيبك و انت كده. و عشان كان لازم ابقى جنب الحد اللى مسابنيش لحظه لوحدى لا ف هزار و لا جد. و عشان وعدتك مش هسيبك
ادم ابتسم من اخر الجمله: متأكده انك هتبقى اد وعد زى ده؟
هديه بصت بعيد بإحراج: هحاول
ادم قرب الخطوه الباقيه: هتقدرى
هديه: انا مبقدرش غير ع الحاجه اللى عايزاها و انا عمرى ما عوزت حاجه مش عايزانى.

ادم ابتسم اما ترجم الجمله على نفسه: الحبايب بتبان في وقت الضيقه. اللي بيجوا في الخروج و العزومات دول المعازيم و انتى ست الحبايب
هديه استغلت اخر كلمه و هربت بضحكه عاليه اوى برقه: ست الحبايب؟ امك يعنى؟ امك يا شيخ
عملت نفسها بتتف و ادم برّق.
هديه ضحكت بمرح: طب منفعش بنتك؟
ادم عض بوقه بغيظ على انه مش عارف يمسك عليها مالكه: ده انتى بنت صرمه مش بنتى.

هديه ضحكت اوى و هو لحظاته معاها كانت كفيله تخطفه من كل اللى فيه. بس مجرد ما مشيت رجع لعالمه تانى.

انس وقف ف اخر الطرقه وراه و شبك إيده ورا ضهره و ادم داخل عليه.
ادم انتبه ف سرّع شويه ناحيته: انس. في حاجه انا لسه متطمن من الدكتور؟
انس بصّله شويه من غير رد فعل.
ادم استغرب: ايه يابنى انت
انس فجأه كوّر إيده و ضربه بوكس ف وشه عنيف.
ادم اتذهل من رد فعله و اتعدل بصدمه.
قبل ما ينطق انس مسكه من ياقة قميصه بحده: ماهو طالما مش هتفوق بمزاجك هفوّقك غصب عنك. كنت فين؟

ادم شبه فهم ف اتعدل بإحراج: انس مش زى ما انت فاهم. انا
انس سابه بعصبيه: ده انا كنت زعلان عليك انك سايب بيتك و مراتك و بنتك و انت راجل متجوز. دلوقت سايب ابوك لوحده ف المستشفى!
ادم اخد نَفس بخنقه كإن الخنقه اللى نزّلته هربان ابتدت تتسرب له تانى: انا.

انس زعق و هو بيزقه بإيديه الاتنين ف صدره: انت ايه؟ هاا؟ اقولك انا؟ انت بتستهبل. عارف انك راجل متجوز و مخلف و المفروض عديت مرحلة المراهقه دى من سنين بس ناسى نفسك. انت يا ادم اللى تسيب ابوك ف المستشفى عشان واحده؟ انت اللى تجرى ورا واحده و تسيب مراتك و بيتك و بنتك و الكل يخرب على بعضه؟

ادم زعق لمجرد انه بيتواجه بحقيقه مش عارف هو اللى بيهرب منها و لا هي اللى ف عينيه حقيقه مهزوزه و مشرخه: و هي فين مراتى دى هاا؟ مراتى اللى انت محموق اوى عليها كإنها اختك و كل ما تشوفنى مع هديه تتزربن اشتريتها بالغالى. بالغالى اوى. عارف بإيه؟ اشتريتها بهديه. بعدت عن هديه ف اكتر وقت محتاجلها فيه عشانها. حاولت معاها مره و اتنين و ميه بس هي مصصمه تبقى صنم. حاولت افهمها ان الراجل مش طاير غاوى يتنقل من عش لعش ده بيرسى مكان ما بيلقى عش دافى. لكن هي اللى غبيه. هي اللى قدمتنى بإيدها لهديه.

انس امتص كلامه و لهجته هديت شويه: انهى هديه فيهم يا ادم؟ ست الحبايب و لا بنتك؟
ادم انتبه بلغبطه كإن ميزان مشاعره اتقلب وقع و كل حاجه اتلغبطت.
انس قرب وقف قصاده: و بنتك؟ مفكرتش فيها يا ادم؟ ذنبها ايه؟ هديه بقا هتسيب شغلها و تقعدلك بيها؟ و لا انت هتسيبها لآمها اللى بتخونها؟
ادم تهتهه بعصبيه من الخوف اللى جواه اللى بنته جزء منه: بنتى. هي مع امى و.

انس بهدوء: و اما امك تنشغل زى كده محطتش احتمالات لأى حاجه ف وقت زى اللى انت فيه ده مثلا؟
ادم للحظه انتبه و بص لأنس. هل فعلا ممكن تكون رحاب سابتها! مهتمتش و مهمله للدرجادى!
سابه و اتحرك بعصبيه للغرفه اللى حجزها لأمه. دخل و قبل ما ينطق شاف هديه ف حضن امه اللى بتعيط.
ادم اخد نفس عنيف و خرج من المستشفى بعصبيه.
وصل البيت و دخل بإندفاع طلع شقة ابوها على طول كإنه حفظ مكانها.

محاسن فتحت و ادم اندفع بغضب كإنه فقد السيطره على زمام الامور بينهم.
محاسن: في ايه؟
ادم شاور على رحاب اللى لابسه فستان خروج و ميكاب و مقلعتش حتى الجزمه كإنهم خارجين او راجعين.
هيتكلم بزعيق وقف بالكلام و بصّلها بصدمه: انتى كنتى فين كده؟
رحاب راحت عليه بهدوء: انا مكنتش. انا لسه را
ادم: رايحه فين؟
رحاب شقلبت بوقها ببرود: عند اخويا. مانا قايلالك
ادم اتصدم: دلوقت؟
رحاب: هو عيد الميلاد متأخر و.

ادم بغضب: عيد ميلاد ايه انتى معندكيش دم خالص كده؟ احنا ف ايه و لا ف ايه؟
محاسن اتدخلت: و هي مالها و مال اللى انتوا فيه؟ هي اصلا مش معاكوا ف المستشفى و كده كده قاعده هنا.

ادم بص لأبوها اللى بص لرحاب بعتاب و اتكلم بإحراج و هو رايح على ادم: و الله يا بنى احنا مكناش رايحين لولا فريد زعل و قال ان عيد الميلاد هيخلص و يجى معانا على هنا عشان يصبح يروحلك ع المستشفى يتطمن. كمان هي معرفتش تقعد لوحدها هنا و. يعنى
ادم بصّلها بصبر عليها بيخلص: و تقعدى لوحدك ليه يا هانم؟
محاسن: امال تقعد مع مين؟ مالك داخل بزعابيبك كده؟ تقعدلك على باب المستشفى و انت اصلا هيمشوك؟

ادم رد على كلام امها بزعيق و هو باصص لرحاب: تقعد مع بنتها. و لا الهانم نسيت ان عندها بنت؟
رحاب بصتله و قلقت. هي فعلا نسيت كلمة حماتها تاخد البنت.
ادم قرب شدها من شعرها بعنف: انا مكنش مصبرنى عليكى غير بنتى. بقول لو يوم امى فاطيمه جرالها حاجه زى امى و سابتها متبقاش زيى. متتوهش لوحدها. لكن اما تبقى النتيجه واحده يبقى ملكيش لازمه و هرميكى ف اقرب مقلب ذباله.

رحاب كانت ضامنه صبر ادم عليها بشكل غريب بس لعند اللحظه دى و خافت و خوفها هوّرها.
شدت نفسها و زقته بعنف: انا نسيت. البنت طول الوقت مش معايا ف بعيده عن تفكيرى لكن انت مفكرتنيش ليه و انا عندك ف المستشفى و لا شاطر تعتب و بس!
ادم زعق: امى قالت انها قالتلك و هي مبتكذبش.

رحاب شاورتله بعصبيه: ايوه فعلا مكذبتش. قالتلى. بس امك قالتلى ف وسط الربكه و احنا ف الشارع. بعدها انت فاجئتنى و جيت بحسبك يا اخى اتصرفت. بعدها بابا صمم نجيلك و عشان عارفه انك هتشيلهالى روحت جرى زى الهبله لقيت ف حضن واحده رخيصه بتتنقل منك لصاحبك و
ادم قبل ما تكمل الجمله ضربها بالقلم على وشها.

رحاب بصتله بصدمه. ادم عمره ما عملها! عشان خاطر مين! هديه مين فيهم، اللى منه و لا اللى جواه! هي متعرفش ان هديه اللى كانت معاه ف المستشفى بس احساسها انه متغير مترجم كل افعاله بسببها!

ادم قرب بجنون مسك شعرها: قسما بالله لو جيبتى سيرتها على لسانك لا اقطعهولك و اعيشك طول عمرك متحسره مش بس على لسانك. لاء عليا انا قبله. انا عندى استعداد انهارده قبل بكره اجيبها عليكى و الادب اللى متعلمتهوش بمزاجك ساعتها هتمشى تعلميه للناس
رحاب بصتله بعصبيه من مسكته لشعرها: هقولك ايه ماهو اللحمه اللى عليها زحمه لازم تبقى رخيصه!

ادم حدفها من شعرها بغضب لبست ف الحيطه وراها و ضربها بالقلم. قبل ما تنطق ضربها كمان قلم ورا قلم و كل ما تتحرك يجردرها من شعرها يعدلها قدامه!
محاسن حاولت تتدخل بزعيق بس مصطفى قيّد حركتها. حس ان قليل من القسوه يكفى. ان بنته محتاجه ده عشان تفوق. مش بس بعد ما شاف اللى عملته ف بنتها. لاء. بعد ما شاف ادم مع هديه و ضمتهم لبعض حتى من غير لمس!

رحاب اتعدلت بغضب: انت بتمد ايدك عليا يا ادم؟ و انا عارفه انه عشان الذباله دى مش عشان بنتك. بس قسماً بالله ما
ادم مسك دراعها و شدها بغضب مش قادر يحدد منه و لا منها: قسما بالله يا رحاب لو ما اتعدلتى لا اعدلك غصب عنك.

محاسن شدت نفسها من جوزها بالعافيه و قربتله: انت بتهددها ف بيت ابوها؟
رحاب زعقت و هي بتمسك ف ثغرات الكلام: و اما انت محموق لبنتك اوى كده اما جيت لحد هنا تاخد الدهب مطلعتش تطمن عليها ليه! مسألتنيش اصلا عليها ليه! و لا جاى كل اللى همك تاخد ايه و ترمى عليا! يا اخى ده انت فكرت ف الدهب و مفكرتش ف بنتك. و جاى ترمى حججك عليا و تقولى بعدلك عشان بنتك!

ادم اتجاهل كلامها و بصلها و هو خارج: الضلع الاعوج اما بيتعدل غصب عنه بيتكسر. خدى بالك بقا عشان لو مضطر اعدلك غصب عنك هكسرك و الراجل مننا اما بيكسر الست اللى معاه عمرها ما بتقوملها قومه تانى.

ادم رجع المستشفى بغضب مش عارف يتحكم فيه. مش عارف منها و لا من نفسه و لا من كلام انس و لا من منظر بنته اللى شافها ف حضن أمه و احساسه انه جزء من السبب و لا من العشم اللى شافه ف عيون هديه. مش عارف!
يوم ورا يوم بيعدوا و هو و رحاب اللى قطعت رجليها من المستشفى خالص بيبعدوا و المسافه بينهم بتكبر و تزيد. حالة ابوه ابتدت تتحسن شويه بشويه.
هديه بتروحله يوميا المستشفى و هو بيتجنب تطلع لأمه.

ادم بص لأنس بجديه: متعملوش حاجه ف موضوع الحادثه لحد ما افوق
منير: ما انت قولت لهديه توقف نشر الروايه
ادم بصّله بحده و منير رجع لورا بخوف مرح: استاذه هديه
ادم استغرب لإنه مقالهاش حاجه زى دى. هي فهمته من نفسها او سمعت كلامه.
انس فهمه ف اتكلم بغموض: استاذه هديه وقفت عشان عارفه لو قدمت خطوه هتتكعبل. اتفقنا ان خطوتنا احنا ورا خطوتها ف مينفعش تخطى و متلقيناش وراها و الا هتقع و هي عارفه انك مش فاضيلها.

ادم بصّله و بص بعيد و سكت شويه: تمام. انا الدكتور بيقول هنخرج اخر الاسبوع. هنقعد و نشوف
انس هز راسه و سكتوا و منير غمز لأدم و هو بيحط إيده على كتفه و غمزله: الا اييه؟
ادم زقه بغيظ: داك اواه
منير ضحك و هو بيغمزله: هو اللي بيقع ف الحب بيقع علي بطنه ولا علي ضهره ياريس؟

ادم ابتسم بشكل ميلقش مع هزار الكلام: يابنى انا كل حاجه ماشيه معايا بالحب الا الحب نفسه مش ماشي معايا. ده انا ملخص حياتي لا صيعت مع الصايعين و لا فلحت مع الفالحين
منير عض بوقه: والعه يا قائد
ادم ضربه بوكس خفيف بغيظ: ياريت نبدل كلمة والعه بكلمة ما شاء الله علشان بتولع بجد يا ولاد الصرمه
منير ضحك معاه بهزار بس لاحظ سكوت انس و حس ان الجو بينهم متوتر ف بص للاتنين: في ايه منك له؟

انس بص لآدم بزعل و ضم قبضة إيده و قدّمها: انا اسف
ادم ابتسم بحب على صداقتهم و جيرتهم اللى من عمرهم تقريبا.
كوّر إيده و خبطها ف إيده بسلام: انا عارف انك خايف عليا يا انس. احنا جيران و اخوات و صحاب و عِشره و ده كفايه انك تعمل اللى عملته. لكن صدقنى انت مش فاهم حاجه
انس قرب: طب فهمنى يا صاحبى. قولى انك بتروّش ف السكه دى و يومين و هيعدوا و هت
ادم قاطعه برفض: لاء يا انس. صدقنى معدش ينفع.

انس بصّله قوى بترقب: يعنى ايه معدش ينفع هو حصل ايه بالظبط؟
ادم اتنهد: مع هديه و لا مع رحاب؟
انس: معاك انت
ادم: مش عارف يا انس. الواحد كان متصالح نفسياً مع فكرة ان حوار الحب دا مش سكته
انس: و دلوقت؟
ادم ابتسم بهدوء: لا دلوقت احمد خالد توفيق اللى قال. قال ان لو لم اجازف و اقترب كنت ساظل اعتقد بان شييًا
جميلًا قد فاتنى.

انس: اديك قولت. و لو قربت و ملقتش شئ جميل فاتك و لا حاجه؟ و لقيت عيش زى ام الخير، يبقى ازى الحال؟
ادم: هبقى رحمت نفسى من الندم
انس بصّله بترقب: طب و حمزه باشا؟ ابوها يا ادم؟
ادم اتنهد: أنا عارف إن هديه قرار هيتعبنى بعدين بس هعمله علشان يستحق التعب
انس: إهدي كده و خف قرارات غلط علشان العمليه سارحه منك و هاتك يا عك
ادم ضحك ضحكه خفيفه مخنوقه: و الله أنا حياتي عكت مني جامد بفكر أرميها و أجيب غيرها.

منير ضحك لادم و انس بصّله بجديه: طب ما تبعد يا ادم
ادم بصدق: حاولت. حاولت و معرفتش. لا فشلت و لا تعبت انا توهت. ملقتش نفسى لا مع رحاب و لا مع حاجه غيرها
انس: ‏صدقنى هتبقى أقوي إنسان لو عرفت تاخد قرارات عكس رغبتك لمجرد إنها الصح حتى لو مش هتريحك.

ادم: و مين قالك انها الصح؟ رحاب عمرها ما كانت قرار صح. صحيح لسه مش قادر اعرف الدافع اللى خلانى اخد قرارها بس اكيد هو اى حاجه غير انى استقر و احب و اتحب و اتونس و اتدفى و املى حياتى الفاضيه. او حسبتها غلط.

انس: و عشان كده قربت من هديه اول ما ظهرت؟ و لا انت متأكد انك هتلاقى ده مع هديه؟
ادم ضم بوقه بمعنى مش عارف: أنا مبقتش عارف أفرق إذا كان قربى من هديه علامات ربنا بيبعتهالي عشان اشوف عيوب رحاب و هبعد عنها. و لا ظروف بيحطها في طريقي يختبرنى. مقدرش احسم حاجه زى دى لإنها خاصه بالغيب مش بيا. لكن اللى اقدر احسمه عن نفسى هو انى لو اللى بتعمله رحاب شوفته على هديه هقبله و براحه كمان.

انس بذهول: للدرجادى يا ادم؟
ادم ابتسم رغم جديته: و اكتر. صدقنى انا نفسى مذهول من حالى. هديه مدخلتش جوايا. اللى جوايا كان بتاعها اصلا. ملكها. مجرد ما دخلت استعمرتنى. زلزلتنى من جوه!
انس: مش هتبقى بتظلم رحاب؟

ادم شاور ببوقه بلامبالاه: هي اللى ظلمت نفسها. صدقنى انا متحبتش او متحبتش بالشكل اللى نفسى فيه و استحقه. انا كنت مجرد اختيار لطيف وقع في طريقها و مع ذلك تقدر تقول ‏مازلنا نصون الود رغم نفاذ السبعين عذراً.

انس شاورله بتحذير: يا ادم ‏لو معاك حاجه حلوه متدورش على الاحلى علشّان متخسرش الاتنين
ادم بنفاذ طاقه: هو كده في علاقات ماتستاهلش غير نهاية واحده انا آسف إني اتأخرت ماهو مش معقول الواحد هيقضي حياته كلها في محاولة التأقلم مع حياته!

انس هز راسه بيأس و ادم بصّله: انا مع رحاب عايش تحت بند فتره و هتعدى. الوحش فتره و هيعدى. اللى مش عاجبنى فتره و هيعدى. اللى عايزُه و هي متجاهلاه بقول على تجاهلها فتره و هتعدى. ‏تخيل إنك تبقى محشور في بقعه زمنيه اسمها فتره و هتعدي يعني الوقت يعدي يجي الوقت اللي بعده ابقى مستنيه يعدي بردوا و اللي بعده واللي بعده إلا ما لانهايه في إنتظار وقت مش عارف المفروض يبقي عباره عن ايه و لا ايه عشان ابقي مبسوط و انا بعيشه معاها.

انس اتنهد بإحساس للبحه اللى ف صوته.
ادم ابتسم رغم جدية كلامه: تخيل عمرى ما حسيت الاحساس ده مع هديه! و لا لحظه معاها اتمنيتها تعدى! بتبت ف كل دقيقه معاها عشان عارف الراحه اللى حاسسها وقتها هتمشى معاها! بتبّت حتى ف النَفس اللى بيطلع منها كإنى مستنيه يطلع عشان اتنفسه! عشان اعرف اعيش! كإنى بتنفس وجودها او بتنفس طول مانا متأكد من وجودها!

انس بصّله و مش عارف يلومه و لا يسانده: حاول تانى حتى لو كمره اخيره.

ادم ضحك ضحكه صامته بتهكم: ‏صدقنى انا طاقتي مع رحاب إنتهت. خلصت و هي اللى خلصتها. خلصّتها ف اعذار و حجج و مبررات و تجاهل و عتاب ملهوش قيمه. خلصت مع محاولات مش بس ضيّعتها لاء دى مفهمتهاش. مبقاش عندي شغف تجاه أي حاجه تخصها. مبقاش يفرق معايا وجودها فحياتي و بقيت بحب أبقى لوحدي و بقيت ببعد عنها برغبه اكتر من مجرد تكبير دماغ او حتى يأس. حتى مبقاش عندي طاقه أرد عليها. خلتنى و انا معاها مبقتش بهتم بحاجه غير أني عاوز أريح دماغي. حاجه كده زى جملة منير اللى لخصت فشل 90% من العلاقات ده اللى يدوق الملل البعد يحلاله.

انس اتنهد بيأس: طب و هديه؟ مفكرتش ف رد فعلها؟ هترضى؟
ادم اتنهد بخوف: هي مش شريره و لا خطافة رجاله
منير: لكن مندفعه و ممكن تروّش ف اى سكه.

ادم ابتسم تلقائيا مجرد ما جات سيرتها: هي اللى خلتنى اكتشف ان كل العيوب اللي ممكن حد يشوفها فيك حد تاني قادر يشوفها مميزات و كل الحاجات اللى ممكن تشوفها ف حد عيوب تشوفها ف التانى مميزات. الدوشة و الصداع ممكن يتشافوا حيوية و طاقه. الزن يطلع اهتمام و الرغي يتشاف حب و حتى السكوت يتشاف ونس. لو اتكلمنا عن ان الغلط بينى و بين رحاب مقسوم علينا احنا الاتنين انا و هي يبقى غلطى ف قلبى. تقريبا كده العيب طلع ف العين اللي مبتشوفش تصرفات اللى قدامها بعين المُحب و مبيوصلهاش اشاره بجمال كل تصرف طالع من قلبنا. هي الدنيا كده اما تحب تعوّض بتقابل الواحد بناس يشوفوه زي ما هو بدون ما يبذل اي مجهود و هيلاقى ان حتى عيوبه شايفينه بيحليها.

انس حس ان ادم اتخطى المرحله اللى ينفع فيها الكلام.
ادم انتبه من سرحانه اللى كان بيتكلم بيه كإن مجرد سيرتها بتخطفه و ابتسمله: احنا حلوين بس مع ناسنا و ف مكاننا الصح. علاقة الواحد مع الناس اللي مش شبهه فاشله مهما حاول يحافظ عليها و انا و رحاب عمرنا ما كنا شبه بعض و لا هنبقى و لا هنتقابل هنا
الاتنين سكتوا ف لحظه بقا صعب فيها الحوار.

منير اتدخل بمرح: اهى حلاوة البدايات دى بتفكرنى بمسحة القطنه إللى قبل الحقنه
ادم برّق قدامه و بصّله و منير رجع خطوات لورا بضحك.
انس بغيظ انه مش لاقى حاجه تتقال: اهو مش اهبل و ملهوش ف اى حاجه؟ بس قالك. متصدقش اوى البدايات. يابنى ده زى ما بيقولوا كده الفطاطرى بيقعد يطبطب ع العجينه و في الأخر بيدخلها الفرن.

ادم ضحك بغيظ: اهو ع الاقل مش هيبقى اسوء من حياتى اللى بقيت بكملها زي سوسن بدر لما كانت بترقص و هي مضروبه ف فيلم الفرح
منير قرب بهزار: خلاص. يبقى متجرحش ست بست تانيه
ادم رفع حاجبه: امال اعمل ايه؟
منير ضحك ببلاهه: خليك راجل و احتضن الأثنين
انس: يعنى مفيش امل ان يكون اللى بيحصل بينك و بين رحاب ده مجرد ملل. حاجه كده زى الروتين و شوية وقت و هتكتشف انك بتحبها.

ادم هيتكلم انس لحقه بسرعه و كمل: حتى لو بردوا بتحب هديه!
ادم ابتدى يحسبها بجد. لازم يحسبها.

انس بصله بجديه: بنتك بعد اللى حصل انهارده مينفعش تتساب كده. مينفعش تخرج برا الحكايه. لازم تتحط ف حساباتك. رحاب مع شوية شده و حزم هتقدر تتواجد ف حياتها. لكن هديه محتاجه تضحيه منها عشان نقطه زى دى. انت بقا ضامن ايه عشان تضمن لبنتك متتحطش ف موقف زى بتاع انهارده ده لو ابوك و امك لظروف خارجه عن ارادة الكل اتخلوا عنها!
ادم بصّله قوى و عقله ف اتجاه غريب.

انس: مينفعش تسيب الحكايه كده. الرايح رايح و الجاى جاى. لازم قرار
ادم اتنهد بقلق. قلق اتحول لخوف. هديه لازم تعرف. ايا كان قراره. لو اختارها ايا كان ملكيه لها او شريكه لازم تعرف. لو طلق رحاب لازم هتعرف. حتى لو سابها ف بردوا من حقها تعرف انه مغدرش بيها!
انس: هديه ممكن تضحى بيوم. بشوية دهب. لكن تفتكر ممكن تضحى بكيانها! بشغلها اللى عندها استعداد تدفع حياتها تمنه! بنجاحها؟!
ادم اخد نفس طويل و رد بجديه، ،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة