قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثامن والعشرون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثامن والعشرون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثامن والعشرون

رحاب فتحت الكاميرا و بتفتح فيديو ورا فيديو ورا فيديوهات كتير لأدم مع هديه! صور كتير! و هما بلبس غريب ف منطقه عشوائيه! و هما بلبس حلو ف مستشفى! و هما ف مكان غريب فيه بخور و نار! فتحت الفيديوهات واحد ورا واحد و عينيها بتتخنق بقهر!
وقفت عند فيديو لادم مع هديه بشكل غريب. لابس جلابيه و مغطى وشه! اخدت لحظات لحد ما اتعرفت على شكله و شكلها!

وقفت بصدمه و الكاميرا ف ايدها بتتفرج ع الفيديو و كلامهم و هزارهم و ضحكهم لحد ما وقفت عند لحظه مجنونه اثارت جنونها! ادم بيبوسها! بيضمها! برغم بُعد المشهد شافت بريق عينيه! شافت حتى قلبه اللى نوّر! إتهيألها انها سامعه حتى دقات قلبه! ادم بيخونها! كان بيخونها حتى قبل اى حاجه تعملها!

بصت بعيد لنفسها قصادها ف المرايه و كزت على سنانها بغل: ماشى يا ست هديه. لو انتى صحفيه و بتذيعى الاخبار ف و حياة امى لا اخليكى حديث الاخبار. قابلى بقا.

رفعت إيدها بغضب و قبل ما تحدف الكاميرا ف المرايه قصادها ضمت الكاميرا بعنف بقبضتها و نزلت إيدها.
بصتلها شويه بتفكير و اتحركت بسرعه حوالين نفسها لحد ما لقطت موبايلها. خرّجت الميمورى من الكاميرا و حطته ف الموبايل و نسخت كل اللى عليها نزّلته عندها. بعدها خرّجت الميمورى رجعته للكاميرا تانى بعد ما اتأكدت ان كل حاجه بقى موجود عندها نسخه منها ع الفون!

بصت للكاميرا بغضب و قبل ما تتحرك بيها وقفت بحيره. رجعتها لدولاب ادم تانى و رجعت كل حاجه مكانها. للحظه وقفت بتفكيرها عند نقطه معرفتش تحسبها. انهى اصح!
تواجه ادم باللى معاها و لا هديه! تهدد مين و تضغط على مين فيهم! هديه هتخاف على نفسها اكتر و لا ادم هيخاف عليها اكتر!
فجأه جرس الباب رن و جريت عليه بلهفه. قربت من الباب و قبل ما تفتح رجعت جرى قدام المرايه جربت شكلها و عدلت شعرها و الميكاب بإيدها و فتحت!

ادم بص لأنس اللى بصّله بتآكيد على سؤاله: و مراتك بعد كل ده مبتصلحش؟ مبتحاولش حتى!
ادم افتكر محاولتها فضحك بتهكم: معندهاش ثقافة الوقت. عمرى ما انسى خوفى من ضعفى قدام هديه و انا رايحلها بحط كل ضعفى ده ف حضنها و هي اتغابت و مفهمتش. مفاقتش غير اما شافت هديه صوت و صوره قدامها. عادى بقا في ناس مبتحسش بقيمتك غير لما تعرف إن حد تانى عرف قيمتك و ده اللى مخلينى رفضت اى نَفس منها.

انس بصّله بذهول و ادم هز راسه بلامبالاه: الحكايه كلها تراكمات يا انس صدقنى مش موقف واحد اللى بيزعل. كل علاقه و لها رصيد من التحمل و التقدير و الاهتمام اذا خلص بقا صعب تكمل مهما اتحطت اعذار
منير: و ده الفرق اللى بينها و بين هديه. واحده خلصت رصيدها ف الوقت اللى التانيه عملت لنفسها رصيد كويس.

ادم: لاء. الفرق بينهم ‏زى الفرق بين إن حد عايزك علشان شايفك فرصه كويسه و بين حد مختارك إنت تحديداً وسط ألف فرصة كويسة تانيه
انس: انا كنت فاكرها مشكلتكم مع بعض عيوبها. لكن ده مش عيب ده طبع و الطبع مبيتصلحش
ادم اخد نَفس طويل: انا كمان غلطان يا انس. يمكن اكتر منها
انس رد بدفاع: لا معلش غلطاتكم تفرق، ماهو لو كل راجل قل بأصله مع مراته لما تغلط هنلاقى المحاكم اتملت. انت عملت بأصلك معاها للاخر.

ادم رد بتعب: و انا غلطى مكنش ف الاخر. كان ف الاول يا انس. الاولىجه غلط ف كل اللى اتحط عليه بقا غلط. بس للاسف مفهمتش ده الا ف الاخر. و يمكن ده جزء من طاقتى معاها و صبرى عليها. فهمت انى مشكلتى معاها كانت انى سابقها في لعبة الحياه بكتير. و ده مش غلطتها اد ماهى غلطتى. يعنى مابقاش انا ف ليفل الوحش و هي لسه بادئه اللعبه و اطالبها تجارينى و تجارى دماغى. هتعب و هي هتتعب. مقصدش ب الليفل انى وصلت او بقى معايا فلوس اكتر او اترقيت ف شغلى، الليفل اللى اقصده هو تجاربى و خبراتى ف الحياه انا شوفت كتير و اتخبطت و اتالمت و اتهزمت كتير. و هي لسه يادوب بتكتشفها ف مهما احكي أو اشرح عمرها ما هتفهمنى او تحس حتى لو بتحبنى! مهما كانت الحرب بتاعتى هتفضل هي شايفاها بعينها و خبرتها هي اللى على قدها و مهمها سامحتنى او ادتنى اعذار عن انشغالى مثلا هبقى في عينها مقصر.

ممكن اكون ف البدايه حاولت احبها و ممكن اكون لو هديه مظهرتش كنت حبيتها هي فعلا بس اتجاهلت عن ان الحب مهم لكن مش كفايه. الخبره والتجارب و وجهات النظر والحرب المشتركه تكسب. كان لازم لما اجى ادور علي حد يشاركنى مشوار حياتى ابص علي تراك حياته. ادور على اللى اختار تراك و جرى عليه و سف التراب فيه و يكون تراك قريب و شبه تراك حياتى. لكن ماخدش واحده لسه بتبدأ عشان ساعتها كان لازم يا هجى عليها و اسحلها ورايا و انا بجرى علشان تجريه معايا على سرعه اعلى من قدراتها بكتير و هعورها بشكل أو بآخر زى ما عملت. أو الحل المقابل انى اجى على نفسى و اتبط جنبها و اتنازل عن كل حاجه انا في يوم حاربت فيها و من أجلها علشان خايف عليها من سرعتى. ف الحالتين كان لازم حد فينا هيخسر و كانت مشكلتنا ان لا انا و لا هي عرفنا نتقابل ف نقطه. لا هي عرفت تتعب شويه عشان توصلى و لا انا عرفت اتنازل.

انس بجديه: خلاص يبقى متبقاش شمعه بتحترق علشان تنور لواحد اعمى. دى مش تضحيه ده غباء
ادم ابتسم لمجرد انهم اتقابلوا ف نفس النقطه اكتر من اقناعه. يعنى هو مش غلط!
منير شاورله بهزار: يعنى لم يخذلك احد انت اللى مبتستنضفش يا ريس
انس بجديه: بيقولوا الغلطه التانيه مع نفس الشخص كانت ذنبك انك سامحت و عديت مش ذنبه انه كررها
ادم اتنهد براحه اما شاف الحدوته بعيون تانيه: يعنى ايه؟

انس: يعنى متديش حد فرصه تانيه. الفرصه التانيه إديها لنفسك مع حد جديد
منير رفع حاجبه بمرح: يعنى يا صاحبى طول ما انت شارى هيتلعب بيك اتارى
انس ابتسم لأدم بتفهّم اما حس الحكايه اكتر ما من مجرد سمعها: و انت زعلان ليه دلوقت؟ ازعل على حاجه مستاهله متبقاش مكتئب و اهبل يا اهبل.

ادم ضحك غصب عنه و انس ابتسمله: اخلص الاول من تعبك بعد كده دوّر على راحتك. و متنساش ‏كل يوم تفكر نفسك إنك من حقك تقول لأ على أي حاجة مش مريحاك‏
ادم اتنهد بتعب: و هديه؟
انس: النصيب اللى مش هتحارب علشانه مش هيجيلك.

ادم وقف قدام الشباك و حط إيديه ف جيوبه بحزن و اداهم ضهره: هديه من يوم ما افترقنا و احنا عيال و طول ما هي بعيد كانت حياتى ماشيه. ناقصه اه بس ماشيه. لكن من يوم ما رجعت و انا حاسسها اخدت كل الاماكن الفاضيه جوايا لها. اللى بتاعتها بقا و اللى مش بتاعتها. و اما سابتنى تانى مقدرتش اعمل اللى عملته قبل كده و اتعود ع الحياه من غيرها. مقدرتش و محاولتش حتى لحظه اعمل ده. بيقولوا لما الناس بتموت الحياه بتستمر و لما الناس بتبعد الحياه بتقف. غريب إن الموت أرحم من البعد ف الوجع. يمكن لأن الموت حاسم إنما البُعد فيه احتمالات.

انس حاول يهزر يلطف الموقف عليه: شوفت اديك طلعت مكتئب و اهبل احسن من الحزن ده
ادم: في فرق بين الواحد الحزين و الواحد المُنتهى؟
منير رفع حاجبه: و انت انهى يا كئيب؟
ادم رفع وشه لفوق يتنفس بمجهود: انا من اما خسرت هديه للمره التانيه حسيت انى انا الحزين المُنتهي!
انس وقف جنبه و حط إيده على كتفه بسند: صدقنى كان لازم حاجه تحصلّك بالغلط عشان توريك كل حاجه صح
القائد بقلم / اسماء جمال.

رحاب فتحت باب شقتها و اتفاجئت بأمها قدامها.
النَفس اللى اخدته بحماس و هي بتفتح خرّجته بإحباط: ماما
محاسن: امال كنتى مستنيه مين غير امك يسأل فيكى يا عين امك؟
رحاب اتحركت لجوه بخمول: ماما الله يخليكى انا مش ناقصه، انا اللى فيا مكفينى
امها هتتكلم انتبهت لعينيها الحمرا: ايه ده؟ انتى كنتى بتعيطى و لا ايه؟
رحاب مسحت وشها بسرعه و اتحركت بهروب دخلت جوه تجيب موبايلها: لاء.

امها دخلت وراها: عشان خايبه. هو ده يابت يتبكى عليه؟
رحاب كانت لقطت موبايلها و غصب عنها بتقفله عينيها جات على صور ادم مع هديه.
بصتلها بعصبيه: اه، اه يتبكى عليه، لو مش ادم اللى يتبكى عليه امال مين!
امها: يبقى خلاص، شطارتك اللى هترجعهولك، هي خطفته بشطارتها و انتى شديه بشطارتك
رحاب دمعت و امها شدتها: ماهو مش هتقعدى تنوّحى كده و تتفرجى عليهم و هما بيقهروكى! ده ايه الخيبه دى!

رحاب دمعتها نزلت و هي بتغيب و تبص ف موبايلها.
امها بصتلها ع الموبايل: ماهو مش هيعبرك. انتى مستنياه يكلمك بعد كل اللى عملناه ترجعيه و بردوا مرجعش! ده انتى عملتى ملبوسه و عيانه و منهاره و عايزه تخلفى. ده سابك ملط ف السرير يا عين امك!
رحاب كانت ف نفس الجمله عينيها على ادم ف حضن هديه بيبوسها بنهم.
زعقت لأمها بعصبيه: كفايه بقا. كفايه
امها بصت للتليفون ف إيدها بشك: في ايه؟ هو بيكلمك؟

رحاب بصتلها بإندفاع و ف لحظه اتراجعت. لو قالت لأمها ممكن تبوظلها كل حاجه و هي لسه مش عارفه هتعمل ايه!
محاسن: في ايه يابت؟
رحاب انتبهت: هاا، لا مفيش
محاسن: مفيش ايه؟ مالك يابت؟
رحاب مسحت وشها بسرعه و قفلت موبايلها و اتحركت لبرا: قولتلك مفيش. يلا
امها خرجت وراها: يلا فين؟
رحاب: زى ما قولتى. مش هيجى
امها شدتها ع الباي و شاورتلها بحماس: طب بقولك ايه! ما تقعدى ف شقتك.

رحاب شاورتلها بتهكم و شدتها لبرا و قفلت الباب: اه و اعمل فيها معالى زايد و اقول الشقه من حق الزوجه
امها: اسمعى بس. مش يمكن اما تقعدى يفهم انك باقيه عليه! هو مش بيقولك قدامه شوية وقت لحد ما يفوق! و المصديه التانيه قافله السكه عليه. يعنى فضتلك سكه.

رحاب حست بالاهانه ف الجمله دى. غصه ف قلبها مقدرتش تتقبلها و لا تتحملها. طول الوقت كان ادم اللى بيستناها، مهما حصل بينهم. هو اللى بيصلح. مهما غلطت. ازاى بعد ما هو اللى غِلط رافض انه يستنى! مش قابل يصلح!
امها بصت لعينيها التايهه و معجبهاش شكلها: هقولك تعملى ايه. و هيجيلك راكع تحت رجلك
رحاب اتحركت لتحت لشقتهم بعصبيه: خلاص بقا.

امها بصتلها بنفاذ صبر: اسمعينى بس. ماهو مش هتخسرى قدام واحده زى دى. انتى مشوفتهاش عامله ازاى! ده محيلتهاش غير خضار عينيها انما هي شبه حديدة الفرن السمرا دى
رحاب دخلت و قعدت بكسره و ضمت الموبايل ف إيدها برفض: بس خطفته
امها قعدت جنبها: يبقى اعملى زيها، هي مش اشطر منك.

رحاب وقفت بغضب بيتملك منها. الكلام زى البنزين بيزيد النار اللى جواها. شافت جوزها ف حضن واحده تانيه. اكيد و هو عايز يغيّرها كان عايزها تبقى شبهها. كان عايز يشوفها هي و ده شئ مش هتقبله. متقبلهوش اى ست. كويس انها مقبلتهوش!
وقفت بغضب و اتحركت لاوضتها. رايحه جايه بجنون بتفتح الموبايل تتفرج ع الصور و تقفله.
مسكت الموبايل هتطلب ادم بس مردش.
حدفت الموبايل بعصبيه و وقفت تتنفس بنهجان.

فجأه مسكت الموبايل و تمتمت بغلّ: و الله لا اجيبك. مش انت اللى اختارتها؟ يبقى هي اللى هتجيبك!

فتحت الموبايل و حاولت تدوّر على صفحة هديه. افتكرت بالعافيه اسمها من يوم الخطف. وصلت لصفحتها بعد بحث كتير و عشان شافتها و شافت صورها قدرت بسهوله تتعرف عليها!
دخلت صفحتها و ف لحظة تهور حمّلت الفيديوهات و الصور و بصتلهم بتشفّى!

حنين صحيت الصبح على صوت الجرس و اتفاجئت ان صوت حنان اختها ع الباب اما حمزه فتح.
رحب بيهم و هما دخلوا و هو دخل لحنين شافها متوتره: هنعمل ايه يا حمزه؟
حمزه ابتسم بهدوء: هتعملى ايه ف ايه؟ اطلعى قابليها طبعا و رحبى بيها و خدى راحتك
حنين استغربت رده: هديه متعرفش لسه و لو الموضوع اتحط قدامها فجأه مش هتقتنع بيه و هتدور وراه و.

حمزه ابتسم من انها لسه حابه صورته و عايزه تحافظ عليها متهزهاش: متقلقيش سيبى هديه عليا و ادخلى انتى بس الاول لاختك لا تزعل منك و تفتكرك متضايقه انها جات.

حنين بعد ما اتحركت بصتله بإستغراب: هما عرفوا منين العنوان؟
حمزه اخد نفس جامد و دخل لهديه. هديه ابتسمت بعيون حزينه و وسعتله جنبها.
حمزه باس راسها و ابتسملها: هديتى. مش قولنا هناخد هدنه عشان نعرف نهدى عشان نفكر
هديه غمضت بألم و هو حاول يفرفشها: لا ماهو انا مش كل ما هقول هديتى هتتقمصى. و الله اروح اقطعلك لسانه اللى خد هديتى بإسمها اللى بتاعى.

هديه صوتها اترعش بدمعه كتمتها: بابا انت عارف انك اغلى حاجه ف حياتى و انا ف يوم من الايام قولتله انى مفيش راجل قدر يملى عينى و لا يهزنى عشان واخده حب و حنيه كفايه من ابويا
حمزه ابتسملها بحب و باس جبينها: طب ايه رآيك عشان الكلمتين دول هقتله و اعملك لسانه سلسله زى التعويذه كده تعلقيها على صدرك عشان لو كملتى معاه يحرم يزعلك و لو رمتيه و ده احسن يبقى عبره لمن يعتبر.

هديه ضحكت غصب عنها و هو ضحك لمجرد انه شاف ضحكتها.
سكتوا و هي بصتله و ضيّقت عينيها: عايز تقول ايه يا حمزاوى؟
حمزه ابتسم: وحشتينى و وحشتنى هديه اللى اعرفها اوى
هديه ابتسمت بحزن: متزعلش منى انا عارفه انى متاخده منك الفتره دى اوى. لكن صدقنى مش هو اللى واخدنى و لا حتى نفسى. انا متاخده منه و حتى من نفسى.

حمزه ابتسم و اخد كلامها مقدمه لكلامه: مانا عشان كده معرفتش اتكلم معاكى اليومين اللى فاتوا. كنت عايزك ف موضوع مهم و معرفتش اقعد معاكى
هديه اتعدلت بإهتمام: خير يا بابا
حمزه اخد نفس و حنين دخلت قبل ما يتكلم.
حمزه بصّلها و هي بصتلها: مجهزتيش يا هدهود؟
هديه: جهزت لإيه؟
حنين بصت لحمزه بتوتر: انت مقولتلهاش؟

هديه قلقت بتوتر لمجرد ان ادم يكون ف الحوار و حمزه لمس تفكيرها ده اللى فهم منه هي مستنيه منه ايه بالظبط و فهم خطوته الجايه لازم تكون ايه.
حنين قعدت جنبها بهدوء و ابتسمت: خالتك برا و عايزه تسلم عليكى و انا عايزاكى تتعرفى عليها هي و عيلتها
هديه استغربت: خالتى! انتى عمرك ما قولتيلى انك لكى اخت!
حنين بصت لحمزه بتوتر و بصتلها.
هديه: انتى افتكرتى حاجه عن اهلك؟

حنين بصت تانى لحمزه اللى غمض عينيه و فتّحهم بنفس طويل. هديه حست ان في بينهم حاجه متشفره او هي كانت حاسه الاحساس ده من فتره و دلوقت شكت.
حنين بصتلها بهدوء و حكتلها اللى حكته لحنان اختها لكن شتان بين هديه و اختها!
هديه بصتلها كتير و مقدرتش تقتنع ابدا. يعنى ايه وصلوا لاهلها من اوراقها اللى ضاعت و عملتها من الاول و الفيش و التشبيه وصّلهم لها!

بصت لحمزه و من عينيه اتأكدت جدا من احساسها. ان في حاجه مش مظبوطه. افتكرت اما قالها ان اى اتنين لازم بينهم من كل حاجه مشكله بس بتعدى مع اللى عايز يعدى و بتقف مع اللى رافض يكمل.
محبتش تضغط عليهم او تتدخل او حست ان مش وقتها.
ابتسمت بهدوء و قامت لبست و خرجت معاهم اتعرفت ع الكل.
حنان شاورتلها تقعد جنبها مبتسمه: الله اكبر عليكى انتى قمرايه اوى يا دودو.

هديه ابتسمت بالعافيه و هي بصتلها بحب: انتى عارفه انك شبه حنين اوى. رغم انها بيضا اه لكن روحها فيكى
حمزه بص لكلامها بشرود و حنين بتبتسملها و عينيها بتلف شافت حمزه شارد ف فهمت احساسه. مدت ايدها ضمت ايده ف انتبه بإبتسامه لها و فجأه ضمها اوى على صدره.
حنان: المفروض كنا احنا اللى عازمينكوا بس انتوا طنشتوا بقا فقولت اجى انا
حنين ابتسمت بإحراج: معلش هديه مكنتش فاضيه اليومين اللى فاتوا.

حنان ابتسمت: و انا اصلا كنت عزماكوا عشان اشوفها و اتعرف عليها. و كفايه كلامك عنها ده انا كنت هتجنن و اشوفها بس طالما فضيتلنا بقا ف انا عازماكوا يلا
حمزه: لالا مانتوا جيتوا اهو. مش هيفرق مين يعزم
مدحت ابنها وقف بإصرار: لالا اسمحلى ياعمى العزومه بتاعتنا من الاول
حمزه استسلم قدام نظرة الترجى من حنين له. حس ان هديه محتاجه فرصه تخرج برا دايرة حزنها تتنفس.

بص لهديه اللى اتكت له على عينيها و ابتسمت ابتسامه صغيره و قامت لاوضتها. بتلبس و موبايلها رن برساله فتحتها بخمول و مجرد ما شافتها اتجمدت مكانها!

رحاب بعد ما كانت هتضغط نشر و ترفع الصور للكل وقفت لحظات بتردد. ادم مش هيسكت. ده مقبلش عليها تقول عنها رخيصه. ف هيعمل ايه لو رخّصتها بجد! ده يمكن كده تسهّلها الطريق يتجوزها!
حدفت الموبايل و رفعت وشها لفوق تتنفس بعنف و رايحه جايه بعصبيه. رجعت مسكت الموبايل تانى و بعد ما كانت هتدوس نشر اتراجعت بتفكير و حذفت التحميل!

دخلت على تفاصيل صفحتها و جابت عنوان شغلها بسهوله. قامت لبست بسرعه و اخدت موبايلها. حطت إيدها ع الباب و قبل ما تخرج من اوضتها بصت للموبايل بتردد و رجعت بخنقه. قعدت بغضب لمجرد انها مش عارقه تعمل ايه! انهى خطوه تكسّبها اكتر!
بصت للموبايل و فتحته تانى. قلبت ف الفيديوهات اختارت منها اللى يناسبها. قصت مقاطع صغيره منها و وقّفت عند لقطات اخدتها صور من زاويه قريبه تتفهم زى ماهى عايزه!

دخلت ع الرسايل ع صفحة هديه بعتتلها الحاجات اللى اختارتها و كتبتلها فوقها مش قولتلك اللحمه اللى عليها زحمه رخيصه.

هديه فتحت الرساله و اتجمدت مكانها. بتقرا الجمله مره ورا مره ورا مية مره و كل مره بإحساس كسره مختلف!
بصت ع الاسم و قدرت بسهوله تعرفها. بس الصور دى راحتلها ازاى! الصور حقيقيه حتى لو مقصوصه! الفيديوهات حقيقيه حتى لو ملعوب فيها مقصوصه بشكل محترف! الصور دى معاها هي و بس! محدش صورهالها و لا حتى ادم، ده هي اللى صوّرتها!
للحظه وقفت بصدمه. ادم. الصور ع الكاميرا بتاعتها و الكاميرا مع ادم! معقول يكون...

قبل ما تواصل تفكيرها رحاب بكيد نسا اكدتهولها.
بعتتلها رساله تانيه ادم جوزى و جارى و عِشره من و احنا عيال، نزعل و نتراضى، نقرب و نبعد، بس لا عمر حد دخل بينا و لا عمر حد لقى لنفسه مكان بينا اصلا!
هديه قرت الرساله بجمود اتبخر شويه بشويه مع الدموع اللى اتجمعت ف عينيها.

رحاب كتبتلها: عادى، كنتى نزوه و خلصت، من قبل ما يورينى شكل علاقتكم كانت ايه و يهددنى بيكى و انا عارفه انك ذباله، ماهو متقبلش تمشى مع راجل متجوز غير الرخيصه و مفيش ارخص من الذباله.

هديه بلعت ريقها بغصه ف قلبها. هي سمعتها فعلا و هي بتقول لادم انه هددها بهديه. ادم نفسه منكرش ده. بس متخيلتش ابدا يبقى ده شكل تهديده! يوريها صورها! امال وصلتلها ازاى!

رحاب بعتتلها تانى: عارفه انه طلب منى القرف اللى انتى عملتيه معاه ده! صحيح كنت مستغربه عرفه منين بس اما شوفتك عاملاله راجل عشان تغريه و مخلياه قدامك مَره عشان تقودى العلاقه فهمت هو طلب منى التغيير ف السرير ليه. جالك و كمل معاكى بعد محاولات يصدك و يبعد عشان انا رفضت اعمل القرف ده. عشان كل واحده و عارفه قيمة نفسها.

هديه افتكرت ان ادم فعلا كان بيبعد ف الاول. طلع عارفها يعنى كان عارف ازاى يوصلها من بعد الحادثه و من بعد ما اتقابلوا كذا مره بس كان بيتهرب، لحد ما قابلته ف شغله صدفه! يبقى زى ما امها قالتلها. انها حطته قدام الامر الواقع! وجودها كان امر واقع و هو استغله!

كانت فاكره انه استغلها بس زى ما رجب قالها انها صحفيه و سايبها بمزاجه عشان تنقل برا بكاميرتها شغله و انجازات الحكومه. ادم مأنكرش حتى كلام رجب. بس دلوقت طلع بيستغلها للمره التانيه و بشكل ابشع!

رحاب استغلت سكوتها و ان الرسايل بتتشاف و دخلت ع الواتس بتاعها جابت المحادثه بينها و بين ادم. فتحت رسايل قديمه وقت حوار زعلهم و هو بيطلب منها تغيّر ف العلاقه و عملت اسكرين و بعتتهولها!

هديه بتبلع ريقها بمرار و هي بتقرا الكلام كإنها بتتجرّع سم!
رحاب كتبتلها: مش قولتلك انك نزوه! كنتى هتاخدى شوية وقت و تخلصى لولا الخطف كشفه قدامك ف حب يعمل فيها البرئ! اصله لسه مخلصش مهمته اللى حطك ف حياتنا عشانها!

هديه رغم دموع وجعها مسحت وشها بشراسه و كتبتلها: مش انا اللى ابقى محطه ف حياة حد. انا اكبر من كده بكتير. و لو على ادم خلهولك. كفايه عندى انه قال ان عاش طول عمره معلكى مستنى مش عارف مستنى ايه لحد ما انا جيت و وريته انه كان مستنينى. كفايه انى خليته بيشكر ربنا كل يوم على وجودى.

رحاب اول ما شافتها بتكتب انتبهت بسرعه. كانت مستنياها ترد بأى حاجه عشان تقرا دماغها او تعرف ناويه على ايه او هي لسه مع ادم و لا لاء، و بتفكر ازاى!
قرت كلامها بغضب و بسرعه كتبتلها: ‏معلش يا حبيبتى ماهو الراجل المتجوز كده، تبقي مراته قيداله صوابعها العشرة شمع و يجى يشكرك انتى على قبول الصداقه.

هديه بصت للكلام بقرف و قبل ما ترد رحاب بعتتلها صور روشتات الدكتوره و العمليه و انهم كانوا بيدوّروا ع الخلفه لحد وقت قريب!

هديه بصت للروشتات بتواريخها بتفاصيلها و غمضت عيونها بوجع الدنيا كله ف اللحظه دى. كل قوتها اتبخرت هنا. كان بيحاول معاها للخلفه، يعنى كان فعلا بيصلحها، يبقى صح هي كانت بالنسباله وسية تصليح. وسيله من ضمن حاجات كتير زى السرير و طلبه تتغير و الاخر اكيد هددها بيها!

رحاب كتبتلها: كنا ماشيين ف اجراءات حقن مجهرى. عايز يخلف منى بأى شكل و اى طريقه و اسرع وقت. مستناش الحمل الطبيعى. خاف اسيبه خاصة بعد ما شكيت ف علاقتكم. بعد ما جابك بيتى و لبّسك هدومى.

هديه عيطت بألم. يعنى الشقه اللى دخلوها كانت بيته مع رحاب! عرفت انه انانى اما عرفت انه متجوز، انانى مرضيش يقولها الا اما يضمن حبها عشان يضمن رضاها بأى حاجه! بس للدرجادى انانى! ياخدها لبيته مع مراته! مبيهتمش بمشاعر حد! مبيهمهوش غير نفسه! الانانى مبيحبش غير نفسه، حبها ازاى!

رحاب بعتتلها: حاول يرضينى بأى شكل. يثبتلى انه باقى عليا انا. عايزنى انا. هو اللى راح و حجز للعمليه و غصب عليا كمان. حطنى قدام الامر الواقع انى اخلف منه عشان يضمن وجودى جنبه. الروشتات عندك تقدرى تتأكدى من كلامى. مش بقولك رخيصه!

هديه غمضت عيونها و فتحتها على رساله جديده من رحاب: انا كنت مسترخصه نفسى اكلمك من الاول. كنت بقول مفيش ارخص من الست اللى تدور ورا جوزها و تلمه من عند كل واحده شويه. مفيش ارخص من اللى تبعد واحده عن واحد عشان تاخده لها، حتى لو كان جوزها. عشان عارفه قيمة نفسى. ان اللى عايزنى مستحيل يحطنى ف موقف زى ده. يخلينى اتنافس عليه. بس اما شوفتك عرفت ان في ارخص من اللى تتنافس على جوزها. اللى تتنافس على راجل متجوز ارخص بكتير!

هديه صوت دموعها عِلى بإنهيار و حدفت الموبايل بقهر! ادم وجعها! وجعها اوى بشكل اكبر من انه كدب عليها! كانت فاكره انه مش بس كدب عليها، لا و كدب على مراته بيها! بس طلع مكدبش على مراته. كدب عليها هي بس. كان بيرمم بيها بيته. بيصلح بيها مراته!

رحاب انتظرت ردها كتير لحد ما فهمت انها مش هترد. ابتسمت بإنتصار و بصت للموبايل. بعد ما سابته شويه تديها فرصه ترسخ الكلام ف عقلها مسكت الموبايل عملت حذف للرسايل من الطرفين و قفلت.
امها دخلت عليها اما استغيبتها و بصت لإبتسامتها للموبايل: هو كلمك؟
رحاب سابت الموبايل بخنقه: لاء
امها: و لا هيكلمك. يا بت ما قولتلك تسمعى كلامى هجيبهولك.

رحاب بصتلها بتردد. هي اخدت قرار مش هتدخّل امها تانى بينهم زى ما كان عايز. عشان ترجعه.
امها شاورتلها: الست الخايبه اه اللى تضيع جوزها. لكن الخايبه بجد اللى متعرفش ترجعه. تلففه حوالين نفسه حتى لو من غير حب. ماهو مش معقوله يبقى معاكى الكارت الكسبان و تخسرى!

رحاب بصتلها بإستغراب: كارت كسبان! قصدك انى انا اللى مراته! ده سابنى عريانه ف السرير عشان يقوم يكلمها! ده هددنى بيها و قالى استنى بقا بقية الشرع، بيفكرنى ب اما طلبت حقوقى بإسم الشرع و قولتله الدهب حقى! بقية الشرع ده اللى هو يا هيتجوزها يا هيطلقنى!
امها نفخت بنفاذ صبر و رحاب بصتلها بغضب: عندك شرع تانى يقول حاجه غير كده!
امها: انا لا قصدى انتى و لا هى. انا قصدى بنتك
رحاب تمتمت: بنتى!

امها شاورتلها بحماس: ايوه بنتك. مهما يكون عندها ايه مجننه بس معندهاش عيل منه. حتى الجواز و البيت اللى بتقولى عنهم دول اه ممكن يعملهم معاها. لكن ده مش هيمنع انه له عيله منك. و دى اللى هتجيبه على جدور رقبته.

رحاب بصتلها بإهتمام و امها شاورتلها و وقفت: اسمعى منى. بنتك اللى هتجيبهولك لحد عندك. هو مش رافض يخلف تانى؟ يبقى خايف من ربطة العيال. يبقى تشديه بيهم
رحاب بصتلها بتردد: اعمل ايه يعنى؟
محاسن اخدتها للباب: اطلعى لامه. و هقولك تعملى معاها ايه الحربوقه التانيه اللى قالبه وشها ف وشك ف الرايحه و الجايه.

حمزه دخل لهديه يتطمن انها جهزت و شافها على وضعها. قاعده ع الارض ضامه رُكبها و دافنه وشها فوقهم.
حمزه قرب منها بخوف: حبيبتى
رفع وشها و هي اترمت ف حضنه و مسكت فيه اوى.
حمزه ضمها: في ايه بس مش قولنا هنحاول نهدى!
هديه عيطت: احضنى يا بابا، احضنى اوى انا حاسه انى بردانه، حاسه انى عريانه، متعريه و بردانه، بردانه اوى
حمزه رفع وشها بخوف شاف عيونها حمرا بعياط: حصل ايه؟

هديه غمضت عيونها و دموع كتير نزلت: قهرنى اوى يا بابا، قهر قلبى
حمزه بص بشك لموبايلها المحدوف ع الارض: هو كلمك؟
هديه هزت راسها و صوتها طلع بالعافيه من بين دموعها: مش هو
حمزه قدر يخمن بسهوله ان مراته كلمتها، حتى لو معرفش بالظبط قالتلها ايه.
هديه عيطت: هي عندها حق. مهما قالت و مهما عملت هي عندها حق. دى واحده متجوزه شافت واحده دخيله على بيتها بتسرق جوزها. لازم تدافع عن حقها. عن بيتها و جوزها.

حمزه مقدرش يرد و هي رفعت وشها و بصتله بقهره: شوفت يا بابا عمل فيا ايه! شوفت كسرنى ازاى!
حمزه: هي قالتلك ايه؟
هديه غمضت عينيها بألم و هو حاول يمتص وجعها: معنى انها كلمتك يبقى هي ف مركز ضعف و.

هديه قاطعته بإنهيار: و انا مش ف حرب معاها عشان احدد مين فينا ف مركز قوه و مين اضعف! لا يا بابا انت عارفنى كويس. مش أنا خالص اللى احارب على مكانتى ف قلب حد مهما كنت بحبه و مقدرش اعيش من غيره لما ملقاش ليا مكان يبقى لازم مشى على طول. لا أنا و لا قلبى نستاهل كده. انا قولتهاله إحنا نستاهل نتحب و نتشال فوق الراس و بس.

حنين دخلت على اخر كلامها و رغم انها متعرفش اول الحوار بس ردت عليها: صح، كده انتى صح، كده انتى هديه اللى عاشت طول عمرها راسها فوق
هديه ميلت راسها و عيطت بوجع.
حنين قربت جنبها بحزن: طب بتعيطى ليه دلوقت! قرارك ده ميطلعش غير من واحده قويه، مش واحده بالضعف ده!

هديه ردت بكسره: عشان قلبى واجعنى اوى
حنين بصتلها بعتاب: قولتلك قبل كده بلاش. قولتلك انه طالما كذاب يبقى كل لحظه معاه هتلاقى عنده جديد يصدمك. قولتلك متتسرعيش
هديه عيطت بعصبيه: و ممنعتنيش ليه؟ قولتى مره و سكتى ليه؟
حنين بصتلها بأسف: عشان كنت شيفاكى ماشيه ورا دماغك
هديه ردت بإنهيار: كنتى اكسرهالى و رجعينى.

رحاب طلعت عند شقة ابو ادم و خبطت.
فاطيمه فتحتلها و بصتلها برفض و فضلت واقفه قصادها ع الباب.
رحاب فركت إيديها بإحراج من حركة فاطيمه انها موسعتلهاش: صباح الخير يا طنط
فاطيمه ملامحها اقتضبت: خير
رحاب سكتت: ممكن ادخل؟ اصل
عابد خرج على صوتهم و قبل ما يتكلم شافها. و مجرد ما شافها بعفويه نفخ بملامحه مقبوضه.
رحاب بصتله بصدمه. هو بالذات مبيقابلهاش كده ابدا مهما حصل. ايه اتغير! للدرجادى الكل بقا كارهها!

بصتلهم بتوتر و عشان عايزه حاجه معينه داست على احراجها و خطت.
عدت من جنب فاطيمه و دخلت بخطوات تقيله.
قربت من عابد و ابتسمت بإحراج: صباح الخير يا عمو
عابد هز راسه بإبتسامه صغيره و رد بالعافيه: اهلا
رحاب شاورت ع الاوضه: هى. هي هديه نايمه و لا ايه ملهاش حس!
فاطيمه اندفعت ناحيتهم بضيق و عابد قاطعها.
بص لرحاب: اه. نايمه
رحاب اتوترت بإحراج من وقفتهم ف سكتها: اصل. اصل كنت عايزه
عابد قاطعها: نايمه مش هتصحى دلوقت.

رحاب بصتلهم بضيق: طب ممكن ادخل اتطمن عليها و
عابد رد بهدوء: معلش سيببها ترتاح
رحاب اندفعت بغضب من جفا معاملتهم: و هو انا اللى كنت تاعباها؟ انا
فاطيمه قربت منها بهجوم: انتى مبتعمليلهاش حاجه عشان تتعبيها و لا تريحيها. انتى صنم. كنت فاكراكى معندكيش قلب لكن طلعتى معندكيش دم. صنم و مبتحسيش
رحاب اتعصبت: و ده عشان بنتى و لا عشان المحروس ابنك؟

فاطيمه زعقت ف وشها: الاتنين عيالى. اذا كان هو و لا بنته. و لا تكونيش مصدقه بجد انها بنتك!
رحاب: انتى بتقولى كده عشان اللى حصل بينى و بين ابنك ف الخطف. مانا عارفه انه حكالك زى كا بيحكيلك كل حاجه بينا
فاطيمه: مش بقولك معندكيش دم!

عابد: بعد كل اللى ابنى عمله عشانك و بعد صبره عليكى ترفعى عليه مسدس؟ مفتكرتلهوش حاجه حلوه! مفتكرتيش بنتك! انا فضلت اساندك قدامه للاخر عشان مكنتش عايز اظلمك و انتى وليه و ظلم الولايا حسابه عند ربنا وحش. بس انتى اللى ظلمتى نفسك اما اثبتى انك متستاهليش
فاطيمه: متفكرنيش باللى حصل. انزلى عند امك يا رحاب. اقصرى الشر و انزلى عشان و الله.

رحاب زعقت: انا اللى و الله ما هسكت. ده بنتى ازاى تمنعينى عنها! انتى فاكره انك كده بتربينى و لا ايه!
فاطيمه: لا روحى لامك هي اولى بتربيتك
رحاب شاورت بعصبيه: ابنك يقولى ابعد عن بنتى و انتى تقوليلى بنتى! لا فوقوا انا سيباها بمزاجى. لكن يوم ما تحكم معايا قسما بالله ادوخ ابنك عليها.

فاطيمه زعقت: انتى للدرجادى انانيه و مبتفكريش غير ف نفسك! مفكرتيش ليه فيها من الاول! انتى عمرك ما حطتيها ف حساباتك غير اما لقيتى حساباتك بتخسر و انا عمرى ما هسمح انك تستغليها
رحاب زعقت لمجرد انها ابتدت تستوعب كل غلطها، ابتدت تفوق: ده بنتى
فاطيمه شاورتلها ع الباب: انتى عمرك ما كنتى ام. انتى لو اتظلمتى ف حاجه يبقى اتظلمتى ف نصيبك من الحنيه و الامومه اللى بيتزرعوا ف قلب كل ست اما تخلف.

محاسن شاورتلها بتهكم و هي طالعه على صوتهم: و انتى بقا اللى اخدتى نصيبك من الامومه؟ انتى هتصدقى انها بنتك و لا ايه! لا اصحى. ده بنت بنتى اللى شالتها ف بطنها مش بطنك
فاطيمه بصتلهم بصدمه و الدموع اتجمعت ف عيونها بضعف: براا
رحاب اتدخلت بينهم بتراجع و حاولت تسكّت امها: ماما اسكتى. محصلش حاجه انا اللى اتعصبت اما لقيت البنت نايمه. مفهمتش.

محاسن شاورت لفاطيمه بزعيق: الحبتين دول تعمليهم على اسم النبى حارسه المحروس ابنك. بس ده عشان انتى لاماه من الشوارع. انما بنت بنتى لاء. لها ام اولى بيها
رحاب حلقت على امها ترجّعها لورا: كفايه بقا. اسكتى.

محاسن: و دينى لو ما جيبتى البت لا انزل اعملكوا محضر انتى و ابنك و اقول انكم خاطفينها و مانعين بنتى تشوفها عشان في مشاكل مع ابنك. و هقول ان المشاكل دى بسبب انها اتخطفت بسبب شغله اللى مش جايبلها غير الكافيه. و هما حققوا معاهم ساعة الخطف، يعنى في محضر يثبت انها اتخطفت بسببه و كانت هتموت. و انه مش كفيل البت تفضل معاه و يبقى يورينى الشملول هيعمل ايه.

فاطيمه بصت لعابد بقلق و هو شاورلهم بإحترام: اتفضلوا لو سمحتوا على بيتكم و اما ابو فريد يجى انا هنزله.

فاطيمه استغلت كلام عابد معاهم و اتحركت لجوه جابت موبايلها بسرعه كلمت ادم حكتله بسرعه اللى حصل. خافت يعملوا اللى قالوه بجد!
ادم: و لا تقدر تعمل حاجه ده انا احبسها
فاطيمه عيطت: ادم اوعى تخليها تاخد هديه. انا خايفه عليها اوى. حاول تحل مشاكلك معاها بعيد عن البنت
ادم كان ف عربيته ف لف بسرعه بيها و هو بيكلمها: اعلى ما ف خيلها تركبه. اوعى تديها البنت و انا جاى. و دينى لا اربيها.

فاطيمه عيطت و هي بتقفل معاه: امال انا كنت خايفه من الطلاق ليه! خايفه لا بنتك اللى تدفع التمن! عشان كده كنت بقول بلاش.

عابد برا مع رحاب و امها و الزعيق بيشد بينهم.
عابد شاورلهم: الكلام معدش بتاع الحريم. لكوا راجل يبقى الكلام معاه
رحاب بصتله بخوف: عمو صدقنى انا. انا. محصلش حاجه. انا كان قصدى
محاسن قاطعتها و شدتها وراها: انت هتهددنا؟
عابد: لا بس في رجاله هتقعد و تتكلم
رحاب بصتله بفزع و زقت امها لبرا و هي بتزعق: كفايه بقا، حرام عليكى اسكتى هتخربى بيتى.

محاسن شاورتلهم بزعيق و رحاب بتخرجها بالعافيه: قول لابنك و الله ما هسيبه يقهر بنتى. لو قهر بنتى هقهره على بنته بقية حياته
رحاب بتخرّجها: كفايه بقا. كفايه حرام عليكى بيتى هيتخرب بسببك. اسكتى
بتزقها لبرا و محاسن بتزعق و هي بتتكلم خبطوا ف ادم اللى جاى عليهم.
ادم بصّلهم بغضب: انتوا ايه اللى جابكوا هنا؟
محاسن شاورتله: اهلا بالشملول. انت جيت؟ ياترى بقا جاى لوحدك و لا امك لحقت خبرّتك؟

ادم شاور لرحاب بغضب: انتى ايه اللى جابك هنا؟ انا مش قولتلك ابعدى عن بنتى! مش قولتلك غورى على بيت ابوكى لحد ما اخلصّك!
رحاب تهتهت بزعل: انا. انا بحبك يا ادم. انا غلطت اه، بس
ادم شدها بعنف من دراعها و زعق: و انا مش عايز اسمع اعذار. قولتلك خلاص خلصت. بس بردوا غبيه مبتفهميش. انتى حتى جايه تعكى اكتر بدل ما تصلحى. جايه تهددينى ببنتى انتى و امك! هو ده اخر اللى شاورتلك عليه تعمليه!

رحاب هزت راسها بدموع: لالا و الله. انا. انا مقولتلهاش حاجه. مش هقولها حاجه تانى و
ادم حدفها بعنف: طب و حياة امك ما هتشوفى بنتك دى تانى و خلى امك تنفعك
محاسن شدتها وراها و قربتله: طب و حياة امك انت انا اللى هخليك ماتشوف بنتك دى تانى
رحاب حاولت تشدها: ملكيش دعوه يا ماما. ملكيش دعوه دى حاجه بينى و بينه متدخليش.

محاسن زقتها و كملت معاه: هعمل فيك محضر زى ما المحروسه امك قالتلك. و هقولهم انك مش وش تشيل مسئولية البت. و هاخدها منك. و هقهرك عليها زى ما قاهرنى على بنتى
رحاب شدتها اما شافت نظرات ادم العنيفه: ملكيش دعوه. ملكيش دعوه ببنتى. احنا هنحل الموضوع بينا انا غلطانه انى سمعت كلامك.

محاسن كملت معاه: و لو جدع روح اتجوز المصديه اللى بتهدد بنتى بيها يا ابو شرع. عشان تبقى كملتها. و اقولهم دى واحده خطافة رجاله و كانت صايعه معاك قبل ما تتجوز و لافت عليك و صاعت معاك و خربت بيتك و خدتك من بيتك و مراتك و هما اللى هيقولوا انها متنفعش. انك متنفعش لحضانة البنت و انت متجوز واحده زى دى
ادم بص لرحاب بحده: ابقى اعمليها. و انا و الله اخليكى تزعلى على نفسك مش تزعلى عليها.

رحاب صوتها اتهز بدموع لمجرد انها حست ان اللى قدامها ده واحد تانى غير ادم اللى عاشرته: انا. بحبك. بص تعالى نصلح اللى فات
ادم رفع وشه و اخد نَفس عنيف: معتش ينفع
محاسن بصتله اوى على جموده اللى واضح انه واخد قراره خلاص. استغلت انشغاله بالكلام مع رحاب و ابوه و امه بينهم و اتحركت لجوه الشقه!

رحاب مدت إيدها حاولت تشده للسلم بتهتهه: تعالى ننزل شقتنا. تعالى نتكلم. هنتفاهم و شوف انت عايز ايه و انا
ادم شد إيده منها بجفا: خلاص. خلصت يا رحاب
رحاب وقفت بدموع مهزوزه و هو وقف بجمود: انتى طا...
محاسن خرجت بسرعه بهديه الصغيره على دراعها.
فاطيمه لمحتها ف اندفعت عليها بفزع: ادددم، الحق يا ادم
ادم قطع كلمته و بص وراه بخضه شاف حماته بتشد بنته من على دراع امه.

قرب منهم بغضب و مد إيده حاول يتدخل يفصلهم و ياخد بنته.
رحاب جريت وراه و مدت إيدها بتحاول تسلكهم رغم انه مشافهاش غير انها واقفه قصاده بتتقاسم ف البنت رغم انها جنبه!

ادم زعق و حاول يزق حماته اللى بتشد البنت منه: سيبى البنت بقولك. هي ملهاش دعوه. ملهاش علاقه بأى حاجه. خرجوها من القرف اللى بينا. انا مش هسمح تدفع التمن. تبقى ضحيه جديده.

محاسن شدتها منه: انت اللى دخلتها. مش عايز تقهر بنتى عشان كلبه لاممها من الشارع؟ انا هدوّقك و اقهرك علي بنتك و ابقى ورينى هتعمل ايه.

ادم شد منها البنت فصلها عنهم و اداها لأمها وراه و قرب بجنون منهم. مسك رحاب من شعرها و حدفها ناحية السلم. اول ما اتعدلت ضربها بالقلم على وشها. ضربها قلم و قلم و كذا قلم و هي بتعيط بعصبيه: بتضربنى عشان الذباله الوس بتاعتك! اكيد قالتلك ع اللى بعتهولها!
ادم بصلها قوى و رغم انه مفهمش ضربها بالقلم هزها: هي مبتتوسخش بس الا اما اسمها يعدى على لسانك.

رحاب اتعدلتله بعصبيه: تستاهل، كانت تستاهل الفضيحه، انا غلطانه انى مفضحتهاش و
ادم جرجرها من شعرها و هو بينزلها لتحت: انتى ط
محاسن حاولت تفصلهم معرفتش لفّت وراها لفاطيمه شدت منها البنت و فاطيمه بتعدلها و هي بتشدها البنت وقعت وسطهم!
ادم لف وشه وراه لهم و شاف بنته ع الارض مكوّره و ضامه رجليها على بعض و ضامه دراعاتها واخده وضع الجنين و بتزوم بعصبيه!

ادم بصّلها قوى و عابد بيميل ع البنت عدلها و فاطيمه ميلت جنبه ضمتها و حاولت تطمن عليها و محاسن بتميل عليهم تشوفها.
ادم مشافش من كل ده غير بنته اللى مشافهاش اصلا! شاف نفسه على ملامحها! شاف العيل الصغير اللى تاه ف السكه اول ما شاف ابوه بيمد إيده على مراته عشان عرف واحده تانيه اياً كان مين فيهم امه!
شاف اللحظه اللى من اول خلافه مع رحاب كان خايف منها!
جسمه اتشنج بعصبيه و عينيه ضلمت بغضب.

بص لرحاب و تشنجاته بتزيد: انتى طال
فجأه عينيه غمضت بتشنّج و جسمه تشنجاته وصلت لحد النفض. رفع إيده بالعافيه مسك دماغه بتعب و عينيه اللى متعلقه ببنته بتزوغ و تغمض و تفتح لحد ما وقع وسطهم مغمى عليه!
عابد ساب فاطيمه بالبنت و جرى عليه بلهفه بس ادم،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة