قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي والعشرون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي والعشرون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي والعشرون

ادم مع ابوه خرّج نفسه مره واحده كإنه بيخرّجها معاه من جواه: عاشروهن بالمعروف او تسريح بإحسان.

عابد: عشان هديه؟ يابنى خايف عليك تفتح على نفسك باب متبقاش اد اللى هيجيلك من وراه. بعدين يابنى لهفة البدايات دى مش حُب صادق دايما. مينفعش تتأكد من حُب حد غير لما يشوف عيوبك. حُزنك. تتخانقوا و تتصالحوا ألف مره و تشوف هيفضل يحبك و لا لأ. و وقتها يا هيحبك كُلك يا هيسيبك كُلك. الحُب بيبدأ لما فترة الحماس بتاعة البدايات دى تنتهى و انت مع هديه لسه ف البدايات. المرحله الخداعه.

ادم انفعل لمجرد انه رافض ان هديه تبقى مرحله مش بس مرحله مشكوك فيها: لا مش عشان هديه بس. عشانى. عشان كل إنسان و له طاقه بعد نفاذها بيتحول لشخص تانى هو نفسه ميعرفوش و انا طاقتى مع رحاب خلصت. و الله خلصت و حتى هي مش عارفه تجددها. دى استنزفتها ف مشاكل و خناق و عتاب و ضغط ورا ضغط.

ابوه: و سيبت ده كله جواك ليه؟ مخرجتهوش اول باول ليه؟ يابنى الجواز عامل زي الاوضه باب الخروج منها هو الطلاق. الأوضة دى كل شويه الكراكيب بتملاها. لو مخلصتش من الكراكيب دي هتلاقي نفسك عايز تخرج. الكراكيب دي هي المواقف الصغيره اللى بتتراكم. اللى فات اما يتحل بيبقى درس بتتعلمه و اما بيتركن بيتحط على بعضه و يبقى جبل. أنت بقا بتحل مشاكلك أزاي؟

ادم رد بتهكم: لا انا المشاكل بتاعتى كبيره و بتعتمد على نفسها و بتحل نفسها بنفسها
ابوه: يابنى
ادم: انتوا ليه مستنكرين وجود هديه ف حياتى؟ ليه مش من حقى ا
ابوه قاطعه: عشان انت راجل متجوز و مخلف و مينفعش لا شرعاً و لا عُرفاً يبقى في هديه و لا غيرها. الشرع اما حط حدود بين الست و الراجل حطها عشان اللى انت فيه ده
ادم اخد نَفس بخنقه عشان عارف ان كلام ابوه فيه شئ من الصح.

ابوه بصّله بهدوء: لو كل راجل متجوز ساب مشاعره براحتها بسبب مشاكله مع مراته كان قتلها!

ادم ضحك غصب عنه ضحكه صغيره و ابوه ابتسمله بحب: أنت و هي بنتخانقوا كتير؟ طب مانا و امك عيشنا مع بعض العمر ده كله بنتخانق كتير و انا بحب ده مش بهرب منه أو بتجنبه. فاهم ان ده طبيعي عشان نتفاهم في الآخر. عارف ان يوم ما هخسرها هخسرها عشان بطلنا نتخانق مش عشان بنتخانق. مسيبناش نفسنا نشيل من بعض لحد ما كل واحد حس ان التانى اتغير و فجأه كل واحد بقى ف اتجاه. كان المفروض تتكلموا مع بعض عن بعض. مش عن الحياة و لا عن العيال و الخلفه و لا عن الشغل و لا عن المسؤليات. كان المفروض تسمعها بإهتمام و هي هتشيلك على راسها. انتوا مش في مزاد عشان تعلوا على بعض مين بيضحى أكتر. انتوا المفروض شغل كل واحد فيكم راحة التانى.

ادم اتكلم بخنقه: لما يتعلق الموضوع براحتى النفسيه يبقى يحقلى أستغنى حتى لو عن الكل بدون أى تأنيب ضمير. انا تعبت من كل حاجه
ابوه: انتوا ليه لازم في كل خناقه تجيبوا من اول القديم؟ ده اللى بيصعّبها
ادم اتعصب: علشان القديم مبيتحلش و متعملتش و لا محاوله عشان يتحل او يتعوض عن اذاه. فهو مضغوط على بعضه. مخزون بالكثير من المشاعر السلبيه فوق بعض و المخزون دا بينفجر و يطفح أول ما حاجه جديده تحصل.

ابوه: و طبعا هديه اللى فجّرت المخزون ده؟ كانت المرايه اللى بعد ما ورتك عيوب مراتك وقعت فيها فتحتك من جواك و طلعت المخزون اللى جواك ده!
ادم نفخ انفاسه بمحاولة هدوء: حتى لو. بس صدقنى لو حتى كده يبقى بردوا مينفعش رحاب يكونلها وجود تانى. عشان مش انا الراجل اللى يخون
ابوه: و لا هديه الست اللى هترضى بنص راجل، مش كده؟

ادم حاول يهدى: انا مجرد احساس الخيانه لرحاب اللى مبحبهاش خانقنى لإنى مش حابب فكرة ابقى خاين. ف مابالك لهديه اللى بعشقها؟
ابوه حاول يهدى: تعشقها! للدرجادى يا ادم؟

ادم رفع وشه لفوق يتنفس و ابوه حاول يتكلم بهدوء: يابنى بيقولوا بتمر ف حياة الراجل مننا تلات ستات. الصديقه و دى علاقه ناجحه اه لو متكلمناش من ناحية الدين و ممكن تنجح ف شغل مثلا لحد ما يدخل فيها موضوع الحب ف تفشل. و الحبيبه او الواحده اللى بيحبها و دى كمان بردوا ممكن تكون علاقه ناجحة لحد ما يدخل فيها موضوع الجواز ف تفشل. و الزوجه و دى بتبقى علاقه ناجحه لحد ما يدخل فيها حد من الاتنين اللى فوق دول ف تفشل.

ادم زعق برفض: هديه مش سبب عشان تبوظ علاقتى برحاب. مش سبب ابدا. بدليل ان في راجل اما يلاقى نفسه قلبه بيميل تانى بيتجوز تانى و بيحتفظ بالاولى. لكن انا حتى ده مقدرش اعمله. عشان رحاب فضّت مكانها. فضى شويه بشويه لحد ما انتهى
ابوه: و هديه بردوا اخدته شويه بشويه لحد ما ملته
ادم سكت و ابوه مسك إيده قعّده: تضمن منين ميحصلش بينك و بين هديه نفس اللى حصل مع رحاب؟ نفس الخناق، نفس المشاكل، نفس الملل!

ادم اتكلم بضعف: بحبها.

ابوه استغرب ضعف ادم: حب ايه ده اللى اتولد و كبر و اتقوّى لحد ما اتوغّل جواك كده؟ يابنى الإنسان مينفعش يحب ف أسبوع و لا ف شهر و لا حتى ف سنه. الحب عاوز مشاكل. عاوز أزمات. عاوز تعب. عاوز فترات سيئه و مواقف بشعه. عاوز عِشره طويله علشان يبقى حب. يعني بإختصار زى ما قولتلك يبدأ الحب عندما ينتهى الحماس مينفعش تقول انك بتحب البحر وأنت واقف ع الشط! لازم تنزل البحر. تعوم فيه. يضربك الموج. تبلع ميه مالحه. الصخر يجرح رجلك. تشوف العتمه اللى ف القاع. لما ترجع ع الشط هتشوف البحر بشكل مختلف. مش هتشوفه مثالى. أنت شوفت عيوبه و ظلامه و غضبه. يا اما هتكره البحر يا اما هتفضل تحبه بكل حاجه فيه. لهفه البدايات مش حب و اللى مغاصوش ف البحر محبوش.

ادم اتنهد كإنه بينازع: يااه لو كان بإيدينا نختار اللى بنحبهم
ابوه بصّله شويه: يعنى انت لو كان بإيدك تختار اللى تحبها كنت هتختار هديه بردوا؟

هديه بصت لأبوها و ابتسمت بإحراج.
حمزه: هاا؟ بتقولى بتتشديله غصب عنك. يعنى لو بمزاجك هتقاومى و لا هتختاريه بردوا؟

هديه ابتسمت اوى و سكتت كتير قبل ما تتكلم: مش عارفه. بس ممكن اقولك اللغبطه اللى جوايا. الناس كلها مثلا عايزه حد ميزهقش منهم و أنا عايز حد أنا اللى مزهقش منه و ادم الحد الوحيد اللى قابلته عمرى ما حسيت انى فاتره و انا معاه. بالعكس بحس ان السكه معاه ملهاش اخر و مش عايزالها اخر و مش تعبانه منها و لا ببص ورايا اشوف فاتنى ايه و لا ببص قدامى اشوف فاضل اد ايه. زى مثلا رفيق القلب بيمسح رفيق العُمر بأستيكه لو مخطفش القلب و ادم ممكن يكون معرفته عمرها قصير شويه بس حساه رفيق قلبى. زى ما يكون بينه و بين قلبى سكه طويله. زى مثلا عندى الأمان أولًا بعدها بقية المشاعر و انا معاه بحس بآمان غريب. شبه اللى بحسه معاك انت بس.

حنين بصتلها بقلق على مشاعرها اللى بقت اقوى ف نورها من الشمس: انتى ازاى حبتيه كل الحب ده؟
هديه ابتسمت بخفه: حبيته عشان مكافح و شخصيه كده. شبه ابطال الروايات كده
حنين ابتسمت بيأس و هي بصتلها بعيون بتلمع: عارفه، و هو بيتكلم بيبقى عامل كده زى لاعيب الكورة الشاطر كل ما يقول حاجة الاقي صوت جوايا بيقول جوووون.

حمزه ابتسملها برزانه: بتقولى كل مدى بتكتشفى فيه شئ جديد. مش خايفه تكتشفى حاجات ف يوم متعرفيش تحبيها يا هديه؟
هديه ابتسمت: بص ‏أنا على قناعة تامة بإن التوافق الفكرى أهم بكتير من الإعجاب و الحب و ده حبيته ف ادم اكتر منه.

حنين اتنهدت بقلق: و الحب ده اخرته ايه؟
هديه ابتسمت: الحب حلاوته انه ميكنش له اخر
ادم بص لأبوه كتير و ابتسم تلقائيا: صعب اقولك اه و اصعب اقولك لاء
ابوه: يعنى مش عارف.

ادم ابتسامته وسعت بعيون لمعت لاول مره: بس ممكن اقولك حاجه تانيه. زى مثلا في ناس كده قلوبهم بتبقى زى البيت مهما بعدت و إتلهيت عنهم متحسش بالراحة إلا معاهم و هديه عندى من الناس دى. تقريبا الوحيده اللى ف الخانه دى بعدك انت و امى. زى مثلا ‏لما بشوفها بخطف من عيونها اللى أقدر أحتفظ بيه لحد ما أشوفها تانى. زى اللى عايز حد في حياته هيعرف يخلقله مساحه و هي عملالى مساحه انا مبسوط و مرتاح فيها و مش حاسس انى مخنوق جواها رغم انى مش لوحدها جواها و في شغلها اللى بتعشقه و ابوها و امها. زى انى انا مبحبش اتكلم مع حد يخلينى اعمل حساب لكل كلمه ممكن تتفهم ازاى و انا معاها مبعملش حساب لا لممكن متفهمنيش و لا لممكن تفهمنى غلط.

هديه قامت و حنين بصت لحمزه بقلق.
حمزه: اتطمنى. هديه ميتخافش عليها
حنين: الاول. لكن ميتخافش عليها الا دلوقت
حمزه: انا جنبها
حنين: بس مش جواها. هو اللى جواها و الله اعلم هو جواه ايه او جواها هيعمل ايه! جواها بسرعه اوى و بالشكل المقلق ده. حبيته بسرعه كده امتى! انت عمرك شوفت هديه كده!
حمزه ابتسم بهدوء: هديه مبتتعداش حدودها.

حنين: انا واثقه من ده. كفايه انها تربيتك. مينفعش تبقى وحشه و هي حته منك. لكن مش واثقه انها هتفضل مبسوطه كده على طول. خايفه عليها اوى تنجرح. اكتر ناس بيتعلقوا بالحب هما اللى كانوا رافضينه ف الاول و هديه كانت قافله اى بيبان للى جواها
حمزه: طالما هي اللى فتحتله اللى جواها يبقى شايفه انه يستاهل
حنين اتنهدت بقلق: و انت شايف ايه؟
حمزه ابتسم بهدوء: انا مشوفتهوش لسه. اما يجيلى و اشوفه هشوف.

حنين استغربت: انت هتستنى اما يجيلك؟
حمزه استغرب: امال اقوله تعالى خد بنتى؟
حنين: لا بس اسأل عنه. اعرفه كويس. شوفه بشكله الصح مش اللى عينيها شايفاه او اللى هو راسمهولها
حمزه بصلها بإهتمام: انا اما اخدت اسمه منها و عقبال ما فوقت من حوار اهلك و جيت اسأل كانت هي عرفت انه ظابط و انه كويس و شافت ده بنفسها، دى حاجه ميتكذبش فيها.

حنين: ده اما كان اسمه ادم عمران. بتاع العشوائيات. انما دلوقت! الا صحيح هو اسمه ايه؟
حمزه بصلها بإنتباه و سكت.
ادم خرج و فاطيمه دخلت لعابد بضيق.

عابد: عارف هتقولى ايه. ادم كان لازم يفوق. انا لا مع رحاب و لا ضد هديه. انا مع إبنى و ضد انه يقف يتفرج على حياته كده و هي بتعدى قدامه. لازم يتحرك معاها و يحرّكها هو. كان لازم اضغطه حتى لو هستفزه عشان ياخد خطوه. انا كنت بستفزه عشان يبقى صريح مع نفسه و يخرّج اللى جواه. يفرد اللى جواه قدام عقله عشان يجبره ياخد خطوه و قبل ما يعمل ده كان لازم يفهم انه عليه جزء من الغلط هو كمان. عشان اياً كان القرار اللى هياخده ميغلطش معاه تانى.

فاطيمه قعدت جنبه بزعل: كفايه عليه بقا
عابد: كفايه ايه بالظبط؟ انه يلف و يدور برا بيته؟ و لا كفايه من كلامى عن يحافظ على بيته و بنته و مراته؟
فاطيمه اندفعت بزعل: كفايه من بيته اصلا.

عابد بصلها شويه: انا زعلان عليه مش منه يا فاطيمه. مش ادم اللى يعمل كده. ادم مش من الشباب البايظ اللى يعرف واحده على بيته و طول النهار معاها ف الشارع. لا هو اللى سايبها و لا هو اللى سايب بيته. انا عايزُه يفوق. من امتى و ادم كده؟ عمرك شوفتيه بالضعف ده! ده ف عز توهته و سيبانه لاهله مكنش ضعيف كده ادام حرمانه منهم!
فاطيمه اترددت بخوف: انت لسه خايف عليه منهم؟

عابد اتنهد بحيره: معرفش. كل حكايه جواها حكايتين عكس بعض او بيكملوا بعض و احنا معرفناش الا واحده بس. و ادم رافض يتكلم في اى تفاصيل تخصهم. لا نعرفهم و لا نعرف عنوانهم و لا نعرف اساميهم كامله و لا نعرف غير انهم من الصعيد اللى هي اصلا بلدنا انا و انتى و بلد كتير غيرنا و غيرهم
فاطيمه: و لحد دلوقت بعد كل السنين دى بيقفل اى سيره ممكن تروح بالكلام لهم. موجوع اوى منهم و ده اللى مخلانى مصدقاه.

عابد: انا مش مكدبُه. ادم مش ممكن يكون بيكذب لكن ممكن يكون مش فاهم. واقع منه حاجات بحكم عقله مقدرش يستوعبها. و زى ما قولتلك هو مبيتكلمش عنهم و قافل اى حاجه تخصهم
فاطيمه: اشمعنى ليه هديه مع حمزه لدلوقت و اللى اسمها حنين؟ طالما ادم رجع يتكلم معاها و جاب سيرته و سيرتها يبقى هديه لسه معاهم.

عابد: ادم اللى سابهم. و بعدين يمكن عشان اما ادم مع الوقت سأل عرف ان قسيمة جواز حمزه و حنين قبل ما تخلف باربع شهور بس او خمسه ف رجع اتقفل من كل حاجه.

فاطيمه: بردوا ليه هديه معاهم؟ لو حمزه ده مؤذى و بياخد حقه بالدم كان اذاها هي كمان. و لا ايه!

عابد سكت بحيره: الله اعلم. اهو بيقول سته قالت لابوه عن حنين جايبها من الشارع و اس حرام و خاينه و و. يمكن ده معاه هو. الحرام بتاع حنين ده معاه هو عشان كده سابها لكن التانيه طالما قتلها يبقى لازم اتأكد و اتبيّن. الزنا ده لازمله شهود و واقعه و ادله و دول صعايده. و ادم اياً كان اصله مين فيهم ف هو رافض الاصل ده.

فاطيمه عينيها اتوترت بتردد قبل ما تتكلم: طب. هنتفرج عليه كده كتير من بعيد؟ انا ابنى صعبان عليا. قلبى بيوجعنى اوى ع اللى هو فيه. كلامه انهارده عن هديه بيقول انه حتى لو هيتوجع اوى لو قرب منها فهيتوجع اكتر لو سابها
عابد: هنعمل ايه بس؟ مانا قولتلك منعرفش حاجه عنهم. ادى الله و ادى حكمته
فاطيمه فركت إيديها بتردد: ما تسأل عنهم. مش يمكن زى ما قولت في حكايه تانيه تريحه. انا عايزه اى حاجه تريح قلب ابنى.

عابد استغرب: اسأل عن مين؟ مانا قولتلك ادم مبيتكلمش عنهم و لا عن خصوصياتهم؟ انتى فاكراه قايلى تفاصيل عنهم؟ ده حريص اوى ف الكلام عنهم و الا كنت دورت من زمان لو معايا بس طرف خيط و حاولت افهم. مش انا اللى استغل وقعة عيل مع اهله عشان نفسى
فاطيمه: بس ده كان قبل هديه ما تظهر ف حياته
عابد بصّلها بحيره: قصدك.

فاطيمه هزت راسها: اكيد ممكن من خلالها توصل لحاجه عنهم. حتى لو من غير ما تدخّلها هى، و منهم حتى لو من بعيد لبعيد هتقدر تفهم الراجل ده كويس و لا مؤذى و لا ايه!

عابد سكت بشرود: يمكن. و عشان احنا منعرفش بقية الحكايه. يبقى اكيد لسه فاضل ف الحكايه جزء عمره ما اتحكى.

رحاب مبتسيبش امها ف المستشفى حتى لو رجعت البيت بتاخد حاجات و تمشى. ادم مقضى الفتره دى بين القاعده مع هديه و القاعده مع نفسه. اغلب وقته معاها من بعد الشغل مبيسبهاش الا ع النوم. رحاب مستغربه انه محاولش يكلمها و لا مره. راح يوم عملية امها مع أمه و أبوه بس كانت المقابله تقضية واجب مش اكتر.
امها قعدت اسبوع ف المستشفى لحد ما عملت العمليه و خرجت و هي معاها مبتسبهاش.

برغم انشغالها مع امها الا انها مفتقده ادم. من اخر مره راح معاها المستشفى مرحلهاش. مفتقده اهتمامه حتى لو بالواجب. مفتقده وجوده. معقوله يكون بيردهالها! انها مكنتش موجوده جنبه! لا بس لو عايز يردهالها كان ردهالها ف الدهب! ايوه صح! لالا ادم اكبر من كده! ايه ده من امتى و هي شايفاه حاجه كبيره!

رجعت مع امها البيت يوم ما خرجت من المستشفى و استنته يجى بس مجاش. نزل شغله و رجع و نزل اخر اليوم و رجع و كل ده بيعدى على شقتهم كإنها شئ متخصهوش!
ابتدى يرجعلها احساس القلق اللى اتملكها من اخر كلام بينهم.
لبست بسرعه و سابت امها و طلعت شقتها.
رنت على ادم لإنها عارفه انه مش هيجى و هو اتجاهل ده مره و اتنين لحد ما بعتتله مسدج انها رجعت شقتها و مستنياه.

ادم فتح المسدج و بص فيها و قفلها. بص لبنته جنبه ع السرير و بعد ما لم دراعاتها من فوق رقدتها رجع فردهم تانى عليها و ضمها و نام.

رحاب صحيت الصبح و اكتشفت انها باتت لوحدها ف الشقه. قامت بخنقه مش عارفه عشان ادم اتجاهل وجودها و لا عشان حست انها لاول مره تبقى مفتقده وجوده فعلا!
اتحركت نزلت من شقتها و قابلته ع السلم.
ابتسمت بعتاب: صباح النور
ادم هز راسه بربع ابتسامه: صباح الخير
رحاب قربت بعتاب: انا مستنياك ف شقتنا من امبارح على فكره. لو افترضنا انك مشوفتش انى رجعت مع ماما ف اكيد شوفت الرساله اللى بعتهالك.

ادم رد بعفويه بجمله نفضتها ف مضمونها: كنت نايم مع هديه
رحاب: نعمم!
سكتت لحظات و استوعبت انها هدبه بنتهم ف ابتسمت براحه بعد الخضه. شكل الجمله الغلط حتى مش مقبول بالنسبالها!
ادم بصلها بتهكم: معلش، نسيتى انك عندك بنت
رحاب بصتله بغيظ حاولت تشاكسه: معلش ما انت هداياك كتير
ادم و هو ماشى رد بعفويه لغبطت كيانها: هي هديه واحده. واحده بس!

سابها و مشى و خى وقفت مكانها بصدمه. ده مش ادم! ده واحد متعرفش حتى نبرة صوته! لازم ترجعه!

نزلت عند امها بس طول الوقت ساكته.
امها قربت جمبها: مالك يابت؟
رحاب انتبهت: هاا
امها: في ايه مالك متنكده من ساعة ما نزلتى! هو ادم مباتش فوق معاكى و لا ايه؟
رحاب كانت هتنطق بس رجعت ف الكلام. حست انها مش عايزه تتكلم!
امها بصتلها بإستغراب و رحاب تهتهت بضيق: مش فاضى
امها: طب قالبه وشك ليه، مش عنده شغل؟
رحاب بصتلها شويه بإستغراب و رجعت سكتت.
امها: يمكن عشان كده مجلكيش المستشفى كتير.

رحاب: مجاش اصلا غير مره اللى ودانى فيها
امها: مخليكى على راحتك
رحاب كانت هتتكلم بإندفاع تقولها بس انا مش مرتاحه بس سكتت فجأه تانى!
امها فهمت ان في حاجه مش مظبوطه و تقريبا فهمت انه بيردهالها.
قعدت جنبها: طب بقولك. كلميه قوليله انك عيانه. تعبتى معايا اليومين اللى فاتوا و رجعتى تعبتى. قوليله عايزه تروحى لدكتور مثلا و اتشحتفى. هاتيه على سنانه، انتى مش مَره يابت و لا ايه؟

رحاب عجبتها الفكره بس غيرت فيها شويه اما افتكرت الدكتوره بتاعتها. لعبت ع الفكره بشكل يناسبها.
ادم وعدها يروج معاها للدكتوره و كان فعلا بيروح لحد ما ابوه تعب. بقتةهى اللى بتروح لوحدها. بعدها بعدوا تانى بعد ما هو اللى حاول يقربوا. لا هو انشغل بس!
كلمت الدكتوره و طلبت منها تقدم معادها من بعد كام يوم لانهارده و قفلت معاها و كلمته قالتله.
ادم انتبه: دكتورة ايه؟ هو انتى لسه بتروحى؟

رحاب استغربت: هو مش احنا متفقين؟
ادم غمض عينيه برفض: انا اعتمدت على انك بطلتى من نفسك
رحاب: عشان انت بطلت تروح معايا؟ لا اتطمن. تقدر تقول مستغربتش. انا اصلا كنت عارفه انك مش هتطول. ملكش خُلق
ادم اتكلم بجديه: شيلى الموضوع ده من دماغك.

رحاب استغربت بقلق: موضوع ايه؟ العمليه؟ انت اللى قولتلى عايزين نخلف تانى! و انت اللى اخدتنى للدكتوره تانى. احنا خلاص قربنا من العمليه و سحبت البويضات الشهر اللى فات بس قالتلى هنعملهم تحسين جوده قبل الزرع بدوره و
ادم حس ان رحاب بتعمل زيه و بتاخد خطوته زمان: و انا دلوقت مش عايز
رحاب فهمت انه مش عايز دلوقت بس. او حاولت تقنع نفسها بده.

قفل معاها و اتحرك بخنقه اخد عربيته و خرج من الشغل. بيلف بالعربيه مش عارف مخنوق و لا ارتاح اما حس انه اتنجد ف الوقت المناسب. ازاى كان ناسى الموضوع ده و ازاى اصلا ف يوم لجأله كحل.
مسك موبايله بفزع طلب الدكتوره.

الدكتوره استغربت: بس احنا كده خلاص. تقريبا وصلنا للاخر. البويضات كويسه و بعد السحب حطناها ف بنك البويضات بعد التحسين و زيادة جوده و كنا منتظرين بعد شهر مع معاد دورتها الجديد هنطلبك عشان نسحب منك عينة السائل المنوى عشان نخصب البويضات دى لاجنه و نزرع
ادم رد برفض بسرعه كإنه بينجد نفسه: لاء. الغى كل حاجه
الدكتوره: بس مدام رحاب كلمتنى و
ادم: قولتلك الغى العمليه. مش هنعمل لاء.

الدكتوره: طب لو مدام رحاب جاتلى و
ادم: لاء. بعدين انا مش جاى
الدكتوره: لو عندك مشكله ف وقتك و انا عارفه طبيعة شغلك من مدام رحاب ف ممكن نخصب البويضات و نسيبها اجنه لحد ما تلاقوا الوقت المناسب و لا نسيبها كده بويضات؟
ادم: العمليه اتلغت و خلاص
قفل معاها و اخد نفس براحه طويل. بمجرد ما حس بالراحه صورة هديه اترسمت قدامه. كإنهم مرتبطين ببعض جواه!
كلمها كإنه محتاج حد يلملم روحه اللى فضّاها من حاجات كتير.

هديه خرجت من الجريده بتبتسم للموبايل رفعت وشها خبطت فيه.
ادم ابتسملها اول ما اتفتبلت عيونهم: وحشتينى
هديه ابتسمت: كبيره اوى كلكة وحشتينى دى. احنا مبقناش بناخد فرصه نبعد عشان اوحشك
ادم ابتسم و اخد نفس طويل كان عايز يقول معاه حوار اطول بس سكت.
مد إيده ف جيبه و اداها و هي بصت للشيك بإستغراب مع انها فهمت.
هديه: ايه ده؟
ادم رقع حاجبه: اكيد مش همضيكى على هدومك.

هديه ابتسمت لانها مجرد ما قرت الرقم فيه فهمت انه بيرد فلوس عملية ابوه اللى دفعتها.
ادم ابتسم: كتر خيرك انك استنيتى عليا. حقيقى انا مديونلك مش بالفلوس بس. الفلوس دين بيترد. بس الراحه اللى زرعتيها جوايا معتقدش انه دين ممكن يترد ف يوم
هديه ابتسمت: ادم. انا
ادم يحب ايدها و رفعها باسها برقه: خلينى وقت ما اقع ارجعلك و انا مش خايف تفهمينى انى بستغلك. خلينى احتاجلك اى وقت.

هديه قلبها دق بعنف و هو قبل ما ينزل ايدها خرّج الخاتم من جيبه و لبسهولها.
هديه بصتله بحب طلع تلقائى واضح و هو بعد ما لبسهولها رفع ايدها باسها تانى.
رجع البيت اخر اليوم و قدام ضغط رحاب طلع شقته.
رحاب قربت قعدت جنب ادم قدام التليفزيون و هو بِعد مسافه بتلقائيه.
رحاب بصتله بغيظ: ما تجى نخرج
ادم بهدوء: مش فاضى
رحاب كشرت بغيظ: انا فاضلى شوية ملح و اخلل ف البيت.

ادم سكت و عينيه ع التليفزيون بخمول و هي بصتله شويه بمحايله: معلش انا عارفه انى كنت مقصره معاك الفتره اللى فاتت
ادم قلب بوقه ببرود: و لا يهمك و الله ما جيتى على بالي اساساً
رحاب اتصدمت: ده انت زعلان بقا! على فكره انا قعدت مع امى ف المستشفى عشان ده واجب عليا. مش هتربينى ده كله و اتخلى عنها وقت شده زى دى!
ادم بصّلها شويه و اتخطاها و دخل اوضته فتح اللاب بيقلب فيه بخنقه و يغيب و يدخل صفحة هديه و يخرج.

ابتسم بلهفه و بعت رساله لهديه اول ما لمحها فتحت: ماتجى نشرب نسكافيه و اقولك عامله ف قلبى ايه
هديه ضحكت بمرح اول ما لمحت رسالته و كتبتله: اللى هي زى ما تيجي نشرب شاى و يحسدنا اللى رايح و اللى جاى.

ادم ابتسم بعشق و كتبلها يشاكسها: طب خلى بالك انا بنهار. أنا على تكه و هاجى معاكى ف أى سكه
هديه برّقت للموبايل لحظات قبل ما تضحك.
ادم توقع ريأكشن وشها ف ضحك بخطفه و كتبلها بحماس: أنا في أشد الاحتياج ليوم هشك بشك لأن من حق الكئيب يتدلع. ماتيجى نخرج.

رحاب سابته و دخلت اوضتها. فضلت رايحه جايه شويه بغيظ. فتحت دولابها و قفلت و رجعت فتحته تانى. اختارت قميص نوم عريان اوى و دخلت اخدت حمام و لبست و اتمكيجت و حطت برفان بشكل ملحوظ جدا.

هديه ردت على ادم عايز ايه انا تقريبا مبقتش ادخل البيت بسببك و اليومين دول حمزاوى عندى و لو قلب عليا هيخطفنى للصعيد
ادم ابتسم و كتبلها بسرعه ده انا اللى عايز اخطفك من بوء الدنيا
هديه كتبتله بتهرّب حاولت تهزر: لا تعالالى واتساب معلش بقا
ادك رفع حاجبه للشاشه: ليه الفيس ماله؟
هديه ضحكت ببلاهه و هي متوقعه ريأكشن وشه: لا الحوار دة محتاج استيكرز بقا.

ادم حط إيده على وشه بضحكه لامعه صامته و هي فتحت واتساب و بعتتله ايموشنات تغلس عليه كإنها بتتهرّب.
ادم فهمها ف كتبلها: عارفه، انا نفسي أدخل جسمى أرتب عمودى الفقرى و أكنس قلبى و افرشه فرش نضيف جديد كده و أولع بخور و أطلع اجيبك و نقعد بقا
هديه ضحكت اكتر و هي بتكتبله عايز ايه؟
ادم كتبلها بغيظ بت انتى هو انتى تقربى ايه يا بت للاستهبال؟

هديه كتبتله و هي بتضحك ‏بقيت مبسوط اليومين دول هاا. انت روحت كندا و معدناش هنقولك معلش معلش بدل صباح الخير؟
ادم ابتسم للذكرى و هو بيكتبلها هو صحيح شكلي بيوحي إني مبسوط بس الأيام ماسحه بيا الكره الارضيه و الله.

هديه اتعدلت بجديه انت تعبان و لا ايه؟
ادم ابتسم على تحوّلها بصى هو انا مش تعبان نفسياً انا تعبان قلبياً خروجياً مزاجياً حاجه ف الرينج ده
هديه ضحكت جامد و هو ابتسم و هو بيكتبلها: الواحد بقى عامل زي الكوكيز كله شروخ بس لسه حلو و مسكر
هديه رفعت حاجبها و كتبتله: يا مغرور يا مسكر
ادم ضحك بصوته كله و هو بيسابق الحروف يكتب: هتغر على ايه بس؟ ده الحمد لله الواحد لا مال و لا جمال ولا اخلاق حتى.

هديه ابتسمت و بتكتبله ف نفس اللحظه اللى بعتلها فيها كإنهم بيتسابقوا او بيجروا لبعض.
ادم ابتسم ‏: تعرفى ايه عن الحب يا هدهد؟
‏هديه ضمت ملامحها بإبتسامه رقّصت وشها و كتبتله ببراءه: بمشّى بيه امورى. مش بيقولك كله يمشى بالحب؟
ادم برّق لكلامها بغيظ و بعتلها: ملعون ابو المسافات اللى منعانى اتف ف وشك يا بنت اجزمه
هديه ضحكت جامد و اول ما لمحته بيكتب كتبت بسرعه كإنها بتجرى: انت بترغى كتير ليه؟

ادم ضحك بغيظ: لما ارغى من بوقك أبقى اسألى
هديه برّقت للشاشه و هو توقع ده ف ضحك.
رحاب دخلت بدلع فضلت شويه ع الباب لدرجة منتبهش.
رحاب قربت بغيظ عشان منتبهش لشكلها: طب ما انت فاضى اهو
ادم رد ببرود من غير ما يهتم يبصلها: ‏أنا بكون فاضى على حسب الشخص مش الوقت و الله
رحاب بصتله و مفهمتش: يعنى ايه؟
ادم رد بملل: يعنى و لا بقي عندى طاقه و لا عندى خُلق. معنديش الا صداع.

رحاب محبتش تدخل معاه ف حوار كلام. هي مرتبه لحوار من نوع اخر. قربت بدلع و ادم اخد شوية وقت لحد ما انتبه لشكلها او محاولتها.
اتعدل بجديه و حاول يخرج للمطبخ: هعمل قهوه
رحاب مسكته بدلع: انت بقيت بتشرب قهوه كتير ليه؟
ادم رفع حاجبه على لهجتها: ايه يا رحاب انتى عندك تسلخات ف لسانك؟
رحاب ضربته ف كتفه بغيظ: انت ملكش ف الدلع؟

ادم اتريق: ده دلع؟ ده الفرق بين الدلع و اللى بتعمليه ده عامل زى الفرق بين شرم الشيخ و كفر الشيخ
رحاب قربت بدلع بوشها من وشه و حاولت تلاعب ملامحه بمناخيرها: انت مش ملاحظ انك من يوم ما رجعت من اخر عمليه ف شغلك محصلش بينا حاجه؟
ادم كان عارف الحقيقه دى بس ده ممنعش انه اتصدم. هو وصل مع هديه لمرحلة انها خطفته حتى من رجولته!

منتبهش لرحاب لحظات تفكيره لحد ما فاق من تفكيره ف هديه على إيدها على جسمه. بصّ شافها بتخلعله هدومه حته ورا حته و مش عارف عملت ده امتى! هديه فعلا خطفته! ده مجرد سيرتها خطفته!
ادم انتبه مره تانيه لرحاب شاف نفسه قدامها ف صوره زوجيه بحته. بس هي القائد فيها و بس و هو مجرد اله. اله حتى واقفه مش بتتحرك سانتى.
قربت بشفايفها على وشه و حاولت بشكل بطئ تبوسه بشكل يغريه بس الموضوع كان بيخنقه لدرجة معرفش يتنفس.

لاحظته و فهمت انها بس عشان انفاسها قريبه منه. نزلت بشفايفها على رقبته و منها على صدره و هو خنقته بتزيد لدرجة انه مش قادر يتنفس. فجأه رن ف دماغه كلام ابوه. قفل عينيه و هو بيحاول يقفل عقله للحظات كمحاوله زى ما وعده. مد إيده على شعرها و بمجرد ما فتح عينيه شافها هديه. ابتسم اوى بلهفه و ضم وشها بإيديه و بيرفعها لقدامه بعد ما كان قاعد نص واحده ساند على ضهره لعرضة السرير جابها مكانه و اتقلب قصادها بس مجرد ما نطقت صورة هديه اختفت و شاف رحاب.

رحاب بدلع: تجى نجرب احطلك القهوه على جسمى زى ما كنت عايز؟
ادم انتبه لملامحها بخضه كإنه بيتفاجئ. اتعدل بسرعه جنبها قبل ما يقرب او يلمسها حتى. اتعدلت هي عليه بتجاهل لبروده و هو ملامحه اتقبضت لدرجة ابتدى عضلات جسمه تتشنج. صورة هديه قدامه بتقرب و تبعد و تروح و تجى و مجرد ما اختفت زق رحاب بخنقه من جنبه و وقف.
رحاب اتعدلت بضيق و هو قام لبس هدومه و فتح البلكونه و بيشد من الهوا انفاس سريعه كإنه بيخطفها.

رحاب لبست الروب و وقفت جنبه: قومت ليه؟
ادم اتكلم بالعافيه من غير ما يبصلها: مخنوق
رحاب سألت سؤالها و هي متوقعه يقولها لاء: منى؟
ادم بعفويه: اه
رحاب اتخضت من صراحته: مخنوق منى انا؟
ادم مردش و هي حاولت تفكر لحد ما انتبهت لكلام ابوها: انت زعلان عشان بيعت الدهب؟
ادم ببرود: قولتلك ده بتاعك
رحاب انفعلت: اه بس زعلان
ادم بهدوء: لو كنت زعلان كنت قولتلك لاء
رحاب: امال ايه؟

ادم بصّلها ببرود شويه قبل ما يصدمها بكلامه: اعتبريه صدقه جاريه لأبويا ان ربنا قومهمولى بالسلامه. زكاه على صحته يعنى
رحاب عينيها بتوسع بصدمه كل ما ينطق لحد ما سكت.
حاولت تقول اى حاجه: صدقه! انا. انا عرضت عليك الموضوع و سيبتلك حرية القرار. مأجبرتكش. صحيح مكنتش متوقعه موافقتك بس مأجبرتكش. انت اللى وافقت.

ادم: كان نفسى تفهمى ده من الاول. انى اشيل على ضهرى جبل بالحب و لا حبة رمل غصب، الفرق دايمًا في الطريقة.

رحاب شاورتله بسرعه: بالحب! اهو يعنى انت حابب ده! عملتلى ده بحب
ادم هز راسه بأسف: بس المرادى حب لنفسى. مش عايز اهين نفسى مع حاجه متستاهلش
رحاب بتسمعه بصدمه و هو كمل: مش انا اللى انتقم من حد ف عز ضعفه. و لا انا اللى استنى لحد وقعته عشان اشمت. انا على طول زعلى منك كان بسبب انى صغير ف نظرك جنب اى حاجه تانيه ف مكنش ينفع اصغّر نفسى بنفسى.

رحاب بصتله بذهول: انت وقفت جنبى عشان تقولى مخصوص الكلمتين دول؟ عشان تنتقم منى يا ادم؟ لعلمك انا كان اهون عليا تقولى لاء و متقفش جنبى و لا انك تقف جنبى و تقولى اللى قولته دلوقت. و كنت بردوا هتبقى انتقمت و خدت حقك و عملت زى ما عملت.

ادم رد بجفا: الانتقام السلبى انك تقرر تعض الكلب اللى عضك، يعنى تبقى كلب زيه. لكن الانتقام الإيجابى انك ترميله عضمه برغم اللى عمله و تمشى و تسيبه و انت مرتاح فيتأكد انه كان مجرد كلب ف حياتك
رحاب شاورتله بصدمه: للدرجادى زعلان منى؟

ادم قاطعها لمجرد انه مبقاش عايز يسمعها حتى: لا مش زعلان منك. انا مبقتش ازعل منك. أنا اصلا مبزعلش على حد مش عشان أنا بياع لاء. عشان أنا بعمل اللى عليا لحد ما ابقى مقتنع انى مقصرتش و انك كده اخدتى اكتر من حقك و ده سبب كافي يخلينى مزعلش عليكى اصلا و لا منك
رحاب اتهزت بقلق من لهجته اكتر من كلامه.
حاولت تقرب بأسف: حقك عليا، انا.

ادم اتخطاها و اتحرك بجفا: كلمة حقك عليا بعد زعل غير حقك عليا بعد ما سبتينى أتخطى زعلى لوحدى
رحاب: ادم، ادم الدهب انا بنفسى اللى هرجعهولك. انا مكنش قصدى ارفض ابيعه ساعة باباك. انا قولت هتتصرف و
ادم سابها بتجاهل بشكل خلاها قطعت كلامها.
سكتت شويه و اتحركت ناحيته: بس انت كان ممكن ترفض! ده انت جيت معايا و كملتلى عليه حتى!

ادم رد بتهكم: معلش بقا انا اتربيت على الاصول. ابن فاطيمه اللى اهلك عايروها انها لماه من الشوارع و هما مش لاقيين ياكلوا اتربى على جبر الخواطر حتى لو كان اللى قدامه ميستاهلش ده
رحاب تهتهت بزعل: ماما، ماما اللى قالت، انا، انا مليش دعوه. ادم انا. انا بحبك. انت متعرفش انا كان نفسى فيك ازاى من زمان من و انا عيله صغيره بتلعب قدام بيتهم و بتتفرج على ابن الجيران و بتحلم بيه.

ادم اتخطاها ببرود: الكلام ده اما بيتقال وقت زعل يفرق عن اما يتقال وقت صفا. وقت الصفا الحب بيطلع للحب لكن وقت الزعل الحب بيطلع تعدية مشكله و تكبير دماغ و ده شئ مبقتش استناه منك
رحاب: و مقولتليش ليه انك زعلان من وقتها؟ من وقت ابوك حتى! انت سكت و انا افتكرت عديت الموقف معرفش انك مخزّنه!

ادم دوّر وشه و ولع سيجاره بهدوء و هي لفّت قدامه بعصبيه: مانت على طول رايح جاى تقطم فيا ع الحاجه اللى تسوى و اللى متسواش. اى حاجه مزعلاك كنت بتقف عندها متفوتهاش
ادم بصّلها بمغزى رساله صامته: انا لما كنت بقولك ايه اللى مضايقني منك اعرفى انى وقتها مكنتش عاوز اخسرك او بلحقك مثلا
رحاب ردت بغباء: و ليه المرادى كمان متعاتبناش؟

ادم هز راسه بأسف عشان مفهمتش: عشان فيه فرق بين انى اعاتبك علي غلطه و اعاتبك علي طبع. الغلطه سهله ممكن متتكررش. بس الطبع مبيتغيرش و انتى انانيه اوى يا رحاب. اوى. بتقربى وقت ما تبقى عايزه حاجه. بتتكلمى حلو وقت ما تاخدى حاجه. بتحبى وقت ما اعمل عشانك حاجه. عايشه لنفسك معرفش ده عشان كنتى غبيه ضامنه وجودى و لا عشان انا اللى كنت متسامح بغباء. معرفش الغباء كان من مين فينا. بس حتى ضمان وجودى ده معرفش جبتيه منين! انتى حتى معملتيش عشانه حاجه تجيبيه بيها! انا نفسى معرفش لسه موجود معاكى لحد دلوقت!

رحاب بصتله برفض: كل ده عشان رفضت ابيع الدهب عشان ابوك؟ و لا عشان بعته عشان امى؟
ادم: عشان ورتينى انى عندك و لا حاجه. كنت الاول شايف ان الدهب اغلى عندك منى لكن انتى اما ورتينى ان الدهب و امك و نفسك و حاجات كتير اوى اغلى عرفتينى انى و لا حاجه. ياريتنى كنت فضلت شايف ان الدهب اغلى منى كنت ع الاقل هفضل فاهم انى عندك حاجه حتى لو حاجه على قدها مش غاليه.

رحاب اتحركت بصدمه كإنها لأول مره بتاخد بالها و بتفهم هي عملت ايه اما لفّت الصوره و شافتها بعينيه هو.
رحاب تهتهت بطريقه مأقنعتهوش: بس انا بحبك. و المفروض انك بتحبنى
ادم: بحبك يعنى اتعب عشانك مش اتعب بسببك. بنحب بعض يعنى نتعب لبعض مش نتعب من بعض. انتى فاهمه غلط.

‏رحاب مسكت إيده بعصبيه و هو بيسيبها و شاورت ع السرير بنرفزه: مانا جيتلك. عملتلك اللى عايزُه. مش ده اللى كان شاغل دماغك؟ ده انت كنت كل ما نتخانق او بنتكلم ف مصاريف او حاجه مهمه تقلبها قلة ادب. و لا دلوقت اتنمردت عشان جيتلك على رأى امى
ادم هز راسه بخيبة امل لمجرد انها حتى محستش بيه و هما ف القرب ده. مفهمتش شروده. مقلقتش منه!

بصّلها بيأس: جيالى عريانه لمجرد اديتك دهبك و فلوس؟ ليه جايبك من الشارع و لا عايزه تقضى ليله اخدتى حقها؟

رحاب بلعت ريقها بكتمه. اول مره ادم يبقى بالجفا ده. عمره ما كان كده. عمره ما وقف قدام اى مشكله بينهم. طول الوقت هو اللى بياخد اول خطوه. دلوقت رافض حتى انها هي اللى بتاخدها!
ادم: ‏زى ما عيب تقدّمى بواقى اكل لحد. عيب تقدّمى بواقى وقت. بواقى مشاعر. بواقى اهتمام. انتى مش معاشره كلب بياخد الباقى منك.

رحاب زعقت: مش ده حقك الشرعى اللى كنت بتطالب بيه؟ و لا هو الشرع بيقولك تاخده ف الشارع و العربيه بس؟ تاخده بمزاجك انت بس و كإنك انت اللى معاشر كلبه.

ادم بصّلها بتهكم قبل ما يخرج: اهجرهن ف المضاجع. اعتبريها حته من الشرع و خديها لحد ما تاخدى بقية الشرع بقا.

سابها و خرج بخنقه. وصوله لنقطة انه معرفش حتى يلمسها، مقدرتش تهز رجولته او تحتوى غريزته كانت نقطة النهايه بالنسباله...
مجرد ما قفل الباب و نزل اخد نفس طويل بعمق كإن حجر على صدره و نزل.
مسك موبايله بضعف و استنجد بهديه كإنه نقطة هروبه من الدنيا و ضغطها.
طول الطريق بيطلبها لحد ما وقف تحت بيتها. بعتلها رساله من كلمه واحده و فضل باصص ف الفون دقايق منتظر ردها. قبل ما يقفل الفون لمحها نازله بقلق.

ادم ابتسم بتلقائيه لمجرد انها بتختار وجودها جنبه قصد اى ظروف.
فتح عربيته و نزل قرب من وراها و هي بتتعجل خبطت فيه: ادم
ادم ابتسم: وحشتينى
هديه بصت للموبايل و شاورتله بيه قدام عينيه: انا خوفت اما بعتلى محتاجلى
ادم حط إيديه ف جيوبه و ابتسم و هو بيتعدل قصادها: و نزلتى ليه؟
هديه استغربت: انت مكنتش عايزنى انزل؟

ادم ابتسم بحب واضح: لاء. انا جايلك اصلا عشان تنزلى. عايز اتكلم معاكى لحد ما احس انى مرتاح. زى كل مره يعنى بتكلم معاكى فيها. بس بردوا نزلتى ليه؟ عرفتى منين انى تحت و لا نزلتى و خلاص؟

هديه فهمت سؤاله و قبل ما ترتب اجابتها ردت بعفويه: معرفش. مجرد حسيت وجودك قريب او حواليا. مفكرتش. اول ما قولتلى انك محتاجلى عقلى وقف. مش هتحتاجلى الا لو الامر عظيم و ده سبب كافى انزل على طول حتى لو معرفش انك تحت. كده جاوبتك؟
ادم ابتسامته وسعت: جاوبتى. تعالى بقا نقعد ف اى حته عايز اتكلم
هديه شدت إيده اللى سحبها منه و بصتله بتردد: ادم انا مينفعش اتأخر. بابا فوق.

ادم بصّلها شويه و سكت عن الرد اللى كان هيقوله و غيّره: هو عارف انك خارجه ليا؟
هديه بجديه: اه. انا اللى قايلاله
ادم بصّلها بطرف عينيه و ابتسم: ده تمويه ده و لا انتى اللى مباشره بجد؟
هديه استغربت: و هخبى عليه ليه؟ انا قايلاله كل حاجه من يوم ما اتقابلنا لحد ما نزلتلك دلوقت. مبخبيش على بابا حاجه و عمرى ماهخبى و يوم ما ده يحصل مش هتبقى انت الحاجه اللى هخبيها عليه
ادم ابتسم: ليه؟

هديه بصت للعربيه: طب نمشى و بعدين نتكلم و لا هنفضل عرض ف الشارع كده؟
ادم اخدها للعربيه و مشيوا لحد ما ركن عند مكان و دخلوا قعدوا.
رحاب بعد ما ادم خرج قعدت بصدمه. لاول مره تحس باللى هي حساه دلوقت!
لبست و بعد ما اتحركت تنزل وقفت ع الباب مكانها بتردد. بصت لشقة امها تحتها و بعد ما خطت خطوه ع السلم وقفت تانى. اخدت نَفس بصوت عالى كإنه بيخنقها و رجعت شقتها و قفلت الباب.

قعدت كتير تستنى ادم بس مجاش. رنت على موبايله مردش. بعتتله مسدج و فضلت فاتحه الموبايل كتير و كل ما يطفى تبص للرساله بس حتى مشافهاش. مكنتش عارفه انهى احساسها الاسوء انه يشوفها و يتجاهلها او انه ميكونش شايفها اصلا!
حدفت الموبايل بضيق و فتحت شقتها و خرجت. بدون ما تفكر لاول مره بدل ما تنزل لتحت طلعت لفوق.
وصلت عند شقة حماتها و وقفت بتردد. بصت للباب و فركت إيديها و كل ما تمد إيدها للباب تضم قبضة إيدها.

بتلف ترجع عابد فتح الباب نازل على صوت الاذان.
اتفاجئ بوجوده و باللغبطه اللى على وشها.
رحاب اتوترت: عمو. آآ. اصل
عابد ابتسم بود: صباح الخير يا بنتى
رحاب ابتسمت بإحراج: صباح النور يا عمو. اصل
عابد وسّع على جنب: ادخلى
رحاب: اصل. اصل انا كنت جايه، اصل ادم خرج من بدرى و انا لقيت نفسى قاعده فاضيه. فقولت اجى اشوف بنتى. قصدى اقعد معاكم. و عايزه اشوف هد.

عابد قاطعها: ايه كل ده؟ و مالك واقفه ع الباب ليه؟ ده بيتك يابنتى و دى بنتك. و مش لازم تقعدى معانا عشان تشوفيها. مش لازم تبقى جايه عشاننا عشان تبقى جايه عشانها بردوا
رحاب بلعت ريقها بإرتباك و هو ابتسملها و هو بيلف يدخل معاها.
فاطيمه كانت وصلته للباب و دخلت للمطبخ و مجرد ما دخلت و سمعت صوت خرجت بسرعه: عابد، انت نسيت ايه و
وقفت بالكلام و هي شايفه رحاب داخله معاه.

بصت لعابد بزعل و ابتسمت لرحاب ربع ابتسامه خفيفه من غير كلام و شاورتلها بعينيها ع الصالون.
رحاب حاولت تتكلم: اهلا يا طنط
فاطيمه: اهلا
رحاب: آآ. اصل كنت جايه اشوف عمو عابد و اقولك عامل ايه. معلش الفتره اللى فاتت كنت مشغوله مع ماما و معرفتش اجيلك تانى
فاطيمه مبتسمتش: و انا نزلت بس مكنتيش تحت
رحاب: اه. كنت بجيب حاجه لماما و رجعت قالتلى انك روحتى شوفتيها. بس مقعدتيش.

فاطيمه: ده الواجب. انا نزلت عشان الواجب. الناس لبعضها
رحاب ابتسمت ابتسامه مهزوزه بإحراج.
عابد لف دراعه على فاطيمه و شاور لرحاب: طب ادخلى على اوضة هدهوده. هتلاقيها اكيد صاحيه
فاطيمه هتتكلم عابد ضغط على كتفها سكّتها و رحاب سابتهم و دخلت بخطوات متوتره.
ادم اخد هديه و قعدوا ف وسط دوشة مناكفتهم لبعض.
ادم: تاكلى و لا تشربى الاول؟
هديه ابتسمت: جو العصارى ده عايز شاى
ادم غمزلها بغزل: الجو ده عايز شاى بحبيب.

هديه ضحكت بخفه غصب عنها: اتلم
ادم ابتسم للغبطتها: مقولتليش بقا ليه ابوكى معرفاه كل حاجه و ليه هو اصلا موافق مثلا على انك يبقى ليكى صاحب؟ طبعه ده مثلا و لا متعود منك؟

هديه اتعدلت بجديه: متعود منى على ايه؟ على انى اقوله كل حاجه و لا انى يبقى ليا صحاب؟ لو على انى يبقالى صحاب ف لاء. انا عمرى ما كان ليا صحاب. او بمعنى اصح عمرى ما كان ليا صحاب بالقرب ده. يعنى اه ليا صحاب بس ف حيز دراستى و شغلى و معارفى. بس مش بنخرج لوحدنا. مش بنخرج برا اسباب محدده.

ادم ابتسم و هي كملت: و اذا كان على ليه معرفاه و ليه هو موافق ف عشان انا مخبيش عنه حاجه. اتفقنا نبقى صحاب. اخد منى وعد من و انا صغيره ابقى كتاب مفتوح قدامه. ميتفاجئش عنى بحاجه حتى لو حلوه. و جدد الوعد ده اما جيت مصر عشان دراستى. و انا اكبر من انى اوعد بحاجه معملهاش ف مابالك اما ابقى انا اللى محتاجه اعمل ده!
ادم ابتسم: و ليه موافق؟ قصدى اننا نبقى صحاب!

هديه ابتسمت ابتسامه رقيقه: عارف يا ادم. ابويا ادالى اى حاجه و كل حاجه ممكن راجل يدهالى. حب ابويا و اهتمامه بيا و عطاءه و حنيته اللى كان بيدهوملى خلانى مش اى حاجه يعملها اى واحد تشدنى او تأثر فيا او تملى عينى لإنى واخده حب و حنيه كفايه اوى من ابويا. مش جعانه يعنى و هو عارف ده كويس عشان كده بيخاف عليا الخوف الابوى مش خوف طيش او قلة ثقه
ادم ابتسم و مركز مع كل تفاصيلها. كلامها و حركات وشها و ملامحها.

هديه ارتبكت من نظراته الصريحه: المهم بقا سيبك منى و من ابويا. مالك؟
ادم اتعدل بمرح: مليش، مخى واقف و قلبى بيستهبل و عينيا زايغه و مفيش حاجه شايفه شغلها من اعضايى غير معدتى
هديه ضحكت بخفه و هو ضحك لضحكتها مش لكلامه: المهم ياللى ضميرك الدراسى نايم نومة اهل الكهف عامله ايه ف الجامعه؟
هديه شاورتله بمرح: و اللى انا اما بروح الجامعه كل اللى بقدر افهمه انى في ورطه
ادم ضحك بصوت عالى: ماقولتلك ملكيش الا بيتك.

هديه شاورتله برفض: و ادفن طموحى؟
ادم غمزلها: لا ما انتى هتخلفى طموح صغير
هديه كتمت فرحه على وشها و هي بتشاورله بنفى و هو غمزلها بمشاكسه: و هتتبنّى طموح كبير و الله
هديه كتمت دقات قلبها و حاولت تتكلم بجد: اصل
ادم اتعدل ف قعدته قاطعها: طب صلى على من احب فأفصَح و قال إني رُزقت حبها
هديه ابتسمت على تصريحه المباشر: عليه افضل الصلاة و السلام
ادم ابتسم: انتى مسألتيش نفسك احنا اصحاب اوي ليه كده؟

هديه ابتسمت ببراءه: علشان بنكمل بعض. انت المتعوس و أنا خايب الرجا
ادم ربع إيديه ع الترابيزه قدامه و قرب وشه منها: و أنا بحبك
فاطيمه بصت لعابد بغضب و نزّلت إيده و سابته و دخلت المطبخ.
عابد دخل وراها: انتى زعلانه ليه؟ دى بنتها! و بعدين امال لو قالتلك هاخدها؟

فاطيمه حدفت الفاكهه من ايدها قبل ما تحطها ف الخلاط و بصتله بهجوم: ده اما تبقى جايه لوحدها. و بعدين لا اتطمن مش هتثول اخدها. مش ف دماغها اصلا. اذا كان ابنى اللى بتاكل من خيره مش ف حساباتها
عابد بصلها بإستغراب: حتة تاخدها او لاء مش هنحكى فيها عشان مش موضوعنا. لكن يعنى ايه اما تبقى جايه لوحدها؟ انتى فاكره انى انا اللى جيبتها و لا ايه!
فاطيمه ادته ضهرها و عملت العصير.

عابد لف وشها له: لا. انا اه احاول اصلح بينهم و مش عشانها. عشان ده واجبى. انا اب و واجبى ابقى جنب ابنى. و عشان هديه اللى بنتنا اكتر ماهى بنتهم و معاشرينها اكتر منهم. خايف عليها من اللى جاى من غيرنا. لكن اكيد مش هنزل اقولها تعالى و ارخص بإبنى.

فاطيمه تهتهت بضيق: انا زعلت اما لقيتك داخل بيها. بحسبك انك انت اتكلمت معاها و جيبتها. سيبها براحتها بقا هي مش صغيره. هي عارفه بتعمل ايه لمين. دى وقفت جنب امها الوقفه اللى مبتقفهاش مع جوزها. ده اما بيرجع متصاب او بيعى شويه بتسيبه ف المستشفى ابات معاه يا بيجى عندى و بيتحجج انه عشان يطمنى. بس ببقى عارفه انها مهمله فيه
عابد: ربنا يهدي الحال.

فاطيمه: ده جوزها تعب ف المستشفى و انت ف العمليات و كان هيموت. ده يا حبه عينى كان بيموت و رقد و علقوله محاليل. مهانش عليها تطمن عليه، اتحججت انه عشان زعقلها شويه عشان سابت بنتها. و هي اصلا كانت زعلانه عشان طلب منها دهبها بفك زنقته. ادى دهبها معاها تشبع بيه خليه ينفعها.

رحاب كانت جوه دخلت اوضة هديه. سندت ع الباب ضهرها و بصت للسرير بربكه و قبل ما تتحرك سمعت صوت حماتها و حماها برا. اتحركت سمعتهم من غير ما تحس. سكتت بقلق ابتدى يتملكها. كإنها بتشوف صوره لاول مره كانت حفظاها!
مجرد ما جات سيرة الدهب و سمعت كلام فاطيمه ضيقت عيونها بذهول. دهب ايه اللى ينفعها! معقول ادم مقلهومش انه ادهولها لأمها! انها باعته!
اتحركت بلغبطه لجوه قعدت على سرير هديه من غير ما تحس.

شردت شويه و انتبهت بخضه على ايد بتشبك صوابعها ف اتنفضت.
بصت جنبها لبنتها اللى بتعمل اصوات طفوليه بملاغيه و بتكبش ف الحاجات ع السرير حواليها بلعب ف شبكت ف صوابعها.
رحاب رفعت إيدها و إيد هديه اترفعت معاها. قبل ما تسحب إيدها رجعتها تانى لضمة ايد بنتها و ابتسمت بعيون رغم لغبطة حركتها بتوتر دمعت.
ميلت عليها باستها و اتعدلت قعدت قدامها.

حاولت تتكلم بس معرفتش. معرفتش تقول ايه او ايه اللى المفروض يتقال ف لحظه زى دى بينها و بين بنتها. معرفتش تتعامل ازاى مع الموقف. مش عارفه عشان متعودتش و لا عشان مش عارفه تتعامل!
تهتهت بلغبطه: هديه
البنت انكمشت ف السرير بعد ما كانت بتلاغى بدراعاتها و سكتت.
رحاب صوتها اتهز عشان عارفه البنت اتتخدت عشان الصوت مش مألوف بالنسبالها و هي عشان مبتوعاش للى حواليها بتخاف!
رحاب تهتهت: انا. بحبك.

هديه مع ادم عينيها رمشت كتير بسرعه بإضطراب زى قلبها.
ادم ابتسم لرد فعلها و حرّك شفايفه من غير صوت: ب. ح. ب. ك
هديه حطت إيدها على وشها كتمت ملامحها اللى بترقص بإبتسامه: ربنا يسترك
ادم رفع حاجبه بغيظ: ربنا يسترك ايه يا هديه انتى شيفاني واقفلك بالبوكسر؟
هديه فضلت حاطه إيدها على وشها. ادم مد إيده بمشاكسه يرفع إيدها هي زقت إيده بإيدها و حطت إيدها التانيه على وشها.

ادم مد إيده تانى يسحب إيدها ف سابتهاله و حطت إيدها التانيه و إبتسامتها مرووشه بتهز كل ملامحها.
ادم رفع إيدها باسها برقه و خلاها ف إيده و مد إيده التانيه نزّل إيدها من على وشها اللى شاف عليه ابتسامه بمعنى القبول.
هديه ارتبكت ملامحها بكسوف: انا. ادم. انا
ادم مجرد ما رفعتله وشها ابتسم بحماس: احنا لسه هنلمح لبعض؟ انا عايز اتجوزك
هديه هربت بعينيها المتوتره بخجل بعيد.

ادم مد ايده حاول يلف وشها له يقابل عينيهم هي نزلت ايديه بكسوف.
ادم قصد يقابل وشوشهم و هي عينيها ضحكت بصمت: عايز ايه؟
ادم ابتسم بفرحه على عينيها اللى ادته الرد: عايز اقابل حمزه باشا
هديه ضمت بوقها بإبتسامه واسعه: و عايز حمزه باشا ليه بقا؟
ادم عض بوقه بغيظ: هقوله بنتك عايزه تتربى. تربيها و لا تدهالى و انا اربيها و النبى
قال اخر جمله بكوميديا و هي ضحكت برقه بصوت بيرقص فرح.

ادم غمزلها: طب هقوله مش مهم تتربى. انا عايزها مش متربيه. انا اصلا مش متربى
هديه رغم انها برّقت بس عينيها مصمدتش كتير و ضحكت مع قلبها اللى شارك شفايفها الضحكه ف طلعت ضحكتها عاليه زى الطبل.
ادم عض بوقه: لاء كده لازم تتربى. عشان انا كمان اتربى. لا احسن كده الاداب هتربينا احنا الاتنين و هنجيبلك العار مع حبة عيال صغننه
هديه بعد ما كانت ضحكتها هديت رجعت عليت تانى بجنون.

ادم قدام ضحكتها حب يضحكها اكتر عشان يشبع متعه اكتر.
وقف بدراما و ابتسم بحماس رغم توتره اللى رفع ياقة قميصه بمرح يداريه: حمزه باشا، انا طالب منك إيد انسه هديه بنت سعادتك
هديه عينيها بربشت بإبتسامه غريبه مفضلتش كتير و اختفت بغيظ اول ما ادم كمّل: اللى لو موافقتش عليا لها لا هتبقى انسه و لا هتبقى هديه
هديه برّقت بهمس: يا حزنى. كنت عارفه انه مفضوح و الله.

ادم همسلها ببلاهه: و لا هتبقى بنت سعادتك. هتبقى بنت ال...
هديه بسرعه شدته ع الكرسى قعد بحدف و هي بتحط إيدها على بوقه: ششششش الله يفضحك
ادم ضحك بصوته كله ضحكه عشان طالعه من قلبه اول ما راقت طلّعت معاها الكلمه المحبوسه بقالها كتير: تتجوزينى،؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة