قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع والعشرون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع والعشرون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع والعشرون

ادم هز راسه بعنف على ريحة غاز جنب مناخيره.
حاول يتحرك بجسمه حس بتقل رهيب على دراعاته و رجله و كل حته ف جسمه تقريبا.
فتّح عينيه بصعوبه و بيتلفّت لمح هديه جنبه على كرسى مقيده زيه ف الكرسى و مغمضه مش عارف متخدره او مغمى عليها.
حاول يتعدل بفزع او يتحرك و بيهز كرسيه بعنف شاف جانبه تانى ناحيه رحاب ف نفس وضع هديه!

غمض عينيه بعنف و حس ان في نهايه جايه مش عارفها نهاية مين. نهاية حياته و لا حياتهم و لا نهايه تانيه لعلاقه اكتر من انها نهاية لحد و دى اكتر حاجه نفضها من دماغه بفزع.

ظهر قدامهم صوت خطوات عاليه قبل ما يظهر صاحبها و ادم اتعدل ناحية مصدر الصوت.
ظهر واحد بملامح حاده و قرب عدل كرسى بالعكس و حطه قدامهم و قعد.
ادم بصّله قوى: البيج!
رجب: انت عارفنى؟ طب كويس
ادم بصّله بحده و ضيّق عينيه و هو ضم ملامحه بتهكم: كويس انك عرفتنى دلوقت رغم...
ضحك بقوه و ادم كمل عنه بثقه: رغم ان البيج اللى كنت بتعامل معاه وصله بينه و بين التجار كان بخخ. مجرد صوره.

رجب اتعدل بجديه و بص لأدم بذهول: يعنى انت كنت عارف ان
ادم كمل قاطعه: انك مستخبى ورا صوره حاططهالى، شخص خيال لك يتعامل معايا على انه انت و هو مجرد مرايه تعكس مجرد صوره لك و انت مستخبى زى النسوان وراها
رجب وقف بحده: و لو قولتلك انى انا كمان كنت كاشفك من اول يوم دخلت فيه العشوائيات؟
ادم هز راسه بنفى بثقه: مش هصدقك
رجب اتعصب: مش حتة عيل زيك اللى هيهز راجل زيى بيشتغل ف كارُه من سنين و.

ادم كمل عنه بثقه تهز ثقته: لو كنت انت راجل مكنتش جيبت حريم تخصنى تتحامى بيهم! و لو كنت انا عيل مكنتش ربطتنى عشان تقدر تبان قدامى بعد ما كنت مستخبى. زى الاسد كده اللى بيسلسلوه عشان يخلوا الناس تتفرج عليه
رجب حدف الكرسى برجله و قرب من ادم بعنف مسك دقنه: و حياة امك لو هما الاتنين حريم لا اخليك تالتهم
ادم تف ف وشه بحده: عارف انا اموت و الا انا كلب زيك يعلم عليا قدام نفسه عشان يبان راجل.

رجب زعق بجنون: و حياة امك لا اعلم عليك قدام حريمك يا ابو حريم. لاء انا هعلم عليك قدام الداخليه كلها عشان يوم ما تحاول تزرع حد من رجالتها عندى تفكر مليون مره قبل ما تغلط و تعملها و تعرف انها بتضحى بيه
ادم ضحك بثقه: مسعد اللى قالك الكلام ده؟ اخسس بتمشى ورا راجل ضحكت عليه مَره و اخدت بضاعته؟

رجب بصّله بغضب و ادم كعمش وشه بإستفزاز بيلعب على اعصابه يوتّره يهز ثقته: طب انا لو علمت عليك و اخدت بضاعتك و مختار اللى كان من رجالتك. فاكرُه؟ الراجل بتاعك اللى باعك ببلاش و دلنى عليك و على مخابيك و مداخلك اللى ادخلك منها و ادانى تفاصيل خاصه بينكم عشان اأكدلك انى كنت واحد من رجالته. اسمى ف الاخر راجل. لاء و ظابط كمان. لكن اللى يتضحك عليه من عيله اعلاميه و تاخد بضاعه منه بملايين ده ايه؟

رجب مكنش عارف من الاول ان ادم ظابط لكن كان بيلعب عليه بالكلام. لكن دلوقت فهم الحوار جه ازاى!
ادم قرا ده بسهوله ف عينيه اللى شردت بشر و ضحك بتهكم: كده فهمت؟ طب الحق بقا اقولك حمد الله ع السلامه قبل ما اقولك مع السلامه
رجب بصّله بشك: و اما انت حِدق كده معرفتش توقعنى ليه من الاول حتى لو كنت بتتعامل مع واحد صوره ليا؟ اما انت ظابط شاطر كده!

ادم رد بثقه: عشان الحوار عجبنى. حطيت رجلى ف الموضوع اجيبك بعد ما الراجل بتاعك وقع لقيت حواليك شبكه كامله و انا وعدتهم ف شغلى هنضف البلد منكم. ف كان لازم استنى اجيب اللى وراك و اللى قدامك و اللى حواليك. انا وقعت اكتر من تلاتين تاجر قطاعى من تجار الشارع و اولهم الراجل بتاعك اللى باعك و ابتديت السكه بيه و اخرهم مسعد اللى سيبتلهولك يجيبك برجليك لحد عندنا و انت بغبائك فاكر انه طلع منها بشطارته و برغم انه مبعاكش ف التحقيق بس باعك بغبائه. واضح انه هرب اهو و جالك عشان بدل ما يقع بالكلام يقع بيك، تصدق كنت ناوى اهرّبه بنفسى عشان يجيلك ف اجيلك وراه، بس قولت لا، حوار فاكس و مهروس ف مية فيلم هابط قبل كده و اكيد مش غبى للدرجادى، معرفش انك اغبى من الدرجادى بدرجتين تلاته.

رجب شاورله بغضب: و انا و حياة امك لو رجالتى باعونى بغباء، هخلى حبايبك يبعوك ببلاش
ادم استمر ف بروده و استفزازه يهزه: يا راجل ده الراجل بتاعك ضحكت عليه حتة عيله
رجب اتنفس بعنف و شاور بعينيه على هديه: و اللى ضحكت عليك بردوا مش عيله؟ لاء و اخدت بضاعتك و
ادم اترعب لمجرد جات سيرتها و مهتمش او منتبهش يدارى ده و رجب لاحظ بسهوله ده ف عينيه اللى احتدت و اتلونت بغضب.
رجب ابتسم بشر: طب ما الاسد بيكش اهو.

ادم انتبه لنفسه و حس انه شافها نقطة ضعفه.
حاول يشتت تفكيره او جرب يشده ف سكه تانيه يتوّهه: انا متضحكش عليا منها. انا سيبتها بمزاجى وسطنا عشان هستفيد من وجودها. صحفيه و هتطلع تحكى للعالم كله عن وساختكوا. هتقطع اى لسان يقول عذبة الصعايده و العشوائيات و الاماكن دى و غيرها الحكومه مبتقدرش عليها.

رجب ضم بوقه بتهكم: تفتكر؟ يعنى لو سيبتها تخرج من هنا هتطلع تقول بردوا ان الحكومه اتعلم عليها؟
ادم كتم راحته ف نفس جوه صدره اما حس انه هينجح يبعدها عن الحوار. لا عقله و لا قلبه انتبهوا لحاجه هنا غيرها. مش عارف ازاى مفكرش ف نفسه او ف القضيه او رحاب الموجوده جنبه!
رجب بصّله شويه بشك: طب و السنيوره التانيه بقا؟

ادم بص لرحاب جنبه و اخد نفس بخنقه و كتمه. دايما وجودها مش ف موضعه حتى ف اصعب الظروف و اصدفها!

ادم عينيه احتدت برجوله: انا اموت و لا اسيب كلب يلمس شعره من مرا قدامى ف مابالك بواحده تخصنى!
رجب ضحك بتهكم: طب ما انت هتموت متستعجلش. امال جيت برجلك عش الدبابير ليه؟

ادم بثقه: عشان اصطادك و اطلع برقبتك من هنا. بس شوف لسوء حظك مش مشترطينلك حى و لا ميت. اصل كل اللى عايزينه منك خدناه. رجالتك و بضاعتك و مختار الراجل بتاعك اللى وقع ف ايد الحكومه من اول الحكايه و الراجل اللى وراه اللى هو انا طبعا طلع هو الحكومه ذات نفسها
رجب ضحك بسخريه: ماشى يا عم الصياد. قولى بس الاول دى الصحفيه. لكن التانيه هي بتشتغل معاكوا و هتساعدنا هي كمان و لا نردم عليها جنبك؟

ادم كتم غضبه و حاول يفكر بشكل سريع و رجب ضحك بسخريه: انت بقا جوز مين فيهم؟ و لا متجوز واحده و البت الصحفيه بقا بتروّش معاها و سايبها للشارع يلمكوا؟

ادم بصّله بغضب من اسمها اللى اتلوث بالجمله اللى قالها.
رجب قرب منه و سند رجله على حرف كرسيه و سند كوعه عليه و ميل وشه منه: انا بقول نفوّقهم و نسألهم هما و نشوف هنستفيد من مين. بس قولى الاول هما عارفين ببعض و لا هناخد وقت نعرّفهم بقا و يقرفونا؟

ادم تف ف وشه و رجب وقف بعنف و اداله ضهره بغضب و فجأه لف وشه لهم و ميل مسدسه للارض ضرب طلقه ورا طلقه ورا كتير حوالين كراسيهم لحد ما رحاب اتنفضت بفزع الاول فتحت.
بصت حواليها بفزع و اول ما عينيها جات جات على رجب قصادها.
بصتله برعب: انت مين يا ابن الكلب و جايبنى هنا ليه؟

ادم منتبهش لحاجه غير هديه اللى برغم كل ده مفاقتش. مش عارف يتمنى تفوق عشان يتطمن عليها بس تفكيره هيتوتر برد فعلها و لا يتمنى متفوقش دلوقت عشان يتطمن من رد فعلها بس هيتوتر عليها!
فضل متابعها بعينيه و رجب مراقب ردود افعالهم تحديدا هو.
رحاب بصت لرجب بفزع و شافته مركز مع حاجه جنبها و اضطرت تتحرك بعينيها معاه لحد ما بصت جنبها و شافت ادم!
بصتله قوى و شهقت: ادم!

ادم بص لهديه اللى مبتتحركش. حقق ف وشها اللى مليان كدمات و دم متجلط ف قورتها.
بص لرجب و صرخ بجنون: انت عملت فيها ايه يا ابن الكلب يا حيوان؟
رجب ببرود يلعب على اعصابه لمجرد لمس نقطة ضعفه: حادثه صغيره عشان نجيبها للحادثه الكبيره. بس الصراحه مضطر اسقفلك على ذوقك ف الحريم
رحاب زعقت بغضب: مين دى!

رجب بصّلها بقرف: لا مقصدكيش انتى. انا بتكلم عن الشرسه دى. دى خدت خمسين خبطه بعربيتها نفضتها عشان تدوخها و متهزتش. ده لبسناها ف عمود عشان تدروخ. عارف لو مكانتش دروخت نجيبها كنت دوختها بطريقتى
ادم عينيه احتدت بشر: قسما بالله
رجب اتحرك بخبث يلعب على اعصابه: عارف لو كنت فاضى، كنت لعبت معاها ماتش يدوّخها
ادم اتنفض بالكرسى بجنون: كنت مثلت بجثتك بعد قتلك اللى كده كده هيكون على ايدى.

رجب مسك مسدسه بيحركه ببطئ على جنب وشه يلعب بأعصابه: ايه رآيك افوّقها بطريقه تانيه؟
ادم بصّله بعنف و هو بصّله بإستفزاز: عشان اطمنك بس عليها و ان احنا لسه مجيناش جنبها
ادم كز على سنانه بعصبيه: قسما بالله لو قربتلها لا
رجب: لا ايه! مش شايف انك ف موقف بعيد تماما عن التهديد؟
ادم بصّله بعنف و نظراته بتحتد بتهديد مع مسدسه اللى بيترفع و مجرد ما اتضربت طلقه صرخ بعنف و هو بيغمض: هديااااااه.

فتح بفزع اتبخر بإبتسامه غريبه على وشه لمجرد ما عينيه جات عليها و شافها سليمه!
هديه اتنفضت بعنف على صرخة ادم اكتر من الطلقه و ابتدت تفتح ببطئ على اسمها بصوته.
رحاب غمضت عينيها و صرخت بعنف من الطلقه اللى جات جنب كرسيها هي و بتفتح ببطئ على صرخة ادم بإسم هديه.
الاتنين فتحوا ف نفس اللحظه و مجرد ما كل واحده فيهم التفتت جنبها شافت التانيه و اتقابلوا ف نظرة صدمه رغم انهم مش اول مره يتقابلوا.

الاتنين رجعوا بذاكرتهم لنفس المشهد ف نفس اللحظه! ف المستشفى! بس مفيش واحده فيهم اهتمت بوجود التانيه!

ادم ابتسم لهديه يطمنها بعينيه بس مجرد ماهى شالت عينيها من على رحاب و بصتله بنظرة استفهام غمض عينيه بأسى و هو بيتنفس بالعافيه.
رجب اتدخل قطع حرب النظرات دى بينهم: ايه يا عم الصياد. تصدق انك لايق عليك فعلا لقب الصياد. بس حريم الصياد. مش صياد الداخليه
ادم بصّله بشر و رجب قرب قصاده: طبعا عندكم بتسألوهم نفسهم ف ايه قبل ما تموّتهم. صح؟
ادم سخر بثقه: طب مجهز نفسك ف ايه بقا و لا هتاخد وقت تفكر؟

رجب ضحك بثقه: لاء و عسل كمان. تخيل هزعل عليك!
هديه متابعه حوارهم بإنتباه و بسهوله قدرت تستنتج انه تبع القضيه اللى شغالين عليها و اللى ادم حكهالها بتفاصيلها.

رجب اتحرك بتلذذ حواليهم و وقف ورا كراسيهم التلاته و ميل بهمس جنب كتف ادم.
اتكلم بسخريه: انا ممكن اخلص منك بطلقه. بس هيجى غيرك يقرفنى. انا مش عايزك قضيه و تخلص. انا هخليك زى ما قولتلك درس. درس و عبره للداخليه كلها يحطوها قدامهم كل ما يفكروا يخطوا ناحيتى.

شاور لرجالته بعينيه على ادم و هما قربوا لفوله كرسى ادم المتربط فيه عدلوه وشه قصاده، و بقا قصد كراسى هديه و رحاب. الرجاله عدلته و قربت ابتدت تفكله زراير قميصه و ادم بيقاوم بشراسه!
رجب ضحك بقوه بعد ما خلعوله قميصه بالتيشرت تحته و شاورلهم يقفوا.
رجب بص لرحاب و هديه بمكر: واحده فيكم لازم تخرج عايشه من هنا. عشان يتحقق معاها و تحكى و تتحاكى باللى حصل للباشا بتاع الداخليه و ازاى خلناه مَره.

رحاب بلعت ريقها و بصتله بترقب و هديه مبصتلهوش اصلا و عينيها مركزه مع ادم اللى مش عارف بيهرب من عينيها و لا ذكريات كتير هي اللى مشوشه عليها قدامه!
رجب فتح إيده و شاور بيها لراجل تبعه وراه و هو حط مسدس ف إيده.
رجب شاورلهم بالمسدس: و طالما واحده فيكم اللى هتطلع من هنا عايشه يبقى تقوم بالواجب و تخلص عليه هى.

ادم رغم انه بصّله بحده الا انه غمض عينيه بحزن. مش عارف يتمنى ايه بالظبط ف لحظه زى دى!
يتمنى يموت على ايد هديه و ينجدها تطلع من هنا و لا يموت هو بوجعه قبل ما يشوفها ف لحظه زى دى بتختار نفسها عنه و تحب حاجه اكتر منه حتى لو نفسها!
مش عارف يتمنى يختار رحاب اللى تختار نفسها عشان ميحسش برخصُه عند هديه و لا ميتمناش ده عشان هتموت معاه!
رجب: هااا! مين فيكم اللى هتقوم بالواجب؟

هديه اتعدلت بجسمها بالكرسى بغموض و ادم عينيه اتسعت بصدمه لحد ما نطقت و اتطمن.
هديه حاولت تلف وشها له بشك: و ليه مش بإيدك انت؟
رجب: عشان حاجه بينى و بين الباشا. القائد
ادم ابتسم بتلقائيه غصب عن الموقف و هديه بصتله بنظرات ثابته بس دماغها بتحاول تلقط اى فكره.
رجب: قولولى الاول عشان سألت الباشا و مردش. حريم الباشا عارفين بعض و لا لاء!

هديه بصتله بحده و نظراتها الشرسه اتحولت على رحاب بنفس الشراسه و رحاب بصتلها بغضب.
رجب لعب على انوثتهم بسخريه يلغبط ردود افعالهم: طب واضح كده انكم متعرفوش. دى رحاب مرات الباشا و ام عياله
هديه بصتله بسخريه و مجرد ما بصت لأدم اللى غمض عينيه بألم اتنفضت بفزع. دقايق بتعدى بينهم زى السنين العجاف ف مرارها و عينيها اللى اتسعت بصدمه نزلت دمعه مُره منها.

رجب كان باصص عليها متابع رد فعلها ف بص لرحاب: و دى هديه الجيار عشيقة الباشا
رحاب بصتلها بقرف و بصت لأدم بغضب.
رجب بتهكم: او عشان منظلمش الباشا هو قال كان سايبها تقرب منها بمزاجه عشان تنقل للعالم كله بكاميرتها انجازات الحكومه صوت و صوره و انجازاته هو شخصياً. شكل الباشا كده كان طمعان ف ترقيه بس يا خساره مش هيلحق.

هديه بصت لأدم اللى برغم انه لسه مغمض عينيه الا انهم اتقابلوا ف دمعه اكتر من كونها نظره.
رجب قلب بوقه لرحاب يلعب بأعصابها زى ما اعتقد انه بوّظ اعصاب هديه: او نقول انه رجع ف كلامها و حبها و وقع بسببها
رحاب اتحركت بالكرسى بهزة جسمها بغضب و هديه ضمت قبضات إيديها المتربطين ف الكرسى من ورا و الاتنين بصوا لبعض بشراسه كإنهم على حافة تراك داخلين سباق! بس ياترى السباق ده على ادم و لا على حياتهم!

رجب بص لأدم بإستفزاز: هو اللى بيمشى ورا الحريم بينفع؟
ادم بصّله بغضب و رجب بص لرجالته قربوا من الاتنين فكوهم و وقفوا.
رحاب بصتله بتبلع ريقها بتوتر و هديه عينيها متعلقه بآدم اللى غمض بسرعه كإنه بيهرب من انه يلمح موت ابشع كإنهم مش ف موقف موت و الموت جواهم هما دلوقت!
رجب شاور لهم بالمسدس: هاا؟ اللى هتخلص عليه هتخلص من هنا و تخرج و
رحاب قربت بخطوات سريعه لدرجة خبطت ف الكرسى و هي بتقرب منه.

رجب رجّع إيده لورا بالمسدس بتلذذ و ضحك بإعجاب: الاه، طب ما انتى طلعتى شرسه انتى كمان. ده شكل الباشا بيحب الشراسه، تخصصه بقا
ادم فتح عينيه بصعوبه و شاف رحاب بتشد المسدس من رجب!
بص ف عينيها قوى و شاف جواهم انانيه اكتر من غضب. انانيه بيشوفها من زمان بس كان بيتجاهلها عشان عايز يعيش و دلوقت مضطر يتجاهلها عشان يموت!

رحاب بصت لرجب اللى شاورلها بعينيه على ادم و هي قربت بسرعه و بتبص وراها لرجب بعينيها تهز راسها بلغبطه تكسب ثقته.
هديه بصتلها بذهول لحد ما خطت منها و وقفت قصد ادم.
اتقابلت مع ادم ف لحظه اقصر من انها تتسمى نظره و ضغطت على الزناد تضرب.
ادم ف نفس اللحظه عينيه راحت جنبه على هديه اللى كانت متابعه نظراتهم بتفحص رغم حزازية الموقف.

هديه اتحركت بتلقائيه جنبه و ادم غمض ف نفس اللحظه اللى هي كمان غمضت و هي بتمد إيدها اللى بتترعش تمسك كرسيه!
الاتنين فتحوا بصدمه على صوت تكة الزناد اللى طلع بس و مفيش صوت رصاصه طلع.
مطلعش غير صوت ضحكة رجب اللى قرب خطوات منهم و بص لأدم بإنتصار: دى هديه بس للباشا اللى عايرنى ان رجالتى باعونى. انا بقا وريته حريمه و هما بيبعوه
رحاب بصت للمسدس ف ايدها بجنون و بصت لرجب بعنف.

رجعت بعينيها للمسدس و حاولت تضرب مره و اتنين بس مفيش صوت بيطلع غير طلقه فاضيه.
رجب ضحكاته بتزيد و هو بيهز راسه بتهكم لأدم.
ادم بصّلها برفض قاطع لاول مره من اول الحكايه. رفض صافى مش متعكر بتردد.
هديه بصت لأدم و شافت نفوره ف عينيه على انه عتاب لرحاب ف بصتله متألمه بصدمه.

رجب بص لهديه بعد ما سوّاها و تابع رد فعلها تفصيلا: انا كنت عايز اضرب الباشا ف كرامته الاول عشان يبطل القنعره الكدابه. بس الصراحه انا مش عايزها هى
رحاب قربت من رجب بجنون و فضلت تهبّش فيه: انا. آأا. انا معملتش حاجه. معملتش حا. ده. ده المسدس هو اللى. هو. هو
شاورتله بالمسدسه و حاولت ترفع ايده يمسكه و رجب ضحك بقوه لأدم قصاده.

رحاب بصت وراها لأدم و رجعت بعينيها قدامها بصت لرجب و مفهمتش اكتر من انها هتموت ف صرخت بعنف و هي بتكبش ف وشه بجنون: يا ابن الكلب يا ابن الكلب. انا عايزه اخرج من هنا. انا. انا مش هموت. مش عايزه اموت. انا عايزه اعيش.

رجب اخد منها المسدس ف لحظة انهيارها و شاور بيه لهديه اللى عينيها مفتحه اوى قدامها ف الولاحاجه.
رجب قرب من هديه: الفرصه دى بتاعتك انتى من الاول بصراحه
هديه عينيها منتبهتش له حتى و بصت ف عيون ادم حاولت تلاقى اى حاجه. مبرر. عذر. جواب لعلامة استفهامها الكبيره حوالين الموقف و كل حرف اتقال فيه. بس ملقتش حاجه غير دمعه كانت محبوسه و طلعت كإنها كانت مرتبطه بروحه!

بصتله بقرف و رجب قدّم خطواته لحد مابقى جنبها: انا من الاول كنت منشن ع الصحفيه اللى يوم ما هتتكلم هتتكلم للعالم كله. بنت الصعيد اللى هتبقى قال و مقال للبلد كلها و يتفضح و يبقى عبره. انا بس حبيت اربى الباشا الاول.

هديه بصتله و هي عينيها لسه مفتحه و بتنهج بعنف و هو فتح إيدها و حط فيها المسدس و رفع مسدس بإيده التانيه على دماغها: انتى بقا زى الشاطره كده هترفعى كاميرتك اللى حظك الحلو جابها معاكى تنجدك و تصورى الباشا و هو بيصوت زى الحريم اللى بيقول انا منهم و بإيدك التانيه مسدسك و عارفه هتعملى ايه، تكه واحده و هتخلصيه و تخلصى نفسك. و اما تخرجى من هنا هنسيبلك الكاميرا هديه تخرج معاكى و اول ما يتحقق معاكى هتقدميها ف التحقيق و انا عندى اللى يشيله الليله معانا و طبعا الحكومه ماهتصدق انها تشهر نفسها انها عملت و سوّت و بكده يبقى فعصته برجلى زى الصورصار.

بص لهديه اللى مازالت عينيها مفتحه بتوهان مش بترمش حتى و اتعدل من جنبها لوراها بمسدسه على دماغها: و متقلقيش مش هتبانى ف الفيديو. و اظن مفيش ضمان لخروجك من هنا اكتر من انى عايزك تخرجى بالفيديو ده للكل
هديه حاولت تبص لأدم بعينيها اللى لسه مفتحه برفض او تخليه يبصلها بعينيه يمحى الرفض ده بس هو هرب بعينيه بعيد بحزن كإنه بيأكده.

هديه بلعت ريقها بألم كإنه بيشرخ ف زورها وجع و بصت لرجب اللى اداها كاميرتها.
فتحت الكاميرا من غير حتى ما تبصلها و لفّت لأدم و رفعت الكاميرا.
ايدها اللى عليها الكاميرا ثابته شبه نظراتها اللى ثابته بشكل غريب و عيونها مبترمش او كإنها بترمش الم و ايدها التانيه اللى فيها المسدس اثبت من الاتنين و ف لحظه ضربت طلقه قفلت بيها حكاوى كتير اوى اولهم ادم اللى اتحدف ع الارض بعنف!

رحاب حطت إيديها على بوقها بشهقه مذعوره طلعت بجنون كإنها دلوقت بس بتستوعب الخساره او بتدوقها.
هديه عيونها الثابته نزلت منهم دمعه ورا دمعه و صورة الموقف بتتقفل قدامها و ادم عينيه بتتقفل قدامه معاها على مشهد غير المشهد تماما. مشهد اتقفل بينهم هما الاتنين بنفس العنف من سنين كتيره اوى كإنه مش شايفها دلوقت غير العيله ام ضفيره بتتشعلق ف رقبته.
فجأه جسمه اتنفض بعنف و همس بعشق: انتى وعدتينى!

ف لحظه ادم اتحدف ع الارض بإستسلام و.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة