قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث

فاطيمه ام ادم نازله ع السلم و مجرد ما وصلت للدور بتاع بيت ابو رحاب باب الشقه اتفتح.
فاطيمه ابتسمت بودّ: اهلا يا ام رحاب
محاسن زعقت و هي بتشاور بإيدها: بلا اهلا بلا زفت. رحاب اللى ابنك ممرمطها معاه! رحاب اللى و لا كإنها متجوزه و مخلفه!
فاطيمه ردت بهدوء: و هي حد حرمها تبقى متجوزه و سيّبها بيتها بالعافيه؟ و لا حد حرمها تبقى ام؟

محاسن زعقت و هي بتقرب منها: ابنك مش محسسها انها متجوزه و رافض يتغير و لا يعترف بده و هي ردتهاله ف بنته!
فاطيمه بصتلها بصدمه: ردتهاله!

محاسن زعقت: اه ردتهاله. هتحس ازاى انها ام و هي مش حاسه انها متجوزه اصلا! و انتى جايه ترمّى كلام و تهلفطى عشان شايله البت. لا يا حبيبتى ده لحمكم و لو بتخدموا البت ف ده واجبكم او بتردوا واجب ابنكوا اللى شافطين دمه و بيصرف عليكم و بيته و مراته اولى بفلوسه دى. ده انتوا لولا فلوسه اللى مخلصها عليكوا اول باول دى كان زمانكم بتشحتوا و دلوقت بيكوا هو اللى بيشحت.

فاطيمه بصت وراها لرحاب بعتاب اللى دورت وشها عنها بخنقه.
محاسن شدت ايد فاطيمه ركنتها على جنب: سيبك من بنتى انتى هتخوفيها و لا ايه؟
ابو رحاب طلع على صوتهم و حاول يتدخل: ايه يا جماعه في ايه صلوا ع النبى. تعالى يا ست ام ادم جوه باركى البيت و نوّريه
محاسن بصتله بغيظ و فاطيمه اتعدلت بإحترام و اتحركت ناحية السلم: لا تسلم الف شكر
مصطفى: لا و الله. عيب يا ام ادم تجى و متاخديش واجبك انتوا بتفهموا ف الاصول.

فاطيمه خافت الحوار يكمل ف الدنيا تتعك اكتر ف انسحبت بهدوء: معلش مره تانيه. انا كنت نازله السوق اجيب حاجه و راجعه ف قابلت رحاب و امها ع السلم
محاسن شدت مصطفى وراها و قربتلها بهجوم: ايوووه. عايزه تقولى اننا رامين نفسنا عليكوا؟ واقفين ورا الابواب مستنينكوا؟ بنتى واقعه و مستنيه سيد الرجاله اما يجى يمن عليها؟

فاطيمه ردت بضيق: يا ستى انا لا قولت بنتك واقعه و لا انتوا راميين نفسكم. بنتك يوم ما تستنى جوزها ع الباب كده عمرها ما تبقى واقعه. دى هتقع بجد لو معملتش كده
محاسن شاورت بغضب: انتى جايه بتهددينا يا فاطيمه؟ يا مرات عابد النجار؟ بتتكنعروا على ايه ده انتوا كنتوا بتكملوا عشاكوا نوم!
مصطفى قرب بسرعه و شد محاسن لورا بيحاول يسكتها: عيب كده.

محاسن كملت و هي بتحاول تقربلها: لاء و رايحين تتبنوا عيل ملوش اهل و لا متوى!
مصطفى حاول يزقها لجوه: اتلمى بقا عيب كده الست محترمه و ملهاش لسان ف حنك
محاسن ردت بتهكم: و هي تقدر تتكلم؟ اللى عندها ابن زى اسم النبى حارسه تقدر يبقالها لسان ف حنك؟ ده جايبلها المسخره و قلة القيمه. و هما زى العبط راحوا لموه من الشارع!
مصطفى واقف بينهم و بيحاول يغلوش على كلامها و هو بيزقها لجوه.

محاسن كملت و هي بتقرب لفاطيمه: و لا عبط ليه و احنا اعبط منكوا؟ مالقيتوا العبط اللى يشيلوا عنكوا
فاطيمه عيونها دمعت لذكرى علاقتها بأدم و محاسن بصت لمصطفى اللى بيزعقلها: قال ايه، الوليه جايه تلقّح على بنتى عشان البنت معاها. ده انتى بتربى لحمكوا يا ست فاطيمه مش حد غريب.

فاطيمه انفعلت بصوت مهزوز: و انا مقولتش كده. هديه دى بنتى انا مش بنت بنتك. ده اتولدت على ايدى. كبرت و بتكبر على ايدى. انا اللى بغيّر و البّس و اودى للدكاتره و اشوفها بتكبر قدام عينى
محاسن بصتلها: و ايه يعنى؟ مش غريبه عنها. ستها. و لو غريبه؟ ف مش غريبه عليكى انتى ما انتى عملتيها قبل كده مع ابوها و ربتيه و كبرتيه و شيلتيه و هو غريب عنك.

مصطفى زعقلها بنفاذ صبر: و هي مش مجبره تعمل ده. هي لو عملت كده مع ادم ف عشان مكنش له اهل. كان طفل تايه ف مولد و اوته ف بيتها. ملهوش ام و لا اهل. لكن بنت ابنها لها ام حقها تصونها و ترعاها
محاسن زعقت بتهتهه: البت عيانه و محتاجه رعايه خاصه و هي فاضيه، فيها ايه يعنى اما تاخد بالها منها وراها ايه؟
مصطفى زعق: و بنتك وراها ايه؟ متاخدش بالها هي منها ليه؟ متخدمهاش ليه؟

محاسن شاورتله: ده انت ناقص تقولى تخدمها هي كمان
مصطفى بيزقها لجوه بنفاذ صبر: و متعملهاش ليه؟ مبتخليش انتى مرات ابنك تعمل كده؟ يا سبحان الله ان ابنك نكّد على مراته يبقى دكر و ان جوز بنتك اللى عملها يبقى دلدول. ان ابنك هنّا مراته يبقى دلدول مراته و ان جوز بناك عملها يبقى يبوس ايده وش و ضهر!

محاسن زعقت: ايووه قول كده. هو حد مضيعنا غيرك؟ و النبى ما حد هيجيب اجلى انا و بنتك غيرك؟ يا راجل الوليه جايه تهدد بنتى. لو موقفتش زى الجاريه ع الباب تستنى جوزها هتقع!
حاولت تقرب لفاطيمه و تطلع من الباب معرفتش من جوزها بصتلها من فوق كتفها و هو بيزقها: شالله كان وقع هو على جدور رقبته تتكسر و هو بينطلها من البلكونه عشان يعرف ان الله حق.

فاطيمه بصتلها بعدم فهم مستغربه. ادم مبيعملش كده. اتخانق مع رحاب كتير و قليل بس عمره ما كان متمسك بوجودها للدرجه اللى ميستناش يستخدم عقله! دايما هي اللى بتزن عليه يراضيها و اوقات هي بتنزلها! صدق احساسها ان ادم فيه حاجه متغيره! حاجه بيحاول يجاهدها! يقاومها!
محاسن بصتلها بتشفّى بعد ما فهمت من سرحانها انها متعرفش: ايه متعرفيش ان ابنك جالنا نروحهاله و احنا مرضناش؟

فاطيمه بصتلها و ابتسمت بأمل و هي خبطت بقبضة إيدها على كفها التانى: ايوه جه و مش جه زى ولاد الناس من الباب. لاء ده مجاش زى البنى ادمين اصلا. نطلها من ع البلكونه يستسمحها و بنتى اسمالله على قيمتها قالت لاء. مش هروح. و مش هنروحها الا اما يتربى و يعرف قيمتها
مصطفى زقها لجوه بنفاذ صبر و بص بالعافيه منها وراه لفاطيمه اللى بتسمعها بذهول.

مصطفى: انا اسف يا ست ام ادم. حقك عندى ع اللى حصل ده و انا بنفسى هطلع رحاب. هي بنتك بردوا
فاطيمه هزت راسها بضيق اما حست باللى ادم فيه. حست انه بيستنجد برحاب بشكل غير مفهوم او مباشر!
محاسن هتخرج هو اول ما لمح فاطيمه اتحركت قفل الباب بسرعه.
محاسن زعقت: تروح مين يا راجل انت اتجننت؟ بنتى غضبانه و انت عايز تروحها بنفسك لحد عندهم؟ عشان يسترخصوها؟ عايزهم يركبوا و يدلدلوا رجليهم؟

مصطفى: يا ستى ماهو الراجل عداه العيب جالها لحد عندها
محاسن: مش كفايه
مصطفى: و بالطريقه اللى قولتى عليها و مستناش
محاسن: بردوا مش كفايه
مصطفى: عايزه ايه تانى بقا؟ سيبى بنتك متخربيش عليها يا محاسن
محاسن شاورتله بغضب: اما يطفح دم قلبه. قال على رأى المثل الراجل اللى مراته تغضب و ترجع بالساهل لو ركبها تبقى تستاهل. خليه يتربى
مصطفى: يا محاسن سيبى البنت متخربيش عليها. بنتك اللى هتتربى.

محاسن: هقولك ايه يا مصطفى ما كلكوا مصطفى ابو حجر
هديه دخلت اوضتها بخنقه. حاجه خفيه جواها بتخنق فيها من فكرة العريس و القاعده معاه. حاجه هي مش عارفاها او مش لامساها بوضوح قدامها. ربما تكون الفكره بالنسبالها مزعجه فكرة ارتباطها بحد متعرفهوش لمجرد الجواز و خلاص من شخص مناسب. و ربما تكون العريس نفسه. بتحاول تقنع نفسها بكده!

كانت صاحبة مبدأ مش هتمسك غير ف الإيد اللى تخطفها. كانت بتحارب الكل عشان مبدأها. مجتمعها ف الصعيد اللى بيجوّز البنت صغيره جدا، ظروف وحدتها ف القاهره، كلام ستها، رغبة امها، خوفها. لكن حاليا. حاليا حست انها محتاجه تحارب نفسها قبل كل دول. تقاوم نفسها بالاستسلام!
شدت فستان بخنقه من غير ما تبصله و خرجت على اوضة حنين.
حنين كانت ف إيدها كتاب بتقراه. حطته جنبها بهدوء و ابتسمتلها اول ما دخلت.

هديه حدفت الفستان جنبها على حرف السرير بلامبالاه و اتعدلت جنبها: ها، ايه رأيك ف ده؟
حنين مسكت الفستان بصدمه: اسود؟
هديه اول مره تاخد بالها من الفستان ف بصتله ببرود و بصتلها بطرف عينيها و هي بتربع رجلها ع التانيه: امال اطل له بالابيض من اول قاعده؟

حنين ضربتها بغيظ نزّلت رجلها اجبرتها تتعدل بغيظ: تقومى تلبسيله اسود ف اول مره؟ مستعجله على ايه مانتى هتسوديله حياته هتسوديها بس مش لازم يا حبيبتى من اولها كده. غلط على صحته
هديه ضحكت بغيظ: احسن
حنين بصتلها بيأس: انتى يا حبيبتى نسيتى انك بنت؟
هديه اتعدلت بغيظ و شاورتلها بشراسه: لا بقولك ايه. انا بنت اه بس و لا محن و لا مكياج و لا رقه و لا مياصه و لا بحب محن البنات.

حنين حطت إيدها راسها بيأس: ولد بالغلط يعنى
حمزه كان متابعهم من اول ما هديه خرجت من اوضتها دخلتلها.
ابتسم بلهفه على الجو اللى كان مفتقدُه من فتره و قرب جوه.
قعد جنبهم على حرف السرير و حنين انسحبت بهدوء قبل ما يضمها.
هديه بصتلهم بطرف عينيها و سحبت الفستان و بعد ما اتحركت تخرج حست انهم محتاجين وجودها تلطّف الجو اكتر ما محتاجينها تسيبهم لوحدهم!
اتكلمت و هي رايحه ناحية الحمام: هورهولك عليا طااه.

سابتهم و حنين بتقوم حاولت تنسحب من الموقف حمزه مسك إيدها اجبرها تفضل جنبه و ابتسم بعتاب: حنين، حنينى مش كفايه كده. انا تعبت من بُعدك ده، لا قادر اتحمله و لا عارف اخطيه. و لا عارف اعمل حاجه اخرّج نفسى و اخرّجك من اللى احنا فيه ده
حنين رغم حدتها بصتله بعتاب حزين: انت مش رفضت التحليل؟ يبقى مش عارف ازاى بقا تعمل حاجه؟
حمزه مسك إيديها بعشق: انا رفضت عشانك
حنين بصتله بسخريه: واضح انك عارف كويس بتعمل ايه.

حمزه بصلها بحزن: لو هديه طلعت مش بنتى لا هعرف اواجهها و لا هعرف اتقبّل ده. و لو طلعت مش بنتك لا هتقدرى تواجهيها و لا هتعرفى تتحملى ده
حنين هربت بعينيها بعيد عشان حته جواها كانت بتصرخ من كده و هو قدر بسلاسه يحط ايده ع الحته دى.

حمزه قرب منها بحنيه: طب قوليلها انتى. ع الاقل حاولى تمهديلها الموضوع. اشرحهولها حتى لو هتطلعينى شيطان و وصليها لحد نقطة انها يا بنتى يا بنتك و المسأله مفهاش اختيار. التحليل هو اللى هيحكم. قوليلها التحليل هيحكم بالاعدام على حد فينا يموت معاكى وجع. انا مش هقدر اقولها ده. مش هقدر صدقينى. الموضوع فوق قوة تحمّلى. انا مقدرتش اقولك انتى ف يوم اقولها هي ازاى!

حنين بلعت ريقها بتوتر مجرد ما حط الامر بين إيديها. كانت بتطلب منه حريتها. كانت حاسه انها محبوسه من مجرد مسكه لكل امور حياتها و محتاجه تحس انها حُره. ليه دلوقت مخنوقه من فلتة إيده ف موضوع واحد ف حياتها رغم انه وعدها هيبقى جنبها!
حمزه بصّلها بتعب: ماهو مش معقوله هتقلعى جدرها من اصلها و نسبها فجأه كده من غير تمهيد حتى! لا عدل و لا رحمه و لا انسانيه حتى!

حنين بصتله بدموع لمعت ف عينيها بتعب من الحيره اللى كل ما تحسمها و تجى تخرج منها تغرق جواها بزياده!

حمزه بصلها بطرف عينيه ف لمحه سريعه على هديه اللى فتحت باب الحمام و بتستعد تخرجلهم: حاولى تقوليلها. جربى يا حنين لو شايفه انى اما بمنعك ابقى بظلمك يبقى جربى. انا من اول يوم دخلتى بيتى و انا اخدت عهد على نفسى قدام ربنا انى عمرى ما هظلمك. و ده بعيدا عن الحب. بس اعتبرتك امانه زى ما ربنا حطها ف سكتى من غير حول منى و لا قوه هيحاسبنى عنها و عن كل حولى و قوتى معاها.

حنين بصت ف عيونه قوى و بلعت ريقها بلغبطه كإنها بتبلع الصدق اللى جواهم.
حمزه ابتسم من ابتسامتها اللى هربت من جوه لغبطة تفكيرها و نورت وشها: و على فكره لو كان الامر بإيدى ف انا راضى اموت انا معاها و الحكم بالاعدام يصيبنى انا. بس ياترى هتبقى مرتاحه انتى و احنا بنموت قدامك!

حنين اتنفضت بفزع لمجرد الجمله اللى نطقها. كلمة الموت رهبتها.
هديه خرجت و قربت منهم و على بُعد خطوات منهم وقفت و لفّت بفستانها: بذمتك ايه رأيك يا حمبوذوو؟
حمزه ابتسم بحب و قرب منها مد ايده و هي حطت ايدها ف ايده و لفّت بدلع: اعجب؟
حمزه رفع حاجبه: تعجبى مين و الله ادخل اخرّجه بالبوكسر على نقاله
هديه ضحكت بمرح و بصت لحنين اللى لسه ضهرها لها: ايه رأيك يا ماما؟

حنين ملتفتتش او مخدتش بالها او هي مش معاهم اصلا. هي ف الدوامه الجديده اللى حمزه رماها جواها!
هديه لفّت و جات قدامها و حطت ايديها ف وسطها و هي بتلف و بتتفرج على فستانها: هاا؟
حنين بصتلها بس سكتت و عيونها شارده و هديه رفعت حاجبها لحمزه.
حمزه قرب و لف دراعه ضم حنين لحضنه و همسلها: هديه عايزه رأيك
حنين انتبهت بالعافيه: ف ايه؟
هديه برّقت: يا نهار اسووح. انت عملت ايه ف الوليه يا قادر؟

حنين بصتلها بغيظ: قولتلك متقوليش وليه دى تانى لا اخلى ابوكى يولول عليكى
حمزه ضحك بمرح على مشاكستهم و هديه قربت منه و سندت على كتفه بكوعها: انت لو ريسيفر مش هتظبطها و تلغبطلها ترددها كده. جاحد
حنين ابتسمت غصب عنها و هديه غمزتلها: يا حب
حمزه ساب هديه و قرب بمشاكسه لحنين ضمها عليه و غمزلها: طب ايييه؟ ده يجوز يا مولانا الربا ف الحب. ف من اعطاك حباً رده ضعفين.

حنين ابتسمت بشكل خرج عن ارادتها و هربت بعيونها بعيد.
هديه اتحركت بمرح من وراهم دخلت وسطهم و فردت دراعاتها وراهم ضمتهم من ضهرهم.
ضحكت بخفه: انزل بقا بمقطع الشوق الشوق. الحب الحب. بلوبيف بلوبيف
حنين ضحكت برقه و حمزه شاور بكف ايده ف وشها بغيظ: الله اكبر
حنين بصتلهم بغيظ اتبخر شويه بشويه من صوت ضحكتهم اللى عِلى فجأه و هديه بتعض حمزه من ايده اللى خمّس بيها ف وشها و حمزه جرى وراها بغيظ و الاتنين بيضحكوا.

اتنهدت بيأس و ابتسمت غصب عنها لحد ما هديه خطفتها بحضن من وراها و باست خدها.
حنين ابتسمت بإستسلام و رجعت على السرير. بتفرد ايدها لمست الكتاب فبصتله بهدوء قواعد السطوه ال 48 افتكرت اما اخدته من حمزه. كان بيقنعها انه بيساعدها تبقى قويه لدرجة تحتوى اللى قدامها جواها. واضح انه اداها وصفه مجربه ف شكل كتاب. ابتسمت بسخريه من موجة الاستسلام اللى جواها و اللى مبقتش قادره تقاومها تانى!

هديه قريت منها بإستغراب على سرحانها ع الكتاب ف إيدها: ايه ده يا ماما؟
حنين انتبهت من شرودها فبصتلها بهدوء كإن كل الحيره اللى جواها اتحسمت مش بس هديت. استسلمت للى جواها!
حنين ابتسمت: هاا، كنتى بتقولى ايه؟
حمزه كان بيعرف يقرا عيونها كويس و متابعهم بتدقيق من بعد ما رمى العرض بتاعه قدامها. و فهمها قبل ماهى تفهم نفسها حتى!

قرب قعد جنبها و هي بصتله بطرف عينيها و رغم ابتسامتها اتغاظت من ابتسامته اللى رسمت راحه على وشه مشافتهاش من يوم ما اختلفوا كإنه رجع امتلكها من تانى!
هديه شاورت قدام عيون حنين السرحانه: بقولك كتاب ايه ده؟
حنين ابتسمت بيأس و لفّت وشها لها و بصت للكتاب و بصتلها تانى.

هديه رفعت حاجبها و قدام ضحكة حمزه حنين بصتله بغيظ و شاورتلها بالكتاب: انا لا هعرف ابقى حما و لا هعرف اديكى وصايا ام العروسه العشر. انا هختصر الموضوع و هديكى الكتاب ده تحفظيه زى إسمك
هديه رفعت حاجبها: ايه جو سميحه ايوب و قواعد ليلة الدخله ده؟ إسمه إيه الكتاب ده؟
حنين قلبت بوقها: ما هو ف إيدك اهو متبقيش غبيه زى ابوكى
هديه برّقت للكتاب: قواعد السطوه؟ اعمل بيه إيه ده؟

حنين: ما انا لسه قايله تحفظيه زى إسمك متبقيش غبية زى ابوكى
هديه كتمت ضحكتها و هي بتبص لحمزه: ربنا يخليه
حنين اتجاهلت غيظه بكبرياء: الكتاب ده يا هدهد هو اللى هيضمنلك جوازه سليمه
هديه برّقت للكتاب ببلاهه: ده اكيد عن الطبخ، مقادير بقا و كده؟
حنين بصتلها بغيظ: لأ. ده فيه مقادير ذباله، عارفه الذباله؟
هديه ضحكت غصب عنها بذهول و هي بتشاور براسها.
حنين ضمت وشها: اهو الكتاب ده هيعلمهالك
هديه: عشانى؟

حنين: لا عشان العريس
هديه برّقت ببلاهه: هو العريس ذبال؟
حنين رفعت حاجبها: عشان تسيطرى عليه و تلجميه و تحكميه هو و بيته و اللى يتشددله
هديه بصتلها ع الكتاب و هزت راسها بإستفهام و حنين هزت راسها بتأكيد بهزار: أيوه، مؤلف الكتاب دا اسمه روبرت جرين
هديه رفعت حاجبها: ده إسمه و لا لونه؟
حنين بغيظ: هشتمك بأبوكى
هديه كتمت ضحكتها: طب كملى
حنين: ف كل قاعده من قواعد الكتاب ده بيعلم القارئ ازاى يبقى قوى و يسيطر.

هديه ضحكت برخامه: سيطر و تايجر
حنين بغيظ: هشتمك بأبوكى
هديه كتمت ضحكتها: أنا آسفه كملى طااه
حنين اتكلمت و طرف عينيها بيرف ناحية حمزه بإستفزاز: عشان تسيطرى ع اللى حواليكى لازم تبقى إنسانة واطية
هديه برّقت و حنين هزت راسها.
هديه: حاضر
حنين: لا قولى انا واطيه
هديه ضحكت بخفه: انا واطيه
حنين بصت على حمزه بطرف عينيها رغم انها مبصتلهوش و كملت: قولى انا كدابه
هديه بصت بحمزه ببلاهه: انا بنت دزمه.

حنين ابتسمت بإستفزاز على حمزه اللى مبرّق رغم انها مشافتهوش: لا حلوه. قولى انا بنت كلب بجد، انا مش هرحم حد
هديه ضحكت ببلاهه: أنا امى رقاصه
حنين ضربتها بالكتاب ف وشها: يا واطيه
هديه ابتسمتلها بإستفزاز: كده انا اتعلمته
حنين بصت لحمزه بجانب عينيها و كملت لهديه: في قاعده من الكتاب بتقول لازم تربطى مصلحتك ف مصلحة اللى حواليكى.

هديه رفعت حاجبها لحمزه اللى ضحك بغيظ اما فهم انها بترمّى الكلام ف حجره و شافتهم بيتكلموا بلغه تانيه.
بصت لحنين بغيظ: ما انا لو ربطت مصلحتى ف مصلحة اللى حواليا هنقع كلنا اول ما نيجي نقوم. هنلبس
حنين بغيظ: هشتمك بأبوكى
هديه ضحكت بيأس على عفويتها: طب معلش، كملى علمينى
حنين ضمت وشها بإستفزاز و بصتلها على حمزه: لا دى ابوكى يعلمهالك صح
حمزه ضحك بغيظ و هديه همستله و هي بتضحك معاه: انا ليه حاسه انى قُله هنا؟

حنين علّت صوتها تغطى على همسهم: القاعده اللى بعد كده بتقول انك لازم تنطى على مصلحة غيرك و تركبى عشان تطلعى
هديه عضتلها بوقها بمرح: علمينى النط يا حنوون
قبل ما حنين ترد حمزه رد قبلها بمشاكسه يلاغيها: لا دى بتاعة ابوها. و على رأى المثل طول ما معاك بط اتعلم النط، هو مش بردوا البط لسه بيحب النط
حنين كتمت غيظها من جرائته و حمحمت: القاعده اللى بعد كده بتقول ان كتر الكلام يضيع الهيبه.

هديه ضحكت ببلاهه: و كتر البرشام يعمل مصيبه
حنين ضربتها بالكتاب على راسها بغيظ: يا بنت حمزه
حمزه رفع حاجبه: اللى هو شبه يا بنت الكلب كده؟
هديه ضحكت بخفه: مدلعها انت يا حمبوذوو انشف اكده يا واد صافيه
حنين ضربتها تانى بالكتاب على قفاها بغيظ: القاعده اللى بعد كده لازم تلفتى الأنظار، ف القاعده دى او ف أى تجمع بعد كده
هديه ضحكت ببلاهه: حتى لو كان التجمع الخامس؟
حنين رفعت عليهت الكتاب بغيظ: هشتمك بأبوكى.

هديه كتمت ضحكتها لحمزه اللى بيبص لحنين بغيظ رغم فرحته انها بترجع لمشاعرها شويه شويه.
عض بوقه بمشاكسه و هي بيقرب جنبها ع السرير بمرح. رفع المفرش شويه عليهم كإنه بيعدله و مد إيده من تحته ضمها بمشاكسه.
حنين اتخضت بخجل. سحبت نفسها بسرعه و هي كاتمه ضحكتها لهديه: لازم يبقى عندك دم. هاا دم. و تتكسفى على دمك ده
هديه كعمشت وشها بغيظ اما لاحظت حمزه بطرف عينيها: ايه رأيك ادلق العصير على نفسى و انا داخله؟

حنين ضمت وشها بإستفزاز: لأ العصير ده انا اللى هدخله
هديه رفعت حاجبها ببلاهه: عشان الغموض؟
حنين ضربتها بالكتاب على راسها: لا عشان لو شافك بمنظرك ده و فستانك ده هيطفش و انا و انتى هنغلب عقبال ما نلم غيره
هديه برّقت جامد قدامهاو رجعت برّقتلها و شاورت على نفسها و حنين هزت راسها بإستفزاز.
حمزه كاتم ضحكته بالعافيه و هديه بصتله و هي لسه مبرّقه.

حمزه ضحكته بتطلع شويه شويه لحد ما ضحك بصوته كله: انا لا يمكن اضحك عليكى. لا يمكن.

ادم قاعد و مميل راسه بين إيديه بإرهاق.
امه حاولت تكتم ضحكتها بالعافيه: حد يعمل كده؟
ادم رفع وشه و ابتسم بخنقه.
فاطيمه غمزتله: طب كنت قولى و انا اجى معاك
ادم رفعلها حاجبه بتهكم: و كنتى هتعملى ايه يا بطوط ده انتى بتغوصى وسطهم ف الكلام. ده انا ساعات بحسك بتخافى منهم
فاطمه بتتكلم و ضحكتها بتطلع شويه شويه مع الكلام لحد ما عليت: كنت هغنيلك. يا رحااااب، انا طاااه، اه يانا يا غلبى.

ادم ضحك غصب عنه و قام فتح البلكونه و وقف بخنقه.
فاطيمه وقفت جنبه و لسه هتكمل هزار بصت ف وشه بقلق.
ادم بياخد نفس ورا نفس بيحاول يكتمهم بالعافيه و بيحاول يخرّجهم بردوا بالعافيه.
امه مسكت إيده بخضه: ادم، ادم في ايه انت عامل ف نفسك كده ليه؟ مجرد موقف و عدّى!
ادم زعق و هو بيدخل بعصبيه: لا مش مجرد موقف و لا معداش. معداش يا امى. معداش. انا تعبت. تعبت و كنت بتحمّل بس دلوقت لاء مبقتش قادر.

فاطيمه برغم عصبيته و عصبية الموقف ردت بهدوء: ليه يا ادم؟
ادم بصّلها بذهول: ليه يا امى؟ عشان تعبت، عشان زهقت، عشان غلاطه و لسانها طويله، عشان مهمله ف بيتها و ف بنتها و فيا و
امه قاطعتها على هدوئها: ليه دلوقت؟ عصبيه و شكاكه و نكديه و و، بس ده من اول يوم جواز مش من دلوقت. انت ناسى جيت و قولتلى ايه تانى يوم فرحكم؟ دى غضبت ف اول اسبوع جواز عشان تورتة الفرح بتاع مرات اخوها زايده عن تورتة فرحكم دور!

ادم اتنرفز: و بتسألى ليه!
امه: اه بسأل ليه دلوقت! انتوا من سنين كده. بدآتوا حياتكم كده. اتجوزتها كده و كملت كده و المفروض اتعودت ف ليه دلوقت من مجرد موقف اعصابك بايظه كده؟
ادم هيتكلم هي قاطعته: و اذا كان على انها ف انت بتتخانق معاها اكتر ما بتتخانق مع مراتك
ادم زعق بتهتهه: عشان مش مطلوب منى استحملها هي و امها
فاطيمه حبت توريله السبب بس بشكل لبق او بشكل صح: ايه اللى اتغير يا ابو هديه؟

ضغطت على اخر كلمه و هو عشان فهمها اتنرفز: هي اللى المفروض تتغير. او انا اللى كان عندى امل تتغير بس مفيش حاجه بتتغير. مفيش. مفيش بيتغير غيرى. بقيت زفت و كل يوم ازفت
فاطيمه مسكت إيده بهدوء و قعدته و قعدت قدامه و قصدت قعدتهم تبقى جنب بنته: انت راجل متجوز يا ادم
ادم رفع وشه و اخد نَفس عنيف و هي كملت: و مفيش راجل متجوز بيبقى كده
ادم اتعصب بتهتهه: كده ازاى يعنى؟

من عصبيته امه فهمت انه فهمها تقصد مفيش راجل متجوز بيسيب مشاعره بسهوله لواحده تانيه و بدون مقاومه منه.

ادم وقف بخنقه: مفيش راجل متجوز كده فعلا. مفيش راجل متجوز بيطفح الكوته ف شغل زى شغلنا و يرجع بلاقى مراته تطفحهاله ف البيت. مفيش راجل متجوز بيرجع يوميا يلاقى مراته عند امها بحجة انها جنبها، لاء و متغديه معاها و تسيبه يطفح لوحده، لا و تتقمص اوى لو طفح برا. مفيش راجل متجوز مراته بتبقى مبسوطه انه بينام لوحده و هي لوحدها، حتى لو ده طلبه، بس مفيش ست بتعشق جوزها بتحب ده. مفيش راجل متجوز مبيرتاحش ف بيته. ده اللى مفيش راجل متجوز بيبقى فيه انما المشاعر دى مش بتاعتنا. مش بإيدينا. الشئ الوحيد اللى بإيدينا مقاومتها و انا ربنا يعلم.

قال اخر جمله بخنقه و فاطيمه سابته يخرّج كل الطاقه السلبيه لجواه عشان يهدى و ردت بعقلانيه: انا قصدت مفيش راجل متجوز كده بيتعب من مجرد مشكله مع مراته و الا كانت كل الرجاله بتنهج
ادم بصّلها بلغبطه متضايق ان اللى جواه طلع بسلاسه او يمكن اللى جواه قوى.

فاطيمه طبطبت على ايده: حبيبى انت راجل متجوز. عندك شوية مشاكل و تعب؟ و ايه يعنى؟ ما كل البيوت كده! بس بردوا عندك بنوته زى القمر ربنا يشفيها و زوجه بتحبك و بتغير عليك
ادم وقف بخنقه و ولع سيجارته و رجع للبلكونه.
فاطيمه حست انه بينسحب من الحوار ف محبتش تضغطه اكتر عشان ميعندش.
اتحركت طبطبت على كتفه و استعدت تخرج ادم لف وشه و مسك إيدها باسها بتعب: حقك عليا.

امه ابتسمت بحب: حق ايه و حق مين! الحق ده بتوع الزعلانين، انا امتى بزعل منك؟
ادم بصلها بضيق: على الموقف بتاع
امه قاطعته: ملكش دعوه ده شغل ستات. قالت كلمتين و اتفشّت و خلاص
ادم ابتسملها بالعافيه و باس راسها: خليكى كده دايما جنبى يا ماما. متتخليش عنى. متعمليش زيهم
فاطيمه ابتسمت بعيون دمعت و ضمته و خرجت.

هديه دخلت اوضتها حدفت الفستان الاسود و قعدت بملل. فتحت دولابها تانى بضيق و فضلت واقفه شويه قدامه بغيظ اختفى فجأه و ظهر مكانه ابتسامه غريبه لمعت عيونها مجرد ما وقعت على فستان معين. مدت إيدها لمسته بلهفه و ظهرت قدامها لمحات مبهجه و هي لابساه و صوت ادم بيتردد حواليها كإنه معاها ف المكان.

ادم: خدى غيرى هدومك و البسى دول قبل ما ننزل
هدهد بتردد: ما بلاش. انا معايا غيار كان ف شنطتى اللى على كتفى هلبسه و
ادم: لاء. البسى ده
هديه انتبهت من شرودها على مسكتها للفستان و خخى رافعاه على وشها بتشمه و بعفويه ضمته بحنين غريب.

مجرد ما غمضت عيونها و هي بتضمه رجعت شافت ادم قدام عيونها المغمضه و هو بيبصّلها و متنح.
رن صوته و هو بيبصلها ببلاهه: خايف اقول يخربييت الجمال يتخرب بيتك انتى
انتبهت و هي مبتسمه اوى و بتلقائيه ضحكت و هي بتضحك غمضت و رجعت شافت نفسها و هي كانت بتضحك برقه طلعت تلقائيه خلته غمض عينيه و هو مبتسم و بيلف وشه وراه و بيهز راسه بحماس.

انتبهت و هي بتبص للفستان بلهفه و تمتمت بلهفه: ادم
فجأه رن صوته من تانى كإنه حواليها لدرجة غمضت عيونها.
ادم: هاا
هدهد: سبحان الله. اللى يشوفك و ميعرفكش بجد يقول انك ابن ناس
ادم برّق و رجع بوشه لها بغيظ: و انتى سبحان الله اللى يشوفك و يعرفك بجد يقول انك بنت جزمه.

فتحت عيونها و ضحكت اوى ضحكه خفيفه نورت وشها.
فضلت ماسكه الفستان شويه بتبصله بحنين. انتبهت بالعافيه من سرحانها و بصتله ف إيدها بحيره كإنه خطفها من نفسها. حاولت تفتكر هي كانت بتعمل ايه او هما قدام دولابها ليه لحد ما استوعبت بالعافيه ف وشها بهت بضيق.
بعد ما كانت هتاخده بصتله برفض و رجّعته مكانه و بعشوائيه شدت فستان تانى و اخدته و خرجت على اوضة حنين.

ادم بعد حواره مع أمه نزل شقته بخنقه. مش عارف بيهرب منها و لا من خنقته. خطواته شارده وسط شروده فاق على منظر قدامه عرّفه انه بيهرب من الاتنين. من نفسه حتى!
بص للهدوم ف إيده بذهول. بص بإستغراب لشنطه صغيره على محطوطه رجليه و مفتوحه و إيده جواها ضامّه الهدوم اللى فيها!
حرّك عينيه حواليه بحيره يفهم هو نزل امتى و فتح دولابه و خرّج الشنطه دى!

اتنفض بلهفه من الصوت اللى رن حواليه. اتلفّت حواليه بحنين كإنه متوقع وجودها و مش عارف ده من كتر قُرب الصوت و لا من قُربها!

ادم بص بقلق لهدومها المبلوله و فيها كذا قطع و شاورلها ع الحمام: ادخلى
هدهد بصتله بتوتر و هي بترجع لورا: ادخل فين لا مؤاخذه؟ لالا و الله ما ينفع انا لسه متعشيه
ادم حرّك إيده على وشه و بسرعه شال إيده و زقها بيها لجوه: اقلعى
هدهد برّقت: اسمع يا اسمك ايه انت. من بالليل عمال تستهبل و احضنينى و امسكينى و انا بقول هلوس من الضربه. لكن كله الا كده. قلع و حمام ده انت شويه و هتقولى نضرب عرفى.

ادم زقها لجوه بغيظ: ششس ايه بكابورت؟ يخربييت الافلام الهابطه. ادخلى غيرى هدومك عقبال ما اشوفلك حاجه تنفع ليكى.

ادم ابتسم غصب عنه بحنين و عينيه راحت على اوضته و اتوهّم انه شايفها لسه و هو بيخرجلها بالهدوم.

هديه اخدت الهدوم بسرعه و رزعت الباب ف وشه و هو غصب عنه إبتسم. استغرب انها حتى مقفلتش الباب بمفتاح و وقف لحظات بشرود فاق منه على إيدها اللى بتشاور بيها قدام عينيه.
ادم بمجرد ما إنتبه هيتكلم وقف بالكلام مع عينيه اللى اتحركت عليها او على الهدوم عليها و شافهم ف صوره تانيه و اتضايق انه شاف الصوره اللى قدامه احلى.

ادم انتبه من شروده ع الهدوم ف إيده و افتكر اما منير بلّغه ببلاغ رحاب و هو راح القسم تابع الموضوع و قفل البلاغ و جابله الهدوم!

وقف بخنقه فتح البلكونه و هو مخنوق. حاسس الدنيا بطولها و عرضها مش سايعاه!
مجرد ما فتح البلكونه و بص لتحت عينيه لمعت بلهفه لدرجة حاول يتحرك يشوف هو شايفها بجد و لا ده اللى جواه!
وقف بلهفه على اصوتهم بتتردد حواليه تحت.
نسناس بغيظ: يخربيييت معرفتك. بص انت اخرك معايا المشوار ده و الليله السوده دى و اخلعنى.

ادم رفع حاجبه: اخلعك؟ انت مراتى و انا مش واخد بالى؟ ما تيجى نضرب حتتين عرفى انا و انت الاول قبل ما اخلعك
هديه كانت قربت على اخر جملة ادم و سمعتها ف برّقت و فتحت بوقها بصدمه: يخربيييتكوا بتعملوا ايه؟ حتتين عرفى ايه اللى تنيّلوهم؟ انتوا شواذ؟
ادم فتّح عينيه قوى بصدمه و حط إيده على راسه بنفاذ صبر و نسناس ضحك و هو بيسند كوعه على كتفه: البس يا سطى.

ادم ضحك بخفوت بعينيه قبل صوته. مجرد ما انتبه حاول يهرب لجوه. قبل ما يسيب البلكونه رجع بدون سيطره على نفسه بص لتحت تانى.
ميل اوى و شرد بحزن و كإنه شايف قدامه حزن عيونها و هو راقد ممدد جنبه مفتوح و هي بتصتله بقلق و بتهز راسها.
نسناس ميل عليه: ادم. فوق. انت كويس مفكش حاجه. دى خربوش صغير يا صاحبى و ياما دقت ع الراس طبول.

ادم فتّح بالعافيه و بص على البنت و بصّله و إبتسم بالعافيه: مش قولتلك هتيجى ف النهايه! شكلها النهايه يا صاحبى.

ادم فاق من شروده بملامح منقبضه. حاول يميل اكتر كإنه عايز يقنع نفسه انها موجوده!
اتحرك بعصبيه و هو خارج لبرا بيتمتم بألم: لا مش النهايه. لالا مش النهايه
مجرد ما خرج للصاله وقفة عينيه ع الكنبه ف الصاله وقّفت حركته.
رن حواليه صوته و هو بيشد مشرط من العلبه اللى نسناس حطها قدامه و قرب بيه على وش هديه و هي رجعت بضهرها و وشها لورا.

ادم بغيظ: ايه رأيك انى اموّتك دلوقت و اخليكى تقابلى ربنا حراميه دوبل؟ مره للراجل و مره للشقه!
هديه شاورت بإيديها الاتنين بتراجع: لالا خلاص
غمض عينيه بلهفه و قبل ما يفتّحها سمع صوته و هو بيزعق لهديه: انتى غبيه يا بت؟ انتى مش حاسه بالمصيبه اللى انتى فيها؟ طب انا و متعود انتى ايه بقا هاا؟ ده انتى مسيّحه دم الراجل على شنطه و حبة فلوس! و لو وقعتى هتلبسى البدله الحمرا
هديه ضمت بين حواجبها: بدلة ايه؟

نسناس ضحك بخفه و ادم حط إيده على وشه يكتم عصبيته و رد بسخريه: بدلة الرقص
ادم ضحك بحنين و هو لسه مغمض عينيه. فتّح عينيه و بيتحرك لبرا سمع صوتها جاى من وراه لدرجة إتلفت وراه بخضّه.

هديه زعقت بغيظ: ايه ايه. انت رايح فين انت؟ انت مش سامع كلام الدكتور؟
ادم لف وشه لها و رفع حاجبه و هي اتراجعت بلغبطه: التمرجى. الاشول. البتاع ده قصدى
ادم ضحك غصب عنه بتعب و هي قربت عليه: ايا كان الشئ ده ف هو قال متتحركش لا تنزف تانى
ادم ببرود: و انتى مالك؟
البنت اتلغبطت: ما انت لو تعبت تانى هنحتاس بيك و ساعتها هنتسوّح
ادم مد إيده بشكل مهزوز لقدامه كإنه بيلمسها او محتاج يلمس وجودها.

سمع صوت ضحكتها بصوت عالى جدا ضحكه رقيقه وقّفته للحظات و كان هيقول حاجه و غيّرها: طب ما انتى ضحكتك حلوه مع ان يعنى شكلك...

غمض عيونه بتعب و عينيه فتّحت ببطئ اتحركت حواليه كإنه تايه.
عينيه وقعت ع المرايه قصاده و شاف نفسه. دقق ف ملامحه اوى و حس انه شايفها.
مد إيده لمس صورتها اللى ظهرت قدامه ع المرايه و حرّكها بلهفه عليها و ف لحظه اتبدلت صورتها و ظهر هو مكانها و إيده بتتحرك على صورته.
إيده وقفت على دراعه و سمع صوتها من تانى حواليه: انت ازاى جسمك كده مع ان شكلك عادى؟
ادم ابتسم: عادى يعنى.

هديه: لا قصدى يعنى جسمك منسق جدا. شكلك بتروح جيم مع ان يعنى حالتك.
شاورت بإيدها و هو بصّلها بتريقه: و هو انتى اللى جايه من مدينة الرحاب؟
ادم رفع إيده من ع المرايه و ضم قبضته بخنقه. شرد لحظات بشكل مخنوق و حته جواه بتلومه لو كان قالها حقيقته من وقتها قبل اى حاجه جت بينهم بعدها و حته تانيه بتقوله لو كان قال مكنش حاجه بينهم بعدها اصلا!

ضم قبضة إيده بعنف خبط ع المرايه كسرها و مجرد ما رفع إيده شافها قدامه إتخضت و رجعت لورا و صوتها رن حواليه بمرح: خلاص انت خُلقك ف كم إيدك و لا ايه؟

ضحك غصب عنه بإستسلام لموجة الحنين اللى جواه و بيمد إيده ياخد مفاتيحه شافها عليها دم.
اتحرك بضيق للحمام يجيب حاجه يلفها مجرد ما عدّى ع المطبخ حس انها لمحها. وقف بلهفه و بص وراه شاف طيفها بيبتسمله مع صوتها اللى خطف خطواته لعنده: انت بتشتغل ايه؟
ادم رفع حاجبه: انتى حوله؟
هديه هتتكلم ادم شاورلها على بوقها: ششش انا صدعت. انتى بتشتغلى ايه يا بت انتى؟

هديه رفعت حاجبها و اتكلمت بلهجته اللى رد بيها عليها: انت احول؟
اتخنق من الحيره اللى جواه من انهى افضل كان قالها و لا لاء! كان حتى قالها على شغله! لاء كده اريح!
نزل بإيده المتعوره من غير ما يهتم يلفها حتى كإنه بيهرب.
مجرد ما مد إيده فتح باب الشقه و خرج و بيقفل بالمفتاح سمع صدى صوتها من وراه فبص وراه قوى و ابتسم ابتسامه مكسوره!

هديه فلتت من ادم و قربت على نسناس على باب الشقه: يخربيييتك انت بتعمل ايه؟
ادم اتوجّع بغيظ و هي رجعتله بسرعه: هو بيهبب ايه؟
ادم شاورلها على بوقه بغيظ و متكلمش.
هديه سكتت لحظه و بصت لادم عليه: هو بيعمل ايه؟ انتوا تعرفوا حد هنا؟
ادم رفع إيده بغيظ و هي اتخضت و رجعت خطوه لورا و هو حطها على وشه مسحه بيه بنفاذ صبر.
هديه رجعت جنبه و بصت لنسناس: هتسرقها هاا؟ هاا؟

نسناس بص وراه لادم و ضحك براحه و ادم نفخ بضحكه خفيفه و قرب منه اخد منه الحاجه و شاورله يرجع.
البنت: اه اكيد هتسرقها مش جاى تتصور جنبها سيلفى. الله
ادم ضحك بخفه غصب عنه و هو نازل ف وسط ضحكته بيحرّك وشه وقف بذهول على رحاب قدامه.
اتمنى لو متهيئله زى تهيؤاته من شويه بس هو عمره ف غياب رحاب ما اتهيئله وجودها! عمره ما احتاج وجودها للدرجه دى!

بصّلها قوى كإنه بيتأكد من وجودها او بيفهم هي جات امتى! مكنتش موجوده و فجأه ظهرت ف سكته!

رحاب فوّقته من شروده على صوتها اللى اتكلم بسخريه: بتبصلى كده ليه؟ لا تكون فاكر انى طالعالك! انا طالعه اخد هدوم و حاجات محتاجاها و ماشيه!
ادم بصّلها برفض و بدون كلام اتخطاها و نزل.

هديه وقفت تحت المايه بضيق بتحاول تكتمه بشوية مرح يغطوا ع الربكه اللى جواها.
اخدت حمام و خرجت و قبل ما تتحرك لمحت حنين بترتب حاجه على سريرها.
هديه رفعت حاجبها و هي بتقرب منها و حاولت تمسك الفستان من ايدها: ايه ده يا حنوون؟
حنين بصتلها بطرف عينيها: جيباهولك هديه يا هديه
هديه كعمشت وشها بهزار: ع اساس ان ده افيه و كده؟

حنين هزت راسها و هي مبتسمه و هديه حاولت تشد الفستان من ايدها و بصت للونه الكاشمير: حنوون انتى واخده بالك انها مجرد قاعدة تعارف مش دُخله و لا الزهايمر اشتغل؟
حنين هزتلها راسها بإستفزاز و اتخطتها وقفت قدام التسريحه فردت حاجات من الميكاب شكلها جديد.
هديه رفعت حاجبها و هي رايحه عليها و حطت ايديها ف وسطها: و واخده بالك كمان انها حتى مش خطوبه؟

حنين هزتلها راسها بإبتسامه مستفزه و اتحركت فتحت علبه خرّجت منها كذا جزمه بكعب بألوان مختلفه و حطتها قدامها بتختار.
هديه حطت إيدها على قورتها بغيظ و قربت منها: و هل انتى بردوا واخده بالك انها قاعده هتتعمل لاول مره؟ يعنى حتى لو تمت هتخطب مش هتشقط
حنين بصتلها بغيظ و اتخطتها فتحت علبه صغيره خرّجت كذا طرحه سواريه و رفعتهم قدام عينيها بتختار.

هديه بصتلها بجنب وشها وراها و برّقت ع الطرح و قربت منها بغيظ شدتهم: لا دول لا بتوع قاعده و لا واقفه. دول اخرهم اوضة نوم و معاهم طبله و رق و يتلفوا ع الوسط. دول مش طرح شعر ابدا
حنين زعقت بغيظ: بت
هديه كعمشت وشها بيأس: يا ماما انا مش رايحه اتشقط
حنين: ياريت يا شيخه، كنت هتآكد انك مجتيش بنت بالغلط
هديه ضمت حنين بدراعها: لا يا حنون انا مقدرش اعيش من غيرك
حنين ضمت بوقها بغيظ و بصتلها: بس انا اقدر.

هديه شاورتلها: مقدرش يجى عليا يوم مشوفكيش
حنين ضمت وشها بإستفزاز: انا اقدر
هديه رفعت حاجبها: ده انا اموت
حنين زقتها حدفتها ع التسريحه بغيظ: ده انا اللى هموووت
هديه ضحكت غصب عنها و حنين قربت منها و شاورت بتحذير: بت، تميلى و تتعدلى و تتممى القاعده دى، بلا جواز صالونات بلا جواز انتريهات. هتتنيلى تحبيه بعد الجواز
هديه رفعت وشها بغيظ: و لو محبتهوش؟

حنين زقتها على وشها حدفتها ع التسريحه بغيظ: ياكشى شالله عنك ما حبتيه
هديه رفعت وشها بتضحك بالعافيه: يا ماما انتى ليه محسسانى انى هند صبرى ف نفسى اوى كده؟
حنين ضربتها كفتها ع التسريحه بكوميديا: و انتى ليه محسسانى انى لو سيبتك هتتنيلى تحبى و تدخلى علينا بدكر بط حتى؟
هديه رفعت وشها بغيظ و هي بتفرك رقبتها من ورا: هو انا شبهها اه بس مش لازم تجرحينى ف احاسيسى خبط لزق كده. هاتهالى ع الهادى.

حنين حطت إيديها ف وسطها بتنهج و بصت للبس و بصتلها: ع الهادى حاضر. قدامك تلات دقايق و تخرجى بالفستان ده و الطرحه دى و الا هشنقك بالطرحه و اكفّنك بالفستان و مش هاخد عزا حتى
هديه رفعت إيديها بخوف مصطنع و هي بتجرى تخطف الفستان من وراها ع السرير و جريت جوه.
رجعتلها بسرعه خضتها: حنون انا عايزه اقولك انك مش امى
حنين رغم هزار الموقف ابتسامتها اختفت و تمتمت بتلقائيه: مش امك!؟

هديه هزت راسها بعد ما كعمشت وشها بمرح و لفت دراعها حوالين حنين: هو طبيعى ف المواقف اللى زى دى انتى اللى تنزلى بالتتر ده. مع موسيقى تصويريه حزينه و ريأكشن مصطفى كامل ف كليب دقت الساعات و تقوليلى.

حنين برقت و هديه فكت دراعها من حواليها و حطت كفوفها الاتنين على صدرها بدراما مَرحه: تقوليلى. هديه يا بنتى بنعيش والوقت بيسرقنا، و بنمشى و نسرح في طريقنا، و الأيام اللى بتجمعنا ممكن ف ثوانى تفرقنا و تقومى ساكته شويه وتقوليلى ( علت صوتها بإنفعال مرح ) انتى مش بنتى. انا لقيتك على باب معبد يهودى
حنين بصتلها ثانيه اتنين تلاته بدون رد فعل و مره واحده مسكتها من شعرها و هديه انفجرت ف الضحك.

حنين كانت لاول مره ميعجبهاش هزار هديه و لا تقبله بس حاولت تدارى ده بإنفعالها.
هديه بتتكلم بالعافيه من الضحك و هي بتخلص نفسها من بين ايديها: ماهو مش معقول هقولك لاقيانى على باب جامع. قديم الجو ده. جامع ايه ده احنا لو دورنا ورا الحجه تعلبه هنطلع انا و حمزاوى من اصل بنى قريش
حنين ضحكت غصب عنها و هديه رغم ضحكتها معاها باستها خطف من خدها و اخدت لبسها و دخلت الحمام تلبس.

حمزه دخل من وراها و ضمها من ضهرها و همسلها: عقبالنا
حنين برغم رقة ابتسامتها فتحت عينيها بغيظ و برّقت: نعمم؟
حمزه عض بوقه بمشاكسه: الصراحه هدهود فتحت نفسى ع الجواز
حنين زقته بغيظ: جوااز؟ تانى يا واد صافيه؟
حمزه ضحك بصوته كله: امووت انا
حنين شاورت ف وشه بتحذير و هو بيرجع بضهره و هو بيضحك بخوف مصطنع: ده انا اللى هموّتك يا شيخ عشان اخلص
حنين زعقت بغيظ: حمزه.

حمزه ف خطفه ضمها من وسطها بدراع واحد عليه و قرّب وشه بيلاعب ملامحها بملاغيه: جوازنا. فتحت نفسى على جوازنا. انا قلبى يقدر يشيل غيرك يا آنوون
حنين همست بخفوت: تانى؟
حمزه اتكلم بهمسها: و عاشر. و لو رجع بيا الزمن هعيدك من تانى حتى لو غيّرت الف حاجه حواليكى
حنين ابتسمت برقه و هو رفع وشه لفوق بمرح و هو لسه ضاممها: يا دين محمد. مش بقولك الجو ريحته جواز و الليله شكلها مباركه بإذن الله. صح؟

حنين غمضت عيونها و همست برقه: صح
الاتنين اتفاجأوا بنفسهم مفصولين عن بعض و كل واحد ف جهه و هديه بينهم.
حمزه رفعلها حاجبه بغيظ و حنين هزتلها راسها بيأس.
هديه ضحكتلهم بإستفزاز و بصت لحنين و رفعت حاجب: لا هو الجو ريحته محن بس هو اللى مش شامم كويس
بصت لحمزه و نزّلت حاجبها و رفعت التانى و كتمت ضحكتها: و الليله شكلها منيله بستين نيله بس هي اللى مش واخده بالها.

حمزه كزلها على سنانه بغيظ ف انكمشت بخوف مصطنع. بصت لحنين بطرف عينيها شافتها بتعضلها بوقها بغيظ ف نزّلت دراعاتها من عليهم و رجعت لورا من وسطهم و رفعت إيديها بضحكات مكتومه: ايه يا جماعه وحدوا الله انتوا على اخركوا و لا ايه؟
حمزه حطلها إيده على رقبته بغيظ يأكد انه على اخره.
هديه غمزته بإيدها ف جنبه بمرح: احنا بنضحّك معاك يا بلدينا
حمزه عض بوقه بغيظ و هي كتمت ضحكت و شاورتله على حنين: نيتك مش صافيه.

حمزه قرب منها بغيظ: صافيه دى تبقى امك
هديه بتكتم ضحكتها بالعافيه و هي بترجع لورا: امك انت
حمزه رفع حاجبه: نعمم؟
هديه بتضحك بخوف من ريأكشن وشه: و ربنا صافيه دى امك انت
حمزه قرب و هي شاورتله بمرح: بهزر يا مرضان. مهتهزرش؟
حمزه ميل عليها مسكها من قفاها بيميلها بغيظ و حنين مسكتها من كتفها و بتميلها بغيظ معاه: لا بهزر. تدوقى هزار الصعايده بقا و لا تتلمى؟

هديه جريت و هي بتضحك بمرح: لموا انتوا نفسكم قدامى اليومين دول لا افضحكوا و ربنا و انتوا عارفينى مبسترش ف حته ابدا. واحده مبتشوفش دكر حمام حتى و عايشه ع العيش و الجبنه طول ماهى مسافره و انهارده هتقعد مع دكر بحق و حقيقى و انتوا من الصبح عاملين نمرة محن محترمه قدامها. يبقى اييه؟
حنين رفعت حاجبه: اييه؟
هديه ضحكت ببلاهه: يبقى لو مفيش ادب هيبقى في اداب
حمزه برّق و هي جريت من قدامه رجعت الحمام تلبس.

حمزه ضحك لحنين اللى ضحكت بيأس: مش هتعقل
هديه خرجتلهم بالفستان و حاولت تدارى كسوفها من الفستان اللى غالبا مبتلبسش كده: و اعقل ليه ده انا داخله على جواز حتى! هو في حد عاقل بيتجوز اصلا!
حمزه صفّرلها و هي غمزتله.
حنين ابتسمتلها بحب و اخدتها قدام المرايه و ابتدت تحطلها ميكاب.
هديه ساكته بغيظ و حمزه ركن على حرف التسريحه جنبهم و كاتم ضحكته.

حنين بصتله بطرف عينيها: على فكره انا لو سيبتها لنفسها هتقلب باربى. دى عمرها ما اتكحلت حتى
هديه بصتلها بغيظ: انا واثقه ف نفسى و مش هحط غير لجوزى
حنين ابتسمت برخامه: مانتى بتحطيله اهو مختلفناش
هديه سكتت بغيظ و حنين حطتلها لمسات خفيفه.
حنين ابتسمت و هي بتساعدها تلف الطرحه و تتمم لبسها: كبرتى يا هدهد و بقيتى عروسه.

هديه كلمة عروسه خنقتها ف عينيها لمعت بحزن غريب ظهر مع اتنين ظهروا ف جواها ف وقت واحد كإنها عارفه انهم واحد. احتاجت ادم اخوها و افتكرت ادم بتاعها!
ردت بعفويه: كان نفسى أوى ادم يبقى هو اللى معايا
حنين فهمت احتياجها لأدم اخوها و برغم حزنها اتنفضت من مجرد فكرة الحقيقه اللى هتوجع الكل و بقت مرتبطه ظهورها بظهوره.
حاولت تكتم حزنها مع دموعها و ابتسمت بتتويه: وانا أم رجل مسلوخه يعنى مش ماليه عينك؟

هديه ابتسمت بإنتباه: ده انتى البركه كلها يا ماما
حنين رفعت حاجبها: لأ البركه ده يبقى ابوكى
هديه ضحكت بخفه مع حمزه اللى بص ف موبايله و بصلهم: الناس برا هنزل اقابلهم لحد ما تخلصوا، متدخلوش الا اما اجى اخدكوا.

حمزه نزل و فتح الباب و ابتسم للناس و هو بيرحب بيهم. شاب ف اواخر العشرينات تقريبا و امه و ابوه.
دخّلهم الصالون و قعد دقيقتين و استأذنهم و خرج.
امه وقّفته ف طلعته للسلم: على فين يا ولدى و مهمّل ضيوفك لحالهم؟
حمزه ابتسم لفوق و هو شايفهم نازلين: هجيب هديه و امها
امه بصتلهم وراها بغضب و بصتله: واه، هتضحّك علينا الخلق عاد؟ من ميتى عندينا حريم هتقعد مع رجاله لحالهم؟ هي الهانم نسّتك عوايدنا للدرجادى!

حنين قربت منهم بهدوء: و هنقعد لحالنا ليه؟ ربنا يبارك ف راجلنا و راجل البيت. يا طنط
الحاجه صافيه بصتلها بغضب و بصت لهديه: و ايه المسخره اللى ف خلقتك دى عاد؟
هديه اتضايقت: نعمم؟
الحاجه صافيه: كنت هزعل من ابوكى ان امك نسّته عوايدنا. انتى نسياها لحالك
حمزه مسك إيدها بإستعجال باسها: امااه الله يخليكى مش وقت مرازيه دلوقت. مش يوم المناكفه ده
امه بصتله برفض و سابته و طلعت اوضتها.

مسك إيدها بضيق: على فين الضيوف مستنينا!
امه شدت إيدها منه بحده: لحالك. و لا لحالك ليه ما الدوّار بقيت دوّار حريم و انت الحريم بالذات ربنا مكترهم حواليك
حمزه بصّلها بزعل و هي سابتهم و طلعت.
حنين بصتله و هزت راسها بيأس و هو لمح هديه مكشره ف ضمها و باس راسها و اخدهم و دخل.
الناس ظريفه بس القاعده تقيله ع الكل. تقيله على هديه اللى باين جدا عليها و تقيله على حمزه عشانها.
حمزه همسلها: تبسّم للنبى طيب.

هديه فردت ملامحها بإصفرار و حمزه رفعلها حاجبه: لا اكتر
هديه فردت وشها اوى لدرجة بيّنت سنانها و حمزه كتم ضحكته بالعافيه: مش للدرجادى يا جزمه
هديه همستله بغيظ: اقوم ابوسه من بوقه احسن؟
حمزه ضحك غصب عنه بشويش و هي همستله: هو الحليوه اسمه ايه؟
كمال اللى كان قاعد قصادهم رد بإبتسامه: كمال. مهندس كمال
هديه بصتله بإبتسامه صفرا: ده الباشمهندس رامى مناخيره عندنا
حنين بصتلها بيأس و هزت راسها لحمزه اللى غمزلها.

كمال ابتسم: و ايه المشكله اما اسيبها عندكوا؟ هي مش حليوه بردوا؟
هديه كعمشتله وشها برخامه و هو ابتسم: اسمى كمال
هديه: الكمال لله وحده
كمال ابتسم: مهندس
هديه رجعت ضهرها لحمزه و همستله: هو ماله منشكح كده ليه و ايه الابتسامه العريضه دى؟ هو فاكر نفسه كمال الشناوى و لا ايه؟
حمزه ضحك بخفوت جنبها و حنين نكزته بكوعها و هو نكز هديه ببلاهه.
كمال ابتسملها: مش عايزه تقولى حاجه؟

هديه اتعدلت ف قعدتها بجديه و حنين همست لحمزه: ربنا يستر بنتك هتشوّحه ع الجنبين
هديه: ايه اهم انجازاتك؟
كمال ابتسم بهزار: انجازات ايه هو انا بعمل انترفيو عند ابو هشيمه؟
هديه كعمشت وشها لحمزه: ابتدينا نستظرف
كمال اتحرك قعد بشكل قريب منهم و هديه كعمشت وشها لحمزه: ابتدينا نتسهوك
كمال ابتسم بهدوء: انا ياستى ماما سفرتنى برا اخدت شهادتى من امريكا. و نزلت مسكتنى شركة بابا الله يرحمه و حاليا هتموت و اتجوز.

هديه بصتله ببلاهه: انا مالى بأمك؟
كمال: نعم؟
حنين حطت إيدها على راسها و هديه بصتله: انا بسآل عن انجازاتك مش انجازات امك
كمال ضحك بخفه و حاول يهزر: اه. لا انا اعجبك. ف الانجازات بصى معنديش
هديه رفعت حاجبها: نعم؟
كمال ضحك بهزار: معنديش ياما ارحمينى
هديه كعمشت وشها لحمزه: لا و ظريف كمان
حمزه كتم ضحكته و هي بصت لكمال: بص يا كونو
كمال رفع حاجبه: نعم؟
هديه ضحكت ببلاهه بتقلد رده: كيمو. كيمو كونو.

حمزه ضحك غصب عنه بصوت عالى و حنين هزت راسها بغيظ: تفتكر في امل؟
حمزه همسلها على هديه: بعد البيره و لا قبل البيره؟
كمال ابتسم بهزار لهديه: طب مانتى لطيفه اهو
هديه: لا و بنكّت كمان و بألش و بنوّر ف الضلمه
كمال ابتسم بملاغيه: و انا بعرف اقول كلام حلو. خليط حلو صح؟
هديه كعمشتله وشها: لاء انا المقياس الوحيد للجواز عندى هو المجهود. الكلام الحلو ده تحطه ف سندوتش حلاوه تفطر بيه الصبح.

حنين همست لحمزه بغيظ: قووم. بنتك سلخت الراجل يبقى كالعاده
كملوا قعدتهم ف وقت بسيط و الناس مشيت و هديه طلعت اوضتها.
حنين دخلت وراها بترقب: هديه هموت من الفرحه. مش مصدقه ان
هديه قاطعتها ببراءه مصطنعه: يعنى تفرحى و تموتى و لا تزعلى حبه صغننه و تعيشى؟
حنين بصتلها بغيظ: هديه
هديه لفت وشها لها و ربعت إيديها: محبتهوش
حنين قعدت بيأس: يابنتى الحب مبيجيش ف لحظه كده.

هديه سرحت فجأه و كانت عايزه ترد بحاجه و غيرتها اول ما انتبهت: خلاص خليها مرتاحتلهوش. حلو كده؟
حنين قعدت جنبهل بمحايله: يابنتى ده احسن من غيره
هديه رفعت حاجبها: مانا لازم اعرف غيره عشان اعرف انه احسن.

حنين بصتلها بنفاذ صبر و بصت لحمزه اللى غمز لهديه و قعد جنبها بهدوء و باس راسها و ابتسم: و لا يهمك. طول ما انتى ف بيت ابوكى انتى لسه ف امان. لا خسرتى حاجه و لا تستعجلى حاجه. اى قرار هتاخديه هنا مهما كان لكى وقتك و حريتك. عشان الجاى كله مبنى عليه. الجاى مفهوش قرارات و لا اختيارات. و حتى لو فيه اختيارات و قرارات بتبقى قرارات محسومه و بخساره كمان
هديه ابتسمت بحب له و باست ايده: بابا، انا بس.

حمزه: و طول الوقت هتلاقينى وراكى و بدعّمك مهما كان
حنين بصتلهن بغيظ و وقفت قصادهم و شاورت بإيديها ف وشهم بنفاذ صبر.
حمزه ضم على هديه بخوف مصطنع و حنين سابتهم و خرجت بتبرطم: محدش مدلعها غيرك
هديه ضحكت بخفه و حمزه ضحك معاها: ما ادلعها
هديه حدفتله بوسه و هو غمزلها: و بعدين ايه؟ ما الراجل كان بيدلع بردوا
هديه بصتله بغيظ: ده دمه. دمه يلطش. ده لو زعلنى يوم و جيت اشرب من دمه هيجيلى تسمم.

حمزه ضحك غصب عنه: خلاص مشيّته
هديه شاورتله بغيظ: ده فاكر نفسه كمال الشناوى
حمزه ضحك: خلاص، خلاص مشيته
هديه شاورتله: ده ده. ده كان عامل ماسك زبادى بالخيار انا مش عاملاه
حمزه ضربها بخفه على قفاها: مشيته
هديه بغيظ: ده الواد سايح على نفسه. ده كان فاضله تكه و يبوسنى قدامك. ده بقوله انجازات يقولى بعرف ف الكلام حلو. ده
حمزه شاورلها بتحذير: هجيبه
هديه ضحكت بغيظ و حمزه ضحك معاها.

هديه ضحكت بمرح: و الله يا حمزاوى أنا مش ضد الإرتباط، بس زى ما بيقولوا أنا مليش خلق للبدايات و لا فيا حيل للنهايات
حمزه ضحك بصوت عالى و هي ضحكت معاه.
حمزه غمض عين و بصلها بعينه التانيه و هي ابتسمت بتوتر: طب و عهد الله انا كار الجواز و الامومه ده ما كارى
حمزه فتّح عينه و غمض التانيه و هي ضحكت بإرتباك.
حمزه اتعدل قدامها بهدوء: هاا بقا مش هتحكيلى؟
هديه ضمت بوقها ببراءه: عن ايه؟

حمزه بصلها بطرف عينيه: اول مره تخبى عليا حاجه يا هديه
هديه فركت إيديها بتوتر: هو مفيش حاجه اوى
حمزه غمزلها: يا حبيبتي أنا عارف عينيكى كويس. معمصه
هديه ضحكت بغيظ و هو غمزلها: ف لما تنور زى اللمبه يبقى لازم يكون فى
هديه ضحكت بإستسلام: يا خوفى يا بدران لا تنور يومين بالكتير و تقلب حنفيه
حمزه ضحك بصوته كله: بردوا ايه؟

هديه اتوترت و هي بتحاول تصيغ جمله تنفع: صدقنى مفيش. او لسه مبقاش فى. او يمكن لسه مشاعرى مش بالقوه اللى تغلبنى. لسه انا اقوى منها و بغلبها
حمزه ابتسم: بس المشاعر الحقيقيه مش بتحتاج قوه محفزه عشان نخرجها
هديه بصتله شويه بحيره و هو بصلها بإهتمام: هو إسمه ايه؟
هديه تمتمت بخفوت و هي مبتسمه: ادم
حمزه اتهز بتلقائيه و بصلها قوى و هي اتكلمت بعفويه مش حاسه بإهتمام حمزه اللى بيدقق ف تفاصيلها، ،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة