قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس والعشرون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس والعشرون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس والعشرون

هديه فتحت الكاميرا من غير حتى ما تبصلها و لفّت لأدم و رفعت الكاميرا.
ايدها اللى عليها الكاميرا ثابته شبه نظراتها اللى ثابته بشكل غريب و عيونها مبترمش او كإنها بترمش الم و ايدها التانيه اللى فيها المسدس اثبت من الاتنين و رجب جنبها ف إيده مسدس رافعُه جنب دماغها.
ف لحظه سريعه بمهاره ضربت رصاصه على ادم صوّبتها بدقه ناحية عقدة السلسله الحديد اللى متربط بيها بالكرسى.

ف ثانيه السلسه فكت و ادم من عنف الضربه اتحدف بالكرسى ع الارض.
هديه ف نفس اللحظه لفّت قصد رجب بمسدسها ف إيدها و بإيدها التانيه قبضت على إيده اللى كانت رافعه المسدس على دماغها و لفتها ورا ضهره و خلت ضهره لها و قربت إيدها بالمسدس من دماغه.

رحاب حطت إيديها على بوقها بشهقه مذعوره طلعت بجنون كإنها دلوقت بس بتستوعب الموقف.
ادم ف مهاره مجرد ما السلسه اللى متربط بيها ف الكرسى فكت قدر يخلّص نفسه من القيد اللى متقيده بالكرسى و وقف.
برغم عنف الموقف اتقابلت عيونهم ف خطفه سريعه. هديه عيونها الثابته نزلت منهم دمعه ورا دمعه و هي بتبص لأدم اللى برغم وجعه و وجعها ابتسملها بعشق.

رجالة رجب قربت منهم من كل حته بس مسكة هديه لرجب وقّفتهم بحذر على قُرب منهم.
هديه شددت على قبضتها لرجب: قول للكلاب بتوعك يرجعوا لا احدفلهم دماغك يلعبوا بيها كوره
رجب كتم غضبه من الموقف اللى اتقلب ف لحظه و هي ضمت بعنف على دراعه ورا ضهره: اخلص
رجب شاور لرجالته اخدوا خطوه لورا و هي بصت وراها لأدم بجمود: اتحرك من هنا
ادم اتصدم: اتحرك فين! ليه واخده معاكى سوسن؟
هديه زعقت بحده: اخلص.

ادم اتكلم بمشاعر ملهاش مكان ف ترتيب الموقف: مش هسيبك. عمرى ما سيبتك لحظه من يوم ما افترقنا و مش يوم ما رجعتيلى و اعتبرتك حقى هجى و اسيبك دلوقت.

هديه مقدرتش تترجم جملته و لا قدرت تدى لعقلها فرصه يتوه ف زعقت بإنفجار: بلغ و هات البوليس معاك. اخلص.

رجب استغل مقاوحة ادم للموقف و حاول يشد إيده منها يفلت.
هديه بسرعه لحقت اخر طرف إيده نزعت منه المسدس و هو اندفع بجرى لقدام.
مجرد ما فلت منها شاور لرجالته بعنف: خلصوا ع الكلاب دول متخلوش لهم اثر و لا حتى دم. و عايز بنت الكلب دى لوحدها. صاحيه. فاهمين؟ صاحيه!
هديه ف حركه سريعه حدفت لأدم المسدس التانى اللى شدته من رجب قبل ما يفلت منها و جريت ورا عمود و ادم اتخفى ورا عمود.

ضرب نار ف كل حته و من كل اتجاه و مش مفهوم مين بيضرب و مين بيتضرب عشان محدش متشاف و الكل بيضرب بعشوائيه.
رحاب نزلت بركبها ع الارض زحفت لحد الكرسى اللى كان متربط فيه ادم و حواليه سلاسل حديد و استخبت وراه بذعر.
ادم بص لهديه بإبتسامه غريبه: انزلى ع الارض و احدفيلى مسدسك
هديه بصتله و ضيّقت عينيها بتركيز.
ادم: بس تعالى ورايا الاول. ملكيش دعوه بالباقى انا كفيل اخد بالى منك و من الموقف و المّه.

هديه بصتله بقوه و لفت بسرعه بمسدسها ف وشه: خد بالك من نفسك انت الاول
ادم برّق قدامه لرفعتها لمسدسها عليه و ملحقش ينطق. ثوانى و عينيه المبرقه بصت بتبريقتها وراه و واحد بيقع تحت رجليه برصاصه ف دماغه و مسدسه بيقع معاه.
ادم رجع بعينيه لها و ابتسملها و هو لسه مبرق: يابنت اللعيبه.

هديه بسرعه قربت لقطت المسدس من الارض من ايد الراجل و حطت إيدها على راس ادم نزلت بيه ع الارض بسرعه سندوا على عمود قصد حركة الرجاله ناحيتهم.
ادم همسلها جنبه بمشاكسه برا مفهوم الموقف: ما قولتلك تعالى. لازم العنف يعنى؟
هديه بصتله بطرف عينيها جنبها بإشاره ان في حد وراها و رجعت بعينيها لجنبه من غير ما تبص وراه.
ادم فهم ان في رجل بتقرب من وراه و من غير ما يبص وراها فهم انها حاسه برجل بتقرب منها.

بصوا لبعض بإصرار عنيف و واحد اتنين تلاته ف صمت و وقفوا ف لحظه واحده و ف حركه سريعه ادوا ضهرهم لبعض.
هديه مدت إيدها مسكت ايد الراجل وراها قلبته ف الهوا نزل على ضهره تحت رجليها و قبل ما يترفع ضربته رصاصه ف رقبته و ميلت اخدت مسدسه.

ادم ف نفس اللحظه كان مسك إيد الراجل اللى وراه و شدها بعنف حدفه للناحيه اللى قصاده ف اندفع بعنف لبعيد جدا و هو بيتحدف عنهم ادم قبل ما يسيب ايده شد مسدسه و قبل ما الراجل يقرب ادم ضربه طلقه ف صدره.

الاتنين رجعوا بوشهم لبعض و رغم حدة الموقف ابتسموا بعفويه.
ادم غمزلها: اموت ف الاجرام
هديه بصتله بتهكم و شاورتله بالمسدس التالت اللى اخدته: اديه للمدام يا باشا. قولها هدية الجواز. معلش متآخره. بس حاسب لا المرادى تصيب
ادم ابتسم غصب عنه رغم غصة الالم اللى حسها من وجعها و هي بتتكلم.
كذا رصاصه اتضربت ناحيتهم و هما بسرعه اتفرقوا بجرى بتخفى من عمود لعمود.

هديه حطت مسدس من التلاته اللى معاها ف جيبها و رفعت الاتنين بإنتباه.
بصت لأدم بغضب: لو كنت مشيت بقا
ادم بص بجنب عينيه لناحيتها بعيد: كنت هموت
هديه ردت بتهكم متوقعتش ردم: يا نغه
ادم لفلها و غمزلها: حد بيمشى من غير قلب؟ امشى و اسيب قلبى؟
هديه رفعتله حاجبها برفض على رده و رفعت مسدسها و هي بتكز على سنانها.

ادم رفع حاجبه لرد فعلها و هي كانت لمحت رجب ف دور فوق بيتحرك وراه رجاله محاوطاه و هينزل من سلم فوق على جهه هتخرّجه لناحيه مستخبيه بس اكيد هتطلعه على برا.
ضغطت بإيديها الاتنين على كل مسدس ف ايد بسرعه ضربته طلقتين ف نفس اللحظه ف رجله صرخ.
ادم برّق لها بإبتسامه و لف بعينيه وراه شاف رجب نزل بركبته ع الارض ف جرى بسرعه ناحيتها و هي بتضغط ع المسدس تانى رفع إيدها لفوق.

ادم: عايزينه حى. عشان بس نتأكد ان القضيه اتقفلت
هديه لسه إيده ماسكه إيدها اللى رافعها لفوق حاولت تشد ايدها كلبش ف ايدها اكتر ف ضغطت ع المسدس ضربت طلقه تخلى صوتها يهزه تخليه يفلت إيده و الطلقه جات ف راجل من رجالة رجب اللى محاوطين المكان فوق.
ادم بص لفوق و بصلها بإعجاب و هي كعمشت وشها بتهكم: متقلقش مبغلطش مرتين
رجب كان نزل ع الارض بغضب ماسك رجله و بص لرجالته ناحيتهم اول ما ظهروا: هاتوها حتى لو جثه.

الاتنين جريوا كل واحد ف جهه و مجرد ما اتخفوا كل واحد ورا عمود ضربوا نار بإيديهم الاتنين بمسدساتهم على رجالة رجب اللى بتقرب.
اتنقلوا من عمود لعمود بضرب بحذر لحد ما تحركاتهم العنيفه خلتهم اتقابلوا عند اول السلم ف اضطروا يطلعوا.
ادم بصّلها و لمح كذا حد بيقرب من ورا ضهرها اول ما بقوا مكشوفين للكل ف بسرعه ضرب نار وراها و ركز بعينيه ورا ضهرها.

شدها ف طلعة السلم و شاورلها بعينيه لفوق و هي بتتحرك بحذر بمسدساتها لفوق و هو وراها رافع إيديه بمسدساته بس وشه لتحت لحد ما طلعوا.
مجرد ما طلعوا تاهوا بتخفى وسط الحاجات اللى بتقابلهم.
اول ما اختفوا من ع السلم الرجاله اللى تحت اندفعت عليهم لفوق و ابتدوا يضربوا نار.
هديه بينت طرف مسدسها بعد سكون دقيقه تركيز و صوّبت ناحية واحد نزل ع الارض غرقان ف دمه.
قربت بجرى خطوات سريعه و حذره ميلت تفتش فيه.

ادم بصّلها بذهول مفهمش بس اول ما لمحها مكشوفه للكل صرخ فيها: يا غبيه
هديه انتبهت بسرعه ف شدت الراجل من رجليه لحد ما راحت بيه ف جنب متدارى و ميلت على جيوبه طلعت موبايل.
هديه صرخت فيه قصادها و هي بتحدفهوله: بلغ يا ادم مش هنعرف نخرج لوحدنا
ادم اتلفّت حواليه بضيق: هو احنا عارفين احنا فين؟
هديه كزت على سنانها: اخلص كلم انس
ادم شاورلها بغيظ: مش بقولك غبيه.

هديه بنفاذ صبر رفعت ضهر إيدها بالخاتم بتاعه ف وشه و ادم ابتسملها بإعجاب سلّم له.
مسك الموبايل و للحظه معرفش يفتحه بصتله ع الراجل اللى ضربته و ادم شاور بشاشة الموبايل على وشه فتحه و طلب انس.
انس استغرب: ادم! انت فين انا بكلمك و
ادم انفعل بسرعه: اخلص مش وقته يا انس. افتح اللاب توب بتاعى ف مكتبى و القط اشاره من الخاتم بتاع هديه. هتلاقى التفاصيل ع الجهاز عندك. بسرعه اول ما توصلنا تعالى
انس استغرب: هديه!

ادم: هديه اتخطفت و انا معاها
انس فهم انه لسه رايحلها بما انه طالب منه يعرف مكانهم: طب اركن هديه دلوقت و تعالى شوف
ادم زعق بجنون لمجرد رفضه لأى حاجه تبعدهم حتى الكلام: مش هسيبها. و الله ما هسيبها. كفايه بقا
انس: يابنى تعالى شوف المصيبه. يمكن ده يفيدك. مسعد
ادم زعق و هو بيقفل: اخلص. تعالالنا
انس اتحرك بسرعه بعد ما شبه فهم.
ادم قفل و بص لهديه بإستغراب: انتى عرفتى ازاى انى حاططلك جى بى اس ف الخاتم؟

هديه ردت بتهكم: معلش الغبيه فاجئتك و طلعت بتفهم. انت الوحيد بس اللى من كتر ما استغبتها افتكرتها غبيه
ادم حدف الموبايل بسرعه اما شاف رجاله بتقرب من ركنتهم ع الارض ف ركن متزاوى و رفع سلاحه و ضرب.

ادم مقامش الا اما اتحركت هي قبله. اتحركوا بجرى بعشوائيه و هما بيضربوا و بيتضرب ناحيتهم و بيتخفوا من عمود لعمود لحد ما اتقابلوا عند عمود هي بتسند ضهرها وراه لمحت ادم بجنب عينيها بيركن جنبه من تانى ناحيه.
ادم بصلها بطرف عينيه ورا ضهره بينهم العمود: مش ملاحظه ان كل ما نفترق بنتقابل؟ قولتلك النصيب ده غريب فجأه يوقع ناس ف بعض و لا كان ف حسابات عقلهم.

سمعوا صرخة رحاب تحت و الاتنين بصوا بحذر لتحت شافوا رحاب واحد بيجرجرها من شعرها من ورا الكراسى اللى زحفت و رصتهم لزقتهم ف بعض و استخبت وراهم بينهم و بين الحيطه.

هديه بصت لآدم ف لحظه قصيره كانت اقصر من انها تستشف منها مشاعره او رد فعله. يمكن عشان قلبها الغبى رفض يختبر مشاعره ف وقت رجولته اللى هتحرّك الموقف مش مشاعره. او يمكن عشان عقلها رفض مجرد الاختبار. او يمكن عقلها اتحرك بتلقائيه بسرعه بدون تفكير اصلا!

بصت للسلم لقته مكشوف و في رجاله ف اخره. رجعت بصت بعنف لتحت و ف خفه سندت بإيديها الاتنين على حرف السور و قلبت جسمها من فوقه و نطت لتحت نزلت برجليها ع الارض.
ادم بصّلها برفض لمجرد تهورها الدايم ف ردود افعالها. ف لحظه كان تحت و خطواته وراها.

قربت من ورا الراجل اللى ضهره لها و شعر رحاب ف إيده بيلف يتحرك برحاب اتفاجئ بهديه ف وشه ضمت كفوف إيديها لبعض رغم المسدسات اللى فيهم و شددت قبضاتها و ضربته فوق مناخيره بين عينيه ف لحظه نزل ع الارض.
بصت لأدم مش عارفه عايزه تقرا نظراته لرحاب و لا ليها لكن شافته بيديها ابتسامه غريبه!

ادم ابتسم بإعجاب لمجرد متوقعش رد فعلها تخاطر ف موقف زى ده و لواحده زى دى و هي بصتله برفض لإبتسامته اللى فهمتها اعجاب اه بس لإنها انقذت مراته!
بصتله بتهكم: متهيئلى النصيب بتاعك قال كلمته
ادم بصّلها و قبل كلمه زياده الضرب رجع تانى و اتفرقوا كل واحد ف جهه.
بصت لرحاب اللى بصتلها بنظره ملغبطه و هي شدتها بسرعه نزلت بيها ع الارض ورا الكراسى.

ادم نزل زيهم بس الجهه التانيه للكراسى و السكون حل للحظات لحد ما ضرب النار اشتعل من تانى.
استمر الضرب لوقت لحد ما سمعوا صوت عربيات بتفرمل برا حوالين المكان و بتحاوط المكان برا و خطوات بتقرب برا بدوشه.
رجب شاور لرجالته و ثوانى و رجالته اتحركوا بأنابيب فتحوها بسرعه ملت المكان غاز بكثافه.
رجب اتحرك بيعرج برجله اللى كاتم نزيفها بإيده.

صرخ بغضب: يا باشا. قول لرجالتك اللى برا تبعد. لو ضربوا طلقه واحده هنولع كلنا
ادم وقف بترقب بيحاول يفكر بسرعه و رجب ظهر قدامه لمجرد انه اتطمن ان ادم مش هينفع يضرب طلقه و يخاطر بنفسه و اللى معاه.
رجب شاورله بتهديد: بلغ رجالتك انى مش هموت لوحدى. لا نخرج كلنا يا تموتوا معايا
ادم ظهرله بحده: و اذا قولت لاء؟
رجب: يبقى نموت كلنا.

هديه ف لحظة ما ادم بيكلمه كانت عينيها بتلف المكان بتركيز. بتحاول تلقط مداخله بعينيها عشان تلحق انس قبل ما يتصرف!
ثوانى و لمحت انس بيتحرك بحذر من المدخل و في رجال امن وراه ف انتبهتله بتركيز. ف مهاره بإشارات خفيه قدرت تشد نظره. شاورتله بعينيها ناحية جهة رجب اللى مش مكشوفه له. جنبه من على بُعد كبير بس قصادها هى. بإيديها شاورت علامة في حاجه جنبه و شاورت على مناخيرها.

انس بصّلها بتفكير لحظى فهمها. رجع مسدسه ف جيبه ف فهمت انه فهمها.
شاورلها بعينيه على رجب و هي هزت راسها.
قدمت ناحية رجب بخطوات ثابته واثقه لحد ما بقت قدامه و هي بتتكلم: و اخرتها؟ عايز ايه؟
رجب إستفزها: عايزك
هديه ضمت بوقها بتهكم و بصتله بتلقائيه على ادم: كان غيرك اشطر
ادم رغم الموقف رفض كلامها بملامحها اللى اتشنجت.

رجب ضحك بثقه لمجرد انه فاهم انه مكتف حركتهم: ايه؟ هو الباشا لسه مداقش و لا ايه؟ ده انتى شرسه بجد بقا
هديه بصتله بهدوء ما يسبق العاصفه: تخيل!
ادم لمح انس بيتحرك بتخفى لجوه ف فهم ان هديه سبقته بخطوه و شافته و بتماطل مع رجب تشتت انتباهه.
بصّلها بإعجاب بيزيد لا وقته و لا مكانه و هي اتجاهلت نظراته.
رجب بص على حدة نظرات ادم و بصّلها: ده مداقش بجد.

هديه بصت لرجب بثقه اما فهمت من نظرات ادم اللى ابتدت تتشتت بعيد تتابع انه شاف انس و ده معناه ان انس دخل خلاص: تحب تتأكد؟
رجب هيتكلم هي مدت إيدها بسرعه شدت إيده و ف مهاره رفعته و شقلبته ع الارض.
ادم كان موازى حركتها و لقف اول واحد من رجالته قرب و تنى دراعه ورا ضهره كسره و دفعه لبعيد حدفه قدام ع الارض.
هديه رجب بيحاول يقف مدت رجلها بخفه داست على جرح رجله مكان الرصاصه رجّعته الارض بصريخ.

ادم كان بيتعامل بإيده مع كل حد يحاول يقرب منهم.
هديه مكتفه حركة رجب اللى كل ما يحاول يقوم تضغط على جرحه بعنف برجلها و بتتعامل بإيدها مع اى حد يقرب.
رفعت إيديها لفوق و تنتهم لورا مسكت حد وراها بيقرب و قلبته لقدام نزل على رجب بعنف افقدته وعيه و إبتدت تتحرك و هي بتتعامل برجليها تضرب بيهم و بتتنقل بين الانابيب تقفلهم.

انس اتدخل و اتعامل زيهم بإيديه و منير كان ورا خطواته ادى اشاره للكل برا ياخدوا خطوه ورا و اتقدم هو دخلهم و انضم للإشتباك لحد ما الموقف خلص بدون خساير لهم تُذكَر.

انس خرج برا لعربياتهم اداهم اشاره لجوه اخدوا رجب و رجالته و اتحركوا.
انس ابتسم لهديه: لالا انتى اثبتى نظرية انبدبنت ومان. انتى كنتى شرطه بس اعتزلتى و لا ايه؟
هديه ابتسمتله بالعافيه و منير قرب منهم: اللى حصل ده حصل ازاى؟ ادم انت كنت هنا الاول و لا هديه و انت جيتلها؟ و كلمت انس ازاى؟
رحاب ظهرت ف الصوره و هي بتتحرك بغضب و انس بصّلها للحظات و بص قوى لأدم اللى غمض عينيه بأسف.

رحاب قربت منهم او وقفت بينهم تحديدا و ادت وشها لأدم بصتله بسخريه على هديه: هي دى بقا هديه!
ادم حاول ينطق هي بصتله عليها بإهانه: دى بقا اللى قالباك الفتره اللى فاتت؟ دى اللى انت مسمى بنتك على اسمها؟

هديه مقدرتش تفهم ازاى مسمى بنته على اسمها غير انه خلف من قريب! و هو معاها! كان بيخون مين بمين! ازاى جايب لمراته سيرتها اصلا!
رحاب شاورتله عليها بتهكم: هي دى حتة الشرع اللى هددتنى بيها!
هديه خرجت من شرودها على نظره حاده لأدم اللى رغم ان رحاب اللى قدامه و هي اللى بتكلمه بس عينيه متعلقه بهديه وراها! مش قادره تستوعب انها نزوه لراجل متجوز! راجل بيهدد مراته بيها!

رحاب اتحركت و لفت بجسمها قصادها بسخريه: تصدقى كان نفسى اشوفك. اصل مش معقوله اتهدد بحاجه انا مشوفتهاش. هخاف ازاى مثلا!
هديه غمضت عينيها برفض بس اما فتحتهم فتحتهم بقوه غريبه.
رحاب كعمشت وشها بإستهزاء: بس متخيلتش ان انتى. عارفه اما شوفتك ف المستشفى مع منير افتكرتك تبعه. بس ده مش غباء. انا بس اتخدعت ف واحده مع كل راجل شويه!
ادم قرب خطوه من ورا رحاب و صوته عِلى بعنف: رحاااب.

رحاب بصتلها بقرف و ميلت على ودنها: أحب بس أقولك أن طول ما الراجل بيشرب اللبن ببش يبقى عمره ما هيشترى الجاموسه
هديه غمضت عينيها و رحاب شاورتله هو: مانا قولتهالك. اللحمه اللى عليها زحمه رخيصه
ادم مد إيده سحب رحاب بحده زقها ورا ضهره و بيلف قدامه لهديه كانت خرجت.
خرج بسرعه وراها و الكل كان اتحرك لبرا.

انس شاورلهم ع العربيه: بما انكوا كويسين زى ما شايف هنطلع على القسم الاول يا ادم عشان نتابع نقل البهايم دول لهناك بعدها نروح مستشفى نتطمن ع الكل
ادم هز راسه بموافقه بس عشان ياخد فرصة تلاقى مع هديه اللى عارف انها فرصه مش هتجى ع المدى القريب. هُدنة ما قبل الفراق. اتحركوا للقسم.

حمزه اتنفض بفزع و موبايله ف إيده.
حنين قربت منه بخوف و هو زعق ف الموبايل: يعنى ايه الكلام ده؟
اللى ع التليفون: يا باشا بقول لحضرتك اختفت. احنا دخلنا ف حادثه و عقبال ما لمينا الموقف كانت عربية انسه هديه اختفت
حمزه: ابعتلى انتوا فين و الحادثه كانت فين بالظبط. اخلص
حنين بصتله برعب: في ايه يا حمزه بنتى مالها؟
حمزه بصّلها بخوف و اتحرك قبل ما تجيله الرساله بالتفاصيل و هي نزلت وراه راحوا ع القسم.

هديه واقفه بتنهج بعنف مش بتتنفس.
ادم بصّلها بصدمه لكلامها: انتى بتدافعى عن حق واحده رفعت مسدسها ف وش حقها تنهيه بإيدها!
هديه انفعلت برفض: انا لو مكانها مش هستنى مسدس. انا لو مكانها هسيب النار اللى جوايا ساعتها تحرقه
ادم اتحرك قرب منها برفض: و انتى مش مكانها يا هديه و مينفعش تكونى مكانها
هديه صوتها اتهز بألم كتمته: بس هي اللى لابسه دبلتك يا باشا.

ادم زعق بعصبيه لمجرد الحظ مساعدهوش و استنى عليه ينفذ قراره اللى كان واخده: خانقاها زى ما هي خنقانى. دبلتها خانقانى زيها. ده حبل خانق مش دبله
هديه بصتله بقوه مش نظرة واحده مجروحه: و انا الدبله اللى تلبسها واحده زى رحاب صعب اوى تيجى على مقاس واحده زيى. تخنقنى. صغيره اوى عليا و على مقاسى و انا مبحبش اتزنق ف مكان اصغر منى بكتير
ادم اتكلم بضعف: رحاب كانت غلطه.

هديه صوتها اتحاش مع دموعها اللى حايشاهم بالعافيه: انا اللى كنت غلطه
ادم بصدق صوته اتهز: انتى الصح المتأخر. اللى كان لازم يجى من الاول و جه بعد غلطات كتير. زى اى صح مبيجيش الا بعد الغلط اما نتعلم
هديه عينيها احتدت بعنف رغم ضعف عتابها المستخبى وسط الكلام: انا فتره. حته من الشرع. وسيلة تصليح او انتقام بعترفلك انى كنت غبيه مش عارفه و مقدرتش اعرف ده لوحدى. انا كنت فتره و خلصت.

ادم عينيه رفضت بصدق و هو بيحاول يمد إيده يمسك إيدها: عمرك ما كنتى كده. لو كنتى كده كنت بعدت من الاول
هديه زعقت: و لو كنت غير كده كنت قولتلى من الاول.

ادم اتهز: متعرفيش كام مره كنت هموت من التفكير ف رد فعلك و انا بحاول اقولك. كنت مرعوب اخسرك بعد ما لقيتك. اخرهم يوم ما اعترفتلك بحبى. و الله كنت هقولك بس اترعبت اما لقيتك بتقوليلى لسه محتاجه وقت تقررى. تفكرى. كنت فاكرك زيي وصلتى لنقطة اليقين ف حبك اللى تخليكى تستغنى عن اى حاجه لاجل خاطرى حتى لو كبريائك. بس لقيتك مهزوزه و محتاجه وقت. خوفت اهد ده كله بكلمه منى و كل حاجه تخلص و تبقى فتره بجد.

هديه شاورتله بشراسه: عايزاك بس تعرف انى لو كنت فتره ف انا الفتره اللى مبتتنسيش و لو في غيرى و ممكن يجى بعدى زى ما جه قبلى ف مش هيجى زيى
ادم عيونه دمعت لسكة الفراق اللى بتترسم قدامهم و هي هتخطيها: انا بحبك يا هديه
هديه بصتله بتهكم: انا و لا بنتك اللى اتسمت عليا؟
ادم كرر كلامه كإنه بيدخّله عافيه جواها: انا بحبك يا هديه
هديه صوتها اتهز: كنت عايز تنسانى بيها و لا كنت بترتب تشوفها فيا و تسيبها؟

ادم صوته اتحاش ببحة وجع: انا بعشقك
هديه بصت لدموعه برفضها: لما يبقى مفيش دليل ع الحب غير الكلام يبقى التصديق غباوه
ادم مسك إيدها بسرعه رغم نفورها: انا مستعد اصلح كل حاجه. اعمل اللى يريحك. اللى يرجعك
هديه بصتله برفض: ايه؟ هتطلقها؟
ادم رد بسرعه بصوت منهار بإنفعال: قرار اتغابيت و اتأخرت فيه اوى و ادينى بدفع التمن.

هديه بصتله برفض: لو مش حاسس إنك ظلمتنى و ظلمتها يبقى نأجلها لوقفتنا قدام ربنا يا ادم. يمكن هي تلاقيلك عندها الرصيد اللى يخليها تسامحك لكن انا عمرى ما هسامحك
ادم شد إيدها بعنف و هي بتتحرك بعد اخر كلمه: قولتلك مش هسيبك
هديه نزعت نفسها منه بنفور: و انا مش لعبه تمسكها و تسيبها بمزاجك يا باشا. مش قولت هتدفع تمن غبائك؟ اتحمل بقا التمن
ادم زعق: يبقى لازم انتى كمان تدفعى حق اللي عملته عشانك. حق كل حاجه.

هديه زعقت بإستنكار مش بس لكلامه. لاء لوجوده كله لمجرد انها عايزه تعيط و لا يمكن تسمح لدموعها تنزل قدامه بإنهزام: عملتلى أيه؟ هاا؟ علشاني عملت أيه؟
ادم اخد نفس و رد بهدوء رغم عنف انفاسه: هقولك بس لو عندك وقت تستوعبى.

هديه ربعت إيديها بتهكم و هو وقف قدامها بكل الضعف اللى جواه من اول ما ابتدى يضعف قدامها اما حبها او يضعف عموما بسبب رحاب: انا عايز حق كل يوم كنت هموت و انام من التعب ف شغلى و صحيت عشان اكلمك و اطمن عليكى. عاوز حق كل دقة قلب خرجت منى او اتكتمت ف ضلوعى لما كنت بشوف كلمة بحبك ف عيونك اللى متنطقتش و لا مره. عاوز حق كل خضه عليكى. كل خطوه ليكى تقربنى منك و مجهودها اللى كنتى بتحطيه قدامى و انا عارف بتحطيه عشان تشوفينى استاهلك و لا لاء و هقرب و لا هستخسر طاقتى و امشى. عايز حق وجعى لما كنتى بتقولى تعبانه و اتعب لتعبك اده مليون مره. عاوز حق كل اللي خسرتهم عشان أكون معاكى. حق كل اللى وقفت ف وشهم عشانك. حق كل مره عافرت فيها ف سكتك و لو بكلمه. عاوز حق كل خطوه كنت بمد و اجريها و انا مرعوب عليكى عشان بس اكون معاكى حتى لو ف وسط النار. عاوز حق كل مره صدعت و تعبت من كتر التفكير ف رد فعلك و انا بحاول اظبط الحكايه بالشكل اللى يخرجنى منها ايدى ف ايدك.

هديه دموعها خانتها من الذكريات اللى اندفعت بإشاره من كلامه و غطت على صورته قدامها.
مدت إيدها برفض مسحت عينيها اللى الدمعه غطتها بس و منزلتش.
دمعة ادم اللى نزلت بدالها: و أخر حاجه بقا عاوز اقولهالك عاوز حق الرهان
هديه عينيها الموجوعه استفهمت بصمت.

ادم بوجع: الرهان اللي راهنته عليكى! لأن كلهم قالولي أنك هتبعدى. هتمشى من غير ما تسمعى حتى. عشان ده مش حب و مجرد لهفة بدايات و انا كنت براهن وأقولهم لاء دى تحويشة العمر.

هديه بصتله بكيان اتهز من كلامه: ياريتك خونتنى بيها مش هي اللى اتخانت بيا. ع الاقل كنت هعرف اقولك ان اللى بيتعمل ف الضلمه غلطه و الغلطه ساعات بتتمحى بالحب. بس طلعت انا الغلطه اللى ابتدت و خلصت ف الضلمه. انت خلتنى مش عارفه انهى اوجع! اتخان منك بيها و لا تتخان هي بيا حتى لو ف الحالتين السكه خلصت بينا!

ادم بلع ريقه بألم: انتى نصيبى اللى مش هسمحله يضيع منى مهما حصل. سكتنا عمرها ما هتخلص. مش هسمحلها تخلص الا بخلاص روحى زى ما ابتدت بروحى
هديه بصتله بعد ما ادته ضهرها تمشى: و انا عارفه نفسى طول عمرى مليش نصيب ف الرخيص علشان متربيه ع الغالى
ادم قرب مسك دراعها بجنون: احنا جينا للدنيا سوا و مش هنسيبها غير سوا!

هديه بصت ف عينيه كمره اخيره قبل ما تمشى كإنها بتودعه لمحت دمعه غريبه بتنزل منها. دمعه اكبر من انها تكون الم او حزن. دمعة لهفه!
بتلف وشها وراها خبطت ف حمزه بيقرب بلهفه منها: هديه
هديه رجعت بعينيها لأدم كإنها بتتأكد من اللى شافته و كل موازينها اختلت قدام نظرته لحمزه!
حمزه وصلها و لف دراعها حواليها و ضمها عليه: حبيبتى ايه اللى حصل؟

هديه مجرد ما لفت وشها عن ادم وراها و بصت لأبوها قدامها سمحت لضعفها يخرج من حبسه بين ايديه.
همست بدموع بعد ما استخبت ف حضن ابوها: خدنى من هنا يا بابا. خدنى منه. خلينى اسيبه
حمزه ضمها بخوف و بص لأدم وراها بحده اتبخرت مجرد ما العيون اتلاقت ببعض.
حمزه بصّله قوى و شاف عينيه بتعاتبه. بتترجاه. بتعنّفه. بتلومه. بتبعده و تقربه. و فوق ده كله شاف عيونه ملهوفه بحب غريب!

حمزه اتجمد مكانه لحظات مقدرش ينطق رغم محاولاته للكلام.
اتحرك بهديه اللى مخبيه راسها ف حضنه و حاولت تلملم اللى باقى منها و رمته ف حضنه و تمشى!
ادم مسك إيد حمزه بضعف لدرجة الرعشه. حاول ينطق بس معرفش ف الاول.
حمزه لف وشه له على مسكته لإيده و اتقابلوا ف نظره تانيه.
ادم فلت إيده منه بإستسلام لضعفه اللى خنقه و خنق كل حاجه فيه حتى لسانه!
مشى و حمزه فضل واقف زى المتربط عينيه متعلقه للفراغ اللى سابه.

حنين كانت جايه ورا حمزه و هو وصل قبلها و يدوب وصلتله.
بصت لشروده بقلق و قدامه صورتها بتتكلم و تتكلم بس صوره متحركه من غير صوت كإنه مش سامعها!
حنين هزته بخوف: حمزه. حمزه في ايه؟
حمزه انتبه بالعافيه و يدوب اخد باله من وجودها: هاا
حنين قلقت: هاا ايه انا بكلمك من بدرى! هديه مالها؟
حمزه ابتسم بالعافيه بشكل مش مناسب لكل اللى حصل: كويسه. هتبقى كويسه. كل حاجه هتبقى كويسه.

حنين بصتله عليها بخوف: كويسه ايه و هي بتتنفض على صدرك كده؟ هي هنا ليه اصلا؟
حمزه بهدوء: اهدى بس دلوقت و
قطع كلامه مع شهقة حنين و هي بترفع وشها من على صدره و بصتله بفزع: هي عامله ليه كده؟ حصلها ايه يا حمزه؟
حمزه بص لهديه اللى عينيها زى الدم و ملامحها بتعبر عن انهيار تام جواها و اتحرك بيهم: يلا نمشى الاول.

ادم سابهم و مشى. بيحود عن الطرقه شاف رحاب واقفه ف وشه و شكلها بيوحى انها سمعت حواره مع هديه.
بصتله بتريقه: تصدق كنت هعيط! اوسكار تمثيل و الله. انت مبتعرفش تحب يا ادم و الحاجه الوحيده اللى حبتها هي نفسك. كنت بتقولى انى انانيه بس انت اثبت لنفسك قبلى انك انت اللى انانى
ادم بصّلها بتهكم: كفايه انك انتى طلعتى بتعرفى تحبى.

رحاب قربت شويه قصاده: طب خلينا متفقين ان مفيش حد مهما حب هيحب حد اكتر من روحه. يعنى اللى حصل ده مكنش مقياس اصلا
ادم افتكر هديه و هي بصتله بتهكم: متفكرش فيها هي بس عشان كانت لسه مضمنتش وجودك
ادم هز ملامحه بسخريه: يعنى حتى يوم ما دافعتى عن نفسك معرفتيش تجيبى غير مبرر عليكى مش ليكى
رحاب استوعبت اللى قالته فبصتله بمبرر هو قطع عليها سكة الكلام.

ادم: عارفه كنت بسأل نفسى انتى ليه كده؟ ليه انانيه و مبتفكريش غير ف سعادتك و بس جوه علاقتنا؟ مبيهمكيش غير هتاخدى ايه و اد ايه! بس جاوبتينى اهو. عشان ضامنه وجودى!
رحاب شاورتله بتبرير: الست مننا بتختار اللى طول عمره بيختارها و انت امتى بتختارنى!
ادم بتهكم: كفايه انتى اختارتينى اهو
رحاب زعقت: قولتلك محدش بيحب حد اكتر من نفسه. بعدين حتى لو. عملت حاجه وحشه دلوقت بس معملتش قبلها اى حاجه حلوه خالص كده؟

ادم رد بسخريه: ‏لما بلاقى موقف واحد فيه تحوير تلقائى دماغي بتترجم كل اللى فات إنه كان كدب
رحاب بصتله بصدمه: اللى فات بينا كان حلو او ع الاقل لو وحش كت تعرف تتحمله لحد ما هي جات
ادم: قصدك خطفتنى من جوايا من كتر ماهو فارغ منك
رحاب ردت بتهكم: كان نفسك اقولك دى خطافة رجاله بس هي خطافة عيال عشان الرجاله مبتتخطفش
ادم: لو بتقولى اللى فات حلو ف حلو علشان فوّقنى و اللى جاي أحلى علشان هفوقلك.

رحاب: للدرجادى كرهتنى؟ مبقاش ليا حاجه بتاعتى عندك؟
ادم: عارفه. في منطقه مُريحه كده بين الحب و الكره إسمها مبقتش شايفك دى بقت بتاعتك عندى
رحاب بغضب: مبقتش شايفنى عشان شايفها هى
ادم: وجودك راح بسبب أفعالك مش علشان حد خد مكانك
رحاب اتعدلت بحده كإنها بتتكلم بس عشان تسمع رده: و لو قولتلك هتغير؟
ادم قرا ف عينيها بسهوله انها بتتكلم بس عشان تغلّطه قدام نفسه انه بيتلكك.

بصّلها بتهكم: انا لو هونت على حد مره مبعرفش أثق فيه تاني حتى لو عاش حياته كلها يرضينى
رحاب اتعصبت: يعنى ايه؟
ادم شاورلها بتهكم و هو سايبها و خارج من الاوضه: يعنى استهلكتى 100% من طاقتى. و انتى دلوقتى على باقة كل اللى عندى اتعمل و الباب خلاص هيفوت جمل
رحاب اتصدمت: انت امتى اتعلمت الجفا ده؟ البعد ده انا اللى كنت بهددك بيه مش انت.

ادم بقرف: مش البعد بس إلى بيعلم الجفا. القسوه في المُعامله بتعلم الجفا. و رد الفعل الغير متوقع بيعلم الجفا. الزعل بالكام يوم و كأنك بتربى اللي قُدامك بيعلم الجفا. إحساس إن وجودك مش فارق بيعلم الجفا. تكرار مواقف الخذلان بتعلم الجفا. خيبة الامل اللى مفيش بعدها معلش متزعلش منى كُِنت متضايقه و جيت فيك انت بتعلم الجفا. الكلمه اللي بتجرحى بيها و إنتى واخداها هزار و خفة دم بتعلم الجفا!

رحاب بصتله بتوهان. ادم مخزّن. مكنش بيعدى زى ما هو كان واضحلها! كانت متطمنه من تكبير دماغه انه بيعدى! مفهمتهوش! للدرجادى كانت غبيه!
ادم اتكلم و هو سايبها: مش البُعد بس علي فكره، البُعد ده كان حل مؤقت بريح بيه دماغى من دوشه كتير معاكى هتتعبنى
القائد 2 بقلم / اسماء جمال جمعه
هديه مسحت دموعها بطرف إيدها و ابوها بيقفل باب اوضتها بعد ما دخل.

قعد جنبها بهدوء و هي اتكلمت بصوت مبحوح من غير ما تبصله: سيبنى لوحدى شويه يا بابا
حمزه لف دراعه حوالين كتفها: حبيبتى
هديه صوتها اتخفت بدموع مكتومه: عشان خاطرى سيبنى. محتاجه ابقى لوحدى ارجوك
حمزه رفع وشها بحنيه قصد وشه: ليه؟ لسه في دموع تانى؟
هديه مسحت وشها بحركات ملغبطه عنيفه رافضه لضعفها: لاء.

حمزه بصلها بهدوء: مش غلط ان يبقى في دموع. الغلط تكتميها و تسيبيها تغيّم على عينيكى و تخليكى متشوفيش بيها حاجات كتير. مش هقولك عيطى عشان ترتاحى. العياط عمره ما بيريح. بس عيطى عشان اما تمسحى دموعك تعرفى تاخدى القرار الصح. لانك طول ما عينيكى مغيمه بالدموع عقلك هيتشوش معاها و مش هتعرفى تفكرى.

حنين دخلت و قعدت قصادهم على حرف السرير بخوف عليها و بتبصلها بعتاب.
هديه بصتلها بألم: هتفضلى باصالى كده كتير؟ خلاص عرفت انى كنت غلطانه
حمزه ابتسملها يديها قوه: لا انا و لا هي بنبصلك عشان نعرّفك انك كنتى غلطانه. انا باصصلك عشان اعرف هتخلى اللى جاى صح ازاى
هديه انهارت بوجع: خلاص مينفعش. الرِجل اللى مشيت حبه ف المشوار دلوقت مكسوره
حمزه رد بثقه يعزز ثقتها بنفسها اللى لأول مره يشوفها مهزوزه: تتصلح.

هديه صوتها اتهز برفض: المكسور مبيتصلحش يا بابا. المكسور بيجرح و يوجع. المكسور لما بنضمه بيدبح. الحضن بيطمن و الكسر لما بنحضنه بيمزّع روحنا!
حمزه مسك إيدها بإصرار: اللى اتكسر يتصلح
هديه ضحكت ضحكه صامته بوجع: دى مقوله تنفع ف المطبخ، البيت، الشارع، لكن مش ف العلاقات ابدا. مش ف حدوتتنا. مش ف الحدوته اللى خلصت عند مينفعش.

حنين قربت منها بحنيه: عمل ايه وجعك كده!
هديه عيطت و استسلمت لضمتها لها.
حمزه افتكر ادم و وقفته قدامه و هزته قدامه و قدامها. الراجل مبيتهزش الا اذا كان الامر عظيم.
استغرب نفسه انه هو كمان اتهز و مش عارف اتهز من احساسه بيه و لا من انه ف يوم اتحط ف موقف شبهه حتى لو لسه مش فاهم تفاصيل.

قطع صمت وجعهم وجع اكبر. وجع ابشع بس جه بشكل مختلف. بإنهيار. بصوت!
هديه رفعت وشها من حضن ابوها على صوت ادم جاى من بعيد بيزعق بإنهيار: سيبينى. هديه. اوووووعى. هديه.

هديه بصت لأبوها ف حضنه و برغم كل حالتها اللى حرّكها لهفه كانت اكبر من انها تتدارى.
اتحركت بإنهيار على برا و مجرد ما خرجت من اوضتها رجليها وقفت برفض. كإنها هي كمان زعلانه منه و رافضه القرب. كل حته فيها رافضه الوجع كإنها اتوجعت كفايه!

هديه بصتله بتوهان مش عارفه ايه اللى جابه و لا فاهمه جه امتى! بصت حواليها كإنها بتتأكد انها ف بيتها من كتر ماهى محستش اما رن الجرس و حنين قامت فتحتله و حاولت تمنعه يدخل ف زعق!

حنين حاولت تفصل بينهم قدام حركة ادم ناحيتها: هديه، انا مكدبتش عليكى، انا
حنين زعقت و هي بتحاول تزقه لبرا: قولتلك اخرج. اخرج برا كفايه لحد كده. كفايه وجعها انا عمرى ما شوفتها كده
حنين بتحاول تزقه بعصبيه و هو بيزعق بعصبيه لرفضها له و فجأه دموع الاتنين غلبت ع الموقف سكتته و سكتتهم و عليت هى!
حنين قدام دموعه إيديها اللى بتزقه رخت قدام رخية إيديه بين إيديها و ف لحظه غريبه ضمته بقلة مقاومه!

ادم رفع وشه من ضمة دراعاتها له و دموعه نزلت بصوت مبحوح: قوليلها. قوليلها انى بعشقها. انى اتخطيت كل الحب اللى ف الدنيا معاها. انى اتخطيت كل حاجه بيها. كل حاجه. كل ضعفى، كل حرمانى و نقصى و عقدى كملتها بيها. خلتنى ادوس ف النار عشانها و كنت بستعد ادوس اكتر و اعديلها. ادوس على اى حاجه. اى حاجه
حمزه ورا حنين شدد على ضمة هديه لحضنه كإنها رافضه تشوف ضعفه تضعف!

حمزه بصّلها و بص لأدم للصدق اللى ثابت ف عينيه برغم هزة صوته و هزة قوته قدامها!

حنين بصتله زى التايهه. رافضه ادم لمجرد انه كذاب. خافت يبقى حمزه التانى و هديه تعيد وجعها. بس مجرد ما ضمته قلبها اتهز!
ادم نظراته كانت برغم كل الضعف اللى فيه كانت حاده. مجرد ما حودت عن هديه احتدت بصلابه! و برغم كده رفض شفقة نظراتهم!
صلب وقفته بجمود شبه كلامه اللى رماه من غير ما يفكر: ، .!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة