قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني والثلاثون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني والثلاثون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني والثلاثون

انس رن على ادم موبايله مردش. بعتله مسدج ان المعمل كلمه نتيجة التحاليل ظهرت يروحوا يستلموها و هو هيسبقه يتقابلوا هناك.
انس اخد عربيته لحد المعمل و هناك قابل الدكتور اللى اداله التحاليل و شرحله اللى فيها.
انس بص للدكتور اوى بصدمه و بص للتحاليل.
مد إيده بفزع كلم هديه: عايزك دلوقت يا هانم
هديه استغربت لهجته: في ايه؟
انس زعق: في انك مبتحسيش، هيموّت نفسه عليكى و عشانك و انتى مش هامك غير ازاى تاخدى حقك.

هديه ردت ببرود لمجرد فهماه مع انها مستغربه عصبيته: اه، يعنى
انس زعق: ادم عمره ما كان كده، عمره ما كان بالضعف اللى يخليه ياخد مهدئات و منومات عشان يعرف ينام! التحاليل بتاعته بتقول انه بياخد مضادات للإكتئاب و من فتره كمان!

هديه انتبهت بفزع. الجمله كلها على بعضها مفزعه بالنسبالها. مضادات اكتئاب ايه و مهدئات ايه! تحاليل ايه و ادم عملها ليه! للدرجادى!
انس زعق بإندفاع: ده موقعش كده يوم ما خسر اهله! ده شاف بسببك اللى مشافهوش يوم ما بقى لوحده و شاف ابشع حاجه ممكن يشوفها عيل ف سنُه!
هديه ضيّقت عينيها بإنتباه، الجمله قدام عينيها مش موزونه! ادم مين اللى خسر اهله!

عابد شد ادم قصد الحوض و بيوضيه غصب عنه وسط صرخات ادم المكتومه.
خلص وضوء و فرشله المصليه: صلى يا ادم
ادم مسك دماغه بصداع.
ابوه وقف جنبه و قدّم عنه خطوه: استقيموا للصلاه
ادم فرك دماغه و عابد علّى صوته بإقامة الصلاه: الله اكبر
ادم صرخ بعنف و فاطيمه اتنفضت بجرى عليه.
عابد كمل تكبير بصوت عالى و ادم صرخاته بتزيد و جسمه ابتدى يتشنج لحد ما نزل ع الارض.
صرخ بجنون قبل ما يغمى عليه: رحااااااااااب.

فاطيمه نزلت ع الارض جنب ادم حاولت تمسكه و هو بيزقها بعنف و بيترفع و ينزل بهبد.
عابد كمل تكبير و اقام الصلاه بهدوء و ابتدى يصلى بصوت عالى. مجرد ما قرآ الفاتحه ادم صوته اتزمم و ابتدت صرخاته تبقى مكتومه عنيفه.
ابوه خلص الفاتحه و قرأ ايه الشياطين و هنا ادم وقف بهيجان و ابتدى يرزع و يكسر ف البيت بهيستريا لحد ما وقع مغمى عليه.

عابد كمل صلاه بهدوء و قعد جنب رقدته ع الارض و حط إيده على راسه يتمتم و ما هم بضارين به من احد
كررها مره ورا مره و ادم اتنفض بعنف و من عنف تشنجاته وشه ازرقّ لدرجة مناخيره و بوقه بيحدفوا دم.
فاطيمه بصت لجوزها اللى طلع ورقه من جيبه و ابتدى يقرا منها ايات قرأن بدون ما يسمعلهم.
فاطيمه صرخت فيه: انت بتعمل ايه الواد بيموت و انت واقف تقراله قرأن؟
عابد مبصلهاش و كمل قراءه.

ادم صرخ بعنف ف وشه بصوت غريب: بس بئااا اخرررس. اخرررس
عابد متابعُه بطرف عينيه و مكمل ف قراءة قرأن.
ادم قرب بهجوم عليه يشد الورقه منه ابوه رجع بإيده لورا و كمل قراءه قرأن.
ادم صرخ بعنف: اخرررس. اخررررس بقولك اخررس
عابد و هو لسه مكمل قراءه مد إيده التانيه طلع موبايله من جيبه رن على حد و قفل و رجع كمل قراءه.
ادم بيصرخ و يصرخ و يصرخ لحد ما جرس الباب رن.

عابد شاور لفاطيمه ع الباب و هي متحركتش و ماسكه ادم بتحاول تسيطر على تشنجاته.
عابد اتحرك و هو لسه مكمل فتح الباب و دخل واحد!

انس راح لهديه الجريده و دخلها مكتبها.
هديه بصتله بتهكم لإنها شبه فاهمه جاى ليه.
انس ابتسم و حاول يتكلم او يبتدى بهدوء: مش هتقوليلى اتفضل؟ عيب عليكى ده انا عامل معاكى احلى واجب ف العشوائيات و لا على رأى ادم يا وطينة اللى خلع بعد الدلع
هديه ابتسمت غصب عنها و شاورتله بهدوء.
انس قعد و رفع حاجبه: شكلك متفاجئتيش انى جاى. انتى كنتى مستنيانى صح؟

هديه اتعدلت على كرسيها بسخريه: زى الافلام العربى القديمه. لازم البطل يبعت صاحبه. مندوب الغرام و يحفظّه هيقول ايه. ف طالما ابتدناها عربى يبقى هتمشى عربى. بس هابط اوى
انس ضحك بغيظ: انا فعلا هصدق انك انتى و ادم شبه بعض يا هدهد
هديه كعمشت وشها بإشمئزاز و هو غمزلها بمرح: طب مش خايفه لا مندوب الغرام يطمع فيكى لنفسه.

هديه رفعت حاجبها و انس ضحك بخفه: زى الافلام بردوا. و المندوب و الله لا متجوز و لا متنيل و عنده شهاده بكلامه ده
هديه كانت هتقول حاجه رفعت حاجبه و برّقت: شهادة ايه؟
انس ضحك اوى ببلاهه: شهادة معاملة اطفال و الله
هديه ضحكت اوى غصب عنها و هو ضحك معاها.

انس ابتسم بجديه: عموما انا لا جايلك من ادم و لا عشانه و الله. انا جايلك عشان طالبين اقوالك مع علا بعد ما قفلنالها القضيه و ساعدناها و طالبه شهادتك ف المحكمه اللى اتفقنا هتقوليها و هي انك كنتى على تواصل معاها فهمتيها هتعمل ايه و ده بتعليماتنا لكى
هديه هزت راسها بتأكيد و تابعت شرحه للتفاصيل بإنتباه.

انس: بس. انا مرضيتش ابعتلك الاستدعاء على هنا عشان المنظر العام بس و حضرتك مبترديش على الموبايل ف كان لازم اجى
هديه ابتسمت بطرف عينيها: و انت بقا بتروح للكل كده؟
انس رفع حاجبه و هي بصتله و غمزتله بخفه: و لا نقولها صح. انت بقا بتروح عشان الكل كده و لا علا زبونه بقا؟
انس بصّلها ببلاهه: زبونه ايه انا فاتح طابونه؟ ده عايزه تتربى
هديه ضحكت جامد: و انت اللى هتربيها؟ ده انت عايز تتربى يا نسناس.

انس عض بوقه بغيظ و هي ضحكت اكتر: لا بس حلوه علا دى هاا
انس شال ملف من قدامها حدفه عليها: ما تخليكى ف حالك احلى
هديه ضحكت اكتر و هو ضحك معاها: انا قولت افك النحس للشله الفقريه دى يمكن العيب من عندى
هديه بتهكم: ليه بقا و انتوا ايه اللى فقركوا؟ ما الدنيا ماشيه
انس فهم انها تقصد ادم ف كعمش بوقه بمرح: لا ده رئيس عصابة الفقر. ده المخترع.

هديه بصت بعيد بتهكم و انس بصّلها بهزار مخبى وراه اللى عايز يقوله: اسكتى ده كان اه المتخزوق الوحيد فينا بس اهو عادل شكلنا لا يتقال عننا ملناش ف الجواز انا و هو منير. قام اتفقر بعد اللى حصله و قعد قعدة الولايا زينا
هديه بصتله بفضول و انس كان قاصد يمتص انفعالها بفضولها ده بعد ما رمى جملته و قطم بقية الكلام يتابع عينيها.
هديه اترددت بتهتهه: ماله. ماله يعنى؟

انس ضحك بغموض: ماله ايه ده اتفرمت؟ الواد نسى انه متجوز و مخلف و بيته؟ خمس سنين من دماغه بخخخ
هديه بصتله بذهول و من لهجة انس مش قادره تكدّبه: يعنى ايه بخخ؟
انس حكالها عن اللى حصل مع ادم و انه نسى و لحد دلوقت مش فاهم.
هديه اتصدمت: يعنى ايه الكلام ده؟ طب. طب مش يمكن مثلا حد حطله
انس قاطعها و حكالها اللى عملوه و مشوارهم للمعمل: روحنا المعمل و عمل كافة التحاليل اللازمه.

هديه انتبهت تربط بين الكلام اللى قاله ف الموبايل و الكلام اللى قاله دلوقت: و بعدين!
انس: النتيجه لسه ظاهره من شويه الدكتور كلمنى بلغنى انها مفهاش حاجه. يعنى مخدش حاجه
هديه ملامحها اتقبضت و هو اخد نَفس طويل و مسح وشه: الدكتور قال ان عينة الدم مفهاش اكتر من مفعول ادويه نفسيه. مهدئات و منوم و ادوية اكتئاب و ده من فتره، يعنى قبل ما يحصل اللى حصل.

هديه قلبها اتهز خارج عن ارادتها: طب. نروح لدكتور نفسى و هو يقول اذا
انس قاطعها: روحنا، و من قبل نتيجة التحاليل، مقدرتش استنى عليه يا هديه، ادم حالته وحشه انا اللى مش عايز اقلقه و خوفت نستبسط الموضوع يتأزم
هديه صوت اتهز بدمعه محبوسه: و قالك ايه؟

انس: الدكتوره قالت الضغط العصبى يعمل كده و اكتر، بس انا مش عارف اقتنع، ادم طول عمره عايش تحت ضغط مع رحاب، حياتهم من اول ما ابتدت و هي كده، ف ليه دلوقت حصل كده! ليه عقله رافضها دلوقت!
هديه بصتله بقلق رغم فضوله و مجذبتهاش غير جمله ليه عقله رافض رحاب دلوقت! معقول تكون هي السبب! حبها مثلا للدرجه دى! في حب كده! مش قادره تحدد احساسها هي كده محظوظه و لا مُذنبه!

انس سكت شويع و شاورلها بحيره: ف البدايه كنت بحسب ادم بيستعبط. مع انه مش محتاج. هو كده كده كان واخد قرار انفصاله عن رحاب من يوم ما رجع من مأمورية العشوائيات. و انا نفسى كنت بحاربه لكن بعد كده اما حكالى تفصيلا الضغط اللى عايش فيه قدّرت موقفه. و ابوه كمان وافق خاصة بعد موقفها يوم الخطف. ف ايه اللى هيخليه يمثل انه ناسيها؟ خايف منها مثلا؟
هديه بصتله بفضول: ضغط ايه؟ هو كان عامل ايه معاها؟

انس بصّلها بجديه و هي اتراجعت: قصدى ليه قرر يطلقها انت بتقول مضغوط!
انس حكالها كل تفاصيل ادم الصغيره قبل الكبيره اللى حكهاله. حتى تفاصيل حياتهم الخاصه بما فيها طلبه منها تتغير ف العلاقه الخاصه، حكالها رد فعلها تفصيلا سواء معاه او فضحته قدام ابوه و امه و ابوها و امها!

هديه افتكرت رحاب فردت الموضوع ده بالذات قدامها ازاى! كده حصل فعلا و الاسكرينات صح، لكن مش بالشكل اللى اترسملها! كل حكايه فعلا جواها حكايتين ضد بعض!
جواها حته ابتسمت بتلقائيه انها مش السبب و مطلبش ده بسبب مقابلتهم ف شقة الدعاره و رسمت العلاقه قدامه بالعكس زى ما رحاب قالتلها. و حته تانيه بتتعصر من الغيره!
بصت لأنس بإندفاع: الكلام ده كان امتى بالظبط؟
انس شاور بحيره: يمكن وقت.

هديه قاطعته بإنتباه: اما طلب منها تعمل ده. تحديدا كان امتى بالظبط؟
انس من ملامح هديه حس ان الاجابه هتفرق معاها اوى ف اختا انسب اجابه: بعد ما رجع من مأمورية العشوائيات مباشرة.

انس مكنش عارف الوقت بالظبط لكن هو اختار الوقت ده تحديدا عشان هنا بس ادم مكنش مع هديه ف الاجابه متمسهاش بشكل يجرح صورتها قدام نفسها و لا يجرح صورة ادم قدامها انه خان بسهوله! و من ابتسامة هديه اللى اترسمت بإرياحيه قدر يستنتج انه اختار الاجابه الصح!

هديه انتبهت لتركيزه معاها ف اتعدلت بتوتر و هو ابتسم: ادم مكنش بيبيعك وقتها و لا كان بيخونها بعد كده! ادم كان خايف من نفسه اوى، مش هو الراجل اللى يخون و لا هو اللى الراجل اللى يكذب، و وجودكم انتوا الاتنين ف حياته كان هيجبره يعمل ده. عشان كده حاول معاها و عشان كده ضعف قدام حبه ليكى. عشان الغبيه رمى نفسه بضعفه بين ايديها مع ان ضعفه ده مش بسببها، اداها فرصه من دهب كانت ممكن تقلب بيها الحكايه و مع ذلك ضيعتها زى ما ضيّعته.

هديه بصتله بتوهان و هي بتربط بين كلامه و كلام ادم. يعنى ادم مكذبش، او ع الاقل مظلمش!
انس: رحاب كانت سايبه بنتها طول الوقت عند حماتها، من يوم ما البنت اتولدت، يعنى فاضيه و مفيش حاجه تشغلها عنه، و يمكن ده اللى شرخ علاقتهم من الاساس، من ناحيه انها مستخسره فيها الاهتمام مش معندهاش وقت و من ناحيه تانيه انها مش مهتميه بالحاجه الوحيده اللى رابطاها بأدم و هي بنتها!

هديه بتلقائيه رن ف ودنها كلام ادم عن بنته ف بصت لأنس بإهتمام كإنها محتاجه تسمع اكتر او محتاجه تسمع كلام ادم بصوته يمكن وجعها يهدى!
انس: بس عارفه، انا مش مستغبيها، دى واحده القدر نصفها اكتر من مره و اداها اكتر من فرصه و هي ضيعتهم، يبقى هو النصيب، النصيب عماها و حكمها تعمل ده عشان يعديها و يعدى!
هديه دوّرت وشها بكبرياء لمجرد رفضها الطريقه اللى اتوجدت بيها ف حياتهم.

انس: انتى عارفه ان يوم ما ابوه دخل المستشفى رفضت تقف جنبه! ادم ساب ابوه ف العمليات و لتانى مره يرمى ضعفه بين ايديها و يحتاجلها و طلب ده، بس هي اتغابت! مفهمتش انها بتاخد فرصه ورا فرصه و رصيدها بيخلص! معرفش كانت ضامنه وجوده منين على رأى ادم!

هديه بصتله فجأه بعد ما كانت مديره وشها بعيد. يعنى ادم يومها سابها عشانها! عشان يروحلها! اختار رحاب اللى كان بينهم مسافات ف وقت مكنش مسموحله يتحرك و سابها هي و هي كانت معاه! الغيره اتملكت منها رغم حالتها!
بصتله بعصبيه: بس، بس هي كانت هناك. انا شوفتها يومها ف المستشفى
انس هيتكلم هي انتبهت لحاجه و شاورتله: عشان كده كنت عايزنى امشى!

انس حط إيده على وشه: صدقينى كان غصب عنى! انا كنت عامل عليكى اكتر! كنت عارف هتحسى بإيه او شكلك هيبقى ايه!
هديه صوتها اتهز غصب عنها: و هو انت عارف انا دلوقت حاسه بإيه! شكلى ايه! شكلى ايه قدام نفسى و قدامكم و انا البنت اللى بتلف و تدور مع راجل متجوز!

انس بصّلها بجديه: شكلك زى ماهو متهزش. البنت المحترمه اللى فاتت وسط مية راجل و طلعت سليمه. انا قولتها لأدم قبلك انى بحترمك جدا و احترمتك اكتر بعد اللى حصل و احترمت رد فعلك و بُعدك رغم وجودى هنا دلوقت عشان ترجعى! احترمت البنت صاحبة المبدأ اللى مبادئها مبتتجزئش!
هديه غمضت عيونها بألم و افتكرت كل وجعها الفتره اللى فاتت.

انس: انتى عارفه ان يومها رفضت تقف جنبه و تبيع الدهب عشان محتاج فلوس لعملية ابوه اللى جات فجأه! رغم انه ساب المستشفى و راحلها مخصوص و طلب ده مباشرة!

هديه افتكرت هي عملت ايه يومها. افتكرت وقفتها جنبه و مقدرتش تمتن للحظ انه ساعدها من غير ما تقصد و لا انه جرحها لمجرد اتحطت ف مقارنه وقتها!

انس حكالها انها طلبت من ادم بعد كده الدهب عشان امها و حكالها رد فعل ادم وقتها بإحساسه برد فعله بعدها بقراره وقتها!

هديه بتسمعه بصدمه من اللى بتسمعه و هو حكالها تفاصيل اكتر عن علاقة رحاب ببنتها و علاقتها بحماتها.
هديه بصتله شويه بضيق: هو ادم متعود يتكلم عن خصوصياته برا؟

انس فهمها ف نفى بصدق: صدقينى ادم عمره ما جاب سيرتها و لا سيرتك لا قدامى و لا قدام حد. مش ادم اللى يعمل كده. بس جه للاخر و فاض بيه. كان مخنوق حرفيا زى اللى معبّى و محتاج يفضى. كان بياخد قرار الانفصال و محتاج يحس انه مش ظالم خاصة ظالم لوليه. ف كان عايز يسمع حد شايف من برا. خاصة انه مش مطلع حد على بيته و خصوصياته ف الكل كان رافض حكاية الطلاق و بيقوله حاول لمجرد اننا بنتفرج و بس او شايفينه الراجل اللى افترى على بيته لمجرد انه حب تانى.

هديه غصب عنها صوتها اتهز بوجع مع دموعها: هي ست شافت جوزها، بيتخطف من واحده تانيه
انس زعل على رعشة صوتها: هديه متبصلهاش من الناحيه دى، صدقينى انا كنت زيك كده.

هديه دموعها نزلت من غير ما تحس: امال ابصلها ازاى! شوف كل اللى انت قولته ده مبرر لها هي مش ليا انا! هي اخدت كل حاجه و هي صاحبة كل الحقوق و لها كل الصلاحيات حتى المبررات! كل اللى انت قولته ده مبرر انه يسيبها، يخونها، يتجوز عليها، يعاقبها! لكن مش مبرر ليا! مش مبرر لكذبه عليا! ادم كذب عليا يا انس! شرخ علاقتى بيه شرخ عمره ما هيتداوى حتى لو سابها!

انس: انا كنت ضده و بهاجمه قبل ما اسمعه، بس صدقينى اما سمعته نظرتى للحكايه اتغيرت، اسمعيه يا هديه، لازم تسمعيه، ادم يستحق فرصه تانيه، و حتى لو معرفتيش تدهاله ف ع الاقل مش هتندمى بعدين.

هديه: ادم كان بيسلسلنى بالحب. كان هيقولى اه لكن كان مستنى اما يضمن وجودى. يضمن انه امتلكنى. انى حبيته بشكل يرضى رجولته و غروره و يعوض النقص اللى حاسُه مع مراته. كلامك مريحنيش اد ما وجعنى. بيّنلى انى حتى لو مكنتش تسليه ف مش حب اد مانا تعويض نقص. حاله كان نفسه يعيشها. حاجات كان نفسه فيها. اللى داقه مع رحاب هو دوّقهولى. كان عايز يضمن وجودى عشان يوم ما اعرف حقيقته معرفش اسيبه. كان بيخنقنى بالحب عشان معرفش اتنفس من غيره و معرفش ابعد!

انس: ادم بيحبك
هديه عيطت: حب اللى اخده منى. حب النقص اللى لقاه معايا. ف فرق بين حد بيحبك و حد بيحب اللى بياخده منك. و ده اللى عاشه مع رحاب و دوّقهولى. هي يمكن تكون محبتهوش اد ما حبت اللى بتاخده منه و هو محبنيش اد ما حب اللى اخده منى!

انس: بردوا هقولك اسمعيه
هديه: سمعت بما فيه الكفايه. سمعت خذلانى لثقة ابويا. سمعت عتاب امى. سمعت عقلى اللى مش راحم حالتى. سمعت مراته اللى برغم كل اللى عملته معاه اسمها ف الاخر زوجه بتحافظ على بيتها و جوزها من واحده دخيله عليهم.

انس بصّلها بشك: هي رحاب جيتلك؟
هديه غمضت عينيها بألم و افتكرت كلامهم.
انس اتأكد: قالتلك ايه؟
هديه: ايا كان اللى قالتهولى هي معاها حق.

انس: ايا كان اللى قالتهولك هي انانيه مبتفكرش غير ف نفسها، لو كانت بتفكر ف جوزها و بيتها اللى بتقولى عنهم دول كانت راحتله هو مش انتى. التصليح يبقى من ناحيته هو، لكن هي جاتلك تخرب، تخرب حياته اما لقت الحكايه من ناحيتها كده كده خربانه. محبتش تخسر لوحدها. مصانتش العِشره و لا العيش و الملح بينهم.

هديه وقفت و زعقت بإنهيار: و هو مصانش العيش و الملح ليه اللى بينى و بينه و هو بيوريها صورى معاه! مفكرش ليه ف العِشره و هو بيرخصنى قدامها و بيوريها الرخيصه اللى ماشى معاها و هي ف حضنه!
انس بصّلها بصدمه: انتى بتقولى ايه!
هديه قعدت بتعب: مراعاش ثقتى فيه ليه! معملش حساب كرامتى ليه! حقه يصلّحها بس مش بيا! مياخدنيش ف حضنه و يروح يقولها اهى، شوفى عندى البديل لو متعدلتيش هجيبهالك بالشرع!

انس وقف برفض: ادم لا يمكن يعمل كده. مستحيل!
هديه عيطت: ده معملش حساب انها ممكن تفضحنى. و انها فعلا كانت قادره تعمل كده و بدل ما تقولى انا تقول للدنيا بحالها
انس: و انا بقولك يستحيل ادم يعمل كده. ادم اللى بيغير عليكى منى و من منير و احنا التلاته اخوات يستحيل يعريكى قدام حد بالشكل المهين ده. هي قالتلك ايه بالظبط!
هديه غمضت عيونها بألم و كل الوجع اللى جواهم خرجوا ف صورة دموع.

انس لف من المكتب و قف جنبها: صدقينى في حاجه غلط. ادم اللى قرر يجى على نفسه عشان ميوجعكيش، و اللى قرر يشيل وجعك بدالك يستحيل يعمل حاجه زى دى
هديه رفعت وشها و بصتله بعيون تايهه و برغم استفسارها مقدرتش تتكلم.
انس محبش يزيد الكلام: عشان كده بقولك لازم تسمعيه. لازم. صدقينى حتى لو مرتاحتيش ف هتهدى و انتى محتاجه ده.

هديه بصتله بأمل بسيط و هو رفع وشه و اخد نَفس بقلق: المهم هو دلوقت. المهم يفوق عشان يعرف يبقى كويس!

هديه سكتت بقلق و انس وقف: عموما انا الدكتور لسه مكلمنى من شويه قالى ع النتيجه و كنت نازل رايحله بس مش عارف ليه حسيت انك لازم تعرفى حاجه زى دى.

هديه سكتت بقلق و انس كان عايز يقولها حاجه تانيه بس لأخر لحظه اتراجع. حس انه هيعك اللى عمله. هديه نص زعلها كان من انها عرفت عن ادم مش منه. يمكن لو كان قالها بنفسه حتى لو بعد وقت كان الحكايه هيبقى لها عندها حسبه تانيه.
هديه بصتله بإستفهام و هو ابتسم بمرح و هو قايم يخرج: و اه على فكره انا كنت جايلك انتى مش للقضيه اصلا. القضيه خلصت كده كده الهبله التانيه هتخرج منها رغم انك بردوا هتشهدى.

هديه ابتسمت غصب عنها: كنت عارفه
انس: بس و الله لا عشان مندوب غرام و لا شغل عربى. انا بس عملت اللى لازم يتعمل. ادم ف دوامه و كان لازم ابقى جنبه
هديه ابتسمت: انتوا صحاب اوى
انس ابتسم: جدا. و على فكره انتى كمان صاحبتنا يا هدهد. ده احنا رفقاء كفاح ياسطى
هديه ابتسمت بحنين للفتره اللى ابتدت بيها الحكايه.
انتبهت لحاجه و بصت لأنس و ضيّقت عينيها: هو ادم كان يعرفنى قبل الفتره دى؟

انس رفع إيديه و ضحك ببلاهه: لا اكتر من كده مش بتاعى. هو هيقولك كل اللى عنده بس كل حاجه هتطلع لوحدها و ف وقتها من غير شد هتبقى احسن
هديه ابتسمت ابتسامه لمعت عينيها من تانى و وقفت معاه: هو ادم عرف بالتحاليل؟
انس: مفتكرش، الدكتور قالى مش عارف يوصله
هديه اخدت حاجتها: طب هجى معاك للدكتوره النفسيه افضل نعرض عليها النتيجه.

انس اخدها معاه و راح للدكتوره اللى اكدت فعلا ان تحاليله سليمه و مفيش اى حاجه غريبه دخلت جسمه نهائى اكتر من ادويه نفسيه و ان دى متأثرش ع المخ بالشكل ده.
انس بصلها سكت بحيره: انا هعدى على ادم بما انى انا كمان مش عارف اوصله
هديه سكتت بتردد انس لمحه ف عينيها و فهمه.
بصّلها بهدوء ينهى التردد ده: اوصّلك الاول بما انى جايبك ف عربيتى و لا تيجى معايا.

هديه هتتكلم انس كمل: حتى لو مش هتطلعى. اطلع بس اتطمن عليه و اديله النتيجه و انزل اوصلك
هديه هزت راسها بتلقائيه و هو اخدها و مشى.

فاطيمه بصت اوى للراجل اللى دخل و بصت لعابد برعب و هو شاورلها تبعد عن ادم.
فاطيمه كلبشت ف ادم اكتر و عابد قرب و هو بيقرا قرأن و سحبها بالعافيه من جنب ادم.
ادم مجرد ما تكتيفة فاطيمه له فكت و بعدت عنه جسمه اتمط ع الارض و فرد اوى بتشنّج و ابتدى يهمهم بصريخ مكتوم.
الشيخ قعد جنبه ع الارض و طلّع حاجات من شنطه معاه و حطها قدامه.

قرأ قرأن و اذكار و صلى ع النبى و ادعيه على مايه و رشها على وش ادم. ادم وشه اتشنج بعنف و جلد وشه بقا يضم بتشنج.
عابد اتحرك ورا رقدة ادم و حاول يسنده قعّده بالعافيه و ادوله من المايه يشرب و ادم مجرد ما بلعها رجّعها بصراخ زى مية النار. رجّع ميه سوده خرجت من بوقه و الترجيع مش راضى يقف و بيزيد.

فاطيمه جريت جابت فوطه و راحت عليه سندته جنب ابوه بهلع و بتمسحله وشه بالفوطه كل ما يبطل ترجيع و يرجع للترجبع بشكل اعنف.
الشيخ طلع زيت و دهنله بيه قورته و كفوف ايده و رجله و بطنه و ثوانى و مكانهم بيتنفض و يزرق.
الشيخ اخد معاه وقت طويل و هو بيعمل خطواته رغم مقاومة ادم الشرسه.
فاطيمه بصت لجوزها بهلع: مين ده؟
عابد عيونه دمعت بحزن: ده الشيخ حمّاد. اكيد عارفاه.

فاطيمه برعب: ابنى ماله؟ جايبله شيخ ليه و بيعمله ايه؟
الشيخ: ابنك معموله سحر اسود سفلى يا ام ادم
فاطيمه جسمها اتنفض برعشه عنيفه و عابد سندها قعدت جنب ادم اللى عينيه غمضت بتعب شبه نايم.
فاطيمه بصتله بعياط: سحر؟ مين هيسحرله و ليه؟ انا ابنى عمره ما اذى حد.

الشيخ سكت شويه: بصى انا مبقولش مين عمل ايه لمين و لا ليه. عشان انا مش دجال. انا شيخ يعنى بقدر اعرف بس مسحور او لاء من خلال الخطوات اللى اتنقلتلنا من السيره سُنه عن النبى و تفسير القرأن. لكن في حالات بتبقى واضحه او بتوضح مع الاعراض
فاطيمه: و عشان كده ابوه قراله؟
الشيخ: ابوه جالى من اول ما ادم ابتدى يتلغبط و نسى مراته و بيته و بنته. و الحاله كانت واضحه قدامى رغم انى مكنتش شوفته لسه.

فاطيمه بصتله بترقب: ايه علاقة انه نسى مراته و بنته و بيته بالسحر؟
الشيخ بص لعابد بأسف: مانا عشان كده بقولك احنا مبنقدرش كشيوخ نعرف مين عمل و ازاى. احنا بنعرف من القرأن و نفكه بيه. لكن.
فاطيمه بحذر: لكن ايه؟

الشيخ: المسحور اما بيتعمله سحر حاجه كده شبه اللى بيتقلع من حياته و ينغرس ف حياه تانيه بتبقى متجهزاله من الجن اللى متحفّظ كويس هيعمل معاه ايه و يخليه يعمل ايه. بيتربّط و الجن بيتصرف و يتحرك عنه بداله. و اما ف لحظه السحر ده بيتفك الجن ده بيتلجّم و ساعتها المسحور بيخرج عن سيطرته و يبتدى يبص حواليه و يستغرب كل حاجه حصلت قبل ما يفوق. بيسمع عن اللى عمله فترة سحره زيه زى الغريب كإنه مش هو اللى عمل كده لإنه فعلا مش هو اللى عمل كده، هو كان متربّط و الجن اللى عمل ده. بيتصدم لمجرد انه كان مغيب. هو معملش ده و لا كان موجود اصلا ده كان متلجم و عقله مغيب ف اما بيفوق بيتصدم.

فاطيمه بذهول: بس ده ناسى من اول ما اتجوز. ده ناسى انه اتجوز اصلا. مش فاكر من بعد ما كنا بنتحايل عليه بالجواز!
الشيخ بص لعابد بأسف: ماهو للاسف ده بيّن انه كان مسحور من وقتها. اتسحر ف الوقت ده تحديداً!
فاطيمه فتحت عيونها بصدمه: يعنى ايه؟ يعنى ابنى معموله سحر من قبل ما يتجوز رحاب؟

الشيخ: للاسف ايوه. انا سمعت من ابوه و طالما صحياً مفهوش حاجه نهائى و طالما فاكر كل حاجه الا هي و بيته و بنته و الفتره اللى عاشرته فيها و محتوى عشرتهم لبعض يبقى سحره ابتدى ف الفتره دى
فاطيمه وقفت بحده: و مين اللى عمل لإبنى السحر ده؟
الشيخ: و طالما السحر مختص بس بيها هى. يبقى الجن متكلّف بس بجوازهم و عشرتهم لبعض. يخليهم يتجوزوا يعنى
فاطيمه اتنفست بغضب: مين اللى عمل لإبنى سحر يتجوز بنت محاسن دى؟

عابد بص للشيخ: و السحر ده اللى كان مخليه مبيصليش؟
الشيخ: ايوه. متلجّم يا ابو ادم و بيتحرك مكانه شيطان من شياطين الجن. ف مجرد ما بيسمع الاذان او قرأن او يصلى الجن بينفّس ف حواسه يوقّفه
عابد تمتم بفهم: فبيصدع او بيغمى عليه. و طبعا دلوقت اما نسى كان.

الشيخ كمل: السحر اتفك فجأه. سبحان الله. فجأه ربنا اراد السحر يتفك و اتفك. لا انت حاولت تفكهوله و لا هو و لا حد و لا حد كان عارف اصلا. بس ربنا اذن. سبحانه اذا اراد شيئا ف ( كن ) تكفى
عابد: و طبعا اما اتفك اتصدم باللى حصل خلال ما كان مسحور. و ليه دلوقت تعب تانى طالما اتفك؟

الشيخ هز راسه بتأكيد: اه اتفك لكن واضح ان في محاوله لتلجيمه تانى بالسحر. و طبعا انت اما قريت عليه دلوقت بعد ما جيتلى و قولتلك اعمل كده السحر ظهر
فاطيمه اتحركت بتنهج بعنف: مين اللى عمل لإبنى سحر يتجوز؟ مين اللى سحرله مخصوص يتجوز رحاب و مين حاول يرجّع السحر لمجرد انه مرضيش يرجّعها؟ مين كان عارف اصلا انه معموله سحر و راح يشوفه و يرجّعه و هو عارف انه بكده هيرجع لمراته؟

الشيخ سكت شويه لعابد اللى بيتمتم بقهر: حسبى الله و نعم الوكيل. حسبى الله و كفى
الشيخ: محدش له مصلحه يعمله سحر يتجوز واحده غير اللى اتجوزها! و محدش له مصلحه و لا يعرف ان في سحر اصلا عشان يرجعلهوله عشان يرجع مراته الا مراته و ده شئ بديهى ملهوش علاقه بإننا نحضّر الجن و ننطّقه!

فاطيمه كزت على سنانها بعنف و قبل ما تتحرك ادم كان فاق و عينيه قلبت بسواد شبه الضلمه و وقف.
عابد مسك دراعه: ادم
ادم شد إيده منه بحده و اتحرك لبرا.

انس وصل بعربيته تحت البيت و ركن بهدوء و ساب المفاتيح ف العربيه.
ابتسم بمرح لهديه: انا سايبلك المفاتيح و حياة ابوكى عشان اما تحبى تنزلى تفتحى و تنزلى زى بنات الناس بلاش شغل الهجامين ده. العربيه عليها اقساط
هديه ابتسمت بتوتر و قلبها بيدق بعنف و هو نزل و دخل العماره
عابد مشى ورا ادم: انت رايح فين يا ابنى؟ الامور متتحلش كده. اصبر و انا.

ادم زعق و هو بيفتح باب الشقه نازل: و انت ايه؟ هاا ايييه؟ هتتصرف و انا اقعد زى الولايا؟ انتوا استحليتوا ربطتى زى العيل و لا فاكرينى عيل بجد؟
قابل انس ف وشه اللى بصّله بقلق و راح عليه: في ايه مالك يا ادم انت شكلك مبهدل ليه كده؟ انت كنت ف خناقه و لا ايه؟
ادم بصّله بتهكم و هو نازل: اه. كنت ف خناقه مع عفريت
انس بصّله بعدم فهم و معرفش يعمل حاجه غير انه يتحرك وراه.

هديه بصت من شباك العربيه للمكان بلهفه. افتكرت اما دخلت العماره دى اول يوم قابلت ادم. ذكريات اليوم كله عدت قدام عينيها على باب العماره كإنها شايفه الذكرى قدامها.
فتحت العربيه و نزلت و اتحركت للمدخل بتتحرك بحنين للمكان مبتسمه.
اتنفضت على صوت ادم بيزعق بصراخ عنيف ف دخلت جرى لفوق من غير ما تحس.
ادم كان نزل لتحت و ابوه وراه و وراهم فاطيمه نزلت جرى لحد ما وقف عند باب شقة رحاب.

ادم بص لشقة رحاب و مشافش قدامه غير سبب لكل وجع شافه و عاشه و كان بيتحمل و يقول عشان ميظلمهاش و يطلع ف الاخر هو المظلوم! المغفل! يطلع ف الاخر كان متربّط و اللى كان بيتصرف معاها جن متحفظ يعمل ايه!

بعد ما حط إيده ع الجرس رجع بإيده و رجع خطوه لورا و رفع رجله و مدها بعنف كسر الباب بدفعه ورا التانيه.
محاسن جوه وقفت بخضه و رحاب وقفت بخوف و ادم وقّع الباب و دخل.
محاسن بصتله بغضب و زعقت: انت من كتر ما استحمرت افتكرت نفسك حمار بجد و لا ايه؟
ادم بصّلها بعنف و رحاب اتحركت ناحيته.
لمحت هديه بعيد وراه ف افتكرت ان هديه قالتله اللى حصل بينها و بينها.

هديه بصتلها بكسرة كرامه قدامهاو رجعت بخطواتها لورا كإنها بتعلن انسحابها ردا لكرامتها!
رحاب بصتله بغضب: انت لك عين تجى بعد اللى قولته؟ لا و كمان تدخل كده زى العربجيه. يا بجاحتك يا اخى.

ادم وقف للحظات قصادها و نطق بهمس بيطلع بصهد زى النار: كويس انك عارفه نفسك. بجحه و عربجيه. ماهى اللى تدخل حياة راجل بالشكل اللى دخلتى بيه حياتى ده تبقى عربجيه و تتعامل زى ما اتعاملتى كده كإنها صاحبة مكان و هي عارفه اصلها تبقى بجحه. و انا لو دخلت دلوقت دخلت بنفس طريقتك عشان اوريكى عملتى ايه.

رحاب بلعت ريقها بربكه و ادم قرب منها بجنون: بس الفرق انا دخلت بيتك لكن انتى دخلتى حياتى. انتى اتخضيتى لحظه و انا خمس سنين و انا مخضوض و تايه.

رحاب بصت لأمها بخوف و بلعت ريقها بربكه: آآ. آنت. انت تقصد ايه؟
ادم مد إيده جرجرها من شعرها لبرا و هي بتصرخ.
ابوه حاول يقرب ادم بصّله بغضب و زعق: محدش يقرب
ادم ضربها بالقلم على وشها. مجرد ما رفعت وشها ضربها قلم تانى بشكل اعنف. مدهاش فرصه ترفع وشها تانى و رفعها من شعرها حدف دماغها ف الحيطه و قبل ما تتعدل ضربها بالقلم على وشها!

امه حاولت تمسك إيده ادم زعق: قسما بالله اللى هيقرب هيخلينى اموّتها ف إيدى، ابعدوا احسن.

بص لرحاب اللى بتحاول تجرى من قدامه لحقها على باب اوضتها جرّها من شعرها حدفها بجنون ع الحيطه وراها و ضربها قلم ورا قلم ورا خمسين قلم و كل قلم بتتحرك بخوف لورا و هو بيقدّم منها بجنون و كل ما تبعد يجرها من شعرها.

محاسن قربت عليهم بتهته بزعيق: انت محدش قادرك و لا ايه؟ انت فاكر البلد مفهاش حكومه؟
ادم شعر رحاب ف إيده و بصّلها وراه بشر: انتى بالذات تخرسى خالص
محاسن حاولت تشد رحاب منه: انت فاكر ان
ادم زقها بدراعه بكوعه اللى ماسك بيه رحاب: لسه دورك مجاش، و دينى لا احبسك، و بنتك اللى رمتيها ف بيت مش بيتها و حياه مش بتاعتها هخليكى تلفى عليها مش عارفه تلميها منين!

محاسن عينيها وسعت بخوف و رجعت خطوات لورا بتلقائيه: يا ابنى
ادم زقها بعيد: غورى من وشى
محاسن اتقبضت بفزع. حست انها لاول مره بتشوف ادم. ده ادم الحقيقى! مش المزيف اللى كان بيتعامل معاهم طول السنين اللى فاتت!

ادم رجع بوشه لرحاب و قبض على شعرها: اه يا بنت الكلب يا ذباله. انا تعملى فيا كده؟
رفع وشها و حدفها بعنف قدامه و ضربها بالقلم: انا اللى اتعثرت ف شغلى على اد ما اتعثرت و اتقبض عليا و اتكشفت و اتمرمطت و رغم كده عمر ما حد ربطنى، تجى حتة عيله ذباله زيك تربطنى و تسحبنى وراها!
رحاب بتتنفس بعنف: انا. انا بحبك
ادم ضربها بالقلم تانى: انا اللى اسمى بس بيهز رجاله بشنبات تجى مَره و زيك تشيل اسمى ده غصب عنى!

رحاب حاولت تضم إيده: صدقنى عشان. عشان بحبك و
ادم ضربها كمان قلم: انا اتربّط من مَره؟
رحاب بترجع بضهرها لورا و هو ضربها بالقلم وقعت من شدته ع الارض: انا يتعمل فيا كده من حتة عيله مراهقه فاشله زيك؟
رحاب عيطت: مكنتش عارفه اخليك تح
ادم رفعها من شعرها بعنف و ضربها كمان قلم: انا اعمل حاجه غصب عنى؟
ضربها قلم قبل ما تتنفس: و اللى تغصبنى مين؟ حتة عيله؟
ضربها كمان قلم اعنف: و انا اقول كنتى ضامنه وجودى منين!

ضربها كمان قلم: ضامنه انى مش هسيبك مهما تعملى ليه؟
ضربها قلم: بتعملى ما بدالك ليه و مش خايفه البيت يتخرب؟
رحاب حاولت تتكلم ادم ضربها قلم ورا قلم ورا كتير ورا بعض بعنف و كل ما تنزل ع الارض يجرجرها من شعرها يوقفها غصب عنها: اتاريكى رابطانى زى الحمار!

رحاب عيطت و هو شد سلك واصلة كهربا من جنبه و رفعها عليها بجنون بضرب عنيف بدون هُدنه: رابطانى زى الحمار و ياريتك واخده بالك منى! ياشيخه ده الحمار بعد ما بيتربط بيتعامل برحمه! و انتى ربطتى الحمار و رمتيه
رحاب نزلت ع الارض: انا
ادم ضربها برجله ف صدرها بعنف حدفها لورا و زعق بجنون: مفكرتيش ف اللحظه اللى هعرف فيها!
ضربها برجله ف جنبها بعنف: معملتيش حساب هعمل ايه!

ضربها برجله ف وشها بإهانه حدفها لورا: عشان غبيه. و دينى لا تندمى. و دينى لا اخليكى تندمى على انك دخلتى حياتى
رحاب عيطت ف الارض: انا. بحبك. عملت معاك كل حاجه عشان اجذب نظرك و معرفتش. كنت هموت و اتجوزك. مكنش قدامى حل غير.

ادم الكلمه استفزت اعصابه ف مد إيده جرجرها من شعرها و وقّفها و اتحرك بيها لبرا ع السلم: انتى مش عملتى كل ده عشانى! و دينى لا اخليكى تلعنى نفسك و تلعنى اللحظه اللى قررتى تدخلى فيها حياتى!

هديه كانت نزلت لكن الصوت وقفها. مش عارفاه فضول و لا قلق بس بتلقائيه رجعت طلعت. طالعه ع السلم و وقفت على اخر جمله بصدمه. معقوله يكون عايز يرجعها غصب! و ايه كل ده اللى عملته عشانه!

ادم كان خارج برحاب و هديه طالعه و اتقابلوا عند شقة رحاب. ادم برحاب شعرها ف ايده خبط ف هديه و اتسمّر مكانه.
بصّلها قوى و هديه عينيها اتعلقت بيه و اتقابلوا ف نظرة عتاب اتقسمت ع العينين!
ادم رمى رحاب او ايده اللى سابتها برفض و بالعافيه بصلها اما نطق كإن الجمله دى اتعملت مخصوص عشانها و مينفعش تبقى غير لها.
كإنه بصلها بس عشان هديته متتلوثش بالجمله: انتى طالق، . طالق بالتلاته بدون رجعه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة