قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني

ادم امه خرجت و سابته و كلمه واحده بتتردد جواه بصداها ظلم الولايا وحش. متظلمهاش. متبقاش انانى
فتح البلكونه مش عارف عشان حس انه بيختنق و لا بيهرب من صدى الصوت اللى دخل معاه اصوات كتير تحاوطه!
وقف و رفع وشه لفوق و بيتنفس بمجهود شاف رحاب و اول ما اتقابلت عينيهم بصت بعيد.

عقله رجع لورا بسرعه مخيفه. كلمات امينه بتتردد بعنف على دماغه.
صوتها بيرن جواه كإنه بيسمعها حالا
- ادم: انتى تعرفى بابا؟
امينه بغلّ: اه
ادم بصلها بحيره و هما بيجروا: كنتى بتشتغلى عنده يعنى؟ قصدى عندنا؟ عند ماما و ستى ف البيت؟
امينه بصتلها برفض و ردت بعصبيه: انا كنت مَرته زيى زيها. كنت مرته و انا ست الدوار دى و اولى بيها منها
ادم وقف بذهول: مراته؟ انتى؟ انتى مرات بابا؟

امينه سمعت صوت الحراسه بيقرب حواليهم شدته و جريت: اه
ادم حاول يقف بيها: فهمينى مراته ازاى. متجوزك على ماما؟ انتى؟ متجوزك انتى عليها؟ بابا ميعملش كده
امينه زعقت و هي بتجرى بعنف بيه: بقولك انا اللى مرته. انا ست الدوار. اتجوزها هي عليها. انا ست الدوار اللى رماها عشان عشق السنيوره بنت بحرى عليها و ريّل اول ماشافها و رمى مرته و ضناه قبل اولد حتى.

ادم بصلها بذهول و رفض و هي شدته و كملت جرى: صدقنى يا ولدى ابوك مش زى مافاكر. ابوك مش بس اكده. ابوك اوسخ من اكده
ادم: ستى قالت انك خاينه. انتى خونتيه؟
امينه ردت بعد ما ترجمت الكلام على خيانتها لحمزه ببلاغها عنه: اه
ادم اتنفض و هي كملت بغل: و مهندمش، و لو يرجع بيا الزمن هعملها تانى
ادم افتكر كلام سته عنه ف بصلها بغصه ف قلبه و صوت مرعوش: و ماما؟ حنين خانته هي كمان؟

امينه ردت بتهكم رغم انها مش فاهمه ترجمة كلام حماتها على حنين: مش قولتلك العيب ف ابوك. وسخ و يستاهل الخيانه
ادم بصلها بدموع لمعت ف عينيه بتوهه كإنها بتخرج من جواه مش من عينيه و الكلام تاه ف دوامة الم جواه.

امينه بصتله و هي بتجرى و رجعت بصت قدامها: دى واحده لامها من الشارع، لا اصل و لا فصل و لا نعرفلها اهل و ناس و عزوه، انت عارف انها من وقت ما جات الدوار لا حد عبرها و لا حد سأل فيها. دى لو لها اهل هيرموها اكده؟ دى جايه من الشارع
ادم بصلها برفض: يمكن ميتين
امينه ردت بسخريه: و خانته ليه بنت الميتين؟ دى حتى جات ع الدوار وش شوم و ندامه. و كام شهر و ولدت. كإنها كانت شايلاه ف كومها اياك.

ادم افتكر كلام سته مع حنين دايما و كلامها عنها. كرهها لها. رفضها لها. طلبها من حمزه كذا مره يطلقها. تهديد حمزه نفسه يسيب البيت عشانها! كل ده ايه و ليه!
بصلها و اتكلم بدموع هزه صوته: انتى معاكى عيال؟ ليه بابا كان بيقولك عيالنا؟
امينه اتوترت و اتلاهت او هي اللى لاهت نفسها ف الجرى و ادم صرخ فيها و هو بيهزها: لكى عيال؟
امينه: اه
ادم بصلها بذهول: فين؟ و ليه مش معاكى؟
امينه زعقت: اسأل حمزه، اللى هتدافع عنيه.

امينه جريت و صوت ضرب النار حاصرهم لحد ما هرّبت ادم و وقعت هى.
ادم جرى بتوهه. خيوط الحدوته متكعبله قدام عقل طفل عمره سنين بسيطه. حنين خاينه و امينه خاينه. الخيانه ف مفهومه بس ست مع راجل ف سرير حرام. يعنى حمزه مش ابوه! ايا كان خانته مع مين بس خانته و جه هو من صلب راجل تانى!
مترجمش الحدوته غير ان امينه خانته اما اتجوز عليها و خلفت منه عيل منهم هو و هديه، و حنين كمان طلعت خانته و خلفت حرام!

فاق من شروده على دموع محسش بيها غير و هو بيمسح وشه بعنف!
عينيه راحت على رحاب ف البلكونه تحته. بصلها قوى و للحظات اتوهّم انه شايف امينه او شايفها هي ف صورة امينه! اتنفض بفزع! لالا هو مش هيدخل دايرة ظلم اخرها مقفول زى اولها!

قفل عقله و إبتسملها ف دخلت جوه. وقف للحظات مش عارفها مجاهده لنفسه او تردد لحد ما اخد نفس بغيظ و طلع على حرف البلكونه و مد ايده بحذر اتشعلق بسور البلكونه بتاعته و دلدل جسمه لتحت و سند رجليه على حديده ف الحيطه و مجرد ما ساب سور بلكونته نط من ع الحديده لبلكونتها تحته.
شد الستاره و فتح بابها الموارب و اتحرك ببطئ لحد عندها.
رفع حاجبه و شد الهاند فرى و همس ف ودنها بمرح: قديم اوى جو مصطفى كامل ده.

رحاب اتخضت ع الحركه اللى متنكرش انها عجبتها و مكنتش متوقعاها: حد يدخل كده؟ خضتنى ده انا قلبى وقع ف رجليا
ادم عض بوقه و بخفه شد حرف هدومها بمرح: طب ورينى رجلك كده؟
رحاب كانت لابسه جلابيه بنص كوم فشدت حرفها منه بضيق و هو شدها تانى منها: قصدى قلبك
رحاب نفخت و وقفت من ع السرير ف اللحظه اللى هو كان قرب و سند كفوفه ع السرير و اتحدف جنبها تانى ناحيه قصاده.

بصلها و هي واقفه و رفع حاجبه بهزار: لا بقولك ايه متتغريش عشان جيتلك. إنى أجيد الإفلات في عز تعلقى ف إوعى يغرك جسمك يا أستاذ لمبى
رحاب كعمشت وشها بسخريه و هو مسك موبايلها جنبه بمرح رفع الهاند فرى على ودنه و رفع حاجبه معاه: ايه ده؟ بتسمعى اغانى حزينه؟ يا حرام!
رحاب بتشده منه حرّك إيده بعيد و بص فيه: ايه ده مصطفى كامل. ايهاب توفيق. حماده هلال. لا كويس انى لحقتك قبل تشنقى نفسك بسلك المواعين.

رحاب بصتله بغيظ و هو شاور بكف إيده ف وشها: الشاحن. تشنقى نفسك بالشاحن و تبقى قتيلة الحب
رحاب إدته ضهرها بضيق: قصدك قتيلة الخيانه
ادم فرد رجليه و شنكلهم ف بعض بمرح: طب و ماله. مش بيقولوا و من الحب و ما قتل
رحاب لفّت وشها له بعنف و هو اتعدل بسرعه بخوف مصطنع و هو بيقف: اوعى الشبح
رحاب وقفت قصاده ببرود: جاى ليه يا ادم؟

ادم رفّع صوته بلطافه: معلش غسيلكوا بينقط عندنا يا طنط فاطيمه. لالا المشبك بتاعنا هو اللى نقّط عندكوا. قصدى وقع عندكم. عايزه المشبك بتاعى
رحاب ابتسمت غصب عنها للذكرى و هو مد إيده شدها عليه قوى: انا مشبك؟
رحاب اتهزت من قربه ده و هو عض بوقه: بذمتك كل ده مشبك يا قادره؟
رحاب زقته شويه لورا بخنقه: طب و هو انت بتاعى؟

ادم رفع حاجبه و هي بصت للبلكونه و بصتله ببرود: و حد بيجى كده؟ من امتى اصلا و انت بتجى كده حتى لو زعلانين!
ادم بلطافه: معلش اصل و انا طالع تحت البيت سألت على مناديل قالوا واحده زى القمر ف البيت اللى فوق مخلصه على مناديل المحل اول باول
رحاب كزت على سنانها بغيظ من اسلوبه المرح ف مشاكلهم و هو كمل بنفس لهجته: قولت بقا اما اطلع اشوفها. ممكن امسحهوملك
رحاب تنحت ببلاهه: ايه دول؟

ادم ببراءه قرب منها قرّبها عليه: عينيكى
رحاب زقته: خلصت؟
ادم غمزلها بإستخفاف: لا لسه. هتشقلب و هطلع نار من بوقى و هلعب بالعصى و هقلبهالك سرك قومى هنا لو متعدلتيش
رحاب زعقت: انا اللى محتاجه اتعدل يا ادم؟ هو انت اللى.

ادم قاطعها: رحاب انا مش عارفه حتى انطق من ساعة ما رجعت. لا من ساعة ما زعلتى و اول ما عرفت بالبلاغ كلمتك فون و انا عارف انه مينفعش عشان لا شغلى هيسمح و لا ده موضوع هينفع نحكى فيه ف الموبايل و مع ذلك مهانش عليا اسيبك لدماغك
رحاب ربعت إيديها: طب قبل ما تنطق عايزه اسألك لو
ادم كمل مع صوتها: لو انت اللى مكانى كنت هتعمل ايه؟

رحاب بصتله و هزت ملامحها بغضب: كويس انك عارف. لو انت اللى رجعت بعد غيبه و جيت لقيت حاجه واحده تشكك فيا كنت هتبقى بالبرود ده؟

ادم اخد نفس و كتمه: يا رحاب انا مش ند. ليه مش عايزه لا تفهمى ده و لا تبطلى تتعاملى بيه؟ لو انت اللى مكانى ف خناقتى مع امك. لو انت اللى مكانى و محتاج حاجه غاليه. لو انت اللى مكانى و بسافر انا كل شويه. لو انت اللى مكانى و انا بشتغل و بنشغل عنك. لو انت اللى مكانى و انا مقصره و مبتشوفنيش كتير. ليه ف كل مشاكلنا نفس السؤال؟ ليه مصممه على دور النديه ده؟
رحاب بغضب: حط نفسك مكانى.

ادم حاول يهزر يمتص غضبها: لاء الله يكرمك انا حاطط نفسى مكانى بالعافيه و محشور كمان
رحاب بصت ف عينيه بغضب: انت تعرف واحده تانيه يا ادم
ادم: واحدة ايه؟ ده انتى في البيت متقبله وجودى زكاه بتتقربى بيها لربنا تقومى تقوليلى واحده! يا شيخه اتنيلى.

رحاب زعقت: امال نطت من معرفة يوم و ليله لشقتك و حمامك كده! شايفنى بريّل؟
ادم اتتفس ببطئ: عايزه الصراحه؟
رحاب هتتكلم ادم كمل: دى فعلا واحده و كانت معايا.

رحاب هتندفع ف الرد ادم سبق النفس اللى اخدته للكلام و كمل: لكن مش بالشكل اللى فاهماه انتى. دى واحده و كانت جايه ف شغل تبع القضيه اللى كنت شغال عليها و اتقابلنا ف النقطه دى و حصل حوار انا اتصابت فيه بجرح ف بطنى و نزفت جدا و دخل البوليس ف الحوار و هي انقذتنى و ساقت الاسكوتر وقت كنت هموت فيه و لو لوحدى او معرفتش هي تتصرف كنت ممكن اموت او اطلع بأقل الخساير شغل شهور يبوظ.

رحاب بضيق: و ايه اللى جابك شقتى و ليه هي معاك؟
ادم اتصدم: ده كل اللى وقف عنده عقلك ف كل اللى قولته؟

رحاب دورت وشها و ادم اتكلم بجديه: حاضر هجاوبك. عشان كان لازم اسعافات عشان بطنى اللى اتفتحت. عشان لو كنت دخلت مستشفى كنت هتعامل بشخصيتى و اسمى بالكامل اللى سهل يتعرف منه شغلى و انا عارف ان انفاسى حتى كانت متراقبه من اللى فوقى ف حوار القضيه اللى شغال عليها. عشان لو كنت استنيت ف اى حته من غير علاج كان ممكن اتسمم او الموضوع يتضاعف ف جيتلك هنا من غير ما افكر رغم اى قلق او تفهمى غلط. جيتلك و ملقتكيش رغم اننا متفقين متسيبيش البيت و تاكلى و تشربى هنا ف بيتنا و تنزلى لامك ع النوم.

رحاب بصتله بتوتر و ادم كمل بعتاب: ع الاقل عشان مسمعش منها تانى اننا بنأكلها اكتر ما بتأكلها و بنعاشرها اكتر منك
رحاب اندفعت: لا تعالى نقول الجمله بشكلها الصح. جيت عشان متأكد انك مش هتلاقينى ف متطمن
ادم بصّلها قوى بذهول: ده اللى فكرتى فيه من كل اللى قولته!
رحب فركت إيديها و ادم اخد نفس عنيف و نفخه مره واحده: لا يا رحاب ماهو حتى لو عارف انك مش ف شقتنا هتبقى عند امك اللى تحتنا مش ف المريخ يعنى.

رحاب دوّرت وشها بعيد برفض و رجعت بصتله بإستهزاء: ممم، كلام كويس، لاء كويس فعلا
ادم معجبهوش لهجة التقليل اللى ف كلامها و هي بصتله بقرف: بس الكل و هو بيكذب بيبقى كلامه كويس
ادم اخد نَفس مخنوق و كتمه و هي زعقت: اللى فهّمك انك اما تكدب على مراتك هترضيها حمار مبيفهمش
ادم بيجيب النَفس بصوت عالى و بيجيب اخر طاقته معاه.
رحاب ربعت إيديها بسخريه: و انت كمان زيه
ادم بصّلها بعنف: انا حمار!

رحاب قلبت بوقها بلامبالاه: لا مبتفهمش
ادم حاول يمسك نفسه معرفش ف مسك دراعها بعنف: رحااب، لأخر مره هحذرك لمى لسانك انا مبقتش قادر اتحمّله.

رحاب زعقت: بلا رحاب بلا زفت، انت غلطان و هتعلّى صوتك كمان يا بجح؟ من ساعة ما رجعت و انت اللى على لسانك شغلى شغلى، كل ده عشان شغلك! ده انت لو معينينك وزير داخليه مش هتتنفخ بشغلك كده! امال لو مكنش شغلك ده مطلع عينك و عينى! لا عارفين نغيّر الشقه و لا عارفين نجدد الفرش زى مرات اخويا اللى بتغير عفشها زى هدومها! عاملى البلو ده كله عشان شغلك! و انا فين! عملت و لا بتعمل ايه عشانى!

ادم اتعصب بغضب من اهانتها له: و انتى بتعملى ايه عشانى! هاا! ياشيخه ده انا راجع من سفر و هلكان مهانش عليكى حتى تبتسمى ف وشى! تأجلى الخناق لحد ما اطفح لقمه حتى! ماهانش عليكى تأجلى حقوقك شويه لحد ما اخد حقوقى اللى محتاجلها منك و من بيتى! عارفه ليه! عشان انتى انانيه! انانيه و مبتفكريش ف حد غيرك! تاكلى ايه، تشربى ايه، تلبسى ايه، تعيشى ازاى، تطلبى اوردر اون لاين ايه، اخوك عمل لمراته ايه، مرات اخوكى جالها هديه ايه!

رحاب بصتله بنظره مخنوقه و هو اتعصب اكتر: و اه متنطط بشغلى و بتنطط عشانه. عشان شغلى اللى عاملك كل ده اللى عارف لو حاجه من ده كله اتأخرت عليكى هتقوّمى قيامة البيت!
رحاب زعقت بتهتهه: انا جوزى ظابط، يعنى من حقى اعيش زى.

ادم زعق: بس بقااا. ياشيخه ده حتى هديه بنتنا اتفقنا تقربى منها ف الفتره اللى هغيب فيها. كانت حجتك مش عارفه توازنى بين مسؤليتها و طلباتى و متطلبات البيت و شغله و اتفقنا هتحاولى تاخدى الموضوع خطوه خطوه ف وقت سفرى و انا مش موجود انا و طلباتى. بس كالعاده رزعتى بكلامى الباب ورايا و جريتى على امك و لا كإنك ام و زوجه و زى ما ليكى عليكى
رحاب تهتهت بإرتباك: ادم انا.

ادم بصّلها بخيبة امل: حتى الشقه مكلفتيش خاطرك تبصى عليها من وقت للتانى و منظرها بالتراب كان بيقول انها مهجوره
رحاب بصت بعيد بهروب و ادم سكت لحد ما نطقت بغضب: هي اسمها ايه البتاعه دى؟
ادم اخد نفس غضب و خرّجه بتمهل مش عارف من محور تفكيرها اللى هو براه تماما و لا من الموقف اللى هو متحاصر فيه!

لو قال الحقيقه هيحود بالحوار ف سكه غريبه خاصة مع اسمها اللى بيحاصر احلامه و كوابيسه و بيتحجج بإنه اسم بنته اللى هي كمان هيتحط اسمها موضع اتهام. و لو هرب من ده كله هيكذب و هو متعودش على ده!
رحاب بصتله بسخريه: لا متقوليش بعد الفيلم الهندى ده كله متعرفش اسمها! ازعل و الله على حضرة الظابط!
ادم كتم انفاسه: هديه!
رحاب بصتله قوى: نعمم!

امها دخلت على صوتهم بعد ما اختارت اللحظه المناسبه ف حوارهم كله اللى سمعته من اوله.
فتحت الباب ببرود و ربعت إيديها: و طبعا حلقة الكذب دى هتتقفل بإنه يقنعك ان الاسم صدفه و انتى هابله و تصدقى.

ادم كتم انفاسه بغيظ من غير ما يلف وراه لها و قرب من رحاب مسكها من اكتافها و هينطق رحاب بصت لأمها بلغبطه و دوّرت وشها بعيد: ماهو متعود ابقى عبيطه
امها قربت بسرعه منهم و شدته منها بس مسابش مسكتها: لا ماهو لو انتى هبله تبقى امك عبيطه بقا.

ادم كتم انفاسه بغيظ و بصلها و كعمش وشه بإبتسامه صفرا: و النبى يا حماتى قبل ما تتحشرى ف حاجه متخصكيش قولى ف سرك و انا مالى عشر مرات و ان شاء الله هتبقى كويسه و تخفى
امها بصتله بهجوم: انت ايه اللى جابك هنا؟ دخلت اصلا ازاى و انا مسيبتش الصاله؟

ادم بص لرحاب اللى مش واخده اى موقف و امها بصت ع البلكونه بذهول و بصتله: انت اتهجمت على بنتى من البلكونه زى الحراميه و البلطجيه؟ انت خلاص محدش قادرك يا ابن فاطيمه؟
بصت لرحاب بغضب: ده اللى مش طايقه تشوفى وشه؟ و ياترى ده كان بعد ما عرفتى ان المحروسه اسمها على اسم بنتك و لا قبله؟
ادم كتم ضيقُه بالعافيه: ممكن تطلعى نفسك من الحوار اللى ملكيش فيه اصلا. دى مشكلتى انا و مراتى و احنا مش عيال.

امها بصتله بغضب: برا. اطلع برا معنديش بنات للجواز
ادم عض بوقه بغيظ: متأخر اوى التتر ده
امها زعقت بغضب: اطلع برا يا اقسم بالله ابلغ عنك انك اتهجمت علينا ف نص الليل و نطيت من البلكونه. و انا ليا كلام مع امك. اطلع برا
ادم بص لرحاب بترقب اللى زقته بغضب: برا
ادم كتم انفاسه بضيق من موقفها و اتحرك ناحية الباب يخرج امها شدته بغضب: من مكان ما جيت يا حبيب أمك.

ادم بصلها و رفع حاجبه و بص لرحاب اللى دورت وشها بدون رد فعل.
امها كعمشت وشها ببرود و هي بتربع إيديها: عشان اما تقع تتقطم رقبتك تبقى قتيل الحب يا حبّيب
ادم تمتم بسخط و هو خارج من باب الاوضه اللى رزعه وراه: مانا وقعت خلاص
هديه عملت قهوه لحنين و راحتلها بيها. قبل ما تدخل بصت لحمزه اللى واقف ف بلكونه ف ريسيبشن جنب اوضتها و غمزتله و دخلت.

حطت القهوه على كومودو جنب حنين ع السرير و رفعت حاجبها: ايه يا حنون؟ ما تفكها بقا ع الراجل شويه
حنين اتنفست بضيق و هديه قعدت جنبها بمرح: ده انتى يا قادره موقّفه الراجل برا على اعصابه زى اللى مراته بتولد و مستنيها ع الباب
حنين غمضت عينيها ببطئ و مسحت على وشها بحزن و هي بتتنفس بصوت عالى.
هديه رفعت حاجبها بهزار: يا ساتر ده شكل الولاده متعسره. طب ايه اديها حقن و لا انتى واخده جاهزه؟

حنين معرفتش تضحك ف إبتسمت بالعافيه.
هديه نزلت حاجبها و رفعت التانة و مسكتها من دقنها و حرّكت وشها بمرح: لا انتى شكلك مشحونه جاهزه. في ايه؟
حنين بهدوء: مفيش حبيبتى انا بس تعبانه شويه
هديه اتعدلت جنبها بهزار: من الحوار اللى حصل مع الحاجه تعلبه؟
حنين هتنطق هديه شاورت بصوابعها بالنفى: لالا لإنك شكلك مش مظبوط من ساعة ما جيت. يبقى مفيش غيره ابن تعلبه. حصل ايه مع حمزاااوى؟

حنين وشها اتغير بملامحها و هديه بصتلها: يا ساتر كله ده؟
حنين هربت من الحوار كله و مدت إيدها اخدت القهوه و داقتها و بصت لهديه بإبتسامه خفيفه تعلن عن قفل الحوار قبل ما يبتدى: يا ساتر
هديه ضحكت بخفه: ايه رأيك؟
حنين: وشها زى ضهرها. زى الدنيا كده
هديه بصتلها شويه بفضول: حصل ايه يا ماما؟ اول مره اشوفك كده. مش طايقه بابا و لا حتى نظرته ليكى. ده مجرد ما يلمسك بتتفزعى. في ايه يا حبيبتى؟ عملك ايه؟

حنين رفعت حاجبها و هي بتشرب القهوه: اول مره تقولى عملك ايه؟ طول عمرك بنت ابوكى ف صفه!
هديه ابتسمت بجديه: عشان انتى مش هتنفرى منه كده الا لو عمل حاجه حتى لو فهمتيها غلط. و عشان هو مش هيقف جنبك قدام امه و ينفعل اوى كده الا لو بيرضيكى من جواكى عن حاجه معرفش يرضيكى فيها
حنين فكرت شويه بتوتر قبل ما تتكلم و قبل ما تنطق حمزه دخل و شكله معاهم من الاول.

بص لحنين قبل ما يتكلم نظره هي بس اللى فهمتها و إبتسم: قوليلها يا هدهوده. لاحسن بقى عندها ضعف نظر
حنين دوّرت وشها بعيد و اتكلمت بتهكم: طب الحمد لله. ضعف نظر يعنى في تطور اهو. احسن من الاول مكنش عندى نظر خالص
حمزه بلع ريقه بتوتر و هو بيلف دراعه حواليها و ضغط بخفه.
هديه بصتله بمرح: هي اه كانت ولاده متعسره. بس متقلقش مبروك جالك قلق
حمزه ضحك غصب عنه مع حنين اللى ملامحها اتحركت بالعافيه.

حنين بصت لهديه بهدوء: ابوكى مكنش بيرضينى و لا حاجه. هو وقف لستك عشان ده الصح. ده شغلك. يعنى مستقبلك. حياتك. شخصيتك و كيانك كله. مينفعش كل ده يتمحى عشان حد او حاجه و لا حتى عشان نفسك. نفسك هتتغير ف يوم من الايام و هتفضل تتقلب من حال لحال و من ظروف لظروف و هتلاقى نفسك مع الوقت بتحبى حاجات كنتى بتكرهيها و بتكرهى حاجات بتحبيها و بتستغنى عن حاجات كنتى هتموتى و تاخديها و بتحاربى على حاجات انتى اللى رمتيها. لكن شخصيتك، كيانك، ايمانك بنفسك و مستقبلك. لاء. دول اللى مش هيتغيروا و مينفعش يتغيروا.

هديه ابتسمت بحب: انا بس بحب شغلى.

حنين: و انا بحبه او حبيته اكتر منك. عارفه ليه؟ عشان انتى صحفيه. صوتك سلاحك. بتعبرى عن رأيك و نفسك و بتتكلمى. مش بس عن نفسك لاء. عن الناس و المجتمع و الظروف و العرف و الكل. عن الضعيف حتى لو انتى قويه. عن الفقير حتى لو انتى غنيه. صوتك سر قوتك و نقطة ضعفك لو ف يوم مقدرتيش تنطقى اعرفى انك ضعيفه و مسلوبه الاراده من اقل حقوقك ف هو سر قوتك. و لو ف يوم نطقتى بالغلط عن حاجه جاهلاها هيبقى نقطة ضعفك. لكن انتى كونك قادره تتكلمى و تدوسى و تكملى يبقى قادره و عارفه. يعنى قويه. اوعى ف يوم حد يهزم قوتك دى!

هديه ابتسمتلها بحب على سندها لها اللى ملازمها دايما. و حمزه ابتسم إبتسامه باهته عشان حس كلامها مسمعهوش!

حنين بصتلها بضعف: اوعى ف يوم تكونى زيى. صوره جامده من روح كانت مستغربه سر ضعفها لحد ما اكتشفت انها لا قادره و لا عارفه ففهمت انها مش قويه! متمشيش ورا حد غيرك. قبل ما تتكسرى اكسرى حتى لو هتكسرى نفسك. لو لقيتى ان غيرك هيكسرك كده كده خلى إيدك تسبقه و اكسرى نفسك بإيدك ساعتها هتبقى اقوى من لو هربتى من كسره ليكى!

هديه بصتلها كتير و بتلقائيه حضنتها اوى و حنين ضمتها عليها بحب لحد ما رفعت وشها و حضنته بإيديها و إبتسمت بضعف: خليكى دايما كده. قويه و تلقائيه و خدى بالك دايما من نفسك متستنيش حد يعمل ده. متشوفيش كل حاجه و متقوليش كل حاجه لكن تسمعى كل حاجه. فاهمه!

هديه ابتسمت و هزت راسها برضا و حضنتها قبل ما تخرج و تسيبهم.
حنين مسكت إيدها رجعتها: هديه، فكرتى ف بشمهندس كمال؟
هديه رفعت حاجبها ببلاهه: كمال مين؟
حنين بصتلها بيأس: ده اللى وعدتينى هتفكرى فيه يا بنت حمزه؟
هديه ضحكت ببلاهه و رجعت تنت رجلها و قعدت جنبها: هو اسمه كمال؟ مانا قولت بفكر
حنين بصتلها بضيق: فكرتى ازاى و انتى مش فاكره حتى اسمه يا هديه؟

هديه رفعت حاجبها بمرح: هو انا هتجوزه و لا هطلعله تأمين صحى؟
حنين بصت بطرف عينيها ف لمحه سريعه لحمزه و معجبهاش ابتسامته اللى بتشجعها معنويا على وضع حنين رافضاه.
رجعت بعينيها لهديه و حاولت تتكلم بهدوء: هديه، انا عارفه انك نفسك تعيشى قصة حب، نفسك تتحيى و تحبى
هديه هتتكلم حنين قاطعتها: و ده حقك مش هنكر، بس مش هتفضى واقفه مكانك كده و العمر يجرى من جنبك.

هديه اتنهدت بضيق و حنين مسكت إيدها بإيد و طبطبت عليها بالإيد التانيه: انا مبحرجكيش، و لا بضغط عليكى، بس العمر بيجرى يا حبيبتى. مش كل الناس بتقابل الحب و لا كل الناس بتعيش قصص الحب الاسطوريه اللى بتقريها و تكتبيها. في قصص حب عشان تتعاش و قصص تانيه عشان تتقرى و نشوفها ف السينما و بس. متجريش و لا وهم لحد ما ف لحظه هتكتشفى ان وقتك خلص و انتى موصلتيش لحاجه و كنتى موهومه.

هديه بتلقائيه غريبه ظهرت قدامها ومضات لها مع ادم و كلها ايدهم ف بعض ف ردت بخفوت: بس الحب موجود. و انا نفسى اتحب. اتخطف
حنين: حبيبتى في ناس بتعيش و تموت و ممكن متقابلش الحب ده ف سكتها و لا حتى تلمحه.

هديه عيونها لمعت: انا مقولتش عايزه فلوس و لا مال و غنى. انا حتى مطلبتش تعليم. انا طلباتى بسيطه. عايزه اتحب بجد مش مجرد حياه و السلام. عايزه ابنى ف يوم من الايام يحلف لمراته بالحب اللى بينى و بين باباه و اما يقولها بحب اد حب ابويا لآمى تطمن. عايزه بنتى مترضاش غير بحد شبه ابوها و بحياه شبه حياتى معاه. زى مانا بتمنى كده
حنين ردت بخفوت حزين: مش بقولك موهومه.

هديه وقفت و ابتسمتلها: و صدقينى لا مش خايفه، عشان طلباتى ف الحب بسيطه و اللى طلباته بسيطه مبيخافش
حنين بصتلها بيأس: الحب ضعف و انا خايفه عليكى من كسرته
هديه ابتسمت بثقه: ده للى جعان حب و حنيه و عاش محروم. لكن انا من بيت مبنى طوبه حب و طوبه قوه ف مش مستعجله على نصيبى اللى هيجيلى هيجيلى. الحب اللى ميقونيش ميلزمنيش
حنين بلعت باقى كلامها مع خوفها عليها و سكتت بإستسلام: يعنى مش هتقابلى العريس؟

هديه وقفت للحظات بضيق. كلام ستها محاصرها و بيخنق فيها ان البنت اللى بترفض عمال على بطال عرسان من غير سبب لازم عندها سبب يخصها هى. و هي معندهاش سبب ممكن يحسوه او مكنش عندها!
حنين: انا صحيح وقفت قصد ستك عشانك بس انا كمان خايفه عليكى اكون بشجعك تستنى ف محطه غلط!
هديه ابتسمت بالعافيه بإستسلام: خلاص يا ماما هقابله قبل ما اسافر
حنين ابتسمت و هزت راسها و هديه حدفتلها بوسه و سابتهم و خرجت.

حنين اتحركت تقوم حمزه مسك إيدها بحب: انا بحبك
حنين بأسى: الحب مبنى ع الحق يا حمزه و الحق اللى بيتبنى على كذبه بيتقلب لباطل.

حمزه بصدق: يا حنين انا قولتلك انى كنت زيك مكنش قدامى اختيارات. القوس مكنش مفتوح قدام عقلى و لا حتى قلبى. الدنيا مبتديش لحد حاجه ببلاش و لا حتى بتمن الا اما مره واحده بس. و فجأه. بتغفّله يعنى. عشان يا يمد ايده و يخطفها يا يعيش طول عمره يتندم و انا الاختيار الوحيد اللى كان قدامى هو يا اخطف يا اتندم. لو مكانى هتعملى ايه و اركنى قلبك على جنب.

حنين سكتت كتير قبل ما تنطق جملتها اللى كانت زى الطلقه اللى هتحسم الحرب: انا عايزه اعمل DNA لهديه!
حمزه بصّلها قوى بفزع و مش متخيل ان اللحظه اللى بيهرب منها كل السنين دى جات و وقفت قصاده بعِناد و مصممه تخبطه بس ياترى هتخبطه الخبطه اللى هتفوّقه و يرتاح و لا خبطتها بموته، .!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة