قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع والثلاثون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع والثلاثون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع والثلاثون

هديه قاعده سرحانه و هنا اتحركت من مكتبها جنبها.
هديه ابتسمت بحيره. لأول مره تحس انها متكتفه كده. لاء و التكتيفه عجباها و مريحاها كمان! طول عمرها بتحب الحريه و طول عمرها منطلقه زى ما هي طول عمرها قويه. امتى بقت كده!
هنا غمزتلها: اتصالحتوا صح؟
هديه كشرت: لاء.

هنا رفعت حاجبها: و حياة امك؟ امال كل السرحان ده ف مين؟ و انا اللى مش راضيه اغلس عليكى و سيباكى تسرحى براحتك و اقول يمكن بتبوسه ف خيالها و لا شاقطه حضن كده و لا كده
هديه كتمت بوقها بفايل ف إيدها بغيظ: بسسس بس اخرسى. انتى ف مكتب صحافه و لا دعاره؟
هنا رفعت إيدها من على بوقها: طب احكيلى لا اعملك دعايه هنا ف الجريده و مجانا كمان و لا اللى اتعملت لبنت المرشدى بفرحها.

هديه: يخربييت هنتفضح. انتى لسانك ده ايه فرمان؟
هنا ربعت ع المكتب و اتعدلت بحماس: هاا؟ هاا؟ يلا انا بحب جو الروايات ده. اشجينى
هديه قعدت بضيق: مش عارفه يا هنا. لا عارفه اتراضى و لا بقيت قادره تانى اخاصم، مبقتش قادره ابعد و لا عارفه اقرب
هنا رفعت حاجبها و شاورت بمرح: لالا من الاول يا سلوى
هديه سندت كوعها ع المكتب: من يوم الحادثه متخاصمين و.

هنا بمرح: لالا من الاول يا سلوى. من اول الكُفر اللى ف بداية القصيده
هديه شالت ملف من قدامها حدفته ف وشها بغيظ: مانا بحكيلك من الاول يا ام جهل.

هنا اتعدلت بحماس: اه اه معلش اندمجت شويه. اصل دايما بيقولوا اول القصيده كُفر و الكفر ده و الله اعلم ف العلاقات بيبقى بوس و احضان و حاجات كده استغفر الله زى بتاع الروايات، التهم شفتاها و التحم ف احضانها و حاجات كده تدعو للرذيله، معرفش انتى الكفر بتاعك ماله قالب من بوس لبؤس ليه!
هديه عضت بوقها بغيظ و هنا رفعت إيديها: خلاص خلاص. احكى.

هديه قعدت بضيق: كذب عليا. و المشكله انه فاكر ان المشكله ف محتوى كذبه اكتر ماهى ف فكرة انه كذب اصلا.

هنا: لالا واحده واحده و براحه. الاول كده كذب ف ايه؟
هديه اترددت شويه قبل ما تحكيلها كل حاجه.
هنا برّقت: يخربييت المزمزه اللى هو فيها. بقا المز ده يطلع منه ماسورة مجارى الكذب دى؟
هديه كشرت: شوفتى؟ ليا الحق اسيبه و ازعل و لا لاء؟
هنا اتعدلت بجديه: لا اذا كان كده يبقى حقك. بس قوليلى الاول و بصراحه كده. انتى زعلتى اكتر من انه كدب و لا من انه كذب تحديدا ف الجواز؟

ادم كان لسه واصل و طالع لهديه و قبل ما يدخل سمع حوارهم ف وقف يسمعه. حس انه محتاج يسمع اللى جواها بدون عِناد.
هديه سكتت و هنا اتعدلت قدامها: طب بلاش السؤال ده. خلينا نسأل السؤال الاهم. لو ادم كان قالك انه متجوز اما خرجتوا من مهمة العشوائيات. نقول ف نص الحكايه كده. كنتى هتعملى ايه؟

هديه بصتلها بحزن و افتكرت انها اتسألت السؤال ده مرتين. مره من ادم و مره من ابوها. بس و لا مره فيهم جاوبت لإنها حقيقى لحد دلوقت فعلا متعرفش لو كان ادم قالها كانت هتعمل ايه. كان هيحطها قدام نفسها ف معادله صعبه اخرتها هتخسر حاجه عشان تظبطها. يا تخسره يا تخسر مبادئها و كرامتها! هو فعلا نجدها من دوامه زى دى! بس ياترى كدب عشانها زى ما قالها و لا جوه الكذبه كذب تانى و عمل ده عشانه هو!

هنا بصتلها بطرف عينيها: على فكره هو لو قالك وقت ما كان ينفع يقولك لا كان هيبقى كذاب و لا كان هيبقى انانى! اعتقد كنتى انتى اللى هتبقى كده لو كملتى و كنتى بردوا هتخسريه. واضح انه اخد مجهود جبار عشان يظبط المعادله
هديه بصتلها بأمل و هنا اتحركت بمكر: بس معلش بردوا كله الا الكذب. جاله قلب الجاحد يكذب على صحفيه؟ ده يا غبى يا مستغبيكى.

هديه بعد ما نوّر امل قدامها انطفى بإحباط كإنها كانت مستنيه تسمع حاجه تانيه و هنا انتبهت ف بصتلها بطرف عينيها: ده واحد كذب مره يعنى متخصص
هديه بصتلها بتردد: بس هو عرفت انه مكنش مرتاح معاها و كان مرتب للطلاق من فتره، يمكن يكون الفتره دى من وقت مانا ظهرت ف حياته؟
هنا كتمت مكرها: ده مش متخصص ده يمكن يطلع استاذ و رئيس قسم كمان الكذب.

هديه: يمكن يكون كان مرتبها كده ف اتعامل ع الاساس ده. انه انفصل عنها من وقتها بس هي مسألة وقت يرتب فيها خطواته ناحيتى و ناحيتها!
هنا كتمت ملامحها بجديه: بعدين هو في راجل متجوز بيقول على نفسه انه متجوز اما يقابل قمر زيك كده؟ ده نص المتجوزين بيقولوا على نفسهم مطلقين و نصهم ارامل.

هديه وقفت بضيق: حتى انس قالى على تفاصيلهم و اد ايه هي غبيه و انانيه. كانت ضامنه وجوده و بتتعامل ع الاساس ده ف بتدوس و هي متطمنه
هنا بصتلها بطرف عينيها: ده مش بعيد يطلع زعيم مافيا و لا رئيس عصابه زى ما بنقرا ف الروايات الهابطه
هديه اتحركت بتوهان كإنها مش سامعاها و فجأه بصتلها بتذكّر: انتى عارفه ان بنت الكلب طلعت ساحراله؟
هنا رفعت حاجبها: بعينيها و لا بحواجبها؟ ياشيخه انتى بتصدقى؟ ده.

هديه شدتها قعّدتها بحماس: لالا اسمعى بس. موضوع نسيانه ده طلع سحر. طلعت بنت الجزمه ساحراله و انا قريت بفضول عن الموضوع ده ان اما حد بيبقى معموله سحر و يتفك بينسى الفتره اللى كان مسحور فيها كلها.

هنا برّقت و رجعت شاورتلها بتحذير: بت اوعى يكون خياله واسع زيك. طب انتى و ماشى، انتى روائيه و صحفيه و الخيال مطلوب. انما هو
هديه: يا بنتى و الله ابدا
هنا رفعت حاجبها: طب و بعدين؟
هديه بإحباط: بس
هنا: هو ايه اللى بس؟ كملى يا بت. سِحر ازاى و من امتى و عرف ازاى و انتى اصلا عرفتى ازاى؟
هديه كشرت بغيظ: مانا مشيت قبل ما اعرف.

هنا: نعم؟ ايه اللى مشاكى يا فقر قبل ما تقرريه؟ ده انتى صحفيه! محضرتش عليكى روح الصحفى اللى جواكى عشان تستقص عن الحوار!
هديه بضيق: مانا لاء حضر عليا روح الصعيدى اللى جوايا و عرق الكرامه نقح و حلفت طلاقه تلاته مانا قاعده. مسكوا فيا قولت ابدااا و عرق الصعايده غلب و مشيت. عارفه انا منى لله و الله.

ادم برا ضحك غصب عنه عشان كان عارف انها فضولها هيموتها تعرف عشان كده صبح جالها.

هنا اتعدلت بفضول: طب ايه حكاية إنه نسى دى؟ اوعى تقولى انه نسيكى و قابلك و عاكسك و حبك من تانى و هو ميعرفكيش و انتى فاكراه بيستعبط بقا و
هديه شاورتلها بغيظ: بسسس بس ايه الروايه الهابطه دى؟
هنا ضحكت بخفه: لا ده مش روايه، ده كده يبقى بلبل حيران
هديه كزت على سنانها بغيظ و هنا ضمت عينيها بمرح: لاء بس هو مزمز حيران
هديه رفعت إيديها عليها بتهويش و هنا ضحكت: طب فهمينى، نسيكى ازاى؟

هديه: هو انا اللى كنت عملتله العمل سحرتله؟
هنا غمزتلها: لاء انت بتسحر من غير اعمال يا جامد، هي نظرة عين كده تلغبط امه
هديه ضحكت غصب عنها و حكتلها اللى انس قالهولها و مرواحهم للدكتوره بالتحاليل لحد ما راحت معاه لأدم.
هنا رفعتلها حاجبها و هديه بصتلها بغيظ: و الله ده اللى حصل. طب ايه رأيك انى سمعت الكلام ده من امه؟
هنا برّقت: انتى روحتى لأمه تشتكيه؟ ايه يا هدهد هو عيل و غلط؟

هديه بصتلها بغيظ و هنا رفعت إيديها بتراجع بسرعه و كتمت ضحكتها: ماهو اكيد مش رايحه تطلبى ايده يعنى.

هديه بصتلها بنفاذ صبر و هي رجعت قعدت: طب كملى
هديه: بس. امه قالت لست زفته كده و هما بيتخانقوا و اتضاربوا قدامى
هنا ضحكت: و انتى يا هركليز طبعا ف الحته دى متتوصيش
هديه ضحكت ببراءه: انا اللى بيزعّل حد قدامى بعتبر نفسى ولى امره و بجيبله حقه
هنا ضحكت: اه و دى مش اى حد. دى ام الحبايب و ام المصريين
هديه قعدت بغيظ: لا هي ام مصرى واحد بس
هنا ضيقت عينيها: هو ملهوش مزز؟ قصدى اخوات؟

هديه حدفتها بالقلم اللى قدامها: انا ف ايه و لا ف ايه؟

هنا ضحكت و هي شردت وسط ضحكتها اما افتكرت كلام محاسن و انه لا اصل و لا نسب و لا ابنهم! حست ان ادم لسه عنده كتير مستخبى جواه و ده بيّنلها ان سكتها معاه لسه مخلصتش. ليه سمّى بنته على اسمها من اربع سنين؟ ليه كان بيحلم بيها؟ ليه قالها مش هسيبك تانى؟ ليه يوم ما خلصت مهمة العشوائيات و اختفى قالها من اول ما شوفتك و انا عايز اقولك وحشتينى؟ علامات استفهام كتير جواها عايزالها تفسير، ادت لنفسها الحق انها تعرف باقى اللى عنده حتى لو من باب الفضول!

هنا: روحتيله فين؟
هديه انتبهت: هاا
هنا ربعت إيديها: طالما انتى عارفه نفسك و مبرراته عندك جاهزه اهو و مراته انانيه و كان بينهم مصانع الحداد و خلاص طلق. يبقى محيره نفسك ليه؟
هديه بصتلها و هنا رفعت إيديها: على فكره انتى اللى قولتى مش انا
هديه فهمت انها كانت بتجرجرها تقول اللى المفروض هي تقوله و هي عارفه لو هي اللى قالتلها كده و حطتله اعذار هديه هتعاند.

هديه وقفت و كشرت: على فكره احنا متصالحناش و مش هنتصالح. ده واحد مشكلته معايا كانت اكبر من انه طلع متجوز عشان تتحل بطلاقه. ده واحد كذاب و الكذب مرض مش مشكله.

ادم برّق بغيظ على قلبتها فجأه و دخل بمرح.
هنا رفعت حاجبها ورا هديه اللى ضهرها للباب.
هديه برّقت من غير ما تبص و اتعدلت بحده متغاظه من غير ما تلف: ده واحد كداب لا و غبى كمان
ادم خبط ع الباب بمرح: بتخم يا حب
هديه اتعدلته كإنها بتتفاجئ بوجوده.
ادم تنّح بمرح و خبط جبينه بخفه اصطنع الجديه: اهو ده اللى كنت خايف منه و عمر الخوف ما يرد قدر.

هديه رفعت حاجبها و هو اتقلب بسرعه للمرح و هو بيشاور بدراعاته ف الهوا: عفريت الحب عليا حضر. و ده قلبته سم و ياما غدر. تاجر غشيم و تجارته قمار. يا بتكسب دوبل يا تروح هدر
هديه شاورتله بحده و هي بتندفع عليه: على فكره بقا انا
ادم بخفه عض صوباعها اللى بتشاور بيه: فاكرنى يا حب؟

انا ذبونك السُقع المضمون. كان قلبى هنا عندك مرهون. و ادتنى من الصنف المجنون. ابو عُقد و الذي منه. فاكرنى يا حب؟ ايوه اللى غفّلته عليك نور. و رجعتلك بعدها مقهور. و خدت غيره و بعد شهور. طلع اللى بعده اسخم منه.

هديه بصتله بغيظ و هو رفع حاجبه و نزّله و رفع التانى بمشاكسه: اكرمنى يا حب المرادى. متشدش من رف الماضى. متحطليش فوق جرحى حجر
هديه سابته بغيظ و اندفعت ناحية مكتبها بعصبيه من هزاره كإن مفيش حاجه حصلت بينهم.
ادم قرب و قعد على حرف المكتب قدامها و طبّل ع المكتب بإستفزاز: بتخم ياحب. اولها كله بيبقى تمام. بس العيوب بتبان قدام. فجأه كده بتحصل قفله. دى عيوب صناعه مش استخدام.

هديه فضلت تدوّر حواليها لحد ما لقطت شنطتها من جنبها حدفته بيها بغيظ.
ادم لقفها و غمزلها بغزل ينرفزها: بتخم يا حب. ع العموم غلطه و تتداوى. ده جر خير مش جر عداوه. انا عايز احب اغطس و اقب. و اطلع بقا بحاجه نقاوه
هديه وقفت بغيظ و شدت منه الشنطه و هو بيحاورها بيها لحد ما سابهالها و اتحركت للباب.

ادم وقف قدامها يكسر طريقها بملاغيه: طب اكرمنى يا حب و حياة ابوك. و هجيب صحابى ينفعّوك. و فوق و خلى عندك نظر. ده انا عفريت الحب عليا حضر
هديه رفعت حاجبها لدراعاته اللى فاردهم و ساند كفوفه على جوانب الباب: مش كفايه عفاريت لحد كده يا سيادة الرائد؟ استحليت الحكايه و لا بقوا بيحلوا المشاكل بالعفاريت و انا معرفش؟

ادم ضحك غصب عنه بغيظ و هنا ضحكت معاه و رجع بحماس فجأه اجبرها تضحك غصب عنها: عفريت الحب عليا حضر. و ده قلبته سم و ياما غدر
هديه ضحكت تانى رغم محاولاتها تكتمها مع هنا اللى ضحكت جدا و همستلها: ادم الهضبه. طب و الله مز.

هديه بصتلها بإشمئزاز مرح و هي بصتلها على ادم: يابت هيطفش و نرجع نولول تانى
هديه وقفة ادم ع الباب قدامها اجبرتها تستسلم لوجوده و ترجع مكتبها بغيظ. قعدت و لفّت بكرسيها بكبرياء بقت ضهرها له.

هنا بمرح قربت من ادم و غمزتله عليها: الله يعينك
ادم شدها بعد ما كانت هتخرج بضحكة غيظ: طب عينينى انتى كمان و النبى
هنا بصتله بهزار و انفعلت بكوميديا: ايه ده؟ الداخليه عندنا يا مرحبا يا مرحبا نورك غطى ع الكهربا.

ادم ضحك غصب عنه و هي بصت حواليها جابت الماوس من وراها على مكتبها و شاورتله بمرح: بما انك ف مكتب اكبر صحفيه فيكى يا بلد هنعمل معاك الصح. ضيفنا النهارده في برنامج النهايات أخلاق هو الأستاذ ادم تخصص علاقات عبيطه مع ناس هبله. اهلا بحضرتك سيدى الريس
ادم كتم ضحكته: أهلا بحضرتك
هنا بهزار: أهلا بيك يا أستاذ ادم. ممكن تكلمنا شوية عن حالتك العاطفيه و صاحبتها؟

ادم اتعدل بجديه مرحه و بص بطرف عينيه على هديه اللى لسه مدياهم ضهرها: بصى حضرتك انا ممكن اكلمك عن التجربه الفاشله و انا الحمد لله تخصص فشل. لكن الإنسانة نفسها لأ
هنا: يا ترى إيه السبب يا أستاذ ادم؟ هل انت مصطفى ابو حجر ام مصطفى تورته؟
ادم ضحك غصب عنه: لا انا كرهت مصطفى اصلا. بس ده اولا علشان دى في يوم من الايام كانت تخصنى
هنا سقفت بالماوس: الله عليك.

ادم بص بطرف عينيه يتابع هديه اللى فضولها هيموتها تلف لهم و ابتسم بمكر: و ثانيا عشان هي متستاهلش. انا كده بعملها قيمه و انا عايز اسيبها قليلة القيمه زى ما استلمتها.

هنا كتمت ضحكتها: أفهم من كلامك ده يا استاذ ادم ان انت اللى عملتلها قيمه؟
ادم عدل ياقة قميصه: بصى يا افندم دى جمله انا متربيتش عليها. يعنى امى معلمتنيش اقول كده
هنا: براو عليك
ادم ضم ملامحه بجديه مزيفه: مينفعش اقول انى عملت لحد قيمه. كل إنسان بيكتسب قيمته من شخصيته
هنا ميلت بمرح و شاورت بدراعها قدامه: كلام محترم جدا يا ادم باشا.

ادم اتحرك قدامها سند على مكتب هديه بقا ضهره لها زيها: هي كانت بدون شخصيه بقى. كانت مسح. عارفه الفولدر المفيرس؟ اهى كانت شبهه
هنا كتمت ضحكتها: مكانش عندها أي مميزات خالص كده؟
ادم ضم ملامحه بضحكه صامته: مستحيل. مفيش إنسان معندوش مميزات
هنا اتحركت جنب: بالظبط.

ادم: حتى اللى شايف نفسه معندوش مميزات لو دوّر كويس هيلاقى عنده جوه بس غالبا جوه في كركبه او انسان قذر كركب الدنيا و مشى اسألينى انا ف الحته دى تخصصى
هنا: ف المميزات؟
ادم ضحك ببلاهه: لا الانسان القذر
هنا كتمت ضحكتها: مظبوط جدا، نرجع لكلامك، كل انسان عنده مميزات
ادم انفعل بمرح: إلا هى. كانت فيرس متحرك. شوفتى الفيرس؟

هنا كتمت ضحكتها على هديه اللى بتعض بوقها بشراسه متغاظه و شاورتله بعينيها عليه وراه: الحقيقه لا مشوفتهوش و الله يا استاذ ادم. رغم انى عايشه مع الفيرس بقالى كتير
هديه التفتت فجأه لها بشراسه و هي بصت لأدم بسرعه بخوف مصطنع اللى لسه ساند ع المكتب ضهره لكرسى هديه اللى لفّته له.
هنا كتمت ضحكتها: يعنى كلنا تعايشنا مع كورونا من سنين اهو بس مشوفنهاش
ادم كتم ضحكته بالعافيه: اهو هي شبهها بالظبط.

هنا بصتلها بجنب عينيها و هي بترجع بضهرها له: يا ساتر. طب استاذ ادم انت كنت بتحب فيها ايه؟
ادم راسم الجديه بمرح على وشه: حاجات كتير جدا كانت مصبرانى
هنا: طب هايل. زى إيه بقا؟
ادم ضم عينيه بمرح يكتم ضحكته: الحاجات اللى ليها علاقه بالغريزه بقا. يعنى شفايفها. خدودها. تخنها. اصلها كانت فيل
هديه كزت على سنانها و هو عمل نفسه بيصحح بسرعه: قصدى غمازاتها. حضنها. بصى انا كنت دايما ببصلها كحيوان ناطق.

هديه التفتت ناحيته فجأه بعنف و هو حس بأنفاسها سخنه ورا ضهره ف كتم ضحكته بالعافيه.
هنا ضمت ملامحها بجديه: هل انت حاسس انها متستاهلش حبك يا استاذ ادم؟
ادم بحديه مزيفه: يا أستاذه هنا انتى بتوقعينى ف الغلط كده. فيه عيش و ملح واكلينه
هنا سقفت بالماوس بحماس: لا بجد انت شهم جدا يا استاذ ادم.

ادم اتراجع بهزار: بس طبعا عشان زى ما كلنا عارفين ميصونش العيش و الملح غير التلاجه ف احب اقولك انها مكانتش تستاهل حبى طبعا. مكنتش تستاهل الأكسچين اللى بتتنفسه أصلا. دى كان المفروض تشد هيروين على طول و الله اريحلها و اريحلى. تشد ثاني أكسيد الكربون زى الشجر. انما اكسجين حرااام، استهلاك ع الفاضى
هنا رفعت حاجبها: أو تشد شيشه تفرفش عادى
ادم كعمش وشه ببلاهه: تخيلى و كانت ظريفه زى حضرتك كده و كنت مستحملها.

هنا كتمت ضحكتها: طب مش فاكرلها اى حاجه حلوه بينكم يا استاذ ادم؟ يعنى الحاجات الحلوه اللى ما بينكم؟
ادم ضحك ببلاهه: لا دى النمل اتلم عليها
هنا: شكلها كانت بتشتغلك
ادم انفعل بمرح: كنت بقول و ماله الشغل مش عيب
هنا شاورت بمرح و قعدت جنبه على حرف المكتب و ربعت: لاء أنا كده هقلق على مستقبلك
ادم ضحك ببلاهه: لا تقلقى ايه شيخه متقوليش كده! هو اصلا مفيش مستقبل و لا حاجه.

هنا ضحكت: طب عايزه اسألك عن الوعود اللى بينكم؟
ادم كتم ضحكته: لاء انا اللى عايز اسألك. اما تبقى وعدتنى إنها مش هتسيبنى و لما خُنتها سابتنى. ابقى انا الخاين و لا هى؟
هنا برقت بمرح و هديه وراه بغيظ و هو ضحك بقوه.
هنا: طب كلمنى عن عيلتها طيب يا استاذ ادم
ادم شقلب بوقه بمرح: بصى هو بعيدا عن الانفصال طبعا بس شهادة حق أهلها ناس كويسين و محترمين
هنا سقفت من غير ما تقرب كفوفها من بعض: انت أصيل.

ادم كتم ضحكته: بس تخيلى رايحه جايه تلاقى حد يتريق على عيالى و يقولك اللى اهلهم اشتروا العتبه الخضرا اهم.

هنا كتمت ضحكتها على هديه اللى بتفرك إيديها ف بعض بخناق و بصتله بخوف مصطنع: طب تحب تقولها إيه ف نهاية برنامجنا يا استاذ ادم؟
ادم وقف بمرح مثّل الجديه اوى بإنفعال: انا هوجهلها رسالة من غير ما اذكر إسمها طبعا عشان اهلها صعايده و هيلبسونى
هنا اتعدلت بخوف جنبه و هي بتبص على هديه: ربنا يكتر من أمثالك يا بنى و الله.

ادم انفعل بحماس مرح: عايز اقولها يا جزمه يا صرمه كل صورك و فيديوهاتك المجنونه اللى لمتنا سوا سواء ف شقة الدعاره
هنا برّقت قدامها: دعاره؟
ادم كتم ضحكته: او ف شقتى؟
هنا بصتله مبرقه: شقتك؟
ادم: ف الخرابه. معايا. هااا. معايا. و كلب المينا اللى انتى سارحه معاه المك من الكافيهات ده و دينى لو قربلك لا اخليه يعرف انه هيتجوز أوتوجراف ماضيله عليها ف كل حته.

هنا ضحكت غصب عنها على هديه اللى برّقت و بتشاورله بطرف صوباعها عليها.
ادم ضيّق عينيه ببلاهه: ايه؟ امال اسيبهم يتجوزوا و يجيبوا ذرية جزم يكملوا مسيرتها المهبوشه؟
هنا بتضحك براحه و عماله تشاورله على هديه اللى بتطحن بوقها عض.
ادم شد منها الماوس بمرح: ف نهاية البرنامج احب انا اللى اسألك. أعمل ايه عشان مفقدش الأمل طااه؟
هنا رجعت لورا و هي ضحكتها طالعه عاليه جدا: لا انت متخليش عندك أمل من الأول.

ادم بصّلها بمرح و قبل ما يقرب عليها هديه اتعدلت بشراسه و اندفعت عليه بعنف.
ادم حدف الماوس على هنا و وقف قدامها بمشاكسها اجبرها ف اندفاعها عليه تقع ف حضنه.
هديه رفعت وشها له بنظره شرسه اما فهمت انه وقعها ف حضنه بمزاجه و هو ضحك بصوته كله.

حاولت تسحب نفسها منه بغيظ و هو لف وسطها بدراعه و شدها عليه بتملك و اخد نَفس طويل بتنهيده مريحه و شدها عليه من وسطها و سند جبينه على جبينها: وحشتينى و تعبتينى و غلبتينى. و طلعتى ميتينى
هديه رفعت وشها و برّقت قصد وشه و هو رفع حاجبه بمرح: ايه رأيك ف القافيه دى؟
هديه ضحكت بيأس و هو غمزلها بمرح: ايه ده؟ عجبتك؟ شكلها عجبتك؟ طب القُفى دى. وحشنى ياسطى و شوقى ليك غالب. القاها من الشفه و لا من القالب.

هديه ضحكت بغيظ: يتقلب عليك قطر يكون سواقه اعمى
ادم غمزلها بخفه: طب القفى دى كمان. انا بقالى يومين مش عارف اشرب ماية عشان غرقان ف حُبِك!

هديه حطت إيدها على راسها بيأس من ادم اللى هيفضل ادم ميتغيرش.
ادم خبط جبينه ف جبينها بغزل و رغم هزاره نبرة صوته طلعت مبحوحه بعشق: طب خدى دى. البعد عنك شئ بيخلق من الوجع مليون سكوت. و القرب حتى لو تعب ف انا برضى بيه احسن ما اموت
هديه تاهت ما بين انها مش عارفه تتنفس من قُربه و ما بين الراحه اللى اتسربت جواها من انفاسها!

ادم ابتسم من لمعة عيونها و حيرتها و غمزلها: طب خدى دى. مش ميكانيكى بس حاسس بيكى
هديه عضت بوقها بغيظ مش من كلامه اد من انها شفافه قدامه: لاء خد انت دى
ادم ابتسم بحماس: ايووه بقا
ضربته ف راسه و هو لسه ضاممها حدفته لورا و هو مسك قورته بضحكه رغم غيظه: انا من الاول قولت زينه مرات هركليز و الله
هنا ضحكت جامد و ادم ضحك معاها بيأس: انا بقيت خايف اتجوزها و الله. دى ممكن تغتصبنى.

هديه كعمشتله وشها بإبتسامه صفرا ملهاش علاقه بإبتسامتها اللى جوه.
ادم عض بوقه بمشاكسه و هو بيقرب: يا مسا اللبن السايب، ينفع نبقى حبايب؟
هديه ربعت إيديها: لاء
ادم ضحك بمرح و غمزلها: طب حيث كده بقا. ‏تعالى أعزمك على شاى و الباقى من عمرى
هديه حطت إيدها على راسها بيأس رغم الحته المبسوطه للىا جواها و ادم غمزلها: هاا قولتى ايه؟
هديه رفعت وشها بعنف: قولت ان اللى انت مش قده متقفش ضده.

ادم ابتسملها بمشاكسه: طب عينى ف قلبك كده و قولى مش عايزاك
هديه صوتها اتهز غصب عنها بحزن وجع قلوب الاتنين: متعاتبنيش ف بعد انت المسئول الاول و الاخير عنه
ادم مقدرش يعمل حاجه قدام لمعة الحزن اللى شاركت الدموع ف عيونها غير انه قرب باس راسها: حقك على قلبى.

هديه غمضت عيونها من انفاسه اللى قربت و فتّحتهم بعتاب ارق: اللى بيحب مش بيسيب ايد التانى ف نص السكه و يرجع، مش بيسيبه يتوه، اللى بيحب مش انانى يا ادم و انت كنت انانى
ادم رفع إيدها باسها برقه: قوليلى ايه اللى يرضيكى و هعمله فورا.

هنا ابتسمت و هي مقربه عليهم و بصتلها بحب تعفيها من صراع القلب و الكرامه: انا عن نفسى لما حد بيقولي طب ايه اللي يرضيكى وانا اعمله بحس إن قلبي فجأه حن للى قدامي و بسكت و بهدي تلقائيا، اللى هو كفاية عليا انك قولت كلمة زى دى انا كدا بقيت مرضية
هديه هربت بعينيها بعيد من عيون ادم اللى ابتسمتلها: و انا عن نفسى مستعد لأى حاجه ترضيها
هديه هتتكلم هو سبقها: الا انها تبعد تانى. انا كنت ميت.

هنا همستلها و هي بتبعد: في كلام رغم بساطته قادر يبين معزتك عند الشخص اللى قدامك و بينسّى كنا زعلانين ليه و لا كان في ايه اصلا. الحقيه بقا قبل ما تتدوزوا و يخرس، حكم دول بيخرسوا بعد الجواز
هديه ضحكت غصب عنها و ادم ابتسم لضحكتها: ادينى فرصه طيب و شوفى هعرف اراضيكى و لا لاء
هديه بصتله بزعل: اللى اتكسر مبيتصلحش يا ادم
ادم: اللى اتكسر لو وقع بالإيد الصح مش بس بيتصلح، لاء و بيرجع احلى من الاول كمان.

هديه: طب سيبها للوقت، خلى كل حاجه لوقتها، انا كده كده مكنتش لسه رديت عليك، لسه محتاجه اعرفك اكتر. صدقنى كل حاجه ف وقتها احلى
ادم ابتسملها بعشق عشان قرا من عينيها انها بتفهمه اللى هو فيه ده حب بجد و لا مجرد احتياج: هو كل حاجه ف وقتها حلوه اه لكن انتي حلوه ف كل وقت
هديه: بس انت اللى حسستنى انى كنت صح و انى فعلا محتاجه وقت. خلينى اخد خطوه لورا عشان اعرف اشوفك صح.

ادم اتنهد و مسك إيدها ضمها: الحب مفهوش اننا نبعد عن بعض شوية علشان نقييم العلاقه اللى بينا يا هديه، لأن اللي بيحبك بجد لو بعد عنك ثانيه هيحس ان روحه بتتسحب منه.

هديه اتنفست بضيق: ادم انت محاصرنى. مش كده عايزه اتنفس
ادم ابتسم بقلق: طب خلينى جنبك تحت اى قرار هتاخديه. انا عارف انها مسألة وقت و هتهدى. لكن ممكن الوقت ده ابقاه جنبك. انتى طقه و ممكن لو التفتت ورايا اجيبك بتعملى حوار ف السرايا الصفرا
هديه ضحكت بيأس: ادينى فرصه افكر. اخد قرار. اختارك. حتى لو هختارك اختارك بعد تفكير مش محاصره. خليك جنبى ماشى بس مش بالضغط ده. خليك جنبى من غير ما تضغطنى و.

ادم لف بمرح من قصادها وقف جنبها و هي بصتلها جنبها بجنب عينيها: نعمم؟
ادم مثّل البراءه: مش بتقولى عايزاك جنبى؟
هديه كزت على سنانها و اتعدلتله جنبها: قصدى يعنى بما انك مش راضى تسيبنى مع نفسى شويه و بتقول عنى مجنونه و ممكن اتحط ف اى ظروف و تلحقنى. ماشى خليك ف ضهرى بس مش
ادم لف برخامه و وقف وراها.
هديه عضت بوقها و حطت إيدها على راسها و هي بتلفله: يا ابنى. قصدى خليك متلقح بس متطبقش على صدرى كده و.

ادم شدها بمرح من ياقة الشميز بتاعها خبطها فيه ضمها و كتم ضحكته: كده يعنى؟
هديه رفعت حاجبها لإيديه اللى ماسكاها و هو كتم ضحكته بالعافيه اللى بتطلع حبه حبه لحد ما انفجر ف الضحك.
هنا ضحكت جدا من قصاده على مكتبها و بصتلها بهمس: اهو قلب هانى رمزى بغباوته بعد ما كان عمرو دياب ف رومانسيته. اتعدلى لا يقلب ع المليجى بقا و ده مجرم و السكينه مبتقعش من ايده.

هديه ربعت إيديها قصاده بقوه مش عارفه جات اما حست بأمان من وجوده و لا اما حست بأمل لرجوعه: و ايه الضمان؟
ادم بغيظ: ضمان ايه انتى بتكلمى خدمة العملا يا بنت الصرمه؟
هديه: عايز ايه يا ادم؟

ادم ابتسم بجديه: بصى يا هديه. انا عارف ان البنات بتحب الراجل التقيل، بس انا عمري ما هبقى تقيل معاكى و عمرى ما حاولت اعمل ده من اول يوم اتقابلنا و لا حتى ف عز زعلنا و مش عشان انا الغلطان ف لازم اتدلق لحد ما اراضيكى. لاء عشان عمري ما اقتنعت بفكرة انك لو بتحب حد تديله مشاعر بالقطاره عشان يفضل دايمًا موجود. انا يا بحبك ف هديكى كل حاجه جوايا. يا مش هحبك و ساعتها هدور وشى لو شوفتك. اللى ف النص ما بينهم ده مش حب. ده هرتله و انا مليش فيها.

هديه اتوترت: يعنى ايه يا ادم؟
ادم ساب باب مكتبها مفتوح و اتحرك قعد على كرسى من الاتنين قصد مكتبها يديها فرصه يا تخرج يا تقعد قدامه: يعنى ‏مليش أنا ف جو إنى أبعد و أقرب ده. أنا يا هتلاقينى ع قلبك يا مش هتلاقينى خالص.

هديه بصت للباب وراها و رجعت بعينيها للكرسى اللى قدامه شويه بحيره حسمتها اما قفلت الباب بس اتحركت لكرسى المكتب بتاعها قصاده مش قدامه: انت كدبت عليا يا ادم ايا كان كذبت ف ايه و انا اكتر حاجه اكرهها ف حياتى الكذب. و اما كذبت عليا ف جزئيه زى دى تحديدا ادتنى ايحاء انى جيت ف الوقت الغلط
ادم تقبّل اختيارها لمكانها حتى لو مؤقت و فهم انها محتاجه تاخد خطوه لورا و هتبقى موجوده و ده كان كفايه بالنسباله حاليا.

ابتسملها بهدوء: انتى عمرك ما كان وجودك غلط. انتى لو جايه بس عشان تاخدى روحى و اموت بردوا هختار وجودك و هتمسّك بيه كمان و انا باخد اخر نَفس ليا
هديه ابتسمت برقه لرده اللى ردلها شويه من كبرياءها اللى كانت حاسه انه داس عليه.

ادم فهم نظرتها ف وقف و لف وقف قصاد كرسيها و سند ع المكتب وراه و ربّع إيديه مبتسم: انتى جيتى ف وقت كنت حاسس إني بعمل كل حاجه من غير نِفس ف كنتى انتى النفس. حياتى كانت كلها عشوائية و معنديش طاقه لأي حاجه ف كنتى انتى الطاقه اللى بعمل بيها اى و كل حاجه. انتى كنتى و مازلتى هديتى اللى جات بعد رحلة تعب طويله اوى. تحويشة عمرى اللى مش هسيبها تتسرق منى.

هديه بصتله بعتاب: انا كنت عايزه حد معندوش حد أبقى أنا الحد الوحيد بتاعه. قلبه. عمره. حياته. حد له اكتر من عمر يا ادم؟ ماشى بقلبين؟ له حياتين؟
ادم ابتسملها بغزل: طب ما انتى حياتى يا هدهد
هديه رفعت حاجبها: ربنا يسامحك
ادم عمل ريأكشن وشها: يسامحنى؟ يا بنت العبيطه بقولك انتى حياتى
هديه ضحكت بغيظ: يعنى حياتك عدله ماشاء الله؟ ماهى هباب
ادم ضحك غصب عنه معاها.

هديه بصتله شويه بتردد محتاجه تفهم ع الاقل اللى ينفع يتفهم حاليا: ادم هو انت ممكن تكون اتلبست اما روحنا. اما روحتلى و انا بعمل التحقيق الصحفى عند الدجال ده؟ اتلبست عنده يعنى
ادم زقها حدفها على كرسيها وراها تقعد: اتلبست ايه يا هدهد هو انا شراب؟
هديه ضحكت ضحكه خفيفه: لاء. بس. اصل يعنى.

ادم فهم انها تايهه معاه ف حس انها لازم تفهم اللى ينفع تفهمه من الحكايه دلوقت و ده حقها. حكالها اللى حصل كله و ازاى نسى و ازاى شك ف كل حاجه حواليه حتى امه و ابوه انهم بيقنعوه مثلا بكده لمجرد انه اخر حاجه فاكرها عن رحاب انهم عايزينه يتجوز. و انه اضطر يرجعلها مؤقتا عشان يفهم منها. و ازاى مقدرش يتحمل وجودها حتى و هو ناسى و سابها. و اخر حاجه الشيخ و اللى حصل قبل ما يجى و بعد ما جه لحد ما طلعت هى.

هديه بصتله بصدمه لمجرد انها كانت فاهمه غلط. كانت فاهمه انها عملتله سحر ترجّعه اما حب غيرها و كانت نوعا ما حطالها عذر. كانت شايفها انها لو مكانها مش هتقبل. فهمها الغلط وضحلها انها مينفعش تانى تسيب تفكيرها لنفسها و بس!
ادم كان ملاحظ صدمتها و فهم ان جزء من زعلها فهمها الغلط.

هديه وقفت بصدمه: لا معلش ثوانى كده. يعنى هي اما عملتلك سحر كان من قبل ما تتجوزك اصلا؟ يعنى هي عملت السحر ده عشان تتجوزك مش عشان ترجّعك يا ادم؟
ادم هز راسه بتأكيد: الشيخ قال كده
هديه حطت إيدها على راسها و هي بتقعد تانى: لا انا كده دماغي وقفت
ادم ضحك بخفه على ريأكشنها: معلش هي كانت اشتغلت اصلا عشان تقف؟ سيبيها على الله يا هدهد
هديه رفعت وشها له بتردد: طب هو انت. هو انت اما عاشرتها كل ده ما. يعنى مقدرتش.

ادم ابتسملها بتفهّم لمخاوفها: ما ايه؟ مقدرتش احبها يعنى؟
هديه هزت راسها بسرعه و جواها خوف متترجم ف عيونها خانقها بدموع اجبرتها تقف بتهرّب.
ادم مسك إيديها بسرعه مجرد ما إدته ضهرها قبل ما تتحرك و لف وشها له: لا يا هديه محبتهاش. اصلا انا مش فاكر عشرتى لها كانت عامله ازاى او حصل فيها ايه. مش فاكر و مش عايز افتكر و بحمد ربنا على ده
هديه بصت ف عينيه اوى: للدرجادى كرهتها؟ عملت ايه عشان تكرهها اوى كده؟

ادم مسك وشها بحب و ابتسم ف عينيها: قصدك للدرجادى حبيتك؟ شوفى انتى اللى عملتى ايه عشان اعشقك اوى كده و ده السؤال الصح اللى لو عرفتى اجابته هتجاوبى على نفسك
هديه بلعت ريقها بإرتباك من قربه ده.

ادم ابتسم: اسمها للدرجادى حبيتك. حبيتك لدرجة حبيت الاذى عشانك. حبيت انى يكون الموضوع فعلا يجى بالصوره اللى جه بيها و يكون سحر عشان انسى معاه كل حاجه و كل لحظه عيشتها مع غيرك. انا كنت بختنق مجرد ما افكر انى هديكى واحد مستنزف و مستهلك و انتى تستاهلى احسن حاجه ف الدنيا.

هديه اتهزت من مشاعره برجفه: هو اللى بينكم مش ممكن يتصلح و لا حتى عشان بنتك؟ يعنى مش هيجى يوم و تحس انك كان لازم تعالج اللى حصل؟ حتى لو مش هتحاول تانى بس ع الاقل هتندم او تحس انك اتسرعت و كان لازم تعالج اللى بينكم؟
ادم بثقه: لاء
هديه استغربت حدة قراره: ليه؟

ادم بهدوء: عشان كل حاجه ليها علاج إلا سواد القلب و اللى بيأذى حد عشان نفسه ده قلبه اسود و القلب الاسود مبيعرفش يحب. رحاب كانت بتتعامل معايا بسوء نيه لمجرد انها الوحيده اللى عارفه اتجوزتها ليه و ازاى و اللى بيتعامل معاكى بنيه سيئه عمرك ما هتقدرى تفهميه و لا ترضيه و لا تتجنبى أذاه إلا بالتجنُّب له هو نفسه و تبعدى. سواد القلب بيعمي صاحبه عن أي خير ممكن تعمليه. كل أفعالك هتتفسر ضدك. و هتتلامى و تتحطى ف موقف الدفاع عن النفس حتى في أتفه الأمور. و الحياه أقصر من إنك تضيعيها ف موضع المُتهَم دايمًا. وتبقى مضطره تفسرى و تبررى. حطى دايما ف دماغك ان إحنا مش مسئولين عن فساد نفوس غيرنا يا هديه. عشان كده ممكن اكون قربت غصب عنى بس انا اللى اختارت ابعد و ارحم أعصابى و عمرى.

هديه اتلجلجت ف كلامها لمجرد ان قلبها مش مطاوعها بس هي حابه ترضى عقلها و تحسم الحيره اللى جواه: مش يمكن عملت كده عشان بتحبك فعلا؟
ادم هز راسه بنفى: تأذينى عشان بتحبنى؟ عارفه يا هديه. بيقولوا أيؤذى المحب؟ لا و رب محمد لا يجتمع الحب و الاذى ف قلب واحد.

هديه قعدت بشئ من الراحه و ادم بصلها بعتاب: ازاى هونت عليكى تبعدى كل ده؟ من غير ما تدينى فرصه؟ افرضى غلطت ليه معنديش جواكى فرصه تانيه؟ هو انا مليش رصيد كفايه اوى كده؟

هديه وقفت بكبرياء: لا يا ادم. الحكايه مش حكاية رصيد اد ماهى حكاية مبادئ و انا مبادئى مبتتجزئش. مش انا ابدا اللى استغل علاقة راجل و مراته بتتهد و اطلع على انقاضها و اوصله. انت شايفنى كده؟ فكرة انك شايفنى كده كنت كل ما افكر فيها تجننى. تخلينى عايزه اهرب و ابعد و اجرى منك لاخر الدنيا عشان اقولك انى مش وحشه اوى كده. ده شئ مرفوض ف قانون احترامى لنفسى.

ادم ابتسم لمبادئها اللى حبها فيها قبل اى حاجه: هو انا لسه مقولتلكيش انى بحبك صح؟

هديه فهمت انه حب تفكيرها ف وقفت بقوه: من قبل ما تقولها كنت عارفه. زى مانا متأكده انك كنت عارف ان جوايا ايه مهما كتمته. بس اللى معرفتهوش عنى يا ادم ان انا لما بشوف الكاشير حتى لو ف صيدليه عليه زحمه بسيب الحاجات اللى جايبها و امشى مع انه علاج و هتعب من غيره. فما بالك ب شخص! انا مبحبش حد يحب حاجه انا بحبها ف مابالك حد أنا بحبه؟ فاهمنى؟

ادم ابتسم و هي شاورتله بتحذير جاد: خليك دايما فاكر و اوعى تنسى عنى انى انا لو الهوا اتعوج عليا ابطل اتنفسه
ادم ابتسم: يا شرس. طب ممكن تستحملى الهوا بعفارته اليومين دول لحد ما يهدى و يروق عشان هو اللى بيتنفسك مش انتى!
هديه كتمت ابتسامه رقيقه طافت على ملامحها.
ادم ابتسم: هاا؟
هديه بصتله بتحذير: بس خليك عارف انا مش سهله يا ادم. انا من الناس اللى بتدى فرص كتير جدآ. يعنى.

مش من الناس اللى مع تانى او تالت غلطه بتمشى لا انا بسيب فرص من كُترها انا نفسى مبعرفش عددها. بعاتب ف الاول، مره و اتنين و بعدين بطنش و بتفرج ع اللى قدامي و هو بيخسرنى خطوه بخطوه. علشان كدا لما بسيب مش برجع تانى، مش قسوه قد ما انا عارفه أنه فعلا خلاص كل محاولاتنا سوا خلصت و لو كملنا هيبقي بنضيع وقت و طاقه ع الفاضي. انا عمرى ما بدأت بالبُعد انا دايما بكون رد الفعل.

و دا اللي بيريحني ف لو غلطت ف حقي 100 مره هتجاهلك كتير و فجأه هغلط فيك مره واحده، واحده بس، بس هيكونوا بال 100 بتوعك.

ادم قرب مسك إيديها وقّفها قصاده: انا محتاجلك اوى. اوى. اليومين دول انا بطلع من اللى انا فيه و مش قادر و مش عارف لوحدى. متسيبنيش ف وقت زى ده لوحدى عشان عمرى ما هنسهالك حتى لو عشقنا بعض اضعاف الحب اللى جوانا دلوقت. محدش بينسى الايد اللى اتمدتله ف عز محنته و لا بينسى الايد اللى اتخلت. الدعم النفسى ف الاوقات الصعبه عمره ما بيتنسي خاصة لو من حبيب.

هديه بصت لإيده الممدوده بتوتر و جواها حيره بتقولها و مخوفاها ان لسه في كتير عنده.
هنا بصتلها بقلق قصادها من على مكتبها. شاورتلها بتحفيز و هديه شارده ف المعركه القايمه جواها بين عقلها و قلبها. هي حاسه و بقت متأكده ان ادم لسه جواه كتير و خايفه من صدمه تانيه.
هنا وقفت بنفاذ صبر بعد ما فشلت تشدها من تفكيرها.
ابتسمت بمرح و هي بتقرب منهم: ممكن اقطع عليكوا خلوتكوا و ابقى عازول عادى يعنى؟

ادم ابتسم بتفهّم لمحاولتها لمساعدتهم و تقبّلها لإنه حس انه محتاج ده عشان يقدر يقتحم اسوار عقلها زى قلبها.
بص لهنا بإحراج: لا مفيش خلوه و لا حاجه
هنا غمزتله بمرح: بقا معاك وحده خلوه و زى القمر و تقولى مفيش خلوه؟
ادم ضحك غصب عنه و هنا ضحكتله بخفه: انت قولت انك راجل مش تقيل و ده شئ يتحسبلك، بس الحقيقه مش كافى، مثبتهاش لاء.

ادم كعمش وشه بغيظ و هي شقلبت بوقها بمرح: البنات يا استاذ ادم بتحب الراجل يبقي متمسك بيها بس مش مدلوق، بيحبها بس مش ملزق، بيغير عليها بس مش بيخنقها، حمش بس ميتحكمش فيها، شديد بس حنين، عاقل بس مجنون، صايع بس محترم، يقولها صلى و بعدين حرما ياقمر، مهتم بشغله بس فاضى ليها، مهتم بالتفاصيل بس ميعلقش ع كل حاجه، بص حضرتك بتعرف تطير؟
ادم ضحك بقوه و قدام ابتسامة هديه إيده فضلت ممدوده بإصرار قدامها.

هديه بصت لإيده و هو بصّلها بغيظ: مش بقولك حاسس انى بتزفلط و محدش بيعرف يمسكنى؟ بطلوا بقا تكسروا بخاطرى يا جماعه اللهى تنكسر دماغكم يا بُعدا
هديه ابتسمت بإستسلام: نخرج طيب؟
ادم ابتسم بمرح لمجرد انه اجبرها ع التسليم: لا أنا كبرت أووى على حكاية الخروجات دى. أنا عايز أجرب شهر العسل بقا
هنا ضحكت اوى بصوت عالى جدا و هو ضحك معاها قدام غيظ هديه اللى اجبرت تضحك معاهم ف الاخر.

هديه فركت كف إيدها بإيدها التانيه: طب هتعمل ايه دلوقت؟ ناوى على ايه؟
ادم: ف ايه؟
هديه: مع رحاب. مع العمل ده. ف اللى ايه المفروض يحصل بعد كده
ادم اخد نفس طويل: مع رحاب. اعتقد ان اما اتشاف وحش مع أكتر ناس قدمت ليهم الحلو اللى جوايا يبقى كان لازم امشى من الاول. مكنش لازم استنى وقعه اقوم منها الاقى نفسى لوحدى ف امشى. و لا كان لازم و لا كانت تستاهل بربع جنيه مُعافره و الله.

هديه سكتت بإستسلام لقراره اما حسته من جوا عقله مش قلبه بس لمجرد انه حب واحده غيرها فهيسيبها و ده كان هيفضل حاجز نفسى يوتر قلبها عمرها كله معاه.
ادم سكت كتير بإرهاق: أظن و الله أعلم إنه هيبقى في ثواب خاص للى بيكتفوا بالبُعد من غير ما يردوا الأذى لصحابه
هديه ابتسمت تسحب منه وعد: يعنى هتمشى؟
ادم: و عمرى ما هبص ورايا
هديه اخيرا افرجت عن ابتسامتها تطلع من جواها.

ادم تاه ف ملامحها بغزل: يعنى زى ما بيقولوا كده. يروح قرد يجي غزال
هديه ابتسامتها اتقلبت بشراسه فجأه و هي بتشاورله: لا هتقارني بحد هقيم علي علاقتنا الحد
ادم رفع حاجبه: ايه ده؟ جه قرد برضو؟ انى اسف
هنا ضحكت جامد و اما بصّلها شاورتله: عبيطه و ربنا. الله يعينك
ادم بغيظ: ادعيلى
هنا بمرح: ده انت محتاج المية مليون يروحوا يحجوا و يدعولك يابنى و الله.

هديه بصتلها بغيظ و بصتله بتردد: طب ده بالنسبه لرحاب. طب و الهباب اللى عملته؟
ادم سكت بضيق: هروح للكلب اللى عملت عنده. اعتقد ده انسب واحد يتصرف. الشيخ بيحاول بس بيقول الموضوع ممكن ياخد وقت جامد و ممكن يفضل ملازم
هديه بصتله بقلق: و انت هتعرفه منين؟
ادم: متشغليش بالك انا حاطط حد فوق دماغهم و هما مليون ف الميه هيحاولوا يتحركوا ف هيقعوا ف حجرى.

هديه ضربته بغيظ ف صدره: بلاش حجرك دى يا جزمه. اسمها يقعوا تحت رجلك
ادم غمزلها بمشاكسه: انتى اصلا اللى وقعتى ف حجرى من زمان
هديه بصتله بحده: ما كنت محترم و عاملى فيه شيخ و بتاع الثواب
ادم عض بوقها بمرح: لا مانا محترم و شيخ و كل حاجه. بس جوايا بردوا حته سافله مدكنها للحبايب
هديه بصتله بغيظ على تحوّلاته اللى معاها بتحس ف كل مره تشوفه انها لاول مره بتقابله.
ادم ابتسم على ملامحها و هي بصتله: طب و.

ادم رفع إيده: لا ماهو مش تحقيق صحفى هو. ارحمينى ده و لا تحقيق وكيل النيابه
اتحرك للباب بغيظ: انا ماشى
هديه رفعت حاجبها و هو وقف عند الباب و رفع حاجبه زيها: ايه ده مش هتمسكى فيا؟
هديه رفعت راسها لفوق و شاورتله لاء و هو رجع ببراءه: كنت عارف انه لاء على فكره. شكرا. النهايات اخلاق ياسطى و انت عديم الاخلاق
هديه ضحكت بخفه و هي بتهز راسها بيأس و بتقرب لهنا اللى ضحكت معاها و سندت على مكتبها جنبها.

رحاب رايحه جايه بغل لحد ما وقفت بإنتباه. ضيقت عينيها بتركيز و مسكت موبايلها بسرعه فتحته ع الصور و الفيديوهات بتاعة هديه و ادم.
كزت على سنانها بغل و ف لحظه دخلت ع الفيس و حملتهم و،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة