قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثلاثون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثلاثون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثلاثون

ادم أبوه اخده و نزل شقته و فتحله الباب و ادم فضل لحظات قدام الباب لحد ما ابوه سحب إيده بإستغراب دخّله.
ادم فضل جامد مكانه. عينيه بتلف الشقه بإستغراب و رفض. كل شئ مش مألوف بالنسبه لعقله. كل حاجه مرفوضه كإنه بيشوفها لاول مره! نافر كل شئ حواليه حتى النَفس!

عابد بصّله قوى بلغبطه و رحاب قربت بغيظ بتزعق و امها جنبها و فاطيمه قعدت على اقرب كرسى و عيطت بخوف و هو ف وسط الدوشه دى و الكركبه دماغه فضلت تلف مع عينيه ع المكان حواليه ف حركه دائريه عنيفه بتزيد ف عنفها و سرعتها لحد ما وقع وسطهم مغمى عليه!

فاطيمه قامت جرى عليه ف اللحظه اللى ابوه ميل عليه و رفعوه برعب دخلوه اوضته. بيفوقوه بس مفيش فايده. جسمه متلج جدا و بيترعش بتشنج.
فاطيمه بصت لأبوه و زعقت بدموع: انتوا هتقفوا تتفرجوا على ابنى و هو كده!
عابد بصّلها بتوهه لإنه حقيقى مش فاهم اللى ادم فيه عشان يعرف يتعامل معاه: معرفش. معرفش.

فاطيمه شدته و فضلت تهز فيه بصريخ: ابنى مبيفوقش ليه! مبيفوقش! ابنى فيه ايه يا ابو ادم! ادم فيه ايه! ادم بيضيع مننا تانى! بيضيع تانى!
عابد حاول يتحرك او يفوق و اتصل بالاسعاف و خلال ساعه كانوا نقلوه المستشفى.
اخدوه منهم ف الطوارئ عملوله كشف كامل و رسم مخ و تحاليل و الدكتور خرجلهم بإستغراب.
عابد قرب بقلق: ابنى ماله؟
الدكتور استغرب: ابن حضرتك كويس جدا. مفهوش حاجه.

فاطيمه قربت: يعنى ايه كويس امال اللى حصل ده حصل ازاى؟
الدكتور: مانا عايز اعرف اللى حصل. جسمه متلج و شبه رعشه خفيفه لكن جسميا كويس
فاطيمه حكتله اللى حصل من اول ما ادم صحى لحد ما وقع.
الدكتور: اللى اقدر اقوله انه ممكن يكون مجرد ضغط عصبى اثر شويه على اعصابه و
رحاب اعترضت بغضب: ضغط عصبى يخليه ينسى مراته و بنته و بس و الباقى لاء؟ انت متأكد انك دكتور؟

الدكتور فهم انها مراته: اكيد انتى مراته. طب انا عايز افهم منك تفصيلا علاقتكم عامله ازاى. يعنى متجوزين من امتى و علاقتكم عامله ازاى و عندكم اولاد غير بنتكم و لا لاء و طبيعة المشاكل بينكم
رحاب اتوترت بضيق: ايه كل ده انت دكتور و لا وكيل نيابه؟

الدكتور: يا مدام جوزك قدامى مفهوش اى مشكله عضويه توضحلنا اللى حصل. و رسم المخ بتاعه سليم و ضغطه و ضغط الدم و كل تحاليله تمام. فمقدميش غير نفسيته مع انى مش مقتنع ان التعب النفسى ممكن يعمل اللى بتقولوا عليه ده الا اذا كان فاق المدى او على فترات بعيدة المدى و متواصله
رحاب بصتله بتهكم: مش مقتنع و احنا اللى هنقتنع يعنى؟ مش المفروض انت اللى.

ادم خرج بهدوء و فاطيمه قربت منه بسرعه ابتسم بإرهاق و اخدها بصمت و مشى وسط كم الاسئله اللى مبتخلصش و منتبهش حتى لرحاب او وجودها!
عابد قعد معاه بهدوء و حاول يهدى ف الكلام: ادم انت بجد مش فاكر حاجه عن رحاب؟
ادم وقف بضيق: قولتلك بنت عم مصطفى جارنا. مش فاكرها ازاى؟
عابد مسك إيده قعّده: طب اقعد بس متتزربنش. ماشى نمشيها بنت عمك مصطفى جارنا. مش فاكر اى حاجه عنها تانى؟

ادم اتنفس بعصبيه لمجرد انه مش عايز يسمع اللى قالوه تانى: لاء
عابد: طب بنتك!
ادم زعق بنفاذ صبر: بقولك متجوزتش تقولى بنتك!
عابد قلق بجد: ادم. طب هقولك حاجه و تسمع كلامى زى ما طول عمرك بتعمل و لا هتعارضنى؟
ادم اتنفس بنفاذ صبر و عابد بصّله و مسك ايده و اتحرك لاوضته: تعالى الاول هوريك حاجه قبل ما اتكلم
فتح درج دولابه و طلع ورقه و ادهاله و ادم بص فيها بصدمه: قسيمة جواز!

عابد بهدوء: قسيمة جوازك. و اعتقد انك تقدر تتأكد من الصور عليها و التاريخ
ادم بتهكم: مش اما اتأكد منها الاول
عابد اتصدم: انت متخيل انى هزور قسيمة جواز و ادبسك؟
ادم اتريق بضيق: ما انت و امى مش مبطلين زن على موضوع الجواز. ايش عرفنى دماغكم ودتكم لحد فين
ابوه بصّله اوى و بيحاول يفهم: ادم انت بجد مش فاكر من اول ما اتجوزت؟ يعنى فاكر بس لحد ما كنا بنطلب منك تتجوز؟

ادم بصّله بضيق لمجرد انه رافض ان يكون تفسير اللى حصل انه مش فاكر اللى حصل. هو رافض وجود الحدوته اصلا!

عابد: يعنى مش فاكر مثلا شغلك و
ادم: انا فاكر كل حاجه. هديه. حمزه و حنين
عابد قاطعه بأمل: انت عارفهم يا ادم. مكنتش نسيتهم اصلا. و اذا كان على هديه انت طول عمرك فاكرها و متابعها على النت و وصلتلها و متابع اخبارها و بتطمن عليها من وقت للتانى من بعيد لبعيد.

ادم كمل بتوهان: انا مش ناسى. انا فاكر مكان شغلى و شغل هديه و بيتها و القضيه و شغلنا ف العشوائيات و الفتره اللى قضناها. انا ممكن احكيهالك يوم بيوم و ساعه بساعه.

عابد سكت بعدم فهم و ادم قعد جنبه بنفس الاحساس.
ادم بصّله شويه: انت كنت عايز منى ايه بقا؟
عابد بصّله بجديه: عايزك تقعد مع رحاب
ادم نفخ بعصبيه و عابد مسك إيده حاول يمتص انفعاله: معلش ما انت لازم تفهم يا ابنى و مش هتفهم الا اما تقعد معاها. اطلع معاها شقتكوا و اقعد معاها و حاول تتكلم و.

ادم رفض بتلقائيه: لاء. شقتنا لاء
عابد اخد نفس بتمهل: طب بلاش. هاتها عندنا هنا تقعد يومين معاك. حاول تتكلموا و اكيد مع الكلام هتفهم حاجه عن اللى انت فيه ده
فاطيمه دخلت عليهم بعصير مع انها كانت متابعه كلامهم من المطبخ و قعدت: و الست بقا هترضى تجى؟ و لا هتنزلها عند محاسن بعد اللى حصل؟
عابد بصّلها و شاورلها تسكت و ادم لاحظهم: و مترضاش ليه بقا ان شاء الله مش بتقولوا مراتى؟

فاطيمه سكتت بضيق اما افتكرت اللى عملته رحاب ليلة اللى حصل و خناقهم سوا و وقعته هو و بنته وسطهم. غضبها زاد اما افتكرت كل تفاصيلهم بما فيها رفعتها للمسدس عليه يوم ما اتخطفوا و اللى ادم نفسه هو اللى حكهولها. و اللى سمعته من عابد عن فضفضة ادم معاه.
ادم ضيّق عينيه: و مالها محاسن هي مبتحبنيش؟ و ايه اللى حصل اصلا؟

فاطيمه بصت بقلة حيله لعابد اللى سكت مش عارف يقول ايه. يقوله اللى حصل بينهم و لا يسيبه يمكن ربنا عمل اللى هما لسه لحد دلوقت مش فاهمينه عشان بيديها فرصه تانيه و ده خير له!
ادم بصّلهم قوى بفضول و استغرب ملامحها اللى اتقلبت: هي علاقتنا كانت عامله ازاى اصلا؟

حمزه بعد ما ادم سابهم و مشى وقف مكانه بقلق محسهوش زيه غير هديه.
حنين بصتله بضيق لمجرد انها مفهمتش حاجه و حمزه ابتسملها بقلق و لف دراعه حواليها و اتحرك لفوق.
حنين بصتله بإستغراب: مش هنخرج؟
حمزه افتكر انهم كانوا خارجين يفطروا سوا كلهم ف ابتسملها بالعافيه. كان محتاج ينسحب بس نظرة حنين المتضايقه راجعته.
هديه هزتله راسها بخمول و خرجوا.
مدحت قعد جنبها: هو مين الواد ده؟
هديه غمضت عيونها: واد مين؟

مدحت رد بإستهزاء: الضلفه اللى كان هنا من شويه و بردوا كان هنا امبارح؟
هديه بصت بعيد برفض للكلام.
مدحت بغيظ: امبارح انا قولت صدفه ممكن تعرفوا بعض ف شغل و لا حاجه و شافك صدفه مع ان ده مش مبرر لهمجيته دى. لكن اتفاجئت بيه الصبح و شكله كان جايلك. يعرفك؟

هديه ردت بإختصار: اه
مدحت: انا قولت هو اللى يعرفك. ماهو اكيد انتى متعرفيش حد شوارعى كده. شكله بيئه و همجى اوى
هديه بصتله بحده دارتها شويه بشويه.
مدحت: يعرفك منين شكله مش وش صحافه؟ يعنى مش زمايل شغل. انا عرفت من خالتى انك بتحبى شغلك اوى و بتنزليله اى حته بس متاخديش و تدى مع الاشكال دى احسن.

هديه كتمت ضيقها: ما تخليك ف حالك احسن
مدحت بصّلها بزعل و هي اتراجعت بضيق و اعتذرت بهدوء و كملوا قعدتهم و مشيوا.

ادم ولّع سيجارته مخنوق و بيهز رجله بعصبيه.
رحاب بغيظ: أيوه انا عايزه اعرف إيه اللى مش مفهوم ف كلامى؟
ادم بصّلها بعصبيه لمجرد انه مش فاهم حاجه. كان فاكر ان الموضوع هيبقى مجرد ساعات و يكون نتيجة ضغط زى ما كان عنده امل يفهم لكن ده بقاله ايام و اسبوع و اكتر و مش فاهم و لا قادر يفهم.

اتنرفز اما لقى نفسه مش عارف يوصل لنقطة طالما كان متجوزها ليه عشق هديه بالشكل ده: هو احنا مش جايين نتزفت نحدد شكل علاقتنا او نتنيل نفهمها؟ و بقولك اهو قوليلى كنا عايشين ازاى و لا كان ناقصك ايه معايا؟
رحاب ردت بغيظ: تمام. انت متعصب ليه بقا؟
ادم بصّلها بخنقه: ما انتى بقالك ساعتين مبتقوليش جمله مفيده
رحاب كعمشت وشها بسخريه: ليه ان شاء الله بتكلم لغات؟

ادم رفع حاجبه بتهكم: أنا معايا لغات على فكره. يعنى انتى حتى مش عارفه تنشّنى
رحاب ابتسمت بغيظ: انا كل اللى عايزاه انك تحبنى من اول و جديد. ايه يعنى نسيت؟ و لعلمك بقا انا كده ابقى كريمه.

ادم رفع حاجبه بتهكم: كريمه و لا رحاب؟
رحاب كزت على سنانها بغيظ: يعنى انت نسيت كل حاجه و منسيتش استظراف دمك ده؟
ادم كتم السيجاره ف الطفايه بعصبيه و حاول يهدى و اتعدل ف قعدته بجديه و شاورلها: احنا جينا المطعم هنا و انتى بصيتى ف المينيو ربع دقيقه و طلبتى بيكاتا بالشامبنيون صح؟
رحاب مفهمتش: صح
ادم اتريق: سؤال معلش. انتى عارفه يعنى إيه شامبنيون؟
رحاب ببلاهه: طبعا بتاع حجر رشيد.

ادم كتم عصبيته شكرا. انا بقى بخيالك المتخلف ده إيه اللى يجبرنى استمر ف علاقه زى دى؟ ده انا ربنا بيحبنى انى نسيتها
رحاب كتمت غيظها و حاولت ترسمله شكل احسن: عشان بتحبنى طبعا
ادم ببساطه قدر يفهم عينيها انها بتحور: شكرا تانى. عايزه حاجة من أمى دلوقتى ماهو مش زرار هتكى عليه هحبك؟
رحاب: عايزاك تهدا شويه. انا مبحبش الراجل العصبى و انت مكنتش كده. ده احنا حياتنا كانت كلها نكت. تحب اقولك نكته؟

ادم بعصبيه ملهاش مبرر غير احساسه دلوقت انه مخنوق او بيعمل حاجه غلط: لاء
رحاب شاورتله و حاولت تفتكر اى نكته قالها لحد ما افتكرت: اه. مره رمانه قاعده بتعيط واحد بيسألها بتعيطى ليه قالتله اصل كل الناس بتفرط فيا
ادم كتم عصبيته و هي بصتله بغيظ: طب ممكن تهدى انا قولتلك مبحبش الراجل العصبى
ادم بيختصر: حاااضر. انا مش هتعصب خالص و لا صوتى هيعلى تانى و لا هجى جنبك اصلا. حلو كده؟

رحاب اتغاظت: لأ بس برضو متبقاش بارد. يعنى افرض شوفت واحد بيحاول يعاكسنى
ادم نفخ من استفزازها لمشاعره كإنها بتشدها منه عافيه: خلاص هاقتله. ايه رأيك ف الحب ده؟ و هقتلك انتى كمان و اخلص من الغباوه دى
رحاب حاولت تهزر تشده للكلام: لأ بقى تبقى انت شكاك و مش واثق ف نفسك و لا فيا
ادم كعمش وشه: خلاص هديله رقمك
رحاب صرخت بغيظ: إرياااااال
ادم ولع سيجاره تانيه بعصبيه: انتى ليه مصممه تخلينى اقول ألفاظ وحشه؟

رحاب ضحكت ببلاهه: حلو أوى اوووى. انا عايزاك تبقى باد بوى زى اللى بشوفهم ع النت
ادم رفع الطفايه بتهويش عليها: ما تلمى نفسك يا بنت الجزمه هو انتى طالبه اوردر؟
رحاب ضحكتله بغيظ: لاء بقا انا عايزاك باد بوى زى بتوع النت دول و انت اصلا جته
ادم اتعصب: جته! انتى بتكلمى غفير عذبة ابوكى يا رحاب؟ بعدين انا داخل ع التلاتين سنه. خلاص كبرت. لا بقى ينفع ابقى باد و لا بقى ينفع ابقى بوى.

رحاب استغلت حالته و حاولت تتدلع: مليش دعوه اللى بيحب حد بيتغير علشانه و انت بتحبنى
ادم كتم ضيقُه بتهكم: حاضر. هجيلك بكره و اخد مطوه في وشى
رحاب: لأ ما انا عايزاك تبقى ابن ناس. انت عايز تعرّنى قدام امى و دى مبتطيقكش لوحدها
ادم كعمش وشه: طب إيه رأيك نعمل ميكس لطيف؟
رحاب: إزاي؟
ادم كز على سنانه بعصبيه: أبقى ابن ناس واطيه و استندل معاكى
رحاب ضحكت بعبط: حلو دا
ادم اتريق: و مش عايزه دقه؟

رحاب افتكرت اما قالها انتى ليه عمرك ما قولتيلى صلى ف استغلت ملاحظاته لها قبل كده: و كمان عايزاك تكون متدين و تلتزم بالصلاه
ادم: الله يفتح عليكى. اهو دا الكلام
رحاب: بس متصليش قدامى
ادم رفع حاجبه: ليييه ما اصليش قدامك؟ هو انتى مرات ابو جهل؟
رحاب ببلاهه: لا ما انت كده هتشوش صورتك كباد بوى
ادم بنفاذ صبر: خلاص انا هخفي إسلامى و ابقى حطى حجر على صدرى لو لقتينى بكبّر. عايزه حاجه تانيه؟

رحاب داست ف الحوار اما لقته عايز يسمعها: سلاسل بقا. مبتلبسهاش ليه؟
ادم اتعصب: انتى متجوزه كلب؟
رحاب: دى بقت رمز الرجوله عند نص الشعب. بعدين انت ليه مبتلبسش حظاظات كمان و الحاجات الروشه دى؟
ادم كعمش وشه بقرف: مقرف اوى
رحاب رفعت حاجبها: السلاسل؟
ادم تف بغيظ: لاء ذوقك. مقرف شبهك
رحاب: الروشنه حلوه. مش احسن من الاسود ف الاسود اللى ملفوف بيه ده كإنك متنكر؟

ادم كتم نَفسه: ألبس حاضر حظاظات. هتكون اوحش منك يعنى و انا لبست فيكى!
رحاب ضحكت: تخليهم تحت كم القميص بقا عشان بقرف من الحظاظات
ادم عض بوقه بنفاذ صبر: يا بنت العبيطه
رحاب رفعت حاجبها: و عايزاك تربي دقنك زى ياسر جلال
ادم سند كوعه ع الترابيزه و كتم عصبية ملامحه بإيده اللى سند خده عليها: حاااضر
رحاب سقفت بحماس: بس تحلق دقنك كده و تبقى واد مز و كل سنه بشكل زى رامز جلال.

ادم رفع وشه و كوّر إيديه بنفاذ صبر: إزاى يا ملحده؟
رحاب ضحكت برخامه كإنها بتهزر: معرفش اسأل جلال
ادم حرّك إيده على وشه بعصبيه: طموحه انتى اوى يارحاب. هو انا بقولك قوليلى طموحك كزملكاويه ف كاس العالم؟ ياما بقولك علاقتنا. علاقتنا كانت ناقصه ايه؟ انا كنت معاكى ازاى؟
رحاب فكرت شويه استغلالاً للموقف: مبحبش الخنقه. مش عايزاك تتحكم فيا
ادم كعمش وشه: امشى على حل شعرك و هو اكرت و هيوقعك.

رحاب: إيه ده إيه ده؟ انت مش بتغير عليا؟ مفيش راجل مبيغيرش على مراته الا لو كان فوق راسه قرون مش شعر. كتّر من الغيره بقا على اد ما تقدر
ادم كز على سنانه بغيظ: اكتّر؟ يا بنت الغبيه. لا حاضر هكتّر
رحاب: و الاهتمااام. الاهتمام بقا كتّر
ادم رفع حاجبه ببلاهه: هو مش كان الاهتمام مبيتطلبش؟
رحاب ضحكت بإستفزاز: لا ماهو بقا بيتطلب عادى
ادم كعمش وشه: ياه انا مغيّب بقالى كتير كده؟ لا حاضر ماشى.

رحاب: يعني هتكلمنى كام مره في اليوم؟
ادم ضم بوقه بتهكم: نقول 50؟
رحاب عملت وشها زيه: كتير
ادم شاور بكفه ف وشها: يبقى مره واحده الحمد لله
رحاب لاغته برخامه: قليل
ادم حط إيده على وشه: طب قولي انتي كام؟
رحاب بدلع تشده للكلام: بص انت رن عليا خمسين مره عادى و انا مش هرد عليك غير مره واحده
ادم رفع حاحبه: عبط يعنى؟

رحاب مثلت البراءه بشكل شافه رخم: لا تجاهل. بتجاهلك عادى. الحركه دى بتحسس الواحده مننا بأنوثتها أوى
ادم كتم عصبيته ببرطمه: انوثة ايه ده انا اللى اسمى راجل فيا انوثه عنك
رحاب: هاا. هتدلعنى؟
ادم كتم نفسه بعصبيه: لأ دا انا همرمطك
رحاب: ليه واخدني من الشارع؟ ده بيت ابويا مديينك هديه دهب مش زوجه
ادم اتريق يدارى مشاعره اللى ثارت بعنف ع الاسم: حاضر يا هديه.

رحاب كشرت: هديه مين؟ انت نسيت إسمى هو كمان؟ و لا الهانم اللى بتعط معاها فرمتتلك عقلك و سابت اسمها؟
ادم حط إبده على وشه بصبر خلص اما حس انه بيلف ف دايره ضيقه اوى و مقفوله و مبيرساش فيه و عشان يرسى لازم يقع.
رحاب بغيظ: انت مبتردش عليا ليه؟ مش انت اللى قولتلى عايزه ايه و حياتنا كانت ازاى و ناقصها ايه؟
ادم وقف و طلع فلوس حدفها ع الترابيزه: بصى يا حبيبتى انا عاملك مفاجأه.

رحاب اتعدلت بحماس: بجد؟ جايبلى ايه؟ أغمض عينى؟
غمضت و ادم اخد مفاتيحه و موبايله و حاجته و قبل ما يتحرك يمشى ميل سند إيده ع الترابيزه و ضربها بإيده التانيه على قفاها و هي مغمضه كفاها ع الترابيزه: آه خليكي مغمضه. في ناس هيجوا خلال ساعه هيلبسوكى قميص ابيض بالمقلوب قوليلهم بس جوزى اللى عمل من البحر طحينه و انا اللى سأسأت برج القاهره ف الشاى بلبن هيفهموا كل حاجه.

رحاب فتحت بغيظ على الكف: يا اخى كل يوم بحال و بيتغير فيك الف حاجه من يوم ليوم من ساعة ما عرفتك الا عربجيتك ف التعامل.

هديه نفخت بخنقه للاب قدامها. افتكرت كلام حنين انها مش هتخرج من صدمتها طول ماهى مش عايزه. طول ماهى قافله قلبها عمر الوجع ما هيخرج منه!
كتبت بملل: مدحت ازيك عامل ايه؟
مدحت كتبلها بحماس: إيه ده هدهد بجد!
هديه كتبتله بغيظ: هو انت و الغباء صحاب اوى كده يا مدحت؟ انا مش قولتلك بلاش ميتين ام الاسم ده؟

مدحت ضحك ببلاهه: هو انا بحلم و لا إيه؟ يارب ما اكون بحلم. لا صحينى يا هدهد. صحينى من الحلم الجميل ده و النبى. صحينى و النبى هتأخر ع الشغل
هديه كعمشت وشها بزهق: اصحيك ايه يا مدحت هو انا امك؟
مدحت ابتسم بحماس و هو بيكتب: انا مش مصدق نفسى يا دودو. انتى بجد بتكلمينى بنفسك؟
هديه كزت على سنانها بنفاذ صبر: أمال بعتالك رئيس التحرير يكلمك؟ ما تفوق، انت ايه القرف اللى بتضربه بقا مخليك مهيبر كده يا مدحت؟

مدحت غمز للشاشه ببلاهه: الله. قولى يا مدحت كده كمان مرتين تلاته
هديه رفعت حاجبها بزهق: طب ما اقولك قرف احسن
مدحت ابتسم برخامه: طب قولى يا مدحت يا مقرف
هديه كعمشت وشها: يا مدحت يا مقرف
مدحت ببلاهه بعتلها ايموشنات كتير: الله. احلى صوت ف الدنيا بيهزقنى
هديه رفعت حاجبها: انت امك عارفه انك عبيط و لا لو بعتلها هتتفاجئ؟ صوت ايه احنا بنتكلم كتابه!

مدحت ضحك: مش مهم. المهم انك كلمتينى يا دودو. يااااااااااه انا كنت مستنى اليوم ده من بدرى
هديه ضمت ملامحها بقرف: من إمتى مثلا؟
مدحت: من يوم ما قابلتك عند خالتو
هديه زعقت: أمال ايه اللى ياااااااه؟ من اقل من شهر و جالك قلب تحط كمية الألف دى كلها؟ ده الكلب اللى بيقف قدام شغلى يعرفنى قبلك بكتير
مدحت: بس محدش هيريحك قدي و الله
هديه: يريحنى ايه ما تخليك محترم لا اشلفطك يا مدحت.

مدحت: معلش معلش اصلى مرتاحلك اوى و حاسس كده انى ببقى مبسوط و انا بكلمك. عارفه انا من يوم ما قابلتك و انتى أهم حد في حياتى
هديه ضمت بوقها بإشمئزاز: حياتك دى فيها مين غيرى انا و امك يا ابن طنط حنان أصلا؟
مدحت ضحك ببلاهه: مفيش غير هدية حنان
هديه: هدية حنان؟ أنا؟
مدحت: لا القطه اللى حنان جابتهالى اول هدية نجاح و انا صغير
هديه: و بتساوينى بالقطه؟
مدحت: بحبها. بس شكلك هتبقى اكتر منها والله.

هديه اتعصبت: يا اخى يلعن ميتين دا حب يا شيخ. عارف انت لو كرهتنى هحترم نفسى و هحترمك أكتر من كده
مدحت ضحك ببلاهه: انتى مش متخيله انى عايش على صورك يا هدهد. من يوم ما عرفت صفحتك و انا تقريبا مبطلعش منها
هديه كعمشت بوقها برخامه: يعنى مش بتتنفس اكسجين زينا يا مدحت؟
مدحت رد بغباء: لاء بتنفس. ليه؟

هديه كزت على سنانها: أمال ليه أور ف مشاعرك كده يا مدحت؟ ما تقول بحب صورك و خلاص. ايه عايش على صورك دى؟ هو انت كاميرا ديچيتال؟
مدحت شاف ردها هزار ف هزر برخامه: انا مستعد اكون طفاية سجاير لو ده هيخليكى تهزرى كده
هديه ضمت بوقها بإصفرار: مدحت انت اكتر شخص مهزأ عرفته ف حياتى
مدحت غمز للشاشه و اصطنع هزار: دى كومبليزون رقيقه منك
هديه مستلطفتش هزاره: كومبليزون؟ كده هزار يعنى؟ سممم.

مدحت فتحلها الكاميرا و غمز للشاشه يرخم عليها: بس انتى ازاى بدأتى معايا كلام يا دودو ع الفيس. ده انا متابعك ف صمت
هديه كعمشت وشها: صمت ايه ده انت عمال تحطلى لايكات على بوستات نزلتها و انا ف ثانوى. دا انا كل شويه اروح اجيبك من 2010. ملقيتش طريقة أغبى من دى تلفت بيها نظرى؟
مدحت غمزلها: يعنى حسيتى بيا يا هده
هديه ضمت سنانها بتهكم: و هرجّع الصراحه من كتر الاحساس اللى طفحته
مدحت ضحك ببلاهه: لا انا كدا هتغر.

هديه بتردد شويه: مدحت انا ف موقف رخم و عايزاك معايا
مدحت ابتسم بحماس يهزر: محتاجه ايه يا هدهد؟ اتبرعلك بكليتى؟ انا مستعد اديكى الكليتين
هديه كزت على سنانها بإصفرار: و تعيش ازاي يا ميتوو؟ بماصفة الطماطم؟ لا الموضوع مش كدا خالص
مدحت هزر ينكشها بس هي شافتها سماجه: صاحب العماره رماكى انتى و عفشك في الشارع؟
هديه بغيظ: تترمى من فوق برج ايفيل يا بعيد.

مدحت بغلاسه: قوليلى و الله و انا اجيب عربيه نقل و الم العفش
هديه بقرف: تتلم من تحت مقطوره سواقها شارب تربة حشيش بحالها. انت غبى حتى ف هزارك ليه يا مدحت؟
مدحت رخّم عليها: طب ممسوكه بفرش حشيش اقوّملك أكبر محامي ف البلد و الله
هديه بغيظ: سيب المحامي قاعد يا مدحت متقومهوش، و بطل تبقى غبى و متسرع
مدحت كتم ضحكته بإستفزاز: ابوكى و امك زهقوا و عايزين يودوكى دار مسنين؟ و الله عندهم حق
هديه: نعممم؟

مدحت ضحك برخامه: بقولك ملهومش حق. اتكلمى قولى في ايه
هديه رفعت إيد و بتحرّك صوابع الايد التانيه على اللاب: بسس. استنى كده
مدحت: انا مستنى اهو. هديه هو انتى
هديه: شششش اضحك بس الاول
مدحت رفع حاجبه بهزار: عشان ضحكتى حلوه صح؟
هديه ضحكت بإصفرار: لا عشان تطلع منور ف لستة البلوك. قولى بس بتحبه ساده و لا بالسكر؟
مدحت رفع حاجبه: ايه ده؟
هديه ضغطت على اخر زرار بغيظ: البلوك
القائد 2 بقلم / اسماء جمال.

انس دخل على ادم المكتب بغيظ.
ادم بملل: الله يكرمك مش ناقص حرف زياده. انا جوايا بقر بتنطح ف بعض
انس ضحك بخفه و قعد بقلق اما شاف شكله: في ايه يا ادم؟ انت ليه عامل كده؟ بقالك ايام ف اجازه مجيتش و قولت مش مشكله بيريح اعصابه. لكن ترجع اعصابك تعبانه اكتر! ما قولنا فتره و هتعدى.

ادم رجّع ضهره لورا و ضحك بخمول: ‏أتعشم و الله الفتره دى تعدى بيا او تعدى عليا حتى او تسيبنى أنا أعدى عشان حضرتك كده زنقانى خالص و ده بجد مش اسلوب محترم
انس ضحك: ما قولنا اعتزل ما يؤذيك
ادم بخمول: شكلى هعتزل ما يؤذينى و ما لا يؤذينى إحتياطى بردوا بدل ما يؤذيني و هقعد لوحدى زى قرد قطع
انس زقّه بغيظ: انت اللى فقر
ادم: امنت و صدقت. حتى العمود ال في ضهرى بتسند عليه اسمه العمود الفقرى.

انس: طب هتعمل ايه يا فقرى؟
ادم: و الله عاوز انام لحد حياتى ما تتعدل
انس: مالك ياض قلبت على قناة الجزيره و بقيت زى الوليه المطلقه كده؟
ادم بصّله شويه و هو عايز يضحك بضيق و حكاله اللى حصل.
انس برّق: ادم انت بتتكلم بجد؟
ادم بغيظ: هو انا كل ما اكلم حد يقولى بتتكلم جد بتتكلم جد؟ بقولك و الله لولا ابويا ورانى قسيمة الجواز مكنتش صدقت انها مراتى
انس اتعدل بجديه: بقولك ايه. عملت تحاليل طيب؟

ادم وقف بقلة صبر: انت غبى يا انس؟ بقولك روحت المستشفى و قابلت دكتور غبى شبهك كده و قالى مفيش حاجه او سبب طبى
انس وقف جنبه: اصبر بس. قصدى ملكش دعوه باللى عمله الدكتور. تعالى نروح المعمل تبع شغلنا ده. شوف ممكن حد حطلك حاجه او اداك حاجه
ادم بصّله شويه بحيره: ممكن؟

انس: معرفش. بس اهو اى حاجه نفهم. رحاب اخر حاجه بينكم كانت زعلانه عشان عرفت بهديه و شافتها، و هديه اخر حاجه بينكم كانت زعلانه معاك عشان عرفت برحاب و شافتها، قولى بس هي هديه تعرف بالكلام ده؟
ادم بصّله شويه: انت اهبل هتكون زعلت اما عرفت انى متجوز ف حطتلى حاجه انسى بيها انى متجوز و مراتى! طب ياريت و الله حتى اعرف انى على بالها
انس: هي لسه رافضه تتكلم؟

ادم بخنقه: رافضه الكلام عشان قفلت الموضوع يا انس. قفلته جواها
انس: افتحه انت من تانى و اكيد حاليا هديت. يا اخى قولها ده حقى الشرعى حتى، الشرع مدينى اربعه
ادم بضيق: بقولك قفلته. رافضه مجرد نشوف بعض. دى موافقتش بحراسة ابوها الا عشان الحراسه تساعدها تمنعنى اقابلها او تبلغها انى داخلها الشغل
انس ابتسم: تصدق احترمتها جدا
ادم كشر: نعم!
انس: عشان طلعت صاحبة مبدأ و مجزأتش مبادئها و لا حتى عشان نفسها.

ادم نفخ بخنقه و انس رد بجديه: خلاص جرب تانى. تانى و تالت و عاشر. عشان لو محاربتش شويه عشان تاخد وضع بتحبه هتتعب طول عمرك عشان تتأقلم على وضع مش مريحك حتى
ادم بصّله شويه: هي حياتى مع رحاب كانت عامله ازاى يا انس؟
انس سكت شويه و اتحرك بتهرّب: طب تعالى الاول نروح المعمل نشوف في ايه و بعدين يبقى
ادم مسك إيده رجّعه و بص ف عينيه بتركيز و انس بصّله بغيظ: يا اخى هو انا كنت حماتك؟

ادم ضيّق عينيه: و مالها حماتى؟
انس اتراجع بغيظ: اقصد يعنى هو انا كنت العزول بتاعكم و لا عايش معاكم عشان اعرف كل تفاصيلكم؟
ادم بصّله بتفكير و رفع حاجبه: هي حماتى كانت عايشه معانا و عزول! هي كانت عارفه تفاصيلنا؟

انس سكت بغيظ و ادم اتعدل قدامه بجديه: انس انت صاحبى و اكيد كنت قايلك كل حاجه او حتى اى حاجه عن الموضوع اللى انا لحد دلوقت لا فاكر عنه حاجه و لا عارف ازاى نسيته. ماهو مش شراب هو هنساه. فقولى براحه كده كنت حاكيلك ايه تحديدا عن ست زفته دى؟
انس اتنهد بحيره و ادم شاورله بإهتمام: ماهو انا طالما فاكر انى حاكيلك كل حاجه عن هديه و عن حمزه و حنين و ازاى سيبتهم يبقى اكيد حاكيلك عن رحاب.

انس حكاله كل اللى ادم قالهوله قبل كده عن رحاب بدون نقص او تحريف. حكاله عن تفاصيل اخر مشهد بينهم انفصلوا عليه سواء هو و هديه او هو و رحاب!
ادم بيسمعه بصدمه لحد الاخر و وقف زى التايه.
انس اتحرك جنبه بقلق: ادم انا مقولتلكش الا اما حسيت انك ف ورطه فعلا.

ادم بذهول: ورطة ايه ده غباء؟ انا ازاى عملت ف نفسى كده؟ ازاى دى كانت حياتى مع انسانه المفروض متجوزها يعنى بحبها و ازاى اصلا هي بتقنعنى حاليا انى بحبها و الخلاف اللى حصل بينا هو انى خونتها مع هديه و هي اكتشفت ده و المفروض قدامها انا الغلطان اللى المفروض تسامحنى و هي الضحيه!
انس بجديه: عشان كده بقولك مفتاح اللغز ده اكيد عندها. عند رحاب. بس ايه منعرفش!

ادم بصّله قوى زى التايه: انا عايز هديه. عايز اتكلم معاها. حتى لو صحاب. ليه مش عايزه تسمع! حاسس انى محتاجلها اوى
انس اخده و اتحرك لبرا: المهم ف الاهم يا قائد. انت حاليا محتاج نروح المعمل عشان نتأكد بعدها طالما حل اللغز عند رحاب يبقى خليها قدام عينيك و بإستمرار عشان حتى تعرف تتابعها و خدها بالحنيه اللى تخوّف
ادم شد إيده برفض: انت اتهبلت؟
انس: هترتبك و هتغلط و غلطتها هتفهّمك. هو انا اللى هقولك يا قائد؟

ادم زعق: ده لما ابقى بتعامل مع عدو مش مع مراتى. ده انا اكسر دماغها
انس: بردوا ده هيحتاج انها تبقى قدام عينيك. يلا الاول للمعمل
راحوا المعمل و ادم قابل دكتور اخد منه عينات تحاليل دقيقه جدا و استنى النتيجه خلال ايام.
انس اخده لمكان و وقف بالعربيه و ادم بص ع اليافطه برفض.
انس: مش يمكن الموضوع فعلا نفسيه! انت فعلا كنت مضغوط الفتره اللى فاتت و جدا كمان. ف ليه لاء!

ادم زعق لمجرد احساسه بالعجز عن انه حتى يفهم مش يتصرف: نفسية ايه! انا كانت مشكلتى قبل ما اقعد معاك انى مش فاكر حصل ايه. دلوقت مشكلتى مش عارف اللى حصل ده حصل ازاى! اتحملته و اتقبلته ازاى! رضيت على نفسى كده ازاى! لو كلامك صح و هي فعلا عملت كده و انا عملت كده ف مطلقتهاش مثلا من بدرى ليه!
انس حاول يرد: عشان اصيل يا ادم. ابن ناس و.

ادم: لا انا ابن كلب و وسّع من وشى انا رايح اطلقها. مش كل مشكلتى انى متجوزها؟ خلاص اتحلت
انس: مش قبل ما تفهم، و يمكن نلاقى عند الدكتور النفسى حاجه تفيدك
ادم زقه يرجع للعربيه: مش رايح انا، بقولك
انس شده من جنب العربيه: يلا يا ادم
ادم زقه تانى و رجع للعربيه: بقولك مش رايح
انس شده و رفع حاجبه: يلا ياض، هو انا بقولك هديك حقنه؟
ادم رفع حاجبه زيه: بقولك مش
انس شده برخامه: ياض يلا ياض، متخلنيش اخدك بالعنف.

ادم وقف من مشيه معاه و رفع حاجبه: طب
انس خرّج مسدسه بهزار: كنت عارف انك هتعصلج معايا، يمين بالله اروح اقتلّك دى و دى و اقتل علا فوقهم
ادم كان هيتكلم سكت و رفع حاجبه و انس ضحك بغيظ: يلا نخلص الاول من حوار الدكتوره ده، عشان عايز اتكلم معاك
دخلوا للدكتوره النفسيه و ادم رغم توتره ابتدى يحكيلها اللى حصل و اللى اتقاله انه حصل!

هديه غمضت عيونها بتعب و حمزه حاول يمتص اى انفعال او رفض منها.
حمزه مسك إيدها بحنيه: حبييتى ده لازم، و انتى واعيه كفايه و فاهمه ان العلاج النفسى مش ضعف ابدا، هو بس هيساعدك تفهمى نفسك و
هديه زعقت بإنهيار: انا مش عايزه افهم، مش عايزه، انا عايزه اسيبه، اكرهه، اخرّجه من جوايا
حمزه: يبقى هيساعدك تتخطيه هو و كل اللى حصل
هديه اخدت نَفس طويل مش عارفه بإستسلام و لا هي مقتنعه فعلا انها محتاجه ده.

حمزه بصّلها على باب مكتب الدكتور: انا هستناكى لحد ما تخلصى
هديه مسكت إيده بضعف: بابا
حمزه حس انه الافضل تدخل لوحدها عشان تتكلم براحتها او هي محتاجه تبقى لوحدها عشان تقوى، لو اقتنعت انها قويه هتتخطى الصعب بسهوله!
باس راسها بحب: انا جنبك متخافيش، هستناكى لحد ما تخلصى.

هديه فهمته ف هزت راسها و دخلت للدكتوره. قعدت بشكل متوتر و بتهز رجليها بحركات عصبيه لحد ما ابتدت تحكى و كل عصبيتها بتتبدد بضعف و سكون بشكل منهار!

ادم بص للدكتوره برفض: يعنى ايه الهبل ده!
الدكتوره ردت بهدوء حاولت تبخّر انفعاله: ده مش هبل، ده كلام نفسى بحت له اسس و اصول و مبنى على حقايق و تجارب عمليه
ادم زعق: انى انسى جزء من حياتى لمجرد انى رافضُه؟
الدكتوره: الصدمات النفسيه زيها زى الصاعق الكهربى، ساعات بتفوّقه و ساعات بتموّته، بس ف الحالتين بيكون محتاجها فعلا ف فتره معينه ف حياته مش عارف يتخطاها للى بعدها!

ادم قعد بتوهه: صدمه! قصدك على حياتى مع رحاب!
الدكتوره: ممكن من بعد اللى حصل منها ف موقف الخطف ابتديت تفهم انت ايه عندها و ده ف حد ذاته صدمك!
ادم بصّلها بإهتمام و هي كملت: ماهو من الصدمات الخفيه انك تكتشف انك مجرد عاده روتينيه للى قدامك اكتر من انك شخص مهم فعلا عنده
ادم: يعنى صدمه!
الدكتوره بصتله بتفكير: او خوف
ادم بصّلها برفض: انا ليه هخاف اسيبها؟ هخاف عليها؟
انس: او على بنتك.

الدكتوره: او خوفك الزايد من علاقتك التانيه بهديه. خوفك انك تقرب. خوفك عليها اما قربت. خوفك انها تبعد. خوفك انها تعرف الحقيقه اللى كده كده كانت هتعرفها حتى لو كنت مرتب ده يحصل بعد ما تخلص من علاقتك بمراتك عشان تبقى قدام هديه مجرد راجل مطلق مش اكتر، و تقولها زى اى راجل كان متجوز ما بيقول لواحده تانيه عرفها على مراته كان بينا مشاكل و متحملين بعض عشان العيال و كنت معاها بشكل صورى بس.

ادم: انا كنت مرتب لده فعلا، خوفت تعرف قبل كده يحصل اللى احنا فيه دلوقت!
انس: و كنت خايف كمان على بنتك. انت قولتلى يوم ما طلعت تاخدها مكنتش شايف غير ان بنتك هتقوم تجرى و تهرب و تسيبكم و تعمل زيك، مع انها عاجزه!

ادم بصّله بتوهه و الدكتوره بصتله: ‏ساعات بتحس إنك عايز تفتح إيدك و تسيب كل حاجة قافل عليها و ماسكها جامد تتسرسب من بين ايديك. تعبت من كتر خوفك عليها لا تقع ف بتفتحلها إيدك بنفسك و بتسيبلها حرية الاختيار تفضل أو تقع. مش عشان تعبت. لأ. ده بيبقي عشان تتحرر من خوفك. و ده يستاهل اى تمن. و انت خوفت زياده!
انس: و ده يخليه ينسى كل حاجه معاها بما فيهم هى!

الدكتوره: أوقات الانسان بيوصل لنقطة بيحس فيها إنه رجع لنقطة الصفر. المشاعر والوجع والذكريات بكل اللي فيها و كأنه فجأة اتمسح! و بغض النظر ان ده بيكون سببه الصدمة من الموقف و كمان بغض النظر عن الأسباب و انه غلطان أو على حق. بس بعدها و مع شوية وقت بيرجع لنفسه و مستحيل يرجعلهم تانى و يمكن ده جزء من عدم تقبّلك لمراتك تانى.

ادم سكت بحيره: طب ليه ده محصلش الا اما جينا ننفصل زى ما سمعت من انس انى كنت واخد قرارى خلاص!
الدكتوره شاورتله بتفكير: لحظات الانسحاب من العلاقات اوقات بتكون عنيفه و قاسيه زى انسحاب المخدر من الجسم، لكن للاسف لا يوجد حلول اخرى قدامك غيرها
ادم مسك دماغه فركها بتعب: انا مش قادر اصدق انى عديت كل ده معاها!
انس: ادم سامح كتير و ممكن ده اللى خلاه وصل لكده.

الدكتوره: التسامح جميل بس في اخطاء سهل تسامح فيها و تعدى. و اخطاء مؤذية لازم تاخد فيها موقف و يكون ليك فيها رد فعل. عشان يتعمل حساب لخاطرك بعد كده. و الا هتبقى بتأذى نفسك وبتقلل من قيمتك و ده هيوصّلك للنقطه اللى انت واقف عندها دلوقت مش قادر تتحرك. في مقوله مهمه كان لازم تفهمها من بدرى اوى، بتقول ان رغم كل الماء العذب الذي تصبه السماء ف البحر إلا أنه يبقى مالحاً، ف مكنش ينفع ترهق نفسك في ناس مبيتغيروش مهما حاولت لإنك بتبقى بتتعامل مع طبع مش اسباب!

انس: يعنى ممكن فعلا يكون ده اللى وصّله لكده؟

الدكتوره: كلها احتمالات و مادام مفيش سبب عضوى يبقى اه. من اشكال الحفاظ على علي هدوئك و اتزانك النفسي انك تعرف امتي توقّف حرق مجهود و طاقة علي الفاضي. تعرف تحافظ علي بطارية طاقتك عشان متخلصش و تعرف تكمل. الكلام ده بينطبق علي شغل و علي علاقات انسانية و علي حاجات كتير كمان. ساعات الانسان طاقته بتخلص، بتقعد تعافر في حاجه و تديها كل طاقتك و وقتك و مجهودك، لما مبتوصلش للنتيجه اللى كنت بتدور عليها بتزهق، بتزهق بجد، بيجيلك وقت مهما طالت المده و المعافره بتقف و تسكت، و تبطل تبذل اى مجهود و تلاقى نفسك بقيت هادي و بتتفرج كمان و بس، مش محتاج حد تتكلم معاه على قد ما بتبقى نفسك تقعد ساكت شويه و تفصل من التعب، و ده ساعات بيأثر ع المخ فعلا بشكل نفسى و يخليه يفصل.

ادم اخد نَفس طويل مع انه جواه مش قادر يقتنع نهائى.
الدكتوره ابتسمت بعمليه: صدقنى الوجع و الزعل قايم على مخزون قديم جوه كل واحد فينا من طريقة تربيته، من ذكريات متراكمه جواه، من جروح قديمه سايبه اثار ف نفسه، فياريت متطولش وتقوم تشق طريقك من جديد بشكل صح و ايا كان العلاقه اللى هتختارها ايه لازم تعرف انه مينفعش تكمل ف علاقه كل دورك فيها انك بتحاول تخليها متنتهيش، دى تبقى علاقه سامه.

هديه بصت للدكتور بتوهه: و ازاى اعرف اذا كانت علاقتى بيه سامه و لا ده مجرد مطب بيختبر العلاقه؟
الدكتور: عايزة تعرفى انتى فعلا معاه ف علاقة سامة ولا لأ؟
طب هقولك شوية حاجات و حاولى و لو بينك و بين نفسك تفكرى فيهم و المره الجايه تجاوبينى
1-مستحوذ على تفكيرك 24 ساعة و كل قراراتك متوقفة عليه؟
2-طول الوقت عندك خوف انكوا تسيبوا بعض و كل خناقة بتحسى انها الأخيرة؟

3-موجوعة منه جدا بس مش عارفة توصفى وجعك ده من ايه و ليه؟
4-مش قادرة تحددى اذا كان ندمان انه عرفك و لا ندمان انه زعّلك؟
5-طول الوقت بتبرريله افعاله و حاسه بعقلك انك مجرد التبرير بس له بتعملى حاجه غلط؟
6- كان مثلا عندك احساس دايما انه بيخونك بس عمرك ما لاقيتى دليل؟
7-ردود افعالك بقت مبالغ فيها واعصابك بايظة من اقل حاجة بتنهارى؟

8-بتخافى مثلا تحكيله اى حاجة مضايقاكر او اي مشكلة عندك عشان علطول هيطلعك انتى الغلطانة و تقلب خناقة؟

9-بتندمي علي كل حاجة بتحكيهاله و كل موضوع بتفتحيه معاه؟
10-بيقلب الترابيزه عليكى ف تعاملاتكوا سوا؟
11-بتعملي حاجات انتي مش عايزة تعمليها و تروحى اماكن غصب عنك؟
12-حاسة بقلة حيلة و عجز؟
13-جعانة مشاعر و اهتمام؟

هديه بصتله بتوهه قبل ما تقوم و هو ابتسملها بعمليه: لو معظم اجاباتك بنعم أو اكتر من 5 يبقي انتي محتاجة تفهمى أكتر عن الابتزاز العاطفى و التلاعب بالمشاعر و العلاقات المسيئة السامة لانه كده كان بيستغلك فعلا عاطفيا و ممكن اه مع الوقت اتعود وجودك ف حياتك ف حاول يخليكى تحبيه عشان يبتز وجودك جنبه بإسم الحب ده و ف الحاله دى فعلا لازم تعملى Stop.

هديه صوتها اتهز: هل الواحد ممكن يعمل stop لمشاعره و يقول لقلبه حب او ماتحبش؟
الدكتور: اهو ده بقا اللى بيقولوا عنه سؤال المليون جنيه. هجاوبك حاضر. الحقيقه ان الانسان بيعمل تشغيل لمشاعره بإرادته. يعنى هو اللي بوعى كامل منه بيقول لعقله ابتدى حب الانسان ده. و ده بيكون بعد لحظة اعجاب.

الحب 3 مراحل و أول مرحله فيهم اسمها lust و هي مرحلة الاعجاب الاولي. انتى ف المرحله دى تملكى انك تقولى لعقلك: الله. الانسان ده لطيف و تعملى stop بسهوله.
لكن اللي بيوقعك في الحب انك بتقولى لنفسك انسان لطيف و قررت أحبه . كان بإيدك ف المرحله دى انك ما تروحيش تغرقى نفسك ف تفاصيله اللى بتدخليها اولا من باب الفضول بعدها بتخطى عتبة الاعجاب بعدها بتطلعى سلم الحب.

و تنقلى للمحطه اللى بعدها اللي بيسموها محطة Attraction. و دى بقى المرحله اللي زرار stop بتاعك بيعلق فيها و يبقى صعب تدوسى عليه. المرحله اللي خلالها بتفقدى السيطره على عقلك و بتبقى غرقتى لشوشتك و شايفه الانسان اللي قررتى تحبيه ف المرحله الأولى ده super hero و ماتقدريش تعيشى من غيره. دى لعبة هرمونات ف العقل و الانسان هو اللي مسئول يتحكم ف اى هرمون يحكم به العلاقه دى من البدايه، لو دخلتى مرحلة الحب الخطيره اللى اسمها ِAttraction فهرمون الدوبامين هو اللي هيسيطر على عقلك و بكده تبقى طبيتى او وقعتى في الحب. فالبدايه ماكانتش غصب عنك و لا حاجه. اما لو سمحتى بالبدايه فانتى بعدها هتكون مسلوبة الاراده و غرقانه لشوشتك. ف كان لازم تختارى الاول صح و بعدين اغرقى في الحب براحتك.

هديه ف اللحظه دى افتكرت كل ذكرياتها مع ادم، الحدوته اللى ابتدت بفضول و اتقلب بحب، بينهم اعجاب بكل تفاصيله و هي اللى كبّرت الاعجاب ده يوم عن يوم و هي بتدوّر و تسأل عليه بعد ما اختفى! هي السبب! هي اللى وجعت نفسها! هو كان راجل متجوز و له حياته!

الدكتور: زى ما قولت ان المحطه الاولى بيبقى فيها سيطره كامله من الواحد على عقله. اما اللى بيحب الأول و بعدين يختار فهو اساسا لا يملك الاختيار لإنه لو تعدى المرحله الاولى هيكمل و هو مسلوب الاراده. و بالتالي ف الاجابه على السؤال هي: ايوه انتى تملكى ف المرحله الاولى من الحب و اسمها Lustt انك تقولى stop. أما بعدها فالأمر صعب جدا.

ادم رجع البيت بخنقه. بيحاول يلاقيلها حل بس مش عارف. سهل يطلق رحاب و يخلص بس هو عايز يفهم. تقريبا ملهاش حل غير الصبر و اللى قاله انس.
نزل لرحاب عند امها و قعد معاها شويه.
رحاب ابتسمت بمكر: يعنى عايزنى ارجع شقتى؟ طب مش لما نتصالح الاول؟
ادم كتم خنقته: عايزه ايه يا رحاب؟

محاسن ضحكت بسماجه: شوف انت بقا. خدها و خرّجها و هاتلها اللى عايزاه. راضيها و كفايه انها هتجى على نفسها و ترجع عشان بيتكوا ميتخربش رغم عملتك السوده. يا كده يا مش هترجع
ادم كتم الضيق اللى محاوطه و وقف: طب براحتك. شوفى اللى عايزاه و اعمليه
رحاب وقفت بسرعه: خلاص يلا. بس لعلمك عشان نبقى متفقين هنقعد و نتكلم و هتوافق على شروطى
ادم هز راسه بهدوء و هي ابتسمت بحماس: خلاص نتعشى برا.

ادم هيتكلم هي بصتله بتحذير و هو وافق على مضص. اخدها و خرجوا اتعشوا برا.
حنين عملت قهوه و حطتها و قعدت جنب حمزه اللى متابع هدوء هديه من بعيد.
بتقلب ف موبايلها بملل شافت مسدج ورا مسدج بتجيلها من صفحة رحاب. اتعدلت بجديه تفتحها شافت صورة ادم مع رحاب مبتسمين و من هيئتهم بيتفسحوا برا و شكلهم بيقول انهم اتصالحوا!
غمضت عيونها بألم و قفلت الموبايل و رجعت فتحته تانى على الصوره!

حنين بصت لحمزه شويه و هو ابتسملها: قولى على طول
حنين ابتسمت: ايش عرفك انى عايزه اقول حاجه؟
حمزه: اللى ربى خير من اللى اشترى. هاا
حنين بصتله على هديه بحزن: بصراحه بدون مقدمات مدحت طالب ايد هديه.

ادم مع رحاب لاحظ انشغالها بالموبايل و بتبتسم بمكر.
ادم ضيّق عينيه و بصّلها بترقب: انتى بتعملى ايه!
رحاب انتبهت: ها، و لا حاجه
قفلت موبايلها بسرعه بشكل قلق ادم.
موبايلها رن بمسدج و قبل ما تمسكه ادم مد إيده اخده و وقف بفزع، ،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة